تفسير سورة هود

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة هود من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لما قال:﴿ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ ﴾[يونس: ١٠٨]، أي: القرآن، ثم قال: و﴿ وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ ﴾[يونس: ١٠٩] أتبعه بمزيد وصفه فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * الۤر ﴾: هذا.
﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ﴾: نظماً بلا إخلالٍ لفظاً ومعنىً، أو ما نُسِخت، أو الكتاب آيات السورة فليس فيها منسوخ.
﴿ ثُمَّ ﴾: للتفاوت في الحكم ﴿ فُصِّلَتْ ﴾: لُخِّص فيها ما يحتاج إليه مُنزَّلٌ ﴿ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ ﴾: تقرير لاحكامها.
﴿ خَبِيرٍ ﴾: تقوية لتفصيلها.
﴿ أَنِ ﴾: من الله.
﴿ نَذِيرٌ ﴾: للمعاصي.
﴿ وَبَشِيرٌ ﴾: للمُطيع ﴿ وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ﴾ من الذنوب ﴿ ثُمَّ تُوبُوۤاْ ﴾: ارجعوا ﴿ إِلَيْهِ ﴾: بالطاعة، أو ثم للتفاوت بينهما، أو ثم توصلوا إليه بها أو الأول من السالفة والثانية من الآنفة.
﴿ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً ﴾: يُعيشكم في طاعة وقناعة أو سعة، وعلى هذا فلا يردُ تمتيع العاصي المُصِيرّ.
﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ بأن.
﴿ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ ﴾: مَوتكم.
﴿ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ ﴾: حَسنة ﴿ فَضْلَهُ ﴾ جزاء فضله في الدارين ﴿ وَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾: يتولوا ﴿ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾: القيامة.
﴿ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾: ومنه عذاب المعرض ﴿ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ ﴾: يخفون.
﴿ صُدُورَهُمْ ﴾: أي: ما فيها من الثني الإخفاء يقال: ثني يثني أي: أخفى ﴿ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ ﴾: من الله بسرهم.
﴿ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ ﴾: يتغطون بها في فراشهم.
﴿ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ ﴾ في قلوبهم ﴿ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾: بأفواهم.
﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ﴾: بما في.
﴿ ٱلصُّدُورِ ﴾: القلوب.
﴿ وَمَا مِن ﴾: صلة.
﴿ دَآبَّةٍ ﴾: خَصَّها بالذكر لأنها أكثر من الطير ﴿ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا ﴾: ومن ليس فيها فمستغن عن الرزق، أتي بصيغة الوجوب حثّاً على التوكل، وقيل: بمعنى " من " نحو:﴿ ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ ﴾[المططفين: ٢].
﴿ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا ﴾: في الحياة.
﴿ وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾: في الممات، أو كما ي الأنعام.
﴿ كُلٌّ ﴾: منها مع أحوالها.
﴿ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾: اللوح في عالمٌ بالكلِّ.
﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾: مرَّ بيانهُ ﴿ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَآءِ ﴾: أي: لم يكن بينهما خلق حائل، دل على إمكان الخلاء، وأن الماء أوّل حادثٍ بعده ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾: ليعاملكم معاملة المختبر.
﴿ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾: بالقلب والجوارح، وإحسانه: الإخلاص فيه، أتى بأفعال مع شموله الكفرة حثّاً على أحاسن المحاسن، وحاصله: ليظهر أفضليتكم لأفضلكم.
﴿ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ ٱلْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ ﴾: ما ﴿ هَـٰذَآ ﴾ القرآن الناطق بالبث ﴿ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ ﴾: مجيء.
﴿ أُمَّةٍ ﴾: جماعة من الأوقات والسنين.
﴿ مَّعْدُودَةٍ ﴾: قليلة.
﴿ لَّيَقُولُنَّ ﴾: اسْتِهْزَاءً.
﴿ مَا يَحْبِسُهُ ﴾: عن الوقوع قال تعالى: ﴿ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ ﴾ العذاب.
﴿ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ ﴾: أحَاط ﴿ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾: أي: العذاب ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ﴾: أعطيناه نعمة يجد لذَّاتها.
﴿ ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ ﴾: لا يرجو بعده فَرَجاً ﴿ كَفُورٌ ﴾: مبالغ في كُفْران نعمهِ السابقة ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ ﴾: المصائبُ ﴿ عَنِّيۤ ﴾: لا ينالني سوء بعده، نبَّه باختلاف الفعلين على أن النعمة مقصودة بالقصد الأول، بخلاف الضر، على مراعاة الأدب.
﴿ إِنَّهُ لَفَرِحٌ ﴾: بَطِرٌ.
﴿ فَخُورٌ ﴾: على الناس بما أُوتي ﴿ إِلاَّ ﴾: لكن.
﴿ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ﴾: على الضراء.
﴿ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾: شكراً.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ ﴾: لذنوبهم ﴿ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾: فله الجنة.
﴿ فَلَعَلَّكَ ﴾: لكثرة تخليطهم عليك يتوهَّم أنك ﴿ تَارِكٌ بَعْضَ ﴾: أي: تبليغ بعض.
﴿ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ ﴾: وهو ما فيه سبُّ آلهتهم، وطعن دينهم فتركه مخافة زيادة كفرهم على ظاهره، ولا يلزم من توقعه لوجود ما يدعو إليه وقوعه لجواز صارف كعصمته منه.
﴿ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ﴾: أي: عَارضٌ لك أحيانا بتبليغه ضيق صدر مخافة.
﴿ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ ﴾: هَلاَّ.
﴿ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ ﴾: إنما عليك الإنذار.
