١ بَراءَةٌ: رفعها على خبر المبتدأ، أي: هذه براءة «١».
والبراءة: انقطاع العصمة «٢».
ولم يكتب في أولها التسمية لمقارنتها الأنفال أو لأن التسمية أمان و «براءة» نزلت لرفع الأمان «٣».
٢ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ: أولها عاشر ذي الحجة سنة تسع، وآخرها عاشر شهر ربيع الآخر «٤».
هذه مدة النداء بالبراءة لمن ليس له عهد، ولمن له عهد فإلى تمام مدته والسّيح: السير على مهل «٥».
٢/ ٢٠١، والتبيان للعكبري: ٢/ ٦٣٤.
(٢) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ١١٧، وذكر الماوردي قولا آخر هو: أنها انقضاء عهدهما.
(٣) عن تفسير الماوردي: ٢/ ١١٦، وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٢٧، ومعاني النحاس:
٣/ ١٨٠، وأحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٨٩٢، وزاد المسير: ٣/ ٣٩٠، وتفسير القرطبي (٨/ ٦٢، ٦٣).
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره (١٤/ ٩٩- ١٠١) عن محمد بن كعب القرظي، وقتادة، ومجاهد، والسدي.
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٣/ ١٨١، وتفسير الماوردي: ٢/ ١١٨، والمحرر الوجيز:
(٦/ ٤٠٠، ٤٠١).
(٥) تفسير الماوردي: ٢/ ١١٧ عن الكلبي، واختاره الطبري في تفسيره: ١٤/ ١٠٢.
وقال ابن كثير في تفسيره: ٤/ ٤٥: «وهذا أحسن الأقوال وأقواها».
٣ وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ: إعلام- عطف على «براءة».
[٣٩/ أ] والحج الأكبر: الوقوف بعرفة. وقيل «٢» : يوم عرفة. وقيل «٣» : يوم النحر وقد اجتمع في ذلك اليوم أعياد الأمم.
والحج: القصد إلى أعمال المناسك بحكم الشرع. وأمهات أعماله سبع عشرة خصلة: الإحرام بعد الاغتسال، والتلبية، وطواف القدوم، والسعي بين الصفا والمروة والمبيت بمنى، والصلاة بمسجد إبراهيم «٤»،
«لن يبلغ... ».
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: ١/ ١٥٦ بلفظ: «لا يبلغه إلّا أنا أو رجل منّي».
وصحح الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله تعالى- إسناده.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: ٥/ ٣٣: «والمقصود أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث عليا رضي الله عنه بعد أبي بكر الصديق ليكون معه ويتولى علي بنفسه إبلاغ البراءة إلى المشركين عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكونه ابن عمه من عصبته.
(٢) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٨٢، وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٤/ ١١٤- ١١٦) عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وعطاء، وأبي جحيفة، وابن الزبير، ومجاهد، وطاوس.
(٣) هو قول الجمهور من الصحابة والتابعين، واختاره الطبري في تفسيره: ١٤/ ١٢٧، والنحاس في معانيه: ٣/ ١٨٣.
وأخرج الإمام البخاري- رحمه الله تعالى- في صحيحه: ٣/ ٩٦، كتاب الجزية، باب «كيف ينبذ إلى أهل العهد» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر... ».
ونقل الإمام مسلم- رحمه الله تعالى- في صحيحه: ٢/ ٩٨٢، كتاب الحج، باب «لا يحج البيت مشرك... » عن ابن شهاب قال: «فكان حميد بن عبد الرحمن يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة».
(٤) مسجد فوق جبل أبي قبيس بمكة المكرمة كما في أخبار مكة للفاكهي: ٤/ ١٦، والصلاة في هذا المسجد ليست من أمهات أعمال الحج كما ذكر المؤلف.
٧ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ: أي: مع إضمار الغدر.
والمعاهدون عند المسجد الحرام «١» : قوم من كنانة «٢».
٨ إِلًّا: حلفا وعهدا. وقيل «٣» : مودة ووصلة.
وفي حديث أمّ زرع «٤» :«وفيّ الإلّ، كريم الخلّ، برود الظلّ».
٩ اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا: في الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعامه «٥».
١٢ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ: قريش إذ غدروا بخزاعة حلفاء النبي صلّى الله عليه وسلّم.
(٢) ذكر ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٠٠ أنهم بنو ضمرة بن كنانة، ونسب هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر تفسير الطبري: ١٤/ ١٤٢، وتفسير الماوردي: ٢/ ١٢١، والتعريف والإعلام للسهيلي: ٦٩. [.....]
(٣) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٤٣٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٠٢، والقرطبي في تفسيره: ٨/ ٧٩.
قال الطبري في تفسيره: ١٤/ ١٤٨: «و «الإلّ» اسم يشتمل على معان ثلاثة: وهي العهد، والعقد والحلف، والقرابة، وهو أيضا بمعنى «الله» فإذا كانت الكلمة تشمل هذه المعاني الثلاثة، ولم يكن الله خصّ من ذلك معنى دون معنى، فالصواب أن يعمّ ذلك كما عمّ بها جل ثناؤه معانيها الثلاثة، فيقال لا يرقبون في مؤمن الله ولا قرابة ولا عهدا ولا ميثاقا... ».
(٤) تقدم تخريجه ص (٧١).
وينظر شرح غريب ألفاظه في بغية الرائد للقاضي عياض: (١٤٧، ١٤٨).
(٥) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ١٢٢.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٤/ ١٥١، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٦٤٥ (سورة التوبة)، وقال المحقق: إسناده صحيح.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ١٣٥، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن مجاهد أيضا.
١٥ وَيَتُوبُ: رفع، لخروجه عن موجب القتال.
١٦ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ: لما يفعل، نفي الفعل مع تقريب وقوعه، و «لم» نفي بغير إيذان بوقوعه، ومعناه: لم يعلم علما يجازي عليه وهو العلم بما يظهر منهم وإنما جاء على النفي لأنه أبلغ، والتقدير: ولما يجاهدوا ولم يتخذوا «وليجة» يعلم الله ذلك منهم فجاء نفي العلم على معنى نفي المعلوم، لأنّه مهما كان شيء علمه الله «٢».
وَلِيجَةً خلطاء يناجونهم. وقيل «٣» : البطانة الذي يلج في باطن أمر الرجل، وفيه دليل على تحريم مخالطة الفاسق.
١٧ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ: أي: فيما يقولون دليل عليهم.
٢٥ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ: واد بين مكة والطائف «٤».
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ: كانوا اثني عشر ألفا، فقالوا: لن نغلب اليوم
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٤/ ١٦٠، ١٦١) عن مجاهد والسدي.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٠٦ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ١٣٨، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة.
وقال ابن كثير في تفسيره: ٤/ ٦٠: «وهذا عام في المؤمنين كلهم».
