في نهاية الربع الماضي ختمنا بفضل الله سورة الحجر المكية، وفي بداية هذا الربع نشرع بعون الله في تفسير سورة النحل المكية أيضا، وقد سميت هذه السورة " سورة النحل " أخذا من قوله تعالى فيها :﴿ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا، يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ﴾.
ﰡ
﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ |القمر : ١|، وقوله تعالى في آية ثالثة :﴿ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ﴾ |الأنبياء : ١|، ووضع الفعل الماضي في الآية موضع المستقبل، لتحقق وقوع " أمر الله " وهو يوم القيامة، إذ هو أمر واقع، ما له من دافع.
وقوله تعالى هنا :﴿ فلا تستعجلوه ﴾ يشبه قوله تعالى في آية أخرى :﴿ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها، والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق، ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ﴾ |الشورى : ١٨|.
وبخصوص التعبير " بالروح " عن القرآن الكريم جاء قوله تعالى :﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ﴾ |الشورى : ٥٢|، فالقرآن روح حقيقية ومعنوية، أحيا الله بها الإنسانية دينا ودنيا، وقد كان نزوله نقطة تحول في تاريخ النوع البشري ومرحلة حاسمة في تطور العقائد والشعائر والشرائع، ونقطة انطلاق في حياة الأمم والشعوب والسلالات، مما أدى إلى تغيير خريطة العالم في أكثر البلدان والأقاليم والقارات، فعالم ما بعد القرآن غير عالم ما قبل القرآن، بشهادة الأصدقاء والأعداء.
قال القاضي أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ عند تفسيره قوله تعالى هنا :﴿ لكم فيها دفء ومنافع ﴾ : " في هذا دليل على لباس الصوف، فهو أول ذلك وأولاه، فإنه شعار المتقين، ولباس الصالحين، وشارة الصحابة والتابعين، واختيار الزهاد والعارفين، وهو يلبس لينا وخشنا، وجيدا ومقاربا ورديئا، واليه نسب جماعة من الناس ﴿ الصوفية ﴾، لأنه لباسهم في الغالب، فالياء للنسب والهاء للتأنيث ".
وقال ﴿ ابن العربي ﴾ عند تفسير قوله تعالى هنا :﴿ ولكم فيها جمال ﴾ : " والجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة، ويكون في الأخلاق الباطنة، ويكون في الأفعال.
" فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر، فيلقيه إلى القلب متلائما، فتتعلق به النفس، من غير معرفة بوجه ذلك ولا بسببه لأحد من البشر.
" وأما جمال الأخلاق فبكونها على الصفات المحمودة، من العلم والحكمة، والعدل والعفة، وكظم الغيظ، وإرادة الخير لكل واحد.
" وأما جمال الأفعال فهو وجودها ملائمة لصالح الخلق، وقاضية بجلب المنافع إليهم، وصرف الشر عنهم.
" وجمال الأنعام والدواب من جمال الخلقة محسوب، وهو مرئي بالأبصار، موافق للبصائر، ومن جمالها كثرتها "، إلى أن قال رحمه الله : " وليس في الحمير زينة، ولكن المنفعة بها مضمونة.
" وهذا الجمال والتزين وإن كان من متاع الدنيا فقد أذن الله فيه لعباده، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :( الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ).
" وإنما جمع الله العز في الإبل، لأن فيها اللباس والأكل واللبن والحمل والغزو، وإن نقصها الكر والفر، وجعل البركة في الغنم، لما فيها من اللباس والطعام والشراب وكثرة الولادة، فإنها تلد في العام ثلاث مرات، إلى ما يتبعها من السكينة وتحمل عليه صاحبها من خفض الجناح ولين الجانب... وقرن صلى الله عليه وسلم الخير بنواصي الخيل بقية الدهر، لما فيها من الغنيمة، المستفادة للكسب والمعاش، وما توصل إليه من قهر الأعداء، وغلبة الكفار، وإعلاء كلمة الله ".
وقال ﴿ ابن العربي ﴾ عند تفسير قوله تعالى هنا :﴿ ولكم فيها جمال ﴾ :" والجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة، ويكون في الأخلاق الباطنة، ويكون في الأفعال.
" فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر، فيلقيه إلى القلب متلائما، فتتعلق به النفس، من غير معرفة بوجه ذلك ولا بسببه لأحد من البشر.
" وأما جمال الأخلاق فبكونها على الصفات المحمودة، من العلم والحكمة، والعدل والعفة، وكظم الغيظ، وإرادة الخير لكل واحد.
" وأما جمال الأفعال فهو وجودها ملائمة لصالح الخلق، وقاضية بجلب المنافع إليهم، وصرف الشر عنهم.
" وجمال الأنعام والدواب من جمال الخلقة محسوب، وهو مرئي بالأبصار، موافق للبصائر، ومن جمالها كثرتها "، إلى أن قال رحمه الله :" وليس في الحمير زينة، ولكن المنفعة بها مضمونة.
" وهذا الجمال والتزين وإن كان من متاع الدنيا فقد أذن الله فيه لعباده، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :( الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ).
" وإنما جمع الله العز في الإبل، لأن فيها اللباس والأكل واللبن والحمل والغزو، وإن نقصها الكر والفر، وجعل البركة في الغنم، لما فيها من اللباس والطعام والشراب وكثرة الولادة، فإنها تلد في العام ثلاث مرات، إلى ما يتبعها من السكينة وتحمل عليه صاحبها من خفض الجناح ولين الجانب... وقرن صلى الله عليه وسلم الخير بنواصي الخيل بقية الدهر، لما فيها من الغنيمة، المستفادة للكسب والمعاش، وما توصل إليه من قهر الأعداء، وغلبة الكفار، وإعلاء كلمة الله ".
وقوله تعالى في نهاية هذه الآية :﴿ ويخلق ما لا تعلمون ﴾ إشارة إلى ما تبرزه القدرة الإلهية جيلا بعد جيل، من وسائل جديدة للنقل أو المواصلات، وأصناف جديدة من الأغذية والمأكولات، وما وراء ذلك مما لا يحيط بعلمه إلا بديع الأرض والسماوات.
وقوله تعالى :﴿ ومنها جائر ﴾ الضمير يعود على " السبيل " المراد به هنا الجنس، ومعنى " الجائر " الحائد والمائل عن الحق، والخارج عن الصواب.
وقوله تعالى هنا :﴿ ولو شاء لهداكم أجمعين ﴾ على غرار قوله تعالى في آية ثانية :﴿ ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ﴾ |هود : ١١٨| لكنه خلق الإنسان حرا مختارا، فلم يكرهه على الإيمان، ولم يلجئه إلى الإذعان، فكان منه مؤمن وكافر، وشقي وسعيد.
وفي هذا السياق بين كتاب الله العبرة المقصودة من عرض النعم التي أنعم بها على الإنسان، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ﴾، وقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ﴾، وقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية لقوم يذكرون ﴾، وقال تعالى :﴿ ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ﴾ فمن له عقل وفكر استيقظ وتذكر، ونظر واعتبر، وفكر وقدر، وشكر وما كفر.
وقوله تعالى هنا :﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ﴾ اللام فيه للأمر، وبمعنى هذه الآية ورد الحديث النبوي الشريف ﴿ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ﴾، وقوله عليه السلام :( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) أو كما قال عليه السلام.
وقوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، فألقوا السلم، ما كنا نعمل من سوء بلى، إن الله عليم بما كنتم تعملون ﴾ إخبار من الله تعالى عن حال المشركين والكافرين الذين ظلموا أنفسهم بالشرك والكفر، ولم يقدروا الله حق قدره، فكان شركهم بالله ظلما عظيما، ووصف لهم كيف يكونون عند الاحتضار ومجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم الخبيثة، حيث يظهرون، وقتئذ السمع والطاعة، ويتبرأون مما عملوا من السيئات، فيكذب الملائكة دعواهم، بشهادة الله التي لا مرد لها، ويخبرونهم عن مصيرهم المفجع، قائلين :﴿ فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها، فلبيس مثوى المتكبرين ﴾.
وقوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، فألقوا السلم، ما كنا نعمل من سوء بلى، إن الله عليم بما كنتم تعملون ﴾ إخبار من الله تعالى عن حال المشركين والكافرين الذين ظلموا أنفسهم بالشرك والكفر، ولم يقدروا الله حق قدره، فكان شركهم بالله ظلما عظيما، ووصف لهم كيف يكونون عند الاحتضار ومجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم الخبيثة، حيث يظهرون، وقتئذ السمع والطاعة، ويتبرأون مما عملوا من السيئات، فيكذب الملائكة دعواهم، بشهادة الله التي لا مرد لها، ويخبرونهم عن مصيرهم المفجع، قائلين :﴿ فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها، فلبيس مثوى المتكبرين ﴾.
