تفسير سورة الحج

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الحج من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

الزلزلة : شدة الحركة، على الحال الهائلة. من زلت قدمه ثم ضوعف لفظه ليتضاعف معناه.
﴿ يصهر ﴾ يذاب١.
١ على هذا الصهر: إذابة الشحم، وصهر الشحم يصهره صهرا: أذابه فانصهر. لسان العرب مادة "صهر"ج ٤ص٤٧٢..
ومن سورة الحج
«الزّلزلة» «١» : شدّة الحركة على الحال الهائلة «٢»، من: «زلّت قدمه» ثمّ ضوعف لفظه ليتضاعف/ معناه «٣».
٣ شَيْطانٍ مَرِيدٍ: أي: «مارد» «٤»، وهو المتجرد للفساد.
٤ كُتِبَ عَلَيْهِ: الشّيطان، أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ: اتبعه.
فَأَنَّهُ: فإنّ الشّيطان، يُضِلُّهُ «٥». وفتح «أن» عطفا على الأولى للتوكيد «٦»، أو التقدير: فلأنه يضله.
٥ مُخَلَّقَةٍ: مخلوقة تامّة التصوير «٧».
لِنُبَيِّنَ لَكُمْ: بدء خلقكم وترتيب إنشائكم «٨».
(١) من قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [آية: ١].
(٢) ينظر تهذيب اللغة: ١٣/ ١٦٥، والكشاف: ٣/ ٣، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٧٣.
(٣) المفردات للراغب: ٢١٤، وتفسير القرطبي: ١٢/ ٣، واللسان: ١١/ ٣٠٨ (زلل).
(٤) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٤١٠.
(٥) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢١٥، وتفسير الطبري: ١٧/ ١١٦، وتفسير البغوي:
٣/ ٢٧٥.
(٦) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٤١١.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٨٦، ومشكل إعراب القرآن: ٢/ ٤٨٦، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٦٨.
(٧) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩٠، وتفسير الطبري: ١٧/ ١١٧، وتفسير الماوردي:
٣/ ٦٧.
(٨) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: ١٧/ ١١٨، وتفسير الماوردي: ٣/ ٦٧.
هامِدَةً: غبراء يابسة «١»، همدت النّار «٢»، وهمد الثّوب: بلي «٣».
اهْتَزَّتْ: استبشرت وتحركت ببنائها، والاهتزاز شدّة الحركة في الجهات «٤»، وَرَبَتْ: انتفخت فطالت «٥».
مِنْ كُلِّ زَوْجٍ: نوع أو لون، بَهِيجٍ: يبهج من رآه «٦».
٦ هُوَ الْحَقُّ: المستحق لصفات التعظيم.
٩ ثانِيَ عِطْفِهِ: لاوى عنقه تكبّرا «٧».
١٠ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ: ذلِكَ مبتدأ، والخبر بِما قَدَّمَتْ، وموضع «أنّ» خفض على العطف على «ما» «٨».
لَيْسَ بِظَلَّامٍ: على بناء المبالغة، وهو لا يظلم مثقال ذرة، إذ أقلّ قليل الظّلم- مع علمه بقبحه واستغنائه- كأكثر الكثير منّا.
وسبب النزول أنهم لم يعرفوا وجوه الثواب وأقدار الأعواض في الآخرة، ولا ما في الدنيا من ائتلاف المصالح باختلاف الأحوال فعدّوا شدائد الدنيا ظلما.
(١) عن تفسير الماوردي: ٣/ ٦٨.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩٠، والمفردات للراغب: ٥٤٥.
(٢) أي: طفئت.
المفردات: ٥٤٥، واللسان: ٣/ ٤٣٦ (همد).
(٣) اللسان: ٣/ ٤٣٧ (همد).
(٤) عن المبرد في تفسير القرطبي: ١٢/ ١٣، وانظر اللسان: ٥/ ٤٢٤ (هزز). [.....]
