تفسير سورة محمد

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة محمد من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ونحن ننتهي من سورة " الأحقاف " المكية تستقبلنا سورة مدنية لا مكية، يطلق عليها " سورة محمد " لذكر اسمه الشريف فيها، كما يطلق عليها " سورة القتال " لأنها تضمنت الإذن للرسول وصحبه بالجهاد في سبيل الله، ردا لعدوان المشركين، وحماية لحمى المؤمنين، ﴿ فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال ﴾ ( محمد : ٢٠ )، وذلك قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزّل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ﴾، ﴿ فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها، { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم٨ ﴾.

الربع الثالث من الحزب الواحد والخمسين
في المصحف الكريم
يتساءل كتاب الله في مطلع هذا الربع عن مشركي قريش بشيء من الاستغراب، كيف أنهم لم يعتبروا بمصير الأقوام الذين سبقوهم فسقطوا صرعى، ولا بمصير الديار التي عمرها أولئك الأقوام فأصبحت بعدهم بلاقع، وكيف أنهم يصرون على الجحود والعناد، والفساد في البلاد، غافلين عن المصير السيئ الذي يمكن أن يكون مصيرهم :﴿ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ﴾.
ويصف كتاب الله حالة الكافرين الذين ملأ الكفر قلوبهم، وأحاطت بهم خطيئاتهم من كل جانب، وما يكونون عليه من الانهماك في اللذات، والإسراف في الشهوات، على نحو بهيمي سافل، فيقول :﴿ والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ﴾، فهم لا يعرفون إلا شهوتي البطن والفرج، يقبلون عليها بنهم وشبق وهمجية بالغة، وهم قلقون متهافتون في كل لحظة من اللحظات على هذا النوع من العيش باستمرار، إذ يرون أن حياتهم على سطح الأرض قصيرة الأجل، محدودة المدى، ولا أمل لهم ولا رجاء فيما وراءها، لأنهم لا يؤمنون بحياة ثانية أطول أمدا، وأفضل نعمى، كما هو شأن المؤمنين الذين يدخرون من يومهم لغدهم، ومن دنياهم لآخرتهم والذين تنتظرهم عند الله حياة أدوم وأخلد، وأفضل وأسعد، ﴿ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ﴾، ﴿ مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم... ١٥ ﴾.
ويشير كتاب الله في هذا الربع إلى الضغط المادي والأدبي الذي مارسه مشركوا قريش لمحاصرة الدعوة الإسلامية، حتى اتجه الرسول ومن معه من أصحابه إلى مفارقة مكة والانتقال عنها إلى المدينة، الأمر الذي يوازي في لغة الواقع إخراج قريش للرسول من مكة، مهد الرسالة ومنزل الوحي الأول، مبينا أن ما تعتز به قريش – المهيمنة إذ ذاك على مقاليد مكة – من القوة والمال والرجال، لا يقف أمام قوة الله وقدرته، فقد أهلك الله قبلها ديارا لا تحصى عدا كانت أشد منها قوة وأكثر منعة، وذلك قوله تعالى :﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم١٣ ﴾، وقوله تعالى :﴿ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم١٨ ﴾
ويكشف كتاب الله السر فيما أصاب تلك الديار، من الهلاك والبوار، وأن إتباع الهوى، والفساد في الأرض، يجران دائما إلى الخراب والدمار :﴿ أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم١٤ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:ويصف كتاب الله حالة الكافرين الذين ملأ الكفر قلوبهم، وأحاطت بهم خطيئاتهم من كل جانب، وما يكونون عليه من الانهماك في اللذات، والإسراف في الشهوات، على نحو بهيمي سافل، فيقول :﴿ والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ﴾، فهم لا يعرفون إلا شهوتي البطن والفرج، يقبلون عليها بنهم وشبق وهمجية بالغة، وهم قلقون متهافتون في كل لحظة من اللحظات على هذا النوع من العيش باستمرار، إذ يرون أن حياتهم على سطح الأرض قصيرة الأجل، محدودة المدى، ولا أمل لهم ولا رجاء فيما وراءها، لأنهم لا يؤمنون بحياة ثانية أطول أمدا، وأفضل نعمى، كما هو شأن المؤمنين الذين يدخرون من يومهم لغدهم، ومن دنياهم لآخرتهم والذين تنتظرهم عند الله حياة أدوم وأخلد، وأفضل وأسعد، ﴿ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ﴾، ﴿ مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم... ١٥ ﴾.
