تفسير سورة الحج

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الحج من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الحج مدنية، أو ألا أربع آيات مكيات ﴿ وما أرسلنا من قبلك ﴾ [ ٥٢ ] إلى آخر الأربع " ع " أو كلها مكية إلا آيتين مدنية ﴿ ومن الناس من يعبد الله على حرف ﴾ [ ١١ ] وما بعدها.

١ - ﴿زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ﴾ زلزلة من أشراط الساعة تكون في الدنيا أو نفخة البعث أو عند القضاء بين الخلق.
٢ - ﴿تَذْهَلُ﴾ تسلو كل والدة عن ولدها، أو تشتغل، أو تلهى أو تنساه. ﴿سُكَارَى﴾ من الخوف ﴿وما هم بسكارى﴾ من الشرب. {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتّبع كلّ شيطان مريدٍ كتب عليه
343
أنّه من تولاه فأنّه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}
344
٣ - ﴿يُجَادِلُ﴾ يرد النص بالقياس أو يخاصم في الدين بالهوى، نزلت في النضر بن الحارث " ع ". ﴿يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من ترابٍ ثم من نظفةٍ ثم من علقةٍ ثمّ من مضغةٍ مخلقةٍ وغير مخلقةٍ لنبين لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثمّ لتبلغوا أشدّكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئاً وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنّه يحى الموتى وأنّه على كل شىءٍ قديرً وأنّ الساعة ءاتيةٌ لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور﴾
٥ - ﴿مِّن تُرَابٍ﴾ يريد آدم ﴿ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ﴾ يريد ذريته فتصبر النطفة علقة ثم تصير العلقة مضغة بقدر ما يمضغ من اللحم ﴿مُّخَلَّقَةٍ﴾ صارت خلقاً ﴿وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ دفعتها الأرحام فلم تصر خلقاً، أو تامة الخلق وغير تامة أو مصورة وغير مصورة، أو لتمام شهوره وغير تمام ﴿لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ في القرآن بدو خلقكم وتنقل أحوالكم ﴿يُتَوَفَّى﴾ قبل الأشد، أو قبل أرذل العمر، ﴿أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ الهرم، أو حالة ضعف كحال خروجه من بطن أمه، أو ذهاب العقل
344
﴿لِكَيْلا يَعْلَمَ﴾ شيئاً وينسى ما كان يعلمه، أو لا يعقل بعد عقله الاول شيئاَ. ﴿هَامِدَةً﴾ غبراء متهشمة، أو يابسة لا تنبت شيئاً، أو دراسة والهمود: الدروس ﴿اهْتَزَّتْ﴾ استبشرت، أو اهتز نباتها لشدة حركته ﴿وَرَبَتْ﴾ أضعف نباتها، أو انتفخت لظهور نباتها على التقديم والتأخير ربت واهتزت. ﴿زَوْجٍ﴾ نوع، أو لون أصفر وأحمر وأخضر وغير ذلك ﴿بَهيجٍ﴾ حسن الصورة. ﴿ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدى ولا كتاب منيرٍ ٨ ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزى ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد﴾
345
٩ - ﴿ثَانِىَ عِطْفِهِ﴾ لاوي عنقه إعراضاً عن الله ورسوله، " أو عادلاً جانبه " كبراً عن الإجابة " ع " والعطف / [١١٥ / ب] الجانب، ومنه نظر في أعطافه، نزلت في النضر بن الحارث. ﴿ليضل﴾ بتكذيبه الرسول [صلى الله عليه وسلم] " واعتراضه على القرآن "، أو كان رأى راغباً في الإسلام أحضره " طعامه وشرابه وغناء قينة له " وقال هذا خير لك مما يدعوك إليه محمد [صلى الله عليه وسلم].
345
﴿ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فإن أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هوالضلال البعيد يدعوا لمن ضرّه أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير إن الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد﴾
346
١١ - ﴿حَرْفٍ﴾ ميل، أو متحرفاً بين الإيمان والكفر، أو على ضعف في العبادة كالقائم على حرف، نزلت في المنافق يعبد الله - تعالى - بلسانه ويعصيه بقلبه " ح "، أو في ناس من القبائل وفيمن حول المدينة كانوا يقولون نأتي محمد فإن صادفنا عنده خيراً اتبعناه وإلا لحقنا بأهالينا ﴿الْخُسْرَانُ﴾ لذهاب الدنيا والآخرة.
