تفسير سورة النساء

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة النساء من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

(بسم الله الرّحمن الرّحيم)

سورة «النساء» (٤)
[ «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي] تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ» (١) :«١» اتّقوا الله والأرحام نصب، ومن جرها فإنما يجرها بالباء.
«كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» (١) : حافظا، وقال أبو دؤاد الإيادىّ:
كمقاعد الرّقباء للضّرباء أيديهم نواهد «٢» الضريب الذي يضرب بالقداح نهدت أيديهم أي مدّوها.
«إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً» (٢) أي إثما، قال أميّة بن الأسكر اللّيثىّ:
وإنّ مهاجرين تكنّفاه غداة إذ لقد خطئا وحابا «٣»
(١) قرأ حمزة بالخفض «تساءلون به والأرحام»، والباقون بالنصب، انظر الداني ٩٣.
(٢) : أبو دؤاد: شاعر جاهلى، وهو أحد وصافى الخيل المجيدين، له ترجمة فى الشعراء ١٢٠، والأغانى ١٥/ ٩١، والسمط ٨٧٩. - والبيت فى الجمهرة ٢/ ٣٠٤، والأغانى ١٥/ ٩٤، واللسان والتاج (رقب).
(٣) :«أمية بن الأسكر الليثي» ويقال الأشكر بالمعجمة شاعر مخضرم، أدرك الإسلام فأسلم، انظر المعمرين رقم ٦٩ والأغانى ١٨/ ١٥٦، والإصابة ١/ ١٥٠، والخزانة ٢/ ٥٠٥. - والبيت فى طبقات الجمحي ٤٤، والطبري ٤/ ١٥٤، والأغانى ١٨/ ١٥٨، والإصابة ١/ ١٥٠، والخزانة ٢/ ٥٠٢ وهو من كلمة قالها فى ابنه كلاب الذي لقى ذات يوم طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام فسألهما: أي الأعمال أفضل فى الإسلام؟ فقالا: الجهاد، فسأل عمر فأغزاه فى جيش، وكان أبوه كبر وضعف فطالت غيبته عنه فقال... إلخ.
وقال الهذلىّ:
ولا تخنوا علىّ ولا تشطّوا بقول الفخر إنّ الفخر حوب «١»
«وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا» (٣) وإن أيقنتم ألّا تعدلوا.
«مِنَ النِّساءِ مَثْنى» (٣) أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عنمة الضّبى:
يباعون بالبعران مثنى وموحدا «٢»
وقال الشاعر:
ولكنما أهلى بواد أنيسه ذئاب تبغّى الناس مثنى وموحدا «٣»
(١) الهذلي: أبو ذؤيب. - والبيت فى ديوان الهذليين ١/ ٩٨، وفى الأضداد لابن الأنبارى ١١٠. [.....]
(٢) : ابن عنمة: هو عبد الله بن عنمة الضبي من الشعراء المخضرمين، انظر الاشتقاق ١٢٣ والمؤتلف ٩٤ والخزانة ٣/ ٥٨٠.
(٣) : البيت لساعدة بن جؤية فى ديوان الهذليين ١/ ٢٧٧. وفى الكتاب ٢/ ١٥، والمذكر والمؤنث لأبى حاتم ١١٠ آوالزجاج ١/ ٥٧ ب، والاقتضاب ٤٦٧ والشنتمرى ٢/ ١٥، والقرطبي ٥/ ١٦ واللسان (بغى) والعيني ٤/ ٣٥٠.
114
قال النحويون: لا ينون «١» «مثنى» لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا: اثنين وكذلك ثلاث ورباع لا تنوين فيهما، لأنه «٢» ثلاث وأربع فى قول النحويين، قال صخر بن عمرو بن الشّريد السلمىّ:
ولقد قتلتكم ثناء وموحدا... وتركت مرّة مثل أمس المدبر «٣»
فأخرج اثنين على مخرج ثلاث، قال صخر الغىّ الهذلي:
منت لك أن تلاقينى المنايا... أحاد أحاد فى شهر حلال «٤»
(١) - س ٤ من ص ١١٦ «لا ينون... عشارا». ورد فى البخاري: مثنى وثلاث ورباع اثنين وثلاثا وأربعا، ولا تجاوز العرب رباع. وقال ابن حجر (٨/ ١٧٨) : كذا وقع لأبى ذر، فأوهم أنه عن ابن عباس، وإنما هو تفسير أبى عبيدة قال: لا تنوين...
وأربع. ثم أنشد شواهد لذلك ثم قال ولا تجاوز العرب «رباع» غير أن الكميت قال:
«فلم يستريثوك» البيت: انتهى.
(٢) «لأنه» : أي لأن الحد.
(٣) : صخر: هو أخو الخنساء، ترجمته مع ترجمتها فى مقدمة ديوانها والشعراء ١٩٧ والأغانى ١٣/ ١٣٩. - والبيت: فى الطبري ٤/ ١٥٩ والمذكر والمؤنث لأبى حاتم ١١٠ آوالأغانى ١٣/ ١٢٩ والعقد الفريد ٣/ ٣٢١ والاقتضاب ٢٧٠، ٤٦٦ والخزانة ٢/ ٤٧٤. صوب ابن السيد رواية البيت هذه كما أنشد عن أبى عبيدة ثم قال: والشعر لصخر... يقوله لبنى مرة بن سعد بن ذبيان.
(٤) صخر الغى الهذلي: أخباره فى الأغانى ٢٠/ ٢٠. - والبيت قد نسب فى الأصليين إلى صخر الغى الهذلي، ولم أجده فى أشعاره، وهو فى كلمة لعمرو ذى الكلب الهذلي فى ديوان الهذليين ٣/ ١١٧ وفى الجمهرة (٢/ ١٢٧) وفى الطبري ٤/ ١٥٩ واللسان (منى) من غير عزو.
115
منت لك، تقول: قدّرت لك، والمنايا: الأقدار، يقال: منت تمنى له منيا فأخرج الواحد مخرج ثناء وثلاث، ولا تجاوز العرب رباع، غير أن الكميت بن زيد الأسدىّ قال:
فلم يستريثوك حتى رميت فوق الرّجال خصالا عشارا «١» فجعل عشار على مخرج ثلاث ورباع.
«فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا» (٣) :«٢» مجازه: أيقنتم، قالت ليلى بنت الحماس:
قلت لكم خافوا بألف فارس مقنّعين فى الحديد اليابس
أي أيقنوا. قال: «٣» لم أسمع هذا من أبى عبيدة.
(١) فى الطبري ٤/ ١٥٩ والكشف والبيان ٢٧٢ (نسخة جامعة إستانبول) والاقتضاب ٤٦٧ والقرطبي ٥/ ١٦ والصحاح واللسان والتاج (عشر) وابن يعيش ١/ ٧٥ والخزانة ١/ ٨٢.
(٢) «فإن خفتم... إلخ» : قال أبو حاتم فى الأضداد (٨٨) : وكان أبو عبيدة يقول: خاف من الخوف ومن اليقين، وكان يقول: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا» يريد أيقنتم، ولا علم لى بهذا لأنه قرآن، فإنما نحكيه عن رب العالمين، ولا ندرى لعله ليس كما يظن.
(٣) قال: القائل هو أبو الحسن الأثرم.
116
«ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا» (٣) أي أقرب ألا تجوروا، تقول: علت علىّ أي جرت علىّ.
«وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً» (٤) أي مهورهن عن طيب نفس بالفريضة بذلك.
«الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً» (٥) : مصدر يقيمكم، ويجىء فى الكلام فى معنى قوام فيكسر، وإنما هو من الذي يقيمك، وإنما أذهبوا الواو لكسرة القاف، وتركها بعضهم كما قالوا: ضياء للناس وضواء للناس.
«وَابْتَلُوا الْيَتامى» (٦) أي اختبروهم.
«إِسْرافاً» (٧) الإسراف: الإفراط.
«وَبِداراً» (٧) أي مبادرة قبل أن يدرك فيؤنس منه الرّشد فيأخذ منك.
«فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ» (٧) أي لا يتأثّل مالا، التأثل: اتخاذ أصل مال، والأثلة: الأصل، قال الأعشى:
ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ولست ضائرها ما أطّت الإبل «١»
(١) : ديوانه ٤٦- والسمط ٥٣ والأساس واللسان والتاج (أثل) والخزانة ١/ ١٥٩.
مجد مؤثّل: قديم له أصل.
«نَصِيباً مَفْرُوضاً» (٨) : نصب على الخروج من الوصف.
«قَوْلًا سَدِيداً» (١٠) أي قصدا.
«فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ» (١٢) أي أخوان فصاعدا، لأن العرب تجعل لفظ الجميع على معنى الإثنين، قال الراعي:
أخليد إنّ أباك ضاف وساده... همّان باتا جنبة ودخيلا «١»
طرقا فتلك هماهمى أقريهما... قلصا لواقح كالقسىّ وحولا
فجعل الإثنين فى لفظ الجميع وجعل الجميع فى لفظ الاثنين.
«أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً» (١٢) أدنى نفعا لكم.
«فَلَهُنَّ الثُّمُنُ» (١٣). «والرُّبُعُ» والمعنى واحد (؟).
«كَلالَةً» (١٣) : كل من لم يرثه أب أو ابن أو أخ فهو عند العرب كلالة.»
(١) : الراعي: اسمه عبيد بن معاوية من بنى نمير، يكنى أبا جندل، شاعر إسلامى (الأغانى ٢٠/ ١٦٨ والخزانة ١/ ٥٠٤). - والبيتان من قصيدة فى آخر ديوان جرير (مصر ١٣١٣) ٢/ ٢٠٢ وجمهرة الأشعار ١٧٢. - والبيت الأول فى السمط ٨٩٧ والثاني فى اللسان (همم).
(٢) «كل... العرب كلالة» : روى القرطبي (٥/ ٧٧) هذا الكلام عنه فقال: وذكر أبو حاتم والأثرم عن أبى عبيدة قال: كل... كلالة، قال أبو عمرو ذكر أبى عبيدة الأخ هنا مع الأب والابن من شرط الكلالة غلط لا وجه له، ولم يذكره فى شرط الكلالة غيره.
«يُورَثُ كَلالَةً» : مصدر من تكلله النسب، «١» أي تعطّف النسب عليه، ومن قال: «يُورَثُ كَلالَةً» فهم الرجال الورثة، أي يعطف النسب عليه.
«تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ» (١٣) : فرائض الله.
«وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ» (١٤) : واحدها التي، وبعض العرب يقول:
اللواتى وبعضهم يقول: اللاتي، قال الراجز:
من اللواتى والّتى واللّاتى زعمن أنى كبرت لداتى «٢»
أي أسنانى وقال الأخطل:
من اللّواتى إذا لانت عريكتها يبقى لها بعده آل ومجلود «٣»
آلها: شخصها، ومجلودها جلدها، وقال عمر بن أبى ربيعة:
(١) «١ مصدر من تكلله النسب» : روى ابن مطرف (القرطين ١/ ١١٦) هذا الكلام عنه، وأخذه البخاري (٥/ ١٧٥).
(٢) : قال البغدادي فى الخزانة: لا أعرف ما قبله ولا قائله مع كثرة وجوده فى كتب النحو وهو فى الصحاح واللسان والتاج (التي) والقرطبي ٥/ ٨٣. [.....]
(٣) ديوانه ١٤٨ واللسان والتاج (عرك).
من اللاتي لم يحججن يبغين حسبة ولكن ليقتلن البريء المغفلا «١»
«أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (١٧) : أفعلنا من العتاد، ومعناها:
أعددنا لهم «٢» و «أَلِيماً» مؤلما.
«وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (١٨) أي خالقوهنّ. «٣»
«بُهْتاناً» (١٩) أي: ظلما. «٤»
«أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ» (٢٠) : المجامعة.
[ «ميثاقا» ] (٢٠) : الميثاق، مفعال من الوثيقة بيمين، أو عهد، أو غير ذلك، إذا استوثقت.
«وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ» (٢١) : نهاهم أن ينكحوا نساء آبائهم، ولم يحلّ لهم ما سلف، أي ما مضى، ولكنه يقول: إلّا ما فعلتم.
