تفسير سورة النساء

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة النساء من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله جل ثناؤه: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ ﴾ [٣]١١٠- أنا أبو داود سليمان بن سيف، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أنه، سأل عائشة عن قول الله عز وجل ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ ﴾ قالت: يا ابن أختي، هي اليتيمة تكون في حَجْر وليِّها تشركه في مالها، فيعجبه مالها وجمالها، فيريد وليُها أن يتزوجها بغير أن يُقسط في صداقها فيعيطها مثل ما يعطيها غيره، فنُهوُا أن ينكحوهنَّ إلا أن يُقْسطوا لهُنَّ، ويبلغوا بهنَّ أعلى سنتهنَّ في الصَّداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهنَّ، قال عروة: قالت عائشة: ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية، فأنزل الله تبارك وتعالى﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ فِي يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ﴾[النساء: ١٢٧] فذكر الله أنه يُتلى عليكم في الكتاب الأول، قال الله ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ ﴾ قالت عائشة: وقول الله عز وجل في الآية الأخرى ﴿ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ﴾ رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال، قليلة الجمال قالت: فنُهوا أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم / عنهن إذا كنَّ قليلات المال والجمال.
قوله تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلَٰدِكُمْ ﴾ [١١]١١١- أنا الحسن بن محمد، نا حجاج أدَّاهُ عن ابن جريج قال: أخبرني ابن المُنكدر، عن جابر قال:" عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة يمشيان، فوجداني لا أَعقِل، فدعا بماء فتوضأ، ثم رشَّ عليَّ منه فأَفقت، فقلت: كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فأنزل الله ﴿ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلَٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ ﴾ ". ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلَٰدِكُمْ ﴾ [١١] ]٩/ ٧٤٤- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد، قال: ثنا شعبة، عن محمد بن المُنكدر، عن جابر بن عبد الله" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاده وهو لا يَعقل فتوضأ فصبَّ عليه من وضوئه فعقل فقلت: يرثُني كلالةً فكيف الميراث؟ فنزلت آية الفرائض ".
قوله تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [١٣]١١٢- أنا علي بن حُجر، نا علي بن مُسْهر، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: الإضرار في الوصية من الكبائر، ثم تلا ﴿ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ [١٣-١٤].
قوله تعالى: ﴿ أَوْ يَجْعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ﴾ [١٥]١١٣- أخبرني شعيب بن يوسف، عن يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن حطَّان بن عبد الله، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهنَّ سبيلا، البِكرُ بالبِكر جلد مائة ونفي سنة، والثَّيِّب بالثَّيِّب جلد مائة ورجم بالحجارة ".
قوله تعالى: ﴿ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرْهاً ﴾ [١٩]١١٤- أنا أحمد بن حرب، عن أسباط، عن الشَّيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس - قال أبو إسحاق: وذكر عطاء أبو الحسن، عن ابن عباس في هذه الآية ﴿ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ ﴾ قالوا: كانوا إذا مات / الرجل، كان أولياؤُه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاء زوَّجوها فهم أحق بها من أهلها، فنزلت هذه الآية في ذلك. ١١٥- نا علي بن المنذر، عن ابن فُضيل، نا يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي أُمامة، عن أبيه قال: لما توفي أبو قيس بن الأسلت، أراد ابنه أن يتزوج امرأته من بعده، فكان ذلك لهم في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل ﴿ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرْهاً ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَٱلْمُحْصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾ [٢٤]١١٦- أنا إسماعيل بن مسعود، نا خالد، عن سعيد، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن أبي علقمة، عن أبي سعيد أنه ذكر أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابوا سبايا من أهل الشِّرك، فكان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفُّوا عن غشيانهن من أجل أزواجهن، فنزلت ﴿ وَٱلْمُحْصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾.
١١٧- أنا يحيى بن حكيم، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن عثمان البتِّيِّ قال: سمعت أبا الخليل يحدث عن أبي سعيد قال: أصابوا سبياً لهنَّ أزواج فوطئوا بعضهن، فكأنهم أشفقوا من ذلك، فأنزل الله عز وجل ﴿ وَٱلْمُحْصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾.
١١٨- أنا يحيى بن حكيم، نا محمد بن جعفر، أنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس - مِثله.
