تفسير سورة الإنشقاق

البسيط للواحدي
تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب التفسير البسيط المعروف بـالبسيط للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ

تفسير سورة انشقت (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾، قال المفسرون: انشقاقها من علامات القيامة (٢)، وذكر ذلك في مواضع من القرآن (٣).
٢ - ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ قالوا: سمعت لربها وأطاعت في الانشقاق (٤). من الأذن، وهو الاستماع للشيء، والإصغاء إليه، وأنشد
(١) مكية بقول الجميع. انظر: "تفسير مقاتل" ٢٣٣/ أ، "جامع البيان" ٣٠/ ١١٢، "بحر العلوم" ٣/ ٣٦٠، "الكشف والبيان" ج ١٣: ٨٥/ أ، "زاد المسير" ٨/ ٢٠٨، "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٣، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٥.
(٢) عزاه ابن الجوزي إلى المفسرين في: "زاد المسير" ٨/ ٢٠٩، والقرطبي في: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٦٧، وبه قال الماوردي في: "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٣، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٣، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٥٦، "الكشاف" ٤/ ١٩٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٠٩، "لباب التأويل" ٤/ ٤٦٣، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢١.
(٣) نحو ما جاء في سورة الحاقة عند قوله تعالى: ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ ١٦، وسورة الفرقان: ٢٥، وسورة الرحمن: ٣٧.
(٤) قال بذلك: قتادة، وابن عباس، وسعيد، ومجاهد، والضحاك، والسدي.
انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٥٨، "جامع البيان" ٣٠/ ١١٣، "الدر المنثور" ٨/ ٤٥٥.
وقال به أيضًا: السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٠، والثعلبي في "الكشف والبيان" ج: ١٣/ ٥٨/ أ، والما وردي في: "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٣. =
أبو عبيدة (١) (٢)، و (المبرد (٣)، والزجاج (٤) (٥) قول قعنب:
صُمُّ إذا سَمِعوا خيراً ذُكِرْتُ به وإذا ذُكِرْتُ بُسوءٍ أَذِنوا (٦)
وقوله: ﴿حَقَّت﴾ أي وحُقَّ لها أن تطيع ربها (٧) الذي خلقها (٨).
٣ - (قوله) (٩): ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ﴾ قال ابن عباس: تمد مد
= وانظر أيضًا: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٣، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٥٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٠٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٦٧، "لباب التأويل" ٤/ ٣٦٣، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢١.
(١) في (أ): أبو عبيد.
(٢) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩١ ونسب بيت الشعر إلى رؤبة.
(٣) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٤.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٣
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) ورد البيت أيضًا في: ديوان الحماسة (شرح التبريزي): ٢/ ١٨٧ منسوبًا إلى قعنب. "لسان العرب" ١٣/ ١٠: مادة: (أذن)، "جامع البيان" ٣٠/ ١١٢، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٤، "زاد المسير" ٨/ ٢٠٩،"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٦٧، "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٥، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٦.
معناه: صم.. إلخ: أي: هم صم، وأذنوا.. إلى آخر البيت: بمعنى استمعوا، والمعنى أنهم يميلون إلى ما يصل إلى آذانهم من الهجو فيه، ويرتاحون إليه، وينحرفون عما يصل إليها من المدح له، وينفرون منه.
شرح ديوان الحماسة للتبريزي: ٢/ ١٨٧ - ١٨٨.
(٧) في (أ): فيها، بدلاً من: ربها.
(٨) وهذا قول الضحاك، وقتادة، والسدي.
انظر: "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٤، "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٥، "الدر المنثور" ٨/ ٤٥٥.
(٩) ساقط من (ع).
الأديم (١) ويزاد في سعتها كذا وكذا (٢). قال (٣) مقاتل: سويت كمد الأديم، فلا يبقى (٤) عليها بناء، ولا جبل، إلا دخل فيها (٥).
٤ - ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا﴾ من الموتى، والكنوز (٦). ﴿وَتَخَلَّتْ﴾ منها.
قال الفراء: وجواب ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وما بعده كالمتروك؛ لأن المعنى معروف قد تردد في في القرآن معناه فعرف، وقد فسر جوابه فيما يقى الإنسان من ثواب أو عقاب، وكأن المعنى: إذا السماء انشقت يرى الإنسان الثواب والعقاب. وهو قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ﴾ (٧) الآية.
ونحو هذا قال الزجاج: وجواب ﴿إذا﴾ يدل عليه قوله عز وجل:
(١) الأديم: الجلد المدبوغ، والجمع أدم بفتحتين وبضمتين أيضًا، وهو القياس. "المصباح المنير" ١/ ١٥: مادة: (أدم).
(٢) ومعنى هذا القول ورد في: "الكشاف" ٤/ ١٩٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٠٩، "التفسير الكبير" ٣١ - ١٠٤ - ١٠٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٦٨ وعزاه أيضًا إلى ابن مسعود.
(٣) قال: مكرر في (ع).
(٤) في (أ): يبقا.
(٥) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦١، "زاد المسير" ٨/ ٢٠٩، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٦.
(٦) وإلى هذا ذهب الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٣. ، والسمرقندي في: "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٠، والثعلبي في: "الكشف والبيان" ج ١٣: ٥٨/ أ.
وقد ضعف ابن عطية هذا القول بقوله: وهذا ضعيف؛ لأن ذلك يكون وقت خروج الدجال، وإنما تلقى يوم القيامة الموتى. "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٥٦.
