تفسير سورة سورة النساء من كتاب مجاز القرآن
.
لمؤلفه
أبو عبيدة
.
المتوفي سنة 210 هـ
ﰡ
﴿ وَاتَّقَوا اللهَ الَّذِي ﴾ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَاْلأَرْحَامَ } : اتّقوا الله والأرحامَ نصب، ومن جرها فإنما يجرها بالباء.
﴿ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ : حافظاً، وقال أبو دُؤاد الإيادِيّ :
كمَقاعِد الرُّقباءِ للضُّرباء أيديهم نَواهِدْ
الضريب الذي يضرب بالقِدَاح ؛ نهدت أيديهم أي مدّوها.
﴿ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ : حافظاً، وقال أبو دُؤاد الإيادِيّ :
كمَقاعِد الرُّقباءِ للضُّرباء أيديهم نَواهِدْ
الضريب الذي يضرب بالقِدَاح ؛ نهدت أيديهم أي مدّوها.
﴿ إنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً ﴾ أي إثماً، قال أُميَّة بن الأسْكر اللَّيْثيّ :
وقال الهذليّ :
وإنَّ مُهاجرَينِ تكنَّفاه | غداةَ إذٍ لقد خَطئا وحابا |
ولا تُخْنوا عليّ ولا تَشطُّوا | بقول الفَخْر إنَّ الفخر حُوبُ |
﴿ وإنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا ﴾ وَإنْ أيقنتم ألاَّ تَعْدِلوا.
﴿ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى ﴾ أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عَنَمة الضَّبي :
يباعون بالبُعْرَان مَثْنَى ومَوْحِدا ***
وقال الشاعر :
ولكنما أهلي بوادٍ أَنيسُه ***ذِئابٌ تَبَغَّي الناس مَثْنَى ومَوْحِدا
قال النحويون : لا ينوّن ﴿ مَثْنَى ﴾ لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا : اثنين ؛ وكذلك ثُلاثُ ورُباعُ لا تنوين فيهما، لأنه ثَلاثٌ وأربعٌ في قول النحويين، قال صَخْر بن عمرو بن الشّرِيد السُلَمِيّ :
فأخرج اثنين على مخرج ثُلاث، قال صَخْر الغَيّ الهذلي :
منَتْ لك، تقول : قدّرت لك، والمنايا : الأقدار، يقال : منت تَمْنِى له مَنْياً ؛ فأخرج الواحد مخرج ثُناء وثُلاث، ولا تجاوز العرب رُباع، غير أن الكمُيْتَ بن زيد الأسَديّ قال :
فجعل عشار على مخرج ثلاث ورُباع.
﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا ﴾ : مجازه : أيقنتم، قالت ليلَى بنت الحِماس :
أي أيقنوا. قال : لم أسمع هذا من أبي عبيدة.
﴿ ذَلِكَ أدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا ﴾ أي أقرب ألا تجوروا، تقول : عُلتَ عليّ أي جُرت عليّ.
﴿ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى ﴾ أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عَنَمة الضَّبي :
يباعون بالبُعْرَان مَثْنَى ومَوْحِدا ***
وقال الشاعر :
ولكنما أهلي بوادٍ أَنيسُه ***ذِئابٌ تَبَغَّي الناس مَثْنَى ومَوْحِدا
قال النحويون : لا ينوّن ﴿ مَثْنَى ﴾ لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا : اثنين ؛ وكذلك ثُلاثُ ورُباعُ لا تنوين فيهما، لأنه ثَلاثٌ وأربعٌ في قول النحويين، قال صَخْر بن عمرو بن الشّرِيد السُلَمِيّ :
ولقد قتلتكم ثُناءَ ومَوْحداً | وتركتُ مُرّةَ مثلَ أَمسِ المُدْيرِ |
منَتْ لَك أن تُلاقيَني المَنَايا | أُحادَ أحادَ في شهْرٍ حلالِ |
فلم يَسترِيثوكَ حتى رَمي | تَ فوقَ الرِّجال خِصالاً عُشارا |
﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا ﴾ : مجازه : أيقنتم، قالت ليلَى بنت الحِماس :
قلتُ لكم خافوا بألف فارسِ | مُقَنَّعِينَ في الحديد اليابسِ |
﴿ ذَلِكَ أدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا ﴾ أي أقرب ألا تجوروا، تقول : عُلتَ عليّ أي جُرت عليّ.
