ﰡ
١ تَسائَلُونَ بِهِ: تطلبون حقوقكم به «١».
وَالْأَرْحامَ: أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها «٢»، أو هو عطف على موضع بِهِ من «التساؤل» فما زالوا يقولون: أسألك بالله وبالرحم «٣».
وكسر الأرحام ضعيف «٤» إذ لا يعطف على الضمير المجرور لضعفه، ولهذا ليس للمجرور ضمير منفصل.
رَقِيباً: حفيظا «٥»، وقيل «٦» : عليما.
والحفيظ بإحصاء الأعمال، والعالم بها كلاهما رقيب عليها.
٢ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ: مال اليتيم بالطّيّب من مالكم.
٣ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ: أي: أدرك
(٢) معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٥٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١١٨، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٧/ ٥٢٠- ٥٢٢) عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والسدي، والربيع بن أنس، وابن زيد.
ونقله النحاس في معاني القرآن: ٢/ ٨ عن عكرمة. [.....]
(٣) تفسير الطبري: ٧/ ٥١٨، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٨.
(٤) كسر «الأرحام» لحمزة، وهو من القراء السبعة، ولا يضعف أي من القراءات السبع لأنها جميعا متواترة ثابتة إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١١٣. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٧/ ٥٢٣ عن مجاهد. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٣ عن ابن عباس، ومجاهد.
(٦) نقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٣٥٩ عن ابن زيد.
وأخرج الطبري في تفسيره: ٧/ ٥٢٣ عن ابن زيد في قوله: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً على أعمالكم، يعلمها ويعرفها.
فالمراد التحذير من ظلم اليتيمة وأنّ الأمر في البالغة أخف.
وعن عائشة «٢» - رضي الله عنها-: «أنها اليتيمة في حجر وليّها، فيرغب فيها ويقصّر في صداقها».
وقيل «٣» : كانوا يتحرّجون في اليتامى ولا يتحرّجون في النّساء فنزل، أي: إن خفتم ألّا تقسطوا في اليتامى فخافوا كذلك في النّساء.
وجاء ما طابَ ولم يجيء «من» في اليتامى لأنّه قصد النكاح، أي:
انكحوا الطيّب الحلال، ف «ما» بمعنى المصدر «٤»، أو في معنى الجنس «٥».
كما يقال: ما عندك؟ فيقول: رجل.
مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ: صيغ لأعداد مفردة مكررة في نفسها منعت الصّرف «٦» إذ عدلت عن وضعها لفظا ومعنى «٧».
(٢) صحيح البخاري: ٥/ ١٧٧، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى، وصحيح مسلم: ٤/ ٢٣١٣، كتاب التفسير، حديث رقم (٣٠١٨).
وانظر تفسير الطبري: (٧/ ٥٣١- ٥٣٣)، وأسباب النزول للواحدي: (١٧٤، ١٧٥)، وتفسير ابن كثير: ٢/ ١٨١، والدر المنثور: ٢/ ٤٢٧.
(٣) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (٧/ ٥٣٦- ٥٣٨) عن سعيد بن جبير، وقتادة، والسدي، والضحاك.
وذكره الواحدي في أسباب النزول: ١٧٥ وزاد نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
وورد نحو هذا المعنى في أثر أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ٧/ ١٥٠ كتاب النكاح، باب عدد ما يحل من الحرائر والإماء عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) التبيان للعكبري: ١/ ٣٢٨، والبحر المحيط: ٣/ ١٦٢، والدر المصون: ٣/ ٥٦١.
(٥) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٨، والتبيان للعكبري: ١/ ٣٢٨، والبحر المحيط:
٣/ ١٦٢.
(٦) هذا مذهب جمهور النحاة وأجاز الفراء صرفها، وإن كان المنع عنده أولى.
ينظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٥٤، والدر المصون: ٣/ ٥٦٢.
(٧) هو قول الزجّاج في معاني القرآن: ٢/ ٩ ونص قوله هناك: «معناه اثنين اثنين، وثلاثا ثلاثا، وأربعا أربعا، إلا أنه لا ينصرف لجهتين لا أعلم أن أحدا من النحويين ذكرهما وهي أنه اجتمع فيه علتان أنه معدول عن اثنين اثنين، وثلاث ثلاث، وأنه عدل عن تأنيث».
عال يعول عولا وعيالة، وعول الفريضة: ميل قسمتها عن قسمة سهامها «٣».
وقال الشّافعيّ «٤» : معناه لا يكثر عيالكم ولكنّ الغابر منه يعيل.
وهبه لم يعرف اللّغة «٥»، أذهب عليه معنى الكلام، وهو أنّ الرّجل له
«لا تجوروا».
قال ابن أبي حاتم: قال أبي هذا حديث خطأ، والصحيح عن عائشة موقوفا. وأورده ابن كثير في تفسيره: ٢/ ١٨٥ وزاد نسبته إلى ابن مردويه وابن حبان عن عائشة مرفوعا.
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١١٧.
(٢) معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٥٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١١٩.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٧/ ٥٤٩- ٥٥٢) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والربيع بن أنس.
(٣) قال أبو عبيد في غريب الحديث: ٤/ ٣٨٤: «والعول أيضا عول الفريضة، وهو أن تزيد سهامها فيدخل النقصان على أهل الفرائض... وأظنه مأخوذا من الميل، وذلك أن الفريضة إذا عالت فهي تميل على أهل الفريضة جميعا فتنقصهم».
وانظر تفسير الطبري: ٧/ ٥٤٨، ومفردات الراغب: ٣٥٤، واللسان: ١١/ ٤٨٤ (عول). [.....]
(٤) ينظر كتاب الأم: (٥/ ١٠٦)، وأحكام القرآن: ١/ ٢٦٠. وأورد المؤلف رحمه الله هذا القول في وضح البرهان: ١/ ٢٧٣ ولم ينسبه للإمام الشافعي فقال: «ومن فسّره بكثرة العيال فقد حمله على المعنى لا على لفظ العيال، وإنما هو من قولهم: عال الميزان إذا رجحت إحدى كفتيه على الأخرى، فكأنه إذا كثر عياله ثقلت عليه نفقتهم... ».
(٥) هذا الوصف لا يليق بعلماء المسلمين فضلا عن أحد أبرز أئمتهم المشهود له بالتبحر في جميع العلوم.
وقد وجّه الزمخشري في الكشاف: (١/ ٤٩٧، ٤٩٨) توجيها غير الذي ذكره المصنف رحمه الله فقال: «والذي يحكى عن الشافعي- رحمه الله- أنه فسر أَلَّا تَعُولُوا: أن لا تكثر عيالكم، فوجهه أن يجعل من قولك: عال الرجل عياله يعولهم، كقولهم: مانهم يمونهم إذا أنفق عليهم لأن من كثر عياله لزمه أن يعولهم، وفي ذلك ما يصعب عليه المحافظة على حدود الورع وكسب الحلال والرزق الطيب. وكلام مثله من أعلام العلم وأئمة الشرع ورؤوس المجتهدين حقيق بالحمل على الصحة والسداد، وأن لا يظن به تحريف «تعيلوا» إلى «تعولوا» فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تظنن بكلمة خرجت من في أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا» وكفى بكتابنا المترجم بكتاب «شافي العي من كلام الشافعي» شاهدا بأنه كان أعلى كعبا وأطول باعا في علم كلام العرب من أن يخفى عليه مثل هذا، ولكن للعلماء طرقا وأساليب، فسلك في تفسير هذه الكلمة طريقة الكنايات... ».
وانظر رد الفخر الرازي في تفسيره: (٩/ ١٨٣- ١٨٥) للاعتراض الوارد على قول الشافعي.
٤ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً: كان الرّجل يصدق امرأته أكثر من مهر مثلها، فإذا طلّقها أبى إلّا مهر مثلها، فبيّن الله أنّ الزّيادة التي كانت في الابتداء تبرّعا و «نحلة» وجبت بالتسمية «٣». وقيل «٤» : نحلة هبة من الله للنّساء.
وقد رده الفخر الرازي في تفسيره: ٩/ ١٨٥ من وجهين فقال: «الأول: ما ذكره القفال- رضي الله عنه- وهو أن الجواري إذا كثرن فله أن يكلفهن الكسب، وإذا اكتسبن أنفقن على أنفسهن وعلى مولاهن أيضا، وحينئذ تقل العيال، أما إذا كانت المرأة حرة لم يكن الأمر كذلك فظهر الفرق.
الثاني: أن المرأة إذا كانت مملوكة فإذا عجز المولى عن الإنفاق عليها باعها وتخلص منها، أما إذا كانت حرة فلا بد له من الإنفاق عليها، والعرف يدل على أن الزوج ما دام يمسك الزوجة فإنها لا تطالبه بالمهر، فإذا حاول طلاقها طالبته بالمهر فيقع الزوج في المحنة».
(٢) سورة النساء: آية: ١٢٩.
(٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (٧/ ٥٥٢، ٥٥٣) عن ابن عباس، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ١١ وزاد نسبته إلى مقاتل.
(٤) اختاره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٢٥٦، وعزاه الماوردي في تفسيره: (١/ ٣٦٢، ٣٦٣) إلى أبي صالح.
وانظر أحكام القرآن لابن العربي: ١/ ٣١٦.
٥ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ: أي: [الجهال] «٣» بموضع الحق.
أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً: أي: التي بها قوام أمركم»
، أو جعلها تقيمكم فتقومون بها قياما «٥».
٦ أَنْ يَكْبَرُوا: أي: لا تأكلوا مخافة أن يكبروا فتمنعوا «٦» عنه.
وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ: قرضا ثم يقضيه «٧».
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٨، وتفسير القرطبي: ٥/ ٢٧، والدر المصون:
٣/ ٥٧٩.
(٢) اللسان: ١/ ١٨٥ (هنأ).
(٣) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٤) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٢٠: «قياما وقواما بمنزلة واحدة. يقال: هذا قوام أمرك وقيامه، أي: ما يقوم به أمرك».
وأخرج الطبري في تفسيره: ٧/ ٥٧٠ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وقوله:
قِياماً، بمعنى: «قوامكم في معايشكم».
وأخرج- نحوه- عن الحسن، ومجاهد. وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٤، وزاد المسير: ٢/ ١٣.
(٥) نصّ هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٤.
(٦) قال الفخر الرازي في تفسيره: ٩/ ١٩٧: «أي مسرفين ومبادرين كبرهم، أو لإسرافكم ومبادرتكم كبرهم تفرطون في إنفاقها وتقولون: ننفق كما نشتهي قبل أن يكبر اليتامى فينزعوها من أيدينا».
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٧/ ٥٨٢- ٥٨٥) عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والشعبي، وأبي العالية، وأبي وائل.
واختاره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٤، وانظر زاد المسير: ٢/ ١٦، وتفسير الفخر الرازي: ٩/ ١٩٨.
وقال ابن العربي في أحكام القرآن: ١/ ٣٢٦: «والصحيح أنه لا يقضي لأن النظر له، فيتعين به الأكل بالمعروف، والمعروف هو حق النظر».
٧ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ: إذ كانت العرب لا تورّث البنات «٢».
١٠ إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً: لما كانت غايتهم النّار «٣».