بعدما بين كتاب الله في الربع الماضي كيف يستقبل خصوم النبوات والرسالات الوحي الإلهي فقال تعالى حكاية عنهم :﴿ وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ﴾ بين كتاب الله في بداية هذا الربع، كيف يستقبل الوحي أنصار الرسل وأتباعهم الذين اتقوا وآمنوا، فقال تعالى في وصفهم :﴿ وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم، قالوا خيرا ﴾ وذلك اعتراف منهم بما يحتوي عليه الوحي الإلهي من خير عظيم لهم ولأسرهم ولأممهم وللإنسانية جمعاء، خير يشمل الدين والدنيا والآخرة، خير يعم الفرد والمجتمع والدولة في آن واحد، فهو رحمة للعالمين وهدى للضالين.
ثم انتقل كتاب الله إلى تقرير حقيقة واقعية بالنسبة للمؤمنين الصادقين، ألا وهي أن الله تعالى يكرمهم بحياة طيبة في الدنيا وحياة أطيب منها في الآخرة، فالإيمان الصادق والعمل الصالح يسري مفعولهما، ويظهر أثرهما في الحياة اليومية الأولى، قبل أن يسري مفعولهما ويظهر أثرهما في الحياة الأخرى، وليس الأمر كما يظن الشاكون والمترددون أن ثمرة الإيمان لا يقطف جناها في الدنيا، ويخشى أن لا يقطف جناها في الآخرة، وإلى هذه الحقيقة الإيمانية الواقعية يشير قوله تعالى هنا :﴿ للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة، ولدار الآخرة خير، ولنعم دار المتقين ﴾ على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾ |النحل : ٩٧|.
بعدما بين كتاب الله في الربع الماضي كيف يستقبل خصوم النبوات والرسالات الوحي الإلهي فقال تعالى حكاية عنهم :﴿ وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ﴾ بين كتاب الله في بداية هذا الربع، كيف يستقبل الوحي أنصار الرسل وأتباعهم الذين اتقوا وآمنوا، فقال تعالى في وصفهم :﴿ وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم، قالوا خيرا ﴾ وذلك اعتراف منهم بما يحتوي عليه الوحي الإلهي من خير عظيم لهم ولأسرهم ولأممهم وللإنسانية جمعاء، خير يشمل الدين والدنيا والآخرة، خير يعم الفرد والمجتمع والدولة في آن واحد، فهو رحمة للعالمين وهدى للضالين.
ثم انتقل كتاب الله إلى تقرير حقيقة واقعية بالنسبة للمؤمنين الصادقين، ألا وهي أن الله تعالى يكرمهم بحياة طيبة في الدنيا وحياة أطيب منها في الآخرة، فالإيمان الصادق والعمل الصالح يسري مفعولهما، ويظهر أثرهما في الحياة اليومية الأولى، قبل أن يسري مفعولهما ويظهر أثرهما في الحياة الأخرى، وليس الأمر كما يظن الشاكون والمترددون أن ثمرة الإيمان لا يقطف جناها في الدنيا، ويخشى أن لا يقطف جناها في الآخرة، وإلى هذه الحقيقة الإيمانية الواقعية يشير قوله تعالى هنا :﴿ للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة، ولدار الآخرة خير، ولنعم دار المتقين ﴾ على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾ |النحل : ٩٧|.
بعدما بين كتاب الله في الربع الماضي كيف يستقبل خصوم النبوات والرسالات الوحي الإلهي فقال تعالى حكاية عنهم :﴿ وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ﴾ بين كتاب الله في بداية هذا الربع، كيف يستقبل الوحي أنصار الرسل وأتباعهم الذين اتقوا وآمنوا، فقال تعالى في وصفهم :﴿ وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم، قالوا خيرا ﴾ وذلك اعتراف منهم بما يحتوي عليه الوحي الإلهي من خير عظيم لهم ولأسرهم ولأممهم وللإنسانية جمعاء، خير يشمل الدين والدنيا والآخرة، خير يعم الفرد والمجتمع والدولة في آن واحد، فهو رحمة للعالمين وهدى للضالين.
ثم انتقل كتاب الله إلى تقرير حقيقة واقعية بالنسبة للمؤمنين الصادقين، ألا وهي أن الله تعالى يكرمهم بحياة طيبة في الدنيا وحياة أطيب منها في الآخرة، فالإيمان الصادق والعمل الصالح يسري مفعولهما، ويظهر أثرهما في الحياة اليومية الأولى، قبل أن يسري مفعولهما ويظهر أثرهما في الحياة الأخرى، وليس الأمر كما يظن الشاكون والمترددون أن ثمرة الإيمان لا يقطف جناها في الدنيا، ويخشى أن لا يقطف جناها في الآخرة، وإلى هذه الحقيقة الإيمانية الواقعية يشير قوله تعالى هنا :﴿ للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة، ولدار الآخرة خير، ولنعم دار المتقين ﴾ على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾ |النحل : ٩٧|.
وكما وصف كتاب الله في الربع الماضي حال المشركين والكافرين الذين ظلموا أنفسهم، وكيف يكونون عند الاحتضار، وكيف ينتزع الملائكة أرواحهم الخبيثة، وكيف يستقبلهم خزنة جهنم، فقال تعالى :﴿ الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، فألقوا السلم، ما كنا نعمل من سوء، بلى، إن الله عليم بما كنتم تعملون، فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها، فلبيس مثوى المتكبرين ﴾، تناول كتاب الله بالوصف والبيان في هذا الربع حال المؤمنين الصادقين وبين أيضا كيف تتوفاهم الملائكة عند لقاء الله، وكيف تستقبلهم في دار الخلد، فقال تعالى :﴿ الذين تتوفاهم الملائكة طيبين، يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ﴾، مصداقا لقوله تعالى في آية أخرى :﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ﴾ |إبراهيم : ٢٧|.
ومعنى قوله تعالى هنا :﴿ فإن الله لا يهدى من يضل ﴾ بضم الياء وفتح الدال على البناء للمفعول، طبقا لقراءة ورش عن نافع : " لا يهدي غير الله من يضله الله " والضمير في قوله :﴿ وما لهم من ناصرين ﴾ يعود على الضالين، فقد حكم الله عليهم بالخذلان دنيا وأخرى، جزاء وفاقا.
وقوله تعالى خطابا لرسوله الأعظم :﴿ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ﴾ إشارة إلى الذكر الحكيم والقرآن العظيم بالخصوص، وإنما أطلق على القرآن اسم " الذكر " لما فيه من تذكير الناسي وتنبيه الغافل، وهذه الآية تتضمن بيان اختصاص الرسول، وتكليفه بتبليغ الوحي المنزل عليه من عند الله، وبتبيين حكمه ومقاصده وأهدافه للناس أجمعين، كما تتضمن بيان الحكمة في تنزيل القرآن الكريم، وأن الحكمة منه هداية الناس إلى صلاحهم، وإثارة الخير في نفوسهم، فلخيرهم نزل على الرسول القرآن، ولهدايتهم وجب على الرسول البيان :﴿ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ﴾ أي لهدايتهم وإرشادهم ﴿ ولعلهم يتفكرون ﴾.
في بداية هذا الربع، يؤكد كتاب الله الحقيقة الدينية الأولى، التي نادت بها جميع الكتب المنزلة، كتابا بعد كتاب، والتي بشر بها كافة الأنبياء والرسل، نبيا بعد نبي ورسولا إثر رسول، ألا وهي انفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية عن كل ما سواه، وضرورة التوجه إليه وحده بالخوف والرجاء دون ما عداه، وذلك قوله تعالى :﴿ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحد، فإياي فارهبون ﴾.
في بداية هذا الربع، يؤكد كتاب الله الحقيقة الدينية الأولى، التي نادت بها جميع الكتب المنزلة، كتابا بعد كتاب، والتي بشر بها كافة الأنبياء والرسل، نبيا بعد نبي ورسولا إثر رسول، ألا وهي انفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية عن كل ما سواه، وضرورة التوجه إليه وحده بالخوف والرجاء دون ما عداه، وذلك قوله تعالى :﴿ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحد، فإياي فارهبون ﴾.
وكيف لا يفرد الخلق خالقهم بالعبادة والطاعة والتوجه إليه في السراء والضراء، وهو سبحانه وتعالى بديع السماوات والأرض، وهو الذي شرع لهم الدين الحق وهداهم إليه منذ البداية، ومنه وحده ينتظرون الجزاء في النهاية :﴿ وله ما في السماوات والأرض، وله الدين واصبا، أفغير الله تتقون ﴾. وقوله تعالى هنا :﴿ وله الدين واصبا ﴾ يماثل في معناه قوله تعالى في سورة الزمر :﴿ ألا لله الدين الخالص ﴾ |الآية : ٣|، وينظر إليه قوله تعالى في سورة غافر :﴿ فادعوا الله مخلصين له الدين ﴾ |الآية : ١٤|.
في بداية هذا الربع، يؤكد كتاب الله الحقيقة الدينية الأولى، التي نادت بها جميع الكتب المنزلة، كتابا بعد كتاب، والتي بشر بها كافة الأنبياء والرسل، نبيا بعد نبي ورسولا إثر رسول، ألا وهي انفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية عن كل ما سواه، وضرورة التوجه إليه وحده بالخوف والرجاء دون ما عداه، وذلك قوله تعالى :﴿ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحد، فإياي فارهبون ﴾.