﴿ وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلَةً ﴾ أي مهورهن عن طيب نفس بالفريضة بذلك.
﴿ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً ﴾ : مصدرُ يقيمكم، ويجئ في الكلام في معنى قوام فيكسر، وإنما هو مِن الذي يقيمك، وإنما أذهبوا الواو لكسرة القاف، وتَرَكها بعضهم كما قالوا : ضِياءً للناس وضِواءً للناس.
﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى ﴾ أي اختبِرُوهم. ﴿ إِسْرَافاً ﴾ الإسراف : الإفراط.
﴿ وبِدَاراً ﴾ أي مبادرة قبل أن يُدْرَك فيؤنَس منه الرُّشد فيأخذ منك.
﴿ فَلْيأكُلْ بِالْمَعْرُوف ﴾ أي لا يتأثَّلْ مالاً، التأثل : اتخاذ أصل مالٍ، والأَثلة : الأصل، قال الأعشى :
مجد مؤثَّل : قديم له أصل.
﴿ وبِدَاراً ﴾ أي مبادرة قبل أن يُدْرَك فيؤنَس منه الرُّشد فيأخذ منك.
﴿ فَلْيأكُلْ بِالْمَعْرُوف ﴾ أي لا يتأثَّلْ مالاً، التأثل : اتخاذ أصل مالٍ، والأَثلة : الأصل، قال الأعشى :
ألستَ مُنْتهياً عن نَحْت أثْلَتِنَا | ولستَ ضائِرَها ما أطَّتِ الإِبلُ |
﴿ نَصِيباً مَفْرُوضاً ﴾ : نصب على الخروج من الوصف
﴿ قَوْلاً سَدِيداً ﴾ أي قصداً.
﴿ فَإنْ كَانَ لَهُ إخْوَةٌ ﴾ أي أخوان فصاعداً، لأن العرب تجعل لفظ الجميع على معنى الإثنين، قال الراعى :
فجعل الإثنين في لفظ الجميع وجعل الجميع في لفظ الاثنين.
﴿ أقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً ﴾ أدْنَى نفعاً لكم.
أخُلَيْد إنَّ أباكِ ضافَ وِسادَهُ | هَمَّانِ باتا جَنْبةً ودَخيلا |
طَرَقا فتلك هَما هِمى أقريهما | قُلُصاً لوَاقح كالقِسيِّ وَحُولا |
﴿ أقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً ﴾ أدْنَى نفعاً لكم.
﴿ فَلَهُنَّ الثُّمنُ ﴾، ﴿ والرُّبعُ ﴾ والمعنى واحد.
﴿ كَلاَلَةً ﴾ : كل من لم يرثه أب أو ابن أو أخ فهو عند العرب كلالة.
﴿ يُورَثُ كلالةً ﴾ : مصدرٌ مِنَ تَكلَّلَهُ النسبُ، أي تعطّف النسب عليه، ومن قال :﴿ يُورثُ كلالة ﴾ فهم الرجال الورثة، أي يعطف النسب عليه.
﴿ كَلاَلَةً ﴾ : كل من لم يرثه أب أو ابن أو أخ فهو عند العرب كلالة.
﴿ يُورَثُ كلالةً ﴾ : مصدرٌ مِنَ تَكلَّلَهُ النسبُ، أي تعطّف النسب عليه، ومن قال :﴿ يُورثُ كلالة ﴾ فهم الرجال الورثة، أي يعطف النسب عليه.
﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ ﴾ : فرائض الله.
﴿ وَاللاِتى يَأتِينَ الفَاحِشَةَ ﴾ : واحدها التي، وبعض العرب يقول : اللواتي وبعضهم يقول : اللاتي، قال الراجز :
أي أسناني وقال الأخطل :
آلها : شخصها، ومجلودها جلدها، وقال عمر بن أبي ربيعة :
مِن اللّوَاتي والّتِي واللاَّتي | زعمن أني كبرتْ لِدَاتي |
مِن اللّواتي إذا لانت عَرِيكتُها | يَبقَى لها بعدَه آلٌ ومَجْلودُ |