مكية عددها ثمان وعشرون آية كوفي
ﰡ
﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ﴾ من الشرك ﴿ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ﴾ [آية: ١٠] للذنوب ﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً ﴾ [آية: ١١] يعني المطر عليكم يجىء به متتابعاً ﴿ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ﴾ وذلك أن قوم نوح كذبوا نوحاً زمانا طويلا، ثم حبس الله عليهم المطر وعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فهلكت جناتهم ومواشيهم، فصاحوا إلى نوح فقال لهم: ﴿ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ﴾ من الشرك ﴿ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ﴾ للذنوب، كان ولم يزل غفاراً للذنوب ﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ ﴾ يعني المطر يجىء به ﴿ مِّدْرَاراً ﴾ يعني متتابعاً ﴿ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ ﴾ يعني البساتين ﴿ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ﴾ [آية: ١٢] فدعاهم نوح إلى توحيد الله تعالى، قال: إنكم إذا وحدتم تصيبون الدنيا والآخرة جميعاً، ثم قال: ﴿ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً ﴾ [آية: ١٣] يقول: ما لكم لا تخشون لله عظمة، وقال ما لكم لا تخافون يعني تفرقون لله عظمة في التوحيد، فتوحدونه فإن لم توحدوه لم تعظموه. ثم قال: ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً ﴾ [آية: ١٤] يعني من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ثم لحماً، ثم عظماً، وهي الأطوار.