(٢) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٣٧، ومعاني النحاس: ٣/ ١٩٠، وتفسير الفخر الرازي:
(١٦/ ٦، ٧)، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٦/ ٤٣٣: «والمراد بقوله: وَلَمَّا يَعْلَمِ لما يعلم ذلك موجودا كما علمه أزلا بشرط الوجود، ولما يظهر فعلكم واكتسابكم الذي يقع عليه الثواب والعقاب، ففي العبارة تجوز، وإلا فحتم أنه قد علم الله في الأزل الذين وصفهم بهذه الصفة مشروطا وجودهم، وليس يحدث له علم تبارك وتعالى عن ذلك».
(٣) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٨٣: «البطانة من غير المسلمين، وأصله من الولوج، وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا وودا».
(٤) ينظر معجم ما استعجم: ٢/ ٤٧١، ومعجم البلدان: ٢/ ٣١٣، والروض المعطار: ٢٠٢.
٢٨ بَعْدَ عامِهِمْ هذا: أي: العام الذي حج أبو بكر وتلا عليّ رضي الله عنهما سورة براءة، وهو لتسع من الهجرة، وبعده حجة الوداع.
وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً: فقرأ بانقطاع المتاجر «٤».
فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ: شرط الغنى بالمشيئة، لتنقطع الآمال إلى الله.
٢٩ قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ: وأهل الكتاب يؤمنون بهما، لكن إيمانهم على غير علم واستبصار «٥»، وبخلاف ما هو
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ، وصحيح مسلم: ٣/ ١٣٩٨، كتاب الجهاد والسير، باب «في غزوة حنين». عن العباس رضي الله عنه.
وينظر تفسير الطبري: (١٤/ ١٨٢- ١٨٥)، وتفسير ابن كثير: ٤/ ٦٨، والدر المنثور:
٤/ ١٦١.
(٢) أرضعتهما حليمة السعدية، وتوفي أبو سفيان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ترجمته في الاستيعاب: ٤/ ١٦٧٣، وأسد الغابة: ٦/ ١٤٤، والإصابة: ٧/ ١٧٩.
(٣) لم أقف على هذا الأثر.
(٤) معاني الفراء: ١/ ٤٣١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٨٤، وتفسير الطبري:
١٤/ ١٩٢.
والمراد بانقطاع المتاجر هو خوف المسلمين من انقطاع قوافل التجارة التي كان المشركون يأتون بها إلى مكة، فإذا منعوا من دخول مكة انقطعت تلك التجارة.
(٥) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٤١، ومعاني النحاس: ٣/ ١٩٧.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٦/ ٤٥٥: «ونفى عنهم الإيمان بالله واليوم الآخر من حيث تركوا شرع الإسلام الذي يجب عليهم الدخول فيه، فصار جميع مالهم في الله عز وجل وفي البعث من تخيلات واعتقادات لا معنى لها، إذ تلقوها من غير طريقها، وأيضا فلم تكن اعتقاداتهم مستقيمة، لأنهم تشعبوا وقالوا: عزيز ابن الله، والله ثالث ثلاثة، وغير ذلك.
ولهم في البعث آراء كثيرة، كشراء منازل الجنة من الرهبان، وقول اليهود في النار: نكون فيها أياما بعدد، ونحو ذلك».
عَنْ يَدٍ: عن قهر واستعلاء منكم عليهم «٢». أو عن يدي المؤدّي، فإن الذمي يقام بين يدي من يأخذ الجزية ليؤديها عن يده صاغرا، ولا يبعث بها «٣»، فالمعنى: قاتلوهم حتى يذلّوا، أو جاز الرضا من أهل الكتاب بالجزية دون عبدة الأوثان لأنهم أقرب إلى الحق بالنبوة السابقة.
٣٠ وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ: ذلك قول بعض اليهود «٤»، فهو
(٢) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢٥٦: «كل من انطاع لقاهر بشيء أعطاه من غير طيب نفس به وقهر له من يد في يد فقد أعطاه عن يد، ومجاز الصاغر: الذليل الحقير». [.....]
(٣) ذكره نحوه النحاس في معاني القرآن: ٣/ ١٩٩ فقال: وقيل- وهو أصحها- يؤدونها بأيديهم، ولا يوجّهون بها، كما يفعل الجبارون».
وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٢٨، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٦/ ٤٦٠، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٢٠، والفخر الرازي في تفسيره: ١٦/ ٣١.
قال الزمخشري في الكشاف: ٢/ ١٨٤: «إما أن يراد يد المعطي أو الآخذ، فمعناه على إرادة يد المعطي: حتى يعطوها عن يد، أي: عن يد مواتية غير ممتنعة لأن من أبى وامتنع لم يعط يده بخلاف المطيع المنقاد، ولذلك قالوا: أعطى بيده، إذا انقاد وأصحب، ألا ترى إلى قولهم: نزع يده عن الطاعة، كما يقال: خلع ربقة الطاعة عن عنقه.
أو حتى يعطوها عن يد إلى يد غير نسيئة لا مبعوثا على يد أحد ولكن عن يد المعطي إلى يد الآخذ.
وأما على إرادة يد الآخذ فمعناه: حتى يعطوها عن يد قاهرة مستولية، أو عن إنعام عليهم، لأن قبول الجزية منهم، وترك أرواحهم لهم نعمة عظيمة عليهم».
(٤) قال الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٢٩: «فإن قيل: فإذا كان ذلك قول بعضهم فلم أضيف إلى جميعهم؟ قيل: لأن من لم يقله عند نزول القرآن لم ينكره، فلذلك أضيف إليهم إضافة جمع وإن تلفظ به بعضهم».
وأورد ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٢٤ جوابا آخر هو: «أن إيقاع اسم الجماعة على الواحد معروف في اللّغة».
وكذا ذكر الفخر الرازي في تفسيره: ١٦/ ٣٥ فقال «يقال فلان يركب الخيول ولعله لم يركب إلا واحدا منها، وفلان يجالس السلاطين ولعله لا يجالس إلا واحدا».
و «المضاهاة» «٢» : معارضة الفعل بمثله «٣»، وفي الحديث «٤» :«أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون خلق الله» يعني المصوّرين «٥».
٣٥ يُحْمى عَلَيْها: يوقد عليها «٦».
٣٦ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: يعظم انتهاك المحارم فيها.
فِي كِتابِ اللَّهِ: اللوح «٧».
ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ: الحساب المستقيم «٨»، لا ما يفعله العرب من
قال البغدادي في الفرق بين الفرق: ٥٠: «لم تكن للخوارج قط فرقة أكثر عددا ولا أشد منهم شوكة». وينظر قولهم الذي أورده المؤلف في مقالات الإسلاميين: ٨٩، والملل والنحل: ١/ ١٢٢.
(٢) من قوله تعالى: يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ [آية: ٣٠].
(٣) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٥٦، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٤٣، وتفسير القرطبي: ٨/ ١١٨.
(٤) الحديث في صحيح البخاري: ٧/ ٦٥، كتاب اللباس، باب «ما وطيء من التصاوير».
(٥) النهاية: ٣/ ١٠٦، واللسان: ١٤/ ٤٨٧ (ضها).
(٦) تفسير الطبري: ١٤/ ٢٣٠، والمحرر الوجيز: ٦/ ٤٧٨.