أما الألوسي فقال: والقول بأن "يوم القيامة متسع يجوز أن يدخل فيه وقت خروج الدجال" ينبغي أن يلغى، ولا يلتفت إليه. "روح المعاني" ٣٠/ ٧٩.
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٠ بتصرف، وهو ما رجحه الطبري. انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١١٤، وهناك أقوال أخرى في جواب ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ فليراجع في ذلك: "البيان في غريب إعراب القرآن" لابن الأنباري: ٢/ ٥٠٣.
355
﴿فَمُلَاقِيهِ﴾ (١).
المعنى: إذا كان يوم القيامة لقي الإنسان عمله (٢).
وقوله: ﴿إِنَّكَ كَادِحٌ﴾ ([..] (٣) معنى الكدح في اللغة: السعي والدؤوب في العمل في باب الدنيا والآخرة) (٤).
وقال الليث: الكدح عمل الإنسان من الخير والشَّر (٥). وقال أبو عبيدة: فلان يَكدَح في عيشه (٦) أي يجهد، وأنشد (٧) لابن مقبل:
ومَا الدهر إلا تارتان فمنهما أَمُوت وأخرى أبتغي العيش أكدح (٨)
أي: وتارة أبتغي في طلب العيش وأدأب (٩). قال الكلبي (١٠)،
(١) سورة الإنسان: ٦
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٣.
(٣) ورد في (أ): لفظ: معناه. وهي زيادِة في الكلام.
(٤) ما بين القوسين من "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٤.
(٥) "تهذيب اللغة" ٤/ ٩٤: مادة: (كدح) بنصه، وانظر: "لسان العرب" ٢/ ٥٦٩: مادة: (كدح).
(٦) "مجاز القرآن" ٢/ ٣٩٢.
(٧) أي الزجاج.
(٨) ورد البيت في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٤ برواية "فما الدهر" بدلًا من "ومَا الدهر"، " الكشف والبيان" ج ١٣: ٥٨/ ب برواية: "هل العيش"، "زاد المسير" ٨/ ٢١٠، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٦، "روح المعاني" ٣٠/ ٧٩، أضواء البيان: ٩/ ١١٤.
(٩) من قول الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٤.
(١٠) "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٠، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٣، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٦.
356
(والضحاك) (١) (٢): إنك عامل لربك عملًا. وقال مقاتل: سَاعٍ بعملك إلى ربك سعياً (٣).
وقوله (٤): ﴿فَمُلَاقِيهِ﴾ قال أبو إسحاق: فملاق ربك. وقيل: فملاق عملك (٥).
والمعنى: ثواب عملك.
٧، ٨ - (قوله تعالى) (٦): ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨)﴾ قال مقاتل: (لأنه) (٧) يغفر ذنوبه، ولا يحاسب بها (٨). وروت عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من نوقش الحساب فقد هلك"، قلت: يا رسول الله، ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨)﴾؟ قال: "ذلك العرض، ولكن من نوقش الحسَاب عُذب" (٩).
فمعنى قوله: ﴿يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ أي تعرض عليه سيئاته، ثم يغفرها
(١) المراجع السابقة عدا "بحر العلوم".
(٢) ساقط من (أ).
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٣٣/ أ، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦٠، "زاد المسير" ٨/ ٢١٠.
(٤) في (أ): قوله.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٤
(٦) ساقط من (ع). وتكرر ذلك مرارا في السورة والتي بعدها.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) تفسير "الوسيط" ٤/ ٤٥٢.
(٩) أخرجه البخاري في: "الجامع الصحيح" ٣/ ٣٢٢ ح: ٤٩٣٩: كتاب التفسير: باب: ٨٤، ولفظ البخاري عن عائشة: رضي الله عنها: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس أحد يحاسب إلا هَلك"، قالت: يا رسول الله -جعلني الله فِداءك- أليس يقول الله عز وجل: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨)﴾؟ قال: "ذاك العَرْض يُعْرضون، ومن نوقش الحساب هَلك". =
الله له، فهو الحساب اليسير (١). ﴿وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ﴾ في الجنة، يعني أزواجه من الحور العين، والآدميات، مغتبطاً قرير العين بما أوتي من الخير والكرامة. قاله ابن عباس (٢)، ومقاتل (٣).
١٠ - ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ﴾ قال الكلبي: لأن يمينه مغلولة إلى
= وانظر أيضًا: نفس المرجع: ٤/ ١٩٨: ح: ٦٥٣٩، ٦٥٣٧: كتاب الرقاق، باب: ٤٩.
كما أخرجه مسلم في: صحيحه: ٤/ ٢٢٠٤: ح: ٢٨٧٦: كتاب الجنة وهف نعيمها وأهلها: باب: إثبات الحساب.
كما أخرجه الإمام أحمد في: المسند: ٦/ ٤٧.
سنن الترمذي: ٥/ ٤٣٤، ح: ٣٣٢٧: كتاب تفسير القرآن: باب ٧٦، وقال أبو عيسى: حديث حسن صحيح، نفس المرجع: ٤/ ٦١٧، ح: ٢٤٢٦، كتاب صفة القيامة: باب: ٥،
وللجمع بين الآية وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما ذلك العرض) قال الحافظ ابن حجر: وجه المعارضة أن لفظ الحديث عام في تعذيب كل من حوسب، ولفظ الآية دال على أن بعضهم لا يعذب، وطريق الجمع أن المراد بالحساب في الآية العرض، وهو إبراز الأعمال وإظهارها، فيعرف صاحبها بذنوبه ثم يتجاوز عنه.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري: لابن حجر: ١١/ ٤٠٢: كتاب الرقاق: باب ٤٩، وانظر تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: للإمام محمد بن عبد الرحمن المباركفوري: ٧/ ٩٥ - ٩٦ ح: ٢٥٤٣: باب: ٥.