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٨، وقال: «فعلى هذا الوجه يكون مقدما ومؤخرا، وتقديره: فإذا أنزلنا عليها الماء ربت واهتزت، وهذا قول الحسن، وأبي عبيدة».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩٠، وتفسير القرطبي: ١٢/ ١٣، واللسان:
١٤/ ٣٠٥ (ربا).
(٦) ينظر هذا المعنى في تفسير القرطبي: ١٢/ ١٤.
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٤٥، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٥٩، وتفسير الطبري: ١٧/ ١٢١.
(٨) معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٤١٤، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٨٨.
١١ عَلى حَرْفٍ: ضعف رأي في العبادة مثل ضعف القائم على حرف «١»، وباقي الآية أحسن تفسير للعبادة على حرف.
١٣ يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ: تقديره: تأخير «يدعو» ليصحّ موضع اللام «٢»، أي: لمن ضرّه أقرب من نفعه يدعو، أو يَدْعُوا موصول بقوله: هو الضّلال البعيد يدعوه، ولَمَنْ ضَرُّهُ مبتدأ وخبره «٣» لَبِئْسَ الْمَوْلى.
١٥ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ: أي: محمدا «٤»، فليتسبب أن يقطع عنه النّصر من السماء.
وقيل «٥» : المعنى المعونة بالرزق، أي: من يسخط ما أعطى وظنّ أنّ الله لا يرزقه فليمدد بحبل في سماء بيته من حلقه ثم ليقطع الحبل حتى يموت مختنقا.
(١) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٦٩ عن علي بن عيسى.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٤١١، وقال: «وبيان هذا أن القائم على حرف الشيء غير متمكن منه».
(٢) قال العكبري في التبيان: ٢/ ٩٣٤: «هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة، وسبب ذلك أن اللام تعلّق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب، و «يدعو» ليس منها... » اه، وأورد وجوه الإعراب التي قيلت في هذه الآية.
(٣) عن معاني القرآن للزجاج: (٣/ ٤١٥، ٤١٦).
وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: ٢/ ٤٨٨، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٧٠، والتبيان:
٢/ ٩٣٥.
(٤) ومعنى هذا القول كما في تفسير الطبري: ١٧/ ١٢٥ أن من كان يحسب أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل إليّ، وهو «السبب» إلى سماء بيته، وهو سقفه ثم ليقطع الحبل... ».
وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٧/ ١٢٥- ١٢٧) عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٣٧ عن مجاهد، وهو معنى قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٤٦.
وانظر تفسير الماوردي: ٣/ ٧٠، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٧٨، وتفسير الفخر الرازي:
٢٣/ ١٨.
١٧ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا: خبره إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ.
١٩ هذانِ خَصْمانِ: أهل القرآن وأهل الكتاب «١».
وقيل «٢» : الفريقان من المؤمنين والكافرين يوم بدر.
[٦٤/ ب] قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ: أي: يحيط بهم/ النّار إحاطة الثياب «٣».
٢٠ يُصْهَرُ: يذاب.
٢٢ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا: النّار ترميهم إلى أعلاها حتى يكادوا يخرجوا فتقمعهم الزّبانية إلى قعرها.
٢٥ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ: عطف المستقبل على الماضي لأنّه على تقدير: وهم يصدّون، أي: من شأنهم الصد «٤» كقوله «٥» : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ.
سَواءً «٦» الْعاكِفُ فِيهِ: سَواءً رفع بالابتداء. والْعاكِفُ
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٣٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الواحدي في أسباب النزول: ٣٥٧ عن ابن عباس، وقتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٢٠، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة.
(٢) ثبت هذا القول في أثر عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه:
٥/ ٢٤٢، كتاب التفسير، باب قوله: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.
وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ٤/ ٢٣٢٣، كتاب التفسير، باب في قوله تعالى:
هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ.
