تفسير سورة الدّخان

كتاب نزهة القلوب
تفسير سورة سورة الدخان من كتاب كتاب نزهة القلوب .
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ﴾: هي ليلة القدر.
﴿ دُخَانٍ مُّبِينٍ ﴾: أي جدب. ويقال إنه الجدب والسنون التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم فيها على مضر، فكان الجائع يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع. ويقال: بل قيل للجوع دخان ليبس الأرض وارتفاع الغبار، فشبه ذلك بالدخان. وربما وضعت العرب الدخان في موضع الشر إذا علا، فنقول: كان بيننا أمر ارتفع له دخان.
﴿ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾: يوم بدر، ويقال: يوم القيامة. والبطش: أخذ بشدة.
﴿ رَهْواً ﴾: أي ساكنا كهيئته بعد أن ضربه موسى، وذلك أن موسى لما سأل ربه أن يرسل البحر خوفا من فرعون أن يعير في أثره، قال الله عز وجل: ﴿ وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ﴾: ويقال: رهوا: منفرجا.
﴿ مُنشَرِينَ ﴾ أي محيين.
﴿ ٱعْتِلُوهُ ﴾: أي قودوه بالعنف.
﴿ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ أي قرناهم بهن، وليس في الجنة تزويج كتزويج الدنيا. وقوله:﴿ ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾[الصافات: ٢٢]: وقرناءهم. والزوج: الصنف أيضا كقوله﴿ سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ ﴾[يس: ٣٦] أي الأصناف ﴿ حُورٍ عِينٍ ﴾: جمع حوراء وهي الشديدة البياض بياض العين في شدة سواد سوادها ﴿ عِينٍ ﴾ أي واسعات الأعين، الواحدة عيناء.
Icon