ﰡ
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
«سورة إبراهيم» (١٤)«الر» (١) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي، ومجاز موضعه فى المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السّور.
«كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ» مجازه مستأنف أو مختصر فيه ضمير كقولك:
هذا كتاب أنزلناه إليك، وفى آية أخرى: «الم ذلِكَ الْكِتابُ» (٢/ ١) وفى غيرها ما قد أظهر.
«يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ» (٣) [يختارون].
«وَيَبْغُونَها عِوَجاً» (٣) يلتمسون، ويحتالون لها عوجا، مكسور الأول مفتوح الثاني وذلك فى الدّين وغيره، وفى الأرض مما لم يكن قائما وفى الحائط وفى الرمح وفى السنّ عوج وهو مفتوح الحروف.
«يَسُومُونَكُمْ» (٦) أي يولونكم ويبلونكم.
«وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ» (٧) مجازه: وآذنكم ربكم، و «إذ» من حروف الزوائد، وتأذن تفعل من قولهم: أذنته. «١»
«فاطِرِ» (١٠) أي خالق.
«لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ» (١٠) مجازه: ليغفر لكم ذنوبكم، و «من» من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (٦٩/ ٤٧) مجازه: ما منكم أحد، وقال [أبو ذؤيب] :
جزيتك ضعف الحبّ لما شكوته | وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلى (٥٨) |
«أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا» (١٣) أي فى ديننا وأهل ملتنا.
«وَاسْتَفْتَحُوا» (١٥) مجازه: واستنصروا.
عنود و «عَنِيدٍ» (١٥) وعاند كلها، واحد والمعنى جائر عاند عن الحق، قال:
إذا نزلت فاجعلانى وسطا | إنى كبير لا أطيق العنّدا (٣٢٥) |
أتوعدني وراء بنى رياح | كذبت لتقصرنّ يداك دونى (٣٧٧) |
أترجو بنى مروان سمعى وطاعتى | وقومى تميم والفلاة ورائيا «٣» |
(٢) «من ورائك... قدامك» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٨٦، ومن «يقال» إلى «قدامك» فى الطبري ١٣/ ١١٤.
(٣) : اختلف فى قائل هذا البيت، فبعضهم قال إنه لسوار بن المضرب، وبعضهم قال إنه للفرزدق واستشهد أبو عبيدة به مرات. فنسبه فى نسخة مرة لسوار ومرة للفرزدق ونسبه هنا لجرير، ولم أجده فى ديوانيهما. وهو لسوار من كلمة فى الكامل ٢٨٩، والطبري ١٦/ ٢، والجمهرة ١/ ١٧٧ و ٣/ ٤٩٥، والقرطبي ١١/ ٣٥ واللسان والتاج (ورى).
«مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ» (١٨) مجازه: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كمثل رماد، وتصديق ذلك من آية أخرى: «أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» (٣٢/ ٧) مجازه: أحسن خلق كل شىء، وقال [حميد بن ثور الهلاليّ] :
وطعنى إليك الليل حضنيه إنّني | لتلك إذا هاب الهدان فعول «٢» |
كأن هندا ثناياها وبهجتها | يوم التقينا على أدحال دبّاب «٤» |
(٢) : حميد: حميد بن ثور بن عبد الله بن عامر بن أبى ربيعة الهلالي، شاعر إسلامى أخباره فى الأغانى ٤/ ٩٧، وله ترجمة فى الاستيعاب ١/ ٢٦٧، والإصابة رقم ١٨٣٤ والبيت فى اللسان والتاج (طعن).
(٣) «أراد... إليك» : روى صاحب اللسان هذا الكلام عنه (طعن).
(٤) : البيت منسوب للراعى فى معجم ما استعجم ٢/ ٥٤٠، وورد من غير عزو فى اللسان والتاج (دبب).
«اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ» (١٨) يقال: قد عصف يومنا وذاك إذا اشتدّت الريح فيه، والعرب تفعل ذلك إذا كان فى ظرف صفة لغيره، وجعلوا الصفة له أيضا، كقوله: «١»
لقد لمتنا يا أم غيلان فى السّرى... ونمت وما ليل المطىّ بنائم (٣١٣)
ويقال: يوم ماطر، وليلة ماطرة، وإنما المطر فيه وفيها.
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ» (١٩) ألم تعلم، ليس رؤية عين.
«إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً» (٢٠) جميع تابع، خرج مخرج غائب والجميع غيب. «٢»
«ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ» (٢٢) أي بمغيثكم، ويقال: استصرخنى فأصرخته، أي استعاننى فأعنته واستغاثني فأغثته. «٣»
(٢) «تبعا... غيب» : كذا فى البخاري. قال ابن حجر: هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٢٨٦). [.....]
(٣) «ما أنا... فأعثته» الذي ورد فى الفروق: رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٨٦
«اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ» (٢٦) أي استؤصلت، [يقال اجتث الله دابرهم، أي أصلهم.]
«دارَ الْبَوارِ» (٢٨) أي الهلاك والفناء ويقال بار ببور، ومنه قول عبد الله بن الزّبعرى:
يا رسول المليك إن لسانى | راتق ما فتقت إذ أنا بور «١» |
وهذا البيت من كلمة قالها عند إسلامه انظر المؤتلف ١٣٢، والسمط ٣٨٨، ٣٩٠ ٨٣٣، وإصلاح المنطق ١٤١، والسيرة (جوتنجن) ٨٢٧، والطبري ١٣/ ١٣٠، وتاريخه ٣/ ١٢٢، والجمهرة ١/ ٢٩٨، والقرطبي ١٣/ ١١، واللسان والتاج (بور)، وشواهد المغني ١٨٨.
تهدى رؤوس المترفين الأنداد | إلى أمير المؤمنين الممتاد (٣٤١) |
أي مخالّة خليل، وله موضع آخر أيضا تجعلها جميع خلّة بمنزلة جلّة والجميع جلال وقلّة والجميع قلال، «١» وقال:
فيخبره مكان النّون منى | وما أعطيته عرق الخلال «٢» |
«الْفُلْكَ» (٣٢) واحد وجميع وهو السفينة والسفن.
(٢) : البيت للحارث بن زهير العبسي وهو فى النقائض ٩٦، وتهذيب الألفاظ ٤٦٧، والجمهرة ١/ ٧٠، والأغانى ١٦/ ٣١، والسمط ٥٨٣. - العرق: المكافأة يقول لم يعطونى السيف عن مودة ولكى قتلت وأخذت (النقائض).
«وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ» (٣٥) : جنبت الرجل الأمر، وهو يجنب أخاه الشرّ وجنّبته واحد، وقال:
وتنقض مهده شفقا عليه | وتجنبه قلائصنا الصعابا «١» |
وشعر قد أرقت له غريب | أجنّبه المساند والمحالا «٢» |
«مُهْطِعِينَ» (٤٣) أي مسرعين، قال الشاعر:
بمهطع سرح كأنّ زمامه | فى رأس جذع من أول مشذّب «٣» |
(٢) : ديوانه ٤٤٠، والصحاح واللسان والتاج (سند).
(٣) : فى الطبري ١٣/ ١٤٢.
بمستهطع رسل كأنّ جديله | بقيدوم رعن من صؤام ممنّع «١» |
بدجلة دارهم ولقد أراهم | بدجلة مهطعين إلى السّماع] «٣» |
يباكرن العضاه بمقنعات | نواجذهن كالحدأ الوقيع «٤» |
(٢) «صؤام» : جبل قرب البصرة (معجم البلدان ٣/ ٤٣١).
(٣) : يزيد بن مفرغ: مرت ترجمته- والبيت فى القرطبي ٩/ ٢٧٩، واللسان والتاج (هطع).
(٤) : ديوانه ٥٦. - والطبري ١٣/ ١٤٢ واللسان والتاج (حدأ).
أنفض نحوى رأسه وأقنعا | كأنّما أبصر شيئا أطمعا «١» |
ألا أبلغ أبا سفيان عنى | فأنت مجوّف نخب هواء «٢» |
ولا تك من أخدان كل يراعة | هواء كسقب البان جوف مكاسرة «٣» |
جاؤا بصكّهم وأحدب أخرجت | منه السياط يراعة إجفيلا «٥» |
(٢) : ديوانه ٧، والطبري ١٣/ ١٤٤، واللسان والتاج (هوا، جوف).
(٣) : هذا البيت منسوب فى نسخة إلى صخر الغى الهذلي، ولم أقف عليه فى ديوان الهذليين، وقد أنشده صاحب اللسان وقال: إن ابن برى أنشد هذا البيت لكعب الأمثال (هوا)، وهو فى الطبري ١٣/ ١٤٤ والتاج (هوا). [.....]
(٤) «اليراعة... والذبان» : وقد حكى ابن برى هذا الكلام عن أبى عبيدة، فى اللسان (يرع).
(٥) : من قصيدة له فى آخر ديوان جرير (القاهرة ١٣٧٣) ٢/ ٢٠٢- ٢٠٥ وجمهرة الأشعار: ١٧٢- ١٧٦، والبيت فى الجمهرة ٢/ ٣٩٢.
وإن كان مكرهم تزول منه الجبال فى المثل وعند من لم يؤمن.
«مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ» (٤٩) أي فى الأغلال، وواحدها صفد [والصّفد فى موضع آخر: العطاء وقال الأعشى:
تضيفته يوما فقرّب مقعدى | وأصفدنى على الزّمانة قائدا «١» |
«سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ» (٥٠) أي قمصهم، وواحدها سربال.