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٧/ ٥٨٧ عن إبراهيم النخعي.
قال الطبري رحمه الله (٧/ ٥٩٣، ٥٩٤) :«وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: «المعروف» الذي عناه الله تبارك وتعالى في قوله: وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ أكل مال اليتيم عند الضرورة والحاجة إليه، على وجه الاستقراض منه فأما على غير ذلك الوجه، فغير جائز له أكله.
وذلك أن الجميع مجمعون على أن والي اليتيم لا يملك من مال يتيمه إلّا القيام بمصلحته:
فلما كان إجماعا منهم أنه غير مالكه، وكان غير جائز لأحد أن يستهلك مال أحد غيره، يتيما كان ربّ المال أو مدركا رشيدا، وكان عليه إن تعدى فاستهلكه بأكل أو غيره، ضمانة لمن استهلكه عليه، بإجماع من الجميع، وكان والي اليتيم سبيله سبيل غيره في أنه لا يملك مال يتيمه كان كذلك حكمه فيما يلزمه من قضائه إذا أكل منه، سبيله سبيل غيره، وإن فارقه في أن له الاستقراض منه عند الحاجة إليه، كما له الاستقراض عليه عند حاجته إلى ما يستقرض عليه، إذا كان قيّما بما فيه مصلحته... ». [.....]
(٢) ينظر تفسير الطبري: ٧/ ٥٩٧، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٣، وأسباب النزول للواحدي: (١٣٧، ١٣٨)، وتفسير ابن كثير: ٢/ ١٩١.
(٣) ذكر- نحوه- النحاس في معاني القرآن: ٢/ ٢٧ حيث قال: هذا مجاز في اللّفظ، وحقيقته في اللغة: «أنه لما كان ما يأكلون يؤديهم إلى النار، كانوا بمنزلة من يأكل النار، وإن كانوا يأكلون الطيبات».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ٩/ ٢٠٧.
وفي الآية قول آخر وهو إجراؤها على ظاهرها، وقد أخرج الطبريّ في تفسيره: (٨/ ٢٦، ٢٧) عن السدي قال: «إذا قام الرجل يأكل مال اليتيم ظلما، يبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه ومن أذنيه وأنفه وعينيه، يعرفه من رآه بأكل مال اليتيم، وأخرج عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ليلة أسري به، قال: نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل، وقد وكّل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار يخرج من أسافلهم، قلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا».
وأورد ابن كثير هذا الأثر في تفسيره: ٢/ ١٩٤ وعزاه إلى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ولم يعلّق عليه.
وَسَيَصْلَوْنَ: بالضم «٢» من صليته [أصليه] «٣» نارا، لازم ومتعد.
وفي الحديث «٤» :«أتي بشاة مصليّة» أي: مشويّة «٥».
١١ فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ: أي: الأخوان فصاعدا، يحجب الإخوة الأمّ عن الثلث «٦»، وإن لم يرثوا مع الأب معونة للأب إذ هو كافيهم
وقال الفراء في كتابه المقصور والممدود: ٣٦: «والصّلاء بالنار يكسر ويمد وقد يقصر، والمدّ أكثر والقصر قليل».
(٢) وهي قراءة ابن عامر، وعاصم في رواية شعبة.
السبعة لابن مجاهد: ٢٢٧، والتبصرة لمكي: ١٧٩.
(٣) عن نسخة «ج».
(٤) أخرجه الترمذي في سننه: ٣/ ٦١، كتاب الصوم، باب «ما جاء في كراهية صوم يوم الشك» حديث رقم (٦٨٦) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه موقوفا، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في سننه: ٤/ ١٥٣، كتاب الصوم، باب «صيام يوم الشك» حديث رقم (٢١٨٨) وذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٣٠، والزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٦٥، والنحاس في معاني القرآن: ٢/ ١١٧.
(٥) ينظر مفردات الراغب: ٢٨٥، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٦٠٢، وقال ابن الأثير في النهاية: ٣/ ٥٠ «يقال: صليت اللحم- بالتخفيف-: أي شويته، فهو مصليّ... فأما إذا أحرقته وألقيته في النار قلت صلّيته بالتشديد، وأصليته.
(٦) هذا قول الجمهور في أن الأخوين يحجبان الثلث عن الأم. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّ أقل الجمع ثلاثة إخوة.
قال الطبري رحمه الله في تفسيره: (٨/ ٣٩، ٤٠) :«اختلف أهل التأويل في عدد الأخوة الذين عناهم الله تعالى ذكره بقوله: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ.
فقال جماعة أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتابعين لهم بإحسان، ومن بعدهم من علماء أهل الإسلام في كل زمان: عنى الله جل ثناؤه بقوله: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ، اثنين كان الأخوة أو أكثر منهما... واعتل كثير ممن قال ذلك، بأن ذلك قالته الأمة عن بيان الله جل ثناؤه على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فنقلته أمة نبيه نقلا مستفيضا قطع العذر مجيئه، ودفع الشك فيه عن قلوب الخلق وروده.
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: بل عنى الله جل ثناؤه بقوله: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ، جماعة أقلها ثلاثة. وكان ينكر أن يكون الله جل ثناؤه حجب الأم عن ثلثها مع الأب بأقل من ثلاثة إخوة... ».
فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ: حال مؤكّدة «٢».
و «الكلالة» «٣» : ما عدا الوالد والولد «٤» من القرابة المحيطة بالولاد «٥» إحاطة الإكليل بالرأس «٦». ونصبه على الحال «٧».
١٢ غَيْرَ مُضَارٍّ: حال «٨»، أي: غير مضار لورثته بأن يوصي فوق الثلث.
(٢) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٢٥: «منصوب على التوكيد والحال من وَلِأَبَوَيْهِ أي:
ولهؤلاء الورثة ما ذكرنا مفروضا. ففريضة مؤكدة لقوله: يُوصِيكُمُ اللَّهُ وانظر المحرر الوجيز: ٣/ ٥١٩، والدر المصون: ٣/ ٦٠٦.
(٣) من قوله تعالى: وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً... آية: ١٢.
(٤) رجح الطبري هذا القول في تفسيره: ٨/ ٦٠، والفخر الرازي في تفسيره: ٩/ ٢٢٩.
(٥) كذا في «ك»، ووضح البرهان. وأشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها: «بالولادة»، وهو موافق لما جاء في تفسير الفخر الرازي: ٩/ ٢٢٩.
(٦) عن تفسير الماوردي: ١/ ٣٧١ وأضاف: «فكذلك الكلالة لإحاطتها بأصل النسب الذي هو الوالد والولد».
وانظر تفسير الفخر الرازي: (٩/ ٢٢٩، ٢٣٠)، والدر المصون: ٣/ ٦٠٧. [.....]
(٧) مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ١٩٢، والتبيان للعكبري: ١/ ٣٣٦، والبحر المحيط:
٣/ ١٨٩، والدر المصون: ٣/ ٦٠٨.
(٨) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢٧، والكشاف ١/ ٥١٠، والتبيان للعكبري: ١/ ٣٣٧، والدر المصون: ٣/ ٦١١.
١٥ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ: منسوخة «٣». والسّبيل التي جعل الله لهنّ الجلد والرّجم. ومن لا يرى النّسخ «٤» يحملها على سحق النساء، والسّبيل:
التزوج.
١٦ وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ: الرجلان يخلوان بالفاحشة بينهما بدليل تثنية الضّمير على التذكير دون جمعه «٥».
(٢) أجاز الزجاج هذا الوجه في معاني القرآن: ١/ ٢٧، ومنعه الزمخشري في الكشاف:
١/ ٥١١ فقال: «فإن قلت: هل يجوز أن يكونا صفتين ل «جنات» و «نارا» ؟ قلت: لا لأنهما جريا على غير من هما له، فلا بد من الضمير وهو قولك: خالدين هم فيها، وخالدا هو فيها».
وأورد أبو حيان في البحر المحيط: ٣/ ١٩٢ قول الزجاج ثم قال «وما ذكره ليس مجمعا عليه بل فرع على مذهب البصريين، وأما عند الكوفيين فيجوز ذلك ولا يحتاج إلى إبراز الضمير إذا لم يلبس على تفصيل لهم في ذلك ذكر في النحو وقد جوّز ذلك في الآية الزجاج والتبريزي أخذا بمذهب الكوفيين».
(٣) ذكره النحاس في معاني القرآن: ٢/ ٣٩، ونقله الفخر الرازي في تفسيره: ٩/ ٢٣٢ عن جمهور المفسرين. وقال ابن كثير في تفسيره: ٢/ ٢٠٤: «وهو أمر متفق عليه».
ودليل هذا المذهب قوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ سورة النور: آية: ٢، والحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ٣/ ١٣١٦، كتاب الحدود، باب «حد الزنا»، حديث رقم (١٦٩٠) عن عبادة بن الصامت قال: كان نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أنزل عليه أثر عليه وكرب لذلك وتربد له وجهه، فأنزل الله عز وجل عليه ذات يوم، فلما سرى عنه قال: «خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم».
(٤) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: ٩/ ٢٣٩ وعزاه إلى أبي مسلم الأصفهاني.
وقال المؤلف- رحمه الله- في كتابه وضح البرهان: ١/ ٢٧٧: «وابن بحر لا يرى النسخ، فيحملها على خلوة المرأة بالمرأة في فاحشة السحق».
(٥) وهو قول مجاهد كما أخرجه الطبري في تفسيره: ٨/ ٨٢، وضعّفه الطبري. وأورد النحاس قول مجاهد في معاني القرآن: ٢/ ٤٠ ثم قال: «وهذا الصحيح في اللغة الذي هو حقيقة، فلا يغلب المؤنث على المذكر إلا بدليل».
وقال ابن العربي في أحكام القرآن: ١/ ٣٦٠: «والصواب مع مجاهد، وبيانه أنّ الآية الأولى نصّ في النّساء بمقتضى التأنيث والتصريح باسمهن المخصوص لهن، فلا سبيل لدخول الرجال فيه، ولفظ الثانية يحتمل الرجال والنساء، وكان يصح دخول النساء معهم فيها لولا أنّ حكم النساء تقدم، والآية الثانية لو استقلت لكانت حكما آخر معارضا له، فينظر فيه، ولكن لما جاءت منوطة بها، مرتبطة معها، محالة بالضمير عليها فقال:
يَأْتِيانِها مِنْكُمْ علم أنه أراد الرجال ضرورة... ».
١٩ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً: يحبسها وهو كارهها ليرثها «٢». أو على عادة الجاهلية في وراثة وليّ الميّت امرأته، يمسكها بالمهر الأول أو يزوّجها ويأخذ مهرها «٣» نزلت «٤» في كبشة «٥» بنت معن الأنصارية ومحصن «٦» بن قيس الأنصاري.
(٢) تفسير الطبري: ٨/ ١٠٨، وتفسير ابن كثير: ٢/ ٢٠٩، والدر المنثور: ٢/ ٤٦٢.
(٣) ينظر هذا المعنى في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ١٧٨، كتاب التفسير، باب قوله تعالى:
لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً | عن ابن عباس رضي الله عنهما. |
١/ ٤٠٨، والدر المنثور: ٢/ ٤٦٢.