وانظر تفسير الطبري: (١٧/ ١٣١، ١٣٢)، وأسباب النزول للواحدي: ٣٥٦، وتفسير ابن كثير: ٥/ ٤٠١.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٧٢، والبغوي في تفسيره: ٣/ ٢٨٠.
(٤) ينظر معاني القرآن للفراء: (٢/ ٢٢٠، ٢٢١)، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٤٢٠، وإعراب القرآن للنحاس: (٣/ ٩٢، ٩٣)، والتبيان للعكبري: ٢/ ٩٣٨.
(٥) سورة الرعد: آية: ٢٨. [.....]
(٦) بالرفع والتنوين، وهي قراءة السبعة إلا عاصما في رواية حفص، فإنه قرأ «سواء» بالنصب والتنوين.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤٣٥، وحجة القراءات: ٤٧٥، والتبصرة لمكي: ٢٦٦.
خبره وصلح مع تنكيره للابتداء لأنّه كالجنس في إفادة العموم الذي هو أخو العهد فكان في معنى المعرفة «١».
والْعاكِفُ: المقيم «٢»، ووَ الْبادِ «٣» : الطارئ، ولهذه الآية لم نجوّز بيع دور مكة «٤».
وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ: أي: من يرد فيه صدا، بِإِلْحادٍ: ميل عن الحق «٥»، ثم فسّر الإلحاد بظلم إذ يكون إلحاد وميل بغير ظلم.
وقال الزّجّاج «٦» : المعنى من إرادته فيه بأن يلحد بظلم.
٢٦ وَإِذْ بَوَّأْنا: قرّرنا وبيّنا «٧».
(١) هذا قول الزجاج في معانيه: ٣/ ٤٢٠.
وذكره النحاس في إعراب القرآن: ٣/ ٩٣، وذكر وجهين آخرين هما: «أن ترفع «سواء» على خبر «العاكف»، وتنوي به التأخير، أي: العاكف فيه والبادي سواء، والوجه الثالث:
أن تكون الهاء التي في «جعلناه» مفعولا أول و «سواء العاكف فيه والبادي في موضع المفعول الثاني... ».
وقال أبو حيان في البحر المحيط: (٦/ ٣٦٢، ٣٦٣) :«والأحسن أن يكون «العاكف والبادي» هو المبتدأ، و «سواء» الخبر، وقد أجيز العكس.
(٢) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٢١، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٤٨، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٦٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩١.
(٣) البادي- بالياء- قراءة ابن كثير وقفا ووصلا، وقرأ بها أبو عمرو ونافع في رواية ورش في حالة الوصل فقط.
السبعة لابن مجاهد: ٤٣٦، والتبصرة لمكي: ٢٦٨، والتيسير للداني: ١٥٨.
(٤) مذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك الكراهة، وذهب الإمام مالك إلى أن دور مكة لا تباع ولا تكرى، ومذهب الشافعية والجمهور على جواز ذلك.
ينظر أحكام القرآن للجصاص: (٣/ ٢٢٩، ٢٣٠)، وأحكام القرآن للكيا الهراس:
٤/ ٢٣٦، وأحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٢٧٤، وتفسير القرطبي: (١٢/ ٣٢، ٣٣).
(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩١، وتفسير الماوردي: ٣/ ٧٤.
(٦) معاني القرآن: ٣/ ٤٢١.
(٧) اللسان: ١/ ٣٨ (بوأ).
.
قال السّدي «١» : كان ذلك بريح هفافة كنست مكان البيت يقال له:
الخجوج.
وقيل «٢» : بسحابة بيضاء أظلّت على مقدار البيت.
٢٧ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ: قام إبراهيم في المقام فنادى: يا أيها النّاس إنّ الله دعاكم إلى الحج. فأجابوا ب «لبّيك اللهم لبيك» «٣».
رِجالًا: جمع «راجل».
يَأْتِينَ: على معنى الركاب، أو كُلِّ ضامِرٍ: تضمّن معنى الجماعة.