﴿ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾: فتوكَّلْ عليه.
﴿ أَمْ ﴾: بل.
﴿ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ ﴾: بلاغة.
﴿ مُفْتَرَيَٰتٍ ﴾: مُختلقَاتٍ، فإنكم أشعرُ وأكتب مني، ثم لما عجزوا تحداهم بسورة كما مَرَّ من كَوْن القرآن غير مُفْترى لا يضر بالمُماثلة إذ الكلام على زعمهم.
﴿ وَٱدْعُواْ ﴾: إلى معاونتكم.
﴿ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾: أنه مفترى.
﴿ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ ﴾: مَنْ دعوتموهم لمعاونتكم هُنا أيها المشركون.
﴿ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ ﴾: ملتبسا ﴿ بِعِلْمِ ٱللَّهِ ﴾: بما لا يعلمه إلا الله، أي: لا يعلم بمواقع تأليفه في عُلوِّ طبقته إلا الله - تعالى - فلا يقدر عليه سواه ﴿ وَ ﴾: اعلموا.
﴿ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ﴾: لظهور عجز آلهتكم.
﴿ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ ﴾: داخلون في الإسلام بعد قيام الحجة.
﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ ﴾: بأحسانه.
﴿ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ﴾: فقط.
﴿ نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ ﴾: أي: جزاءها.
﴿ فِيهَا ﴾: في الدنيا بالرخاء.
﴿ وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ﴾ لا ينقصون ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ ﴾: بطل أو فسد.
﴿ مَا صَنَعُواْ فِيهَا ﴾: لفقدهم ثواب الآخرة.
﴿ وَبَاطِلٌ ﴾: في نفسه.
﴿ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾: لأنه ليس كما ينبغي.
﴿ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ ﴾: برهان.
﴿ مِّن رَّبِّهِ ﴾: يهديه إلى الحق كالفطرة السليمة والعقل، وخبره محذوف أي: مثل هؤلاء.
﴿ وَيَتْلُوهُ ﴾: يتبع البرهان.
﴿ شَاهِدٌ مِّنْهُ ﴾: من الله بصحته وهو القرآن.
﴿ وَمِن قَبْلِهِ ﴾: قبل القرآن.
﴿ كِتَابُ مُوسَىٰ ﴾: التوراة.
﴿ إِمَاماً وَرَحْمَةً ﴾: من الله لهم.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾: الذين هم على بينة.
﴿ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾: القرآن ﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ ﴾: بالقرآن ﴿ مِنَ ٱلأَحْزَابِ ﴾: أصناف الكفار.
﴿ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ﴾: من الموعد أو القرآن.
﴿ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾: به.
﴿ وَمَنْ ﴾: لا.
﴿ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ﴾: كالمشرك ونافي القرآن.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾: في القيامة ﴿ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ ﴾: جمع شاهد وهم الحفظة أو جوارحهم، أو هُمْ أمةُ محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ * ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ ﴾: الناس.
﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: دينه.
﴿ وَيَبْغُونَهَا ﴾: يريدونها.
﴿ عِوَجاً ﴾: معوجة كما هم عليه، وَبُيِّنَ في الأعراف.
﴿ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ ﴾: فائتني الله ﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: الدنيا فتأخير عقوبتهم لحكمة.
﴿ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ﴾: يمنعونهم عذاب.
﴿ يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ ﴾: لضلالهم وإضلالهم، أو لأنهم ﴿ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ ﴾: للحق ﴿ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ ﴾: فهم لفرط كراهتهم للحق كغير المستطيع.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ﴾: أي: سعادتهم باشتراء أسباب العذاب.
﴿ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾: من الآلهة وشفاعتها.
﴿ لاَ جَرَمَ ﴾: بمعنى حقً وفاعله.
﴿ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ ﴾: لا أخْسر منهم ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوۤاْ ﴾: اطمأنوا.
﴿ إِلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾: بلا شك في ربوبيته ﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * مَثَلُ ﴾: صفة.
﴿ ٱلْفَرِيقَيْنِ ﴾: الكافر والمؤمن.
﴿ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ ﴾: بآيات الله معتبرا.
﴿ وَٱلسَّمِيعِ ﴾: للحق.
﴿ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ﴾، تمثيلاً ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾: فتفقوا بينهما.
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنَّي ﴾: بأني أو قائلين ﴿ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَن ﴾: مفسرة.
﴿ لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴾: وصف اليوم به مبالغة.
﴿ فَقَالَ ٱلْمَلأُ ﴾: الأشراف.
﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ ﴾: بُيِّنَ في الأعراف ﴿ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا ﴾: سفلتنا اتبعوك.
﴿ بَادِيَ ٱلرَّأْيِ ﴾: أوله بلا فكر او ظاهره بلا تعمق.
﴿ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ ﴾: مطلقاً.
﴿ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴾: في دعواكم ﴿ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ ﴾: أخبروني ﴿ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ ﴾: حجة واضحة ﴿ مِّن رَّبِّيۤ ﴾: على صدقي.
﴿ وَآتَانِي رَحْمَةً ﴾: نبوة.
﴿ مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ ﴾: فخفيت البينة ﴿ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا ﴾: الاهتداء بها.
﴿ وَأَنتُمْ لَهَا ﴾: للبينة.
﴿ كَارِهُونَ ﴾: نافون.
﴿ وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾: على التبليغ.
﴿ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ ﴾: فلا تطلبوا مني طردهم.
﴿ إِنَّهُمْ مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ ﴾: فيخاصمون طاردهم.
﴿ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ﴾: بمراتبهم.
﴿ وَيٰقَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ ﴾: بدفع انتقامه.