١٣ - ﴿لَبِئْسَ الْمَوْلَى﴾ الناصر والعشير: المخالط، أو المولى: المعبود والعشير: الخليط والزوج لمخالطته من المعاشرة. {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسببٍ إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وكذلك أنزلناه ءايات بينات وأن الله يهدى من يريد ١٠ إنّ الذين ءامنوا والذين هادوا الصائبين والنصارى والمجوس
346
والذين أشركوا إنّ الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيءٍ شهيدٌ}
347
١٥ - ﴿يَنصُرَهُ﴾ من ظن أن الله - تعالى - لا ينصر محمداً [صلى الله عليه وسلم] على أعدائه في الدنيا بالغلبة وفي الآخرة بظهور الحجة ﴿فَلْيَمْدُدْ﴾ بحبل إلى سماء الدنيا ﴿ليقطع﴾ عنه الوحي ثم لينظرهل يُذهب هذا الكيد منه ما يعطيه من نزول الوحي، أو ينصره الله - تعالى - يرزقه والنصر: الرزق، أو أن لن يمطر الله - تعالى - أرضه، يقال للأرض الممطورة منصورة ﴿فَلْيَمْدُدْ﴾ بحب إلى سقف بيته، ثم ليختنق به فلينظر هل يذهب ما يغيظه من أن الله - تعالى - لا يرزقه. ﴿ألم تر أنّ الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدّواب وكثيرٌ من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرمٍ إن الله يفعل ما يشاء﴾
١٨ - ﴿ومن يهن الله﴾ بإدخال النار ﴿فماله مِن مُّكْرِمٍ﴾ يدخله الجنة ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ﴾ من ثواب وعقاب، أو من يهنه بالشقاء فلا مُكرم له بالسعادة ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ﴾ من شقاوة وسعادة. ﴿هاذان خصمان اختصموا في ربّهم فالذين كفروا قطعت لهم ثيابٌ من نارٍ يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ١٠ ولهم مقامع من حديد كلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق﴾
347
١٩ - ﴿خصمان﴾ المسلمون والمشركون لما اقتتلوا ببدر، أونزلت في ثلاثة مسلمين بارزوا ثلاثة من المشركين فقتلوهم، أو أهل الكتاب قالوا: نبينا وكتابنا قد تقدما نبيكم وكتابكم ونحن خير منكم وقال المسلمون: نبينا خاتم الأنبياء ونحن أولى بالله منكم، أو المؤمنون والمشركون اختلفوا في البعث والجزاء، أو الجنة والنار اختصمتا فقالت النار خلقني الله - تعالى - لنقمته وقالت الجنة: خلقني الله - تعالى - لرحمته قاله عكرمة ﴿قُطِّعَتْ﴾ عبّر بتقطيع الثياب عن إحاطة النار بهم إحاطة الثوب بلابسه ﴿الْحَمِيمُ﴾ الماء الحار لأنه ينضج لحومهم والنار تحرقها، قيل نزلت في مبارزي بدر فقتل حمزة عتبة بن ربيعة، وقتل علي الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتل عبيدة بن الحارث شيبة بن ربيعة.
348
﴿ خَصْمان ﴾ المسلمون والمشركون لما اقتتلوا ببدر، أو نزلت في ثلاثة مسلمين بارزوا ثلاثة من المشركين فقتلوهم، أو أهل الكتاب قالوا : نبينا وكتابنا قد تقدما نبيكم وكتابكم ونحن خير منكم وقال المسلمون : نبينا خاتم الأنبياء ونحن أولى بالله منكم، أو المؤمنون والمشركون اختلفوا في البعث والجزاء، أو الجنة والنار اختصمتا فقالت النار خلقني الله -تعالى- لنقمته وقالت الجنة : خلقني الله -تعالى- لرحمته قاله عكرمة ﴿ قُطّعت ﴾ عبّر بتقطيع الثياب عن إحاطة النار بهم إحاطة الثوب بلابسه ﴿ الحميم ﴾ الماء الحار لأنه ينضج لحومهم والنار تحرقها، قيل نزلت في مبارزي بدر فقتل حمزة عتبة بن ربيعة، وقتل على الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتل عبيدة بن الحارث شيبة بن ربيعة.
٢٠ - ﴿يُصْهَرُ﴾ يذاب صهرت الألية أذبتها، أو يحرق، أو يقطع به، أو ينضج.