و «الفجّ» : الطريق بين الجبلين «٤»، و «العميق» : البعيد الغائر «٥».
٢٨ أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ: أيام العشر. عن ابن عبّاس «٦»، والنّحر ويومان
(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٤٣.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٣١، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن السدي.
(٢) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٧٤ عن قطرب، والبغوي في تفسيره: ٣/ ٢٨٣ عن الكلبي.
(٣) أخرج- نحوه- ابن أبي شيبة في المصنف: ١١/ ٥٢١، كتاب الفضائل حديث رقم (١١٨٧٥) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا الطبري في تفسيره: (١٧/ ١٤٤، ١٤٥) عن ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: (٢/ ٣٨٨، ٣٨٩)، كتاب التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ٥/ ١٧٦، كتاب الحج، باب «دخول مكة بغير إرادة حج ولا عمرة».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٣٢، وزاد نسبته إلى ابن منيع، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) المفردات للراغب: ٣٧٣، واللسان: ٢/ ٣٣٨ (فجج).
(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٤٩، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٦١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩٢، والمفردات للراغب: ٣٤٨.
(٦) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٧٦ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وزاد نسبته إلى الحسن رحمه الله تعالى.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٣٧، وعزا إخراجه إلى أبي بكر المروزي في كتاب «العيدين» عن ابن عباس رضي الله عنهما. [.....]
بعده عن ابن عمر «١».
٢٩ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ: حاجتهم من مناسك الحجّ «٢» من الوقوف، والطواف، والسّعي، والرّمي، والحلق بعد الإحرام من الميقات.
وقيل «٣» : هو تقشّف الإحرام لأن «التفث» الوسخ «٤»، وقضاؤه:
التنظف بعده من الأخذ عن الأشعار وتقليم الأظفار «٥».
وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ: من الطّوفان «٦».
(١) أورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٣٨ وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما. وأورد الحافظ ابن كثير رواية ابن أبي حاتم عن ابن عمر وصحح إسناده.
ينظر تفسيره: ٥/ ٤١٢.
(٢) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: ٢/ ٨٦ عن مجاهد، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: (١٧/ ١٤٩، ١٥٠) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
(٣) في النهاية: ٤/ ٦٦: «القشف: يبس العيش. وقد قشف يقشف ورجل متقشّف، أي: تارك للنظافة والترفّد».
وانظر اللسان: ٩/ ٢٨٢ (قشف).
(٤) الكشاف: ٣/ ١١، وزاد المسير: ٥/ ٤٢٧.
وفي تفسير القرطبي: ١٢/ ٥٠ عن قطرب قال: «تفث الرجل إذا كثر وسخه».
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٤٩ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٧٧ عن الحسن.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٤٠، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورجح ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ٥/ ٤٢٧.
وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٢٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٥٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٦١.
(٦) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٤٢٤ بصيغة التمريض فقال: «وقيل: إن البيت العتيق الذي عتق من الغرق أيام الطوفان، ودليل هذا القول: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ، فهذا دليل أن البيت رفع وبقي مكانه».
وأورد السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٤١ القول الذي ذكره المؤلف، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير.
ونقله ابن كثير في تفسيره: ٥/ ٤١٤ عن عكرمة.
أو من استيلاء الجبابرة «١».
أو «العتيق» : القديم «٢»، وهو أول بيت وضع للنّاس «٣»، بناه آدم ثم [٦٥/ أ] جدّده إبراهيم عليهما السّلام «٤». / وهذا طواف الزيارة الواجب «٥».
٣٠ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ: أي: من الصّيد «٦».
(١) يدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في تاريخه: ١/ ٢٠١ عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «إنما سمى الله البيت العتيق لأنه أعتقه من الجبابرة».
وأخرج- نحوه- الترمذي في سننه: ٥/ ٣٢٤، كتاب تفسير القرآن، باب «ومن سورة الحج» عن عبد الله بن الزبير، وقال: «هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي ﷺ مرسلا».
وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٨٩، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه».
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة: ١/ ١٢٥، والطبري في تفسيره: ١٧/ ١٥١.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٤١، وزاد نسبته إلى ابن مردويه، والطبراني عن ابن الزبير أيضا.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٥١ عن ابن زيد، وعزاه الزجاج في معاني القرآن: ٣/ ٤٢٤ إلى الحسن. ورجحه الطبري، وكذا القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٥٢.
وانظر أخبار مكة للأزرقي: ١/ ٢٨٠، والعقد الثمين: ١/ ٣٥، وشفاء الغرام: ١/ ٤٨.
(٣) قال تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ [آل عمران:
٩٦].
(٤) ينظر تفسير القرطبي: ٢/ ١٢٠، وتفسير ابن كثير: ١/ ٢٥٩، والدر المنثور: ١/ ٣٠٨.
(٥) وهو طواف الإفاضة.
قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ١٧/ ١٥٢: «عني بالطواف الذي أمر جل ثناؤه حاجّ بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الذي يطاف به بعد التعريف، إما يوم النحر، وإما بعده، لا خلاف بين أهل التأويل في ذلك».
وانظر أحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٢٨٤، وزاد المسير: ٥/ ٤٢٧، وتفسير القرطبي:
١٢/ ٥٠.
(٦) لعله يريد: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ.
وقد ذكر هذا القول الماوردي في تفسيره: ٣/ ٧٨، وابن الجوزي في زاد المسير:
٥/ ٤٢٨، والقرطبي في تفسيره: ١٢/ ٥٤.
وجمهور المفسرين على أن المراد: «إلا ما يتلى عليكم من: المنخنقة والموقودة والمتردية... ».
ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٢٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩٢، وتفسير الطبري: ١٧/ ١٥٣، ومعاني الزجاج: ٣/ ٤٢٤، وتفسير الماوردي: ٣/ ٧٨، وزاد المسير:
٥/ ٤٢٨، وتفسير القرطبي: ١٢/ ٥٤.
مِنَ الْأَوْثانِ: «من» لتلخيص الجنس، أي: اجتنبوا الرجس الذي هو وثن «١».
٣١ حُنَفاءَ لِلَّهِ: مستقيمي الطريقة على أمر الله «٢».
٣٢ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ: مناسك الحج «٣»، أو يعظّم البدن المشعرة ويسمّنها ويكبّرها «٤».
٣٣ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى: إلى أن تقلد أو تنحر «٥».
٣٤ جَعَلْنا مَنْسَكاً: حجا «٦». وقيل «٧» : عيدا وذبائح.
وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ: المطمئنين بذكر الله.
(١) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٤٢٥، وذكره النحاس في إعراب القرآن:
٣/ ٩٦، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٤٢٨ عن الزجاج.
(٢) تفسير الماوردي: ٣/ ٧٨، والمفردات للراغب: ١٣٣، وتفسير القرطبي: ١٢/ ٥٥. [.....]
(٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٥٦ عن ابن زيد.
وانظر تفسير الماوردي: ٣/ ٧٩، والمفردات للراغب: ٢٦٢، وزاد المسير: ٥/ ٤٣٠.
(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: ١٧/ ١٥٦ عن ابن عباس، ومجاهد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٦، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٥) ينظر تفسير الطبري: ١٧/ ١٥٨، وتفسير الماوردي: ٣/ ٧٩، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٨٧.
(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٨٠ عن قتادة، وكذا القرطبي في تفسيره:
١٢/ ٥٨.
(٧) ذكره الزجاج في معانيه: ٣/ ٤٢٦، والماوردي في تفسيره: ٣/ ٨٠، ورجحه القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٥٨.
٣٥ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ: الوجل يكون عند خوف الزّيغ والتقصير في حقوقه، والطمأنينة عن ثلج اليقين وشرح الصّدور بمعرفته، فهما حالان، فلهذا جمع بينهما مع تضادّهما.