﴿ إِن طَرَدتُّهُمْ ﴾: ظُلْماً.
﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ ﴾: حتى تجحدوا فضلي لفقرؤ.
﴿ وَلاَ ﴾ أقول: ﴿ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ ﴾: حتى تُكذِّبوني استبعادا.
﴿ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ﴾: حتى تَقولوا: ما نراك إلا بشرا.
﴿ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ ﴾: تستصغرهم.
﴿ أَعْيُنُكُمْ ﴾: لفقرهم.
﴿ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً ﴾: مما أتاكم.
﴿ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ ﴾: من الكمالات.
﴿ إِنِّيۤ إِذاً ﴾: إن قلتُ ﴿ لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ * قَالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ ﴾: أطلتَ ﴿ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾: من العذاب.
﴿ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾: فائتين عذابه.
﴿ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ﴾: يضلكم، تقريره: إنْ أراد الله أغواءَكم فإن أردت نصحكم لا ينفعكم كقولك: أنت طالق إن خلت الدار إن كلمت زيدا، فلو دخلت ثم كلمت لم تطلق لأن وقوع الطلاق مُعلق بدخول الدار عقب تكليم زيد ولكن دخلت أولا ثم كملت.
﴿ هُوَ رَبُّكُمْ ﴾: المتصرف فيكم ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: فيحازيكم.
﴿ أَمْ ﴾: بل: ﴿ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ ﴾: نوح، أي: ما أخبره عن الله.
﴿ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ ﴾ وبَالُ ﴿ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴾: بتكذيبي.
﴿ وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ ﴾ لا تحزن.
﴿ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾: من تكذيبك.
﴿ وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ ﴾: ملتبسا.
﴿ بِأَعْيُنِنَا ﴾: بحفظنا حفظ من يعاين.
﴿ وَوَحْيِنَا ﴾: إليك كيفية صنعته.
﴿ وَلاَ تُخَاطِبْنِي ﴾: بالدعاء.
﴿ فِي ﴾: شأن.
﴿ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ ﴾: بالطُّوْفان.
﴿ وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ ﴾: حكايةً عن الماضي ﴿ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ ﴾: كقولهم: كان نبيّاً فصار نجَّاراً.
﴿ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ ﴾: عند نزول عذابكم ﴿ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴾: منا ﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ﴾: يهيئه في الدنيا.
﴿ وَيَحِلُّ ﴾: حلول الدين او ينزل ﴿ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾: دائم في الآخرة، وكان يصنعه.
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ﴾: فَارَ الماءُ من مكان النار مُعجزةً وغضباً ﴿ ٱلتَّنُّورُ ﴾: نبع الماء منه وارتفع كقدر تفور.
﴿ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا ﴾: في السفينة.
﴿ مِن كُلٍّ ﴾: من الحيوانات إلا المتولد من الطين كالبق ونحوه.
﴿ زَوْجَيْنِ ﴾: صنفين ذكر أو أُنثى ﴿ ٱثْنَيْنِ ﴾: تأكيد وبالإضافة ظاهر ﴿ وَ ﴾: احمل.
﴿ أَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ ﴾: بهلاكه أي: امرأته وأهله وابنه كنعان.
﴿ وَ ﴾: احمل.
﴿ مَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ﴾، اثنا عشر أو ثمانون.
﴿ وَقَالَ ﴾: نوح لهم.
﴿ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا ﴾: يحتمل المصدر والوقت والمكان.
﴿ وَمُرْسَاهَا ﴾: أي: مُسمَّين فيهما ﴿ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾: برحمته نجانا.
﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ ﴾: كلِّ موجة كجبلٍ ﴿ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ ﴾: كنعان قبل جريها.
﴿ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ ﴾: مكان مٌنقعط من السفينة ﴿ يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا ﴾: في السفينة قبل جريها.
﴿ وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ ﴾: في البُعْد عنَّا، والظاهرُ أن معنى الآية: أسلم لتستحق الركوب معنا ولا تكن معهم في الكُفْر فتغر، فلا يُشْكل قول نوح: ﴿ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ ﴾، وجواب الله بأنه ليس من أكل بأن الولد قَصَّرَ لأنه ما ركب حين أُمِرَ والله أعلم ﴿ قَالَ سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ﴾: عذاب.
﴿ ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ ﴾: أي: الراحم أو إلاَّ مكان من رحمهُ، وهو السفينة أو بمعنى ذي عصمة كما مرّ، أو معصوم كدائن ﴿ وَحَالَ بَيْنَهُمَا ﴾: نوحٌ وولده ﴿ ٱلْمَوْجُ فَكَانَ ﴾: صار.
﴿ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ وَ ﴾ بعد تناهي الطوفنان ﴿ قِيلَ يٰأَرْضُ ٱبْلَعِي مَآءَكِ ﴾: النابع منك.
﴿ وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِي ﴾: أمسكي عن المطر أمر إيجا.
﴿ وَغِيضَ ﴾: نقص ﴿ ٱلْمَآءُ وَقُضِيَ ﴾: تم الأمر الموعود ﴿ وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِيِّ ﴾: جل شامخ بموصل، روي أنهم لما أخرجوا من السفينة بنوا قرية تدعى اليوم قرية " الثمانين " بناحية موصل أو الشام.
﴿ وَقِيلَ بُعْداً ﴾: هلاكاً ﴿ لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ ﴾: أراد نداءه.