قوله تعالى: ﴿ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ﴾ [٣١]١١٩- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا النَّضر، نا شعبة، عن عبيد الله ابن أبي بكر بن أنس قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الكبائر: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وقول الزور ". ١٢٠- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا بقيَّة، نا بَحِيرُ بن سعدٍ، عن خالد بن / معدان، أن أبا رُهمٍ السَّمعي حدثه أنَّ، أَبا أيوب الأنصاري حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" " من جاء يعبد الله، ولا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويجتنب الكبائر، فإن له الجنة " فسألوه عن الكبائر فقال: " الإشراك بالله، وقتل النفس المسلمة، والفرار يوم الزحف " ". ١٢١- أخبرني عبدة بن عبد الرحيم، أنا ابن شُميل، أنا شعبة، نا فراس قال: سمعت الشعبي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس ". ١٢٢- أنا موسى بن عبد الرحمن، نا أبو أسامة، عن بُريد، عن أبي بُردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اللهم اغفر لعبدي الله بن قيس، وثِبْه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما ". ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ﴾ [٣١] ]١٠/ ٧٤٥- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد [بن الحارث]، قاتل: حدثنا شعبة، عن عُبيد الله بن أبي بكر، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ح (وأنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا النَّضر، نا شُعبة، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الكبائر: الشِّرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النَّفس، وقول الزُّور ".
قوله تعالى: ﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَٰلِيَ مِمَّا تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ ﴾ [٣٣]١٢٣- أنا هارون بن عبد الله، نا أبو أسامة، نا إدريس بن يزيد، نا طلحة بن مُصَرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله ﴿ وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾ قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصار - دون رَحِمِه - للأُخوَّة التي آخا النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت الآية ﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَٰلِيَ مِمَّا تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ ﴾ قال: فنسختها ﴿ وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾ من النصر والنَّصيح والرِّفادة، ويوصي له وقد ذهب الميراث.
قوله تعالى: ﴿ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ ﴾ [٣٤]١٢٤- أنا عبدة بن عبد الله، أنا يزيد، أنا شعبة، عن أبي قَزعة، عن حكيم / بن معاوية، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل: ما حقُّ المرأة على زوجها؟ قال:" تطعمها إذا طَعِمْتَ، وتكسوها إذا اكْتَسَيت، ولا تضرب الوجه، ولا تُقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت ".
قوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ [٤١]١٢٥- أنا هنَّاد بن السَّري، عن علي - وهو ابن مُسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر:" " اقرأ علينا " قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وإنما أُنزل عليك؟ قال: " إني أُحب أن أسمعه من غيري " فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت قوله ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً ﴾ غمزني، فنظرت، فإذا عيناه تُهْرَاقان ".
قوله تعالى: ﴿ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ ﴾ [٤٣]١٢٦- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا أبو داود، نا سفيان، عن علي ابن بَذيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله ﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ ﴾ قال: نسختها﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ ﴾الآية [المائدة: ٦].
قوله تعالى: ﴿ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً ﴾ [٤٣]١٢٧- أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عقدٌ لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم/ وبالناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي قد نام، فقال: أحبست رسول الله والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي فما يمنعني من التحرك إلا مكان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله عز وجل آية التيمم ﴿ فَتَيَمَّمُواْ ﴾ قال أُسيد بن حُضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قال: فبعثنا البعير الذي كُنتُ عليه، فوجدنا العقد تحته ". ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ ﴾ [٤٣] ]١١/ ٧٤٦- (عن) عمرو بن علي، (عن) ابن مهدي، (عن) سفيان، (عن) عطاء بن السائب، (عن) أبي عبد الرحمن السُّلمي، (عن) علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رجلا من الأنصار دعاه وعبد الرحمن ابن عوف، فسقاهما قبل أن تُحرَّم الخمر، فأمَّهم علي في المغرب فقرأ﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ ﴾[الكافرون: ١] فخلط فيها، فنزلت ﴿ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ ﴾ [٥١]١٢٨- نا إسحاق بن إبراهيم، أنا المُعتمر، عن عوف قال: حدثني حيَّان باصطخْر، عن قَطَن بن قَبيصة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الطَّرْق، والطِّيَرة، والعِيافَة من الجِبْت ".
قوله تعالى: ﴿ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ ﴾ [٥٩]١٢٩- أنا الحسن بن محمد، نا حجاج، عن ابن جُريج قال: أخبرني يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ نزلت في عبد الله بن حُذافة بن قيس بن عدي السَّهمي إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في السَّرية.