وتصف الآيات الكريمة مشهدا من مشاهد " المنافقين " بالمدينة، وهم أولئك الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، عجزا منهم عن المجاهرة بالعداء للإسلام، إذ أصبح له جنود وأنصار، وقوة تزخر بها الديار، فهم بحكم انتمائهم إلى الإسلام يحضرون مجالس الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستمعون إليه وهو يتلوا القرآن، لكنهم بحكم ما انطووا عليه من الكفر لا يجدون في أنفسهم أي استعداد لفهم ما أنزل عليه، بل هم في حيرة وخبال، والتباس دائم وإشكال، وذلك قوله تعالى :﴿ ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم١٦ ﴾.
وفي مقابل هذا الوصف الذي كشفت به الآيات الكريمة وقع القرآن في نفوس المنافقين جاءت بوصف آخر لوقع القرآن في نفوس المؤمنين حتى تتم المقارنة بين الفريقين، إذ قالت :﴿ والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم١٧ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:ويشير كتاب الله في هذا الربع إلى الضغط المادي والأدبي الذي مارسه مشركوا قريش لمحاصرة الدعوة الإسلامية، حتى اتجه الرسول ومن معه من أصحابه إلى مفارقة مكة والانتقال عنها إلى المدينة، الأمر الذي يوازي في لغة الواقع إخراج قريش للرسول من مكة، مهد الرسالة ومنزل الوحي الأول، مبينا أن ما تعتز به قريش – المهيمنة إذ ذاك على مقاليد مكة – من القوة والمال والرجال، لا يقف أمام قوة الله وقدرته، فقد أهلك الله قبلها ديارا لا تحصى عدا كانت أشد منها قوة وأكثر منعة، وذلك قوله تعالى :﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم١٣ ﴾، وقوله تعالى :﴿ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم١٨ ﴾
وتصدى كتاب الله مرة أخرى لوصف المنافقين فهم العنصر الجديد والعنيد، الذي أصبح يقوم في المدينة بالدور الذي يقوم به المشركون في مكة، وها هنا يصف الحق سبحانه وتعالى وقع القرآن في نفوس المنافقين عندما تنزل أوامره بذكر الجهاد في سبيل الله، فبحكم أنهم ينتمون إلى الإسلام في الظاهر يجب عليهم أن يتقدموا للفداء في سبيله، وبحكم أنهم أعداء للإسلام في الباطن لا يرون مبررا للتضحية بأرواحهم في سبيله، ولا مصلحة لهم في ترجيح كفته على كفة الشرك، الذي هو في الحقيقة سندهم الأصيل، ومنطلق حبهم الأول، وذلك ما يسجله عليهم قوله تعالى :﴿ ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ﴾، وقوله تعالى :﴿ أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها٢٤ ﴾.
وعاد كتاب الله إلى الحديث عن المنافقين تلويحا وتعريضا، داعيا إياهم إلى التبصّر في العواقب وحسن الاختيار، إذ إن نجاتهم من عذاب الله متوقّفة على طاعة الله ورسوله، وعلى تطهير القلب من الوسواس، وصيانة اللسان من منكر القول والزور، وذلك قوله تعالى :﴿ فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ﴾.
ويمضي كتاب الله في هذا السياق إلى نهايته، موجها خطابه للمنافقين، متسائلا عن احتمال عودتهم إلى الشرك مرة ثانية، وبصفة علانية، بدلا من الإسلام الذي يتظاهرون به، فيبين أن مآل أمرهم إذا ارتدوا إلى الشرك هو العودة إلى ما كانوا عليه في الجاهلية من الفساد في الأرض وسفك الدماء، وأنهم إن عادوا إلى شركهم الأول، بدلا من أن يمضوا قدما في الإخلاص للإسلام، فلن يكونوا سوى عبيد مسخرين للشيطان وذلك قوله تعالى :﴿ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم٢٥ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:وتصدى كتاب الله مرة أخرى لوصف المنافقين فهم العنصر الجديد والعنيد، الذي أصبح يقوم في المدينة بالدور الذي يقوم به المشركون في مكة، وها هنا يصف الحق سبحانه وتعالى وقع القرآن في نفوس المنافقين عندما تنزل أوامره بذكر الجهاد في سبيل الله، فبحكم أنهم ينتمون إلى الإسلام في الظاهر يجب عليهم أن يتقدموا للفداء في سبيله، وبحكم أنهم أعداء للإسلام في الباطن لا يرون مبررا للتضحية بأرواحهم في سبيله، ولا مصلحة لهم في ترجيح كفته على كفة الشرك، الذي هو في الحقيقة سندهم الأصيل، ومنطلق حبهم الأول، وذلك ما يسجله عليهم قوله تعالى :﴿ ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ﴾، وقوله تعالى :﴿ أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها٢٤ ﴾.
