تفسير سورة مريم

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
تفسير سورة سورة مريم من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور .
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

قوله تعالى ﴿ كهيعص ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قي قوله ﴿ كهيعص ﴾ قال : فإنه قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ كهيعص ﴾ قال : اسم من أسماء القرآن.
قوله تعالى ﴿ ذكر رحمت ربك عبده زكريا ﴾
انظر لبيان قصة زكريا تفسير الآيات ( ١-١١ ) من السورة نفسها، وسورة آل عمران من الآية ( ٣٨-٤١ ) وسورة الأنبياء الآية( ٨٩-٩٠ ).
قال مسلم : حدثنا هداب بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان زكريا نجارا ".
( الصحيح٤/١٨٤٧ح٢٣٧٩-ك الفضائل، ب من فضائل زكريا عليه السلام ).
قوله تعالى ﴿ إذا نادى ربه نداء خفيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ إذ نادى ربه نداء خفيا ﴾ أي سرا، وإن الله يعلم القلب النقي، ويسمع الصوت الخفي.
قوله تعالى ﴿ قال رب إني وهن العظم مني ﴾
قال ابن أبي حاتم : حدثنا موسى بن هارون، قال : ثنا عمرو بن حماد، قال : ثنا أسباط عن السدي قال : رغب زكريا في الولد، فقام فصلى، ثم دعا ربه سرا فقال :﴿ رب إني وهن العظم مني... ﴾ إلى ﴿ واجعله رب رضيا ﴾ وقوله ﴿ قال رب إني وهن العظم مني ﴾ يقول تعالى ذكره فكان نداؤه الخفي الذي نادى به ربه أن قال :﴿ رب إني وهن العظم مني ﴾ يعني بقوله ﴿ وهن ﴾ ضعف ورق من الكبر.
وسنده حسن.
قوله تعالى ﴿ وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ﴿ خفت الموالي من ورائي ﴾، قال : العصبة.
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ فهب لي من لدنك وليا ﴾ يعني بهذا الولي الولد خاصة دون غيره من الأولياء، بدليل قوله تعالى في القصة نفسها ﴿ هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ﴾ الآية، وأشار إلى أنه الولد أيضا بقوله ﴿ وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ﴾ فقوله ﴿ لا تذرني فردا ﴾ أي واحدا بلا ولد، وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة عن زكريا ﴿ وإني خفت الموالي من ورائي ﴾ أي من بعدي إذا مت أن يغيروا في الدين وقد قدمنا أن الموالي الأقارب والعصبات، ومن ذلك قوله تعالى ﴿ ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون ﴾ الآية.
قوله تعالى ﴿ يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾
قال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة والعباس عليهما السلام أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدَك وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نُورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال ". قال أبو بكر : والله لا أدع أمرا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته، قال : فهجرتْه فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت.
( صحيح البخاري١٢/٧-ك الفرائض، ب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا نورث... " الحديث ح٦٧٢٥، ٦٧٢٦ ).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾ قال : وكان وراثته غلاما، وكان زكريا من ذرية يعقوب.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة عن الحسن في قوله :﴿ يرثني ويرث من ل عمران ﴾، قال : نبوته وعلمه.
قوله تعالى ﴿ يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى :﴿ يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ﴾ في هذه الآية الكريمة حذف دل المقام عليه وتقديره فأجاب الله دعاءه فنودي ﴿ يا زكريا ﴾ الآية وقد أوضح جل وعلا في موضع آخر هذا الذي أجمله هنا فبين أن الذي ناداه بعض الملائكة وأن النداء المذكور وقع وهو قائم يصلي في المحراب وذلك قوله تعالى ﴿ فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ﴾ عبد أحياه الله للإيمان.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ ولم نجعل له من قبل سميا ﴾، قال : لم يسم أحد قبله يحيى.
أخرجه الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ليحيى ﴿ لم نجعل له من قبل سميا ﴾، يقول : لم تلد العواقر مثله ولدا قط.
قوله تعالى ﴿ قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ عتيا ﴾ قال : نحول العظم.
قوله تعالى ﴿ قال كذلك قال ربك على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ﴾
قال الشنقيطي : قوله تعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ﴾ أي ومن خلقك ولم تك شيء فهو قادر على أن يرزقك الولد المذكور كما لا يخفى وهذا الذي قاله هنا لزكريا من أنه خلقه ولم يك شيئا أشار إليه بالنسبة إلى الإنسان في مواضع أخر كقوله :﴿ أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ﴾ الآية، وقوله تعالى ﴿ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ﴾.