قوله تعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [٦٥]١٣٠- أنا قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة أنه حدثه أن، عبد الله بن الزبير حدثه" أن رجلاً خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شِرَاج الحرَّة التي كانوا يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سَرِّح الماء يمُرُّ، فأبى عليهم، فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال/ رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: " اسقِ يا زُبير، ثم أرسل إلى جارك ". فغضب الأنصاري، فقال: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك، فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: " يا زبير، اسق ثم احبِس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر " "قال الزبير: والله إني أحسب هذه الآية نزلت في ذلك ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ ﴾ [٦٩]١٣١- أنا محمد بن عبد الله بن المبارك، نا وكيع، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة قالت:" كُنتُ أسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يُخيَّر بين الدنيا والآخرة، فأخذَتْه بُحَّة في مرضه الذي مات فيه، فسمعته يقول: ﴿ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً ﴾ فظننت أنه خُيِّر ".
قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ ﴾ [٧٧]١٣٢- أنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: أنا أبي، قال أنا الحسين بن واقد، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس،" أن عبد الرحمن بن عوف، وأصحابا له أتَوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فقالوا: يا نبي الله، إنَّا كنا في عِزٍّ ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذِلَّة، فقال: " إني أمرت بالعفو، فلا تُقاتلوا القوم " فلما حوله الله إلى المدينة أمر بالقتال فكفُّوا، فأنزل الله عز وجل ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ [وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ] ﴾ [٨٨]١٣٣- أنا محمد بن بشار، حدثنا محمد، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت قال في/ هذه الآية ﴿ فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَٱللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوۤاْ ﴾ قال: رجع ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد، فكان الناس فيهم فرقتين، فريق منهم يقول: اقتُلهم، وفريق يقول: لا، فنزلت الآية ﴿ فَمَا لَكُمْ فِي ٱلْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ ﴾، وقال: إنها تنفي الخَبَث كما تنفي النار خَبَثَ الفضَّة.
قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ ﴾ [٩٣]١٣٤- أنا محمد بن المُثنى، نا محمد، نا شعبة، عن منصور، عن سعيد بن جبير قال: أمرني عبد الرحمن بن أَبْزى أن أسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ ﴾ فسألته، فقال: لم ينسخها شيء، وعن هذه الآية﴿ وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ ﴾[الفرقان: ٦٨] قال: أُنزلت في أهل الشرك. ١٣٥- أنا أزهر بن جميل، نا خالد بن الحارث، نا شعبة، عن المغيرة بن نعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: اختلف أهل الكوفة في هذه الآية ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً ﴾ فرحلت إلى ابن عباس فسألته فقال: لقد نزلت في آخر ما نزلت ما نسخها شيء.
قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ [٩٤]١٣٦- أنا محمد بن عبد الله بن يزيد، نا سفيان، عن عمرٍو، سمع عطاء، عن ابن عباس قال: لحق المسلمون رجلا في غُنَيمة له، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غُنَيمته، فأنزل الله عز وجل ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ تلك الغُنيمة.
قوله تعالى: ﴿ لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [٩٥]١٣٧- أنا الحسن بن محمد، نا حجاج، عن ابن جُريج قال: أخبرني عبد الكريم أنه سمع مِقْسَما يُحدِّث، عن ابن عباس قال: ﴿ لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ/ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ عن بدر، والخارجون إلى بدر، قال عبد الرحمن بن جحش الأَسدي، وعبد الله - وهو ابن أُمِّ مكتوم: إنا أَعْمَيان يا رسول الله، فهل لنا رُخصة؟ فنزلت ﴿ لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلْمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ دَرَجَةً ﴾ فهؤلاء القاعدون غيرُ أُولي الضرر.
﴿ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ ﴾ [٩٥-٩٦] على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر. قوله تعالى: ﴿ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ ﴾ [٩٥]١٣٨- أنا نصر بن علي، نا المُعتمر، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر كلمة معناها، قال:" " اتوني بالكتف والدَّواة " فكتب ﴿ لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِين ﴾ وعمرو بن أمِّ مكتوم خلفه قال: هل من رُخصة؟ فنزلت ﴿ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ ﴾ [٩٨]١٣٩- أنا زكريا بن يحيى، نا إسحاق، نا المُقري، نا حيوة بن شُرَيح، أنا محمد بن عبد الرحمن قال: قُطع على أهل المدينة بعثٌ إلى اليمن فاكتتبتُ فيه فَلَقيت عكرمة فأخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي، وقال: أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يُكثِّرون سواد المشركين فيأتي أحدهم السهم يُرْمى به فيُصيبه فيقتله أو يُضرب فيُقتل، فنزلت ﴿ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ ﴾ الآية [النساء: ٩٧].