(٤) تفسير الطبري: ٨/ ١٠٦، وأسباب النزول للواحدي ١٧٨، والدر المنثور:
٢/ ٤٦٣.
(٥) كذا في الدر المنثور: ٢/ ٤٦٣. ويقال: «كبيشة» كما في تفسير الطبري: ٨/ ١٠٦، وأسباب النزول: (١٧٨، ١٧٩).
وانظر ترجمتها في أسد الغابة: (٧/ ٢٥٠، ٢٥١)، والإصابة: ٨/ ٩٢.
(٦) ذكر الواحدي في أسباب النزول: ١٧٨ أن اسمه «حصن»، ونقل عن مقاتل أن اسمه قيس بن أبي قيس.
مُبَيِّنَةٍ: متبيّنة، يقال: بيّن الصّبح لذي عينين.
بِالْمَعْرُوفِ: النّصفة في القسم والنّفقة «٣».
٢٠ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً: ظلما كالظلم بالبهتان، أو تبهتوا أنكم ما ملكتموه منهن.
٢١ أَفْضى: خلا بها «٤».
(٢) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (٨/ ١١٥، ١١٦) عن الحسن، والسدي، وعطاء الخراساني، وأبي قلابة. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٠، ومعاني القرآن للنحاس:
٢/ ٤٦، وتفسير الماوردي: ١/ ٣٧٤، وزاد المسير: ٢/ ٤١.
قال الطبري رحمه الله- بعد أن ذكر القولين-: «وأولى ما قيل في تأويل قوله: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، أنه معنيّ به كل فاحشة: من بذاء باللسان على زوجها، وأذى له، وزنا بفرجها. وذلك أن الله جل ثناؤه عمّ بقوله: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، كلّ فاحشة متبينة ظاهرة، فكل زوج امرأة أتت بفاحشة من الفواحش التي هي زنا أو نشوز، فله عضلها على ما بين الله في كتابه، والتضييق عليها حتى تفتدي منه، بأي معاني الفواحش أتت، بعد أن تكون ظاهرة مبيّنة بظاهر كتاب الله تبارك وتعالى، وصحة الخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
(٣) هذا معنى قول الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٠، وانظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٤٧، وتفسير الفخر الرازي: ١٠/ ١٣.
(٤) قال الفراء في معاني القرآن: ١/ ٢٥٩: «الإفضاء أن يخلو بها وإن لم يجامعها».
وفسّر ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٢٢: «الإفضاء» بالمجامعة.
وقال الطبري في تفسيره: ٨/ ١٢٥: «... والذي عني به «الإفضاء» في هذا الموضع، الجماع في الفرج». وأخرج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الإفضاء الجماع، ولكن الله يكني».
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ١٤: «وإفضاء بعضهم إلى البعض هو الجماع على قول أكثر المفسرين... ».
٢٢ وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ بمعنى المصدر «٢»، أي: نكاحهم، فيجوز هذا المصدر على حقيقته ويتناول جميع أنكحة الجاهلية المحرّمة.
ويجوز بمعنى المفعول به، أي: لا تنكحوا منكوحة آبائكم صنيع الجاهلية «٣»، أي: لا تطئوا موطوءتهم.
إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ: أي: لكن ما سلف فمعفوّ.
٢٣ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ: أي: دون من تبنيتم «٤» به، إذ دخل
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٤٧٦ وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة.
(٢) اختاره الطبري في تفسيره: ٨/ ١٣٧ وقال: «ويكون قوله: إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ بمعنى الاستثناء المنقطع، لأنه يحسن في موضعه: «لكن ما قد سلف فمضى» - إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا».
وذكره الماوردي في تفسيره: ١/ ٣٧٥، وقال: «هذا قول بعض التابعين».
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٨/ ١٣٣- ١٣٥) عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح.
وذكره القرطبي في تفسيره: ٥/ ١٠٣ وقال عنه: «أصح، وتكون «ما» بمعنى «الذي» و «من». والدليل عليه أن الصحابة تلقت الآية على ذلك المعنى، ومنه استدلت على منع نكاح الأبناء حلائل الآباء... ».
(٤) أخرج الطبري في تفسيره: (٨/ ١٤٩، ١٥٠) : عن عطاء بن أبي رباح قال: «كنا نحدّث، والله أعلم، أنها نزلت في محمد صلّى الله عليه وسلّم، حين نكح امرأة زيد بن حارثة، قال المشركون في ذلك، فنزلت: وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ونزلت: وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ، ونزلت: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ.
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٤٨ عن عطاء قال: «إنما ذكر الأصلاب، لأجل الأدعياء».
وانظر معاني القرآن للنحاس: ١/ ٥٥، وأحكام القرآن لابن العربي: ١/ ٣٧٩، والمحرر الوجيز: ٣/ ٥٥٥.
٢٤ وَالْمُحْصَناتُ: أحصن فهو محصن، مثل: أسهب فهو مسهب، وألفج فهو ملفج «٢».
ومعنى أحصن «٣» : دخل في الحصن، مثل أحزن وأسهل وأسلم، وإن كان متعديا فإدخال النّفس في الحصن «٤». والاتفاق على النّصب «٥» في هذا الموضع للاتفاق على أنهنّ ذوات الأزواج وأنّهن محرّمات «٦».
ينظر الحديث في صحيح الإمام البخاري: ٦/ ١٢٥، كتاب النكاح، باب «وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب».
وصحيح الإمام مسلم: ٣/ ١٠٦٨، كتاب النكاح، باب «ما يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة»، حديث رقم (١٤٤٤).
(٢) في تهذيب اللّغة: ٦/ ١٣٦ عن ابن الأعرابي قال: «كلام العرب كله على «أفعل» فهو «مفعل» إلّا ثلاثة أحرف: أسهب فهو مسهب، وأحصن الرجل فهو محصن، وألفج فهو ملفج: إذا أعدم».
وزاد ابن سيده في المحكم: (٣/ ١١٠، ١١١) عن ابن الأعرابي: «وأسهم فهو مسهم».
وانظر اللسان: ١٣/ ١٢٠ (حصن)، والدر المصون: ٣/ ٦٤٦.
(٣) عبارة المؤلف رحمه الله في كتابه وضح البرهان: ١/ ٢٨٠: «وللإحصان معنيان: لازم ومتعد. لازم على معنى الدخول في الحصن، مثل: أسهل وأحزن وأسلم وأمن.
والمتعدي على معنى إدخال النفس في الحصن».
(٤) في «ج» : فإدخال النفس الحصن.
(٥) السبعة لابن مجاهد: ٢٣٠.
وقال أبو علي الفارسي في الحجة: ٣/ ١٤٦: «ولم يختلف أحد من القراء في هذه وحدها أنها بفتح الصاد... ».
وانظر الكشف لمكي: ١/ ٣٨٤، والدر المصون: ٣/ ٦٤٥.
(٦) في وضح البرهان: ١/ ٢٨٠: «فإنهن محرمات على غير الأزواج».
وانظر تفسير الطبري: ٨/ ١٦٥، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٥٦، والمحرر الوجيز:
٤/ ٦، وتفسير القرطبي: ٥/ ١٢١، وتفسير ابن كثير: ٢/ ٢٢٣.
إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ: بالسّبي «٣».
كِتابَ اللَّهِ: أي: حرّم ذلك كتابا/ من الله عليكم، مصدر لغير [٢٣/ ب] فعله «٤».
فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ: من هبة المهر، أو حطّ بعضه، أو تأجيله، أو زيادة الزّوج عليه».
هو معمر بن المثنى التيمي البصري، أبو عبيدة، الإمام النحوي، اللغوي، الأديب.
صنف مجاز القرآن، نقائض جرير والفرزدق، معاني القرآن،... وغير ذلك.
أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: (١٧٥- ١٧٨)، وفيات الأعيان: ٥/ ٢٣٥، وسير أعلام النبلاء: ٩/ ٤٤٥. [.....]
(٢) في مجاز القرآن: ١/ ١١٢: والحاصن: العفيفة.
قال السمين الحلبي في الدر المصون: (٣/ ٦٤٦، ٦٤٧) :«وأصل هذه المادة الدلالة على المنع ومنه «الحصن» لأنه يمنع به، و «حصان» للفرس من ذلك. ويقال: أحصنت المرأة وحصنت، ومصدر حصنت: «حصن» عن سيبويه، و «حصانة» عن الكسائي وأبي عبيدة، واسم الفاعل من أحصنت محصنة، ومن حصنت حاصن... ويقال لها: «حصان» أيضا بفتح الحاء».
(٣) لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه:
٢/ ١٠٧٩، كتاب الرضاع، باب «جواز وطء المسبية بعد الاستبراء» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم، فظهروا عليهم، فأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين، فأنزل الله عز وجل في ذلك: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ أي: فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن» اهـ.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٨/ ١٥١ عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٥٠ عن علي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عمر، وابن عباس رضي الله تعالى عنهم.
(٤) معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٦٠، وتفسير الطبري: ٨/ ١٦٩، وتفسير الماوردي: ١/ ٣٧٧.
(٥) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ٨/ ١٨١: «وأولى هذه الأقوال بالصواب، قول من قال: معنى ذلك: ولا حرج عليكم أيها الناس، فيما تراضيتم به أنتم ونساؤكم من بعد إعطائهن أجورهن على النكاح الذي جرى بينكم وبينهن، من حطّ ما وجب لهن عليكم، أو إبراء، أو تأخير ووضع. وذلك نظير قوله جل ثناؤه: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً اهـ.
وقال الحسن «٥» : العنت ما يكون من العشق فلا يتزوّج الحرّ بأمة إلّا إذا أعتقها «٦».
٢٥ وَأَنْ تَصْبِرُوا: أي: عن نكاح الإماء لما فيه من إرقاق الولد.
٢٦ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ: اللام في تقدير المصدر، أي: إرادة الله التبيين لكم كقوله «٧» :[لِلَّذِينَ] «٨» هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ: أي: الذين هم رهبهم لربهم «٩».
(٢) قال الطبري في تفسيره: ٨/ ١٩٣: «الأخدان: اللواتي حبسن أنفسهن على الخليل والصديق، للفجور بها سرا دون الإعلان بذلك».
وفي اللسان: ١٣/ ١٣٩ (خدن) :«والخدن والخدين: الذي يخادنك فيكون معك في كل أمر ظاهر وباطن».
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٨/ ٢٠٤- ٢٠٦) عن ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك.
ونقله النحاس في معاني القرآن: ٢/ ٦٧ عن الشعبي.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٣٨٠، وزاد المسير: ٢/ ٥٨.
(٤) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٤٢. وقال الطبري رحمه الله في تفسيره: ٨/ ٢٠٦:
«والصواب من القول في قوله: ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ، ذلك لمن خاف منكم ضررا في دينه وبدنه».
(٥) لم أقف على هذا القول المنسوب للحسن رحمه الله تعالى.
(٦) في «ج» : عشقها.
(٧) سورة الأعراف: آية: ١٥٤.
(٨) في الأصل: «والذين»، وما جاء في «ك» موافق لرسم المصحف.
(٩) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: (٢/ ٤٢، ٤٣).
وانظر البحر المحيط: ٢/ ٢٢٥، والدر المصون: ٣/ ٦٥٩.