﴿ فَقَالَ رَبِّ ﴾: وفي مريم النداء بمعناه فلا فاء ﴿ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ ﴾: بإنجاءهم المفهوم من الأمر بحملهم ﴿ ٱلْحَقُّ ﴾ فلم ينج؟ ﴿ وَأَنتَ أَحْكَمُ ﴾: أعدل ﴿ ٱلْحَاكِمِينَ * قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ﴾: لقطع الموالاة بين المسلم والكافر ﴿ إِنَّهُ عَمَلٌ ﴾: ذو عمر، أو هذا سؤال ﴿ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ ﴾: بصوابه ﴿ عِلْمٌ ﴾: سمَّاهُ سؤالا باعتبار استنجازه الوعيد في شأن ولده ﴿ إِنِّيۤ أَعِظُكَ ﴾ أَنْهاكَ ﴿ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ ﴾: وسمي سؤاله جهلا لأن حب الولد أشغله عن تذكر استثناء من سبق إلى آخر.
﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ ﴾: بعد ذلك.
﴿ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ﴾: بصحته ﴿ وَإِلاَّ ﴾: إن لم.
﴿ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ ﴾: أعمالاً.
﴿ قِيلَ ﴾: بعد استقرارها على الجودي: ﴿ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ ﴾ من السفينة مصحوبا ﴿ بِسَلاَمٍ ﴾: بأمن ﴿ مِّنَّا وَبَركَاتٍ ﴾: خيرات تامات.
﴿ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ ﴾: ناشئة.
﴿ مِّمَّن مَّعَكَ ﴾: من المؤمنين إلى يوم القيامة.
﴿ وَأُمَمٌ ﴾: ممَّ معك ﴿ سَنُمَتِّعُهُمْ ﴾: في الدنيا ﴿ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾: هم الكافرون.
﴿ تِلْكَ ﴾: القصة.
﴿ مِنْ أَنْبَآءِ ﴾: أخبار.
﴿ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ ﴾: يا محمدُ ﴿ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ ﴾: مثل نوح.
﴿ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ ﴾: الحُسْنى ﴿ لِلْمُتَّقِينَ ﴾: عم المخالفة.
﴿ وَ ﴾: أرسلنا.
﴿ إِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾: وَحدهُ ﴿ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ ﴾: ما.
﴿ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ﴾ في إشراكه.
﴿ يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾: على التبليغ ﴿ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ ﴾ خلقني ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: فتعرفوا المُحقَّ من المنطل ﴿ وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ﴾: عمَّا سلفَ ﴿ ثُمَّ تُوبُوۤاْ ﴾: ارجعوا.
﴿ إِلَيْهِ ﴾: بالطاعة ﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً ﴾: كثير الدَّرِّ ﴿ وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ ﴾: مع ﴿ قُوَّتِكُمْ ﴾ بالمال والولد وشدة الأعضاء، عن الحسن رحمه الله:: من كَثُرَ استغفاره كَثُر نَسْلُه " ﴿ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ﴾: مُصرّين على إجرامكم.
﴿ قَالُواْ ﴾: عنادا.
﴿ يٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ﴾: حُجَّة واضحة على صدقك، وما كان محتاجا إلى معجزة، لكونه على شريعة غيره، وكان يأمرهم بالعقليات، وقيل: بل معجزته تسخير الريح الصرصر.
﴿ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ ﴾: عبدة.
﴿ آلِهَتِنَا ﴾: صَادِرين ﴿ عَن قَوْلِكَ ﴾: بقولك.
﴿ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾: بمُصدقين.
﴿ إِن نَّقُولُ إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ ﴾: أصابكَ ﴿ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوۤءٍ ﴾: بجنون لأنك تسبهم ﴿ قَالَ إِنِّيۤ أُشْهِدُ ٱللَّهَ ﴾ على نفسي ﴿ وَٱشْهَدُوۤاْ أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ ﴾: به.
﴿ فَكِيدُونِي ﴾: أنتم مع كمال قوَّتكم وآلهتكم ﴿ جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ ﴾: لا تُمْهلون وهذا من معجزاته.
﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ ﴾ تمثل لقدرته عليهم وتصريفهم على ما يريده، ومن لطائفه أنه مادة اسم قائله على قاعدة المُعمى.
﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾: على العدل فيجازي كُلاًّ بعمله أو: يدل عليه ﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾: فتتولوا فلا شيء عليَّ ﴿ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ﴾: وما عليَّ ألاَّ البلاغ.
﴿ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾: بعد استئصالكم.
﴿ وَلاَ تَضُرُّونَهُ ﴾: بإعراضكم ﴿ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ فلا تخفى عليه أعمالكم.
﴿ وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾: بهلاك عاد.
﴿ نَجَّيْنَا هُوداً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ﴾: من عذاب الدنيا، وهو سموم دخل في أنوفهم وخرج من أدبارهم، وقطعهم عُضواً عضوا.
﴿ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ﴾: لا بأعمالهم.
﴿ وَنَجَّيْنَاهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾: عذاب الآخرة.
﴿ وَتِلْكَ ﴾: القبيلة.
﴿ عَادٌ جَحَدُواْ ﴾: كفروا ﴿ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ ﴾: جمع لأن من عصى أحدهم فقد عَصى كلهم ﴿ وَٱتَّبَعُوۤاْ ﴾: أي: سفلتهم.
﴿ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾: طَاع أي: كبراءهم.
﴿ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً ﴾: لعنوا على ألسنة كل نبي بعدهم.
﴿ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً ﴾: هلاكا ﴿ لِّعَادٍ ﴾: هذا بعد هلاكهم للتسجيل على استحقاقهم ﴿ قَوْمِ هُودٍ ﴾: هم الأولى، ميَّزهم عن عاد الإرم وهم الثانية، وأومأ على سَبب استحقاقهم.