قوله عزَّ وجل: ﴿ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَٰوةِ ﴾ [١٠١]١٤٠- أخبرني شعيب بن يوسف، عن يحيى وهو ابن سعيد القطَّان، عن ابن جريج، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، عن عبدالله بن باباه، عن يعلى بن أمية قال: قلت لعُمر: إقصار الصلاة، قال الله عز وجل/ ﴿ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ ﴾ وقد ذهب ذلك الآن، قال: عَجبتُ مما عَجبتَ منه، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" صدقة تصدق الله عليكم، فاقبلوا صدقته ".
قوله تعالى: ﴿ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ ﴾ [١٠٢]١٤١- أنا أحمد بن الخليل، والعباس بن محمد قالا: حدثنا حجَّاج قال: قال ابن جريج: أخبرني يعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَىۤ ﴾: عبد الرحمن بن عوف - زاد أحمد - كان جريحا. ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ ﴾ [١٠٢] ]١٢/ ٧٤٧- أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني سعيد بن عبيد الهُنائي، قال: حدثنا عبد الله بن شقيق، قال: حدثنا أبو هريرة،" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلا بين ضَجْنان وعُسْفان مُحاصر المُشركين، فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاةً هي أحبُّ إليهم من أبنائهم وأبكارهم، أجمعوا أمركم ثم ميلوا عليهم ميلة واحدة. فجاء جبريل عليه السلام فأمره أن يَقسم أصحابه نصفين، فيُصلي بطائفة منهم، وطائفة مُقْبلون على عدوِّهم قد أخَّذوا حذرهم وأسلحتهم فيصلي بهم ركعة، ثم يتأخر هؤلاء ويتقدم أولئك فيُصلي بهم ركعة تكون لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ركعة وللنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان ".
قوله تعالى: ﴿ لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ ﴾ [١٢٣]١٤٢- أنا أبو بكر بن علي، نا يحيى بن معين، نا ابن عيينة، عن ابن مُحيصن، عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبي هريرة قال: لما نزلت ﴿ لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ شقَّ ذلك على المسلمين، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال:" قاربوا، وسدِّدوا، ففي كل ما يُصابُ به العبد كفارة، حتى النكبة يُنكَبها والشوكة يُشَاكها ".
قوله تعالى: ﴿ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴾ [١٢٥]/ ١٤٣- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا زكريا بن عدي، نا عبيد الله، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن عمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني جُندب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يتوفى بخمس يقول:" قد كان لي منكم أُخْوة وأصدقاء، وإني أبرأُ إلى كل خليل من خُلَّته، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلا، وإن ربي اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ".
قوله تعالى: ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا ﴾ [١٢٧]١٤٤- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عيسى بن يونس، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة في قوله ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ فِي يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ ﴾ قالت: أنزلت في اليتيمة تكون عند الرجل لعلها [أن] تكون قد شركته في ماله وهو وليها فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيَعضُلُها، فأنزل الله جل وعز ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً ﴾ [١٢٨]١٤٥- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة في قوله تعالى ﴿ وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً ﴾ أُنزلت في المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها، فيُريد أن يُطلقها ويتزوج غيرها، فتقول: لا تطلقني وأمسكني، وأنت في حِلٍّ من النفقة والقسمة لي، فأنزل الله جل وعز ﴿ فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً ﴾.
قوله تعالى: ﴿ فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ﴾ [١٤٠]١٤٦- أنا علي بن حُجر، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ويل للَّذي يُحدِّث فيكذب فيُضحك به القوم، ويلٌ له ويلٌ له ". علامة المنافق١٤٧- أنا قتيبة بن سعيد، نا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" آية المنافق ثلاث، إذا حدَّث كذب، وإذا اؤتُمن خان، وإذا وعد أَخْلف ".