قوله تعالى ﴿ قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ ثلاث ليال سويا ﴾، يقول : من غير خرس.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ﴿ ثلاث ليال سويا ﴾ قال : صحيحا لا يمنعك من الكلام مرض.
قوله تعالى ﴿ فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فأوحى ﴾ فأشار زكريا.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله :﴿ فأوحى إليهم أن سحبوا بكرة وعشيا ﴾، قال : أومى إليهم أن صلوا بكرة وعشيا.
قوله تعالى ﴿ يا يحيى خذ الكتاب بقوة ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ خذ الكتاب بقوة ﴾، قال : يجد في طاعة الله عز وجل.
قوله تعالى ﴿ وحنانا من لدنا وزكاة ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وحنانا من لدنا ﴾ يقول : ورحمة من عندنا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ وزكاة ﴾ قال : الزكاة العمل الصالح.
انظر قصة مريم سورة آل عمران آية ( ٤٢-٤٨ ).
قوله تعالى ﴿ واذكر في الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله :﴿ واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت ﴾ أي : انفردت من أهلها.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله :﴿ مكانا شرقيا ﴾، قال : من قبل المشرق.
قوله تعالى ﴿ فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فاتخذت من دونه حجابا ﴾ من الجدران.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :﴿ فأرسلنا إليها روحنا ﴾، قال : أرسل إليها فيما ذكر لنا جبريل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فتمثل لها بشرا سويا ﴾ فلما رأته فزعت منه وقالت :﴿ إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ﴾ فقالت : إني أعوذ أيها الرجل بالرحمن منك تقول : استجير بالرحمن منك أن تنال مني ما حرمه عليك إن كنت ذا تقوى له تتقي محارمه وتجتنب معاصيه لأن من كان لله تقيا فإنه يجتنب ذلك ولو وجه ذلك إلى أنها عنت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تتقي الله في استجارتي واستعاذتي به منك كان وجها.
قوله تعالى ﴿ قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى :﴿ قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ﴾ ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن ذلك الروح الذي هو جبريل قال لها : إنه رسول ربها ليهب لها أي ليعطيها غلاما أي ولدا زكيا أي طاهر من الذنوب والمعاصي كثير البركات وبين في غير هذا الموضع كثيرا من صفات هذا الغلام الموهوب لها وهو عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كقوله :﴿ إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ﴾ وقوله ﴿ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل أني جئتكم بآية من ربكم أني أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ﴾ الآية.
قوله تعالى ﴿ قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ ولم أك بغيا ﴾ يقول : زانية ﴿ قال كذلك قال ربك هو علي هين ﴾ يقول تعالى ذكره : قال لها جبريل : هكذا الأمر كما تصفين من أنك لم يمسسك بشر ولم تكوني بغيا، ولكن ربك قال : هو علي هين أي خلق الغلام الذي قلت أن أهبه لك علي هين لا يتعذر علي خلقه وهبته لك...
قال الشيخ الشنقيطي : قول جبريل لمريم في هذه الآية :﴿ كذلك قال ربك هو علي هين ﴾ أي : وستلدين ذلك الغلام المبشر به غير أن يمسك بشر وقد أشار تعالى إلى معنى هذه الآية في سورة آل عمران في قوله :﴿ قالت أني يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا يقو له كن فيكون ﴾.
قوله تعالى ﴿ فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ﴾
انظر حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة المتقدم عند الآية ( ٣٦ ) من سورة آل عمران، وهو حديث : " ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه... إلا مريم وابنها ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قال : طرحت عليها جلبابها لما قال جبريل ذلك لها فأخذ جبريل بكميها، فنفخ في جيب درعها...
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله :﴿ مكانا قصيا ﴾ قال : قاصيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ﴾، قال : اضطرها إلى جذع النخلة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وكنت نسيا منسيا ﴾ أي شيئا لا يعرف ولا يذكر.
قوله تعالى ﴿ فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فناداها من تحتها ﴾ : أي من تحت النخلة.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله :﴿ فناداها من تحتها ﴾ قال : الملك.
قال عبد الرزاق : أنبأنا الثوري عن ابن إسحاق عن البراء بن عازب في قوله تعالى ﴿ قد جعل ربك تحتك سريا ﴾، قال : هو الجدول، النهر الصغير.