٢٩ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ: بعضكم بعضا وجعله «قتل أنفسهم» لأنّ أهل الدّين الواحد كنفس واحدة. أو معنى القتل: أكل الأموال بالباطل «٢»، فظالم غيره كمهلك نفسه.
٣١ مُدْخَلًا اسم الموضع «٣»، أو هو مصدر «٤» أي: إدخالا كريما.
٣٣ جَعَلْنا مَوالِيَ: عصبات من الورثة «٥»، والمولى: كل من يليك ويواليك، فيدخل فيه مولى اليمين، والحليف، والقريب، وابن العمّ، والمنعم، والمنعم عليه، والمعتق والمعتق، والوليّ في الدّين «٦».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٤٩٤ وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن المنذر عن طاوس.
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ٧٤: «اتفقوا على أن هذا نهي عن أن يقتل بعضهم بعضا». [.....]
(٢) ذكره البغوي في تفسيره: ١/ ٤١٨.
(٣) ذكر الطبري هذا المعنى في تفسيره: (٨/ ٢٥٧، ٢٥٨)، وأبو علي الفارسي في الحجة:
(٣/ ١٥٣- ١٥٥) توجيها لقراءة نافع «مدخلا» بفتح الميم، وانظر السبعة لابن مجاهد:
٢٣٢، والكشف لمكي: ١/ ٣٨٦، والدر المصون: ٣/ ٦٦٥.
(٤) تفسير الطبري: ٨/ ٣٥٩، والبحر المحيط: ٣/ ٢٣٥، والدر المصون: ٣/ ٦٦٥.
(٥) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: (٥/ ١٧٨، ١٧٩)، كتاب التفسير، باب قوله تعالى:
وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ... الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ورثة».
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٨/ ١٧٠، ٢٧١) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٣٨٤، وتفسير ابن كثير: ٢/ ٢٥٢، والدر المنثور: ٢/ ٥٠٩.
(٦) صحيح البخاري: ٥/ ١٧٨ عن معمر. وانظر تفسير الطبري: ٨/ ٢٦٩، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٧٥.
٣٤ الرِّجالُ قَوَّامُونَ: بالتأديب والتدبير، في رجل لطم امرأته فهمّ النّبيّ عليه السلام- بالقصاص «٢».
٣٤ قانِتاتٌ: قيّمات بحقوق أزواجهن «٣».
بِما حَفِظَ اللَّهُ: بما حفظهن الله في مهورهن ونفقتهن «٤».
٣٦ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى: القريب والمعارف.
وعن ميمون «٥» بن مهران أنه الذي يتوصّل إليك بجوار قرابتك.
(٢) تفسير الطبري: (٨/ ٢٩١، ٢٩٢)، وأسباب النزول للواحدي: (١٨٢، ١٨٣)، وتفسير البغوي: ١/ ٤٢٢.
(٣) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٧. وذكره النحاس في معاني القرآن:
٢/ ٧٧. وقيل في معنى: قانِتاتٌ أي: مطيعات.
ينظر تفسير الطبري: ٨/ ٢٩٤، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٧٧، وتفسير الماوردي:
١/ ٣٨٥.
(٤) عن معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٧٨. وانظر تفسير الطبري: ٨/ ٢٩٦.
(٥) ميمون بن مهران: (٣٧- ١١٧ هـ).
هو ميمون بن مهران الجزري الرقي، أبو أيوب، الإمام التابعي، الفقيه المشهور.
قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: ٥٥٦: «ثقة فقيه، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، وكان يرسل، من الرابعة».
راجع ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي: ٧٧، تذكرة الحفاظ: ١/ ٩٨، وسير أعلام النبلاء: ٥/ ٧١، وقد أخرج الطبري عنه هذا القول في تفسيره: ٨/ ٣٣٦، ثم قال: «وهذا القول قول مخالف المعروف من كلام العرب. وذلك أن الموصوف بأنه «ذو القرابة» في قوله: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، الجار دون غيره. فجعله قائل هذه المقالة جار ذي القرابة.
ولو كان معنى الكلام كما قال ميمون بن مهران لقيل: «وجار ذي القرابة»، ولم يقل:
وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، فكان يكون حينئذ- إذا أضيف «الجار» إلى ذي القربى الوصية ببر جار ذي القرابة، دون الجار ذي القربى. وأما و «الجار» بالألف واللام، فغير جائز أن يكون «ذي القربى» إلا من صفة «الجار». وإذا كان ذلك كذلك، كانت الوصية من الله في قوله:
وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى ببرّ الجار ذي القربى، دون جار ذي القرابة. وكان بينا خطأ ما قال ميمون بن مهران في ذلك».
وانظر رد ابن عطية لقول ميمون في المحرر الوجيز: ٤/ ٥٢.
ومن قرأ «٢» : وَالْجارِ الْجُنُبِ فتقديره: ذي الجنب، أي:
النّاحية «٣».
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ: الزّوجة «٤». وقيل «٥» : رفيق السّفر الذي ينزل بجنبك.
(٢) بفتح الجيم وسكون النون، وهي قراءة عاصم في رواية المفضل عنه. وقراءة الأعمش، ينظر تفسير الفخر الرازي: ١٠/ ١٠٠، وتفسير القرطبي: ٥/ ١٨٣، والبحر المحيط:
٣/ ٢٥٤، والدر المصون: ٣/ ٦٧٦.
(٣) معاني القرآن للأخفش: ١/ ٤٤٦.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٨/ ٣٤٢، ٣٤٣) عن علي بن أبي طالب، وعبد الله ابن مسعود، وابن عباس، وإبراهيم النخعي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٥٣٢ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه.
ونسبه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه. [.....]
(٥) ذكره أبو عبيد في مجاز القرآن: ١/ ١٢٦، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٢٧، وأخرجه الطبري في تفسيره: (٨/ ٣٤٠- ٣٤٢)، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والسدي، والضحاك.
قال الطبري رحمه الله: «والصواب من القول في تأويل ذلك عندي: أن معنى «الصاحب بالجنب»، الصاحب إلى الجنب، كما يقال: «فلان بجنب فلان، وإلى جنبه»، وهو من قولهم: «جنب فلان فلانا فهو يجنبه جنبا»، إذا كان لجنبه... وقد يدخل في هذا: الرفيق في السفر، والمرأة والمنقطع إلى الرجل الذي يلازمه رجاء نفعه، لأن كلهم بجنب الذي هو معه وقريب منه. وقد أوصى الله تعالى بجميعهم، لوجوب حق الصاحب على المصحوب».
٣٧ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ: يجحدون اليسار «٢» اعتذارا عن البخل «٣».
٤١ فَكَيْفَ إِذا جِئْنا: أي: فكيف حالهم، والحذف في مثله «٤» أبلغ.
[٢٤/ أ] مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ: بنبيّها يشهد عليها «٥». /
وكان ابن مسعود يقرأ «النّساء» على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلمّا بلغ الآية دمعت عيناه صلّى الله عليه وسلّم «٦».
٤٢ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ: أي: يودون لو جعلوا والأرض سواء «٧»،
وأخرجه الطبري في تفسيره: (٨/ ٣٤٦، ٣٤٧) عن مجاهد، وقتادة، والضحاك.
(٢) أي ينكرون الغنى الذي هم فيه.
(٣) ذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ٢/ ٨٢ عن الماوردي.
وذكر قولا آخر هو: أنهم اليهود، أوتوا علم نعت محمد صلّى الله عليه وسلّم فكتموه، وقال: «هذا قول الجمهور»، ورجحه الطبري في تفسيره: ٨/ ٣٥٤.
(٤) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٥٣: «أي فكيف تكون حال هؤلاء يوم القيامة، وحذف «تكون حالهم» لأن في الكلام دليلا على ما حذف، و «كيف» لفظها لفظ الاستفهام، ومعناها معنى التوبيخ...
وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للنحاس: ١/ ٨٩، وزاد المسير: ٢/ ٨٥.
(٥) ينظر تفسير الطبري: ٨/ ٣٦٩، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٥٤، وتفسير الماوردي:
١/ ٣٩١، وزاد المسير: ٢/ ٨٦.
(٦) ثبت ذلك في صحيح البخاري: ٦/ ١١٣، كتاب «فضائل القرآن»، باب «قول المقرئ للقارئ حسبك»، وصحيح مسلم: ١/ ٥٥١، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب «فضل استماع القرآن».
(٧) تفسير الطبريّ: ٨/ ٣٧٢، وذكره النحاس في معاني القرآن: ٢/ ٩٠، وقال: «ويدل على هذا: الَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً، وكذلك تُسَوَّى لو سوّاهم الله عز وجل لصاروا ترابا مثلها».
وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: ١/ ٣٩٢، وتفسير البغوي: ١/ ٤٣٠، والكشاف: - ١/ ٥٢٨، وتفسير القرطبي: ٥/ ١٩٨، والدر المصون: ٣/ ٦٨٥.
وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ: أي: لا تكتمه جوارحهم وإن كتموه «٢».
٤٣ إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ إلّا مجتازا «٣» لدلالة الصّلاة على المصلّى «٤».
أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ. قال عطاء «٥»، وسعيد بن جبير: هو اللّمس.
وقال عبيد «٦» بن عمير: هو الجماع، فذكر ذلك لابن عبّاس، فقال:
قال أبو حيان: وقيل: المعنى لو تعدل بهم الأرض، أي: يؤخذ منها ما عليها فدية».
(٢) عن معاني القرآن للأخفش: ١/ ٤٤٦، وأخرج الطبري معنى هذا القول في تفسيره:
٨/ ٣٧٣ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر تفسير المشكل لمكي: ١٤٢، والمحرر الوجيز: (٥/ ٦٨، ٦٩).
(٣) في «ج» : مجتازين.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٨/ ٣٨٢- ٣٨٥) عن ابن عباس، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، والزهري، ورجح الطبري هذا القول على قول من قال إنه سبيل المسافر إذا كان جنبا لا يصلي حتى يتيمم.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٢٧، وتفسير الماوردي: ١/ ٣٩٣، وزاد المسير:
٢/ ٩٠.
(٤) تفسير الطبري: ٨/ ٣٨٢، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ١٩٨.
(٥) عطاء: (٢٧- ١١٤ هـ).
هو عطاء بن أبي رباح، المكي، القرشي مولاهم. الإمام التابعي الجليل.
حدّث عن عائشة، وأم سلمة، وأم هانئ، وأبي هريرة، وابن عباس وغيرهم من الصحابة.
ترجمته في سير أعلام النبلاء: (٥/ ٧٨- ٨٨)، وتهذيب التهذيب: (٧/ ١٩٩- ٢٠٣)، وطبقات الحفاظ: ٣٩.
(٦) هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي المكي.
ولد في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحدّث عن أبيه، وعن عمر بن الخطاب، وعلي، وأبي ذر، وعائشة، وأبي موسى الأشعري، وابن عباس... وغيرهم.
قال عنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: ٤/ ١٥٧: «وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة، وكان يذكر الناس، فيحضر ابن عمر رضي الله عنهما مجلسه». -
- توفي عبيد بن عمير سنة أربع وسبعين للهجرة.
