ﰡ
[سورة البلد]
١ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ: أي: وأنت مستحل الحرمة، فيكون واو وَأَنْتَ واو الحال «١»، وهذا قبل الهجرة، ثم استأنف وأقسم بقوله:وَوالِدٍ. أي: آدم، وَما وَلَدَ: ذريته «٢».
وقيل «٣» : إنه إثبات القسم، والمعنى: وأنت حلال تصنع ما تشاء، كما روي أنه أحلّ له يوم الفتح «٤».
وقيل «٥» : حِلٌّ: حالّ، أي: ساكن.
٤ فِي كَبَدٍ: في شدائد «٦» لو وكلناه إلى نفسه فيها لهلك.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٣٠/ ١٩٥، ١٩٦) عن مجاهد، وقتادة، وأبي صالح، والضحاك.
وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٤٢٥، وزاد نسبته إلى سفيان الثوري، وسعيد بن جبير، والسّدّي، والحسن البصري، وخصيف، وشرحبيل بن سعد وغيرهم ثم قال: «وهذا الذي ذهب إليه مجاهد وأصحابه حسن قوي لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن، وهو آدم أبو البشر وولده»، وتوقف الطبري في القول بتخصيص هذه الآية بآدم وذريته، فقال: «والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا: إن الله أقسم بكل والد وولده، لأن الله عم كل ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه كما عمه».
(٣) وهو أصح الوجوه عند الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٥٦.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣٢٧، وزاد المسير: ٩/ ١٢٦، وتفسير القرطبي:
٢٠/ ٥٩.
(٤) ينظر صحيح البخاري: ١/ ٣٥، كتاب العلم، باب «ليبلغ العلم الشاهد الغائب»، وصحيح مسلم: ٢/ ٩٨٨، كتاب الحج، باب «تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها».
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٥٦، والفخر الرازي في تفسيره: ٣١/ ١٨٠.
(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٩٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٢٨، وتفسير الطبري: ٣٠/ ١٩٦، والمفردات للراغب: ٤٢٠.
١٠ وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ: طريقين في ارتفاع «٢»، وهما ثديا أمّه «٣».
وفي الحديث «٤» :«إنّهما طريقا الخير والشّر».
١١ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ: الاقتحام: الدخول السّريع، والعقبة: طريق النّجاة «٥».
وقيل «٦» : الصراط. وقيل «٧» : الهوى والشّيطان واقتحامها فك رقبة،
(٢) مجاز القرآن: ٢/ ٢٩٩، والمفردات للراغب: ٤٨٢، واللسان: ٣/ ٤١٥ (نجد)
. (٣) ذكر ابن قتيبة هذا القول في تفسير غريب القرآن: ٥٢٨، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ٣٠/ ٢٠١ عن ابن عباس.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٥٩ عن قتادة، والربيع بن خثيم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٥٢٢، وعزا إخراجه إلى الفريابي، وعبد بن حميد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. كما عزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن عكرمة، والضحاك.
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ٢/ ٣٧٤ عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكذا الطبري في تفسيره: ٣٠/ ١٩٩، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٢٣ كتاب التفسير، «تفسير سورة البلد» وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وروي مرفوعا في رواية عبد الرزاق في تفسيره: ٦١٩ عن الحسن وأرسله وكذا أخرجه الطبري في تفسيره: ٣٠/ ٢٠٠ عن الحسن مرفوعا.
ورجح الطبري هذا القول.
(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ٤٥٩ عن ابن زيد، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: ٩/ ١٣٤.
(٦) نقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٥٩ عن الضحاك، ونقله البغوي في تفسيره: ٤/ ٤٨٩ عن الضحاك، ومجاهد، والكلبي.
وانظر زاد المسير: ٩/ ١٣٤، وتفسير القرطبي: ٢٠/ ٦٧.
(٧) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٤٥٩ عن الحسن، وكذا القرطبي في تفسيره: ٢٠/ ٦٧، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٩/ ١٣٤ وقال: «ذكره علي بن أحمد النيسابوري في آخرين». [.....]
١٦ ذا مَتْرَبَةٍ: مطروحة على التراب «١».
و «المسغبة» «٢» : المجاعة «٣».
٢٠ مُؤْصَدَةٌ: مطبقة.
[سورة الشمس]
٢ وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها: ليلة إبداره «٤».
٣ جَلَّاها: أبداها «٥»، أي: الظّلمة «٦». جلّى الشّيء فتجلّى، وجلّى ببصره: رمى به، وجلا لي الخبر: وضح «٧».
٤ يَغْشاها: يسترها «٨»، أي: الشّمس.
٥ وَما بَناها بمعنى المصدر، أي: وبنائها «٩»، أو ما بمعنى
٣٠/ ٢٠٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣٣٠، واللسان: ١/ ٢٢٩ (ترب).
(٢) في قوله تعالى: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [آية: ١٤].
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢٦٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٢٨، وتفسير الطبري: ٣٠/ ٢٠٣، والمفردات للراغب: ٢٣٣.
(٤) ينظر تفسير الماوردي: ٤/ ٤٦٢، وتفسير البغوي: ٤/ ٤٩١، وزاد المسير: ٩/ ١٣٨، والبحر المحيط: ٨/ ٤٧٨.
(٥) في «ج» : كشفها.
(٦) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ٢٦٦، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٢٩، وتفسير الطبري: ٣٠/ ٢٠٨، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ٣٣٢.
(٧) اللسان: ١٤/ ١٥٠ (جلا).
(٨) تفسير الماوردي: ٤/ ٤٦٣.
(٩) هذا قول الزجاج في معانيه: ٥/ ٣٣٢، وانظر تفسير الماوردي: ٤/ ٤٦٣، وتفسير القرطبي: ٢٠/ ٧٤، والبحر المحيط: ٨/ ٤٧٨.