تفسير سورة الطارق

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة الطارق من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " : اسم عزيز إذا أراد إعزاز عبد وفقه لعرفانه، ثم زينه بإحسانه، ثم استخلصه بامتنانه ؛ فعصمه من عصيانه، وقام بحسن التولي – في جميع أحواله – بشأنه، ثم قبضه على إيمانه، ثم بوأه في جنانه، وأكرمه برضوانه، ثم أكمل عليه نعمته برؤيته وعيانه.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴾.
أقسم بالسماءِ، وبالنجمِ الذي يَطْرُق ليلاً.
استفهامٌ يراد منه تفخيم شأن هذا النجم.
المضيءُ العالي. وقيل : الذي ترمى به الشياطين.
ويقال : هي نجوم المعرفة التي تدل على التوحيد يستضيءُ بنورها ويهتدي بها أولو البصائر.
ما مِنْ نَفْسٍ إلا عليها حافِظٌ من الملائكة، يحفظ عليه عملَه ورزقَه وأجلَه، ويحمله على دوامِ التيقُّظ وجميلِ التحفُّظ.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾.
يخرج من صُلْبِ الأب، وتربيةِ الأم.
وهو بذلك يحثُّه على النَّظَرِ والاستدلال حتى يعرف كمال قدرته وعلمه وإرادته- سبحانه.
إنه على بَعْثِه، وخَلْقِه مرةً أخرى لقادِرٌ ؛ لأنه قادر على الكمال - والقدرةُ على الشيءِ تقتضي القدرةَ على مِثْلِه، والإعادة في معنى الابتداء.
يوم تُمْتَحنُ الضمائر.
أي ما لهذا الإنسان - يومئذٍ - من مُعينٍ يدفع عنه حُكْمَ الله.
أي المطر.
" الصدع " : الانشقاقُ بالنباتِ للزرع والشجر.
أي : إن القرآن لقولٌ جَزْمٌ.
الهزل ضد الجِدّ، فليس القرآنُ بباطلٍ ولا لَعِب.
قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ﴾.
أي يحتالون حيلةً.
هم يحتالون حيلةً، ونحن نُحْكِمُ فِعْلاً ونُبْرِمُ خَلْقاً، ونجازيهم على كيدهم، بما نعاملهم به من الاستدراج والإمهال.
أي أَنظِرهم، وأمهِلهم قليلاً، وأرْوِدْهم رويداً.
Icon