(١) : لم أجد البيت فى ديوان عمر بن أبى ربيعة، ورأيته عند الزجاج ١/ ٦٣ ب بغير عزو وهو منسوب إلى الحارث بن خلد (؟) فى نسخة.
(٢) «أعتدنا... أعددنا» : روى الطبري (٤/ ٢٠٧) هذا الكلام عن بعض البصريين، ولعله يعنى أبا عبيدة، وأخذه البخاري برمته عن أبى عبيدة، وعزاه الشارح ابن حجر له فى فتح الباري ٨/ ١٨١.
(٣) «خالقوهن» : هذا التفسير بمعناه فى الطبري ٤/ ٢١٣.
(٤) ظلما: انظر الطبري ٤/ ٢١٤.
«إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا» (٢١) أي بئس طريقة ومسلكا، ومن كان يتزوج امرأة أبيه فولد له منها، يقال له: مقتى، «١» ومقتوى من قتوت، وهذا من مقت [كان الأشعث بن قيس «٢» منهم، تزوج قيس بن معدى كرب امرأة أبيه، فولدت له الأشعث، «٣» وكان أبو عمرو بن أميّة خلف على العامرية امرأة أبيه فولدت له أبا معيط].
«وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ» (٢٢) بنات المرأة من غيره. ربيبة الرجل: بنت امرأته، ويقال لها: المربوبة، وهى بمنزلة قتيلة ومقتولة.
«فِي حُجُورِكُمْ» (٢٢) فى بيوتكم، ويقال: إن عائشة «٤» كتبت إلى حفصة:
(١) مقتى: قال ابن عطية: وقال أبو عبيدة وغيره: كانت العرب تسمى الولد الذي يجىء من زوج الوالد المقتى (المحرر الوجيز ١/ ١٨٧ آ).
(٢) الأشعث بن قيس: هو معد يكرب بن معاوية الكندي له ترجمة فى التهذيب للنووى ١/ ١٢٣ والكامل لابن الأثير ١٠/ ٣٣٨ والإصابة ١٤/ ١٩٧.
(٣) كان الأشعث... أبا معيط: ملخص هذا الكلام فى عين المعاني، للسجاوندى (١/ ١١٦ ب نسخة كوبريلى).
(٤) عائشة: من زوجات النبي عليه السلام، ترجمتها عند النووي ٢/ ٣٥٠ والإصابة ٣/ ٦٩٩ وحفصة: من زوجات النبي عليه السلام ترجمتها عند النووي ٣/ ٣٣٠ والإصابة ٤/ ٥٣٠:
إن ابن أبى طالب بعث ربيبه ربيب السّوء، تعنى محمد بن أبى بكر، «١» وكانت أمه أسماء بنت عميس، عند على بن أبى طالب ويقال للزوج أيضا: هو ربيب ابن امرأته، وهو راب له، فخرجت مخرج عليم فى موضع عالم.
«وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ» (٢٢) حليلة الرجل: امرأته.
«وَالْمُحْصَناتُ» (٢٣) : ذوات الأزواج، والحاصن: العفيفة، قال العجاج:
وحاصن من حاصنات ملس من الأذى ومن قراف الوقس «٢»
أي الجرب.
«كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» (٢٣) أي: كتب الله ذاك عليكم، والعرب تفعل مثل هذا إذا كان فى موضع «فعل» أو «يفعل»، نصبوه.
عن أبى عمرو بن العلاء، قال كعب بن زهير:
تسعى الوشاة جنابيها وقيلهم إنّك يا ابن أبى سلمي لمقتول «٣»
(١) محمد بن أبى بكر الصديق. وانظر خبره فى الكامل لابن الأثير ٣/ ٢٩٥:
أسماء بنت عميس: كانت زوج أبى بكر الصديق فمات عنها ثم تزوجها على بن أبى طالب.
انظر ترجمتها فى تهذيب النووي ٢/ ٣٣٠.
(٢) : فى ديوانه ٧٨ ومحاسن الأراجيز ٧- والطبري ٥/ ٦ والجمهرة ٢/ ١٦٥ واللسان والتاج (حصن وقس)
(٣) : من قصيدته التي أولها:
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول
وهو فى ديوانه ١٩ وجمهرة الأشعار ١٥٠. - وقيلهم: قال شارح الديوان:
ورواه أبو عبيدة بالنصب.
قال: «١» سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: معناها: ويقولون، وكذا كل شىء من هذا المنصوب كان فى موضع «فعل» أو «يفعل»، كقولك: «صبرا ومهلا وحلّا، «٢» أي: اصبر، وأمهل، وتحلّل.
«ما وَراءَ ذلِكُمْ» (٢٣) : ما سوى ذلك.
«مُسافِحِينَ» (٢٣) : المسافح، الزاني، ومصدره: السّفاح.
«وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ» (٢٣) : لا إثم عليكم، ولا تبعة.
«طَوْلًا» (٢٤)، الطول: السّعة والفضل، تقول للرجل: مالك على فضل ولا طول.
«فَتَياتِكُمُ» (٢٤) إماءكم، وكذلك العبيد، يقال للعبد: فتى فلان.
«وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ» (٢٤)، أي: مهورهنّ.
«نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ» (٢٤) من عقوبة الحدّ.
«الْعَنَتَ» (٢٤) كل ضرر، تقول: أعنتنى.
(١) قال: القائل هو أبو عبيدة.
(٢) حلا: يقال للرجل إذا أمعن فى وعيد أو أفرط فى فخر أو كلام: حلا أبا فلان أي تحلل فى يمينك (اللسان). [.....]
«سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ» (٢٥) أي سبل الذين من قبلكم.
«يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ» (٢٧) إيجاب.
«وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ» (٢٨) أي لا تهلكوها.
«وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ» (٣٢) «١» أي أولياء ورثة، المولى ابن العم، والمولى الحليف وهو العقيد والمنعم عليه، والمولى الأسفل، والمولى الولىّ «اللهم من كنت مولاه» والمولى، المنعم على المعتق، وقال الشاعر:
(١) «موالى... إلخ» : قال البخاري: وقال معمر: أولياء... فى الدين:
قال ابن حجر (٨/ ١٨٦) : ومعمر هذا بسكون المهملة، وكنت أظنه معمر بن راشد إلى أن رأيت الكلام المذكور فى «المجاز» لأبى عبيدة، واسمه معمر بن المثنى ولم أره عن معمر بن راشد، وإنما أخرج عبد الرزاق عنه فى قوله: «ولكل جعلنا موالى»، قال: الموالي الأولياء الأب والأخ والأبن وغيرهم من العصبة، وكذا أخرجه إسماعيل القاضي فى الأحكام من طريق محمد بن ثور عن معمر وقال أبو عبيدة:
ولكل جعلنا... ابن العم، وساق ما ذكره البخاري وأنشد فى المولى ابن العم.
«مهلا» البيت. ومما لم يذكره: وقال الأصمعى فى الأضداد (٢٤) وتبعه ابن السكيت فى كتابه بمعناه (١٨٥) : قال أبو عبيدة وللمولى سبعة مواضع: المولى ذو النعمة من فوق، والمولى المنعم عليه من أسفل، وفى كتاب الله تبارك وتعالى «فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ» (٣٣/ ٥)، والمولى فى الدين من الموالاة وهو الولي ومنه قول الله جل ثناؤه «ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ» (٤٧/ ١٢)، وقال عز وجل «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ» (٦٦/ ٤)، وجاء فى الحديث من كنت مولاه فإن عليا مولاه... ، والمولى ابن العم... ، والمولى الحار... ، والمولى الحليف... ، والمولى الصهر... إلخ.
ومولى كداء البطن لو كان قادرا على الموت أفنى الموت أهلى وماليا «١»
يعنى ابن العم، وقال الفضل بن عبّاس:
مهلا بنى عمّنا مهلا موالينا لا تظهرن لنا ما كان مدفونا «٢»
وقال ابن الطّيفان من بنى عبد الله بن دارم والطّيفان أمّه:
ومولى كمولى الزّبرقان ادّملته كما اندملت ساق يهاض بها كسر «٣»
ادّملته: أصلحته واحتملت ما جاء منه.
«والّذين عاقدت أيمانكم» (٣٢) عاقدة، حالفه.
«فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ» (٣٣) أي لا تعلّلوا عليهن بالذنوب.
[ «نشوزهنّ» ] (٣٣) النشوز: بعض الزوج. «٤»
(١) لم أجده فى المراجع التي رجعت إليها.
(٢) الفضل بن العباس: ابن عتبة بن أبى لهب، أحد شعراء بنى هاشم المذكورين وفصحائهم، أخباره ونسبه فى الأغانى ١٥/ ٢، وذكره ابن الأثير ٢/ ٣٢٠. - والبيت فى الكامل ٧٣٦، والطبري ٥/ ٣٢، والقرطبي ١١/ ٧٨، واللسان والتاج (ولى).
(٣) ابن الطيفان: هو خالد بن علقمة، أحد بنى مالك بن زيد بن عبد الله ابن دارم، فارس شاعر، انظر المؤتلف ٤٩. - والبيت فى المؤتلف ١٤٩، واللسان (دمل).
(٤) بغض الزوج: فى القرطين ٥/ ٤٧ بغض المرأة للزوج.
«وَإِنْ خِفْتُمْ» (٣٤) : أيقنتم.
«شِقاقَ بَيْنِهِما» (٣٤) أي تباعد.
«وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» (٣٥) : مختصر، تفعل العرب ذلك، فكان فى التمثيل: واستوصوا بالوالدين إحسانا. «١»
«وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى» (٣٥) القريب، «وَالْجارِ الْجُنُبِ» (٣٥) الغريب، يقال: ما تأتينا إلا عن جنابة، أي من بعيد، قال علقمة بن عبدة:
فلا تحرمنى نائلا عن جنابة فإنى امرؤ وسط القباب غريب «٢»
وإنما هى من الاجتناب، وقال الأعشى:
أتيت حريثا زائرا عن جنابة فكان حريث عن عطائى جامدا «٣»
«وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ» (٣٥) أي: يصاحبك فى سفرك، ويلزمك، فينزل إلى جنبك:
«وَابْنِ السَّبِيلِ» (٣٥) : الغريب.
(١) «واستوصوا... إحسانا» : نقل الطبري هذا الكلام ٥/ ٥٠.
(٢) : فى ديوانه من الستة ١٠٧ والمفضليات ٧٨٩ والكامل ٤٣٧ والزجاج ١/ ٧١ ب والشنتمرى ٢/ ٤٢٣ والقرطبي ٥/ ١٨٣، ١٣/ ٢٥٧ والراغب واللسان والتاج (جنب).
(٣) : فى ديوانه ٤٩- والكامل ٤٣٦ والطبري ٥/ ٥٢ والقرطبي ٥/ ١٧٣
[ «مختالا» ] (٣٥) : المختال، ذو الخيلاء والخال، «١» وهما واحد، ويجىء مصدرا، قال العجّاج:
والخال ثوب من ثياب الجهّال «٢»
وقال العبدىّ:
فإن كنت سيّدنا سدتنا وإن كنت للخال فاذهب فخل «٣»
أي: اختل.
«فَساءَ قَرِيناً» (٣٧) أي: فساء الشيطان قرينا، على هذا نصبه.
«وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ» (٣٨) أي أعطوا فى وجوه الخير.
«مِثْقالَ ذَرَّةٍ» (٣٩) أي زنة ذرة.
«يُضاعِفْها» (٣٩) أضعافا، ويضعّفها ضعيفين. «٤»
(١) «ذو الخيلاء والخال» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ١٨٨.
(٢) فى ملحق ديوانه ٨٦- والطبري ٥/ ٥٤ وللسمط ٩٢٠ واللسان والتاج (خيل).
(٣) والبيت فى الطبري ٥/ ٥٤ واللسان والتاج (خيل).
(٤) «يضاعفها... ضعفين» : نقل القرطبي (٥/ ١٩٥) هذا الكلام عن أبى عبيدة، وقال الطبري (٥/ ٥٥) : فى قول بعض أهل العربية (يعنى أبا عبيدة) «يضاعفها أضعافا كثيرة» ولو أريد به فى قوله: يضعف ذلك ضعفين، لقيل: يضعفها بالتشديد.
«لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ» (٤١) : لو يدخلون فيها حتى تعلوهم.
«وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ» (٤٢) معناه فى هذا الموضع: لا تقربوا المصلّى جنبا إلّا عابر سبيل يقطعه، ولا يقعد فيه «والمصلّى» مختصر.
«أَوْ عَلى سَفَرٍ» (٤٢) : أو فى سفر، وتقول: أنا على سفر، فى معنى آخر: تقول: أنا متهى له.
«أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ» (٤٢) : كناية عن حاجة ذى البطن، والغائط: الفيح من الأرض المتصوّب وهو أعظم من الوادي.
«أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ» (٤٢) :«١» اللماس النكاح: لمستم، ولامستم أكثر.
«فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» (٤٢) أي فتعمدوا ذاك، والصعيد: وجه الأرض. «٢»
«نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ» (٤٤) : طرفا وحظا.
(١) «لامستم» : الأصول مختلفة فى قراءة هذه الآية، وقد قرأها حمزة والكسائي بالألف والباقون بغيرها، وانظر الداني ٩٦.
(٢) «فتيمموا... الأرض» : قال ابن حجر (٨/ ١٩٨) : قال أبو عبيدة فى قوله تعالى «فَتَيَمَّمُوا... طَيِّباً». [.....]
«مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ» (٤٦) هادوا فى هذا الموضع: اليهود، والكلم: جماعة كلمة، يحرّفون: يقلّبون ويغيّرون.
«مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً» (٤٧) أي نسوّيها حتى تعود كأقفائهم، ويقال: الريح طمست آثارنا أي محتها، وطمس الكتاب: محاه، «١» ويقال:
طمست عينه.
«افْتَرى إِثْماً عَظِيماً» (٤٨) أي تخلّقه.
«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ» (٤٩) ليس هذا رأى عين، هذا تنبيه فى معنى: ألم تعرف.
«فَتِيلًا» (٤٩)، الفتيل الذي فى شقّ النّواة.
«انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ» (٥٠) :
مثل «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ».
«بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ» (٥١) كلّ معبود من حجر أو مدر أو صورة أو شيطان فهو جبت وطاغوت.
«أَهْدى [مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا] سَبِيلًا» (٥١) : أقوم طريقة.
(١) «من قبل... محاه» : قال البخاري: نطمس وجوها نسويها حتى تعود كأقفائهم، طمس الكتاب محاه. قال الشارح ابن حجر: هو مختصر من كلام أبى عبيدة، قال فى قوله: من قبل... محاه. (فتح الباري ٨/ ١٨٨).
[ «نقيرا» ] (٥٣) النّقرة فى ظهر النواة.
«أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ» (٥٤) معناها: أيحسدون الناس.
«وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً» (٥٥) أي وقودا. «١»
«نُصْلِيهِمْ ناراً» (٥٦) : نشويهم بالنار وننضجهم بها، يقال: أتانا بحمل مصلى مشوى، وذكروا أن يهودية أهدت إلى النبي ﷺ شاة مصلية، «٢» أي مشوية.
«وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (٥٩) أي ذوى الأمر، «٣» والدليل على ذلك أن واحدها «ذو».
«فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ» (٥٩) أي اختلفتم.
«فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ» (٥٩) أي حكمه إلى الله فالله أعلم.
(١) «بجهنم... وقودا» نقله البخاري، وقال ابن حجر (٨/ ١٨٨) : هو قول أبى عبيدة أيضا.
(٢) «شاة مصلية» : أنظر الحديث فى النهاية واللسان (صلى).
(٣) «وأولى... ذوى الأمر» : كذا فى البخاري، وقال ابن حجر (٨/ ١٩٠) :
هو تفسير أبى عبيدة، قال ذلك فى هذه الآية، وزاد: «والدليل... ذو». أي واحد أولى لأنها لا واحد لها من لفظها.
«شَجَرَ بَيْنَهُمْ» (٦٥) أي اختلط.
«لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً» (٦٥) أي ضيقا.
«وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ» (٦٦) معناه: قضينا عليهم.
«ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ» (٦٦) ما فعلوه: استثناء قليل من كثير، فكأنه قال: ما فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قال: إلّا أنه يفعل قليل منهم.
ومنهم من زعم: أن «ما فعلوه» فى موضع: ما فعله إلّا قليل منهم، وقال عمرو بن معدى كرب:
وكل أخ مفارقة أخوه... لعمر أبيك إلّا الفرقدان «١»
فشبّه رفع هذا برفع الأول، وقال بعضهم: لا يشبهه لأن الفعل منهما جميعا.
«ما يُوعَظُونَ بِهِ» (٦٦) : ما يؤمرون به.
«وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً» (٦٦) : من الإثبات، منها: اللهم ثبّتنا على ملّة رسولك.
«وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» (٦٩) أي رفقاء، والعرب تلفظ بلفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، قال العباس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنّا أخوكم... فقد برئت من الإحن الصدور ١٠٠
وفى القرآن: «يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (٢٤/ ٥) والمعنى أطفالا.
(١) : عمرو بن معدى كرب: شاعر جاهلى. انظر الأغانى ١٤/ ٢٤ والإصابة رقم ٥٩٧٠، والاستيعاب ٢/ ٥٢٠. - والبيت مختلف فى عزوه ومعناه، أنظر الخزانة ٢/ ٥٢، وهو فى الكتاب ١/ ٣٢٣ والشنتمرى ١/ ٣٧١ والبيان ١/ ٣٣، والكامل ٧٦٠ والمؤتلف ٨٥ والإنصاف ١٢٣ وشواهد المغني ٧٨.
«فَانْفِرُوا ثُباتٍ» (٧١) : واحدتها ثبة، ومعناها: جماعات فى تفرقة وقال زهير بن أبى سلمى:
وقد أغدو على ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء «١»
وتصديق ذلك «أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً» (٧١)، وقد تجمع ثبة: ثبين، قال عمرو بن كلثوم:
فأمّا يوم خشيتنا عليهم فتصبح خيلنا عقبا ثبينا «٢»
«لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ» (٧٧) معناها: لم فرضته علينا.
«لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ» (٧٧) معناها: هلّا أخرتنا.
[ «بُرُوجٍ» ] (٧٨) : البرج: الحصن.
«مُشَيَّدَةٍ» (٧٨) : مطوّلة والمشيد المزيّن، الشّيد: الجصّ والصّاروج، والبروج: القصور.
«فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً» (٨٠) أي محاسبا. «٣»
«بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ» (٨١) أي قدروا ذلك ليلا،
(١) فى ديوانه ٧٢- والطبري ٥/ ١٠٤ واللسان (نشو).
(٢) فى معلقته ضمن شرح العشر ١١٦، وجمهرة الأشعار ٧٨، والقرطبي ٥/ ٢٧٤
(٣) «محاسبا: رواه القرطبي (٥/ ٢٨٨)، عن القتبى.
قال عبيدة بن همّام أحد بنى العدوية:
أتونى فلم أرض ما بيّتوا... وكانوا أتونى بشىء نكر «١»
لأنكح أيّمهم منذرا... وهل ينكح العبد حرّ لحر
بيّتوا أي قدّروا بليل، وقال النّمر بن تولب:
هبّت لتعذلنى من الليل اسمعي... سفها تبيّتك الملامة فاهجعى «٢»
كل شىء قدّر بليل فهو تبيّت.
«أَذاعُوا بِهِ» (٨٣) : أفشوه، معناها: أذاعوه، وقال أبو الأسود:
أذاع به فى النّاس حتى كأنه... بعلياء نار أوقدت بثقوب «٣»
يقال: أثقب نارك، أي أوقدها حتى تضىء.
(١) عبيدة بن همام: شاعر عاش فى عهد بنى أمية، وله ذكر فى الأغانى ١١/ ٥٨ فى خبر الحجاف ونسبه. - والبيتان فى الكامل ٤٤٦، ٥٢٧ والطبري ٥/ ١١٢ واللسان والتاج (نكر). ونسبهما الطبري إلى عبيدة، ورواهما المبرد عن أبى عبيدة ولم ينسبهما، وهما فى اللسان والتاج، منسوبان إلى الأسود بن يعفر، وجمعهما ناشر ديوان الأعشى مع بيت ثالث وألحقها بأشعار أعشى نهشل (٢٩٦).
(٢) النمر بن تولت: شاعر مخضرم، انظر الحجمى ٣٦ والأغانى ١٩/ ١٥٧ والإصابة ٣/ ٥٧٢. - والبيت فى الطبري ٥/ ١١٤ والعيني ٢/ ٥٣٦ والخزانة ١/ ١٥٣.
(٣) فى الطبري ٥/ ١١٤ والزجاج ١/ ٤٨ واللسان والتاج (ذوع).
«الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ» (٨٣) : يستخرجونه، «١» يقال للرّكية إذا استخرجت هى نبط إذا أمهاها يعنى استخرج ماءها.
«وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ» (٨٤) أي حضّض.
«عَسَى اللَّهُ» (٨٤) هى إيجاب من الله، وهى فى القرآن كلّها واجبة، فجاءت على إحدى لغتى العرب، لأن عسى فى كلامهم رجاء ويقين، قال ابن مقبل:
ظنّى بهم كعسى وهم بتنوفة... يتنازعون جوائز الأمثال «٢»
أي ظنى بهم يقين.
(١) «يستخرجونه... نبط» أنظر هذا القول بمعناه فى الطبري ٥/ ١١٥ واللسان (نبط).
(٢) : فى الأضداد لأبى حاتم ٩٥ وللأنبارى ١٤ وفى القرطبي ٥/ ٢٩٤ واللسان (عسى)، وابن يعيش ١٠٢٢ والخزانة ٤/ ٧٦. وقال أبو الطيب: قال أبو حاتم وقطرب: «عسى» تكون شكا مرة ويقينا مرة أخرى كما قال تعالى «عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ»، وعسى فى القرآن واجبة، قال ابن عباس رضى الله عنهما:
هى واجبة من الله، قال أبو عبيدة: ومثله قول ابن مقبل. والتسوفة: الفلاة ويتنازعون يتجاذبون، وجوائز الأمثال: الأمثال السائرة فى البلاد، والمعنى: يقينى بهم كشك فى حال كونهم فى الفلاة إذ لست أعلم الغيب (عن البغدادي)
«يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها» (٨٥) أي نصيب، ويقال: جاءنا فلان متكفلا حمارا، أي متخذا عليه كساء يديره يشبّهه بالسّرج يقعد عليه. «١»
«عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً» (٨٥) أي حافظا محيطا، قال اليهودىّ فى غير هذا المعنى: «٢»
ليت شعرى وأشعرنّ إذا ما... قرّبوها مطوية ودعيت
«٣» ألي الفضل أم علىّ إذا حوسبت إنى على الحساب مقيت أي هو موقوف عليه. «٤»
«عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً» (٨٦) أي كافيا مقتدرا، يقال: أحسبنى هذا أي كفانى. «٥»
(١) «نصيب... يعقد» : انظر الطبري ٥/ ١١٧ والقرطبي ٥/ ٢٩٦ واللسان والتاج (كفل). [.....]
(٢) «فى غير هذا المعنى» : كذا فى الطبري ٥/ ١١٩.
(٣) : هو السموأل بن عادياء. - والبيتان فى ديوانه ص ١٢ والأصمعيات ٢١ والطبري ٥/ ١١٩ والقرطبي ١/ ١٢٩ واللسان (قوت) والعيني ٤/ ٣٣٢ والثاني فقط فى القرطبي ٥/ ٢٩٦.
(٤) «أي... عليه» قال القرطبي (٥/ ٢٩٦) قال فيه الطبري: إنه فى غير هذا المعنى المتقدم وإنه بمعنى الموقوف. وقال أبو عبيدة: المقيت الحافظ، وقال الكسائي:
المقتدر، وقال النحاس: وقول أبى عبيدة أولى.