٢١ - ﴿مَّقَامِعُ﴾ جمع مقمعة، والقمع: ضرب الرأس حتى يقعى فينكب، أو ينحط. ﴿إنّ الله يدخل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حريرٌ وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد﴾
٢٤ - ﴿الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ لا إله إلا الله، أو الإيمان، أوالقرآن، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ﴿صِرَاطِ الحميد﴾ / [١١٦ / أ] الإسلام، أو الجنة. {إنّ الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله والمسجد الحرامٍ الذي جعلناه للنّاس سواءً العاكف فيه والبادِ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليمٍ
٢٥ - ﴿المسجد الْحَرَامِ﴾ المسجد نفسه ﴿جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ﴾ قبلة ومنسكاً للحج فحاضره والبادي سواء في حكم المسجد، أو في حكم النسك، أو أراد جميع الحرم فالحاضر والبادي سواء في الأمن فيه وأن لا يقتلا به صيداً ولا يعضدا شجراً، أو سواء في دوره ومنازله فليس العاكف أولى بها من البادي ﴿بِإِلْحَادٍ﴾ الإلحاد: الميل عن الحق، الباء زائدة. قال الشاعر:
349
﴿بِظُلْمٍ﴾ بشرك، أو باستحلال الحرام، أو باستحلال الحرم تعمداً " ع " أو احتكار الطعام بمكة، أو نزلت في أبي سفيان وأصحابه لما صدوا الرسول [صلى الله عليه وسلم] عام الحديبية " ع ". ﴿وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾
350
٢٦ - ﴿بَوَّأْنَا﴾ وطأنا، أو عرفناه بعلامة سحابة تطوقت حيال الكعبة فبنى على ظلها أو ريح فكنست حول البيت يقال لها: الخجوج ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِىَ﴾ من الشرك وعبادة الأوثان. أو من الأنجاس كالفرث والدم الذي كان يطرح حول البيت، أو قول الزور ﴿لِلطَّآئِفِينَ﴾ بالبيت ﴿وَالْقَآئِمِينَ﴾ في الصلاة، أو المقيمين بمكة ﴿وَالْرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ في الصلاة.
٢٧ - ﴿وَأَذِّن فِى النَّاسِ﴾ أعلمهم ونادِ فيهم، خوطب به محمد رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، أو إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - فقام إبراهيم على أبي
350
قُبَيْس فقال: عباد الله إن الله - تعالى - قد بنى بيتاً، وأمركم بحجة فحجوا فأجابوه من أصلاب الرجال وأرحام النساء. لبيك داعي ربنا فلا يحجه إلى يوم القيامة إلا من أجاب إبراهيم قيل أول من أجابه به أهل اليمن فهم أكثر الناس حَجاً ﴿رِجَالاً﴾ جمع راجل ﴿ضَامِرٍ﴾ جمع مهزول ﴿عَمِيقٍ﴾ بعيد. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق}
351
٢٨ - ﴿لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ﴾ شهود المواقف وقضاء المناسك، أو المغفرة، أو التجارة في الدنيا والأجر في الآخرة، ﴿مَّعْلُومَاتٍ﴾ عشر ذي الحجة أخرها يوم النحر " ع "، أو أيام التشريق، أو يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر ﴿عَلَى مَا رَزَقَهُم﴾ على نحر ما رزقهم من الأزواج الثمانية من الضحايا والهدايا ﴿فَكُلُواْ﴾ الأكل والإطعام واجبان، أو مستحبان، أو يجب الإطعام دون الأكل، ﴿الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ﴾ الذي جمع الفقر والزمانة، أو الفقر وضر الجوع أو الفقر والطلب، أو الذي ظهر عليه أثر البؤس، أو الذي يُؤنف من مجالسته.