﴿ وَ ﴾ أرسلنا ﴿ إِلَىٰ ﴾: قبيلة.
﴿ ثَمُودَ أَخَاهُمْ ﴾: واحداً منهم ﴿ صَالِحاً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ ﴾: أباكُم ﴿ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ ﴾: أقدركم على عمارتها، دل على أنه - تعالى - يريد عمارتها لا التبتل، أو أطال عمركم ﴿ فِيهَا ﴾ إذ فيهم من له ألف سنة ﴿ فَٱسْتَغْفِرُوهُ ﴾: عمَّا مضى.
﴿ ثُمَّ تُوبُوۤاْ ﴾: ارجعوا ﴿ إِلَيْهِ ﴾: بالطاعة.
﴿ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ ﴾: بالرحمة.
﴿ مُّجِيبٌ ﴾ لداعيه.
﴿ قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً ﴾: في الرشد والسداد ﴿ قَبْلَ هَـٰذَا ﴾: الأمر.
﴿ أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾ حكايةً عن الماضي ﴿ وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ ﴾: من ترك الأصنام.
﴿ مُرِيبٍ ﴾: موقع في الريبة، فيه مبالغة.
﴿ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ ﴾: أخبروني.
﴿ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً ﴾: حُجَّة ﴿ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ﴾: نبوة.
﴿ فَمَن يَنصُرُنِي ﴾: يمنعني.
﴿ مِنَ ٱللَّهِ ﴾: من عذابه.
﴿ إِنْ عَصَيْتُهُ ﴾: في التبليغ.
﴿ فَمَا تَزِيدُونَنِي ﴾: إذن باستتباعكم إياي.
﴿ غَيْرَ تَخْسِيرٍ ﴾: في حسناتي أو أنسبكم إلى الخسارة.
﴿ وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً ﴾: فسر في الأعراف ﴿ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴾: عاجل.
﴿ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ ﴾: لهم صالح.
﴿ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ﴾: من العَقْر: الأربعاء والخمس، والجمعة، ثم تهلكون ﴿ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾: فيه أو مصدر كالمخلود.
﴿ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾: بإهلاكهم ﴿ نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ﴾: لا بطاعتهم.
﴿ وَ ﴾: نجيناهم.
﴿ مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ﴾: يوم هلاكهم بالصيحة.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ ﴾: القادر.
﴿ ٱلْعَزِيزُ ﴾: الغالب.
﴿ وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ ﴾: مع زلزلة فتقطعت قلوبهم كما مرّ ﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾: خامدين ميتين ﴿ كَأَن ﴾: كأنهم.
﴿ لَّمْ يَغْنَوْاْ ﴾: يقيموا.
﴿ فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً ﴾: هلاكا.
﴿ لِّثَمُودَ ﴾: فسر في عاد وصرفه باعتبار أنه اسم جدهم وعدمه باعتبار القبيلة.
﴿ وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ ﴾ اثنا عشر ملكاً.
﴿ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ ﴾: بالولد والخلة وإنجاء لوط.
﴿ قَالُواْ ﴾: سلمنا عليك ﴿ سَلاَماً قَالَ ﴾: إبراهمي عليكم.
﴿ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ ﴾ في ﴿ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾: مشويٍّ على الحجارة المحمَاة أو يقطر ودكهُ ﴿ فَلَمَّا رَأَى ﴾: إبراهيم.
﴿ أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ ﴾: أنكر ذلك منهم.
﴿ وَأَوْجَسَ ﴾: أضمر ﴿ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾: لأن من أتى بشرٍّ لا يأكل ﴿ قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴾: بالعذاب.
﴿ وَٱمْرَأَتُهُ ﴾: ابنة عمته سارة.
﴿ قَآئِمَةٌ ﴾: لخدمتهم.
﴿ فَضَحِكَتْ ﴾: سرورا بالأمن أو جاء لوط، أو حاضت لتوقِنَ بالولدِ ﴿ فَبَشَّرْنَاهَا ﴾: بلسانهم.
﴿ بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾: نُصب بحذف الباء ورُفع بالابتداء، والبشارة إما باسمهما كيحى أو بُشِّر بهما. ثم سمَّاها بعدما سمِّيا حكاية.
﴿ قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ ﴾: يا عجبا.
﴿ ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ ﴾: ابنة [تسعين] أو تِسْعٍ وتسعين ﴿ وَهَـٰذَا بَعْلِي ﴾: زوجي.
﴿ شَيْخاً ﴾: ابن مائة وعشرين.
﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ﴾: قدرة.
﴿ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ ﴾: يا.
﴿ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ ﴾ دُعاءٌ أو تذكيرٌ فلا عجب من تخصيصكم به.
﴿ إِنَّهُ حَمِيدٌ ﴾: محمود.
﴿ مَّجِيدٌ ﴾: كثير الخير.
﴿ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ ﴾: الخيفة.
﴿ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ ﴾: أخذَ ﴿ يُجَادِلُنَا ﴾: أي: رسلنا ﴿ فِي ﴾: تخليص.
﴿ قَوْمِ لُوطٍ ﴾: من العذاب.
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ ﴾: كثير التَّأوُّه للذنوب وللناس ﴿ مُّنِيبٌ ﴾: راجعٌ إلى الله، قالت الملائكةُ: ﴿ يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ ﴾: الجدال.
﴿ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾: عذابه ﴿ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴾: بشفاعة.
﴿ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا ﴾: بعد خروجهم من قرية إبراهيم.
﴿ لُوطاً سِيۤءَ ﴾ حَزِنَ ﴿ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ﴾: بمكانهم.