(١) عزا الشوكاني هذا القول إلى المفسرين في: "فتح القدير" ٥/ ٤٠٦ - ٤٠٧، وقال به ابن زيد، ومقاتل، انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١١٦، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦١.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٤، "زاد المسير" ٨/ ٢١٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٠، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٧.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في المراجع السابقة.
358
عنقه، وتكون يده اليسرى خلف ظهره (١). وقال مجاهد: تجعل يده وراء ظهره (٢). وقال مقاتل: تخلع يده اليسرى فتكون وراء ظهره (٣) (٤).
﴿فَسَوْفَ يَدْعُو﴾ إذا قرأ كتابه قال: (يا ويلاه (٥)، يا ثبوراه.) (٦) كقوله ﴿دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾ [الفرقان: ١٣].
﴿وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾ (يقال صلى (٧) الكافر النار. قال الله تعالى: ﴿وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [النساء: ١٠]) (٨) وقرئ (٩): "يُصلّى" بضم الياء وتشديد اللام (١٠).
(١) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٧، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٧، كما ورد من غير عزو في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٤، الكشاف ٤/ ١٩٨.
(٢) "تفسير مجاهد" ٧١٤، "جامع البيان" ٣٠/ ١١٧، "الكشف والبيان" ج ١٣: ٥٩/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٤، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٧، "الدر المنثور" ٨/ ٤٥٧، وعزاه إلى ابن المنذر.
(٣) التفسير "الوسيط" ٤/ ٤٥٣، أما الذي ورد عنه في تفسيره: ٢٣٤/ أقوله: يشق صدره حتى يخرج قلبه من وراء ظهره من بين كتفيه..
(٤) قول مقاتل قد كرر في: ع.
(٥) في (أ): ياودله.
(٦) ما بين القوسين قال به الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٤.
(٧) في (أ): أصلى.
(٨) ما بين القوسين نقله عن الفارسي: "الحجة" ٦/ ٣٩٠ بيسير من التصرف.
(٩) في (أ): قرء.
(١٠) قرأ بذلك ابن كثير، ونافع، وابن عامر، والكسائي، ووافقهم ابن محيصن، والحسن وقرأ عاصم، وأبو عمرو، وحمزة، وخلف، ويعقوب، وأبو جعفر "يَصْلَى" بفتح الياء وسكون الصاد وتخفيف اللام من صلى.
وقرأ عباس عن خارجة عن نافع: "ويَصْلى" خفيفة من أصليت.
وقرأ عباس عن أبان عن عاصم مثله: ويُصْلَى بضم الياء خفيف. =
359
وقوله: ﴿وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ [الواقعة: ٩٤] (١).
١٣ - (وقوله تعالى) (٢): ﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ﴾ (٣) يعني في الدنيا (٤) ﴿مَسْرُورًا﴾ مستبشرًا باتباع هواه، وركوب ما منته نفسه من شهواته.
١٤ - قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ لن (٥) يرجع إلى الآخرة (٦) أي: لن يبعث.
قال ابن عباس (٧)، ومقاتل (٨): حسب لا (٩) يرجع إلى الله.
والحور: الرجوع، والمحار: المرجع والمصير (١٠). أنشد أبو
= انظر: "كتاب السبعة" ٦٧٧، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦١، "الحجة" ٦/ ٣٩٠، حجة القراءات: ٧٥٥ - ٧٥٦، "الكشف" ٢/ ٣٦٧، الإتحاف: ٤٣٦، تجبير التيسير: ١٩٨.
(١) في (أ): تصلية جهنم.
(٢) ساقط من (ع).
(٣) ﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾.
(٤) قاله قتادة. انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١١٨، وإليه ذهب الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٤، والثعلبي في: "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٥٩/ أ.
(٥) في (أ): أن.
(٦) وهو قول قتادة، وابن عباس، وسفيان، ابن زيد: "جامع البيان" ٣٠/ ١١٨، وبه قال القراء في: "معاني القرآن" ٣/ ٢٥١، وابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٢١.
(٧) ورد معنى قوله في: "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٥٩/ أ، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٥٨، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٢، "الدر المنثور" ٨/ ٤٥٧، وعزاه إلى ابن حاتم.
(٨) "تفسير مقاتل" ٢٣٤/ ب، "بحر العلوم" ٣١/ ١٠٨، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٨.
(٩) في (أ): ألا.
(١٠) قال الليث: الحَوْر: الرجوع من الشيء إلى غيره، وكل شيء يتغير من حال إلى =
360
عبيدة (١) للبيد:
ومَا المرءُ إلا كالشهاب وضوءه يحورُ رمَاداً بعد إذ هو سَاطِعُ (٢)
وأنشد أيضًا للمُنَحّل اليَشكُريّ:
إذا كنت عاذلتي (٣) فسيري نحو العراق ولا تَحُوري (٤)
قال الله تعالى: ﴿بَلَى﴾ (٥) ليحورن، وليبعثن. قاله مقاتل (٦)،
= حال فإنك تقول حار يحور، والمحاورة مراجعة الكلام في المخاطبة.
وأصل التحوير في اللغة من: حار يحور، وهو الرجوع، والتحوير: الترجيع. "تهذيب اللغة" ٥/ ٢٢٧: مادة: (حور). وانظر: "الصحاح" ٢/ ٦٣٨، "لسان العرب" ٤/ ٢١٧، وكلاهما تحت مادة: (حور).