٢٩ - ﴿تَفَثَهُمْ﴾ مناسك الحج " ع "، أو حلق الرأس، أو إزالة قشف
351
الإحرام بالتقليم والطيب وأخذ الشعر وتقليم الأظفار والغسل " ح " ﴿نُذُورَهُمْ﴾ من نحر، أو غيره ﴿وَلْيَطَّوَّفُواْ﴾ طواف الإفاضة ﴿الْعَتِيقِ﴾ عتقه الله - تعالى - من الجبابرة " ع "، أو عتيق لم يملكه أحد من الناس، أو من الغرق زمن الطوفان، أو قديم أول بيت وضع للناس بناه آدم - عليه الصلاة / والسلام -، وأعاده بعد الطوفان إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -. ﴿ذلك ومن يعظّم الله فهو خيرٌ له عند ربّه وأحلّت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرّجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيقٍ﴾
352
٣٠ - ﴿حُرُمَاتِ اللَّهِ﴾ فعل المناسك، أو منهيات الإحرام ﴿ما يتلى عليكم﴾ من ﴿المنخنقة﴾ إلى قوله ﴿عَلَى النصب﴾ [المائدة: ٣]، أو ﴿غَيْرَ مُحِلِّى الصيد وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾، [المائدة: ١] ﴿الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ﴾ من للجنس، أو اجتنبوا منها رجسها وهو عبادتها ﴿قَوْلَ الزُّورِ﴾ الشرك، أو الكذب، أو شهادة الزور، أو أعياد المشركين.
٣١ - ﴿حنفاء﴾ مسلمين، أومخلصين أو مستقيمين، أو حُجَّاجاً، ﴿غَيْرَ مُشْرِكينَ﴾ مرائين بعبادته، أو شهادة الزور، أو قولهم في التلبية: " إلا شريكاً هو لك ". ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ٦ لكم فيها منافع إلى أجلٍ مسمى ثم محلّها إلى البيت العتيق﴾
٣٢ - ﴿شعائرالله﴾ فروضه، أو معالم دينه يريد مناسك الحج تعظيمها: بإتمامها.
٣٣ - ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ﴾ بالتجارة، والأجل المسمى: العود، ومحلها: محل المناسك - هي الحج والعمرة - الطواف بالبيت العتيق، أو يريد بالشعائر البدن المشعرة تعظيمها باستسمانها واستحسانها، والمنافع الركون والدر والنسل، والأجل المسمى: " إيجابها " " ع "، أو نحرها، ومَحِلُّها: مكة، أو
353
الحرم كله، أو يريد بالشعائر دين الله كله نعظمه بالتزامه " ح "، والمنافع: الأجر والأجل المسمى: القيامة ومحلها إلى البيت: " يحتمل إلى رب البيت "، أو ما اختص منها بالبيت " كالصلاة إليه وقصده بالحج والعمرة ". ﴿تَقْوَى القلوب﴾ [٣٢] إخلاصها. ﴿ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون﴾
354
٣٤ - ﴿منسكا﴾ حجاً، أو ذبحاً، أو عيداً، والمنسك في كلامهم الموضع المعتاد، مناسك الحج لاعتياد مواضعها ﴿بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ الهدى إن جعلنا المنسك الحج، أو الأضاحي إن جعلناه العيد ﴿المختبين﴾ المطمئنين إلى ذكر الله - تعالى - أو المتواضعين، أو الخاشعين، الخشوع في الأبدان والتواضع في الأخلاق، أو الخائفين، أو المخلصين، أو الرقيقة قلوبهم، أو المجتهدون في العبادة، أو الصالحون المقلون، أو الذين لا يظلمون وإذا ظُلموا لم ينتصروا قاله الخليل. {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا
354
وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلّكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخّرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}
355
٣٦ - ﴿وَالْبُدْنَ﴾ الإبل عند الجمهور، أو الإبل والبقر، أو ذوات الخف من الإبل والبقر والغنم حكاه ابن شجرة سميت بدناً لأنها مُبدنة بالسمن ﴿شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ معالم دينه، أو فروضه ﴿فِيهَا خَيْرٌ﴾ أجر، أو ركوبها عند الحاجة وشرب لبنها عند الحلب ﴿صَوَآفَّ﴾ مصطفة، أو قائمة تصفُّ بين أيديها بالقيود، أو معقولة، قرأ الحسن " صوافي " أي خالصة لله - تعالى - من الصفوة، ابن مسعود " صوافن " معقولة إحدى يديها فتقوم على ثلاث صفن الفرس ثنى إحدى يديه وقام على ثلاث. وقال:
(نحن بنو جعدة أصحاب الفلج نضرب بالسيف ونرجوا بالفرج)
355
﴿وَجَبَتْ جُنُوبُهَا﴾ سقطت إلى الإرض، وجب الحائط سقط، وجبت الشمس غربت ﴿فَكُلُواْ﴾ يجب الأكل من المتطوع به، أو يستحب عند الجمهور ولا يجب، كانوا في الجاهلية يحرمون أكلها على أنفسهم. ﴿القانع﴾ السائل و ﴿المعتر﴾ المتعرض بغير سؤال " ح " / أوالقانع الذي لا يسأل والمعتر يعتري فيسأل، أو القانع المسكين الطَّوَّاف والمعتر الصديق الزائر، أو القانع: الطامع، والمعتر الذي يعتري بالبدن ويتعرض للحم لأنه ليس عنده لحم.