٣٦ وَالْبُدْنَ: الإبل المبدّنة بالسّمن، بدّنت النّاقة: سمّنتها «١».
مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ: معالم دينه «٢».
صَوافَّ: مصطفة معقولة «٣»، وصوافي «٤» : خالصة لله.
وصوافن «٥» : معقّلة في قيامها بأزمّتها.
وَجَبَتْ: سقطت لنحرها «٦».
وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ: الْقانِعَ الذي ينتظر الهدية، وَالْمُعْتَرَّ من يأتيك سائلا «٧»، .....
(١) ينظر الصحاح: ٥/ ٢٠٧٧، واللسان: ١٣/ ٤٨ (بدن).
(٢) تفسير القرطبي: ١٢/ ٥٦، واللسان: ٤/ ٤١٤ (شعر).
(٣) ورد هذا المعنى على قراءة الجمهور كما في معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٢٦، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٥٠.
(٤) بكسر الفاء وبعدها ياء، ونسبت هذه القراءة إلى الحسن، وأبي موسى الأشعري، ومجاهد، وزيد بن أسلم، والأعرج، وسليمان التيمي، وهي من شواذ القراءات.
ينظر تفسير الطبري: ١٧/ ١٦٥، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٩٩، والمحتسب: ٢/ ٨١، والبحر المحيط: ٦/ ٣٦٩.
(٥) نسبت هذه القراءة إلى ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وعطاء، والضحاك.
ينظر تفسير الطبري: ١٧/ ١٦٢، والمحتسب: ٢/ ٨١، والبحر المحيط: ٦/ ٣٦٩، وإتحاف فضلاء البشر: ٢/ ٢٧٥.
(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٥١، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٦٢، وتفسير الطبري:
١٧/ ١٦٦، والمفردات للراغب: ٥١٢.
(٧) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٥١، وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٧/ ١٦٧، ١٦٨) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٨٢ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٤، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
وقيل «١» على العكس.
وفي الحديث «٢» :«لا تجوز شهادة القانع مع أهل البيت لهم»، وهو كالتابع والخادم.
٣٧ لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها: لن يتقبل الله اللّحم والدماء ولكن يتقبّل التقوى.
٣٩ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ: أول آية في القتال «٣».
(١) أي أن القانع هو الذي يسأل، والمعتر الذي لا يتعرض للناس.
وهو قول الفراء في معانيه: ٢/ ٢٢٦، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٩٣.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٦٨ عن الحسن، وسعيد بن جبير.
ورجح الطبري هذا القول.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: ٢/ ٢٠٤ عن عبد الله بن عمرو مرفوعا، وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إسناده في شرح المسند: ١١/ ١٢٢.
وأخرجه الترمذي في سننه: ٤/ ٥٤٥، كتاب الشهادات، باب «ما جاء فيمن لا تجوز شهادته».
وأخرج- نحوه- أبو داود في سننه: ٤/ ٢٤، كتاب الأقضية، باب «من ترد شهادته».
وفي معالم السنن للخطابي: «ومعنى رد هذه الشهادة: التهمة في جر النفع إلى نفسه، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم من نفع، وكل من جر إلى نفسه بشهادته نفعا فهي مردودة... ».
وانظر النهاية لابن الأثير: ٤/ ١١٤. [.....]
(٣) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام أحمد في مسنده: ١/ ٢١٦ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وصحح الشيخ أحمد شاكر إسناده في شرح المسند: ٣/ ٢٦١.
وأخرجه- أيضا- عبد الرزاق في تفسيره: ٣٢٥، والنسائي في تفسيره: ٦/ ٢، كتاب الجهاد، باب «وجوب الجهاد»، والطبري في تفسيره: ١٧/ ١٧٢، والحاكم في المستدرك:
٢/ ٣٩٠، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ٩/ ١١، كتاب السير، باب «مبتدأ الإذن بالقتال».