(١) لم أجد في "مجاز القرآن" بيت لبيد المذكور، والمعزو إنشاده لأبي عبيدة.
(٢) ورد البيت في: ديوانه: ٨٨، ط. دار صادر، كما ورد تحت مادة: (حور) في: "تهذيب اللغة" ٥/ ٢٢٧، "لسان العرب" ٤/ ٢١٧، وانظر أيضًا: "الكشف والبيان" ج ١٣: ٥٩/ أ، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٦، "زاد المسير" ٨/ ٢١١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧١، "الدر المنثور" ٨/ ٤٥٨: وكلها برواية "وضوئه" بدلاً من "وضوءه"، عدا "زاد المسير" براوية "وضوؤه"، وقد عزاه السيوطي في: الدر إلى ابن عباس، وانظر: "روح المعاني" ٣٠/ ٨١.
ومعنى البيت: الشهاب: النار، يحور: يصير، ساطع: مشتعل.
يقول كل امرئ يخبو بعد توقد: حين تدركه المنية، كالنار تكون ساطعة الضوء ثم تصبح رمادا. ديوانه: ٨٨.
انظر: "الشعر والشعراء" ٤٠٤ - ٤٠٥، "معجم الشعراء الجاهليين والمخضرمين" ٣٥١: ت ٦٤٤.
(٣) في (أ): عاذلي.
(٤) ورد البيت في: "الأصمعيات" تحقيق أحمد شاكر، وعبد السلام هارون: ٥٨.
(٥) ﴿بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله؛ سواء في تفسيره، أو غيره من كتب التفسير التي بين يدي، وقد ورد بمثله من غير عَزو في: "الوسيط" ٤/ ٤٥٤.
361
(والفراء) (١) (٢).
١٥ - ثم أستأنف (قوله تعالى): ﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾
قال الكلبي: بصيراً به من خلقه إلى أن بعثه (٣) (٤).
وقال عطاء: بصيراً بما سبق عليه في أم الكتاب من الشقاء والخزي (٥).
قال (٦) مقاتل: بصيراً متى يبعثه (٧).
وقال أبو إسحاق: كان به بصيرًا قبل أن يخلقه، عالماً بأن مرجعه إليه (٨).
١٦ - قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾ قال الكلبي: هي العمرة التي تكون في المغرب (٩).
وقال مقاتل: الشفق الذي يكون بعد غروب الشمس في الأفق قبل الظلمة (١٠).
(١) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥١
(٢) ساقط من (أ)
(٣) في (أ): يبعثه.
(٤) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٨، وورد بمثل قوله من غير عزو في: "الباب التأويل" ٤/ ٣٦٣، ولم أعثر على قوله في تفسير.
(٥) المرجع السابق
(٦) في (ع): وقال.
(٧) المرجع السابق
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٥ بنحوه.
(٩) "التفسير الكبير" ٣٠/ ١٠٩.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله. وورد عند البغوي معزوًا إلى ابن عباس وأكثر المفسرين: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٤، ومن غير نسبة في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٥. =
362
وقال عكرمة: مَا بقي من النهار (١).
وقال مجاهد: هو النهار كُلَه (٢).
هذا ما ذكر المفسرون في تفسير الشفق، وأهل اللغة على أن الحمرة من بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء الآخرة (٣).
وهو قول الليث (٤)، والفراء (٥)، والزجاج (٦)، (وعمرو عن أبيه) (٧) (٨) قالوا: الشفق الحمرة في السماء (٩).
= والذي ورد عنه في تفسيره: ٢٣٤/ ب: قال: هو العمرة إلى أن تغيب. قلت: وهو معنى ما أورده الواحدي عنه.
(١) "الكشف والبيان" ج ١٣: ٥٩/ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٧، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٤، "زاد المسير" ٨/ ٢١٢.
(٢) "تفسير مجاهد" ٧١٥، "جامع البيان" ٣٠/ ١١٩، "بحر العلوم" ٣/ ٤٦١، "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٥٩/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٤، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٥٨، "زاد المسير" ٨/ ٢١٢، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٠٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٤، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٢.
(٣) في (أ): الأخيرة.
(٤) "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٣٢: مادة: (شفق)، قال: الشفق الحمرة التي في المغرب من الشمس.
(٥) معاني القرآن: ٣/ ٢٥١، بنحو من قول الليث.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٥، بنحو من قول الفراء.
(٧) "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٣٢: مادة: (شفق)، والعبارة له التي نص عليها الإمام الواحدي.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) وقد حكي هذا القول: "المراد بالشفق الحمرة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشمس"، عن عامة المفسرين من الصحابة والتابعين وأهل اللغة، وعزاه إليهم كل من (أ) لثعلبي في: "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٥٩/ ب، وابن الجوزي في: "زاد =
363
وأصل موضوع هذه الحرف: لرقة الشيء، ومنه يقَال: شيء شفق لا تماسك له، لرقته؛ ولذلك يقال للرديء من الأشياء (١): شفق، وأشفق عليه إذا رق قلبه عليه، والشفقة رقة القلب (٢).
وأهل اللغة إذا فسروا "الشفق" قالوا: بقية ضوء الشمس وحمرتها، فيذكرون الحمرة كأنهم حققوا أن تلك الرقة من ضوء الشمس، وأن الغالب عليها الحمرة، (وإنما جعل غيبوبة الشفق وقتًا للعشاء الآخرة (٣)، واعتبرت الحمرة فيه دون البياض؛ لأن البياض (٤) يمتد وقته، ويطول لبثه، والحمرة لما كانت بِقية ضوء الشمس، ثم بعدت (٥) الشمس عن الأفق ذهبت الحمرة).