وفي صحيح مسلم: ٢/ ٦٨٠، كتاب الزكاة، باب «إثم مانع الزكاة» عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة... ».
(٧) هو اللّوح المحفوظ كما في تفسير البغوي: ٢/ ٢٨٩، والمحرر الوجيز: ٦/ ٤٨٤، وزاد المسير: ٢/ ٤٣٢، وتفسير القرطبي: ٨/ ١٣٢.
(٨) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٨٥، وذكره النحاس في معانيه: ٣/ ٢٠٦، - وابن عطية في المحرر الوجيز: ٦/ ٤٨٤، والقرطبي في تفسيره: ٨/ ١٣٤ دون عزو.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٣٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٣٣ عن ابن قتيبة.
قال ابن عطية رحمه الله: «والأصوب عندي أن يكون الدِّينُ ها هنا على أشهر وجوهه، أي: ذلك الشرع والطاعة لله، الْقَيِّمُ أي: القائم المستقيم... ».
وانظر تأويل مشكل القرآن: ٤٥٤.
فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ: بإحلالها، أو بمعصية الله فيها «٢».
٣٧ إِنَّمَا النَّسِيءُ: يجوز مصدرا بمعنى النّساء. ك «النذير» و «النكير» وفاعلا، ك «البشير»، أي: الناسئ ذو زيادة في الكفر «٣»، ومفعولا.
ك «القتيل» و «الجريح» أي: الشهر المؤخر زيادة في الكفر.
وكانوا يؤخرون المحرم سنة لحاجتهم إلى القتال، أو يؤخرون أشهر [٤٠/ أ] الحج/.
لِيُواطِؤُا: يجعلوا غير الأشهر الحرم كالحرم في العدّة بأنّ هذه أربعة كتلك.
والمواطأة: المماثلة والاتفاق على الشّيء «٤».
٣٨ انْفِرُوا: اخرجوا.
اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ: تثاقلتم إلى أوطانكم، أدغمت التاء في الثاء ودخلت ألف الوصل للابتداء، أنزلت في المخلّفين عن تبوك «٥».
(٢) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٦/ ٤٨٥: «ونهى الظلم فيها تشريفا لها بالتخصيص والذكر، وإن كان منهيا عنه في كل الزمن».
(٣) تفسير الطبري: ١٤/ ٢٤٣، والمحرر الوجيز: (٦/ ٤٨٧، ٤٨٨)، والتبيان للعكبري:
٢/ ٦٤٣، والبحر المحيط: ٥/ ٣٩، والدر المصون: ٦/ ٤٦.
(٤) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٤٧. [.....]
(٥) ينظر تفسير الطبري: ١٤/ ٢٥٣، وأسباب النزول للواحدي: ٢٨٣، وتفسير ابن كثير: -- ٤/ ٩٤، والدر المنثور: ٤/ ١٩٠.
والهاء في عَلَيْهِ يعود على أبي بكر لأنه الخائف الذي احتاج إلى السكينة «٢».
بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها: نزلت الملائكة بالبشارة بالنصر وإلقاء البأس في قلوب المشركين فانصرفوا خائبين «٣».
٤١ انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا: شبانا وشيوخا «٤»، أو خفافا من الثقل والسلاح «٥».
معجم البلدان: (٢/ ٨٦، ٨٧)، والروض المعطار: ١٥١.
(٢) ينظر قصة الغار في صحيح البخاري: ٥/ ٢٠٤، كتاب التفسير، «تفسير سورة التوبة»، وصحيح مسلم: ٤/ ١٨٥٤، كتاب الصحابة، باب «من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه»، والسيرة لابن هشام: (١/ ٤٨٥- ٤٨٨)، وتاريخ الطبري: (٢/ ٣٧٥- ٣٧٩)، والروض الآنف: (٢/ ٢٣٠- ٢٣٣).
(٣) الروض الأنف: ٢/ ٢٣٢.
(٤) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٨٧، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره:
(١٤/ ٢٦٢- ٢٦٤) عن الحسن، وعكرمة وأبي طلحة، والضحاك، ومقاتل بن حيان، ومجاهد.
وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٤٩، ومعاني النحاس: ٣/ ٢١١، وتفسير الماوردي: ٢/ ١٣٩، والمحرر الوجيز: ٦/ ٥٠٢، وزاد المسير: ٣/ ٤٤٢.
(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٤٣ عن الثعلبي.
قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ١٤/ ٢٦٩: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر المؤمنين بالنفر لجهاد أعدائه في سبيله، خفافا وثقالا. وقد يدخل في «الخفاف» كل من كان سهلا عليه النفر لقوة بدنه على ذلك، وصحة جسمه وشبابه، ومن كان ذا يسر بمال وفراغ من الاشتغال، وقادرا على الظهر والركاب، ويدخل في «الثقال» كل من كان بخلاف ذلك، من ضعيف الجسم وعليله وسقيمه، ومن معسر من المال، ومشتغل بضيعة ومعاش، ومن كان لا ظهر له ولا ركاب، والشيخ ذو السن والعيال.
فإذا كان قد يدخل في «الخفاف» و «الثقال» من وصفنا من أهل الصفات التي ذكرنا، ولم يكن الله جل ثناؤه خصّ من ذلك صنفا دون صنف في الكتاب، ولا على لسان الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولا نصب على خصوصه دليلا، وجب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أمر المؤمنين من أصحاب رسوله بالنفر للجهاد في سبيله خفافا وثقالا مع رسوله صلّى الله عليه وسلّم، على كل حال من أحوال الخفة والثقل».
٤٦ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ: نهوضهم إليها، بعثته فانبعث «١».
ومن قول العرب: لو دعينا لاندعينا «٢».
فَثَبَّطَهُمْ: وقّفهم «٣». قالت عائشة رضي الله عنها: «كانت سودة امرأة ثبطة» «٤»، أي: بطيئة «٥».
اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ: النساء والصبيان «٦».
٤٧ خَبالًا: فسادا واضطرابا في الرأي، وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ:
أسرعوا بينكم بالإفساد «٧».
ينظر اللسان: (٢/ ١١٦، ١١٧) (بعث).
(٢) أي: لأجبنا.
ذكره الجوهري في الصحاح: ٦/ ٢٣٣٨ (دعا) عن الأخفش.
وانظر هذا القول في اللسان: ١٤/ ٢٦٢ (دعا).
(٣) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٤٥٠: «والتثبيط ردّك الإنسان عن الشيء يفعله، أي:
كره الله أن يخرجوا معكم فردهم عن الخروج».
(٤) الحديث في صحيح البخاري: ٢/ ١٧٨، كتاب الحج، باب «من قدّم ضعفة أهله بليل فيقفون بالمزدلفة ويدعون ويقدّم إذا غاب القمر».
وصحيح مسلم: ٢/ ٩٣٩، كتاب الحج، باب «استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة إلى منى في أواخر الليالي قبل زحمة الناس».
(٥) ينظر غريب الحديث للخطابي: ٢/ ٥٨٦، والنهاية: ١/ ٢٠٧، واللسان: ٧/ ٢٦٧ (ثبط).