(٥)... كفانى» قال الطبري (٥/ ١٢٠) : وقد زعم بعض أهل البصرة من أهل اللغة (يعنى أبا عبيدة) : أن معنى «الحسيب» فى هذا الموضع «الكافي» يقال منه:
أحسبنى... وكذا. وهذا غلط من القول وخطأ وذلك أنه لا يقال فى أحسبت الشيء أحسبت على الشيء فهو حسيب عليه وإنما يقال هو حسبه وحسيبه والله يقول.
«إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً». ونقل القرطبي (٥/ ٣٥) أيضا قول أبى عبيدة هذا برمته.
«وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ» (٨٨) أي نكّسهم وردّهم فيه.
«إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ» (٨٩)، يقول:
فإذا كانوا من أولئك القوم الذين بينكم وبينهم ميثاق فلا تقتلوهم.
«أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ» (٩٠) من الضيق، وهى من الحصور، وقد قال الأعشى:
إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل وبكر سبتها والأنوف رواغم «١»
أخذه من وصل، أي انتسب.
«وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ» (٩٠) أي المقادة، يقول: استسلموا.
«وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً» (٩١)، وهذا كلام تستثنى العرب الشيء من الشيء وليس منه على اختصار وضمير، وليس لمؤمن أن يقتل مؤمنا على حال إلّا أن يقتله مخطئا، فإن قتله خطئا، فعليه ما قال الله فى
(١) وقد استشهد أبو عبيدة بهذا البيت لكلمة «يصلون». وهو من قصيدة يعاتب فيها الأعشى يزيد بن مسهر الشيباني وهو فى ديوانه ٥٩- والكامل ١٩٦ والطبري ٥/ ١٢٤ والقرطبي ٥/ ٢٠٨ واللسان والتاج (وصل).
136
القرآن، وفى القرآن: «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ» (٥٣/ ٣٢) : واللّمم ليس من الكبائر، وهو فى التمثيل: إلا أن يلمّوا من غير الكبائر والفواحش، قال جرير:
من البيض لم تطعن بعيدا ولم تطأ... على الأرض إلا ذيل مرط مرحّل «١»
المرحّل: برد فى حاشيته خطوط، فكأنه قال: لم تطأ على الأرض إلا أن تطأ ذيل البرد، وليس هو من الأرض، ومثله فى قول بعضهم:
وبلدة ليس بها أنيس... إلّا اليعافير وإلّا العيس «٢»
يقول: إلّا أن يكون بها. وقال أبو خراش الهذلىّ:
أمسى سقام خلاء لا أنيس به... إلا السّباع ومرّ الريح بالغرف «٣»
(١) فى ديوانه ٤٥٧- والطبري ٥/ ١٢٨ والقرطبي ٥/ ٣١٢.
(٢) فى ديوان جيران العود ٥٢ وفى الكتاب ١/ ١١١، ٣١٩ ومعانى الشعر للأشناندانى ٣٣ والطبري ٥/ ١٧٨، ١٢/ ٢٨ والزجاج ١/ ٨ والشنتمرى ١/ ١٣٣، ٣٦٥ والقرطبي ٥/ ٣١٢ والعيني ٢/ ٣١ والخزانة ٤/ ١٩٧.
(٣) ديوان الهذليين ٢/ ١٥٦- والقرطبي ٥/ ٣١٢ ومعجم البلدان ٢/ ١٠٠ واللسان (غرف).
137
سقام: واد لهذيل الغرف: شجر تعمل منه الغرابيل، وكان أبو عمرو الهذلي يرفع ذلك.
«غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ» (٩٥) : مصدر، ويقال ضرير بين الضرر.
[ «وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً» ] (١٠٠) : المراغم والمهاجر واحد، «١» تقول: راغمت وهاجرت قومى، وهى المذاهب، قال النابغة الجعدي:
كطود يلاذ بأركانه... عزيز المراغم والمهرب
١٦٧ «فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» (١٠٠) : ثوابه وجب.
«أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ» (١٠١) أي تنقصوا منها.
«فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ» (١٠٣) من السفر أو الخوف.
«فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» (١٠٣) أي أتمّوها.
(١) «المراغم... واحد» : روى القرطبي: (٥/ ٣٤٧) هذا الكلام عن أبى عبيدة. وفى البخاري: وقال غيره: المراغم المهاجر، راغمت هاجرت قومى.
قال ابن حجر (٨/ ١٩٢) : قال أبو عبيدة فى قوله تعالى «وَمَنْ يُهاجِرْ... وَسَعَةً» والمراغم... قال الجعدي «كطود» البيت. وهو فى الطبري ٥/ ١٥١ والقرطبي ٥/ ٣٤٨ واللسان والتاج (رغم) وشواهد الكشاف ٢٦.
«كِتاباً مَوْقُوتاً» (١٠٣) أي موقتا «١» وقّته الله عليهم.
«تَأْلَمُونَ» (١٠٣) توجعون، قال أبو قيس بن الأسلت:
لا نألم الحرب ونجزى بها ال... أعداء كيل الصّاع بالصّاع «٢»
«وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً»
(١١١) : وقع اللفظ على الإثم فذكّره، هذا فى لغة من خبّر عن آخر الكلمتين. «٣»
«لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ» (١١٣) فالنجوى فعل والأمر بالصدقة ليس من نجواهم التي لا خير فيها. إلا أن يكونوا يأمرون بصدقة أو معروف، والنّجوى: فعل، ومن: اسم، قال النابغة:
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتى... على وعل فى ذى القفارة عاقل (٨٠)
(١) «موقوتا... الله عليهم» فى البخاري: موقوتا موقتا، وقته عليهم. قال ابن حجر (٨/ ١٩٢) : وهو قول أبى عبيدة أيضا، قال فى قوله تعالى: «إِنَّ الصَّلاةَ...
مَوْقُوتاً»
أي موقتا... عليهم.
(٢) أبو قيس صيفى بن الأسلت الأنصاري أحد بنى وائل، شاعر معروف، انظر أخباره ونسبه فى الأغانى ١٥/ ١٥٤. - والبيت من قصيدة مفضلية، وهو فى شرحها ٥٦٨ وجمهرة الأشعار ١٢٦.
(٣) «ومن يكسب... الكلمتين» : تقدم كلامه هذا فى صفحة ٩ من المجاز.