= المسير" ٨/ ٢١٢، والفخر الرازي في: "التفسير الكبير" ١٣/ ١٠٩، والقرطبي في: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٣، والخازن في: "لباب التأويل" ٤/ ٣٦٤.
ورجح هذا القول ابن قدامة في: المغنى: ١/ ٣٨٢، كما عزاه الإمام النووي إلى أكثر أهل العلم، وقال أيضًا: والذي ينبغي أن يعتمد أن المعروف عند العرب أن الشفق الحمرة، وذلك مشهور في شعرهم ونثرهم.
المجموع شرح المهذب: ٣/ ٣٥، ٣٦، ٤٢ - ٤٣.
(١) في (أ): الشيء.
(٢) انظر: مادة: (شفق) في: "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٣٢، "مقاييس اللغة" ٣/ ١٩٧، "الصحاح" ٤/ ١٥٠١.
(٣) في (أ): الأخيرة.
(٤) والقول: إن الشفق هو البياض، إذ لا خلاف بين العلماء في دخول وقت العشاء بغيبوبة الشفق. قال به أبو حنيفة، والمزني، وزقر، وإليه ذهب أنس، وأبو هريرة، وبه قال الأوزاعي، وابن المنذر.
انظر: "حلية العلماء في معرفة مذاهب العلماء" للقفال: ٢/ ٨، وانظر: "المغنى" ١/ ٣٨٢.
(٥) في (أ): تغرب.
364
قال (١): سمعت بعض العرب يقول: عليه ثوب مصبوغ، كأنه الشفق، وكان أحمر، فهذا شاهد للحمرة) (٢) هذا كلامه.
قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾ أي: وما جمع، وضم، وحوى، ولفَّ. قاله مجاهد (٣)، ومسروق (٤)، والحسن (٥)، (وأبو صالح (٦) (٧))، وأبو العالية (٨)، (ورواية ابن أبي مليكة عن) (٩) ابن عباس قال: ما جمع (١٠).
واختيار (١١) الفراء (١٢)، والزجاج (١٣)، (والمبرد (١٤)) (١٥)،
(١) أي الفراء.
(٢) ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن "معاني القرآن" للفراء: ٣/ ٢٥١ بتصرف.
(٣) "تفسير مجاهد" ٧١٥، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٠ - ١٢١، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٧، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٥، "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٧.
(٤) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣.
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٠، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٦، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣، "فتح القدير" ٥/ ٤٠٨.
(٦) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٠) "جامع البيان" ٣٠/ ١١٩،"التفسير الكبير" ٣١/ ١١٠، "الكامل" ٣/ ١١٤٥.
(١١) في (ع): اختار.
(١٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥١.
(١٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٥.
(١٤) "الكامل" ٣/ ١١٤٥.
(١٥) ساقط من (أ).
365
وأنشدوا (١):
مُسْتَوْسِقات لَوْ يَجِدْنَ سائقاً (٢)
أي مجتمعات.
ومنه الوَسْق في الطعام؛ لأنه مكيلة معلومة (٣) تجمع قدرًا معلومًا (٤)، والمعنى: جمع، وضم ما كان منتشرًا بالنهار في تصرفه، وذلك أن الليل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه (٥).
قال الليث: الوسق: ضمك الشيء بعضه إلى بعض، واستوسقت الإبل إذا اجتمعت، وانضمت، والراعي يسقها: أي يجمعها (٦).
(١) البيت للعجاج، كذا جاء في حاشية كتاب "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٥، أما "لسان العرب" فقد نسبه إلى طرفة: ١٠/ ٣٨٠، ديوان العجاج ملحقات مستقلة: ٢/ ٣٠٧، ولم أجده في ديوان طرفة، وصدره:
إنَّ لنا قلائصاً حَقائقِاً
(٢) ورد البيت في: مادة: (وسق) في: "الصحاح" ٤/ ١٥٦٦، و"لسان العرب" ١٠/ ٣٨٠، "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩١، "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٥، "الكامل" ٣/ ١١٤٥، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٠، "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٠/ أ، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٧، "زاد المسير" ٨/ ٢١٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣٧٥، وهو مما استشهد به ابن عباس في: "الدر المنثور" ٨/ ٤٥٨، "روح المعاني" ٣٠/ ٨١.
(٣) وقدرها: ستون صاعاً بصاع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي خمسة أرطال وثلث. (وسق): في: "تهذيب اللغة" ٩/ ٢٣٦، "لسان العرب" ١٠/ ٣٧٨.
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" ٩/ ٢٣٦: مادة: (وسق).
(٥) ومعنى هذا القول ورد عن ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل، وغيرهم، وقال القرطبي: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٤.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثل قوله من غير عزو في: "لسان العرب" ١٠/ ٣٨٠: مادة: (وسق)، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٤ - ٢٧٥.
366
وقال (١) الكلبي: ﴿وَمَا وَسَقَ﴾ يقول: ما ساق من شيء إلى حيث يأوي (٢).
والوسق على هذا القول معناه: الطرد، (ومنه يقال للطريدة (٣) من الإبل والغنم والحمر: وسقة) (٤).
روى عطاء عن ابن عبَّاس: ﴿وَمَا وَسَقَ﴾ يريد وما حمل (٥).
والوسق: يكون بمعنى الحمل، وكل شيء حملته فقد وسقته، ومعنى حمل في الليل: يعني ضم وجمع، أي ما أتى عليه الليل، وحمله في ظلمته، وذلك أنه يجلل الأشجار والجبال، والبحار، والأرض كلها، فإذا جللها فقد وسقها (٦).