وعاد كتاب الله إلى الحديث عن المنافقين تلويحا وتعريضا، داعيا إياهم إلى التبصّر في العواقب وحسن الاختيار، إذ إن نجاتهم من عذاب الله متوقّفة على طاعة الله ورسوله، وعلى تطهير القلب من الوسواس، وصيانة اللسان من منكر القول والزور، وذلك قوله تعالى :﴿ فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ﴾.
ويمضي كتاب الله في هذا السياق إلى نهايته، موجها خطابه للمنافقين، متسائلا عن احتمال عودتهم إلى الشرك مرة ثانية، وبصفة علانية، بدلا من الإسلام الذي يتظاهرون به، فيبين أن مآل أمرهم إذا ارتدوا إلى الشرك هو العودة إلى ما كانوا عليه في الجاهلية من الفساد في الأرض وسفك الدماء، وأنهم إن عادوا إلى شركهم الأول، بدلا من أن يمضوا قدما في الإخلاص للإسلام، فلن يكونوا سوى عبيد مسخرين للشيطان وذلك قوله تعالى :﴿ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم٢٥ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:وتصدى كتاب الله مرة أخرى لوصف المنافقين فهم العنصر الجديد والعنيد، الذي أصبح يقوم في المدينة بالدور الذي يقوم به المشركون في مكة، وها هنا يصف الحق سبحانه وتعالى وقع القرآن في نفوس المنافقين عندما تنزل أوامره بذكر الجهاد في سبيل الله، فبحكم أنهم ينتمون إلى الإسلام في الظاهر يجب عليهم أن يتقدموا للفداء في سبيله، وبحكم أنهم أعداء للإسلام في الباطن لا يرون مبررا للتضحية بأرواحهم في سبيله، ولا مصلحة لهم في ترجيح كفته على كفة الشرك، الذي هو في الحقيقة سندهم الأصيل، ومنطلق حبهم الأول، وذلك ما يسجله عليهم قوله تعالى :﴿ ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ﴾، وقوله تعالى :﴿ أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها٢٤ ﴾.
وعاد كتاب الله إلى الحديث عن المنافقين تلويحا وتعريضا، داعيا إياهم إلى التبصّر في العواقب وحسن الاختيار، إذ إن نجاتهم من عذاب الله متوقّفة على طاعة الله ورسوله، وعلى تطهير القلب من الوسواس، وصيانة اللسان من منكر القول والزور، وذلك قوله تعالى :﴿ فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ﴾.
ويمضي كتاب الله في هذا السياق إلى نهايته، موجها خطابه للمنافقين، متسائلا عن احتمال عودتهم إلى الشرك مرة ثانية، وبصفة علانية، بدلا من الإسلام الذي يتظاهرون به، فيبين أن مآل أمرهم إذا ارتدوا إلى الشرك هو العودة إلى ما كانوا عليه في الجاهلية من الفساد في الأرض وسفك الدماء، وأنهم إن عادوا إلى شركهم الأول، بدلا من أن يمضوا قدما في الإخلاص للإسلام، فلن يكونوا سوى عبيد مسخرين للشيطان وذلك قوله تعالى :﴿ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم٢٥ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:وتصدى كتاب الله مرة أخرى لوصف المنافقين فهم العنصر الجديد والعنيد، الذي أصبح يقوم في المدينة بالدور الذي يقوم به المشركون في مكة، وها هنا يصف الحق سبحانه وتعالى وقع القرآن في نفوس المنافقين عندما تنزل أوامره بذكر الجهاد في سبيل الله، فبحكم أنهم ينتمون إلى الإسلام في الظاهر يجب عليهم أن يتقدموا للفداء في سبيله، وبحكم أنهم أعداء للإسلام في الباطن لا يرون مبررا للتضحية بأرواحهم في سبيله، ولا مصلحة لهم في ترجيح كفته على كفة الشرك، الذي هو في الحقيقة سندهم الأصيل، ومنطلق حبهم الأول، وذلك ما يسجله عليهم قوله تعالى :﴿ ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ﴾، وقوله تعالى :﴿ أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها٢٤ ﴾.