( التفسير٢/٨ح١٧٥٨ )، وسنده صحيح. وأخرجه الحاكم من طريق الثوري وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك٢/٣٧٣ )وأخرجه الطبري من طريق الثوري وفيه تصريح أبي إسحاق السبيعي عن البراء( التفسير١٦/٦٩ ) وأخرجه البخاري معلقا بصيغة الجزم، ووصله الحافظ ابن حجر ( انظر الفتح٦/٤٧٩ ).
قوله تعالى ﴿ فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما ﴾
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ إني نذرت للرحمن صوما ﴾ أما قوله ﴿ صوما ﴾ فإنها صامت من الطعام والشراب والكلام.
قوله تعالى ﴿ قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح في قول الله تعالى ﴿ فريا ﴾ قال : شيئا عظيما.
قوله تعالى ﴿ يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ﴾
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نُمير وأبو سعيد الأشج ومحمد بن المثنى العنزي ( واللفظ لابن نُمير )قالوا : حدثنا ابن إدريس عن أبيه، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة. قال : لما قدمتُ نجران سألوني. فقالوا : إنكم تقرؤُن : يا أخت هارون. وموسى قبل عيسى بكذا وكذا. فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك. فقال : " إنهم كانوا يُسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم ".
( الصحيح مسلم٣/١٦٨٥-ك الآداب، ب النهي عن التكني بأبي القاسم ح٢١٣٥ ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ يا أخت هارون ﴾ قال : كان رجلا في بني إسرائيل صالحا يسمى هارون، فشبهوها به، فقالوا : يا شبيهة هارون في الصلاح.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قال : لما قالوا لها :﴿ ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ﴾ قالت لهم : ما أمرها الله به، فلما أرادوها بعد ذلك على الكلام أشارت إليه، إلى عيسى.
قوله تعالى ﴿ فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ﴾
أخرج الطبري سنده الحسن عن قتادة ﴿ من كان في المهد صبيا ﴾ المهد : الحجر.
قوله تعالى ﴿ قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قال : النبي وحده الذي يكلم وينزل عليه الوحي ولا يرسل.
قوله تعالى ﴿ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :﴿ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ﴾ امترت فيه اليهود والنصارى، فأما اليهود فزعموا أنه ساحر كذاب وأما النصارى فزعموا أنه ابن الله، وثالث ثلاثة، وإله، وكذبوا كلهم، ولكنه عبد الله ورسوله وكلمته وروحه.
وانظر تفسير سورة النساء آية( ١٧١ )حديث البخاري عن ابن عباس.
قوله تعالى :﴿ إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ﴾
انظر سورة البقرة آية ( ١١٧ ).
قوله تعالى ﴿ وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ﴾
انظر سورة الفاتحة لبيان الصراط المستقيم : هو الإسلام.
قوله تعالى ﴿ فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ فاختلف الأحزاب من بينهم ﴾، قال : أهل الكتاب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ أسمع بهم وأبصر ﴾ ذاك والله يوم القيامة، سمعوا حين لا ينفعهم السمع، وأبصروا حين لا ينفعهم البصر.
قوله تعالى ﴿ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ﴾.
قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال سول الله صلى الله عليه وسلم : " يُؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فيُنادى مناد : يا أهل الجنة فيشرئبُّون وينظرون، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه. ثم يُنادى : يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه. فيُذبح. ثم يقول : يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ ﴿ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قُضي الأمر وهم في غفلة -وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا- وهم لا يؤمنون ﴾.
( صحيح البخاري٨/٢٨٢ح٤٧٣٠-ك التفسير-سورة مريم، ب( الآية ) ). ( صحيح مسلم٤/٢١٨٨-ك الجنة وصفة نعيمها وأهلها، ب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وأنذرهم يوم الحسرة ﴾ من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذره عباده. وقوله ﴿ إذ قضي الأمر ﴾ يقول : إذ فرغ من الحكم لأهل النار بالخلود فيها، ولأهل الجنة بمقام الأبد فيها بذبح الموت. وقوله ﴿ وهم في غفلة ﴾ يقول : وهؤلاء المشركون في غفلة عما الله فاعل بهم يوم يأتونه خارجين من قبورهم، من تخليده إياهم في جهنم، وتوريثه مساكنهم من الجنة غيرهم ﴿ وهم لا يؤمنون ﴾ يقول تعالى ذكره وهم لا يصدقون بالقيامة والبعث، ومجازاة الله إياهم على سيء أعمالهم بما أخبر أنه مجازيهم به.