356
٣٧ - ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ﴾ لن يتقبل الدماء وإنما يتقبل التقوى، أو لن يصعد إلى الله - تعالى - اللحم والدم وإنما يصعد إليه التقوى والعمل الصالح، كانوا في الجاهلية إذا نحروا البدن استقبلوا الكعبة بدمائها فنضحوها نحو البيت فأراد المسلمون فعل ذلك فنزلت " ع " ﴿هَدَاكُمْ﴾ أرشدكم إليه من حجكم. {إنّ الله يدافع عن الذين ءامنوا إن الله لا يحبّ كل خوانٍ كفورٍ إذن للذين يقاتلون بأنهّم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربّنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيعٌ وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيزٌ الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا
356
الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}
357
٣٨ - ﴿يَدْفع﴾ بالكفار عن المؤمنين وبالعصاة عن المطيعين، وبالجهال عن العلماء، " أو يدفع عنهم هواجس النفس ووسواس الشيطان "، أو يدفع بنور السنة ظلمات البدعة.
٤٠ - ﴿بَعْضَهُم بِبَعْضٍ﴾ دفع المشركين بالمسلمين، أو عن الدين بالمجاهدين، أو بالنبيين عن المؤمنين، أو بالصحابة عن التابعين، أو دفعه عن الحقوق بالشهود قاله مجاهد، أو عن النفوس بالقصاص ﴿صَوَامِعُ﴾ الرهبان، أو مصلى الصابئة سُميت بذلك لانصمام طرفيها، المتصمع المنصم ومنه أذن صمعاء، ﴿وَبِيَعٌ﴾ النصارى، أو كنائس اليهود، ﴿وَصَلَوَاتٌ﴾ كنائس اليهود يسمونها صلوتاً فعرب، أو تركت صلوات ﴿وَمَسَاجِدُ﴾ المسلمين، لَهَدَمها المشركون الآن لولا دفع الله بالمسلمين، أو لهدمت صوامع أيام شرع موسى، وبيع أيام شرع عيسى ومساجد أيام شرع محمد [صلى الله عليه وسلم] وعليهم أجمعين يعني لهدم في كل شريعة الموضع الذي يعبد الله - فيه. {وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وثمود وقوم إبراهيم وقوم
357
لوطٍ وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثمّ أخذتهم فكيف كان نكير فكأين من قريةٍ أهلكناها وهي ظالمةٌ فهي خاويةٌ على عروشها وبئرٍ معطلةٍ وقصرٍ مشيدٍ أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
358
٤٥ - ﴿مُّعَطَّلَةٍ﴾ خالية من أهلها، أو من دلائها وأرشيتها، أو غائرة الماء ﴿مَّشِيدٍ﴾ حصين، أو رفيع أو مجصص، الشِّيد: الجص أصحاب القصور أهل الحضر وأصحاب الآبار أهل البدو، أهلك الطائفتين.