﴿ ذَرْعاً ﴾: ضيقة، مثل في العجز كما أن رحبة مثل في القدرة، لأن الطويل الذراع ينال ما لا يناله القصير، وهم جاءوا في احسن صُور الغلمان، فخاف عليهم من قومه.
﴿ وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾: شَديدٌ وامرأته أخبرت القوم به.
﴿ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ ﴾: يسرعون ﴿ إِلَيْهِ ﴾: لطلب الفاحشة معهم.
﴿ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾: الفواحش، فصَارت عادتهم، ولذا أسرعوا مُجاهرين فأغلق الباب دون ضيفه وقام وراء الباب بدفعهم.
﴿ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي ﴾: تزوَّجوهُنَّ واتروكهم، إذ كانوا يطلبوهن فلم يجبهم لخبثهم ﴿ هُنَّ أَطْهَرُ ﴾: حالاً ﴿ لَكُمْ ﴾: من نكاح الرجال أو مثل الميتة أطيب من المَغْصوب.
﴿ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ ﴾: لا تفضحوني.
﴿ فِي ﴾: شأن.
﴿ ضَيْفِي ﴾: إذ إخزاء ضيفه إخزاؤه ﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ﴾: يعرفُ الحقَّ.
﴿ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ ﴾: حَاجة ﴿ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴾: من إتيانهم فلما تسوروان ﴿ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ ﴾: بدفعكم لا تتخلف.
﴿ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ ﴾: أستند ﴿ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾: أي: قوي أتمنع به عنكم لدفعتكم، قالوا الأضياف: ﴿ قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ ﴾ إلى إضرارك بإضرارنا ﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ ﴾: في طائفةٍ ﴿ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ ﴾ لا يتخلَّفْ ﴿ مِنكُمْ أَحَدٌ ﴾ أو: لا يتلفت لما وراءه من متاعه لئلاَّ يتأخر عن الخروج ﴿ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ ﴾: فلا تَسر بها ﴿ إِنَّهُ ﴾: الشأن.
﴿ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ ﴾: من العذاب.
﴿ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ﴾: موعد عذابهم ﴿ ٱلصُّبْحُ ﴾: فاستعجل فقالوا ﴿ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾: فخرج بابنتيه عند الفجر وطويت له الأرض ونجَا ﴿ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾: بعذابهم.
﴿ جَعَلْنَا عَالِيَهَا ﴾: عالي مدائن.
﴿ سَافِلَهَا ﴾: أدخل جبريل تحتها ورفعها حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب ثم قلبها، وكانوا أربعة آلاف ألف.
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا ﴾ حِينَ الصَّعيد ﴿ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴾: أصله سنك حجر وطين فعُرِّب، أو هو السماء الدنيا كما أن السجين الأرض السفلى ﴿ مَّنْضُودٍ ﴾: متتابع أو نضد بعضها على ب عض ﴿ مُّسَوَّمَةً ﴾: مُعلمة مكتوباً فيها اسم من يقلت بها.
﴿ عِندَ رَبِّكَ ﴾: في خزائنه ﴿ وَمَا هِيَ ﴾: هذه النقمة.
﴿ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: ظالمي هذه الأمة كما في الحديث.
﴿ بِبَعِيدٍ ﴾.
﴿ وَ ﴾ أرسلنا.
﴿ إِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ ﴾: من أشرفهم نسبا ﴿ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾: كانوا عبدة الأصنام معتادين البخس.
﴿ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ﴾: موسرين فلم تطففون.
﴿ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ﴾: لا يفلت منه أحد، وصف اليوم به مجازا.
﴿ وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ ﴾: بالعدل، صرح به بعد النهي عن ضه ليبين وجوب الإيفاء ولو بزيادة لا يتأتى دونه.
﴿ وَلاَ تَبْخَسُواْ ﴾: تنقصوا.
﴿ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ ﴾: تبالغوا في الفساد.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: بقطع الطريق، حال كونكم ﴿ مُفْسِدِينَ ﴾: في الدين بُيِّن في البقرة ﴿ بَقِيَّتُ ٱللَّهِ ﴾: ما أبقاه من الحلال بعد إيفاء الكيل والوزن ﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾: من التطفيف.
﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾: إذ لا خير في حلال بلا إيمان.
﴿ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾: بل ناصح.
قالوا: ﴿ قَالُواْ ﴾ تهكُّماً: ﴿ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ ﴾: بتكليف ﴿ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ ﴾: نترك.
﴿ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ﴾: من البخس أو تقطيع الدراهم.
﴿ إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ ﴾: تهكموا بهِ ﴿ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ ﴾: حجة وبصيرة.
﴿ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ ﴾: بلا كَدِّ مِنِّي ﴿ رِزْقاً حَسَناً ﴾: حلالاً، فهل لي مخالفته.
﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ ﴾: أسبقكم.
﴿ إِلَىٰ مَآ ﴾: أي: عملكم الذي.
﴿ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ ﴾: ما.
﴿ أُرِيدُ ﴾: بنصحكم.
﴿ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ ﴾: لإصابة الحق.
﴿ إِلاَّ بِٱللَّهِ ﴾: بإعانته.
﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾: أرجع بعد الموت ﴿ وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ ﴾: لا يكسبنكم.
﴿ شِقَاقِيۤ ﴾: مُعاداتي.
﴿ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ ﴾: من الغرق.
﴿ أَوْ قَوْمَ هُودٍ ﴾: من الريح.
﴿ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ﴾: من الصيحة.
﴿ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ ﴾: مهلكهم ﴿ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ﴾: زمانا ومكانا فتذكروا.