وانظر ترجمته في طبقات ابن سعد: ٥/ ٤٦٣، وتذكرة الحفاظ: ١/ ٥٠، وتقريب التهذيب: ٣٧٧. [.....]
٤٥ وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا: دخول الباء تأكيد الاتصال «٢» لأنّ الاسم في «كفى الله» يتّصل اتصال الفاعل فاتصل بالباء اتصال المضاف [إليه] «٣» أيضا.
٤٦ وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ يقولونه على أنّا نريد: لا تسمع ما تكره، وقصدهم الدّعاء بالصّمم، أي: لا سمعت «٤».
وَراعِنا: شتم عندهم «٥». وقيل «٦» : أرعنا سمعك، أي: اجعل
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٥٥٠ وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير.
(٢) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٥٧. وذكر الفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ١٢٠ فوائد في ورود الباء هنا فقال:
«الأول: لو قيل: كفى الله، كان يتصل الفعل بالفاعل. ثم هاهنا زيدت الباء إيذانا بأن الكفاية من الله ليست كالكفاية من غيره في الرتبة وعظم المنزلة.
الثاني: قال ابن السراج: تقدير الكلام: كفى اكتفاؤك بالله وليا، ولما ذكرت «كفى» دل على الاكتفاء، لأنه من لفظه، كما تقول: من كذب كان شرا له، أي: كان الكذب شرا له، فأضمرته لدلالة الفعل عليه.
الثالث: يخطر ببالي أن الباء في الأصل للإلصاق، وذلك إنما يحسن في المؤثر الذي لا واسطة بينه وبين التأثير، ولو قيل: كفى الله، دل ذلك على كونه تعالى فاعلا لهذه الكفاية، ولكن لا يدل ذلك على أنه تعالى يفعل بواسطة أو بغير واسطة، فإذا ذكرت حرف الباء دل على أنه يفعل بغير واسطة... ».
(٣) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٤) ينظر تفسير الطبري: ٨/ ٤٣٤، وتفسير الماوردي: ١/ ٣٩٦، وتفسير الفخر الرازي: ١٠/ ١٢٢.
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره: ١/ ٣٩٦، وقال: «فأطلع الله نبيّه عليها فنهاهم عنها».
(٦) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٥٩.
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ١١٩: «كانوا يلوون ألسنتهم حتى يصير قولهم: راعنا راعينا، وكانوا يريدون أنك كنت ترعى أغناما لنا».
إِلَّا قَلِيلًا: إيمانا قليلا «١».
٤٧ نَطْمِسَ وُجُوهاً نمحو آثارها فنصيّرها كالقفاء «٢».
وقيل «٣» : الوجه تمثيل، والمعنى: نضلّهم مجازاة.
أَوْ نَلْعَنَهُمْ: نمسخهم قردة «٤».
و «الفتيل» «٥» : ما يفتل بالإصبعين من وسخها «٦». و «النقير» «٧» :
وذكر الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: ١٠/ ١٢٣ على أن القليل صفة للإيمان. وقال:
«والتقدير: فلا يؤمنون إلا إيمانا قليلا، فإنهم كانوا يؤمنون بالله والتوراة وموسى، ولكنهم كانوا يكفرون بسائر الأنبياء... ». وذكر قولا آخر هو أن القليل صفة للقوم وقال:
«والمعنى: فلا يؤمن منهم إلا أقوام قليلون... ».
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٢٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٢٨.
وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (٨/ ٤٤٠، ٤٤١) عن ابن عباس، وقتادة.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٣٩٦ عن ابن عباس وقتادة أيضا.
(٣) أخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: (٨/ ٤٤١، ٤٤٢)، عن مجاهد، والحسن، والسدي، والضحاك.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٣٩٦، وتفسير الرازي: ١٠/ ١٢٥.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٨/ ٤٤٧، ٤٤٨) عن الحسن، وقتادة، والسدي.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١٣٣٤ (سورة النساء) عن الحسن، وحسّن المحقق إسناده.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٥٥٦ وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن الضحاك.
(٥) من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: آية: ٤٩].
(٦) ينظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٧٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٢٩، والمفردات للراغب الأصفهاني: ٣٧١.
وأخرج الطبري في تفسيره: (٨/ ٤٥٦، ٤٥٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١٣٤٤ (سورة النساء) هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال الراغب في المفردات: ٣٧١: «ويضرب به المثل في الشيء الحقير».
(٧) من الآية: ٥٣ سورة النساء.
«الجبت» «٢» : السحر، و «الطاغوت» : الشيطان «٣».
وقيل «٤» : هما صنمان.
٥١ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: يعني قريشا، والقائلون جماعة اليهود «٥» كحيي «٦» بن أخطب، وكعب «٧» بن الأشرف.
وقال الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٧٣: «النقير: النقطة في ظهر النواة»، وقيل: هي الحبة التي تكون في وسط النواة كما في تفسير الطبري: ٨/ ٤٧٤.
قال الطبري رحمه الله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله وصف هؤلاء الفرقة من أهل الكتاب بالبخل باليسير من الشيء الذي لا خطر له، ولو كانوا ملوكا وأهل قدرة على الأشياء الجليلة القدر.
فإذا كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بمعنى «النقير» أن يكون أصغر ما يكون من النقر.
وإذا كان ذلك أولى به، فالنقرة التي في ظهر النواة من صغار النّقر، وقد يدخل في ذلك كل ما شاكلها من النقر». [.....]
(٢) من الآية: ٥١ سورة النساء.
(٣) أخرج الطبري في تفسيره: ٨/ ٤٦٢، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١٣٥٤ (سورة النساء) هذا القول عن عمر رضي الله عنه ومجاهد، والشعبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٥٦٤ وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عمر رضي الله عنه.
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ١٣٤، والطبري في تفسيره: ٨/ ٤٦١، عن عكرمة.
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٣٩٧، وتفسير البغوي: ١/ ٤٤١، والدر المنثور: ٢/ ٥٦٤.
(٥) السيرة لابن هشام: (١/ ٥٦١، ٥٦٢). وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره:
(٨/ ٤٦٩، ٤٧٠) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر أسباب النزول للواحدي: (١٨٧، ١٨٨)، والدر المنثور: (٢/ ٥٦٢، ٥٦٣).
(٦) حييّ- بضم الحاء المهملة، ويجوز كسرها وياءين الآخرة منها مشددة- ابن أخطب النضري، وابنته صفية، إحدى أمهات المؤمنين، اصطفاها النبي صلّى الله عليه وسلّم.
أسر حييّ يوم قريظة، ثم قتل، وذلك في السنة الخامسة للهجرة.
ينظر السيرة لابن هشام: ٢/ ٢٤١، والمغازي للواقدي: ٢/ ٥٣٠، والمؤتلف والمختلف للدارقطني: ٢/ ٧٨٦، والإكمال: ٢/ ٥٨٢.
(٧) هو كعب بن الأشرف الطائي، أمه من بني النضير، وكان يقيم في حصن قريب من المدينة.
- بكى قتلى بدر، وشبّب بنساء رسول الله ونساء المسلمين، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم محمد بن سلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله، فقتلوه. وذلك في السنة الثالثة من الهجرة.
ينظر السيرة لابن هشام: ٢/ ٥١، وصحيح البخاري بشرح الفتح: (٧/ ٣٣٦- ٣٤٠)، كتاب المغازي، باب «قتل كعب بن الأشرف»، وصحيح مسلم: (٣/ ١٤٢٥، ١٤٢٦)، كتاب الجهاد والسير، باب «قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود».
٢ قاله أبو العالية. انظر معالم التنزيل ج١ ص٤٤٢. والفتيل والنقير تضرب أمثالا للشيء التافه الحقير، فيكون معنى الآية الأولى: لا يظلمون إلا قليلا ولا كثيرا، والثانية: أنهم يبخلون بأقل القليل..
٥٨ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ: في مفتاح الكعبة، أخذه النّبيّ- عليه السلام- يوم الفتح من بني عبد الدار «٣».
«أولوا الأمر» «٤» : الأمراء والعلماء ومن يقوم بالمصالح وأمور
(٢) ذكره الطبري في تفسيره: ٨/ ٤٨٦ وقال: «فلذلك قيل: «غيرها»، لأنها غير الجلود التي كانت لهم في الدنيا، التي عصوا الله وهي لهم... وذلك نظير قول العرب للصّائغ إذا استصاغته خاتما من خاتم مصوغ، بتحويله من صياغته التي هو بها، إلى صياغة أخرى:
«صغ لي من هذا الخاتم خاتما غيره» فيكسره ويصوغ له منه خاتما غيره، والخاتم المصوغ بالصياغة الثانية هو الأول، ولكنه لما أعيد بعد كسره خاتما قيل: «هو غيره»... فكذلك معنى قوله: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها، لما احترقت الجلود ثم أعيدت جديدة بعد الإحراق، قيل: «هي غيرها» على ذلك المعنى».
وانظر هذا المعنى الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٦٥، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ١١٧، وتفسير البغوي: ١/ ٤٤٣، وتفسير القرطبي: ٥/ ٢٥٤.
(٣) أخرجه الأزرقي في أخبار مكة: ١/ ٢٦٥، عن مجاهد. والطبري في تفسيره: ٨/ ٤٩١ عن ابن جريج. والواحدي في أسباب النزول: ١٨٩ عن مجاهد.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ١١٤ عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مجاهد، والزهري، وابن جريج، ومقاتل.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٥٧٠، وعزا إخراجه إلى ابن مردويه عن ابن عباس، من طريق الكلبي عن أبي صالح.
(٤) يريد قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ...
[النساء: الآية: ٥٩].
٥٩ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا: عاقبة ومرجعا «٢».
٦٩ إِلَى الطَّاغُوتِ: كعب بن الأشرف «٣».
٦٢ فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ: أي: قتل صاحبهم بما ردّ حكم النّبيّ «٤» صلّى الله عليه وسلّم.
إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً: أي: ما أردنا بطلبنا دم صاحبنا إلّا الإحسان
وعزاه الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٠٠ إلى ابن عباس، وأبي هريرة، والسدي، وابن زيد.
وقيل: هم أهل العمل والفقه. أخرجه الطبري في تفسيره: (٨/ ٤٩٩- ٥٠١) عن جابر بن عبد الله، وابن عباس، ومجاهد، وعطاء بن السائب، والحسن، وأبي العالية.
وقيل: هم أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقيل: إنهم أبو بكر وعمر. وعقب الطبري رحمه الله على هذه الأقوال بقوله: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعة، وللمسلمين مصلحة».
(٢) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٠، وتفسير الطبري: ٨/ ٥٠٦، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٦٨، وقال النحاس في معاني القرآن: ٢/ ١٢٥: «وهذا أحسن في اللغة، ويكون من آل إلى كذا ويجوز أن يكون المعنى: وأحسن من تأويلكم».
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٨/ ٥١١- ٥١٣) عن ابن عباس، ومجاهد، والربيع بن أنس، والضحاك.
ونقله الواحدي في أسباب النزول: ١٩٣ عن ابن عباس من رواية الكلبي عن أبي صالح.