ثم يتجه كتاب الله بخطابه إلى الناس كافة، مذكرا إياهم بأن كل ما يتقلبون فيه من النعم على اختلافها، إنما هو هبة إلهية وهبها لهم بمحض إرادته، وأن من تفضل بالعطاء، يمكن أن يعاقب بالسلب ﴿ وما بكم من نعمة فمن الله ﴾.
ووصف كتاب الله في هذا السياق، حالة من الحالات اليومية التي تعرض لكثير من الناس عندما يمسهم الضر، وينزل بساحتهم الأذى، فتنكشف عن أعينهم جميع الغشاوات والحجب، وتبدو لهم أنفسهم عارية على حقيقتها من الضعف والعجز والاحتياج، ولا يستطيعون لدفع الضر عن ساحتهم حيلة ولا يهتدون سبيلا، فلا يجدون مفتوحا أمامهم إلا بابا وحيدا هو باب الرحمان الرحيم، يلجأون إليه مضطرين صاغرين، ويطرقون بابه بالشكوى صارخين مبتهلين، فيجيب بفضله دعاءهم، ويكشف برحمته ضرهم، الأمر الذي كان كافيا ليوقظ في نفوسهم على الدوام حاسة الإيمان، ويحملهم باستمرار على الشكر والطاعة والإذعان، لكنهم على العكس من ذلك، بمجرد ما يكشف الحق سبحانه عنهم الضر، ويدفع عنهم الأذى، ينسون فضل الله، ويتنكرون لنعم الله، وينتكسون مرة أخرى فيعودون إلى ما كانوا عليه من المعتقدات الباطلة والتصرفات الفاسدة، وهكذا تتحرك فيهم فطرة الخير مؤقتا، تحت ضغط الضعف والمرض والأذى، لكن بمجرد ما يستعيدون القوة والصحة والسلامة، تطغى عليهم من جديد نزغات الشر والعصيان، ويتصدون لنعم الله وحقوقه بالجحود والكفران، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون، ليكفروا بما آتيناهم ﴾.
في بداية هذا الربع، يؤكد كتاب الله الحقيقة الدينية الأولى، التي نادت بها جميع الكتب المنزلة، كتابا بعد كتاب، والتي بشر بها كافة الأنبياء والرسل، نبيا بعد نبي ورسولا إثر رسول، ألا وهي انفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية عن كل ما سواه، وضرورة التوجه إليه وحده بالخوف والرجاء دون ما عداه، وذلك قوله تعالى :﴿ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحد، فإياي فارهبون ﴾.
ثم يتجه كتاب الله بخطابه إلى الناس كافة، مذكرا إياهم بأن كل ما يتقلبون فيه من النعم على اختلافها، إنما هو هبة إلهية وهبها لهم بمحض إرادته، وأن من تفضل بالعطاء، يمكن أن يعاقب بالسلب ﴿ وما بكم من نعمة فمن الله ﴾.
ووصف كتاب الله في هذا السياق، حالة من الحالات اليومية التي تعرض لكثير من الناس عندما يمسهم الضر، وينزل بساحتهم الأذى، فتنكشف عن أعينهم جميع الغشاوات والحجب، وتبدو لهم أنفسهم عارية على حقيقتها من الضعف والعجز والاحتياج، ولا يستطيعون لدفع الضر عن ساحتهم حيلة ولا يهتدون سبيلا، فلا يجدون مفتوحا أمامهم إلا بابا وحيدا هو باب الرحمان الرحيم، يلجأون إليه مضطرين صاغرين، ويطرقون بابه بالشكوى صارخين مبتهلين، فيجيب بفضله دعاءهم، ويكشف برحمته ضرهم، الأمر الذي كان كافيا ليوقظ في نفوسهم على الدوام حاسة الإيمان، ويحملهم باستمرار على الشكر والطاعة والإذعان، لكنهم على العكس من ذلك، بمجرد ما يكشف الحق سبحانه عنهم الضر، ويدفع عنهم الأذى، ينسون فضل الله، ويتنكرون لنعم الله، وينتكسون مرة أخرى فيعودون إلى ما كانوا عليه من المعتقدات الباطلة والتصرفات الفاسدة، وهكذا تتحرك فيهم فطرة الخير مؤقتا، تحت ضغط الضعف والمرض والأذى، لكن بمجرد ما يستعيدون القوة والصحة والسلامة، تطغى عليهم من جديد نزغات الشر والعصيان، ويتصدون لنعم الله وحقوقه بالجحود والكفران، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون، ليكفروا بما آتيناهم ﴾.
واستنكر كتاب الله سخافة عقولهم، وسماجة عوائدهم، التي كانت تقضي باحتقار الأنثى والتشاؤم بها، مستغربا كيف أنهم تجرأوا على أن يختاروا لله في زعمهم ما يكرهونه لأنفسهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون ﴾، أي : للأصنام والأوثان، التي لا سند لها من العلم والدين، وإنما جرهم إلى عبادتها، الجهل والوهم والتقليد. ﴿ نصيبا مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾، أي : ظل وجهه كئيبا من الهم، وهو ساكت من شدة الحزن، يكظم غيظه وهمه. ﴿ يتوارى من القوم ﴾، أي : يختفي حتى لا يراه الناس، وذلك :﴿ من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾، وهذه إشارة إلى ما كان يقدم عليه بعض المشركين من وأد البنات وهن أحياء، وما كان يقوم به البعض الآخر من إبقائهن أحياء، لكن في حالة من الضعة والهوان، وفي هذا الموضوع نفسه، ورد في مكان آخر من هذا الربع، قوله تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، وقوله تعالى : تنزيها للحق سبحانه عن كل ذلك :﴿ ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم ﴾.
واستنكر كتاب الله سخافة عقولهم، وسماجة عوائدهم، التي كانت تقضي باحتقار الأنثى والتشاؤم بها، مستغربا كيف أنهم تجرأوا على أن يختاروا لله في زعمهم ما يكرهونه لأنفسهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون ﴾، أي : للأصنام والأوثان، التي لا سند لها من العلم والدين، وإنما جرهم إلى عبادتها، الجهل والوهم والتقليد. ﴿ نصيبا مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾، أي : ظل وجهه كئيبا من الهم، وهو ساكت من شدة الحزن، يكظم غيظه وهمه. ﴿ يتوارى من القوم ﴾، أي : يختفي حتى لا يراه الناس، وذلك :﴿ من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾، وهذه إشارة إلى ما كان يقدم عليه بعض المشركين من وأد البنات وهن أحياء، وما كان يقوم به البعض الآخر من إبقائهن أحياء، لكن في حالة من الضعة والهوان، وفي هذا الموضوع نفسه، ورد في مكان آخر من هذا الربع، قوله تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، وقوله تعالى : تنزيها للحق سبحانه عن كل ذلك :﴿ ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم ﴾.
واستنكر كتاب الله سخافة عقولهم، وسماجة عوائدهم، التي كانت تقضي باحتقار الأنثى والتشاؤم بها، مستغربا كيف أنهم تجرأوا على أن يختاروا لله في زعمهم ما يكرهونه لأنفسهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون ﴾، أي : للأصنام والأوثان، التي لا سند لها من العلم والدين، وإنما جرهم إلى عبادتها، الجهل والوهم والتقليد. ﴿ نصيبا مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾، أي : ظل وجهه كئيبا من الهم، وهو ساكت من شدة الحزن، يكظم غيظه وهمه. ﴿ يتوارى من القوم ﴾، أي : يختفي حتى لا يراه الناس، وذلك :﴿ من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾، وهذه إشارة إلى ما كان يقدم عليه بعض المشركين من وأد البنات وهن أحياء، وما كان يقوم به البعض الآخر من إبقائهن أحياء، لكن في حالة من الضعة والهوان، وفي هذا الموضوع نفسه، ورد في مكان آخر من هذا الربع، قوله تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، وقوله تعالى : تنزيها للحق سبحانه عن كل ذلك :﴿ ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم ﴾.
واستنكر كتاب الله سخافة عقولهم، وسماجة عوائدهم، التي كانت تقضي باحتقار الأنثى والتشاؤم بها، مستغربا كيف أنهم تجرأوا على أن يختاروا لله في زعمهم ما يكرهونه لأنفسهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون ﴾، أي : للأصنام والأوثان، التي لا سند لها من العلم والدين، وإنما جرهم إلى عبادتها، الجهل والوهم والتقليد. ﴿ نصيبا مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾، أي : ظل وجهه كئيبا من الهم، وهو ساكت من شدة الحزن، يكظم غيظه وهمه. ﴿ يتوارى من القوم ﴾، أي : يختفي حتى لا يراه الناس، وذلك :﴿ من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾، وهذه إشارة إلى ما كان يقدم عليه بعض المشركين من وأد البنات وهن أحياء، وما كان يقوم به البعض الآخر من إبقائهن أحياء، لكن في حالة من الضعة والهوان، وفي هذا الموضوع نفسه، ورد في مكان آخر من هذا الربع، قوله تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، وقوله تعالى : تنزيها للحق سبحانه عن كل ذلك :﴿ ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم ﴾.
