تفسير سورة فاطر

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة فاطر من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة الملائكة» (٣٥)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ» مجازه: اثنين وثلاثة وأربعة فزعم النحويون أنه مما صرف عن وجهه لم ينوّن فيه قال صخر بن عمرو:
ولقد قتلتكم ثناء وموحدا وتركت مرّة مثل أمس المدبر
(١٣٧)
«أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ» (٨) مجازه مجاز المكفوف عن خبره لتمامه عند السامع فاختصر ثم استأنف فقال «فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ».
ف «أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ» (٩) تثير أي تجمع وتجيء به وتخرجه ومجاز «فسقناه» مجاز فنسوقه والعرب قد تضع «فعلنا» فى موضع «نفعل» قال الشاعر:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا منى وما يسمعوا من صالح دفنوا
«١» [٢١٠] فى موضع «يطيروا» و «يدفنوا».
(١). - ٢١٠: راجع ص ١٧٧ فى الجزء الأول لما ورد من الخلاف فى رواية البيت.
«النُّشُورُ» (٩) مصدر الناشر قال الأعشى:
حتّى يقول الناس ممّا رأوا يا عجبا للميّت الناشر
«١» [٧٤٤].
«يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ» (١٠) يكسبون ويجترحون..
«هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ» (١٢) الفرات أعذب العذب والأجاج أملح الملوحة..
«فِيهِ مَواخِرَ» (١٢) تقديرها فواعل من «مخرت السفن الماء» والمعنى: شقّت..
«كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى» (١٣) مجازه مجاز ما خرج من الحيوان والموات مخرج الآدميّين..
«ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ» (١٣) وهو الفوقة التي فيها النّواة «٢».
«وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» (١٨) مجازه: ولا تحمل آثمة إثم أخرى، وزرته أي فعلته أي أئمته هى. «٣» «٤» «٥»
(١). - ٧٤٤: ديوانه ص ١٠٥ والطبري ١٩/ ١٣ والجمهرة ٢/ ٣٤٩ والقرطبي ٢٣/ ٣ واللسان والتاج (نشر).
(٢). - ٩ «قطمير... النواة» : روى ابن حجر هذا الكلام مع الشطر التالي فى الحاشية عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤١٥).
(٣). - ٧٤٥: لعله من كلمة فى الأغانى ٢/ ٣٧ والسمط ص ٢٢١.
(٤). - ٧٤٦: من معلقته فى شرح العشر ص ٣١ ديوانه من الستة ص ٥٥.
(٥). - ٧٤٧: هذا الرجز لأبى محمد الفقعسي فانظره فى الاقتضاب ص ٣٠٩.
«الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ» (٢١) الحرور بالنهار «١» مع الشمس هاهنا وكان رؤبة يقول:
الحرور بالليل والسموم بالنهار
ونسجت لوامع الحرور... برقرقان «٢» آلها المسجور
«٣» [٧٤٨] سبائبا كسرق الحرير.
«ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا» (٢٦) أي فعاقبت..
«فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ» (٢٦) أي تغييرى وعقوبتى..
«وَغَرابِيبُ سُودٌ» (٢٧) مقدّم ومؤخّر لأنه يقال: أسود غربيب «٤»..
«وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ» (٢٨) مجازه: من هؤلاء جميع مختلف ألوانه ومن أولئك جميع، كذاك وقد جاءت الدواب جملة لجميع الناس والحيوان فى آية أخرى قال «وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها» (١١/ ٦) ثم هذه الآية ملخصة مفرقة فجاءت الدواب ما خلا الناس والإبل «٥».
(١). - ١- ٢ «والحرور... بالنهار» : قال ابن السكيت فى إصلاح المنطق (ص ٣٦٨: قال أبو عبيدة السموم بالنهار «وقد يكون بالليل وقد يكون بالنهار قال العجاج: ونسجت...
الشطر. وانظر الطبري ٢٢/ ٧٥. [.....]
(٢). - ٧٤٨: الأشطار للعجاج (فى ديوانه ص ٢٧) وفى اللسان بعضها فى مادة (حرر) وبعضها فى (رقق).
(٣). - ٣ «زقرقان، الذي ورد فى الفروق: لم أقف عليه فى القواميس لعله مصحف من رقرقان كما هو رواية الديوان واللسان، معناه من ترقرق السراب أي أتحرك.
(٤). - ٧ «الغربيب... غربيب»
: رواه القرطبي (١٤/ ٣٤٢- ٣٤٣) عن أبى عبيدة.
(٥). - ٧٤٩: دون الرجز فى الأغانى ٤/ ١٨١ والخزانة ٣/ ٢٨٣.
«وَأَقامُوا الصَّلاةَ» (٢٩) مجازه: ويقيمون الصلاة ومعناه: وأداموا الصلاة لمواقيتها وحدودها..
«تِجارَةً لَنْ تَبُورَ» (٢٩) أي لن تكسد وتهلك ويقال: نعوذ بالله من بوار الأيّم «١» ويقال: بار الطعام وبارت السوق..
«مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ» (٣١) أي لما كان قبله وما مضى..
«أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ» (٣٤) وهو الحزن مثل البخل والبخل والنّزل والنّزل..
«لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا» (٣٦) منصوب لأن معناه: «ليموتوا» وليس مجازه مجاز الإخبار لأنهم أحياء لا يموتون فيقضى عليهم. وقال الخليل لم ينصب فعل قط إلا على معنى «أن» وموضعها وإن أضمروها فقيل له قد نصبوا ب «حتى» و «كى» و «لن» و «اللام المكسورة» فقال: العامل فيهن «أن» «٢» «٣»
(١). - ٣- ٤ «لا نعوذ... الأيم» : كما فى اللسان (بور) معناه: كسادها وهو أن تبقى الامرأة فى بيتها لا يخطبها خاطب.
(٢). - ٧٥٠: ديوانه ص ٥٨٥.
(٣). - ٧٥١: ديوانه ص ١٧ وكتاب الخيل لأبى عبيدة ص ١٦٣ واللسان (هزج).
«أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ» (٣٧) مجاز الألف هاهنا مجاز التقرير وليس باستفهام والواو التي بعدها مفتوحة لأنها ليست بواو «أو» ومجاز «ما» هاهنا مجاز المصدر: أو لم نعمّركم عمرا يتذكر فيه «مَنْ تَذَكَّرَ» (٣٧) أي يتوب ويراجع..
«إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا» (٤١) مجازه مجاز قوله «أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» (٢١/ ٣٠) ثم جاء.
«وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ» (٤١) مجازه: لا يمسكهما أحد و «إن» فى موضع آخر معناه معنى «ما» «وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (١٤/ ٦) معناه: «ما كان مكرهم لتزول منه الجبال»..
«وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» (٤٣) مجازه: لا ينزل ولا يجاوز ولا يحيط إلّا بأهله..
«فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ» (٤٣) مجازه: إلّا دأب الأولين وفعلهم وصنيعهم وله موضع آخر كقولك: هل ينظرون إلّا أن يلقوا مثل ما لقى الأولون من الموت وصنوف العذاب والتغيير.
«فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ» (٤٣) أي فى خلقه الأولين والآخرين «تبديلا»..
«وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ» (٤٤) أي ليسبقه ولا يفوته ولا يخفى عليه..
«وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» (٤٥) مجاز «يؤاخذ» يعاقب ويكافئ ومجاز دابة هاهنا إنسان و «من» من حروف الزوائد «على ظهرها» أي ظهر الأرض ولم يظهرها وأظهر كنايتها.
Icon