تفسير سورة الفتح

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة الفتح من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١١٣٥- يدل على فتح مكة١ عنوة قوله تعالى :﴿ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ﴾. ( الذخيرة : ٣/٤٢٧ )
١ - عن شعبة عن معاوية بن قرة قال :"سمعت عبد الله بن مغفل يقول : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسيرة الفتح على راحلته فرجع فيها" خرجه البخاري في صحيحه : ٦/١٦٩. ومسلم في صحيحه : ٢/١٩٣. وأحمد بن حنبل في مسنده : ٥/٢٤..
١١٣٦- إن الله تعالى حيث ذكر الإيمان في كتابه ذكره مقرونا بالباء كقوله تعالى :﴿ ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ﴾ وآمن يتعدى بنفسه قال أرباب علم البيان : " إنما دخلت هذه الباء لأن الفعل مضمن معنى أقر، والإقرار يتعدى بالياء، فيكون المعنى : " من لم يصدق بقلبه ويقر بلسانه " وكذلك سائر الآيات. ( نفسه : ١/٣٠٤ )
١١٣٧- إنه عليه السلام لم يقاتل من صده مع علوه الصاد لقوله تعالى :﴿ وهو الذي كف أيديهم عنكم وكف أيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم ﴾ وترك عليه السلام القتال لحرمة مكة١. ( نفسه : ٣/١٨٧ )
١ - ورد في سبب نزول هذه الآية روايات متعددة، ذكرها ابن كثير في تفسيره : ٤/٢٩٤. وما بعدها. وأورد السيوطي بعضها في "الباب النقول" : ١٧٧. منها ما أخرجه مسلم والترمذي والنسائي عن أنس قال :"لما كان يوم الحديبية هبط على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون رجلا في السلاح من جبل التنعيم يريدون غرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخذوا فأعتقهم، فأنزل الله :﴿وهو الذي كف أيديهم عنكم... الآية﴾..
١١٣٨- العكف : الحبس. عكف، يعكف- بضم الكاف وكسرها- هو في الشرع : الاحتباس في المساجد للعبادة على وجه مخصوص. ( الذخيرة : ٢/٥٣٤ )
١١٣٩- قال بعض العلماء : إنما التزم رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية إدخال الضيم على المسلمين دفعا لمفاسد عظيمة، وهي قتل المؤمنين والمؤمنات الحالين بمكة، فاقتضت المصلحة أن ينعقد الصلح على أن يرد إلى الكفار من جاء منهم إليه لأنه أهون من قتل المؤمنين، مع أن الله تعالى علم أن في تأخير القتال مصلحة عظيمة، وهي إسلام جماعة منهم، ولذلك قال الله تعالى :﴿ ليدخل الله في رحمته من يشاء ﴾ وكذلك قال :﴿ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ﴾. أي لو تميز الكافرون من المؤمنين. ( الذخيرة : ١٣/٣٥٥ )
١١٤٠- إذا كان المسلم في حصن أو مركب لا يحرق ولا يغرق لقوله تعالى :﴿ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ﴾. ( الذخيرة : ٣/٤٠٨ )
١١٤١- قوله تعالى :﴿ لتدخلن المسجد الحرام ﴾ وكان كذلك. ( الأجوبة الفاخرة... : ٣٦٥ )
١١٤٢- قوله تعالى :﴿ إن شاء الله آمنين ﴾ لا يوصف هذا الاستثناء بأنه متصل ولا منقطع، لأنه ليس من باب الاستثناء. ( الاستغناء : ٣٣٢ ).
١١٤٣- في البخاري : قال عليه السلام : " اللهم ارحم المحلقين " قالوا : والمقصرين ؟ قال : " اللهم ارحم المحلقين ". قالوا : والمقصرين ؟ ثم قال في الرابعة : " والمقصرين " ١. وهذا يدل على أفضلية الحلاق على التقصير. وفي أبي داود : قال عليه السلام : " ليس على النساء حلق وإنما عليهن التقصير " ٢. وقال تعالى :﴿ محلقين رؤوسكم ومقصرين ﴾ وهو يقتضي جملة الرأس. وقال سند : " الخلاف في استيعاب الرأس حلقا كالخلاف في استيعابه مسحا في الوضوء ". ( الذخيرة : ٣. ٢٦٩ )
١ - خرجه في صحيحه، كتاب الحج، باب الحلق والتقصير عند الإحلال. كما خرجه مسلم في صحيحه : كتاب الحج باب : الحلاق. عن عبد الله بن عمر..
٢ - خرجه أبو داود في سننه، باب الحلق والتقصير. عن عبد الله بن عباس..
Icon