قوله جل ثناؤه: ﴿ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ ﴾ [١٦٣]١٤٨- أنا محمد بن سلمة، أنا ابن القاسم، عن مالك، قال: حدثني هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة،" أن الحارث بن هشام/ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، كيف ياتيك الوحيُّ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشدُّهُ عليَّ، فيُفْصَم عنِّي، وقد وَعَيت ما قال، وأحيانا يتمثَّل لي الملك رجلا، فيُكلِّمني، فأعي ما يقول "، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيَفصِم عنه، وإن جبينه ليَتَفَصَّد عرقا ". ١٤٩- أنا قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن سعيد المَقْبُري، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من الأنبياء من نبيٍّ إلا قد أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيت وحياً أوحَاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ".
قوله تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً ﴾ [١٦٤]١٥٠- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنت الذي اصطفاك الله برسالته، وكلمك تكليما، أتلومني أن أعمل عملاً كتبه الله عليَّ قبل أن يخلُق السموات والأرض؟ فحجَّ آدم موسى ".
قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ﴾ [١٧١]١٥١- أنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد، نا معبد بن هلال، قال: اجتمع رهط من أهل البصرة، فانطلقنا إلى أنس بن مالك فانتهينا إليه وهو يصلي الضُّحى، فانتظرنا حتى فرغ، فدخلنا عليه، فأجلس ثابتا على سريره، فقال له: يا أبا حمزة، إن إخواننا يسألونك عن حديث رسول الله / صلى الله عليه وسلم في الشَّفاعة، قال أنس: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم:" إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيُؤتى آدم، فيُقال له: يا آدم، اشفع لذريتك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فهو خليل الرحمن، فيُؤتى إبراهيم، فيقول: - يعني لست لها - ولكن عليكم بموسى، فهو كليم الله، فيُؤتى موسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى، فهو روح الله وكلمته، فيُؤتى عيسى صلى الله عليه وسلم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأُوتَى فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي، فيُؤذن لي عليه، فأقوم بين يديه، فيُلْهمني محامد لا أقدر عليها الآن، فأحمده بتلك المحامد، ثم أَخرُّ له ساجداً، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، قل تُسمَع، سل تُعْطَ، واشْفع تُشَفَّع، فأقول: أي ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيُقال: انطلق، فمن كان في قلبه - إما قال: مثقال بُرَّة أو شعيرة - من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجدا، فيُقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تُسمَع، وسل تُعْطَ، واشْفع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيُقال: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تُسمَع، وسل تُعْطَ، واشْفع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيُقال: انطلق، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبَّة خردل، فأخرجه من النار، فأنطلق... "حديث أنس إلى منتهاه. ١٥٢- أخبرني محمود بن خالد، نا عمر - يعني ابن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن عُمير بن هانيء، حدثني جُنادة بن أبي أمية، عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من شهد أن لا إله إلا الله،/ وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان منه ".
قوله تعالى: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ ﴾ [١٧٦]١٥٣- أنا يوسف بن حماد، نا سفيان بن حبيبت، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: آخر آية نزلت ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ ﴾.
١٥٤- أنا محمد بن منصور، عن سفيان قال: سمعت محمد بن المنكَدر يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول:" مرضتُ، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه يعُوداني وهما يمشيان، فوجداني قد أُغمي عليَّ، فتوضَّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصبَّ وضُوءَه عليَّ فأفقت، قلت: يا رسول الله، كيف أُوصي في مالي؟ كيف أُوصي في مالي؟ كيف أصنع في مالي، فلم يُجبني بشيء حتى نزلت آية الميراث ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ ﴾ ". ١٥٥- أنا إسحاق بن إبراهيم، نا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجَعد، عن مَعدان بن أبي طلحة اليَعْمُري أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة، فقال: إني لا أدع شيئاً بعدي أهمَّ إليَّ من الكلالة ولا أغلظ لي في شيء مذ - يعني صَحِبته - ما أغلظ لي في الكلالة حتى طعن بأُصبعه في صدري، وقال:" يا عمر، إنما يكفيك آية الصَّيف التي في سورة النساء "، وإني إن أعِش أَقضِ فيها بقضيَّة يقضي بها من يقرأ القرآن، ومن لا يقرأ.- مختصر. ١٥٦- أنا علي بن حُجر، حدثنا سعدان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن البراء قال: آخر آيات أُنزلت في القرآن آخر سورة النساء/. ذيل التفسيرقوله تعالى [ ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ ﴾ [١٧٦] ]
Icon