وانظر أسباب النزول للواحدي: ٣٥٧، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٤٣٠، والدر المنثور:
٦/ ٥٧.
٤٠ وَبِيَعٌ: كنائس النّصارى «١»، وَصَلَواتٌ: كنائس اليهود «٢»، وكانت «صلوتا» : فعرّبت «٣». والمراد من ذلك في أيام شريعتهم.
وقيل «٤» : وَصَلَواتٌ مواضع صلوات المسلمين.
٤٥ وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ: أي: أهلكنا البادية والحاضرة، فخلت القصور من أربابها والآبار من واردها «٥».
والمشيد: المبنيّ بالشّيد «٦».
٤٦ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ: لبيان أنّ محلّ العلم القلب، ولئلا يقال إنّ القلب يعنى به غير هذا العضو على قولهم: القلب لبّ كل شيء.
والهاء في فَإِنَّها للعماية، وهو الإضمار على شريطة التفسير «٧».
٥١ مُعاجِزِينَ: طالبين للعجز كقوله: غالبته «٨»، أو مسابقين «٩» كأن المعاجز يجعل صاحبه في ناحية العجز منه كالمسابق.
(١) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٢٢٧، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٩٣، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٧٦ عن قتادة.
(٢) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٢٧، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٩٣، وتفسير الطبري:
١٧/ ١٧٦، ومعاني الزجاج: ٣/ ٤٣٠.
(٣) ينظر المعرّب للجواليقي: ٢٥٩، والمهذّب للسيوطي: ١٠٧.
(٤) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: ١٧/ ١٧٧ عن ابن زيد.
(٥) تفسير الطبري: ١٧/ ١٨٠.
(٦) وهو الجصّ كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٥٣، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٦٢، ومعاني الزجاج: ٣/ ٤٣٢، واللسان: ٣/ ٢٤٤ (شيد).
(٧) تفسير القرطبي: ١٢/ ٧٧، والبحر المحيط: ٦/ ٣٧٨.
(٨) ذكره البغوي في تفسيره: ٣/ ٢٩٢، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٣٠٢.
(٩) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٩٤، ونقله القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٧٩ عن الأخفش.
وذكر الزمخشري في الكشاف: ٣/ ١٨، وقال: «وعاجزه: سابقه، لأن كل واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به، فإذا سبقه قيل: أعجزه وعجزه».
٥٢ وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ: الرسول الشّارع، والنّبيّ:
الحافظ شريعة/ غيره «١»، والرسول يعمّ البشر والملك «٢».
إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ: كلّ نبيّ يتمنى إيمان قومه فيلقي الشّيطان في أمنيته بما يوسوس إلى قومه ثم يحكم الله آياته «٣»، أو يوسوس إلى النبي بالخطرات المزعجة عند تباطئ القوم عن الإيمان، أو تأخر نصر الله.
وإن حملت الأمنية على التلاوة فيكون الشّيطان الملقي فيها من شياطين الإنس، فإنّه كان من المشركين من يلغوا في القرآن «٤»، فينسخ الله ذلك فيبطله ويحكم آياته.
وما يروى في سبب النزول أنّه- عليه السّلام- وصل وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى «٥» ب «تلك الغرانقة الأولى «٦»، وإنّ شفاعتهن لترتجى». إن
(١) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره: ٣/ ٨٧ عن الجاحظ.
وأورد الفخر الرازي- رحمه الله- عدة فروق بين الرسول والنبي، فقال:
«أحدها: أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى كتاب من قبله.
والثاني: أن من كان صاحب المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شرع من قبله فهو الرسول، ومن لم يكن مستجمعا لهذه الخصال فهو النبي غير الرسول.
والثالث: أن من جاءه الملك ظاهرا وأمره بدعوة الخلق فهو الرسول، ومن لم يكن كذلك بل رأى في النوم كونه رسولا، أو أخبره أحد من الرسل بأنه رسول الله فهو النبي الذي لا يكون رسولا. وهذا هو الأولى»
اه.