﴿ وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ﴾: عمَّا سلف.
﴿ ثُمَّ تُوبُوۤاْ ﴾: ارجعوا.
﴿ إِلَيْهِ ﴾ بالطاعة ﴿ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ ﴾: للتائبين.
﴿ وَدُودٌ ﴾: بليغُ المودة بهم ﴿ قَالُواْ ﴾: استهانةً: ﴿ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً ﴾: لأنك أعمى بلا خدم.
﴿ وَلَوْلاَ رَهْطُكَ ﴾: أي: عزَّتهم لأنهم على ديننا، وهو من ثلاثة إلى عشرة.
﴿ لَرَجَمْنَاكَ ﴾: لقتلناك برمي الأحجار.
﴿ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴾: فتمنعنا عزتك عن الرَّجم.
﴿ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ ﴾ تعالى ﴿ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً ﴾: ذليلا كشيء ملقى وراء الظهر ﴿ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾: فيجازيكم.
﴿ وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ ﴾ قارين ﴿ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ ﴾: حالكم التي أنتم عليها كالشرك.
﴿ إِنِّي عَٰمِلٌ ﴾: على ما أنا عليه.
﴿ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ﴾: يفضحه ﴿ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ ﴾: انتظروا ما أقول ﴿ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴾: منتظر.
﴿ وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾: عذابنا.
﴿ نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ﴾: لا بأعمالهم.
﴿ وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ ﴾: صاح بهم جبريل فهلكوا ﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾: ميتين وأصله لزوم المكان ﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ ﴾: يُقيموا ﴿ فِيهَآ أَلاَ بُعْداً ﴾: هلاكا.
﴿ لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴾: فإنهم أهلكوا بالصحية أيضاً لكن صيحتهم من تحتهم وصيحة هؤلاء من فوقهم مع رجفة وظلمة.
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا ﴾: مُعجزاته ﴿ وَسُلْطَانٍ ﴾: حجة ﴿ مُّبِينٍ ﴾: واضح ﴿ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ ﴾: بتكذيب موسى ﴿ وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴾: مُرشد إلى الخير، وإنه.
﴿ يَقْدُمُ ﴾: يتقَدَّمُ ﴿ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ ﴾: جعلهم واردين.
﴿ ٱلنَّارَ وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ ﴾: الذي وردوه فأنه لتبريد الكبد، والنار بضده.
﴿ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ بِئْسَ ٱلرِّفْدُ ﴾: العطاء ﴿ ٱلْمَرْفُودُ ﴾: المعطى رفدهم وهو اللعنُ.
﴿ ذَلِكَ ﴾: النبأ.
﴿ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْقُرَىٰ ﴾: المهلكة.
﴿ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ﴾: يا محمد.
﴿ مِنْهَا قَآئِمٌ ﴾: آثار، كحيطانه.
﴿ وَ ﴾: منها ﴿ حَصِيدٌ ﴾: عافي الأثر.
﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ﴾: بإهلاكهم.
﴿ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ ﴾: فاستحقوه.
﴿ فَمَا أَغْنَتْ ﴾ دفعت ﴿ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ ﴾: شيئا من عذابه ﴿ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾: عذابه.
﴿ وَمَا زَادُوهُمْ ﴾: أي: الآلهة، إياهم.
﴿ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴾: هلاك.
﴿ وَكَذٰلِكَ ﴾: الأخذ.
﴿ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ﴾ أهل ﴿ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ﴾: تعليل لأخذه.
﴿ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ غير مرجو الخلاص.
﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ ﴾ أهلاكهم ﴿ لآيَةً ﴾: لعبرة.
﴿ لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلآخِرَةِ ذٰلِكَ ﴾: اليوم الآخر.
﴿ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴾: فيه الخلائق.
﴿ وَمَا نُؤَخِّرُهُ ﴾: اليوم.
﴿ إِلاَّ لأَجَلٍ ﴾ لوقت.
﴿ مَّعْدُودٍ ﴾: معلوم متناهٍ.
﴿ يَوْمَ ﴾: حين ﴿ يَأْتِ ﴾ اليوم أو هو تعالى.
﴿ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾: هذا في موقف وفي موقف آخر،﴿ لاَ يَنطِقُونَ ﴾[المرسلات: ٣٥] فتقسيمه لا ينافي الأعراف.
﴿ فَمِنْهُمْ ﴾: من أهل الموقف.
﴿ شَقِيٌّ ﴾: باستحقاق النار.
﴿ وَ ﴾: منهم ﴿ سَعِيدٌ ﴾: باستحقاق الجنة.
﴿ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ ﴾: في ذلك اليوم.
﴿ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ ﴾: إخراج نفس، أو صوت في الحلق، أو أول نهيق الحمارُ.
﴿ وَشَهِيقٌ ﴾: ردها أو صوت في الصدر أو آخر نهيقه.
﴿ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ ﴾: سماوات الآخرة وأرضها، أي: ما يظلهم ويقلهم إذ وجدهما معلوم من الحديث وداوامهما معلوم من دوام الجنة والنار، أو عبر بذلك عن الدوامكما هو دأب العرب.
﴿ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ ﴾: استثناء من الخلود، فإنَّ الفساق لا يخلدون أو لخروجهم من النار إلى الزمهرير وغيره، أو الله عالم بثنياه وقيلأ: من قوله:﴿ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ ﴾[هود: ١٠٦].
. إلى آخره " وقيل كقولك: والله لأضربنك إلاَّ أن أرى غير ذلك، مع جزم عزمك على ذلك ﴿ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴾: بلا اعراض عليه.