ثم عقب كتاب الله منددا بهذه النظرة الجاهلية السخيفة، هادما لها من الأساس، معيدا بذلك للأنثى كرامتها الأصيلة، معترفا لها بحقها الثابت في الحياة العزيزة الكريمة مثل شقيقها الذكر، فقال تعالى ناقضا لحكم الجاهلية في شأن الأنثى، ومنددا بموقف المشركين منها :﴿ ألا ساء ما يحكمون ﴾.
واستنكر كتاب الله سخافة عقولهم، وسماجة عوائدهم، التي كانت تقضي باحتقار الأنثى والتشاؤم بها، مستغربا كيف أنهم تجرأوا على أن يختاروا لله في زعمهم ما يكرهونه لأنفسهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون ﴾، أي : للأصنام والأوثان، التي لا سند لها من العلم والدين، وإنما جرهم إلى عبادتها، الجهل والوهم والتقليد. ﴿ نصيبا مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾، أي : ظل وجهه كئيبا من الهم، وهو ساكت من شدة الحزن، يكظم غيظه وهمه. ﴿ يتوارى من القوم ﴾، أي : يختفي حتى لا يراه الناس، وذلك :﴿ من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾، وهذه إشارة إلى ما كان يقدم عليه بعض المشركين من وأد البنات وهن أحياء، وما كان يقوم به البعض الآخر من إبقائهن أحياء، لكن في حالة من الضعة والهوان، وفي هذا الموضوع نفسه، ورد في مكان آخر من هذا الربع، قوله تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، وقوله تعالى : تنزيها للحق سبحانه عن كل ذلك :﴿ ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم ﴾.
ونبه كتاب الله إلى أن :﴿ الإيمان بالآخرة ﴾، المنبثق عن الإيمان بالله، والذي هو له كالنتيجة بالنسبة للمقدمة، هو مصدر جميع أنواع الكمال عند المؤمن ؛ لأن الإيمان بالآخرة وتوابعها، يستلزم مراقبة الله في جميع الأحوال، ومن راقب الله قولا وعملا، ظاهرا وباطنا، كان أقرب إلى الكمال، وأبعد عن النقص، بخلاف من لم يؤمن بالآخرة وأصر على إنكارها، فإنه يظل غريقا في أوحال المساوئ والنقائص، بحيث لا يتصور في حقه أي كمال، ولا غرابة في ذلك، فهو سيء العقيدة في الله وفي الناس، وهو سيء السلوك نحو الله ونحو الناس، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ﴾، أي : النقص قائم بهم، ومنسوب إليهم. ﴿ ولله المثل الأعلى ﴾، أي : له الكمال المطلق من كل وجه.
واستنكر كتاب الله سخافة عقولهم، وسماجة عوائدهم، التي كانت تقضي باحتقار الأنثى والتشاؤم بها، مستغربا كيف أنهم تجرأوا على أن يختاروا لله في زعمهم ما يكرهونه لأنفسهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون ﴾، أي : للأصنام والأوثان، التي لا سند لها من العلم والدين، وإنما جرهم إلى عبادتها، الجهل والوهم والتقليد. ﴿ نصيبا مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾، أي : ظل وجهه كئيبا من الهم، وهو ساكت من شدة الحزن، يكظم غيظه وهمه. ﴿ يتوارى من القوم ﴾، أي : يختفي حتى لا يراه الناس، وذلك :﴿ من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾، وهذه إشارة إلى ما كان يقدم عليه بعض المشركين من وأد البنات وهن أحياء، وما كان يقوم به البعض الآخر من إبقائهن أحياء، لكن في حالة من الضعة والهوان، وفي هذا الموضوع نفسه، ورد في مكان آخر من هذا الربع، قوله تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، وقوله تعالى : تنزيها للحق سبحانه عن كل ذلك :﴿ ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم ﴾.
ونبه كتاب الله إلى ما تواطأ عليه البشر في مختلف العصور، من تظالم فيما بينهم بالبغي والعدوان، رغما عما أمرهم الله به من التزام العدل، وما تواطأوا عليه من ظلم يرتكبونه في حق خالقهم ورازقهم، بالشرك وعبادة الأوثان، رغما عما هداهم إليه من عقيدة التوحيد، وبين أن رحمة الله وحكمته اقتضتا أن تستمر عمارة الأرض إلى اليوم الموعود، فأخر لذلك مؤاخذتهم على ظلمهم، وتركهم يتقلبون في نعمه إلى حلول أجلهم، حتى إذا ما حل الأجل أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، وذلك قوله تعالى :﴿ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ﴾، أي : لأباد من الأرض الحياة والأحياء، ﴿ ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ﴾.
وواضح أن " المؤاخذة " التي يؤخرها الله عن الظالمين، هي المؤاخذة الكلية التي لا تبقي ولا تذر، أما مؤاخذتهم الجزئية بالخوف، والجوع، والنقص من الأموال والأنفس والثمرات، وتسليط الكوارث والأزمات، وقيام الفتن والحروب، فهي ملازمة لهم، مستمرة معهم إلى يوم الدين، على حد قوله تعالى :﴿ فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ﴾ |النحل : ١١٢|، وقوله تعالى :﴿ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ﴾ |البقرة : ١٥٥|.
واستنكر كتاب الله سخافة عقولهم، وسماجة عوائدهم، التي كانت تقضي باحتقار الأنثى والتشاؤم بها، مستغربا كيف أنهم تجرأوا على أن يختاروا لله في زعمهم ما يكرهونه لأنفسهم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون ﴾، أي : للأصنام والأوثان، التي لا سند لها من العلم والدين، وإنما جرهم إلى عبادتها، الجهل والوهم والتقليد. ﴿ نصيبا مما رزقناهم، تالله لتسألن عما كنتم تفترون، ويجعلون لله البنات سبحانه، ولهم ما يشتهون، وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ﴾، أي : ظل وجهه كئيبا من الهم، وهو ساكت من شدة الحزن، يكظم غيظه وهمه. ﴿ يتوارى من القوم ﴾، أي : يختفي حتى لا يراه الناس، وذلك :﴿ من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ﴾، وهذه إشارة إلى ما كان يقدم عليه بعض المشركين من وأد البنات وهن أحياء، وما كان يقوم به البعض الآخر من إبقائهن أحياء، لكن في حالة من الضعة والهوان، وفي هذا الموضوع نفسه، ورد في مكان آخر من هذا الربع، قوله تعالى :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون، وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى، لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، وقوله تعالى : تنزيها للحق سبحانه عن كل ذلك :﴿ ولله المثل الأعلى، وهو العزيز الحكيم ﴾.
في بداية هذا الربع، يؤكد كتاب الله الحقيقة الدينية الأولى، التي نادت بها جميع الكتب المنزلة، كتابا بعد كتاب، والتي بشر بها كافة الأنبياء والرسل، نبيا بعد نبي ورسولا إثر رسول، ألا وهي انفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية عن كل ما سواه، وضرورة التوجه إليه وحده بالخوف والرجاء دون ما عداه، وذلك قوله تعالى :﴿ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحد، فإياي فارهبون ﴾.
ثم عقب كتاب الله على ظاهرة الجحود والعناد، والتواطؤ على الضلال والفساد، التي لازمت البشر قرونا طوالا، فلم يستفيدوا من رسالات الرسل الفائدة المرجوة، ملوحا إلى أن عناد مشركي العرب للرسالة المحمدية إنما هو عود على بدء، وليس هو الأول والآخر، فقال تعالى :﴿ تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم، ولهم عذاب أليم ﴾.
الأمر الأول : وضع حد للخلاف والنزاع القائم بين أتباع الأديان السالفة، وإلقاء الأضواء على ما دخل تلك الأديان من تزييف وتحريف وسوء تأويل، وتعريف الناس كافة بالحقيقة الدينية الأصيلة على وجهها الكامل الصحيح، خالصة من الشوائب، صافية من الأكدار.
الأمر الثاني : هداية الإنسانية إلى الصراط المستقيم الذي ينظم سلوكها، ويقود خطواتها، وينقذها من مهاوي الضلال والفساد، ويعرج بها إلى معارج الصلاح والرشاد.
الأمر الثالث : إشاعة الرحمة والإحسان في مجتمعات بني الإنسان، على اختلاف الأجناس والألوان.
وإلى هذه الأهداف الثلاثة يشير قوله تعالى هنا في إعجاز وإيجاز :﴿ وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ﴾، ويؤكد هذه المعاني قوله تعالى في الربع القادم :﴿ ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ﴾.
ويؤكد هذا الفهم قول أبي عبيد : " السكر نقيع التمر الذي لم تمسه النار " نقله عنه ابن منظور في ﴿ لسان العرب ﴾، ويزيد هذا الفهم تأكيدا ورود قوله تعالى في نفس السياق :﴿ إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ﴾، عقب قوله :﴿ سكرا ورزقا حسنا ﴾، مباشرة ودون فاصل، فالعقل الذي يتمكن من التدبر العميق والتفكير السليم في آيات الله ونعمه هو العقل الذي لم تفسده المسكرات والمخدرات، بل بقي مصونا من كل ما يفسده، سليما من كل ما يلوثه.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
على أن التفاوت بين الناس ليس منحصرا في الأرزاق وحدها، بل هو موجود حتى في أعمارهم وآجالهم، وما يصاحب ذلك من أعراض الشيخوخة والهرم، ففي نهاية الربع الماضي، وقبل الحديث عن التفاوت في الأرزاق في بداية هذا الربع، سبق قول الله تعالى :﴿ والله خلقكم ثم يتوفاكم، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا، إن الله عليم قدير ﴾.