١٨ - قوله تعالى: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾ قال أبو عبيدة: إذا تم (٧). وقال الزجاج: اجتمع واستوى (٨)، وقال الفراء: اتساقه: امتلاؤه واجتماعه، واستواؤه ليلة ثلاثة عشر، وأربعة عشر إلى ستة عشر، وهو افتعل من الوسق الذي هو الجمع (٩).
(١) بياض في: ع.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) في (أ): للطريد.
(٤) ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة" ٩/ ٢٣٤: مادة: (وسق). وانظر: مادة: (وسق) في: "الصحاح" ٤/ ١٥٦٦، "لسان العرب" ١٠/ ٣٨٠.
(٥) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٥.
(٦) انظر: مادة: (وسق) في كل من: "مقاييس اللغة" ٦/ ١٠٩، "الصحاح" ٤/ ١٥٦٦، "لسان العرب" ١/ ٣٧٩ - ٣٨٠.
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩١.
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٥.
(٩) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥١ بتصرف.
قال (ابن عباس (١) و) (٢) المفسرون (٣): إذا استوى، واجتمع، وتكامل، وتم، واستدار. كل هذا من ألفاظهم.
١٩ - قوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ فيه قراءتان (٤): فتح "الباء"، وضمها، فمن فتح "الباء" قال: الخطاب لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.
والمراد بالطبق: السماء. وهو قول مسروق (٥)، (والشعبي) (٦) (٧)،
(١) "جامع البيان" ٣٠/ ١٢١، "الدار المنثور" ٨/ ٤٥٨ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) وهو قول: قتادة، وابن زيد، وسعيد، وعكرمة، ومجاهد، والحسن، والضحاك، ومسروق، وأبي صالح. "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٥٨، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٢، "اتفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣.
وبه قال اليزيدي في: غريب القرآن: ٤٢٢، وابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٢١، والسجستاني في: نزهة القلوب: ١٣٥، وإليه ذهب الطبري في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٢، والثعلبي في: "الكشف والبيان" ج: ١٣، ٦١/ أ، وانظر نفس الصباح: ٢/ ٧٧٤، و"تفسير غريب القرآن" لابن الملقن: ٥٤١.
(٤) قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف: ﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾ بفتح الباء، ووافقهم ابن محيصن والأعمش.
وقرأ أبو جعفر، ونافع، وابن عامر، وعا صم، وأبو عمرو، ويعقوب: ﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾ بضم الباء.
انظر: "كتاب السبعة" ٦٧٧، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦١، "الحجة" ٦/ ٣٩١، "حجة القراءات" ٧٥٦، "الكشف" عن وجوه القراءات: ٢/ ٣٦٧، "كتاب التبصرة" ٧٢٣، "المبسوط" ٤٠٠، النشر: ٢/ ٣٩٩.
(٥) "تفسير مجاهد" ٧١٦، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٤.
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٤، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٥، "زاد المسير" ٨/ ٢١٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٦، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣.
(٧) ساقط من (أ).
368
وابن عباس (١) في رواية مجاهد. والمعنى: لتركبن يا محمد سماء بعد سماء. قال الكلبي: يصعد فيها (٢).
ويجوز أن يريد درجة بعد درجة، ورتبة بعد رتبة في القربة من الله تعالى، ورفعة المنزلة (٣).
ويجوز أن يكون المعنى: لتركبن السماء حالاً بعد حَال من تغير حَالاتها التي وصفها الله من الانشقاق، والطي، وكونها مرة كالدهَان، ومرة كالمهل، وهو قول عبد الله (٤).
وروى الفراء بإسناده عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس: لتركبن، بفتح (٥) "الباء"، وفسر: لتصيرن الأمور حَالاً بعد حَال (٦).
(١) المراجع السابقة عدا النكت، و"الجامع لأحكام القرآن"، كما ورد أيضًا قوله في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٥٩، "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٧، "الجامع الصحيح" للبخاري: ٣/ ٣٢٢: ح: ٤٩٤٠: كتاب التفسير: باب: ٢.
(٢) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٥.
(٣) وهو قول عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي العالية، والشعبي. انظر: "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٠/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٦.
(٤) "تفسير مجاهد" ٧١٦، "الحجة" ٦/ ٣٩١، "حجة القراءات" ٧٥٦، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٤، "الكشف" عن وجوه القراءات السبع: ٣٦٧، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٨، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٥٩، "زاد المسير" ٨/ ٢١٢، "التفسير الكبير" ٣١/ ١١١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٦، "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٧، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣، "الدار المنثور" ٨/ ٤٦٠،
وعزاه إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد، والبيهقي، وانظر: "كشف الأستار عن زوائد البزار" ٣/ ٨٩: ح: ٢٢٨٢.
(٥) في (أ): بالفتح.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٢، كشمف الأستار عن زوائد البزار: ٣/ ٨٩.