(٦) تفسير الطبري: ١٤/ ٢٧٧، والمحرر الوجيز: ٦/ ٥١١، وزاد المسير: ٣/ ٤٤٧.
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٦١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٨٧، وتفسير الطبري: ١٤/ ٢٧٨، ومعاني الزجاج: ٢/ ٤٥١.
٥٥ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها: بحفظها والحزن عليها والمصائب فيها مع عدم الانتفاع بها «٣»، وهي لام العاقبة.
٥٧ مَلْجَأً: قوما يلجئون إليهم.
مَغاراتٍ: غيرانا في الجبال تسترهم».
مُدَّخَلًا: سربا في الأرض يدخلونه «٥».
٥٨ يَلْمِزُكَ: يعيبك «٦»، .....................
كان يتهم بالنفاق، مات في خلافة عثمان بن عفان.
أخباره في الاستيعاب: ١/ ٢٦٦، وأسد الغابة: ١/ ٣٢٧، والإصابة: ١/ ٤٦٨. [.....]
(٢) ينظر سبب نزول هذه الآية في السيرة لابن هشام: ١/ ٥٢٦، وأسباب النزول للواحدي:
(٢٨٤، ٢٨٥)، والتعريف والإعلام للسهيلي: ٧٠.
وأخرج ذلك الطبري في تفسيره: (١٤/ ٢٨٦- ٢٨٨) عن ابن عباس، ومجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: (٤/ ٢١٣- ٢١٥)، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، وأبي نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
(٣) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: ٢/ ١٤٤ عن ابن زيد.
وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٥٢، وأبو حيان في البحر المحيط: ٥/ ٥٥، والسمين الحلبي في الدر المصون: ٦/ ٦٨.
(٤) معاني القرآن للفراء: ١/ ٤٤٣، وتفسير الطبري: ١٤/ ٢٩٨، ومعاني القرآن للنحاس:
٣/ ٢١٨، وقال الطبري رحمه الله: «وهي الغيران في الجبال، واحدتها «مغارة»، وهي «مفعلة»، من: غار الرجل في الشيء يغور فيه، إذا دخل، ومنه قيل: غارت العين، إذا دخلت في الحدقة».
(٥) معاني الفراء: ١/ ٤٤٣، وتفسير الطبري: ١٤/ ٢٩٨، ومعاني الزجاج: ٢/ ٤٥٥.
(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٦٢، وغريب القرآن لليزيدي: ١٦٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٨٨، وتفسير القرطبي: ٨/ ١٦٦. -
قال الطبري رحمه الله: «يقال منه: «لمز فلان فلانا يلمزه، ويلمزه» إذا عابه وقرصه، وكذلك «همزه»، ومنه قيل: «فلان همزة لمزة».
تفسيره: ١٤/ ٣٠٠.
٦٠ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ: الفقير: الذي فقره الفقر كأنه أصاب فقاره.
والمسكين الذي أسكنه العدم وذهب بتصرفه «٢».
والصحيح أنه ابن ذو الخويصرة التميمي لما أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينا النبي صلّى الله عليه وسلّم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال:
اعدل يا رسول الله، قال: ويلك من يعدل إذا لم أعدل. قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه، قال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السّهم من الرّمية ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل إحدى يديه- أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة، أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس-. قال أبو سعيد: أشهد، سمعت من النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه جيء بالنعت الذي نعته النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال:
فنزلت فيه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ اهـ».
ينظر صحيح البخاري: (٨/ ٥٢، ٥٣)، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب «من ترك قتال الخوارج للتآلف وأن لا ينفر الناس عنه».
راجع أيضا مصنف عبد الرزاق: (١٠/ ١٤٦، ١٤٧)، وتفسير الطبري: ١٤/ ٣٠٣، وأسباب النزول للواحدي: ٢٨٥، ٢٨٦)، وتفسير ابن كثير: ٤/ ١٠٤، والدر المنثور:
٤/ ٢١٩، وقد ورد لثعلبة بن حاطب ذكر في سبب نزول قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ [التوبة: آية: ٧٥].
أورده الحافظ في الإصابة: (١/ ٤٠٠، ٤٠١)، وذكر أن ثعلبة هذا غير ثعلبة بن حاطب الأنصاري فقال: «وفي كون صاحب هذ القصة- إن صح هذا الخبر ولا أظنه يصح- هو البدري المذكور قبله نظر... وقد ثبت أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية»، وحكى عن ربه أنه قال لأهل بدر: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا في قلبه وينزل فيه ما أنزل؟ فالظاهر أنه غيره».
(٢) ينظر الأقوال التي قيلت في «الفقير»، و «المسكين» في تفسير الطبري: (١٤/ ٣٠٥- ٣٠٨)، ومعاني النحاس: ٣/ ٢٢٣، وزاد المسير: ٣/ ٤٥٦، وتفسير القرطبي: (٨/ ١٦٨- ١٧٠).
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ: مثل: أبي سفيان، وابنه معاوية، والأقرع «٥» بن حابس، وعيينة «٦» بن حصن رضي الله عنهم.
وَفِي الرِّقابِ: المكاتبين «٧»، وقيل «٨» : عبيد يشترون فيعتقون.
وأورد الزمخشري في الفائق: ٣/ ١٣٦ عن الشعبي قال في قوله عز وجل: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا فقرات ابن آدم ثلاث: يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا، هي التي ذكر عيسى عليه السلام.
(٢) فقرات: بضم الفاء، نص عليه الزمخشري في الفائق: ٣/ ١٣٦.
(٣) الفائق: ٣/ ١٣٦، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ٢٠١، والنهاية: ٣/ ٤٦٣.
(٤) معاني القرآن للفراء: ١/ ٤٤٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٨٨، وتفسير الطبري:
١٤/ ٣١٠.
(٥) هو الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي الدارمي، صحابي جليل، وفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد فتح مكة وحنينا، وهو من المؤلفة قلوبهم.
ترجمته في الاستيعاب: ١/ ١٠٣، وأسد الغابة: ١/ ١٢٨، والإصابة: ١/ ١٠١.
(٦) هو عيينة بن حصن بن حذيفة الفزاريّ.
أسلم قبل الفتح، وشهدها، وشهد حنينا والطائف، وبعثه النبي صلّى الله عليه وسلّم لبني تميم فسبى بعض بني العنبر.
ترجم له الحافظ في الإصابة: ٤/ ٧٦٧: وقال «يقال» كان اسمه حذيفة فلقب عيينة، لأنه كان أصابته شجة فجحظت عيناه».
وانظر ترجمته في الاستيعاب: ٣/ ١٢٤٩، وأسد الغابة: ٤/ ٣٣١.
(٧) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٤٤٣، والطبري في تفسيره: ١٤/ ٣١٦ وعزا هذا القول إلى الجمهور.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٨٩، ومعاني الزجاج: ٢/ ٤٥٦، ومعاني النحاس: ٣/ ٢٢٥. [.....]
(٨) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٤٨ وعزاه إلى ابن عباس ومالك.