فهذه الآية تشير إلى واقع محسوس : أفراد يطول عمرهم حتى يدركهم الهرم، وآخرون يموتون في شرخ الشباب، وأفراد –رغما عن طول عمرهم وهرمهم- يتمتعون بملكاتهم الذهنية إلى آخر رمق، وآخرون يردون إلى " أرذل العمر "، فيفقدون جميع ملكاتهم، أو أكثرها قبل حلول الأجل بزمن طويل، وكما أنه لا سبيل إلى المساواة بين الناس في أعمارهم وآجالهم، فإنه لا سبيل إلى المساواة بينهم في أرزاقهم ومواهبهم، ﴿ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
وخص كتاب الله بالذكر والامتنان نعمة " الأسرة " التي يطمح إليها كل إنسان عاقل، حتى إنه ليكافح في سبيل الاستمتاع بها والحصول عليها بجميع الوسائل، فقال تعالى :﴿ والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة، ورزقكم من الطيبات ﴾، فامتن على الرجال بأن جعل زوجاتهم بشرا من جنسهم، إذ خلق الذكر والأنثى من نفس واحدة، إن اختلفا في وظائفهما العملية والاجتماعية، فإنهما لا يختلفان في خصائصهما النوعية والإنسانية. والحكمة الإلهية في ذلك أن يعاشر الرجل امرأة من جنسه، وأن تعاشر المرأة رجلا من جنسها تتجاوب معه، فتحس نفس الإحساس، وتشعر بنفس الشعور، وتتكلم نفس اللغة، ثم امتن سبحانه على الآباء والأمهات بما يرزقهم من البنين والحفدة، إذ الذرية الصالحة هي أطيب الثمرات لشجرة الزواج المباركة، وهي إحدى حسنات الإنسان التي لا تنقطع بعد الموت.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
وفي هذا السياق ندد كتاب الله بسخافة المشركين وعباد الأصنام والأوثان، فإنهم بدلا من أن يعبدوا خالقهم ورازقهم، ويفردوه بالعبادة والطاعة دون سواه، يتوجهون إلى من لا يملك لهم رزقا، ولا يستطيع لهم ضرا ولا نفعا، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ فلا تضربوا لله الأمثال، إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾، نهي لعباده أن يتقولوا عليه، ويضربوا له الأمثال من عند أنفسهم ووحي خيالهم، إذ ليس لله في الحقيقة مثال، كيفما كان تصور الخيال :﴿ ليس كمثله شيء ﴾، ﴿ ولم يكن له كفؤا أحد ﴾. نعم إذا وجدنا في كتاب الله مثلا مضروبا من الذات العلية وقفنا عند حده، ولم نتجاوزه إلى غيره، كما لا نصفه سبحانه وتعالى ولا نسميه إلا بالصفات والأسماء الواردة في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه الكريم.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء، ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا، هل يستوون ﴾.
والمراد " بالعبد " هنا : الصنم والوثن الذي يعبده المشرك، وقد أطلق كتاب الله على الأصنام كلمة ﴿ عباد ﴾ في آية أخرى ؛ إذ قال :﴿ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ﴾ |الأعراف : ١٩٤|، قال مجاهد : " هذا المثل "، أي :﴿ ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ﴾، إلى آخر الآية، مضروب للوثن وللحق سبحانه وتعالى، فهل يستوي هذا وهذا ؟ ". وقال ابن كثير : " لما كان الفرق بينهما ظاهرا بينا لا يجهله إلا غبي، جاء التعقيب على ذلك بقوله تعالى :﴿ الحمد لله، بل أكثرهم لا يعلمون ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا ﴾، تنبيه إلى أن " الرزق الحسن " عند الله هو الذي يؤدي العبد حقه دون منّ ولا أذى، فينفق منه في سبل الخير ووجوه البر، الظاهر منها والخفي، معتمدا على وعد الله تعالى في قوله الحق :﴿ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، وهو خير الرازقين ﴾ |سبأ : ٣٩|، وما عدا ذلك فهو رزق، لكنه " رزق سيء "، إذ لا نفع من ورائه للغير، ولا أثر له في إشاعة البر والخير.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
ونظرا لكون الإسلام يدعو إلى العمل الإيجابي والمساهمة الفعلية في إصلاح المجتمع، فإن كتاب الله يستنكر موقف الشخص الكسول العاجز، المتكل على غيره، الذي لا ينفع نفسه ولا غيره، وينوه بموقف الشخص الشجاع الصريح، الذي ينهى عن الظلم ويأمر بالعدل، والذي يعطي المثل من نفسه لبقية الناس في الهداية وحسن السلوك، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى :﴿ وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم ﴾، وهذه كناية عن عجزه وسلبيته، ﴿ لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه ﴾، أي : عبء ثقيل على غيره، ﴿ أينما يوجهه لا يأت بخير، هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
وعرض كتاب الله نماذج متنوعة توقظ الإنسان الغافل، وتلفت نظره إلى علم الله المحيط بكل شيء، وقدرته الواسعة، وحكمته الباهرة، وإبداعه الفريد في الأنفس والآفاق، مما لا مثيل له ولا نظير، فقال تعالى :﴿ ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
وعرض كتاب الله نماذج متنوعة توقظ الإنسان الغافل، وتلفت نظره إلى علم الله المحيط بكل شيء، وقدرته الواسعة، وحكمته الباهرة، وإبداعه الفريد في الأنفس والآفاق، مما لا مثيل له ولا نظير، فقال تعالى :﴿ ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
وعرض كتاب الله نماذج متنوعة توقظ الإنسان الغافل، وتلفت نظره إلى علم الله المحيط بكل شيء، وقدرته الواسعة، وحكمته الباهرة، وإبداعه الفريد في الأنفس والآفاق، مما لا مثيل له ولا نظير، فقال تعالى :﴿ ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
ونبه كتاب الله إلى أن الوظيفة الأساسية التي يرمي إليها الإسلام من تأسيس البيوت لإقامة الأسر والعائلات، هي : الحصول على نوع خاص من الحياة يتميز عن كل ما عداه بالسكينة والهدوء والطمأنينة وراحة البال، ولن يؤدي البيت هذه الوظيفة الحيوية إلا إذا كان مستوفيا لشرائط الراحة والانسجام، ماديا وروحيا، وإلا إذا كان أعضاؤه المتساكنون فيه على غاية الوفاق والوئام، وفي مأمن من عوامل الشقاق والخصام، وإلى هذا المعنى الدقيق الرقيق يشير قوله تعالى :﴿ والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ﴾، ويزيد هذا المعنى توضيحا وتحليلا، قوله تعالى في سورة الروم :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ |الآية : ٢١|. وهي سياق امتنان الله على عباده بما آتاهم من أسر وبيوت، وبنين وحفدة، عرض كتاب الله جملة من النعم التي هي شرط أساسي لحياة الأسرة وسعادة البيت، مما يتوقف عليه كل إنسان في الحر والقر، في الظعن والإقامة، في السلم والحرب، فقال تعالى :﴿ وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين، والله جعل لكم مما خلق ظلالا ﴾، أي : ظلالا تقيكم حر الشمس. ﴿ وجعل لكم من الجبال أكنانا ﴾، أي : حصونا تأوون إليها وتعتصمون بها، ﴿ وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ﴾، أي : كساكم من عرى بملابس وأغطية تدفع عنكم الحر والقر، ﴿ وسرابيل تقيكم بأسكم ﴾، أي : دروع الحرب والجهاد، التي يحتاج إليها في ساحات المعارك وما ناسبها من عدة وعتاد، ثم عقب كتاب الله على ذلك كله قائلا :﴿ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ﴾، بمعنى أن من فكر في مجموع هذه النعم الإلهية، وقدرها حق قدرها، وتأمل في كرم المنعم بها وفضله، واستحضر في ذهنه ما ينشأ عن فقدها واختلالها أو الحرمان منها، من اختلال في حياة الإنسان، ونزول إلى الدرك الأسفل من دركات الحيوان، لا يسعه إلا الاعتراف بجميل مولاه والإذعان والإيمان، لكن المعاندين والجاحدين مصرون على عنادهم وجحودهم رغما من تمتعهم بنعم الله، ﴿ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، وأكثرهم الكافرون ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
ونبه كتاب الله إلى أن الوظيفة الأساسية التي يرمي إليها الإسلام من تأسيس البيوت لإقامة الأسر والعائلات، هي : الحصول على نوع خاص من الحياة يتميز عن كل ما عداه بالسكينة والهدوء والطمأنينة وراحة البال، ولن يؤدي البيت هذه الوظيفة الحيوية إلا إذا كان مستوفيا لشرائط الراحة والانسجام، ماديا وروحيا، وإلا إذا كان أعضاؤه المتساكنون فيه على غاية الوفاق والوئام، وفي مأمن من عوامل الشقاق والخصام، وإلى هذا المعنى الدقيق الرقيق يشير قوله تعالى :﴿ والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ﴾، ويزيد هذا المعنى توضيحا وتحليلا، قوله تعالى في سورة الروم :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ |الآية : ٢١|. وهي سياق امتنان الله على عباده بما آتاهم من أسر وبيوت، وبنين وحفدة، عرض كتاب الله جملة من النعم التي هي شرط أساسي لحياة الأسرة وسعادة البيت، مما يتوقف عليه كل إنسان في الحر والقر، في الظعن والإقامة، في السلم والحرب، فقال تعالى :﴿ وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين، والله جعل لكم مما خلق ظلالا ﴾، أي : ظلالا تقيكم حر الشمس. ﴿ وجعل لكم من الجبال أكنانا ﴾، أي : حصونا تأوون إليها وتعتصمون بها، ﴿ وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ﴾، أي : كساكم من عرى بملابس وأغطية تدفع عنكم الحر والقر، ﴿ وسرابيل تقيكم بأسكم ﴾، أي : دروع الحرب والجهاد، التي يحتاج إليها في ساحات المعارك وما ناسبها من عدة وعتاد، ثم عقب كتاب الله على ذلك كله قائلا :﴿ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ﴾، بمعنى أن من فكر في مجموع هذه النعم الإلهية، وقدرها حق قدرها، وتأمل في كرم المنعم بها وفضله، واستحضر في ذهنه ما ينشأ عن فقدها واختلالها أو الحرمان منها، من اختلال في حياة الإنسان، ونزول إلى الدرك الأسفل من دركات الحيوان، لا يسعه إلا الاعتراف بجميل مولاه والإذعان والإيمان، لكن المعاندين والجاحدين مصرون على عنادهم وجحودهم رغما من تمتعهم بنعم الله، ﴿ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، وأكثرهم الكافرون ﴾.