وعاد كتاب الله إلى الحديث عن المنافقين تلويحا وتعريضا، داعيا إياهم إلى التبصّر في العواقب وحسن الاختيار، إذ إن نجاتهم من عذاب الله متوقّفة على طاعة الله ورسوله، وعلى تطهير القلب من الوسواس، وصيانة اللسان من منكر القول والزور، وذلك قوله تعالى :﴿ فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ﴾.
ويمضي كتاب الله في هذا السياق إلى نهايته، موجها خطابه للمنافقين، متسائلا عن احتمال عودتهم إلى الشرك مرة ثانية، وبصفة علانية، بدلا من الإسلام الذي يتظاهرون به، فيبين أن مآل أمرهم إذا ارتدوا إلى الشرك هو العودة إلى ما كانوا عليه في الجاهلية من الفساد في الأرض وسفك الدماء، وأنهم إن عادوا إلى شركهم الأول، بدلا من أن يمضوا قدما في الإخلاص للإسلام، فلن يكونوا سوى عبيد مسخرين للشيطان وذلك قوله تعالى :﴿ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم٢٥ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:وتصدى كتاب الله مرة أخرى لوصف المنافقين فهم العنصر الجديد والعنيد، الذي أصبح يقوم في المدينة بالدور الذي يقوم به المشركون في مكة، وها هنا يصف الحق سبحانه وتعالى وقع القرآن في نفوس المنافقين عندما تنزل أوامره بذكر الجهاد في سبيل الله، فبحكم أنهم ينتمون إلى الإسلام في الظاهر يجب عليهم أن يتقدموا للفداء في سبيله، وبحكم أنهم أعداء للإسلام في الباطن لا يرون مبررا للتضحية بأرواحهم في سبيله، ولا مصلحة لهم في ترجيح كفته على كفة الشرك، الذي هو في الحقيقة سندهم الأصيل، ومنطلق حبهم الأول، وذلك ما يسجله عليهم قوله تعالى :﴿ ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ﴾، وقوله تعالى :﴿ أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها٢٤ ﴾.
وعاد كتاب الله إلى الحديث عن المنافقين تلويحا وتعريضا، داعيا إياهم إلى التبصّر في العواقب وحسن الاختيار، إذ إن نجاتهم من عذاب الله متوقّفة على طاعة الله ورسوله، وعلى تطهير القلب من الوسواس، وصيانة اللسان من منكر القول والزور، وذلك قوله تعالى :﴿ فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ﴾.
ويمضي كتاب الله في هذا السياق إلى نهايته، موجها خطابه للمنافقين، متسائلا عن احتمال عودتهم إلى الشرك مرة ثانية، وبصفة علانية، بدلا من الإسلام الذي يتظاهرون به، فيبين أن مآل أمرهم إذا ارتدوا إلى الشرك هو العودة إلى ما كانوا عليه في الجاهلية من الفساد في الأرض وسفك الدماء، وأنهم إن عادوا إلى شركهم الأول، بدلا من أن يمضوا قدما في الإخلاص للإسلام، فلن يكونوا سوى عبيد مسخرين للشيطان وذلك قوله تعالى :﴿ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم٢٥ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:وتصدى كتاب الله مرة أخرى لوصف المنافقين فهم العنصر الجديد والعنيد، الذي أصبح يقوم في المدينة بالدور الذي يقوم به المشركون في مكة، وها هنا يصف الحق سبحانه وتعالى وقع القرآن في نفوس المنافقين عندما تنزل أوامره بذكر الجهاد في سبيل الله، فبحكم أنهم ينتمون إلى الإسلام في الظاهر يجب عليهم أن يتقدموا للفداء في سبيله، وبحكم أنهم أعداء للإسلام في الباطن لا يرون مبررا للتضحية بأرواحهم في سبيله، ولا مصلحة لهم في ترجيح كفته على كفة الشرك، الذي هو في الحقيقة سندهم الأصيل، ومنطلق حبهم الأول، وذلك ما يسجله عليهم قوله تعالى :﴿ ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ﴾، وقوله تعالى :﴿ أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها٢٤ ﴾.
وعاد كتاب الله إلى الحديث عن المنافقين تلويحا وتعريضا، داعيا إياهم إلى التبصّر في العواقب وحسن الاختيار، إذ إن نجاتهم من عذاب الله متوقّفة على طاعة الله ورسوله، وعلى تطهير القلب من الوسواس، وصيانة اللسان من منكر القول والزور، وذلك قوله تعالى :﴿ فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ﴾.