ينظر تفسيره: ٢٣/ ٥٠.
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٨٦ دون عزو.
(٣) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: ٢/ ٩١، وعزاه إلى جعفر بن محمد.
(٤) واستدل قائلو هذا القول بقوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت: ٢٦]. [.....]
(٥) سورة النجم: آية: ٢٠.
(٦) في «ك» :«تلك الغرانيق العلى».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٣٠٧: «واختلفت الروايات في الألفاظ ففي بعضها: «تلك الغرانقة»، وفي بعضها: «تلك الغرانيق»، وفي بعضها: «وإن شفاعتهم»، وفي بعضها: «فإن شفاعتهن... ».
ثبت «١» لم يكن ثناء على أصنامهم إذ مخرج الكلام على زعمهم، كقولهم «٢» : يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ، أي: نزل عليه الذكر على زعمه وعند من آمن به، ولو كان عند القائل لما كان عنده مجنونا.
٥٥ يَوْمٍ عَقِيمٍ: شديد لا رحمة فيه «٣»، أو فرد لا يوم مثله «٤».
٦٨ وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ: أي: جادلوك مراء وتعنتا كما يفعله السّفهاء فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول، وينبغي أن يتأدّب بهذا كلّ أحد.
(١) لكنه لم يثبت، وقد رد الأئمة العلماء هذه الرواية من أساسها، وأوردوا الأدلة على بطلانها نقلا وعقلا.
قال القاضي عياض رحمه الله في الشفا: ٢/ ٧٥٠: «يكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، وإنما أولع به ويمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم» اه.
ثم أورد القاضي عياض طرق الحديث وكشف ضعفها وبطلانها، ثم قال: «أما من جهة المعنى فقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته ﷺ ونزاهته عن مثل هذه الرذيلة، إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله، وهو كفر، أو أن يتسور عليه الشيطان، ويشبّه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه، ويعتقد النبي ﷺ أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه السلام، وذلك كله ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم، أو يقول ذلك النبي ﷺ من قبل نفسه عمدا، وذلك كفر، أو سهوا، وهو معصوم من هذا كله... ».
وأشار الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٥/ ٤٣٨ إلى الروايات التي وردت في سياق هذه القصة ثم قال: «ولم أرها مسندة من وجه صحيح».
وممن رد هذه الرواية ابن العربي في أحكام القرآن: (٣/ ١٣٠٠- ١٣٠٣)، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٣٠٥، والفخر الرازي في تفسيره: ٢٣/ ٥١، والقرطبي في تفسيره:
١٢/ ٨٠.
(٢) سورة الحجر: آية: ٦.
(٣) نقل- نحوه- الماوردي في تفسيره: ٣/ ٨٨ عن الحسن رحمه الله تعالى.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٨٨، والبغوي في تفسيره: ٣/ ٢٩٥.
٧٣ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ: بإفساده لطعامهم وثمارهم «١».
٧٦ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: أول أعمالهم، وَما خَلْفَهُمْ: آخرها «٢».
٧٨ مِلَّةَ أَبِيكُمْ: أي: حرمة إبراهيم- عليه السلام- على المسلمين كحرمة الوالد على الولد، وإلّا فليس يرجع جميعهم إلى ولادة إبراهيم.
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ: بالطاعة والمعصية في تبليغه.
وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ: بأعمالهم فيما بلّغتموهم من كتاب ربّهم وسنّة نبيهم.
(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٣/ ٨٩.
وذكره القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٩٧، وقال: «وخص الذباب لأربعة أمور تخصه: لمهانته وضعفه ولاستقذاره وكثرته».
(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: (٣/ ٨٩، ٩٠) عن الحسن رحمه الله، وكذا البغوي في تفسيره: ٣/ ٢٩٩.
Icon