في بداية هذا الربع، يقرر كتاب الله حقيقة واقعية بالمشاهدة والعيان، لا سبيل إلى إنكارها من أي إنسان، ألا وهي ظاهرة تفاوت الأرزاق فيما بين الناس، فهناك الموسر والمعسر، وهناك الغني والمتوسط والفقير، وهذا التفاوت الحاصل في الأرزاق، لا يخص الأرزاق المادية وحدها، بل يشملها ويشمل الأرزاق المعنوية نفسها، فالمواهب العقلية، والاستعدادات الفكرية، هي أيضا تتفاوت من شخص إلى آخر، وتتفاوت حتى فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة، بين الوالد والولد، وبين الإخوة الأشقاء.
وإذا كنا لا ندرك السر في تفضيل بعض الناس على البعض الآخر، لحكمة إلهية خفيت عنا في ذلك، فإننا نستطيع أن نتبين أسباب هذا التفاضل ونعلله بالنسبة لكثير من الحالات الأخرى، التي يكون اختلاف المواهب والاستعدادات فيها من أهم العوامل الظاهرة المؤدية إلى التفاضل في الأرزاق، ولاسيما الأرزاق المادية.
و " المساواة " التي يهدف إليها الإسلام هي عبارة عن المساواة بين الناس في سد حاجياتهم الحيوية، حتى لا يسقط أحد منهم ضحية العوز والحاجة، أما المساواة في الرزق الذي يكتسبه كل إنسان، بمعنى أن يكسب جميع الناس كسبا واحدا، وبمقدار متماثل لا يزيد ولا ينقص بالنسبة لأي فرد، بالرغم من اختلاف مواهبهم، واختلاف كفاءاتهم، واختلاف مهامهم، فهي مجرد حلم من الأحلام، لا تقره طبيعة الأشياء ولا يقره الإسلام، وعلى فرض أننا ساوينا في العطاء والكسب بين شخصين أو أكثر، فإن أحدهما لا يلبث أن يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سليما، فيستثمر ويوفر ويدخر، بينما الآخر يتصرف بمحض إرادته في رزقه تصرفا سقيما، فيسرف ويبذر، وبذلك تعود كفة أحدهما إلى الرجحان على كفة الآخر، ويعود التفاوت بينهما ثانيا إلى ما كان عليه أولا، وإلى وصف هذه الحقيقة الواقعية يشير قوله تعالى :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ﴾.
غير أن التفاوت في الرزق وعدم المساواة فيه، وإن كان أمرا مسلما لا يعني احتكاره والانفراد به، وإهمال الآخرين، بل إن سد حاجات المحتاجين من ملبس ومطعم ومسكن حق ثابت لهم، وهم فيه مع غيرهم سواء، وبتمكينهم من نصيبهم في الرزق يتم شكر نعمة الله. وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى في نفس السياق :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء، أفبنعمة الله يجحدون ﴾.
ونبه كتاب الله إلى أن الوظيفة الأساسية التي يرمي إليها الإسلام من تأسيس البيوت لإقامة الأسر والعائلات، هي : الحصول على نوع خاص من الحياة يتميز عن كل ما عداه بالسكينة والهدوء والطمأنينة وراحة البال، ولن يؤدي البيت هذه الوظيفة الحيوية إلا إذا كان مستوفيا لشرائط الراحة والانسجام، ماديا وروحيا، وإلا إذا كان أعضاؤه المتساكنون فيه على غاية الوفاق والوئام، وفي مأمن من عوامل الشقاق والخصام، وإلى هذا المعنى الدقيق الرقيق يشير قوله تعالى :﴿ والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ﴾، ويزيد هذا المعنى توضيحا وتحليلا، قوله تعالى في سورة الروم :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ |الآية : ٢١|. وهي سياق امتنان الله على عباده بما آتاهم من أسر وبيوت، وبنين وحفدة، عرض كتاب الله جملة من النعم التي هي شرط أساسي لحياة الأسرة وسعادة البيت، مما يتوقف عليه كل إنسان في الحر والقر، في الظعن والإقامة، في السلم والحرب، فقال تعالى :﴿ وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين، والله جعل لكم مما خلق ظلالا ﴾، أي : ظلالا تقيكم حر الشمس. ﴿ وجعل لكم من الجبال أكنانا ﴾، أي : حصونا تأوون إليها وتعتصمون بها، ﴿ وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ﴾، أي : كساكم من عرى بملابس وأغطية تدفع عنكم الحر والقر، ﴿ وسرابيل تقيكم بأسكم ﴾، أي : دروع الحرب والجهاد، التي يحتاج إليها في ساحات المعارك وما ناسبها من عدة وعتاد، ثم عقب كتاب الله على ذلك كله قائلا :﴿ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ﴾، بمعنى أن من فكر في مجموع هذه النعم الإلهية، وقدرها حق قدرها، وتأمل في كرم المنعم بها وفضله، واستحضر في ذهنه ما ينشأ عن فقدها واختلالها أو الحرمان منها، من اختلال في حياة الإنسان، ونزول إلى الدرك الأسفل من دركات الحيوان، لا يسعه إلا الاعتراف بجميل مولاه والإذعان والإيمان، لكن المعاندين والجاحدين مصرون على عنادهم وجحودهم رغما من تمتعهم بنعم الله، ﴿ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، وأكثرهم الكافرون ﴾.
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
فقال تعالى :﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ﴾. و " العدل " هو الإنصاف قولا وفعلا، والتسوية بين أصحاب الحقوق بإعطاء كل ذي حق حقه دون تحيز ولا هوى. ومن مشمولات العدل : العدل بين الإنسان وربه، بإيثار حق الله على حظ نفسه، والعدل بين الإنسان ونفسه، بمنعها عن كل ما فيه ضررها وهلاكها، وبمنحها كل ما فيه نفعها وصلاحها، والعدل بين الإنسان وأخيه من بقية الناس، بإنصافهم من نفسه، وعدم الإساءة إليهم بقول أو فعل، لا في السر ولا في العلن.
و " الإحسان " في هذا المقام، هو التفضل والإنعام، وحسن المعاملة بين الأنام، ومن مشمولاته : صلة الرحم، المعبر عنها هنا :﴿ بإيتاء ذي القربى ﴾، قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ : " وإنما خص ذوي القربى، لأن حقوقهم أوكد، وصلتهم أوجب، لتأكيد حق الرحم، التي اشتق الله اسمها من اسمه، وجعل صلتها من صلته ".
ثم قال تعالى :﴿ وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ﴾.
و " الفحشاء " : كل قبيح من قول أو فعل أو خلق أو اعتقاد، ومن ذلك أن العرب تسمي البخيل " فاحشا ". و " المنكر " : ما أنكره الشرع بالنهي عنه، وما تستنكره فطرة الإنسان وتأباه، من تصرفات ومعتقدات، و " البغي " : هو تجاوز الحد، والتطاول على الغير بالظلم والتعدي.