ويمضي كتاب الله في هذا السياق إلى نهايته، موجها خطابه للمنافقين، متسائلا عن احتمال عودتهم إلى الشرك مرة ثانية، وبصفة علانية، بدلا من الإسلام الذي يتظاهرون به، فيبين أن مآل أمرهم إذا ارتدوا إلى الشرك هو العودة إلى ما كانوا عليه في الجاهلية من الفساد في الأرض وسفك الدماء، وأنهم إن عادوا إلى شركهم الأول، بدلا من أن يمضوا قدما في الإخلاص للإسلام، فلن يكونوا سوى عبيد مسخرين للشيطان وذلك قوله تعالى :﴿ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم٢٥ ﴾.

ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى :﴿ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ٢٩ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول... ٣٠ ﴾.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم :﴿ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾، كما يتنبأ بما سينالهم من العذاب الأليم عند موتهم أولا، ومن الخسران المبين عند بعثهم أخيرا، وذلك قوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم٣٢ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى :﴿ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ٢٩ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول... ٣٠ ﴾.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم :﴿ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾، كما يتنبأ بما سينالهم من العذاب الأليم عند موتهم أولا، ومن الخسران المبين عند بعثهم أخيرا، وذلك قوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم٣٢ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى :﴿ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ٢٩ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول... ٣٠ ﴾.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم :﴿ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾، كما يتنبأ بما سينالهم من العذاب الأليم عند موتهم أولا، ومن الخسران المبين عند بعثهم أخيرا، وذلك قوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم٣٢ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى :﴿ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ٢٩ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول... ٣٠ ﴾.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم :﴿ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾، كما يتنبأ بما سينالهم من العذاب الأليم عند موتهم أولا، ومن الخسران المبين عند بعثهم أخيرا، وذلك قوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم٣٢ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى :﴿ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ٢٩ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول... ٣٠ ﴾.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم :﴿ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾، كما يتنبأ بما سينالهم من العذاب الأليم عند موتهم أولا، ومن الخسران المبين عند بعثهم أخيرا، وذلك قوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم٣٢ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى :﴿ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ٢٩ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول... ٣٠ ﴾.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم :﴿ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾، كما يتنبأ بما سينالهم من العذاب الأليم عند موتهم أولا، ومن الخسران المبين عند بعثهم أخيرا، وذلك قوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم٣٢ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:ويهتك كتاب الله أستار المنافقين بالمرة، فينبه إلى المؤامرات والدسائس التي يدبرونها مع حلفائهم من المشركين والكتابيين ضد الإسلام، ويبين أن الله عالم بأسرارهم وأنه لو شاء لعرّفهم لرسوله بسيماهم، وفي لحن القول الذي يجري على ألسنتهم، ويكشف عن دخائل نفوسهم " فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها " وذلك قوله تعالى :﴿ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم أسرارهم ﴾، وقوله تعالى :﴿ أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ٢٩ ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول... ٣٠ ﴾.
ويتنبأ كتاب الله بالمصير المفجع الذي ينتظر المنافقين والكافرين جزاء نفاقهم وكفرهم :﴿ فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾، كما يتنبأ بما سينالهم من العذاب الأليم عند موتهم أولا، ومن الخسران المبين عند بعثهم أخيرا، وذلك قوله تعالى في ختام هذا الربع :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم٣٢ ﴾.

الربع الأخير من الحزب الواحد والخمسين
في المصحف الكريم
لا تزال التوجيهات الإلهية تترى على المسلمين الأولين بما يهديهم ويسدد خطواتهم، ويقيم دعائم دولتهم الأولى بالمدينة المنورة، على أساس متين، من الحق المبين.
ففي هذا الربع يتجه الخطاب الإلهي إلى المؤمنين بأحب وصف إليهم، وأعز شعار عليهم، وهو وصف " الإيمان " بالدين الحنيف، وشعاره المنيف :﴿ يأيها الذين آمنوا ﴾، ثم يؤكد الحق سبحانه وتعالى أمره لهم بطاعة الله وطاعة رسوله، طاعة كاملة مطلقة، لا تردد فيها ولا التواء، وذلك حذرا من إبطال أعمالهم، وإحباط مساعيهم، إذا لم يبادروا إلى الامتثال، أو ظهرت منهم بوادر الإهمال :﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ﴾.