﴿ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ ﴾: مجولٌ بمعنى أُسعدوا، أو من محذوف الزائد ﴿ فَفِي ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ ﴾: هو مُدة اتصالهم بِجَنَابِ القدس، أو مدة عذاب الساق ويؤيده: ﴿ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾: مقطوع، أو إلا فيهما بمعنى سوى، نحو: له عليَّ ألف إلا الألفان القديمان، أي: مُدة بقائهما سوى ما شاء ربك، أو هو زمان موقفهم للحساب أو " ما " فيهما بمعنى من وحينئذ ففي الثاني تعليل، بل في الكل تكليف، وهو استثناء لا يفعله تنبيها على أنه إن شاء إلا يخلدهم لما أخلدهم.
﴿ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ ﴾: شك.
﴿ مِّمَّا يَعْبُدُ ﴾: من عبادة.
﴿ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: المشركين أي: في أنها كفر مُؤَدٍّ إلى ماحلَّ بسلفهم.
﴿ مَا يَعْبُدُونَ ﴾: عبادةً ﴿ إِلاَّ كَمَا ﴾: كان ﴿ يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ ﴾: فسيلحقهم ما لحقهم ﴿ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾: من الجزاء.
﴿ غَيْرَ مَنقُوصٍ ﴾: للتأكيد.
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ ﴾: آمن به بعض وكفر به بعض، كهؤلاء في القرآن.
﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ ﴾: بإنظاهرم إلى القيامة.
﴿ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾: لفرغ من جزائهم.
﴿ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ﴾: من كتباك ﴿ مُرِيبٍ ﴾: موقع في الريبة ﴿ وَإِنَّ كُـلاًّ ﴾: كل مؤمن وكافر.
﴿ لَّمَّا ﴾: بالتشديد، أصله لمن ما، أي: لمن الذين، وبالتخيف ما صلة، أو بمعنى " من " مخففة عاملة أي: والله.
﴿ لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ﴾: أي: جزاءها.
﴿ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَٱسْتَقِمْ كَمَآ ﴾: أي: مثل الاستقامة التي.
﴿ أُمِرْتَ ﴾: بها بلا أفراط وتفريط.
﴿ وَمَن تَابَ ﴾: من الكفر وآمن.
﴿ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾: لا تتجاوزوا ما أمرتهم.
﴿ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾: دل على وجوب اتباع النصوص بلا تصرف بنحو قياس واستحسان.
﴿ وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ ﴾: لا تميلوا أدنى ميل ﴿ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾: كالتزيي بزيهم وتعظيم ذكرهم.
﴿ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ ﴾: بذلك.
﴿ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ﴾: أعوان يمنعنكم من عذابه.
﴿ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾: لا ينصركم الله بشؤم الركون إليهم.
﴿ وَأَقِمِ ٱلصَّلٰوةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ ﴾: الصبح وبعد الزوال والعصر.
﴿ وَ ﴾: ساعات.
﴿ زُلَفاً ﴾: قريبة من النهار.
﴿ مِّنَ ٱلَّيْلِ ﴾: المغرب والعشاء وفي الكل خلال.
﴿ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ ﴾: كلها.
﴿ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ ذٰلِكَ ﴾: القرآن ﴿ ذِكْرَىٰ ﴾: عظة.
﴿ لِلذَّاكِرِينَ ﴾: للمتعظين.
﴿ وَٱصْبِرْ ﴾: على الطاعة.
﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ * فَلَوْلاَ ﴾: هلاَّ للتعجب والتوبيخ.
﴿ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ ﴾ ذوو ﴿ بَقِيَّةٍ ﴾ خير ﴿ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: لكن.
﴿ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ﴾: نهوا عنه.
﴿ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾: بترك النهي.
﴿ مَآ أُتْرِفُواْ ﴾: أنعموا.
﴿ فِيهِ ﴾: من الشهوات، معرضين عن غيرها.
﴿ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾: فيه استؤصلوا، وقيل: معناه اتبعهم آثارهم وديارهم في الهلاك.
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ ﴾: ما صَحَّ له ﴿ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ ﴾: بشرك.
﴿ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾: فيما بينهم بالاتباع لفرط مسامحته في حقوقه، ولذا تقدم حقوق العباد على حقه عند تزاحم الحقوق، وقيل: أي بظلم تفريع.
﴿ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾: مسلمين.
﴿ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾: في فواسد العقائد.
﴿ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ﴾: اجتمعوا على الحق.
﴿ وَلِذٰلِكَ ﴾: الاختلاف.
﴿ خَلَقَهُمْ ﴾: اللام للعاقبة أو للتمكين نحو:﴿ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ ﴾[غافر: ٦١]، أو بمعنى على، نحو﴿ وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾[الصافات: ١٠٣]: أو كذلك الرحمة والضمير لـ " من " ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ ﴾: قضاءُ ﴿ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ﴾: مُتمردي ﴿ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾: أي منهما لا من أحدهما.
﴿ وَكُـلاًّ ﴾: كل نبأ.
﴿ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ ﴾: هو ﴿ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾: بزيادة يقينك.
﴿ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ﴾ الانباء ﴿ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ ﴾: قَارين ﴿ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ ﴾: حالتكم من التجرد ﴿ إِنَّا عَامِلُونَ ﴾: على حالنا.
﴿ وَٱنْتَظِرُوۤاْ ﴾: بنا الدوائر.
﴿ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴾: عقابكم ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾: لا يخفي عليه ما فيهما.
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ ﴾: الأمور ﴿ كُلُّهُ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾: فيجازي كلاًّ بما يستحقه جل وعلا سبحانه وتعالى واللهُ أعلمُ.
Icon