٦١ هُوَ أُذُنٌ: صاحب أذن يصغي إلى كل أحد، أو أذن لا يقبل إلا الوحي، وقيل: أذن فمتى حلفت له صدّقك.
قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ: أي: مستمع للخير.
وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ: يصدقهم، كقوله «٢» : رَدِفَ لَكُمْ، أو هو لام الفرق بين إيمان التصديق وإيمان الأمان «٣».
وَرَحْمَةٌ «٤» : عطف على أُذُنُ خَيْرٍ، أي: مستمع خير ورحمة.
ورفعه «٥» على تقدير: قل هو أذن خير لكم وهو رحمة، أي: ذو رحمة.
٦٣ يُحادِدِ اللَّهَ: يكون في حد غير حدّه «٦».
٦٩ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا: إشارة إلى ما خاضوا فيه «٧»، والمراد
وانظر تفسير الطبري: ١٤/ ٣١٨، ومعاني الزجاج: ٢/ ٤٥٦، وزاد المسير: ٣/ ٤٥٨.
(٢) سورة النمل: آية: ٧٢.
(٣) ينظر التبيان للعكبري: ٢/ ٦٤٨، والدر المصون: ٦/ ٧٥.
(٤) وهي قراءة حمزة كما في السبعة لابن مجاهد: ٣١٥، والتبصرة لمكي: ٢١٥، والتيسير للداني: ١١٨.
(٥) قراءة باقي السبعة.
وانظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي: ١/ ٥٠٣، والبحر المحيط: ٥/ ٦٣، والدر المصون: ٦/ ٧٤.
(٦) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٥٨، ونص قول الزجاج هناك: «معناه» : من يعادي الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله.
واشتقاقه من اللغة كقولك: من يجانب الله ورسوله، أي: من يكون في حدّ، والله ورسوله في حد».
وانظر معاني النحاس: ٣/ ٢٣٠.
(٧) يعني بذلك قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ... [آية: ٦٥].
أيرجو محمد أن يفتح حصون الشام، هيهات، فأطلعه الله عليه «١».
٧٢ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ: أي: من جميع النّعم «٢».
وروى معاذ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أن جنة العدن في السماء [العليا]. «٣» لا يدخلها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عدل، أو محكّم في نفسه، وجنة المأوى في السماء الدّنيا يأوي إليها أرواح المؤمنين «٤».
ونقله الواحدي في أسباب النزول: ٢٨٨ عن قتادة أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٢٣٠ وعزا إخراجه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن قتادة.
(٢) يدل عليه ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، يقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا».
صحيح البخاري: ٧/ ٢٠٠، كتاب الرقاق، باب «صفة الجنة والنار»، وصحيح مسلم:
٤/ ٢١٧٦، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب «إحلال الرضوان على أهل الجنة فلا يسخط عليهم أبدا».
(٣) في الأصل: «الدنيا»، والمثبت في النّص عن «ج»، وهو الصحيح.
(٤) ذكر الماوردي هذه الرواية في تفسيره: ٢/ ١٥٢ وقال: «رواه معاذ بن جبل مرفوعا».
وأخرج الطبري في تفسيره: ١٤/ ٣٥٤ عن الحسن قال: «جنات عدن، وما أدراك ما جنات عدن؟ قصر من ذهب، لا يدخله إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل، ورفع بها صوته».
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه: ١٣/ ١٢٧، كتاب الجنة عن بشر بن كعب عن كعب قال: إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل، فيها سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألفا من الحور العين، ولا يدخلها إلّا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عادل، أو محكم في نفسه، قال: قلنا: يا كعب وما المحكم في نفسه؟ قال: الرجل يأخذه العدو فيحكمونه بين أن يكفر أو يلزم الإسلام فيقتل، فيختار أن يلزم الإسلام».
وأخرج نحوه أبو نعيم في حلية الأولياء: ٥/ ٣٨٠ عن كعب أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٢٣٨ وعزا إخراجه إلى ابن أبي شيبة عن كعب الأحبار.
٧٤ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ: في الجلاس «١» بن سويد بن الصامت، قال: إن كان قول محمد حقا فنحن شر من الحمير، ثم حلف أنه لم يقل «٢».
وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا: همّ الجلاس بقتل الذي أنكر عليه «٣».
وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ: وذلك أن مولى للجلاس قتل، فأمر له النبي صلّى الله عليه وسلّم بديته فاستغنى بها «٤».
٧٧ فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً: أي: بخلهم بحقوق الله.
إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ: أي: بخلهم. وقيل «٥» : جازاهم الله ببخلهم وكفرهم.
[٤١/ أ] ٧٩ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ/ الْمُطَّوِّعِينَ: ترافد «٦» المسلمون بالنفقات في غزوة تبوك على وسعهم فجاء [علبة] «٧» بن زيد الحارثي بصاع من تمر
ترجمته في الاستيعاب: ١/ ٢٦٤، وأسد الغابة: ١/ ٣٤٦، والإصابة: ١/ ٤٩٣.
(٢) السيرة لابن هشام: (١/ ٥١٩، ٥٢٠).
وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٤/ ٣٦١- ٣٦٣) عن عروة بن الزبير عن أبيه، وعن ابن إسحاق.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١٠٤٧ (سورة التوبة) عن كعب بن مالك. [.....]
(٣) قيل: إنه ابن امرأة الجلاس واسمه عمير بن سعد الأنصاري الأوسي.
ينظر تفسير الطبري: ١٤/ ٣٦٢، والدر المنثور: ٤/ ٢٤٠.
(٤) تفسير الطبري: ١٤/ ٣٦٦.
(٥) تفسير الطبري: (١٤/ ٣٦٩، ٣٧٠)، وزاد المسير: ٣/ ٤٧٥، وتفسير القرطبي: ٨/ ٢١٢.
(٦) بمعنى تعاون، والترافد التعاون، والرّفادة الإعانة.
النهاية: ٢/ ٢٤٢، واللسان: ٣/ ١٨١ (رفد).
(٧) في الأصل: «علية» كما ضبطه الناسخ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» وعن كتاب وضح البرهان للمؤلف، وهو علبة بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الأوسي.
ترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب: ٣/ ١٢٤٥، وقال: «هو أحد البكائين الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع... ».
وعلبة بضم وسكون اللام وفتح الباء المعجمة بواحدة. كذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال:
٦/ ٢٥٤، والحافظ ابن حجر في الإصابة: ٤/ ٥٤٦.
وانظر ترجمته في المؤتلف والمختلف للدار قطني: ٣/ ١٥٨٥، وأسد الغابة: ٤/ ٨٠.
٢ وذهب الجمهور إلى أن الذي تصدق بصاع هو: أبو عقيل الحبحاب ويدل عليه ما رواه البخاري ومسلم عن أبي مسعود قال: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رياء، فنزلت: [الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات] الآية. صحيح البخاري ج٥ ص٢٠٥، صحيح مسلم ج٢ ص٧٠٦..