وقوله تعالى :﴿ يعظكم لعلكم تذكرون ﴾، تنبيه إلى أن الحكمة المتوخاة من أوامر الله ونواهيه، هي إرشادنا إلى وجوه الخير حتى نمارسها، لصالح أنفسنا وصالح الناس، وتحذيرنا من ضروب الشر حتى نتجنبها، وقاية لأنفسنا وللناس. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل، وشر يجتنب ".
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
ثم قال تعالى :﴿ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا، إن الله يعلم ما تفعلون ﴾. و " العهد " يطلق في كتاب الله إطلاقات متنوعة، والمراد بعهد الله هنا : ما يعطيه المؤمنون من العهود والمواثيق لبعضهم أو لغيرهم، وما يصحب عهودهم من الأيمان المؤكدة لها، الضامنة لاتزامها ونفاذها، و " توكيد " الأيمان : هو حلف الإنسان في الشيء الواحد يمينا بعد يمين.
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
ونهى كتاب الله أن يسلك المؤمنون في عهودهم المؤكدة بالأيمان مسلك الخداع والتغرير، ضاربا لهم المثل بالمرأة التي تعبت وقضت وقتا طويلا وهي منهمكة في الغزل، ثم نقضت غزلها بعد أن أبرمته وفتلته فتلا شديدا، فضاع مجهودها سدى، محذرا إياهم من اتخاذ هذا المثل أسوة لهم فيما يعقدونه من المواثيق، إذا نقضوها بعدما أبرموها، فقال تعالى :﴿ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ﴾.
وقوله تعالى :﴿ أنكاثا، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ﴾، معناه : لا تكونوا ناكثين للعهود ناقضين لها، متخذين من عهودكم المؤكدة بالأيمان مجرد ستار للخداع والغدر، بحيث تعقدونها وأنتم مبيتون النية مصممون على نقضها وفسخها، لأول ما يرجح ميزان القوة عندكم على غيركم، وهذا معنى قوله تعالى في نهاية هذه الآية :﴿ أن تكون أمة هي أربى من أمة ﴾.
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
وأكد كتاب الله هذا المبدأ الإسلامي الأصيل، مبدأ الوفاء بالعهد ما دام العهد قائما، مبينا هذه المرة العواقب الوخيمة التي تنشأ عن خيانة العهود ونقض المواثيق، فقال تعالى في نفس هذا الربع :﴿ ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم ﴾، أي : لا تتخذوها خديعة ومكرا، ﴿ فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله، ولكم عذاب عظيم ﴾، إذ إن الغدر والخديعة يؤديان إلى فقد الثقة وإثارة الفتنة فيما بين الأفراد والأمم، ويؤديان إلى أن يتربص المخدوعون بمن خدعوهم الدوائر، فينصرم حبل التعاون فيما بين الطرفين، ( ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ).
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
وزاد كتاب الله نفس المبدأ توكيدا وتشديدا، منبها إلى أن المنافع الزائلة والمصالح العابرة، لا ينبغي أن تغري المؤمنين بنقض عهودهم ومواثيقهم ؛ لأن منافع الوفاء المتبادل، والثقة المتبادلة، أدوم وأبقى، فقال تعالى في نفس السياق :﴿ ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا، إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون، ما عندكم ينفذ، وما عند الله باق، وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون ﴾.
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
وزاد كتاب الله نفس المبدأ توكيدا وتشديدا، منبها إلى أن المنافع الزائلة والمصالح العابرة، لا ينبغي أن تغري المؤمنين بنقض عهودهم ومواثيقهم ؛ لأن منافع الوفاء المتبادل، والثقة المتبادلة، أدوم وأبقى، فقال تعالى في نفس السياق :﴿ ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا، إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون، ما عندكم ينفذ، وما عند الله باق، وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون ﴾.
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
ثم حض كتاب الله على ممارسة الخير والعمل الصالح، و " العمل الصالح " : هو العمل المشروع الملائم للتوجيهات الإلهية، والمحقق لمقاصد الشريعة وأهدافها، مبشرا كل من سلك في حياته هذا المسلك من ذكر وأنثى بالحياة الطيبة في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة، وذلك قوله تعالى :﴿ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ﴾، وهذه الصيغة تتضمن وعدا قاطعا من الله تعالى، وتفيد أنه وعد " نافذ " في نفس هذه الحياة لا مرد له، مما يدل أقوى دلالة على أن آثار الأعمال الصالحة تظهر على أصحابها في دنياهم قبل آخرتهم.
وفيما يخص الشق الثاني، قال تعالى في السياق وبنفس التأكيد :﴿ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾.
و " الحياة الطيبة " التي وعد الله بها من التزم العمل الصالح، تشمل جميع وجوه الطمأنينة التي يطمح إليها الإنسان في حياته، وجمعها ابن عباس في كلمة واحدة فقال : " الحياة الطيبة : هي السعادة ".
وقوله تعالى :﴿ وهو مؤمن ﴾، الذي توسط هذه الآية بين العمل الصالح والجزاء عليه، إشارة إلى أن : " الإيمان " أمر أساسي بالنسبة للجزاء الكامل على العمل الصالح ؛ لأنه هو الذي يعطي للعمل الصالح طابعه الخاص، وهو الذي يحمل عامله على أن يجعل هدفه الوحيد من عمله ابتغاء مرضاة الله دون سواه، وبدون الإيمان بالله لا يتمحض هذا الغرض، ولا يكون العمل الصالح مظهرا من مظاهر الطاعة والعبادة. وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله لا يظلم المؤمن حسنة، يعطى بها في الدنيا، ويثاب عليها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا ). والقسم الأخير من هذا الحديث الشريف ينظر إلى قوله تعالى :﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ﴾ |الفرقان : ٢٣|.
فعن آداب تلاوته قال تعالى :﴿ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾، قال أبو بكر الجصاص : " معناه إذا أردت القراءة فاستعذ، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الاستعاذة قبل القراءة، والاستعاذة ليست بفرض ". وبنفس هذا الاستعمال ورد قوله تعالى :﴿ وإذا قلتم فاعدلوا ﴾ |الأنعام : ١٥٢|، وقوله تعالى :﴿ إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ﴾ |المجادلة : ١٢|، وقوله تعالى :﴿ إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم ﴾ |المائدة : ٦|، أي : إذا أردتم القيام إلى الصلاة. وقال ابن كثير : " هذا أمر من الله لعباده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا قراءة القرآن، أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، وهذا أمر ندب لا وجوب "، حكى الإجماع على ذلك أبو جعفر بن جرير وغيره من الأئمة ".
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
والحكمة في تقديم الاستعاذة قبل قراءة القرآن هي التحصن بالله من وساوس الشيطان، ﴿ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ﴾، وذلك حتى لا يفسد الشيطان على القارئ قراءته، وحتى يستجمع القارئ لبه وقلبه على التأمل والتدبر، وهما غاية الغايات من تلاوته كتاب الله.
وعن حكمة تنزيله قال تعالى :﴿ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل ﴾ |الآية : ١٠١|، وقال تعالى :﴿ قل نزله روح القدس من ربك بالحق ﴾.
وعن حكمة تنزيله قال تعالى :﴿ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل ﴾ |الآية : ١٠١|، وقال تعالى :﴿ قل نزله روح القدس من ربك بالحق ﴾.
وعن مضمون رسالته قال تعالى :﴿ ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ﴾. وعن لسان وحيه قال تعالى :﴿ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ﴾.
اعتنى كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ببيان الدعائم الأساسية التي يقوم عليها السلوك الإسلامي، فرديا كان أو جماعيا، وهذه الدعائم لا تقوم للمسلمين قائمة بدون مراعاتها والتزامها، فدعا إلى التزام العدل وممارسة الإحسان، وتجنب الظلم وتفادي الطغيان، ودعا إلى الوفاء بالعهد واحترام الأيمان، ونهى عن إشاعة الفواحش وإقرار المنكرات، كما نهى عن رواج سوق المكايد والمساومات بين الأفراد والجماعات.
وتعرض كتاب الله لحالة استثنائية طالما عرضت للمستضعفين في بداية عهد الإسلام، ممن لم تكن لهم عشيرة تحميهم، ولا عصبية تدافع عنهم، حيث كان المشركون يعذبونهم ويكرهونهم على العودة إلى الشرك، ونبه كتاب الله إلى صورتين اثنتين في هذا المقام :
-الصورة الأولى : صورة من ضعف عن احتمال التعذيب، فكفر بالله من بعد إيمانه وعاد إلى الكفر، وهذا له عذاب عظيم، وعليه غضب من الله شديد، وفي شأنه وشأن أمثاله قال تعالى هنا :﴿ ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله، ولهم عذاب عظيم ﴾، وفي أمثاله ورد حديث البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من بدل دينه فاقتلوه ).
-الصورة الثانية : صورة من أكره على الكفر بعد إيمانه، واستمر قلبه مطمئنا بالإيمان، فهذا لا يؤاخذه الله بما نطق به اللسان، مخالفا لما في الضمير والجنان، من التعريض الذي هو في حكم الهذيان، بل هو معذور في الدنيا، مغفور له في الأخرى، وإلى هذه الحالة يشير قوله تعالى هنا :﴿ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ﴾، وقوله تعالى في نفس السياق :﴿ ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ﴾.