والمخافة: فعل، والوعل اسم وفى آية أخرى: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» (٢/ ١٢٦) فالبرّ هاهنا مصدر، و «من» فى هذا الموضع اسم.
«إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً» (١١٦) إلا الموات حجرا أو مدرا أو ما أشبه ذلك. «١»
«شَيْطاناً مَرِيداً» (١١٦) أي متمردا. «٢»
«فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ» (١١٨) بتكه: قطعه. «٣»
«مَحِيصاً» (١٢٠)، حاص عنه: عدل عنه.
«وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا» (١٢١) أو «قولا» واحد. «٤»
«فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ» (١٢٨) أي لا تجوروا.
(١) «إن يدعون... ذلك» : روى ابن حجر (٨/ ١٩٣) هذا الكلام عن أبى عبيدة وزاد: والمراد بالموات ضد الحيوان.
(٢) «مريدا... متمردا» كذا فى البخاري، وقال ابن حجر (٨/ ١٩٣) : وهو تفسير أبى عبيدة بلفظه، وقد تقدم فى بدء الخلق، ومعناه الخروج عن الطاعة. [.....]
(٣) «بتكه قطعه» : كذا فى البخاري، ورواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ١٩٣.
(٤) «قيلا.. واحد» : كذا فى البخاري، ورواه ابن حجر (٨/ ١٩٣) عن أبى عبيدة.
«وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا» (١٣٤) :«١» كلّ شىء لويته من حق أو غيره.
«مَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً» (١٣٥) والكفر بملائكته: انهم جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا.
«فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً» (١٣٨) أي العزة جميعا لله.
« [حَتَّى] يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» (١٣٩) يأخذوا فى حديث غيره.
«أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ» (١٤٠) : نغلب عليكم «٢» «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ» (٥٨/ ١٩) : غلب عليهم، قال العجاج:
يحوذهنّ وله حوذى... كما يحوذ الفئة الكمىّ «٣»
(١) «وإن تلووا» : قال القرطبي (٥/ ٤١٣) فى تفسير الآية: من لويت فلانا حقه ليا إذا دفعته به وفى البخاري: تلووا ألسنتكم بالشهادة، قال ابن حجر: (٨/ ١٩٢) وصله الطبري من طريق على بن أبى طلحة عن ابن عباس فى قوله تعالى «وَإِنْ تَلْوُوا- أَوْ تُعْرِضُوا» فإن تلووا ألسنتكم بشهادة أو تعرضوا عنها، وروى ابن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال أن تدخل فى شهادتك ما يبطلها أو تعرض عنها فلا تشهدها وقراء حمزة وابن عامر «وإن تلوا» بواو واحدة ساكنة وصوب أبو عبيدة قراءة الباقين واحتج بتفسير ابن عباس المذكور وقال ليس للولاية هنا معنى، وأجاب الفراء بأنها على بابها من الولاية والمراد إن توليتم إقامة الشهادة.
(٢) «تغلب عليكم» : روى الطبري (٥/ ٢١٣) هذا الكلام عن السدى.
(٣) فى ديوانه ٧١- والطبري ٥/ ٢١٣ واللسان والتاج (حوز) وهو يصف ثورا وكلابا.
أي يغلب عليها، يحوذهن: مثل يحوزهن، أي يجمعهن.
«فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ» (١٤٥) : جهنم أدراك أي منازل وأطباق، ويقال للحبل الذي قد عجز عن [بلوغ] الركية: أعطنى دركا أصل به. «١»
«لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ» (١٤٧) :«من» فى هذا الموضع اسم من فعل.
«أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً» (١٥٢) : علانية.
«الطُّورَ» (١٥٣) : الجبل.
«فَبِما نَقْضِهِمْ» (١٥٤) : فبنقضهم.
«طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها» (١٥٤) أي ختم. «٢»
«لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ» (١٦١) : العرب تخرج من الرفع إلى النصب إذا كثر الكلام، ثم تعود بعد إلى الرفع. قالت خرنق:
(١) «ويقال... أصل به» : انظر الطبري ٥/ ٢١٧.
(٢) «طبع... ختم» : نقله ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ١٥٣.
لا يبعدن قومى الذين هم... سمّ العداة وآفة الجزر (٨١)
النازلين بكل معترك... والطيّبون معاقد الأزر
«فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ» (١٦٩) : نصب على ضمير جواب «يكن خيرا لكم»، وكذلك كل أمر ونهى، «١» وإذا كانت آية قبلها وأن تفعلوا، ألف «أن» مفتوحة فما بعدها رفع لأنه خبر «أن»، «وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ» (٢/ ٢٨٠).
وما مرّ بك من أسماء الأنبياء «٢» لم تحسن فيه الألف واللام فإنه لا ينصرف، وما كان فى آخره «ى» فانه لا ينون نحو عيسى وموسى.
«لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ» (١٧٠) من الغلو والاعتداء، كل شىء زاد حتى يجاوز الحدّ من نبات أو عظم أو شباب، يقال فى غلوائها وغلواء الشباب، قال الحارث بن خالد المخزومي:
خمصانة قلق موشّحها... رود الشباب غلابها عظم «٣»
«وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ» (١٧٠) قوله كن، فكان.
(١) «نصب... ونهى» : انظر الطبري ٦/ ٢٣، ٢٤.
(٢) «أسماء الأنبياء» قد مرت أسماؤهم فى آية ١٦٣ فى هذه السورة.
(٣) فى الطبري ٦/ ٢٤ واللسان (غلو).
«وَرُوحٌ مِنْهُ» (١٧١) أحياه الله فجعله روحا.
«وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ» (١٧١) أي لا تقولوا: هم ثلاثة.
َنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ»
(١٧١) لن يأنف ويستكبر ويتعظم.
«فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ» (١٧٣) الألف مفتوحة وكذلك كل شىء فى القرآن إذا كان تمام كلامه بالفاء، وإذا كان تخييرا فألف «إما» مكسورة كقوله: «إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ» (١٨/ ٨٣)، وإذا كان فى موضع «إن» فكذلك الألف مكسورة من ذلك «فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً» (١٩/ ٢٥).
«بُرْهانٌ» (١٧٤) : بيان وحجة سواء.
Icon