قوله تعالى ﴿ إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : معنى قوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يرث الأرض ومن عليها أنه يميت جميع الخلائق الساكنين بالأرض، ويبقى هو جل وعلا لأنه هو الحي الذي لا يموت، ثم يرجعون إليه يوم القيامة، وقد أشار إلى هذا المعنى في مواضع أخر كقوله ﴿ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾ وقوله تعالى ﴿ وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ﴾ إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى ﴿ واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صدّيقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يُغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتّبعني أهدك صراطا سويّا يا أبت إنّي قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتّبعني أهدك صراطا سويّا يا أبت إني أخاف أن يمسّك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليّا قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليّا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك ﴾، قال : بالشتيمة والقول.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ مليا ﴾ قال : حينا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة عن الحسن ﴿ واهجرني مليا ﴾ قال : طويلا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ واهجرني مليا ﴾ يقول : اجتنبني سويا
قوله تعالى ﴿ قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ﴾
بين هذا أنه بسبب الموعد على ذلك ولكن لما أصر أبوه على الكفر تبرأ إبراهيم من أبيه كما ورد في قوله تعالى ﴿ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ﴾ سورة التوبة : ١١٤.
وانظر عن قصة إبراهيم مع أبيه سورة الشعراء آية( ٦٩-٧٠ ) وسورة الصافات آية( ٨٣-٩٩ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ إنه كان بي حفيا ﴾ يقول : لطيفا.
قوله تعالى ﴿ وجعلنا لهم لسان صدق عليا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ وجعلنا لهم لسانا صدق عليا ﴾ يقول : الثناء الحسن.
قوله تعالى ﴿ واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عنده ربه مرضيا ﴾
انظر عن موسى وقصته مع أخيه هارون سورة الأعراف ( ١٥٠-١٤٢ ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله :﴿ من جانب الطور الأيمن ﴾ قال : جانب الجبل الأيمن.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله :﴿ وقربناه نجيا ﴾ قال : نجا بصدقه.
انظر عن إسماعيل سورة الصافات الآيات ( ١٠١-١٠٧ ).
قوله تعالى ﴿ واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا ﴾
قال الترمذي : حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا شيبان عن قتادة في قوله :﴿ ورفعناه مكانا عليا ﴾، قال : حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم : " لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة ".
( السنن٥/٣١٦ح٣١٥٧-ك التفسير، ب ومن سورة مريم. وأخرجه الطبري( التفسير١٦/٩٧ )بسنده إلى قتادة. قال الترمذي : حديث حسن. وقال الألباني : صحيح( صحيح الترمذي ح٢٥٢٤ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله :﴿ ورفعناه مكانا عليا ﴾ قال : حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله حدث أنه لما عرج به إلى السماء قال : أتيت على إدريس في السماء الرابعة.
وانظر حديث أنس عن أبي ذر في الصحيحين تقدم في بداية سورة الإسراء.
قوله تعالى ﴿ أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ﴾ بين فيه أن هؤلاء الأنبياء المذكورين إذا تتلى عليهم آيات ربهم بكوا وسجدوا، وأشار إلى هذا المعنى في مواضع أخر بالنسبة للمؤمنين لا خصوص الأنبياء كقوله تعالى ﴿ قل آمنوا به ولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾ وقوله ﴿ وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ﴾.
قوله تعالى ﴿ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ﴾
قال أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا حيوة، أخبرني بشير بن أبي عمرو الخولاني : أن الوليد بن قيس حدثه : أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق وفاجر ".
قال بشير : فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة ؟ فقال المنافق : كافر به والفاجر يتأكل به والمؤمن يؤمن به.
( المسند٣/٣٨ ) وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان٣/٣٢ح٧٥٥ ) من طريق عبدة بن عبد الرحمن، والحاكم ( المستدرك٢/٣٧٤ )من طريق زكريا بن أبي ميسرة، كلاهما عن أبي عبد الرحمن المقرئ به. قال الحاكم : حديث صحيح رواته حجازيون وشاميون أثبات ولم يخرجاه. وقال الذهبي : صحيح. وذكره ابن كثير وعزاه إلى الإمام أحمد ثم قال : إسناده جيد قوي على شرط السنن ( البداية٦/٢٥٩ ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ﴾، قال : عند قيام الساعة، وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم...
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ فسوف يلقون غيا ﴾، يقول : خسرانا.
قوله تعالى ﴿ إلا من تاب وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه وعد عباده المؤمنين المطيعين جنات عدن ثم بين أن وعده مأتي بمعنى أنهم يأتونه وينالون ما وعدوا به لأنه جل وعلا لا يخلف الميعاد وأشار لهذا المعنى في مواضع أخر كقوله ﴿ وعد الله لا يخلف الله وعده ﴾ الآية وقوله ﴿ إن الله لا يخلف الميعاد ﴾.
قوله تعالى ﴿ لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ﴾
قال ابن حبان : أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد، حدثنا أُبي، عن ابن إسحاق، حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري، عن محمود بن لبيد الأنصاري، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا ".
( الإحسان١٠/٥١٥ح٤٦٥٨، قال محققه : إسناده قوي )وأخرجه أحمد( المسند١/٢٦٦ )عن يعقوب به، والحاكم( والمستدرك٢/٧٤ )من طريق : يزيد بن هارون عن ابن إسحاق به، وقال : صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي وقال ابن كثير : إسناده جيد( التفسير٢/١٤٢ )ونسبه الهيثمي لأحمد والطبراني، ثم قال : ورجال أحمد ثقات ( مجمع الزوائد٥/٢٩٨ ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ﴾ قال : كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء عجب له، فأخبرهم الله أن لهم الجنة بكرة وعشيا، قدر ذلك الغذاء والعشاء.
قوله تعالى ﴿ تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ﴾ الإشارة في قوله ﴿ تلك ﴾ على ما تقدم من قوله ﴿ فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب ﴾ الآية وقد بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يورث المتقين من عباده جنته وقد بين هذا المعنى أيضا في مواضع أخر كقوله تعالى ﴿ قد أفلح المؤمنون الذي هم في صلاتهم خاشعون ﴾ إلى قوله ﴿ أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ﴾ وقوله ﴿ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ﴾ الآيات، وقوله تعالى ﴿ وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ﴾ الآية وقوله ﴿ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ﴾.
قوله تعالى ﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك ﴾
أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ فنزلت :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا... ﴾ ".
( الصحيح-ك التفسير، ( الآية )ح٤٧٣١ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا ﴾، قال : هذا قول جبرائيل، احتبس جبرائيل في بعض الوحي، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " ما جئت حتى اشتقت إليك، فقال جبرائيل :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا ﴾ ".
وأخرجه الطبري بسند صحيح عن مجاهد بمعناه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ له ما بين أيدينا ﴾ من أمر الآخرة ﴿ وما خلفنا ﴾ من أمر الدنيا ﴿ وما بين ذلك ﴾ ما بين الدنيا والآخرة.
قوله تعالى ﴿ ... وما كان ربك نسيّا ﴾
قال الحاكم : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا أبو نعيم، ثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه رفع الحديث قال : " ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه عافية فأقبلوا من الله العافية فإن الله لم يكن نسيا ثم تلا هذه الآية ﴿ وما كان ربك نسيا ﴾
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ( المستدرك٢/٣٧٥ )-ك التفسير. وصححه الذهبي. وعزاه الحافظ ابن حجر إلى البزار ونقل عنه أن سنده صالح ( الفتح١٣/٢٢٦ ) وعزاه الهيثمي إلى البزار والطبراني في الكبير وقال : إسناده حسن ورجاله موثقون( مجمع الزوائد١/١٧١ ).
قوله تعالى ﴿ رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ هل تعلم له سميا ﴾، يقول : هل تعلم للرب مثلا أو شبيها.
قوله تعالى ﴿ ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ﴾
انظر سورة يس آية( ٧٧-٧٩ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٦:قوله تعالى ﴿ ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ﴾
انظر سورة يس آية( ٧٧-٧٩ ).

قوله تعالى ﴿ فوربك لنحشرهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ﴾
انظر الآية ( ٧٢ ) من السورة نفسها لبيان جثيا : على ركبهم.
قوله تعالى ﴿ ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ من كل شيعة ﴾ قال : أمة. وقوله ﴿ عتيا ﴾، قال : كفرا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ أيهم أشد على الرحمن عتيا ﴾ يقول : عصيا.
قوله تعالى ﴿ وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ﴾
قال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. فذكر حديث رؤية الرب في الآخرة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : " ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم، قلنا يا رسول الله : وما الجسر ؟ قال : " مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيقاء تكون بنجد يقال لها السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون ربنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا، فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا، قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرءوا :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ﴾ فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار : بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة... ".
( الصحيح ١٣/٤٣١ح٧٤٣٩- ك التوحيد، ب قوله تعالى ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ ).
قال مسم : حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد قال : قال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم عند حفصة : " لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة، أحد. الذين بايعوا تحتها. قالت : بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهرها. فقالت حفصة :﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قال الله عز وجل :﴿ ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ﴾.
( صحيح مسلم٤ /١٩٤٢ ح ٢٤٩٦- ك فضائل الصحابة، ب من فضائل أصحاب الشجرة }.
قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي. قال : سألت مُرّة الهمْداني عن قول الله عز وجل ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ فحدثني أن عبد الله بن مسعود حدثهم، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرد الناس النار ثم يصدُرون منها بأعمالهم كلَمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رجله، ثم كشدّ الرّجل، ثم كمشيه ".
قال : هذا حديث حسن ورواه شعبة بن السدي، فلم يرفعه. ( السنن٥/٣١٧-ك التفسير، ب سورة مريم ح٣١٥٩ وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي وأخرجه الحاكم في المستدرك٢/٣٧٥- ك التفسير مطولا وصححه الذهبي، وجعله البغوي في المصابيح من قسم الحسن ( انظر المشكاة ٣/١٥٦٠ ح٥٦٠٦ ).
قال الحاكم : حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي والحسين بن الفضل البجلي قالا : ثنا سليمان بن حرب، ثنا أبو صالح غالب بن سليمان بن حرب، عن كثير بن زياد أبي سهل، عن منية الأزدية عن عبد الرحمن ابن شيبة قال : اختلفنا هاهنا في الورود فقال قوم : لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون : يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا ؟ فقلت له : إنا اختلفنا فيها بالبصرة، فقال قوم : لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون : يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا ؟ فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه فقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الورود " الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إن للنار -أو قال لجهنم- ضجيجا من نزفها " ثم قال :﴿ ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا ﴾.
( المستدرك ٤/٥٨٧ك الأهوال. وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي ). وأخرجه أحمد ( المسند٣ /٣٢٨-٣٢٩ ) والبيهقي ( شعب الإيمان ٢/٢٥٩ ح٣٦٤ )عن سليمان بن حرب به ) وقال البيهقي : هذا إسناد حسن. وقال المنذري : رجاله ثقات ( الترغيب٢/٣٠٦ )وقال الهيثمي رواه أحمد ورجاله ثقات { مجمع الزوائد٥٥/٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾، يعني : جهنم مر الناس عليها.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ حتما ﴾، قال : قضاء.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ ونذر الظالمين فيها جثيا ﴾ على ركبهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧١:قوله تعالى ﴿ وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ﴾
قال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. فذكر حديث رؤية الرب في الآخرة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم :" ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم، قلنا يا رسول الله : وما الجسر ؟ قال :" مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيقاء تكون بنجد يقال لها السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون ربنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا، فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصاف ساقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه فيخرجون من عرفوا، قال أبو سعيد : فإن لم تصدقوني فاقرءوا :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ﴾ فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار : بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة... ".
( الصحيح ١٣/٤٣١ح٧٤٣٩- ك التوحيد، ب قوله تعالى ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ ).
قال مسم : حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد قال : قال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم عند حفصة :" لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة، أحد. الذين بايعوا تحتها. قالت : بلى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهرها. فقالت حفصة :﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قال الله عز وجل :﴿ ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ﴾.
( صحيح مسلم٤ /١٩٤٢ ح ٢٤٩٦- ك فضائل الصحابة، ب من فضائل أصحاب الشجرة }.
قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي. قال : سألت مُرّة الهمْداني عن قول الله عز وجل ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ فحدثني أن عبد الله بن مسعود حدثهم، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يرد الناس النار ثم يصدُرون منها بأعمالهم كلَمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رجله، ثم كشدّ الرّجل، ثم كمشيه ".
قال : هذا حديث حسن ورواه شعبة بن السدي، فلم يرفعه. ( السنن٥/٣١٧-ك التفسير، ب سورة مريم ح٣١٥٩ وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي وأخرجه الحاكم في المستدرك٢/٣٧٥- ك التفسير مطولا وصححه الذهبي، وجعله البغوي في المصابيح من قسم الحسن ( انظر المشكاة ٣/١٥٦٠ ح٥٦٠٦ ).