369
ويجوز أيضًا أن يكون الخطاب للإنسان المتقدم في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ﴾
والمعنى: لتركبن أيها الإنسان حَالاً بعد حَال من كونه نطفة، وعلقة، وَمُضغة، وحياً، وميتاً، وحياً بعد الموت، وغنياً، وفقيراً، وجميع الأحوال المختلفة على الإنسان في دنياهُ وآخرته. وهو قول مقاتل (١)، وعلى أيضًا قراءة من قرأ بضم "الباء" إلا أن الخطاب للجماعة، وهو اختيار أبي عبيد قال: لأن المعنى: بالناس أشبه منه بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذُكر قبل الآية (من يؤتى كتابه بيمينه، ثم فسر هذه الآية) (٢): قوله تعالى: ﴿فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، وذكر ركوبهم طبقاً بعد طبق (٣)، وهذا قول أكثر المفسرين؛ قالوا: لتركبن حَالاً بعد حَال، ومنزلاً بعد منزل، وأمرًا بعد أمر. وهذا قول الحسن (٤)، وقتادة (٥)، ومجاهد (٦)، (وعكرمة (٧)، وابن
(١) "تفسير مقاتل" ٢٣٤/ ب، "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦١/ ب، معالم النزيل: ٤/ ٤٦٥، وبمعنى قوله ذهب عطاء، والحسن وعكرمة. انظر: "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٥٠، "زاد المسير" ٨/ ٢١٣، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣.
(٢) ما بين القوسين ساقط: أ.
(٣) ورد بنحو قوله في: "الكثسف والبيان" ج ١٣: ٦٠/ أ. وفيه: ثم قال بعدها ﴿فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ وذكر ركوبهم طبقًا بعد طبق.
(٤) "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٣، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣، "تفسير الحسن البصري": ٢/ ٤٠٧.
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٣.
(٦) "تفسير مجاهد" ٧١٥، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٣.
(٧) "جامع البيان" ٢٣/ ١٢٣ - ١٢٤، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٥٣.
370
زيد (١)، وسعيد بن جبير (٢)) (٣) [قالوا] (٤): لتكونن في الآخرة بعد الأولى، ولتصيرن أغنياء بعد الفقر، وفقراء بعد الغنى، يعني في الآخرة.
قال (٥) عطاء: يريد شدة بعد شدة، يعني شدائد القيامة (٦).
وقال أبو عبيدة: لَتَركَبُنَّ سنة الأولين، وسنة من كان قبلكم (٧). يعني في التكذيب والاختلاق على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والطبق في اللغة: يكون بهذه المعاني التي ذكرهَا المفسرون.
قال الليث: السموات طباق، وكل واحد من الطباق طبقة، وقد يُذَكر طبق -قال- والطبقة: [الحال] (٨)، يقال: كان فلان من الدنيا على طبقات شتى؛ أي حالات (٩).
وقال ابن الأعرابي: الطبق [الحال] (١٠) على اختلافها (١١).
(١) المراجع السابقة عدا تفسير ابن كثير، وانظر أيضًا: "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٨.
(٢) ورد معنى قوله في: "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٨، "زاد المسير" ٨/ ٢١٣، تفسير سعيد بن جبير: ٣٧٠
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) في كلا النسختين: قالا، وأثبت ما يستقيم الكلام به.
(٥) في (أ): فقال.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمعنى قوله عن ابن عباس انظر: "الكشف والبيان" ح: ١٣: ٦١/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٥، "زاد المسير" ٨/ ٢١٣.
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٢ بنصه
(٨) في كلا النسختين: الجبال، وأثبت ما جاء في: "تهذيب اللغة" ٩/ ١٠: مادة: (طبق) لصحته، ولأنه مصدر قول الليث.
(٩) "تهذيب اللغة". مراجع السابقة مختصرًا، وانظر، "لسان العرب" ١٠/ ٢١٠ طبق.
(١٠) ساقط من النسخين، ومثبت من مصدر قول ابن الأعرابي، وبه يستقيم الكلام.
انظر: "تهذيب اللغة" ٩/ ١١: مادة: (طبق).
(١١) "تهذيب اللغة" المرجع السابق
371
وقد يكون الطبق بمعنى الشدة، قال الفراء: العرب تقول: وقع في بنات طبق (١) إذا وقع في الأمر الشديد (٢).
وقال الأصمعي: يقال: جَاء بإحدى بنات طبق، وهي الداهية، وأصلها من الحيّات (٣). (يقال للحية: أم طبق لحسها (٤) لتَرحَيها (٥) وتحوَّيها (٦)) (٧).
وقوله: ﴿عَنْ طَبَقٍ﴾ "عن" بمعنى: بعد (٨).
قال أبو علي: ومثل ما فسروا من "أن" بمعنى "عن" بمعنى "بعد" قول الأعشى:
سادوا (٩) وألقَى رهَطه سَادةً وكَابرًا سادوك عن كَابِرِ (١٠)
(١) بنات طبق: بياض في: ع.
ويراد ببنت طبق سُلحفاة تزعم العرب أنها تبيض تسعة وتسعين بيضة كلها سلاحف، وتبيض بيضة تنقف عن أسود. يُضرب للرجل يأتي بالأمر العظيم.
"مجمع الأمثال" ١/ ٢٩٣، رقم: ٨٦٥.
(٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٢ بنصه
(٣) "تهذيب اللغة" ٩/ ٥.
(٤) غير مقروءة في النسختين.
(٥) في (أ): لتوحيها.
(٦) تحويها: الحَوِيُّ استدارة كل شيء كحوى الحيَّة وكحوى بعض النجوم إذا رأيتها في نسق واحد مستدير.
"تهذيب اللغة" ٥/ ٢٩٢: مادة: (حوى).
(٧) ما بين القوسين نقل عن "تهذيب اللغة" ٩/ ٦: مادة: (طبق) بزيادة لحسها.
(٨) انظر كتاب معاني الحروف: للرماني: ٩٥
(٩) في (أ): ساد.
(١٠) ورد البيت في "ديوانه" دار صادر: ٩٣، برواية: "وألفى قومه" بدلاً من: "رهطه".