ثم يتحدث كتاب الله عن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله، بما يضعونه في طريق المؤمنين من العراقيل، وما يدبرونه من المؤامرات والدسائس لعرقلة الدعوة الإسلامية، حتى لا تتمكن من تحقيق أهدافها، والوصول إلى غاياتها، وينذر هؤلاء الأعداء الألداء للإسلام والمسلمين بأنهم إذا واصلوا نفس الخطة تجاه الإسلام، ولم يتراجعوا عنها إلى أن أدركهم الموت، فإنه لا سبيل إلى غفران ذنوبهم، ولا إلى نجاتهم من العذاب الأليم الذي ينتظرهم، ومعنى هذا أن فرصتهم الوحيدة المواتية إلى الآن وحتى الآن هي تدارك ما فات بالدخول في حظيرة الإسلام، والتوقف عما اعتادوه من الدسائس والآثام، فإذا تابوا إلى الله قبل أن يدركهم الموت توبة نصوحا كان لهم في الإسلام ردء وأي ردء، وجنة واقية من عذاب الله، إذ الإسلام يجب ما قبله، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم٣٤ ﴾.
واتجه خطاب الله بعد مرة أخرى إلى المؤمنين جميعا، ناهيا لهم عن الرضى بالوهن والفشل والتخاذل، وعن الميل إلى موادعة الأعداء ومسالمتهم، إن كانت تلك المواعدة والمسالمة لا خير فيهما للإسلام، ولا نفع من ورائهما للمسلمين، وذلك قوله تعالى :﴿ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم... ﴾، قال القاضي أبو بكر ( ابن العربي ) : " إن الصلح إنما هو إذا كان له وجه يحتاج فيه إليه، ويفيد فائدة ".
ووضح كتاب الله السر في نهي المسلمين عن التخاذل والوهن، وعن الصلح إذا لم تكن فيه فائدة محققة للإسلام، فقال تعالى :﴿ وأنتم الأعلون والله معكم ﴾، إشارة إلى أن الدعوة الإسلامية التي يدافع المسلمون عن حريتها، ويجاهدون في سبيل استقرارها واستمرارها دعوة سامية يجب أن يكتب لها البقاء، لأنها أجلّ قدرا وأعظم مقاما، وأجدى نفعا للبشرية جمعاء، من دعوة الشرك والجاهلية التي هي دعوة سافلة منحطة يجب القضاء عليها إلى الأبد، ﴿ وأنتم الأعلون ﴾. يضاف إلى ذلك أن الدعوة الإسلامية دعوة إلهية من الملأ الأعلى تسدد خطواتها إرادة الله النافذة، وحكمته البالغة، فمن نصرها وحمل لواءها كان الله معه في حركاته وسكناته :﴿ والله معكم ﴾، ومن كان الله معه لم يقف في وجهه شيء :﴿ وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ﴾ ( النساء : ٤٥ )، ثم قال تعالى :﴿ ولن يتركم أعمالكم٣٥ ﴾، أي لن يقطع عنكم جزاء أعمالكم، بل يمنحكم الجزاء الأوفى.
وانتقلت الآيات الكريمة إلى التهوين من شأن المصالح المادية، والمنافع الشخصية، التي قد تعوق الإنسان عن الفداء والتضحية في سبيل عقيدته السامية، فقال تعالى :﴿ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو، وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ﴾، إشارة إلى أن خير زاد يتزود به المسلم في هذه الدار لتلك الدار هو ما يملأ به قلبه من الإيمان، وما يشغل به جوارحه من الأعمال الصالحة المزدوجة النفع، دنيا وأخرى، فذلك هو الزاد الذي يدوم ويبقى، أما ما عداه من الشهوات والملذات، والأغراض البشرية الصرفة التي يصرف الناس فيها حياتهم، فمآلها إلى الانصراف والزوال، وهي تنتهي بانتهاء وقتها في الحال.