أول آية في هذا الربع تؤكد عدل الله تعالى المطلق، بالنسبة لجزاء الأبرار والفجار، والأخيار والأشرار، وتنبه إلى أن كل نفس ستكون مسؤولة أمام الله عن عملها، مطالبة بالدفاع عن موقفها، إذ لا تقبل نيابة أحد عن أحد في عرصات يوم القيامة :﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ |الطور : ٢١|، حتى إذا انتهى كل واحد من الدفاع عن نفسه نال جزاءه العادل، لا ينقص شيء من ثوابه إن كان خيرا، ولا يزاد شيء في عقابه إن كان شرا، وذلك قوله تعالى :﴿ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت ﴾، أي : توفى جزاء ما عملت، ﴿ وهم لا يظلمون ﴾.
والقرية المشار إليها في هذه الآية على سبيل المثال يظهر أن المراد بها مكة في عهد سيطرة الشرك والمشركين عليها، فقد أصر مشركو قريش في بداية عهد الإسلام على مقاومة الرسالة المحمدية، وبالغوا في إذاية الرسول عليه السلام وإذاية المؤمنين، إلى أن اضطر للدعاء عليهم بسبع كسبع يوسف، فأصابتهم سنة واحدة أذهبت لهم كل شيء، وكانت كافية في ردعهم عن طغيانهم نوعا ما، ولم يسعهم بعدما رأوا العذاب، ولمسوا أثر استجابة الله دعاء رسوله، إلا أن يلتجئوا إليه قاصدين بابه، سائلين منه الدعاء لهم باللطف والرفق، فما كان منه عليه السلام إلا أن رق لحالهم، ودعا الله فاستجاب الله دعاءه، وكان ذلك الموقف النبوي الكريم من أهم العوامل التي زعزعت ثقتهم بالشرك والوثنية، وشرحت صدر كثير منهم للإيمان بالرسالة الإلهية.
والقرية المشار إليها في هذه الآية على سبيل المثال يظهر أن المراد بها مكة في عهد سيطرة الشرك والمشركين عليها، فقد أصر مشركو قريش في بداية عهد الإسلام على مقاومة الرسالة المحمدية، وبالغوا في إذاية الرسول عليه السلام وإذاية المؤمنين، إلى أن اضطر للدعاء عليهم بسبع كسبع يوسف، فأصابتهم سنة واحدة أذهبت لهم كل شيء، وكانت كافية في ردعهم عن طغيانهم نوعا ما، ولم يسعهم بعدما رأوا العذاب، ولمسوا أثر استجابة الله دعاء رسوله، إلا أن يلتجئوا إليه قاصدين بابه، سائلين منه الدعاء لهم باللطف والرفق، فما كان منه عليه السلام إلا أن رق لحالهم، ودعا الله فاستجاب الله دعاءه، وكان ذلك الموقف النبوي الكريم من أهم العوامل التي زعزعت ثقتهم بالشرك والوثنية، وشرحت صدر كثير منهم للإيمان بالرسالة الإلهية.
وحذر كتاب الله من الحكم على الأشياء بالتحليل والتحريم دون سند شرعي، واعتبر المغامرين بذلك من عند أنفسهم متطاولين على الشرع ومفترين على الله، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ للذين عملوا السوء بجهالة ﴾، يتضمن إشارة لطيفة إلى أن مرتكب المعصية عندما يهجم على ارتكابها يكون في حالة شبيهة بحالة الإغماء والجنون، بحيث يفقد –تحت ضغط الشهوة- وعيه الديني تقريبا، فينسى حكم الدين، وينسى يوم الدين، حتى إذا ما استرجع وعيه ندم على ما فرط منه، وأخذ يتلمس الأسباب، ويطرق الأبواب، ليريح ضميره من العذاب، فيفتح الحق سبحانه وتعالى في وجهه باب التوبة، وما أوسعه من باب، وبذلك يعود المؤمن العاصي إلى أحضان الرشد والصواب، ﴿ إن ربك من بعدها ﴾، أي : من بعد التوبة، ﴿ لغفور رحيم ﴾.
وبمقتضى هذا الأمر الإلهي المطاع أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد بكل ما أوحي إليه من ملة إبراهيم، وورد قوله تعالى في سورة الأنعام :﴿ قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين ﴾ |الآية : ١٦١|.
وقوله تعالى في وصف إبراهيم :﴿ كان أمة قانتا لله ﴾، قال ابن مسعود : " الأمة هو الذي يعلم الناس الخير، والقانت هو المطيع ". ويطلق لفظ الأمة أيضا ويراد به الإمام الذي يقتدى به، وقد كان إبراهيم عليه السلام في آن واحد : مطيعا لربه، ومعلما للخير، وإماما لأتباع ملة التوحيد على العموم، و﴿ الحنيف ﴾ في هذه الآية وما ماثلها معناه المخلص، والمنحرف عن الشرك قصدا إلى التوحيد. قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ : " فعلى كل عبد أن يطيع الله ويعلم الأمة، فيكون في دين إبراهيم على الملة ".
وبمقتضى هذا الأمر الإلهي المطاع أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد بكل ما أوحي إليه من ملة إبراهيم، وورد قوله تعالى في سورة الأنعام :﴿ قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين ﴾ |الآية : ١٦١|.
وقوله تعالى في وصف إبراهيم :﴿ كان أمة قانتا لله ﴾، قال ابن مسعود :" الأمة هو الذي يعلم الناس الخير، والقانت هو المطيع ". ويطلق لفظ الأمة أيضا ويراد به الإمام الذي يقتدى به، وقد كان إبراهيم عليه السلام في آن واحد : مطيعا لربه، ومعلما للخير، وإماما لأتباع ملة التوحيد على العموم، و﴿ الحنيف ﴾ في هذه الآية وما ماثلها معناه المخلص، والمنحرف عن الشرك قصدا إلى التوحيد. قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ :" فعلى كل عبد أن يطيع الله ويعلم الأمة، فيكون في دين إبراهيم على الملة ".
وبمقتضى هذا الأمر الإلهي المطاع أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد بكل ما أوحي إليه من ملة إبراهيم، وورد قوله تعالى في سورة الأنعام :﴿ قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين ﴾ |الآية : ١٦١|.
وقوله تعالى في وصف إبراهيم :﴿ كان أمة قانتا لله ﴾، قال ابن مسعود :" الأمة هو الذي يعلم الناس الخير، والقانت هو المطيع ". ويطلق لفظ الأمة أيضا ويراد به الإمام الذي يقتدى به، وقد كان إبراهيم عليه السلام في آن واحد : مطيعا لربه، ومعلما للخير، وإماما لأتباع ملة التوحيد على العموم، و﴿ الحنيف ﴾ في هذه الآية وما ماثلها معناه المخلص، والمنحرف عن الشرك قصدا إلى التوحيد. قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ :" فعلى كل عبد أن يطيع الله ويعلم الأمة، فيكون في دين إبراهيم على الملة ".
وبمقتضى هذا الأمر الإلهي المطاع أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد بكل ما أوحي إليه من ملة إبراهيم، وورد قوله تعالى في سورة الأنعام :﴿ قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين ﴾ |الآية : ١٦١|.
وقوله تعالى في وصف إبراهيم :﴿ كان أمة قانتا لله ﴾، قال ابن مسعود :" الأمة هو الذي يعلم الناس الخير، والقانت هو المطيع ". ويطلق لفظ الأمة أيضا ويراد به الإمام الذي يقتدى به، وقد كان إبراهيم عليه السلام في آن واحد : مطيعا لربه، ومعلما للخير، وإماما لأتباع ملة التوحيد على العموم، و﴿ الحنيف ﴾ في هذه الآية وما ماثلها معناه المخلص، والمنحرف عن الشرك قصدا إلى التوحيد. قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ :" فعلى كل عبد أن يطيع الله ويعلم الأمة، فيكون في دين إبراهيم على الملة ".
وواضح أن الخطاب في قوله تعالى :﴿ ادع إلى سبيل ربك ﴾، وإن كان موجها في البداية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو موجه في النهاية إلى جميع أفراد أمته، ومن بينهم العلماء والحكام، والمعلمون والمعلمات، والآباء والأمهات، فكلهم مطالب بالدعوة إلى ما دعا إليه الرسول بنفس الروح التي دعا بها، وحض كتاب الله عليها، وقد تجدد هذا المعنى في كتاب الله عدة مرات، ومن ذلك قوله تعالى يأمر موسى وهارون عندما بعثهما إلى فرعون :﴿ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ﴾ |طه : ٤٤|، وقوله تعالى :﴿ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ﴾ |العنكبوت : ٤٦|.
وأما المعية العامة بمعنى علم الله المطلق الشامل لما ظهر وما بطن، في السر والعلن، فكقوله تعالى :﴿ وهو معكم أين ما كنتم، والله بما تعملون بصير ﴾ |الحديد : ٤|، قال ابن كثير : " ومعنى ﴿ الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾، أي : تركوا المحرمات وفعلوا الطاعات، فهؤلاء يكون الله معهم بتأييده ونصره، ومعونته وهديه "، ﴿ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾.