مكية
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
(نحْنُ بنات طارِق... نمْشي على النمارق)
تقول: نحن بنات النجم افتخاراً بشرفها، وإنما سمي النجم طارقاً لاختصاصه بالليل، والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقاً، قال الشاعر:
(ألا طَرَقَتْ بالليلِ ما هجَعوا هندُ... وهندٌ أَتى مِن، دُونها النأيُ والصَّدّ)
وأصل الطرق الدق، ومنه سميت المطرقة، فسمي قاصد الليل طارقاً لاحتياجه في الوصول إلى الدق.
(فإنَّ تُدْبروا نأخذكُم في ظهوركم | وإنْ تُقْبِلُوا نأخذكُم في الترائب) |
(والزعفران على ترائبها | شرق به اللّباتُ والنحْرُ) |
(ستُبلَى لكم في مُضْمَرِ السِّرِّ والحشَا | سَريرةُ ودٍّ يومَ تُبلَى السرائرُ.) |
نحْنُ بنات طارِق *** نمْشي على النمارق١
تقول : نحن بنات النجم افتخاراً بشرفها، وإنما سمي النجم طارقاً لاختصاصه بالليل، والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقاً، قال الشاعر :
ألا طَرَقَتْ بالليلِ ما هجَعوا هندُ *** وهندٌ أَتى مِن، دُونها النأيُ والصَّدّ
وأصل الطرق الدق، ومنه سميت المطرقة، فسمي قاصد الليل طارقاً لاحتياجه في الوصول إلى الدق.
وفي قوله " النجم الثاقب " ستة أوجه :
أحدها : المضيء، قاله ابن عباس.
الثاني : المتوهج، قاله مجاهد.
الثالث : المنقصّ، قاله عكرمة.
الرابع : أن الثاقب الذي قد ارتفع على النجوم كلها، قاله الفراء.
الخامس : الثاقب : الشياطين حين ترمى، قاله السدي.
السادس : الثاقب في مسيره ومجراه، قاله الضحاك.
وفي هذا النجم الثاقب قولان :
أحدهما : أنه زُحل، قاله عليّ.
الثاني : الثريّا، قاله ابن زيد.
أحدهما :" لّما " بمعنى إلاّ، وتقديره : إنْ كل نفس إلاَّ عليها حافظ، قاله قتادة.
الثاني : أن " ما " التي بعد اللام صله زائدة، وتقديره : إن كل نفس لعليها حافظ، قاله الأخفش.
وفي الحافظ قولان :
أحدهما : حافظ من الله يحفظ عليه أجله ورزقه، قاله ابن جبير.
الثاني : من الملائكة يحفظون عليه عمله من خير أو شر، قاله قتادة.
ويحتمل ثالثاً : أن يكون الحافظ الذي عليه عقله، لأنه يرشده إلى مصالحه، ويكفّه عن مضاره.
أحدهما : من بين صلب الرجل وترائبه١، قاله الحسن وقتادة.
الثاني : بمعنى أصلاب الرجال وترائب النساء.
وفي الترائب ستة أقاويل :
أحدها : أنه الصدر، قاله ابن عياض، ومنه قول دريد بن الصمة.
فإنَّ تُدْبروا نأخذكُم في ظهوركم | وإنْ تُقْبِلُوا نأخذكُم في الترائب |
الثالث : موضع القلادة، قاله ابن عباس، قال الشاعر٢ :
والزعفران على ترائبها | شرق به اللّباتُ والنحْرُ |
الخامس : أنها بين اليدين والرجلين والعينين، قاله الضحاك.
السادس : هي عصارة القلب، قاله معمر بن أبي حبيبة.
٢ هو المخبل السعدي. وشرق الجيد بالطيب: امتلأ فضاق. واللبات: جمع لبة وهو موضع القلادة..
أحدها : على أن يرد المني في الإحليل، قاله مجاهد.
الثاني : على أن يرد الماء في الصلب، قاله عكرمة.
الثالث : على أن يرد الإنسان من الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الصبا، ومن الصبا إلى النطفة، قاله الضحاك.
الرابع : على أن يعيده حيّاً بعد موته، قاله الحسن وعكرمة وقتادة.
الخامس : على أن يحبس الماء فلا يخرج.
ويحتمل سادساً : على أن يعيده إلى الدنيا بعد بعثه في الآخرة لأن الكفار يسألون الله فيها الرجعة.
ويحتمل ثانياً : أن تبتلى بظهور السرائر في الآخرة بعد استتارها في الدنيا.
وفيها قولان :
أحدهما : كل ما استتر به الإنسان من خير وشر، وأضمره من إيمان أو كفر، كما قال الأحوص :
ستُبلَى١ لكم في مُضْمَرِ السِّرِّ والحشَا | سَريرةُ ودٍّ يومَ تُبلَى السرائرُ. ٢ |
إذا رمت عنها سلوة قال شافع من الحب ميعاد السلو المقابر.
٢ ذكر ذلك الثعلبي عن عطاء، وقال نحوه مالك في رواية أشهب عنه..
أحدهما : أن القوة العشيرة، والناصر : الحليف، قاله سفيان.
الثاني : فما له من قوة في بدنه، ولا ناصر من غيره يمتنع به من الله، أو ينتصر به على الله، وهو معنى قول قتادة.
ويحتمل ثالثاً : فما له من قوة في الامتناع، ولا ناصر في الاحتجاج.
(رُويْدك حتى تنطوي ثم تنجلي | عمايةُ هذا العارضِ المتألّقِ) |
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدها : ذات النبات لانصداع الأرض عنه، قاله ابن عباس.
الثاني : ذات الأودية، لأن الأرض قد انصدعت بها، قاله ابن جريج.
الثالث : ذات الطرق التي تصدعها المشاة، قاله مجاهد.
الرابع : ذات الحرث لأنه يصدعها.
ويحتمل خامساً : ذات الأموات، لانصداعها عنهم للنشور وهذان قسمان :
أحدهما : ما قدّمه عن الوعيد من قوله تعالى :" إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر " الآية. تحقيقاً لوعيده، فعلى هذا في تأويل قوله " فَصْل " وجهان :
أحدها : حد، قاله ابن جبير.
الثاني : عدل، قاله الضحاك.
القول الثاني : أن المراد بالفصل القرآن تصديقاً لكتابه، فعلى هذا في تأويل قوله " فصل " وجهان :
أحدهما : حق، قاله ابن عباس.
الثاني : ما رواه الحارث عن عليّ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" كتابِ الله فيه خير ما قبلكم، وحكم ما بعدكم، هو الفصل ليس بالهزل، مَنْ تركه مِن جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله١ ".
أحدها : باللعب، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني : بالباطل، قاله وكيع والضحاك.
الثالث : بالكذب، قاله السدي.
أحدها : قريباً، قاله ابن عباس.
الثاني : انتظاراً، ومنه قول الشاعر :
رُويْدك حتى تنطوي ثم تنجلي | عمايةُ هذا العارضِ المتألّقِ |
قال الضحاك : فقتلوا يوم بدر.
وفي " مهّل " " وأمْهل " وجهان :
أحدهما : أنهما لغتان معناهما واحد.
الثاني : معناهما مختلف، فمهّل الكف عنهم، وأمْهِل انتظار العذاب لهم.