ﰡ
﴿ قل أعوذ برب الناس ١ ملك الناس ٢ إله الناس ٣ من شر الوسواس الخنّاس ٤ الذي يوسوس في صدور الناس ٥ من الجنة والناس ﴾.
أمر الله عباده المستعيذين أن يستعيذوا برب كل شيء من شر الوسواس الخناس، وهو الشيطان الموكل بالإنسان. فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزين له فعل الفواحش والمنكرات. والمعصوم من عصمه الله. وفي الصحيح أنه " ما منكم من أحد إلا قد وكّل به قرينه "، قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " إلا أن الله أعانني عليه، فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير ".
قوله :﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾ يعني : قل أستجير برب الناس، وهو مالكهم وخالقهم.
وقيل : إن قوله :﴿ من الجنة والناس ﴾ بيان للناس، وإن اسم الناس ينطلق على الجنة١.
تم هذا التفسير بعون الله ومشيئته وفضله وتوفيقه في العشاء الآخرة من ليلة الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر صفر لعام سبعة عشر وأربعمائة وألف للهجرة. الموافق للعاشر من تموز عام ستة وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد.
أسأل الله جلت قدرته أن يسهم هذا الجهد في الإعراب عن عظيم الشأن للقرآن الكريم، وفي إظهار ما تضمنه هذا الكتاب المعجز الفذ من عجيب المعاني والأخبار والحقائق، ليستيقن الناس أن هذا القرآن لهو أعظم الحقائق اليقينية في هذا الوجود.
ثم أسأله عز شأنه أن يكون ما بذلناه في هذا التفسير متقبّلا، وأن يدفع عنا به غوائل الشرور والموبقات والخطايا، وأن يكون لنا فرطا يوم التناد، فنظفر بالسعادة والنجاة والرضوان. والحمد لله رب العالمين.