(٤) ذكر الماوردي في تفسيره: (١/ ٤٠٢، ٤٠٣) في سبب نزول هذه الآية قولين:
أحدهما: أن عمر رضي الله عنه قتل منافقا لم يرض بحكم رسول الله، فجاء إخوانه من المنافقين يطالبون بدمه، وحلفوا بالله إننا ما أردنا في المطالبة بدمه إلا إحسانا إلى النساء، وما يوافق الحق في أمرنا.
والثاني: أن المنافقين بعد القود من صاحبهم اعتذروا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في محاكمتهم إلى غيره بأن قالوا: ما أردنا في عدولنا عنك إلّا توفيقا بين الخصوم، وإحسانا بالتقريب في الحكم دون الحمل على مرّ الحق، فنزلت الآية». [.....]
٦٩ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً: وحّد على معنى الجنس والحال كقولك: لله درّهم فارسا «٢».
٧١ حِذْرَكُمْ: سلاحكم. أو احذروا عدوّكم.
٧٢ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ: أي: المنافقين «٣». يبطّئون «٤» النّاس عن الجهاد.
ولام لَمَنْ لام الابتداء ولهذا دخلت على الاسم، والثانية لام القسم، دخلت مع نون التوكيد على الفعل «٥».
(٢) هذا قول الأخفش في معاني القرآن: (١/ ٤٤٩، ٤٥٠).
وانظر تفسير الطبري: ٨/ ٥٣٣، والتبيان للعكبري: ١/ ٣٧١، والبحر المحيط: ٣/ ٢٨٨، والدر المصون: ٤/ ٢٤.
(٣) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ٨/ ٥٣٨: «وهذا نعت من الله تعالى ذكره للمنافقين، نعتهم لنبيه صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه ووصفهم بصفتهم فقال: وَإِنَّ مِنْكُمْ، أيها المؤمنون، يعني من عدادكم وقومكم، ومن يتشبه بكم، ويظهر أنه من أهل دعوتكم وملتكم، وهو منافق يبطّئ من أطاعه منكم عن جهاد عدوكم وقتالهم إذا أنتم نفرتم إليهم «فإن أصابتكم مصيبة»، يقول: فإن أصابتكم هزيمة، أمرنا لكم قتل أو جراح من عدوكم- «قال قد أنعم الله عليّ إذا لم أكن معهم شهيدا»، فيصيبني جراح أو ألم أو قتل، وسرّه تخلفه عنكم، شماتة بكم... ».
وتساءل الفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ١٨٣ بقوله: «إذا كان هذا المبطئ منافقا فكيف جعل المنافق قسما من المؤمن في قوله: وَإِنَّ مِنْكُمْ؟. قال: «والجواب من وجوه:
الأول: أنه تعالى جعل المنافق من المؤمنين من حيث الجنس والنسب والاختلاط.
الثاني: أنه تعالى جعلهم من المؤمنين بحسب الظاهر لأنهم كانوا في الظاهر متشبهين بأهل الإيمان.
الثالث: كأنه قيل: يا أيها الذين آمنوا في زعمكم ودعواكم، كقوله: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ اهـ.
(٤) قال الراغب في المفردات: ٥٢: «أي يثبط غيره. وقيل يكثر هو التثبط في نفسه، والمقصد من ذلك أن منكم من يتأخر ويؤخر غيره».
(٥) معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٧٥، وتفسير الطبري: ٨/ ٥٢٩، ومعاني القرآن للزجاج:
٢/ ٧٥، والدر المصون: (٤/ ٢٨، ٢٩).
٧١ فَانْفِرُوا ثُباتٍ: أي: انفروا جماعات متفرقة «٣».
أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً: مجتمعا بعضكم إلى بعض.
٧٥ وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ: أي شيء لكم تاركين القتال؟ «٤». حال.
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ: أي: وفي المستضعفين «٥».
ينظر السّبعة لابن مجاهد: ٢٣٥، والكشف لمكي: ١/ ٣٩٢.
قال مكي: «والاختيار الياء، لأن الجماعة عليه».
(٢) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٧٦. وقال أبو علي الفارسي في الحجة: ٣/ ١٧١: «اعتراض بين المفعول وفعله، فكما أن قوله: قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً في موضع نصب، كذلك قوله: يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً في موضع نصب بقوله:
لَيَقُولَنَّ اهـ.
(٣) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٣٢: «واحدتها ثبة، ومعناها: جماعات في تفرقة...
وتصديق ذلك أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً، وقد تجمع ثبة: ثبين».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٠، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٧٥، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٣١.
(٤) عن معاني القرآن للزجّاج: ٢/ ٧٧. ونص كلام الزجاج هناك: «ما منفصلة. المعنى: أي شيء لكم تاركين القتال. ولا تُقاتِلُونَ في موضع نصب على الحال كقوله- عز وجل-:
فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ اهـ.
وقال أبو حيان في البحر: ٣/ ٢٩٥: «والظاهر أن قوله: لا تُقاتِلُونَ في موضع الحال».
(٥) نقله النحاس في معاني القرآن: ٢/ ١٣٣ عن المبرد.
وهو قول الزجّاج في معاني القرآن: ٢/ ٧٨، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز:
٤/ ١٣٣، والفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ١٨٧، وقال: «اتفقوا على أن قوله:
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ متصل بما قبله، وفيه وجهان:
أحدهما: أن يكون عطفا على السبيل، والمعنى: ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وفي المستضعفين.
والثاني: أن يكون معطوفا على اسم الله عز وجل، أي في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين».
٧٨ مُشَيَّدَةٍ: مجصّصة «٢»، والشّيد: الجصّ «٣». أو مبنية في اعتلاء، حتى قال الربيع «٤» : إنّها بروج السّماء «٥».
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١٤٣٠ (سورة النساء) عن عائشة رضي الله عنها، وضعف المحقق إسناده لأن فيه راويا مبهما.
وذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٧٧، والنحاس في معانيه: ٢/ ١٣٤، وابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ١٣٢.
وقال القرطبي في تفسيره: ٥/ ٢٧٩: «القرية هنا «مكة» بإجماع من المتأولين».
(٢) أخرج ابن أبي حاتم هذا القول في تفسيره: ١٤٤٢ (سورة النساء) عن عكرمة.
ونقله النحاس في معاني القرآن: ٢/ ١٣٤ عن عكرمة، وذكره الماوردي في تفسيره:
١/ ٤٠٦ وقال: «هذا قول بعض البصريين».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٥٩٥ وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن عكرمة.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٣٢، وتفسير الطبري: ٨/ ٥٥٤.
(٤) هو الربيع بن أنس بن زياد البكري، الخراساني.
روي عن أنس بن مالك، والحسن، وأبي العالية.
وقال أبو حاتم والعجلي: «صدوق»، وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن معين: كان يتشيع فيفرط.
قال الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام، من الخامسة، مات سنة أربعين ومائة، أو قبلها.
ترجمته في الجرح والتعديل: (٣/ ٤٥٤، ٤٥٥)، وسير أعلام النبلاء: (٦/ ١٦٩، ١٧٠)، وتقريب التهذيب: ٢٠٥. [.....]
(٥) زاد المسير: ٢/ ١٣٧.
وأخرج الطبري في تفسيره: ٨/ ٥٥٣ عن الربيع في قوله: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ يقول: «ولو كنتم في قصور السماء». ونقل ابن كثير في تفسيره: ٢/ ٣١٦ هذا القول عن السدي وقال: «وهو ضعيف، والصحيح أنها المنيعة، أي: لا يغني حجر وتحصن من الموت».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٧٩، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٠٦، والدر المنثور:
٢/ ٥٩٥.
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ: لا تسمّهم بما أراد الله من ستر أمرهم إلى أن يستقيم الإسلام «٢».
٨٥ شَفاعَةً حَسَنَةً: الدّعاء للمؤمنين.
والكفل: النّصيب «٣»، والمقيت: الحفيظ المقتدر «٤».
٨٨ فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ: حال «٥»، أي: مختلفين فيهم، تقول طائفة: هم منا وأخرى بخلافه. في قوم بالمدينة أظهروا الإسلام ثمّ رجعوا إلى مكة فأشركوا «٦»، أو سمّوا منافقين بعد إظهار الشّرك نسبة إلى ما كانوا
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٣٧، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٠٤، والدر المصون: ٤/ ٥٠.
(٢) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٨١.
وذكره النحاس في معاني القرآن: ٢/ ١٣٩، والبغوي في تفسيره: ١/ ٤٤٥، والفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ٢٠١.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٣٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٢، وتفسير الطبري: ٨/ ٥٨١، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٨٥، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٤٦.
(٤) معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٨٠، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٣٥، وتفسير الغريب لابن قتيبة: ١٣٢.
وأخرج الطبري في تفسيره: ٨/ ٥٨٣ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً، يقول: حفيظا».
(٥) معاني القرآن للأخفش: ١/ ٤٥١، وتفسير الطبري: ٩/ ١٤، ومعاني القرآن للزجاج:
٢/ ٨٨، وحكاه الفخر الرازي في تفسيره: ١٠/ ٢٢٥ عن سيبويه.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٩/ ٩، ١٠) عن مجاهد.
ونقله الواحدي في أسباب النزول: ١٩٩ عن مجاهد أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٦١٠ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد.
وأخرج الإمام البخاري في صحيحه: ٥/ ١٨١، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: - فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ، والإمام مسلم في صحيحه: ٤/ ٢١٤٢، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، حديث رقم (٢٧٧٦) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
«رجع ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم من أحد، وكان الناس منهم فرقتين فريق يقول: اقتلهم وفريق يقول لا، فنزلت: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ، وقال: إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة».
أَرْكَسَهُمْ: ردّهم ونكّسهم «١».
٩٠ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ: يدخلون في قوم آمنتموهم.
في بني مدلج «٢» كان بينهم وبين قريش عهد، فحرم الله من بني مدلج ما حرّم من قريش «٣».
حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ: ضاقت عن قتالهم وقتال قومهم، وهو نصب
(٢) مدلج: بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وكسر اللام وجيم بعدها. هم بطن من كنانة.
ينظر مشارق الأنوار للقاضي عياض: ١/ ٤٠٤، واللباب لابن الأثير: ٣/ ١٨٣.
(٣) أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: (٢/ ٣٢٧، ٣٢٨) رواية ابن أبي حاتم عن الحسن أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم قال: «لما ظهر النبي صلّى الله عليه وسلّم على أهل بدر وأحد، وأسلم من حولهم قال سراقة: بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني مدلج، فأتيته فقلت: أنشدك النعمة، فقالوا: مه، فقال: دعوه، ما تريد؟ قلت: بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي، وأنا أريد أن توادعهم، فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الإسلام، وإن لم يسلموا لم تخشن قلوب قومك عليهم. فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد خالد فقال: اذهب معه فافعل ما يريد، فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإن أسلمت قريش أسلموا معهم، ومن وصل إليهم من الناس كانوا على مثل عهدهم، فأنزل الله: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ حتى بلغ: إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فكان من وصل إليهم كانوا معهم على عهدهم».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٦١٣ وزاد نسبته إلى أبي نعيم في الدلائل عن الحسن أيضا.
٩١ أُرْكِسُوا فِيها: وجدوا راكسين، أي: مقيمين عليها.