واتجه كتاب الله إلى مخاطبة المسلمين في موضوع حساس بالنسبة لحياتهم المادية، ألا وهو موضوع البذل في سبيل الله، والإنفاق على الدعوة الإسلامية، وعلى الجهاد الإسلامي المشروع، لحماية هذه الدعوة وضمان وجودها، منبها إلى أن الحق سبحانه وتعالى لا يأمر المسلمين بإنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل، لأنه لو أمرهم بإنفاق كل ما يملكون لشق عليهم هذا التكليف وضاقوا به ذرعا، إذ يكون فيه نوع من الإحراج :﴿ ولا يسألكم أموالكم إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ﴾، ومبدأ الإسلام الأساسي : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وقاعدته الأصلية : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " لكن المطلوب من المسلمين هو أن لا يتخلفوا عن واجباتهم الأساسية، وأن يبذلوا من أموالهم في سبيل تحقيقها والوفاء بها ما هو ضروري لذلك في حدود المستطاع، وامتثال المسلمين لهذا الأمر الإلهي يعود عليهم قبل غيرهم بالصلاح والرشاد، ويضمن لهم القوة والهيبة بين العباد، فإذا بخلوا بأموالهم، وتخلوا عن واجباتهم جنوا ثمرة بخلهم ضعفا في أنفسهم، وهوانا على الله وعلى الناس، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى :﴿ ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ﴾. قال ابن كثير : " وصف الله بالغنى وصف لازم له، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم لا ينفكون عنه "، وهذا أمر واضح، ما داموا فقراء إلى رزقه في الدنيا، وإلى أجره في الآخرة.
وختمت سورة " محمد " أو سورة " القتال " بخاتمة تعتبر إنذارا أو شبه إنذار، مما كان له وقع عظيم عند المسلمين الأولين، ذلك أنها تعلن في حزم وصراحة أن الدعوة الإسلامية التي وكلها الله إلى رسوله والمومنين إنما هي أمانة مودعة بين أيديهم، شرفهم الله بها وميزهم بفضلها على بقية الناس، فإن وفوا بها، وقاموا بحقها، وضحوا في سبيلها، كانوا أهلا لها، ومضوا في حمل أمانتها إلى يوم الدين، وإن تخلوا عنها، أو أهملوا شأنها، أو بخلوا في سبيلها ببذل النفس والمال نزع الله أمرها من بين أيديهم، واستبدل بهم غيرهم، وجعل هذا الغير أفضل منهم في القيام بحقها، والوفاء لها، والتفاني في سبيلها، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في خطابه للمومنين :﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم٣٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٦:وانتقلت الآيات الكريمة إلى التهوين من شأن المصالح المادية، والمنافع الشخصية، التي قد تعوق الإنسان عن الفداء والتضحية في سبيل عقيدته السامية، فقال تعالى :﴿ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو، وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ﴾، إشارة إلى أن خير زاد يتزود به المسلم في هذه الدار لتلك الدار هو ما يملأ به قلبه من الإيمان، وما يشغل به جوارحه من الأعمال الصالحة المزدوجة النفع، دنيا وأخرى، فذلك هو الزاد الذي يدوم ويبقى، أما ما عداه من الشهوات والملذات، والأغراض البشرية الصرفة التي يصرف الناس فيها حياتهم، فمآلها إلى الانصراف والزوال، وهي تنتهي بانتهاء وقتها في الحال.
واتجه كتاب الله إلى مخاطبة المسلمين في موضوع حساس بالنسبة لحياتهم المادية، ألا وهو موضوع البذل في سبيل الله، والإنفاق على الدعوة الإسلامية، وعلى الجهاد الإسلامي المشروع، لحماية هذه الدعوة وضمان وجودها، منبها إلى أن الحق سبحانه وتعالى لا يأمر المسلمين بإنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل، لأنه لو أمرهم بإنفاق كل ما يملكون لشق عليهم هذا التكليف وضاقوا به ذرعا، إذ يكون فيه نوع من الإحراج :﴿ ولا يسألكم أموالكم إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ﴾، ومبدأ الإسلام الأساسي :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وقاعدته الأصلية :" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " لكن المطلوب من المسلمين هو أن لا يتخلفوا عن واجباتهم الأساسية، وأن يبذلوا من أموالهم في سبيل تحقيقها والوفاء بها ما هو ضروري لذلك في حدود المستطاع، وامتثال المسلمين لهذا الأمر الإلهي يعود عليهم قبل غيرهم بالصلاح والرشاد، ويضمن لهم القوة والهيبة بين العباد، فإذا بخلوا بأموالهم، وتخلوا عن واجباتهم جنوا ثمرة بخلهم ضعفا في أنفسهم، وهوانا على الله وعلى الناس، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى :﴿ ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ﴾. قال ابن كثير :" وصف الله بالغنى وصف لازم له، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم لا ينفكون عنه "، وهذا أمر واضح، ما داموا فقراء إلى رزقه في الدنيا، وإلى أجره في الآخرة.