٨٠ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً: على المبالغة دون التقدير لأنّ السبعة أكمل الأعداد لجمعها معاني العدد، لأن العدد أزواج وأفراد، والسبعة فرد أول مع زوج ثان، أو زوج مع فرد ثان، ولأن السنة أول عدد تام، لأنها زيادة بواحدة على تعديل نصف العقد ولأنها تعادل أجزاءها، إذ نصفها ثلاثة وثلثها اثنان وسدسها واحدة وجملتها ستة سواء. وهي مع الواحدة سبعة فكانت كاملة إذ ليس بعد التمام سوى الكمال، ولعل واضع اللغة سمى الأسد سبعا لكمال قوته «٢»، كما أنه أسد لإساده في السّير «٣».
وأورد الحافظ في الإصابة: (٤/ ٥٤٦، ٥٤٧)، رواية ابن مردويه، وابن مندة، والطبراني، والبزار أن النبي صلّى الله عليه وسلّم حضّ على الصدقة فجاء كل رجل بطاقته وما عنده، فقال علبة بن زيد:
اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من خلقك، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مناديا فنادى: أين المتصدق بعرضه البارحة؟ فقام علبة، فقال: قد قبلت صدقتك.
ونقل الحافظ عن البزار أنه قال: علبة هذا رجل مشهور من الأنصار، ولا نعلم له غير هذا الحديث.
وجاء في صحيح البخاري، وصحيح مسلم أن الآية نزلت بسبب أبي عقيل الأنصاري، جاء بنصف صاع فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا.
ينظر صحيح البخاري: ٥/ ٢٠٥، كتاب التفسير، باب الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ، وصحيح مسلم: ٢/ ٧٠٦، كتاب الزكاة، باب «الحمل بأجرة يتصدق بها، والنهي الشديد عن تنقيص المتصدق بقليل».
(٢) في تفسير الماوردي: ٢/ ١٥٤: «ولذلك قالوا للأسد سبع، أي: قد ضوعفت قوته سبع مرات».
(٣) في الجمهرة: ٢/ ١٠٩٢: «تقول أسأدت السير أسئدة إسئادا، إذا دأبت عليه، وأسأدت الكلب أسوده إيسادا: إذا أغريته».
قال ابن فارس في مقاييس اللغة: ١/ ١٠٦: «الهمزة والسين والدال يدل على قوة الشيء، ولذلك سمي الأسد أسدا لقوته، ومنه اشتقاق كل ما يشبهه».
إنه لا يغفر لهم وإن استغفرت أبدا، وهذا معنى قولهم في قوله تعالى:
وَفُتِحَتْ أَبْوابُها «١»، وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ «٢» إنها واو الثمانية وواو الاستئناف لأن بعد انتهاء الكمال يستأنف الحال «٣».
٨١ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ: بعده وخلفه «٤»، أو على مخالفته «٥».
٨٣ مَعَ الْخالِفِينَ: المفسدين، خلف خلوفا: تغيّر إلى الفساد «٦».
وقيل «٧» : الخالف من تأخر عن الشاخص.
٨٤ وَلا تُصَلِّ: أراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يصلي على عبد الله بن أبيّ بن سلول فأخذ جبريل- عليه السلام- بثوبه وقال: لا تصلّ «٨».
(٢) سورة الكهف: آية: ٢٢.
(٣) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٢٧٧، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٤٥٣، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٤٣٩، وتفسير الماوردي: ٢/ ٤٧٤، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٤٣.
(٤) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن للزجاج: ١/ ٢٦٤.
وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٥٥، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٧٨ عن أبي عبيدة أيضا.
(٥) نصّ هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٦٣.
وذكره النحاس في معانيه: ٣/ ٢٣٨، والماوردي في تفسيره: ٢/ ١٥٥، وقال: «وهذا قول الأكثرين». ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٤٧٨ عن الزجاج.
(٦) تفسير الطبري: ١٤/ ٤٠٥، والمحرر الوجيز: ٦/ ٥٨٨. [.....]
(٧) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢٦٥: «الخالف الذي خلف بعد شاخص فقعد في رحله، وهو من تخلف عن القوم. ومنه: «اللهم اخلفني في ولدي، ويقال: فلان خالفه أهل بيته، أي مخالفهم، إذا كان لا خير فيه».
(٨) كذا أخرجه الطبري في تفسيره: ١٤/ ٤٠٧ عن أنس رضي الله تعالى عنه. وفي سنده يزيد الرقاشي، قال فيه الحافظ في التقريب: ٥٩٩: «زاهد ضعيف».
وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور: ٤/ ٢٥٩ وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه.
وثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن الذي جذبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
صحيح البخاري: ٥/ ٢٠٧، كتاب التفسير، باب قوله: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً.
وصحيح مسلم: ٤/ ٢١٤١، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، حديث رقم (٢٧٧٤).
وينظر تفسير الطبري: (١٤/ ٤٠٦، ٤٠٧)، وأسباب النزول للواحدي: (٢٩٤، ٢٩٥)، والتعريف والإعلام للسهيلي: ٧١.
٩٠ الْمُعَذِّرُونَ: المقصرون يظهرون عذرا ولا عذر.
أعذر: بالغ «٢»، وعذّر: قصّر.
٩٧ الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً [هم] «٣» أهل البدو لجفاء الطبع.
٩٨ الدَّوائِرَ: دول الأيام ونوب الأقسام «٤».
٩٩ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ: يتخذ نفقته ودعاء الرسول قربة إلى الله «٥».
كذا أخرج الطبري في تفسيره: (١٤/ ٤١٣، ٤١٤) عن ابن عباس، وقتادة، والحسن، والضحاك، وابن زيد.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٦/ ٥٩٢: «وهذا قول جمهور المفسرين».
(٢) في وضح البرهان للمؤلف: ١/ ٤٠٧: «يقال: أعذر في الأمر بالغ... ».
وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٩١: «يقال: عذرت في الأمر إذا قصرت، وأعذرت حذرت».
وانظر تفسير الطبري: ١٤/ ٤١٦.
(٣) عن نسخة «ج».
(٤) في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٩١: «ودوائر الزمان بالمكروه: صروفه التي تأتي مرة بالخير ومرة بالشر».
وانظر معاني النحاس: ٣/ ٢٤٥، وتفسير الماوردي: ٢/ ١٥٩.
(٥) تفسير الطبري: ١٤/ ٤٣٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٦٦، ومعاني النحاس: ٣/ ٢٤٦، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ١٠: «والصلاة في هذه الآية الدعاء إجماعا».
١٠١ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ: مرنوا عليه «٣» وتجردوا عن غيره.
[٤١/ أ] سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ: / في الدنيا بالجوع والخوف، وفي القبر بالعذاب «٤».
أو أحد العذابين: أخذ مالهم في جهاز الحرب، والثاني: أمرهم بالجهاد «٥».
١٠٢ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا: في نفر تخلفوا عن تبوك «٦».
عَسَى اللَّهُ: على الإطماع ليأملوا ولا يتكلوا.
١٠٣ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ: ادع لهم «٧»، إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ: تثبيت
(٢) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٤٥٠، والزجاج في معانيه: ٢/ ٤٦٦.
(٣) معاني القرآن للفراء: ١/ ٤٥٠، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٦٨، وتفسير الطبري:
١٤/ ٤٤٠.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (٧/ ١٣، ١٤) :«والظاهر من معنى اللفظ أن التمرد في الشيء أو المرود عليه إنما هو اللجاج والاستهتار به والعتو على الزاجر وركوب الرأس في ذلك، وهو مستعمل في الشر لا في الخير، من ذلك قولهم: شيطان مارد ومريد... ».
(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (١٤/ ٤٤٢، ٤٤٣) عن مجاهد، وأبي مالك.
وعزاه الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٦١ إلى ابن عباس.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ١٥: «وأكثر الناس أن العذاب المتوسط هو عذاب القبر، واختلف في عذاب المرة الأولى، فقال مجاهد وغيره: هو عذابهم بالقتل والجوع، وهذا بعيد لأن منهم من لم يصبه هذا... ».
(٥) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره: ٢/ ١٦٢ عن الحسن.
(٦) ينظر خبرهم في تفسير الطبري: (١٤/ ٤٤٧، ٤٥٣)، وأسباب النزول للواحدي: ٢٩٧، وتفسير ابن كثير: ٤/ ١٤٤.
(٧) تفسير الطبري: ١٤/ ٤٥٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٦٧. [.....]
١٠٤ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ: يقبلها ويضاعف عليها.
١٠٦ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ: مؤخّرون محبوسون لما ينزل من أمره، وهم الثلاثة «١» الذين خلّفوا هلال «٢» بن أميّة، ومرارة «٣» بن الربيع، وكعب «٤» بن مالك.
١٠٧ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً: ابتداء وخبره لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً «٥».
وكانوا نفرا منافقين بنوا مسجدا ليتناجوا فيه «٦»، فبعث عليه صلّى الله عليه وسلّم عاصم «٧» بن عدي فهدمه.
(٤/ ٢١٢٠- ٢١٢٨) كتاب التوبة، باب «حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه»، وتفسير الطبري: (١٤/ ٥٤٦- ٥٥٦)، وتفسير ابن كثير: (٤/ ١٦٥- ١٦٩).
(٢) هلال بن أمية بن عامر بن قيس الأنصاري الواقفي.
شهد بدرا وما بعدها.
ترجمته في الاستيعاب: ٤/ ١٥٤٢، وأسد الغابة: ٥/ ٤٠٦، والإصابة: ٦/ ٥٤٦.
(٣) هو مرارة بن الربيع الأنصاري الأوسي، صحابي جليل، شهد بدرا على الصحيح.
الاستيعاب: ٣/ ١٣٨٢، وأسد الغابة: ٥/ ١٣٤، والإصابة: ٦/ ٦٥.
(٤) كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري السلمي، الشاعر المشهور.
شهد العقبة وبايع بها، وشهد أحدا وما بعدها، وتخلف في تبوك.
ينظر الاستيعاب: ٣/ ١٣٢٣، وأسد الغابة: ٤/ ٤٨٧، والإصابة: ٥/ ٦١٠.
(٥) هذا قول الكسائي كما في إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ٢٣٥، والمحرر الوجيز: ٧/ ٣٠، والبحر المحيط: ٥/ ٩٨، والدر المصون: ٦/ ١١٩.
(٦) السيرة لابن هشام: ٢/ ٥٣٠.
وينظر تفسير الطبري: (١٤/ ٤٦٨، ٤٦٩)، وتاريخه: (٣/ ١١٠، ١١١)، وأسباب النزول للواحدي: (٢٩٨- ٣٠٠)، والروض الأنف: ٤/ ١٩٨، والتعريف والإعلام: (٧١، ٧٢).
(٧) هو عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان، أبو عبد الله، حليف الأنصار.
صحابي جليل، كان سيد بني العجلان، شهد بدرا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، توفي سنة خمس وأربعين للهجرة.
ترجمته في الاستيعاب: ٢/ ٧٨١، وأسد الغابة: ٣/ ١١٤، والإصابة: ٣/ ٥٧٢.
وذكر مع عاصم أيضا أخوه معن بن عدي، ومالك بن الدّخشم، وعامر بن السّكن، ووحشي انطلقوا جميعا إلى المسجد فهدموه.
وقيل «٢» : مسجد قباء فهو أول مسجد في الإسلام.
١٠٩ شَفا جُرُفٍ: شفير الوادي الذي جرف الماء أصله «٣».
هارٍ: مقلوب «هائر» «٤»، و «تيهورة» قطعة من الرمل «٥»، أيضا:
«هيرورة» من هار الجرف وانهار.
١١١ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: مجاز، لأنه إنّما يشترى ما لا يملك،
«دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله! أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: «هو مسجدكم هذا» (لمسجد المدينة).
صحيح مسلم: ٢/ ١٠١٥، كتاب الحج، باب «بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة».
وفي سنن الترمذي: ٥/ ٢٨٠، كتاب تفسير القرآن، باب «ومن سورة التوبة».
ومسند الإمام أحمد: ٥/ ٣٣١ بلفظ: «هو مسجدي هذا».
ورجح الطبري في تفسيره: ١٤/ ٤٧٩ قول من قال إنه مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة وقال: «لصحة الخبر بذلك عن رسول الله».
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: (١٤/ ٤٧٨، ٤٧٩) عن ابن عباس، وعروة بن الزبير، وابن زيد، وعطية.
وأورد السهيلي في التعريف والإعلام: ٧٣، القولين، وذكر بأنه ممكن الجمع بينهما:
«لأن كل واحد منهما أسس على التقوى، غير أن قوله سبحانه: مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ يرجح الحديث الأول لأن مسجد قباء أسس قبل مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم غير أن اليوم قد يراد به المدة والوقت، وكلا المسجدين أسس على هذا من أول يوم، أي من أول عام من الهجرة، والله أعلم».
(٣) بعده في وضح البرهان للمؤلف: ١/ ٤١٠: «فبقي واهيا لا يثبت عليه البناء».
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٦٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٩٢، وتفسير الطبري: (١٤/ ٤٩١، ٤٩٢)، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٧٠، وزاد المسير: ٣/ ٥٠٢.
(٥) ينظر تهذيب اللغة: ٦/ ٤١٢، والصحاح: ٢/ ٨٥٦، واللسان: (٥/ ٢٦٩، ٢٧٠) (هور).
١١٢ السَّائِحُونَ: الصائمون «٢»، وفي الحديث «٣» : سياحة أمّتي الصّوم». وقيل «٤» : المهاجرون، وقيل «٥» : الذين يسافرون في طلب العلم.
وانظر هذا المعنى في المحرر الوجيز: ٧/ ٤٩، وزاد المسير: ٣/ ٥٠٤، وتفسير الفخر الرازي: ١٦/ ٢٠٤، وتفسير القرطبي: ٨/ ٢٦٧.
(٢) ورد هذا التفسير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرج الطبري في تفسيره: (١٤/ ٥٠٢، ٥٠٣) عن عبيد بن عمير قال: سئل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن «السائحين» فقال: «هم الصائمون».