٤٦ - ﴿يَعْقِلُونَ بِهَآ﴾ يُعَبرون، أو يعلمون، يدل على أن العقل علم وأن محله القلب ﴿يَسْمَعُونَ﴾ يفهمون ﴿لا تَعْمَى الأَبْصَارُ﴾ قيل نزلت في ابن أم مكتوم. {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربّك كألف سنةٍ مما
358
تعدّون وكأين من قريةٍ أمليت لها وهي ظالمةٌ ثمّ أخذتها وإلى المصير}
359
٤٧ - ﴿وَإِنَّ يَوْماً﴾ من الأيام التي خلقت فيها السماوات والأرض، أو طول يوم من أيام الآخرة كطول ألف سنة من أيام الدنيا، أو ألم العذاب في يوم من أيام الآخرة كألم ألف سنة من الأيام الدنيا في الشدة وكذلك النعيم. ﴿قل يا أيها إنّما أنا لكم نذيرٌ مبينٌ ٤ فالذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ والذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم﴾
٥١ - ﴿سعوا في آياتنا﴾ تكذيبهم بالقرآن، أو عنادهم في الدين ﴿معجِّزين﴾ مثبطين من أراد اتباع الرسول [صلى الله عليه وسلم] أو مثبطين في اتباعه، أو مكذبين، أو مظهرين لمن آمن به تعجيزه في إيمانه ﴿مُعَاجِزِينَ﴾ مشاقين " ع "، أو متسارعين، أو معاندين، أو يظنون أنهم يعجزون الله هرباً. {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيٍ إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيمٌ ليجعل ما يلقى الشيطان فتنةً للذين في قلوبهم مرضٌ والقاسية قلوبهم وإنّ الظالمين لفى
359
شقاق بعيدٍ وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربّك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادٍ الذين ءامنوا إلى صراط مستقيمٍ}
360
٥٢ - ﴿تَمَنَّى﴾ حدّث نفسه فألقى الشيطان في نفسه، أو قرأ فألقى الشيطان في قراءته، لما نزلت: النجم قرأها الرسول [صلى الله عليه وسلم] إلى قومه ﴿ومناة الثالثة الأخرى﴾ [النجم: ٢٠] ألقى الشيطان / [١١٧ / ب] على لسانه " تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى "، ثم ختم السورة وسجد [وسجد معه] المسلمون والمشركون ورضي بذلك كفار قريش فأنكر جبريل - عليه السلام - ما قرأه وشق ذلك على الرسول [صلى الله عليه وسلم] فنزلت. وألقاه الشيطان على لسانه فقرأه ساهياً، أو كان ناعساً
360
فقرأه في نعاسه، أو تلاه بعض المنافقين عن إغواء الشيطان فتخيل لهم أنه من تلاوة الرسول [صلى الله عليه وسلم] أوعني بقوله: " الغرانيق العلا " الملائكة " وإن شفاعتهم لترتجى " في قولكم " ح " ﴿رَّسُولٍ﴾ الرسول والنبي واحد، أو الرسول من
361
يوحى إليه الملك والنبي من يوحي إليه في نومه، أو الرسول هو المبعوث إلى أمة والنبي مُحَدَّثٌ لا يبعث إلى أمة، أو الرسول هوالمتبدئ بوضع الشريعة والأحكام والنبي هو الذي يحفظ شريعة غيره قاله الجاحظ.
362
٥٣ - ﴿فِتْنَةً﴾ محنة، أو اختباراً ﴿مَّرَضٌ﴾ نفاق، أو شك ﴿وَالْقَاسِيَةِ قُلُوُبُهُمْ﴾ المشركون ﴿شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ ضلال طويل، أو فراق للحق بعيد إلى يوم القيامة. {ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتةً أو يأتيهم عذاب
362
يومٍ عقيمٍ الملك يؤمئذٍ لله يحكم بينهم فالذين ءامنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بئاياتنا فأولئك لهم عذابٌ مهينٌ}
363
٥٥ - ﴿مزية مِّنْهُ﴾ شك من القرآن ﴿السَّاعَةُ﴾ القيامة على من تقوم عليه من المشركين " ح " أو ساعة موتهم ﴿يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ القيامة، أو يوم بدر والعقيم: الشديد، أوالذي لا مثل له لقتال الملائكة فيه. ﴿والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنّهم الله رزقاً حسناً وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلاً يرضونه وإن الله لعليمٌ حليمٌ ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور﴾
٦٠ - ﴿وَمَنْ عَاقَبَ﴾ لقي قوم من المسلمين قوماً من المشركين لليلتين بقيتا من المحرم فحملوا عليهم فناشدهم المسلمون أن لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله - تعالى - المسلمين بهم فنزلت، أو لما مَثَّلُوا بالمسلمين بأُحُد عاقبهم الرسول [صلى الله عليه وسلم] بمثله فنزلت ﴿لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ﴾ - تعالى -
363