قال الحاكم : حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي والحسين بن الفضل البجلي قالا : ثنا سليمان بن حرب، ثنا أبو صالح غالب بن سليمان بن حرب، عن كثير بن زياد أبي سهل، عن منية الأزدية عن عبد الرحمن ابن شيبة قال : اختلفنا هاهنا في الورود فقال قوم : لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون : يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا ؟ فقلت له : إنا اختلفنا فيها بالبصرة، فقال قوم : لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون : يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا ؟ فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه فقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" الورود " الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إن للنار -أو قال لجهنم- ضجيجا من نزفها " ثم قال :﴿ ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا ﴾.
( المستدرك ٤/٥٨٧ك الأهوال. وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي ). وأخرجه أحمد ( المسند٣ /٣٢٨-٣٢٩ ) والبيهقي ( شعب الإيمان ٢/٢٥٩ ح٣٦٤ )عن سليمان بن حرب به ) وقال البيهقي : هذا إسناد حسن. وقال المنذري : رجاله ثقات ( الترغيب٢/٣٠٦ )وقال الهيثمي رواه أحمد ورجاله ثقات { مجمع الزوائد٥٥/٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾، يعني : جهنم مر الناس عليها.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ حتما ﴾، قال : قضاء.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ ونذر الظالمين فيها جثيا ﴾ على ركبهم.

قوله تعالى ﴿ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا وكم أهلكنا قبلهم من قرن أحسن أثاثا ورئيا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وأحسن نديا ﴾، يقول : مجلسا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ أحسن أثاثا ورئيا ﴾، يقول، منظرا.
وانظر سورة الإسراء آية ( ١٧ ).
قوله تعالى ﴿ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى :﴿ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ﴾ أن صيغة الطلب في قوله :﴿ فليمدد ﴾ يراد بها الإخبار عن سنة الله في الضالين وعليه فالمعنى أن الله أجرى العادة بأن يمهل الضال ويملي له فيستدرجه بذلك حتى يرى ما يوعده وهو في غفلة وكفر وضلال. وتشهد لهذا الوجه آيات كثيرة كقوله ﴿ ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ﴾ الآية، وقوله ﴿ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ﴾ الآية، كما قدمنا قريبا بعض الآيات الدالة عليه.
قوله تعالى ﴿ ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة ﴿ ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ﴾ دليل على رجحان القول الثاني في الآية المتقدمة وأن المعنى أن من كان في الضلالة زاده الله ضلالة ومن اهتدى زاده الله هدى والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة كقوله في الضلال ﴿ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ﴾ وقوله ﴿ بل طبع الله عليها بكفرهم ﴾ وقوله ﴿ ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ﴾ وقوله تعالى ﴿ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ﴾ الآية. كما قدمنا كثيرا من الآيات الدالة على هذا المعنى. وقال في الهدى :﴿ والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ﴾ وقال :﴿ هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ﴾ وقال :﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ﴾ الآية.
وانظر حديث أحمد عن عثمان المتقدم عند الآية ( ٤٦ ) من سورة الكهف، وفيه تفسير الباقيات الصالحات.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ والباقيات الصالحات ﴾، قال : لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله هن الباقيات الصالحات.
قوله تعالى ﴿ أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ﴾
قال البخاري : حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال : سمعت خبّابا قال : جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، فقال : لا أُعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقلت : لا. حتى تموت ثم تبعث. قال : وإني لميِّت ثم مبعوث ؟ قلت : نعم. قال : إنّ لي هناك مالا وولدا فأقضيك، فنزلت هذه الآية ﴿ أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ﴾.
رواه الثوري وشعبة وحفص وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش.
( صحيح البخاري ٨/٢٨٣- ك التفسير، سورة مريم، ب( الآية )ح٤٧٣٢ )، ( صحيح مسلم٤ /٢١٥٣- ك صفات المنافقين وأحكامهم، ب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح... ح٢٧٩٥ ).
قوله تعالى ﴿ أطّلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : أظهر الأقوال عندي في معنى العهد في قوله تعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ أم اتخذ عند الرحمن عهدا ﴾ أن المعنى : أم أعطاه الله عهدا أنه سيفعل له ذلك بدليل قوله تعالى في نظيره في سورة البقرة :﴿ قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ﴾ وخير ما يفسر به القرآن القرآن وقيل العهد المذكور : العمل الصالح. وقيل شهادة أن لا إله إلا الله.