372
قال: والمعنى: كابرا بعد كابر.
فـ"عن" متعلق بسادوك، ولا يكون متعلقاً بكابر، وقد تبين ذلك في قول النابغة:
بَقِيَّةُ قِدْرٍ من قُدورٍ تُوُرِّثت لاَلِ الجلاحِ كَابِرًا بَعْدَ كابرِ (١)
وقالوا عن الحمى أي عَرِقَ بعدها (٢).
وتم الكلام عندها لتمام جواب القسم (٣).
ثم قال: ﴿فَمَا لَهُمْ﴾ يعني كفار مكة ﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾ بمحمد، والقرآن.
والمعنى: أي شيء لهم غير مؤمنين، وهو استفهام (٤) إنكاري، أي: أي شيء لهم من النعيم والكرامة؛ إذ ألم يؤمنوا.
ويجوز أن يكون استفهامًا معناه التعجب، أي: اعجبوا منهم لم يؤمنوا بعد البيان ووضوح البرهان.
(قوله (عَزَّ وَجَلَّ) (٥): ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾ قال عطاء (٦)، والكلبي (٧): لا يصلون لله عَزَّ وَجَلَّ.
(١) ورد البيت في ديوانه: ٧٥، دار بيروت: ٧٥
(٢) نقلاً عن "الحجة" ٦/ ٣٩١ - ٣٩٢. وفيه: وقالوا عرق الرجل عن الحمى أي بعدها.
(٣) انظر: علل الوقوف: لابن طيفور: ٣/ ١١١٢، والوقف والابتداء: للنحاس: ٢/ ٧٩٧، المكتفى لأبي عمرو الداني: ٦١٤، منار الهدى: للأشموني: ٤٢٣
(٤) في (أ): هذا.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٦) " الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٢/ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٦٥، "زاد المسير" ٨/ ٢١٣، "التفسير الكبير" ٣١/ ١١٢
(٧) المراجع السابقة عدا زاد المسير.
373
وقال غيرهم (١): لا يخضعون، ولا يستكينون.
٢٢ - (وقوله) (٢): ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ﴾ بالبعث، والقرآن، والثواب، والعقاب.
٢٣ - (قوله) (٣): ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ﴾
في صدورهم من التكذيب، ويضمرون في قلوبهم، ويكتمون. قاله ابن عباس (٤)، وقتادة (٥)، (ومقاتل (٦)) (٧).
وتفسير الإيعاء قد تقدم (٨).
٢٤ - قوله تعالى: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
(أي اجعل ذلك لهم بدل البشارة (٩) للمؤمنين بالرحمة) (١٠)، وقد
(١) قال بذلك الطبري في: "جامع البيان"، والثعلبي في: "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٢/ أ، وعزاه القرطبي إلى مالك في: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٧٨ - ٢٧٩.
(٢) ساقط من (ع).
(٣) ساقط من (ع)
(٤) ورد معنى قوله في: "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٢٨، "البحر المحيط" ٨/ ٤٤٨.
(٥) ورد معنى قوله في: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٦، "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٦٢/ ب، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٢٤، "الدر المنثور" ٨/ ٤٦١.
(٦) "الوسيط" ٤/ ٤٥٦، والذي ورد عنه في تفسيره قوله: "أعلم بما يوعون" يقول: بما يجمعون عليه من الإثم والفسوق: ٢٣٥/ أ.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) راجع في ذلك سورة الحاقة: ١٢
(٩) في (أ): الإشارة.
(١٠) ما بين القوسين من قول الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٠٦.
قدم مثل هذا (١).
٢٥ - وقوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (٢)
قال مقاتل: استثنى مَن آمن مِن الكفار بقوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (٣).
وقوله تعالى: ﴿غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ أي: غير منقوص ولا مقطوع؛ لأن نعيم الآخرة يزيد وينمو (٤)، ولا ينقطع. (قاله عطاء عن ابن عباس (٥)) (٦).
وفسرنا ﴿غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ وفي أول سورة القلم (٧). (والله تعالى أعلم) (٨)
(١) على نحو ما جاء في سورة البقرة: ٢٥، وسورة آل عمران: ٢١، وسورة التوبة: ٣٤، ومما جاء في تفسير البشارة عند قوله ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ البقرة: ٢٥ "والتبشير إيراد الخبر السار الذي يظهر السرور في بشرة المخبر، ثم كثر استعماله حتى صار بمنزلة الإخبار، واستعمل في نقيضه كقوله: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران: ٢١، والانشقاق قال: ٢٤ وغيرها] إلا انه فيما يسر أكثر، وقال قوم: أصله فيما يسر ويغم سواء إذا كان قد يظهر في بشرة الوجه أثر الغم كما يظهر أثر السرور.
(٢) ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله، سواء في تفسيره أو الكتب التي بين يدي.
(٤) في كلا النسختين: ينموا.
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٢٦، "النكت والعيون" ٦/ ٢٣٩.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ)
(٧) سورة القلم: ﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ جاء في تفسيرها: قال أكثر المفسرين، وأهل اللغة يقولون: غير منقوص ولا مقطوع، يقال: منه السير: أي أضعفه، والمنين: الضعيف، ومن الشيء إذا قطعه.
وقال مجاهد: غير محسوب. وقال مقاتل: لا يمن به عليك، وقال الكلبي: غير مكدر عليك في الجنة. والقول هو الأول. والمعنى أن لك أجرًا يصبرك على بهتهم وافترائهم عليك.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
375
(تمت) (١).
(١) ساقط من (أ).
376
سورة البروج
377
Icon