في الدنيا بالقهر والغلبة وفي الآخرة بالحجة والبرهان. ﴿ذلك بأن الله يولج الّيل في النهار ويولج النهار في الّيل وأن الله سميع بصيرٌ ذلك بأنّ الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ الله هو العلي الكبير ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة إنّ الله لطيف خبيرٌ له ما في السموات وما في الأرض وإنّ الله لهو الغني الحميد ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفورٌ﴾
364
٦٢ - ﴿هُوَ الْحَقَّ﴾ اسم من أسماء الله - تعالى - أو ذو الحق، أو عبادته حق ﴿مَا يدعون﴾ الأوثان، أو إبليس. {لكلّ أمةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنّك في الأمر وادع إلى ربّك إنّك لعلى هدىً مستقيمٍ وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتابٍ إن ذلك على الله يسير ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطاناً وما ليس لهم به علمٌ وما للظالمين من نصير وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بيناتٍ تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا قل أفأنبئكم بشرٍ من ذلكم النار وعدها
364
الله الذين كفروا وبئس المصير}
365
٦٧ - ﴿مَنسَكاً﴾ عيداً، أو موضعاً معتاداً لمناسك الحج والعمرة، أو مذبحاً، أو متعبداً، النسك: العبادة، والناسك العابد " ح ". ﴿يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقويٌ عزيزٌ﴾
٧٣ - ﴿ضُرِبَ مَثَلٌ﴾ مثلهم في عبادة غير الله كمن عبد من لا يخلق ذباباً أو لا مثل ها هنا والمعنى ضربوا لله مثلاً بعبادة غيره، وسُمي ذباباً، لأنه يُذب استقذاراً له واحتقاراً، وخصه بالذكر لمهانته وضعفه واستقذاره وكثرته.
٧٤ - ﴿ما قدروا﴾ نزلت في اليهود لما قالوا: استراح الله في السبت ما عظموه حق تعظيمه، أو ما عرفوه حق معرفته، أو ما وصفوه حق صفته. ﴿الله يصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس إنّ الله سميعٌ بصيرٌ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور﴾
٧٦ - ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ ما كان قبل خلق الملائكة والأنبياء ﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾
365
ما يكون بعد خلقهم، أو أول أعمالهم وما خلفهم آخرها، أو أمر الآخرة وما خلفهم أمر الدنيا. ﴿يا أيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير﴾
366
٧٨ - ﴿حَقَّ جِهَادِهِ﴾ اعملوا له حق عمله، أو أن يُطاع فلا يُعصى ويُذكر فلا يُنسى ويُشكر فلا يُكفر نسخها ﴿فاتقوا الله مَا استطعتم﴾ [التغابن: ١٦] أو هي محكمة لأن حق جهاده ما لا حرج فيه. / [١١٨ / أ] ﴿اجْتَبَاكُمْ﴾ اختاركم ﴿حَرَجٍ﴾ ضيق فخلصكم من المعاصي بالتوبة، أو من الأيمان بالكَفَّارة، أو بتقديم الأهلة وتأخيرها في الصوم والفطر والأضحى " ع " أو رُخص السفر القصر والفطر، أو عام إذ ليس في الإسلام ما لا سبيل إلى الخلاص من الإثم فيه ﴿مِّلَّة أَبِيكُمْ﴾ وسع دينكم كما وسع ملة إبراهيم، أو افعلوا الخير كفعل إبراهيم، أو ملة
366
إبراهيم وهي دينه لازمة لأمة محمد [صلى الله عليه وسلم] داخلة في دينه، أو عليكم ولاية إبراهيم ولا يلزمكم حكم دينه ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ﴾ الله سماكم المسلمين قبل القرآن، أو إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لقوله ﴿أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ﴾ [البقرة: ١٢٨] ﴿شَهِيداً﴾ ليشهد الرسول عليكم أنه بلغكم وتشهدوا على بعدكم أنكم بلغتموهم ما بلغكم، أو يشهد الرسول عليكم بأعمالكم، وتشهدوا على الناس أن رسلهم بلغوهم ﴿فأقيموا الصلاة﴾ المكتوبة ﴿وآتوا الزَّكَاةَ﴾ المفروضة ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِاللَّهِ﴾ امتنعوا به، أو تمسكوا بدينه ﴿مَوْلاكُمْ﴾ مالككم، أو المتولي لأموركم ﴿فَنِعْمَ الْمَوْلَى﴾ لما لم يمنعكم الرزق إذ عصيتموه ﴿ونعم النصير﴾ لما أعانكم حين أطعمتوه.
367
سورة المؤمنون
مكية اتفاقاً

بسم الله الرحمن الرحيم

} ﴿قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون﴾
368
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
(ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا)