تفسير سورة محمد

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة محمد من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

مختلف فيها. لمَّا أُمِر بالصبر على أذَى الكافرين الصَّادين عن سبيل الله، بين سوء عاقبتهم بقوله: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ ﴾: امتنعوا ومنعوا ﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: الإيمان ﴿ أَضَلَّ ﴾: أضاع ﴿ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾: من نهو مكارمهم، فلا يثابون بها في الآخرة ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ ﴾: خصة تعظيما، ولأنه الأصل ﴿ وَهُوَ ٱلْحَقُّ ﴾: الناسخ الذي لا ينسخ الكائن ﴿ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾: سترها بإيمانهم وعملهم ﴿ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾: حالهم ﴿ ذَلِكَ ﴾: المذكور من الإضلال والتفكير والإصلاح ﴿ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْبَاطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْحَقَّ ﴾: الكائن ﴿ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ ﴾: البيان ﴿ يَضْرِبُ ﴾: يبين ﴿ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ﴾: أحوالهم ﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ ﴾: أصله: فاضربوا الرقاب ضربا، أي: اقتلوهم بهذا الطريق إن أمكن ﴿ حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ ﴾: أكثرتم قتلهم وأسرتموهم ﴿ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ ﴾: للأسرى واحفظوهم لئلا يهربوا ﴿ فَإِمَّا ﴾: تمنون ﴿ مَنًّا بَعْدُ ﴾: بلإطلاقهم مجانا، أو استرقاقهم ﴿ وَإِمَّا ﴾: تفدون ﴿ فِدَآءً ﴾: بمال أو أسرى المسلمين، فيخير بعد أسر الذكر الحر المكلف بين القتل والمن والفداء والاسترقاق، والأخير منسوخ عند الحنفية، أو مختص ببدر ﴿ حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾: أثقالها التي لا تقوم إلا بها، كالسلاح، أي: تنقضي بحيث لم يبق إلا مسلم أو مسالم الأمر فيهم ﴿ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ ﴾: لا نتقم ﴿ مِنْهُمْ ﴾: من الكفار بلا قتالكم ﴿ وَلَـٰكِن ﴾: أمركم بالقتال ﴿ لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾: فيكرم المؤمن بالغنيمة أو الشهادة، ويخزي الكافرين ﴿ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ ﴾: يضيع ﴿ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ ﴾: إلى سبيل السلام ﴿ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾: حالهم دائما ﴿ وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ ﴾: وقد ﴿ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾: في الدنيا ليشتاقوا إليها، أو طيبها ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ ﴾: أي: دينه ﴿ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾: على الطاعة أو الصراط ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً ﴾: نقيصة وهلاكا ﴿ لَّهُمْ ﴾: من الله ﴿ وَأَضَلَّ ﴾: ضيع ﴿ أَعْمَالَهُمْ ﴾: عطف على تعيسوا المقدر ﴿ ذَلِكَ ﴾: من التعس والإضلال ﴿ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ﴾: القرآن ﴿ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾: كرره إشعارا بلزومه الكفر به ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾: أستأصلهم وأموالهم ﴿ وَلِلْكَافِرِينَ ﴾: أي: لهم ﴿ أَمْثَالُهَا ﴾: أي: أمثال تلك العاقبة ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ﴾: ولي ﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ ﴾: لكنه مولاهم بمعنى مالكهم كما في﴿ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ ﴾[الأنعام: ٦٢] ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ ﴾: في الدنيا ﴿ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ ﴾: بلا شكر وملاحظة حِلٍّ ﴿ وَٱلنَّارُ مَثْوًى ﴾: منزل ﴿ لَّهُمْ * وَكَأَيِّن ﴾: كم ﴿ مِّن ﴾: أهل ﴿ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن ﴾: أهل ﴿ قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ ﴾: الإسناد باعتبار السبب ﴿ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ ﴾: أي: لم يكن ﴿ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ ﴾: حجة ﴿ مِّن رَّبِّهِ ﴾: كالقرآن ﴿ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ ﴾: جمع باعتبار المعنى ﴿ أَهْوَاءَهُمْ * مَّثَلُ ﴾: عجيب صفة ﴿ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ﴾: ها ﴿ ٱلْمُتَّقُونَ ﴾: فيما قصصنا عليك ﴿ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ ﴾: متغير ولو في بطن شاربه ﴿ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ﴾: حموضة وغيرها ﴿ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ ﴾: لذيذة ﴿ لِّلشَّارِبِينَ ﴾: طعما وريحا ﴿ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ﴾: من كل وسخ ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ﴾: أصناف ﴿ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ ﴾: رضا ﴿ مِّن رَّبِّهِمْ ﴾: ذكره لإمكان سخط السيد عبده إحسانه إليه، أفمن هو خالد فيها ﴿ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً ﴾: شديد الحر ﴿ فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ * وَمِنْهُمْ ﴾: من المنافقين ﴿ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ ﴾: استهزاء ﴿ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ﴾: علماء الصحابة ﴿ مَاذَا قَالَ ﴾: محمد ﴿ آنِفاً ﴾: الساعة القريبة أي: ما كنا ملتفتين إليه ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ﴾: فلا تهتدي ﴿ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ ﴾: شهواتهم ﴿ وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ ﴾: الله تعالى ﴿ هُدًى ﴾: بالتوفيق ﴿ وَآتَاهُمْ ﴾: ألهمهم ﴿ تَقْوَاهُمْ ﴾: ما يتقون به ﴿ فَهَلْ ﴾: ما ﴿ يَنظُرُونَ ﴾: ينتظرون في تأخيرهم الإيمان ﴿ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ ﴾: بدل منها ﴿ بَغْتَةً فَقَدْ ﴾: أي: لأنه ﴿ جَآءَ أَشْرَاطُهَا ﴾: علامتها كبعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشق القمر ﴿ فَأَنَّىٰ ﴾: فكيف ﴿ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ﴾: الساعة ﴿ ذِكْرَٰهُمْ ﴾: اتعاظهم حين لا ينفعهم، إذا علمت حال الفريقين ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ ﴾: مستحق للعبادة ﴿ إِلاَّ ٱللَّهُ ﴾: كما مر بيانه، أي: دم على اعتقاده ﴿ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾: من الفرطات هضما لنفسك، أو ليقتدي بك ﴿ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ﴾: حذف المضاف وإعادة الجار مشعران بشدة احتياجهم إليه، وبتغاير جنسي الذنبين ﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ ﴾: متصرفكم في الدنيا ﴿ وَمَثْوَاكُمْ ﴾: في العقبي فاتقوه
﴿ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ ﴾: هلا ﴿ نُزِّلَتْ سُورَةٌ ﴾: في أمرنا بالجهاد ﴿ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ ﴾: غير متشابهة ﴿ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ ﴾: أمر به ﴿ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ ﴾: المنافقين ﴿ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ ﴾: من رعبهم ﴿ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ﴾: سكرات ﴿ ٱلْمَوْتِ ﴾: خوفا من القتال ﴿ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ * طَاعَةٌ ﴾: لله ﴿ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ﴾: حسن بإجابة الأمر ﴿ فَإِذَا عَزَمَ ﴾: فرض القتال.
﴿ ٱلأَمْرُ ﴾: ذوو الأمر في الإيمان ﴿ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ ﴾: في الإيمان ﴿ لَكَانَ ﴾: الصدق ﴿ خَيْراً لَّهُمْ * فَهَلْ ﴾: للتقرير ﴿ عَسَيْتُمْ ﴾: يتوقع منكم ﴿ إِن تَوَلَّيْتُمْ ﴾: عن الدين ﴿ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ ﴾: فترجعوا إلى أمر الجاهلية، أي: أنتم أحقاء به لضعف دينكم ﴿ أَوْلَـٰئِكَ ﴾: المفسدون ﴿ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴾: عن الحق ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ ﴾: فيتعظوا ﴿ أَمْ ﴾: بل ﴿ عَلَىٰ قُلُوبٍ ﴾: لهم نكرها تحقيرا ﴿ أَقْفَالُهَآ ﴾: فلا يدركونه ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ ﴾: رجعوا إلى كفرهم كالمنافقين ﴿ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ﴾: بالمعجزات ﴿ ٱلشَّيْطَانُ سَوَّلَ ﴾: سهله ﴿ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ ﴾: أَمَدّ في الآمال، ومجهولاً مفعوله ﴿ لَهُمْ * ذَلِكَ ﴾: الضلال ﴿ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ ﴾: هم الكفار الخلص ﴿ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ ﴾: أي: أموركم، وهو كسر الإسلام ﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴾: فأفشاها ﴿ فَكَيْفَ ﴾: يحتالون ﴿ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾: بمقامع كما مر ﴿ ذَلِكَ ﴾: التوفي ﴿ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ ﴾: من الكفر ﴿ وَكَرِهُواْ رِضْوَٰنَهُ ﴾: ما يرضيه ﴿ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ * أَمْ ﴾: بل ﴿ أَ ﴾: ﴿ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ ﴾: نفاق ﴿ أَن لَّن يُخْرِجَ ﴾: يظهر ﴿ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ﴾: أحقادهم معكم ﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ ﴾: بأشخاصهم بدلائل ﴿ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ﴾: علامتهم، كرر لام الجواب تأكيدا ﴿ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ﴾: إمالة ﴿ ٱلْقَوْلِ ﴾: منهم إلى التعريض بتهجين المسلمين ونحوه ﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ * وَ ﴾: الله ﴿ لَنَبْلُوَنَّكُمْ ﴾: لنختبركم بالتكاليف ﴿ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ﴾: علم ظهور ﴿ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ ﴾: على ما أمروا به ﴿ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ ﴾: ما نخبر به عن أعمالكم ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ ﴾: الناس ﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: كقريظة والنضير ﴿ وَشَآقُّواْ ﴾: خاصموا ﴿ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً ﴾: من المضرة ﴿ وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾: الحسنة بذلك ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ ﴾: كهؤلاء ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ ﴾: كأصحاب القليب ﴿ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ﴾: أفهم جواز مغفرة جميع ذنوب من لم يمت كافرا ﴿ فَلاَ تَهِنُواْ ﴾: تضعفوا ﴿ وَ ﴾: لا ﴿ تَدْعُوۤاْ ﴾: الكفار ﴿ إِلَى ٱلسَّلْمِ ﴾: الصلح تذللا إذا لقيتموهم ﴿ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ ﴾: الأغلبون ﴿ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ ﴾: بالنصر ﴿ وَلَن يَتِرَكُمْ ﴾: بفردَكم أو يسلبكم ﴿ أَعْمَالَكُمْ ﴾: أي: عنها بتضييعها ﴿ إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾: لاثبات لها ﴿ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ ﴾: المعاصي ﴿ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ ﴾: الله ﴿ أَمْوَٰلَكُمْ ﴾: كلها، بل قدر الزكاة ﴿ إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ ﴾: فيجهدكم بطلب الكل ﴿ تَبْخَلُواْ ﴾: فلا تعطوا ﴿ وَيُخْرِجْ ﴾: البخل ﴿ أَضْغَانَكُمْ ﴾: عداوتكم للنبي عليه الصلاة والسلام ﴿ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ ﴾: الموصوفون ﴿ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: طرق البر ﴿ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ﴾: ضرره عليه ﴿ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ ﴾: إليه فما أمركم به فلا حتياكم إليه ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ ﴾: عن طاعته ﴿ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾: في الحديث: إنَّهم الفُرس ﴿ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم ﴾: في التوالي، بل يطيعون الله سبحانه وتعالى في كل ما أمرهم به، والله تعالى أعلم.
Icon