قوله تعالى ﴿ كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ﴾
أخرج البستي في تفسيره بسنده الصحيح عن الضحاك يقول :﴿ ويكونون عليهم ضدا ﴾ قال : أعداء.
قوله تعالى ﴿ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ﴾
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ﴿ تؤزهم أزا ﴾ قال : تزعجهم إزعاجا في معاصي الله.
قوله تعالى ﴿ فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله ﴿ فلا تعجل عليهم ﴾ أي : لا تستعجل وقوع العذاب بهم فإن الله حدد له أجلا معينا معدودا فإذا انتهى ذلك الأجل جاءهم العذاب فقوله ﴿ إنما نعد لهم عدا ﴾ أي : نعد الأعوام والشهور والأيام التي دون وقت هلاكهم فإذا جاء الوقت المحدد لذلك أهلكناهم. والعرب تقول : عجلت عليه بكذا إذا استعجلته منه. وما ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أن هلاك الكفار حدد له أجل محدود ذكره في مواضع كثيرة من كتابه كقوله تعالى ﴿ ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ﴾ وقوله تعالى ﴿ يستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب ﴾ الآية، وقوله تعالى ﴿ وما نؤخره إلا لأجل معدود ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ إنما نعد لهم عدا ﴾، يقول : أنفاسهم التي يتنفسون في الدنيا، فهي معدودة كسنهم وآجالهم.
قوله تعالى ﴿ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ يوم نحشر الملتقين إلى الرحمن وفدا ﴾، يقول : ركبانا.
قال البخاري : حدثنا معلى بن أسد، حدثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا : وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا ".
( الصحيح١١/٣٧٧ ح٦٥٢٢- ك الرقاق، ب الحشر ) وأخرجه مسلم ( الصحيح ٤/٢١٩٥ ح٢٨٦١- ك الجنة، ب فناء الدنيا وبيان الحشر.. ) وعنده :( راغبين راهبين ) بدون واو بينهما.
قوله تعالى ﴿ ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ﴾، يقول : عطاشا.
قوله تعالى ﴿ لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ﴾
انظر حديث ابن خزيمة عن أنس المتقدم عند الآية ( ٣١ ) من سورة النساء وهو حديث : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ﴾، قال : العهد : شهادة أن لا إله إلا الله، ويتبرأ إلى الله من الحول والقوة ولا يرجوا إلا الله.
قوله تعالى ﴿ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا... ﴾
قال مسلم { حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية وأبو أسامة، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى. قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل، إنه يُشرك به، ويُجعل له الولد، ثم هو يعافيهم ويرزقهم ".
( الصحيح ٤/٢١٦٠ح٢٨٠٤- ك صفات المنافقين، ب لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل )
قوله تعالى ﴿ لقد جئتم شيئا إدّا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ شيئا إدّا ﴾ يقول : قولا عظيما.
قوله تعالى ﴿ تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا أن دعوا للرحمن ولدا ﴾، قال : إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت أن تزول منه لعظمة الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ وتخر الجبال هدا ﴾ يقول : هدما.
قوله تعالى ﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ﴾
قال البخاري : حدثني إسحاق، حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الرحمن -هو ابن عبد الله بن دينار- عن أبيه عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحبّ فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض ".
( صحيح البخاري ١٣/٤٦٨ ح٧٤٨٥- ك التوحيد، ب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة )، وأخرجه مسلم في( صحيحه٤ /٢٠٣٠ح٢٦٣٧- ك البر والصلة، ب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده )عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة وزاد فيه : " وإذا أبغض عبدا دعا جبريل " وأخرجه الترمذي ( السنن٥/ ٣١٧ح٣١٦١ وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير ( ٥/٢٦٣ ) وفيهما زيادة في آخره : فذلك قول الله ﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ﴾ وقال الترمذي : حديث حسن صحيح. وأشار الحافظ إلى ثبوت هذه الزيادة عند الترمذي وابن أبي حاتم ( الفتح : ١٠/٤٦٢ ).
أخرجه الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :﴿ سيجعل لهم الرحمن ودا ﴾ قال : حبا.
قوله تعالى ﴿ فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله :﴿ لدا ﴾ قال : لا يستقيمون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ أو تسمع لهم ركزا ﴾ قال : صوتا.
Icon