وختمت سورة " محمد " أو سورة " القتال " بخاتمة تعتبر إنذارا أو شبه إنذار، مما كان له وقع عظيم عند المسلمين الأولين، ذلك أنها تعلن في حزم وصراحة أن الدعوة الإسلامية التي وكلها الله إلى رسوله والمومنين إنما هي أمانة مودعة بين أيديهم، شرفهم الله بها وميزهم بفضلها على بقية الناس، فإن وفوا بها، وقاموا بحقها، وضحوا في سبيلها، كانوا أهلا لها، ومضوا في حمل أمانتها إلى يوم الدين، وإن تخلوا عنها، أو أهملوا شأنها، أو بخلوا في سبيلها ببذل النفس والمال نزع الله أمرها من بين أيديهم، واستبدل بهم غيرهم، وجعل هذا الغير أفضل منهم في القيام بحقها، والوفاء لها، والتفاني في سبيلها، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في خطابه للمومنين :﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم٣٨ ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٦:وانتقلت الآيات الكريمة إلى التهوين من شأن المصالح المادية، والمنافع الشخصية، التي قد تعوق الإنسان عن الفداء والتضحية في سبيل عقيدته السامية، فقال تعالى :﴿ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو، وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ﴾، إشارة إلى أن خير زاد يتزود به المسلم في هذه الدار لتلك الدار هو ما يملأ به قلبه من الإيمان، وما يشغل به جوارحه من الأعمال الصالحة المزدوجة النفع، دنيا وأخرى، فذلك هو الزاد الذي يدوم ويبقى، أما ما عداه من الشهوات والملذات، والأغراض البشرية الصرفة التي يصرف الناس فيها حياتهم، فمآلها إلى الانصراف والزوال، وهي تنتهي بانتهاء وقتها في الحال.
واتجه كتاب الله إلى مخاطبة المسلمين في موضوع حساس بالنسبة لحياتهم المادية، ألا وهو موضوع البذل في سبيل الله، والإنفاق على الدعوة الإسلامية، وعلى الجهاد الإسلامي المشروع، لحماية هذه الدعوة وضمان وجودها، منبها إلى أن الحق سبحانه وتعالى لا يأمر المسلمين بإنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل، لأنه لو أمرهم بإنفاق كل ما يملكون لشق عليهم هذا التكليف وضاقوا به ذرعا، إذ يكون فيه نوع من الإحراج :﴿ ولا يسألكم أموالكم إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ﴾، ومبدأ الإسلام الأساسي :" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وقاعدته الأصلية :" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " لكن المطلوب من المسلمين هو أن لا يتخلفوا عن واجباتهم الأساسية، وأن يبذلوا من أموالهم في سبيل تحقيقها والوفاء بها ما هو ضروري لذلك في حدود المستطاع، وامتثال المسلمين لهذا الأمر الإلهي يعود عليهم قبل غيرهم بالصلاح والرشاد، ويضمن لهم القوة والهيبة بين العباد، فإذا بخلوا بأموالهم، وتخلوا عن واجباتهم جنوا ثمرة بخلهم ضعفا في أنفسهم، وهوانا على الله وعلى الناس، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى :﴿ ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ﴾. قال ابن كثير :" وصف الله بالغنى وصف لازم له، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم لا ينفكون عنه "، وهذا أمر واضح، ما داموا فقراء إلى رزقه في الدنيا، وإلى أجره في الآخرة.
وختمت سورة " محمد " أو سورة " القتال " بخاتمة تعتبر إنذارا أو شبه إنذار، مما كان له وقع عظيم عند المسلمين الأولين، ذلك أنها تعلن في حزم وصراحة أن الدعوة الإسلامية التي وكلها الله إلى رسوله والمومنين إنما هي أمانة مودعة بين أيديهم، شرفهم الله بها وميزهم بفضلها على بقية الناس، فإن وفوا بها، وقاموا بحقها، وضحوا في سبيلها، كانوا أهلا لها، ومضوا في حمل أمانتها إلى يوم الدين، وإن تخلوا عنها، أو أهملوا شأنها، أو بخلوا في سبيلها ببذل النفس والمال نزع الله أمرها من بين أيديهم، واستبدل بهم غيرهم، وجعل هذا الغير أفضل منهم في القيام بحقها، والوفاء لها، والتفاني في سبيلها، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في خطابه للمومنين :﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم٣٨ ﴾.

Icon