٩٢ إِلَّا خَطَأً: استثناء منقطع بمعنى «لكن» «٣».
مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ: أي: كفار، إذ لا يرثون المؤمن «٤».
[٢٥/ أ] مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ: أهل الذمّة «٥» /.
وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٨٩، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٥٦، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٠٥، والبحر المحيط: ٣/ ٣١٧.
قال السّمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٦٦: «إذا وقعت فعلا ماضيا ففيها خلاف: هل يحتاج إلى اقترانه ب «قد» أم لا؟ والراجح عدم الاحتياج لكثرة ما جاء منه، فعلى هذا لا تضمر «قد» قبل «حصرت» ومن اشترط ذلك قدّرها هنا».
(٢) هو قول المبرد في المقتضب: ٤/ ١٢٤ وقال القرطبي في تفسيره: ٥/ ٣١٠: «وضعفه بعض المفسرين»، ونقل أبو حيان في البحر المحيط: ٣/ ٣١٧، والسّمين الحلبي في الدر المصون: ٣/ ٦٦ رد أبي على الفارسي على قول المبرد ب «أنا مأمورون بأن ندعو على» الكفار بإلقاء العداوة بينهم فنقول: «اللهم أوقع العداوة بين الكفار» لكن يكون قوله: أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ نفي ما اقتضاه دعاء المسلمين عليهم».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (٤/ ١٦٥، ١٦٦) :«وقول المبرد يخرج على أن الدعاء عليهم بأن لا يقاتلوا المسلمين تعجيزا لهم، والدعاء عليهم بأن لا يقاتلوا قومهم تحقير لهم، أي: هم أقل وأحقر، ويستغنى عنهم، كما تقول إذا أردت هذا المعنى: لأجعل الله فلانا عليّ ولا معي أيضا، بمعنى استغنى عنه واستقل دونه».
(٣) تفسير الطبري: ٩/ ٣١، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٩٠، ومعاني القرآن للنحاس:
(٢/ ١٥٨، ١٥٩)، والتبيان للعكبري: ١/ ٣٨٠، والدر المصون: ٤/ ٦٩.
(٤) أي: إذا كان القتيل مؤمنا وقومه لا يزالون على الكفر فلا تؤدى لهم الدية. [.....]
(٥) تفسير الطبري: ٩/ ٤١، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٦٣، وتفسير الماوردي: ١/ ٤١٦.
، أو هو استثناء «٢» وتقديره: إلّا أولوا الضّرر فإنّهم يساوونهم.
ومن نصبه «٣» جعله حالا، أي: لا يساوونهم في حال صحتهم كقولك: جاءني زيد غير مريض، أي: صحيحا «٤».
٩٨ وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا: أي: إلى دار الهجرة «٥».
١٠٠ مُراغَماً: متّسعا لهجرته، أي: موضع المراغمة «٦» كالمزاحم
وقراءة الرفع لابن كثير، وأبي عمرو، وحمزة، وعاصم.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٢٣٧، والحجة لأبي علي الفارسي: ٣/ ١٧٨، والكشف لمكي: ١/ ٣٩٦، والبحر المحيط: ٣/ ٣٣٠، والدر المصون: ٤/ ٧٦.
(٢) ذكره الزجاج في معاني القرآن: (٢/ ٩٢، ٩٣)، ونص كلامه: «ويجوز أن يكون «غير» رفعا على جهة الاستثناء. المعنى: لا يستوي القاعدون والمجاهدون إلا أولو الضرر، فإنهم يساوون المجاهدين لأن الذي أقعدهم عن الجهاد الضرر... ».
(٣) وهي قراءة نافع، والكسائي، وابن عامر. كما في السبعة لابن مجاهد: ٢٣٧، والتبصرة لمكي: ١٨٤.
(٤) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٩٣.
وانظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٨٤، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٧١، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٠٦، والتبيان للعكبري: ١/ ٣٨٣، والدر المصون: ٤/ ٧٦.
(٥) أخرج الطبري في تفسيره: ٩/ ١١١ نحو هذا القول عن عكرمة، ومجاهد، والسدي، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: (١٥٤١- ١٥٤٣).
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ١٧٩ عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ٦٤٩ وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة.
(٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٣٨، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٣٤:
«المراغم والمهاجر واحد. تقول: راغمت وهاجرت قومي. وأصله أن الرجل كان إذا أسلم خرج عن قومه مراغما لهم. أي مغاضبا...
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٩٦، ومعاني القرآن للنحاس: (٢/ ١٧٤، ١٧٥)، وتفسير المشكل لمكي: ١٤٧.
وَسَعَةً: أي: في الرّزق «١»، أو في إظهار الدّين «٢».
١٠١ وَإِذا ضَرَبْتُمْ: سرتم «٣»، أي: استمررتم في السّير كاستمرار الضّرب باليد، ومنه: ضرب المثل، لاستمراره في البلاد، والضّريبة لاستمرارها.
١٠٢ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً: يحملون حملة رجل واحد «٤».
١٠٣ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ: رجعتم إلى الموطن وأمنتم «٥».
كِتاباً مَوْقُوتاً: فرضا موقّتا «٦».
١٠٧ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ
: يجعلونها خائنة «٧».
(٢) تفسير الماوردي: ١/ ٤١٨.
وأورد الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (٩/ ١٢١، ١٢٢) الأقوال التي قيلت في المراد ب «السعة» ثم قال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أن من هاجر في سبيله يجد في الأرض مضطربا ومتسعا. وقد يدخل في «السعة»، السعة في الرزق، والغنى والفقر، ويدخل فيه السعة من ضيق الهمّ والكرب الذي كان فيه أهل الإيمان بالله من المشركين بمكة، وغير ذلك من معاني «السعة»... ».
(٣) تفسير الطبري: ٩/ ١٢٣، واللسان: ١/ ٥٤٥ (ضرب).
(٤) تفسير الطبري: ٩/ ١٦٢، وتفسير البغوي: ١/ ٤٧٥.
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٤/ ٢١٣: «بناء مبالغة، أي: مستأصلة لا يحتاج معها إلى ثانية».
(٥) قال النحاس في معاني القرآن: ٢/ ١٨٢: «والمعروف في اللغة أن يقال: اطمأنّ: إذا سكن»، فيكون المعنى: فإذا سكن عنكم الخوف، وصرتم إلى منازلكم فأقيموا الصلاة».
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ١٨٨: «وفي المراد بالطمأنينة قولان:
أحدهما: أنه الرجوع إلى الوطن عن السفر، وهو قول الحسن، ومجاهد، وقتادة.
والثاني: أنه الأمن بعد الخوف، وهو قول السدي، والزجاج، وأبي سليمان الدمشقي.
(٦) عن معاني القرآن للزجّاج: ٢/ ٩٩، وقال النحاس في معاني القرآن: ٢/ ١٨٣: «والمعنى عند أهل اللغة: مفروض لوقت بعينه. يقال: وقته فهو موقوف ووقّته فهو موقّت».
(٧) قال ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ١٩٣: «أي: يخونون أنفسهم، فيجعلونها خائنة- بارتكاب الخيانة». [.....]
: ذنبا بينه وبين الله، أَوْ إِثْماً
: دينا من مظالم العباد «١».
١١٣ يُضِلُّوكَ
: يهلكوك «٢».
١١٥ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى: ندعه وما اختار «٣».
١١٧ إِلَّا إِناثاً: ضعافا عاجزين. سيف أنيث: كهام «٤». وإناث كلّ شيء: أراذله «٥».
١١٨ مَفْرُوضاً: معلوما «٦».
١١٩ فَلَيُبَتِّكُنَّ: يشقّون أذن البحيرة «٧»، أو نسيلة الأوثان «٨».
(٢) لم أقف على هذا القول بهذا اللّفظ، وفي تفسير الطبري: ٩/ ١٩٩: «يزلوك عن طريق الحق... »، ونقل الزّجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٠٤: «وقال بعضهم معنى أَنْ يُضِلُّوكَ: أن يخطئوك في حكمك».
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ١٩٧: «وفي الإضلال قولان:
أحدهما: التخطئة في الحكم.
والثاني: الاستزلال عن الحق».
(٣) نقل النحاس في معاني القرآن: ٢/ ١٩٠ عن مجاهد قال: أي نتركه وما يعبد». قال النحاس: «وكذلك هو في اللغة، يقال: ولّيته ما تولى: إذا تركته في اختياره».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ١١/ ٤٣، وتفسير القرطبي: ٥/ ٣٨٦.
(٤) في اللسان: ١٢/ ٥٢٩: «وسيف كهام وكهيم: لا يقطع، كليل عن الضربة... ».
(٥) عن تفسير الماوردي: ١/ ٤٢٣.
(٦) تفسير الطبري: ٩/ ٢١٢ عن الضحاك.
(٧) سيأتي بيان المؤلف لمعنى «البحيرة» عند قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ... [المائدة: ١٠٣].
وانظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٢٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: (١/ ١٧٩، ١٨٠)، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٧، وتفسير الطبري: (١١/ ١٢٨- ١٣٠)، واللسان:
٤/ ٤٣ (بحر).
(٨) أي نسيلة القرابين إلى الأوثان.
١٢٢ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا: أي: لا أحد أصدق من الله، وإنّما كان معناه النّفي لأن جوابه لا يتوجه إلّا عليه «٣».
١٢٣ لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ: ليس ثواب الله بأمانيكم «٤».
وانظر هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٦، ومعاني القرآن للزجاج:
٢/ ١١٠، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٩٥، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٢٤، والدر المنثور:
٢/ ٦٩٠.
(٢) هو أنس بن مالك الصّحابي الجليل رضي الله عنه.
وأخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: ١٤٠، والطبري في تفسيره: ٩/ ٢١٥. عن أنس رضي الله تعالى عنه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: (٢/ ٦٨٨، ٦٨٩) وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أنس أيضا.
قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ٩/ ٢٢٢: «وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك، قول من قال: معناه: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ، قال: دين الله. وذلك لدلالة الآية الأخرى على أن ذلك معناه، وهي قوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ [سورة الروم: ٣٠].
وإذا كان ذلك معناه، دخل في ذلك فعل كل ما نهى الله عنه: من خصاء ما لا يجوز خصاؤه، ووشم ما نهى عن وشمة ووشره، وغير ذلك من المعاصي ودخل فيه ترك كل ما أمر الله به».
(٣) قال أبو حيان في البحر المحيط: ٣/ ٣٥٥: «القيل والقول واحد، أي: لا أحد أصدق قولا من الله، وهي جملة مؤكدة- أيضا- لما قبلها. وفائدة هذه التواكيد المبالغة فيما أخبر به تعالى عباده المؤمنين بخلاف مواعيد الشيطان وأمانيه الكاذبة المخلفة لأمانيه».
(٤) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١١١. ونص كلام الزجاج هناك: «اسم ليس» مضمر المعنى: ليس ثواب الله بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، وقد جرى ما يدل على إضمار الثواب، وهو قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا أي إنما يدخل الجنة من آمن وعمل صالحا. ليس كما يتمنى أهل الكتاب، لأنهم كانوا يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وقالوا: - لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً فأعلم الله- عز وجل- أن دخول الجنة وثواب الله على الحسنات والسيئات ليس بالأماني ولكنه بالأعمال... ».
