تفسير سورة الزخرف

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١٠٩٣- إذا ركبت دابتك فقل :﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾. ( الذخيرة : ١٣/٣٦١ )
١٠٩٤- أي : سموهم لأن سلطان المشركين إنما هو على الأسماء دون الذوات. ( نفسه : ٥/٦ )
١٠٩٥- في هذه الآية من المسائل : كيف استثنى الذي فطره من معبودي قومه ؟ وهل الاستثناء متصل أو منقطع ؟
والجواب : قيل : كان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون الله ويعظمونه كما كانت العرب، ولكن تعبد الأصنام معه والكواكب، فلذلك حسن الاستثناء، ويكون متصلا على هذا.
وقيل : لم يكونوا يعترفون بالله أصلا، واستثناء إبراهيم عليه السلام، لأنه تعالى مما يمكن معبودا لهم في المستقبل، فكان الأدب الاحتياط مع الله تعالى لهذا الاحتمال.
وقيل : الاستثناء منقطع. ومعنى الكلام : " لكن الذي فطرني فإنه سيهدي ". ( نفسه : ٣٥٣ ).
١٠٩٦- قوله تعالى :﴿ فإنه سيهدين ﴾ يجوز أن يكون استئنافا، وهو الظاهر. ويجوز أن يكون حالا من ﴿ الذي ﴾ أو من الضمير في ﴿ فطرني ﴾ إن جعلنا الفاء بمعنى الواو، فإنه يجوز : " جاءني زيد وأنه لضاحك " على الحال. والفاء بمعنى الواو قليل. ( الاستغناء : ١٤٢ ).
١٠٩٧- هذا جمع بين إفراد. ثم عاد الإفراد في قوله تعالى :﴿ حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبيس القرين ﴾. فأمر الضمير العائد على ﴿ القرين ﴾ الواحد. ولو جمع لقال : " حتى إذا جاؤونا قالوا يا ليت بيننا وبينكم بعد المشرقين " فقد عاودوا الأصل الذي رفضوه. ( نفسه : ١٢٢-١٢٣ )
١٠٩٨- إعراب اليوم : ظرف، و " إذ " ظرف أيضا، وهو بدل من " اليوم " والبدل هنا غير المبدل منه، فيكون يوم القيامة هو عين زمن الظلم، لكن زمن الظلم في الدنيا، والدنيا ليست هي من الآخرة، ولا يوم القيامة. فكيف صحت البدلية ؟ أورد ابن جني هذا السؤال فقال : الظرف يجوز أن يكون أوسع من المظروف، وزمن الظلم يجوز أن يكون أوسع منه حتى يمتد ليوم القيامة، فتنطبق عليه، ويقبل يوم القيامة الامتداد حتى ينطلق على يوم الظلم فيتحدان فتحسن البدلية. ( الفروق : ٢/٩٢ )
١٠٩٩- قال العلماء رحمهم الله : إنه الخلافة، وأنه كان صلى الله عليه وسلم يطوف على القبائل في أول أمره لينصروه، فيقولون له : ويكون لنا الأمر من بعدك، فيقول صلى الله عليه وسلم : " إني قد منعت من ذلك، وإنه أنزل علي :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ﴾١ " فلم يكن للأنصار في هذا الشأن شيء. ( نفسه : ٢/١٦١ )
١ - ن : الدر المنثور : ٥/٧٢٥..
١١٠٠- جرده من كل شيء وحصره في العبودية المحضة لقوله :﴿ إن هو إلا عبد ﴾ ثم أفاض عليه نعمه بقوله :﴿ أنعمنا عليه ﴾. ( الذخيرة : ٢/٥٤٩ )
١١٠١- إنه تعالى لو شاء جعلنا ملائكة لكنا ملائكة، لكنا لسنا ملائكة، فعلمنا أن هذا١ ليس ماضيا. ( الفروق : ١/٩٣ )
١١٠٢- إن تعلق إرادة الله تعالى وعلمه بالأشياء قسمان : قسم واقع وقسم مقدر مفروض ليس واقعا، فالواقع هو أزلي لا يمكن جعل الشيء منه شرطا البتة والمقدر هو الذي جعل شرطا، وتقدير الكلام في هذه المواضع : " متى فرض إرادتنا أن نردكم ملائكة كنتم ملائكة ". ( نفسه : ١/٩٤ )
١١٠٣- فجميع المعلق عليه من تعلق صفات الله تعالى إنما هو مفروض مقدر لا أنه واقع والفرض والتقدير أمر متوقع في المستقبل ليس أزليا، فلذلك حسن التعليق فيه على الشرط٢. ( الفروق : ١/٩٤ )
١ - يقصد فعل المشيئة ردا على سؤال من قال :"كيف تورد السؤال "بلو" مع أنك قد قدمت أن من خصائصها أنها تدخل على الماضي، فلا يكون الاستقبال فيها لازما" الفروق : ١/٩٣..
٢ - علق ابن الشاط على هذا الكلام بقوله :"قلت : وهذا الفرض والتقدير الذي زعم لا يخلو أن يرد أن الله تعالى هو فارض ذلك الفرض، أو يرد أن غيره هو فارض ذلك الفرض، فإن أراد الأول فذلك لا يجوز في حق الله تعالى لأنه يستلزم الجهل بالواقع، وإن أراد الثاني فلا يصح تأويل مشيئة الله تعالى بمشيئة غيره. وبالجملة، فكلامه هنا خطأ صراح" ن : حاشية ابن الشاط في كتاب الفروق : ١/٩٤..
١١٠٤- الأصل في الشهادة : العلم واليقين لقوله تعالى :﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾. ( نفسه : ٤/٥٥ )
Icon