ﰡ
٩٢٤- القاضي عياض : قال ابن نافع وأشهب : قلت يا أبا عبد الله ﴿ وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة ﴾ ينظرون إلى الله ؟. ١
قال : نعم بأعينهم هاتين.
فقلت : له : فإن قوما يقولون : لا ينظر إلى الله، إن ﴿ ناضرة ﴾ بمعنى منتظرة إلى الثواب٢.
قال : كذبوا، بل ينظر إلى الله، أما سمعت قول موسى عليه السلام :﴿ رب أرني أنظر إليك ﴾٣ أفترى موسى سأل ربه محالا ؟ فقال الله : لن تراني في الدنيا لأنها دار فناء، ولا ينظر ما يبقى بما يفنى، فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله :﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾ [ المطففين : ١٥ ].
٩٢٥- أبو نعيم : عن الحسين بن عبد العزيز قال : سمعت أبا حفص يقول : سمعت مالك ابن أنس يقول ﴿ وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة ﴾ قوم يقولون إلى ثوابه، قال مالك : كذبوا فأين هم عن قول الله تعالى :﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾٤. ٥
ويستدل على جوازها بأن موسى عليه السلام طلبها، وموسى النبي الكريم لا يطلب محالا، فلو كانت محالا ما طلبها. وأن النفي للرؤية، إنما يقع على الرؤية في الدنيا، لأن الدنيا هي دار الفناء فالجوارح الإنسانية فيها إلى فناء، إلى أن يعيدها الله سبحانه وتعالى كما بدأها، فتكون إلى البقاء. والباقي لا يرى إلا بما هو من الجوارح التي للقاء، وهذا الأخير دليل خطابي بعث إليه الإيمان بظاهر المنقول وليس برهانا منطقيا، حتى يناقش بأساليب المناطقة ويوضع على نظام أقيستهم" مالك حياته وعصره وآراؤه وفقهه: ١٦٠..
٢ - الثواب: ما يستحق به الرحمة والمغفرة من الله تعالى، والشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم. وقيل الثواب هو إعطاء ما يلائم الطبع. التعريفات: ٧٢. ينظر: أنيس الفقهاء/٢٦١..
٣ - سورة الأعراف: الآية: ١١٣..
٤ - سورة المطففين: الآية: ١٥..
٥ - الحلية: ٦/ ٣٢٦..
٩٢٤- القاضي عياض : قال ابن نافع وأشهب : قلت يا أبا عبد الله ﴿ وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة ﴾ ينظرون إلى الله ؟. ١
قال : نعم بأعينهم هاتين.
فقلت : له : فإن قوما يقولون : لا ينظر إلى الله، إن ﴿ ناضرة ﴾ بمعنى منتظرة إلى الثواب٢.
قال : كذبوا، بل ينظر إلى الله، أما سمعت قول موسى عليه السلام :﴿ رب أرني أنظر إليك ﴾٣ أفترى موسى سأل ربه محالا ؟ فقال الله : لن تراني في الدنيا لأنها دار فناء، ولا ينظر ما يبقى بما يفنى، فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله :﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾ [ المطففين : ١٥ ].
٩٢٥- أبو نعيم : عن الحسين بن عبد العزيز قال : سمعت أبا حفص يقول : سمعت مالك ابن أنس يقول ﴿ وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة ﴾ قوم يقولون إلى ثوابه، قال مالك : كذبوا فأين هم عن قول الله تعالى :﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾٤. ٥
ويستدل على جوازها بأن موسى عليه السلام طلبها، وموسى النبي الكريم لا يطلب محالا، فلو كانت محالا ما طلبها. وأن النفي للرؤية، إنما يقع على الرؤية في الدنيا، لأن الدنيا هي دار الفناء فالجوارح الإنسانية فيها إلى فناء، إلى أن يعيدها الله سبحانه وتعالى كما بدأها، فتكون إلى البقاء. والباقي لا يرى إلا بما هو من الجوارح التي للقاء، وهذا الأخير دليل خطابي بعث إليه الإيمان بظاهر المنقول وليس برهانا منطقيا، حتى يناقش بأساليب المناطقة ويوضع على نظام أقيستهم" مالك حياته وعصره وآراؤه وفقهه: ١٦٠..
٢ - الثواب: ما يستحق به الرحمة والمغفرة من الله تعالى، والشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم. وقيل الثواب هو إعطاء ما يلائم الطبع. التعريفات: ٧٢. ينظر: أنيس الفقهاء/٢٦١..
٣ - سورة الأعراف: الآية: ١١٣..
٤ - سورة المطففين: الآية: ١٥..
٥ - الحلية: ٦/ ٣٢٦..