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ١٩٧، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٢٤، وزاد المسير: ٢/ ٢٠٩.
وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ: أي: مبيّن، وذلك حذف الخبر «٣».
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ: أي: في المستضعفين، وكانوا لا يورّثونهن.
١٣٥ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما: رؤوف «٤» بالفقير وأعلم بحال الغنيّ. في فقير وغنيّ اختصما إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقيل: الفقير لا يظلم الغنيّ «٥».
فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا: أي: عن الحق، أو لا تتركوا العدل بالهوى.
وَإِنْ تَلْوُوا: لوى يلوى ليّا: مطل ودافع «٦»، أي: وإن تدفعوا بأداء الشهادة.
(٢) تفسير الطبري: ٩/ ٢٥٣. [.....]
(٣) مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٠٩، والتبيان للعكبري: ١/ ٣٩٣.
قال السّمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ١٠٠: «وفي الخبر احتمالان، أحدهما: أنه الجار بعده وهو «في الكتاب» والمراد بما يتلى القرآن... والاحتمال الثاني: أن الخبر محذوف أي: والمتلو عليكم في الكتاب يفتيكم أو يبين لكم أحكامهن... ».
(٤) في «ج» : أرأف.
(٥) أخرج الطبري في تفسيره: ٩/ ٣٠٣ عن السدي في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ... ، قال: نزلت في النبي صلّى الله عليه وسلّم، واختصم إليه رجلان: غني وفقير، وكان ضلعه مع الفقير، يرى أن الفقير لا يظلم الغنيّ، فأبى الله إلّا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير، فقال: إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا الآية».
وانظر أسباب النزول للواحدي: ٢١٦، وزاد المسير: ٢/ ٢٢٢.
(٦) تفسير الطبري: ٩/ ٣١٠، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٢٨، وتفسير القرطبي: ٥/ ٤١٣.
أَوْ تُعْرِضُوا: تكتموها «٤».
١٣٦ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: أي: بالأنبياء السابقين، آمَنُوا: بمحمد «٥» ودوموا على الإيمان.
١٣٧ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً.
الإيمان الأول: دخول المنافقين في الإسلام لحقن الدماء والأموال.
والثاني: نفاقهم بقولهم: آمنا، وازديادهم «٦» قولهم: إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ «٧».
١٤١ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ: نحط بكم للمعونة ونغلب عليكم بالموالاة، ونمنعكم منهم بما كنا نعلمكم من أخبارهم «٨».
وفي الحديث «٩» في الصّلاة: «حاذ عليها بحدودها»، أي: حاطها.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٢٣٩، والتبصرة لمكي: ١٨٥.
(٢) في «ج» : بالضمة.
(٣) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١١٨، ذكره في توجيه هذه القراءة.
وانظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٩١، وتفسير الطبري: ٩/ ٣١٠، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢١٥، والحجة لأبي علي الفارسي: ٣/ ١٨٦.
(٤) تفسير الطبري: ٩/ ٣٠٨.
(٥) ذكره الطبري في تفسيره: ٩/ ٣١٢، والماوردي في تفسيره: ١/ ٤٢٩، وقال: «ويكون ذلك خطابا لليهود والنصارى».
(٦) تفسير الفخر الرازي: ١١/ ٧٩.
(٧) سورة البقرة: آية: ١٤ حكاية عن المنافقين.
(٨) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٢٢.
وانظر تفسير الطبري: ٩/ ٣٢٤، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢١٩، وتفسير الماوردي:
١/ ٤٣٠، وزاد المسير: ٢/ ٢٢٩.
(٩) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: ١/ ٢٦٩ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه-- مرفوعا، وفي سنده بكر بن بكار متكلم فيه.
ينظر الجرح والتعديل: ٢/ ٣٨٣، وميزان الاعتدال: ١/ ٣٤٣، ولسان الميزان: ٢/ ٤٨.
وينظر الحديث أيضا في الفائق: ١/ ٣٣٣، وغريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٢٥٠، والنهاية: ١/ ٤٥٧.
١٤٣ مُذَبْذَبِينَ: مترددين «٢».
١٤٦ [وَسَوْفَ] «٣» يُؤْتِ اللَّهُ: حذفت الياء من الخطّ كما حذفت من اللفظ لسكونها وسكون اللام «٤»، وكذلك سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ «٥»، ويَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ «٦». وأما قوله «٧» : ما كُنَّا نَبْغِ، وقوله «٨» : يُنادِ الْمُنادِ فحذفت لثقلها ودلالة الكسرة عليها «٩».
١٤٨ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ: موضع مِنَ رفع على إعمال المصدر «١٠»، أي:
لا يجهر إلا من ظلم فيدعو على ظالمه أو ينتصر منه.
(٢) تفسير الطبري: ٩/ ٣٣٢، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٢٣، والمفردات للراغب: ١٧٧.
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٢٣: «المذبذب: المتردد بين أمرين، وأصل التذبذب: التحرك، والاضطراب، وهذه صفة المنافق، لأنه محيّر في دينه لا يرجع إلى اعتقاد صحيح».
(٣) في الأصل: «فسوف».
(٤) هذا النص عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٢٥ وفيه: «وسكون اللام في «الله».
وانظر البحر المحيط: ٣/ ٣٨١، والدر المصون: (٤/ ١٣٢، ١٣٣).
(٥) سورة العلق: آية: ١٨.
(٦) سورة القمر: آية: ٦.
(٧) سورة الكهف: آية: ٦٤.
(٨) سورة ق: آية: ٤١.
(٩) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٢٥.
(١٠) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: ٣/ ٣٨٢، والسمين الحلبي في الدر المصون: (٤/ ١٣٣، ١٣٤) عن أبي علي الفارسي.
قال أبو حيان: «وحسّن ذلك كون الجهر في حيز النفي، وكأنه قيل: لا يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم».
١٥٥ فَبِما نَقْضِهِمْ: فبشيء أو أمر عذبناهم «٢»، ونَقْضِهِمْ بدل عنه وتفسير «٣»، تنزيها عن لفظ الزيادة.
بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ: جعلها كالمطبوع عليها «٤».
قال الحسن «٥» : أهل الطبع لا يؤمنون أصلا.
١٥٧ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً: ما تبينوه علما «٦»، تقول: قتلته علما وقتلته
وذكره الفخر الرازي في تفسيره: ١١/ ٩٢ دون عزو.
وأخرج أبو داود في سننه: ٥/ ٢٠٤، كتاب الأدب، باب «في الانتصار» عن سعيد بن المسيب قال: «بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر، فآذاه، فصمت عنه أبو بكر ثم آذاه الثانية، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة، فانتصر منه أبو بكر، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أوجدت عليّ يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نزل ملك من السماء يكذّبه بما قال لك، فلما انتصرت وقع الشيطان، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان».
وأخرج أبو داود- نحوه- متصلا من طريق ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه دون الإشارة إلى أنها سبب لنزول الآية.
(٢) تفسير الطبري: ٩/ ٣٦٥، وفي متعلق الباء قال الفخر الرازي في تفسيره: ١١/ ٩٨: «إنه محذوف تقديره: فبما نقضهم ميثاقهم وكذا لعناهم وسخطنا عليهم، والحذف أفخم، لأن عند الحذف يذهب الوهم كل مذهب، ودليل المحذوف أن هذه الأشياء المذكورة من صفات الذم فيدل على اللّعن».
(٣) مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢١٢، والتبيان للعكبري: ١/ ٤٠٣، والدر المصون:
٤/ ١٤٢.
(٤) تفسير الماوردي: ١/ ٤٣٣ عن الزّجاج، ونص قوله: «ذمهم بأن قلوبهم كالمطبوع عليها التي لا تفهم أبدا ولا تطيع مرشدا».
(٥) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره: ١/ ٤٩٦ دون عزو. [.....]
(٦) قال الفراء في معاني القرآن: ١/ ٢٩٤: «الهاء هنا للعلم، كما تقول قتلته علما، وقتلته يقينا، للرأي والحديث والظن». -
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٧، وتفسير الطبري: ٩/ ٣٧٧، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٩٢، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٣٤.
١٥٨ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ: إلى موضع لا يجري عليه أمر أحد من العباد «٢».
١٧٢نْ يَسْتَنْكِفَ
: لن يأنف «٣». من نكفت الدّمع: نحّيته «٤».
وفي الحديث «٥» :«فانتكف العرق عن جبينه»، وفي حديث آخر «٦» :
(٢) ينظر هذا المعنى عند تفسير قوله تعالى: إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ... [آل عمران: آية: ٥٥].
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٤٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٧، وتفسير الطبري: ٩/ ٤٢٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٣٦، والمفردات للراغب: ٥٠٧، وتفسير القرطبي: ٦/ ٢٦.
(٤) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٣٦.
وانظر: معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٤١، وغريب الحديث للخطابي: ١/ ١٤٠، واللسان: ٩/ ٣٤٠ (نكف).
(٥) ذكره الخطابي في غريب الحديث: ٢/ ١٩٨ من حديث علي رضي الله عنه، ونصّه: «أنه لما أخرج عين أبي نيزر، وهي ضيعة له، جعل يضرب بالمعول حتى عرق جبينه، فانتكف العرق عن جبينه».
وهو في الفائق: ٤/ ٢٥، والنهاية: ٥/ ١١٦.
قال الخطابي رحمه الله: «يقال: نكفت العرق والدّمع إذا سلته بإصبعك، وانتكف العرق إذا سال وانقطع».
(٦) ذكره الخطابي- بغير سند- في غريب الحديث: ٢/ ١٩٩، ونص كلامه: «ويقال في قصة حنين: إن مالك بن عوف النّصري، قال لغلام له حادّ البصر: ما ترى؟ فقال: أرى كتيبة حرشف، كأنهم قد تشذروا للحملة، ثم قال له: «ويلك صف لي؟ قال: قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف آخره».
وهو في الفائق: ١/ ٢٦٤، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٤٣٦.
قال الخطابي رحمه الله: «لا ينكف أي لا يقطع آخره».
وانظر اللسان: ٩/ ٣٤٠ (نكف).
١٧٠ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ: أي: يكن خيرا لكم «٢».
١٧٦ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا: أي: لولا تبيينه. وقيل «٣» : كراهة أن تضلوا.
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٤٣.
ونقل مكي في مشكل إعراب القرآن: ١/ ٢١٤ عن أبي عبيدة قال: «هو خبر «كان» مضمرة، تقديره: فآمنوا يكن الإيمان خيرا لكم».
وانظر تفسير البغوي: ١/ ٥٠١، والدر المصون: (٤/ ١٦٤، ١٦٥).
(٣) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٣٧ عن البصريين.
وقال الزجاج: «... ولكن حذفت «كراهة» لأن في الكلام دليلا عليها، وإنما جاز الحذف عندهم على حد قوله: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ والمعنى: واسأل أهل القرية، فحذف الأول جائز، ويبقى المضاف يدل على المحذوف... ».
وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢١٦، وتفسير البغوي: ١/ ٥٠٤، وزاد المسير:
٢/ ٢٦٦، وتفسير الفخر الرازي: ١١/ ١٢٣، والدر المصون: ٤/ ١٧٦.