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٤/ ١٥٧: «وهذا مرسل جيد».
وأخرج الطبري نحوه عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا عليه.
وأورد ابن كثير الروايتين في تفسيره ثم قال: «وهذا الموقوف أصح».
وورد أيضا هذا التفسير عن ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والحسن، والضحاك، وغيرهم.
أخرج ذلك الطبري في تفسيره: (١٤/ ٥٠٣- ٥٠٦). [.....]
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٦٩، وقال: «روى أبو هريرة مرفوعا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم... ».
وأخرج الطبري في تفسيره: ١٤/ ٥٠٦ عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سياحة هذه الأمة الصيام».
وفي إسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك الحديث كما في التقريب: ٩٥.
قال الأستاذ محمود محمد شاكر: «هذا خبر ضعيف الإسناد جدا».
(٤) نقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٦٩، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٥٠٦ عن ابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٢٩٨، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن زيد.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١٢٧٥ (سورة التوبة) عن عكرمة.
وفي إسناده الوليد بن بكير التميمي: ليّن الحديث، وعمر بن نافع الثقفي: ضعيف.
ينظر تقريب التهذيب: (٤١٧، ٥٨١) فعلى هذا يكون إسناده ضعيفا.
وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٦٩، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٥٠٦، والفخر الرازي في تفسيره: ١٦/ ٢٠٩ عن عكرمة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٢٩٨، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ عن عكرمة.
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ: بموته مشركا «٢».
تَبَرَّأَ مِنْهُ: أي: من أفعاله، أو من استغفاره له «٣».
١١٧ لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ: لإذنه المنافقين في التخلف عنه «٤».
اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ: وقت العسرة، إذ كانوا من تبوك في جهد جهيد «٥».
١١٨ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ: الذين خلّفوا من [التوبة] «٦» والجفوة «٧» حتى أمر نساؤهم باعتزالهم «٨».
وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٧١، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٧/ ٦٢، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٥٠٩، والفخر الرازي في تفسيره: ١٦/ ٢١٦.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٤/ ٥٢٠، ٥٢١) عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك.
ونقله النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٢٦١ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر تفسير الماوردي: ٢/ ١٧١، والمحرر الوجيز: ٧/ ٦٣، وزاد المسير: ٣/ ٥٠٩.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٧١ دون عزو.
(٤) ذكره البغوي في تفسيره: ٢/ ٣٣٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٥١١، والفخر الرازي في تفسيره: (١٦/ ٢١٩، ٢٢٠).
(٥) في كتاب وضح البرهان للمؤلف: ١/ ٤١٣: «أي: وقت العسرة، إذ كانوا من غزوة تبوك في جهد جهيد من العطش وعوز الظهر».
(٦) في الأصل و «ك» و «ج» :«النبوّة»، والمثبت في النص عن تفسير الطبري: ١٤/ ٥٤٣، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٢٦٤.
(٧) في تفسير الماوردي: ٢/ ١٧٤: «بما لقوه من الجفوة لهم».
(٨) ينظر خبرهم في صحيح البخاري: (٥/ ١٣٠- ١٣٥)، كتاب المغازي، باب «حديث كعب بن مالك وقول الله عز وجل: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا.
وصحيح مسلم: (٤/ ٢١٢٠- ٢١٢٨)، كتاب التوبة، باب: «حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه»، وتفسير الطبري: (١٤/ ٥٤٦- ٥٥٦).
١٢٢ وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً: لما نزلت: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ «١» : قال المنافقون: هلك الذين لم/ ينفروا، وكان ناس من [٤٢/ أ] الصحابة خرجوا إلى قومهم يفقّهونهم «٢».
١٢٤ وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ: «ما» مسلّط ل «إذا» على الجزاء، أو صلة مؤكدة «٣».
فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: من المنافقين يقول بعضهم لبعض، أو يقولون لضعفة المؤمنين على الهزو «٤».
١٢٥ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ: إنما كان الشك في الدين مرضا لأنه فساد يحتاج إلى علاج كالفساد في البدن، ومرض القلب أعضل، وعلاجه أعسر، ودواؤه أعز، وأطباؤه أقل.
فَزادَتْهُمْ رِجْساً: لما ازدادوا بها رجسا حسن وصفها به، كما حسن: كفى بالسلامة داء.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٤/ ٥٧٠ عن عكرمة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٤/ ٣٢٣، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة.
وانظر زاد المسير: (٣/ ٥١٦، ٥١٧)، وتفسير ابن كثير: ٤/ ١٧٤.
(٣) تفسير الفخر الرازي: ١٦/ ٢٣٨، وتفسير القرطبي: ٨/ ٢٩٨. [.....]
(٤) ليس هذا على إطلاقه، وإنما يقال هذا في مقام لا يكون فيه الخير نافعا لصاحبه لعدم انتفاعه به فيكون وبالا عليه، وهذا ما تشير إليه الآية حيث كانت الهداية بنزول الآيات نافعة للمؤمنين ووبالا على الكافرين لعدم انتفاعهم بنزولها.
ومن سورة يونس
٢ قَدَمَ صِدْقٍ: ثواب واف بما قدّموا «٣».
٣ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ: ليشاهد «٤» الملائكة شيئا بعد شيء فيعتبرون، ولأن تصريف الخلق حالا بعد حال أحكم وأبعد من شبهة الاتفاق «٥».
٤ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ: بنصيبهم وقسطهم من الثواب، وليس معناه العدل «٦» لأن العدل محمول عليه الكافرون والمؤمنون «٧».
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٥٢١، وقال: «رواه الضحاك عن ابن عباس».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٤٧٧، ومعاني النحاس: ٣/ ٢٧١، والمحرر الوجيز:
٧/ ٨٩، وتفسير القرطبي: ٨/ ٣٠٢.
(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٥٢١، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس».
(٣) تفسير الطبري: ١٥/ ١٤.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٨٠ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ٥، وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس».
(٤) في «ك» :«لتشهده».
(٥) ينظر هذا المعنى في تفسير الماوردي: ٢/ ٣٢، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٠٥، عند تفسير قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ... [آية: ٥٤ من سورة الأعراف].
وذكر الفخر الرازي في تفسيره: ١٧/ ١٢: «إنه يحسن منه كلما أراد، ولا يعلل شيء من أفعاله بشيء من الحكمة والمصالح، وعلى هذا القول يسقط قول من يقول: لم خلق العالم في ستة أيام وما خلقه في لحظة واحدة؟ لأنا نقول: كل شيء صنعه ولا علة لصنعه فلا يعلل شيء من أحكامه ولا شيء من أفعاله بعلة، فسقط هذا السؤال».
(٦) وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢٧٤، وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٥/ ٢١، ٢٢) عن مجاهد، وذكره النحاس في معانيه: ٣/ ٢٧٨.
(٧) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: (١٥/ ٣٣، ٣٤)، وقال: «وهذا الوجه، لأنه في مقابلة قوله: بِما كانُوا يَكْفُرُونَ.