ﰡ
قال ذلك هنا : وقال في سورة البلد :﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ [ البلد : ٤ ] ولا منافاة بينهما، لمراعاة الفواصل في السورتين، ولأن معناه هنا –عند كثير من المفسرين- منتصب القامة، معتدلها، فيكون في المعنى أحسن تقويم، وذلك لا ينافي كونه في كبد( ١ ).
إن فُسّر بالردّ إلى جهنم، فهو سُفل حقيقي، والاستثناء بعده متّصل، وعليه فقوله تعالى :﴿ فلهم أجر غير ممنون ﴾ [ التين : ٦ ] قائم مقام قوله : فلا نردّهم أسفل سافلين.
أو بالردّ : إلى أسفل العمر، فهو تسفّل في الرّتب والأوصاف، بالنسبة إلى رُتب الشباب وأوصافه، والاستثناء بعده منقطع، وعليه فقوله تعالى :﴿ فلهم أجر غير ممنون ﴾ [ التين : ٦ ] أي غير مقطوع بالهرم والضّعف، والمعنى : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات في حال شبابهم( ١ ) وقوّتهم، إذا عجزوا بالهرم عن العمل، كتب لهم ثواب ما كانوا يعملون، إلى وقت موتهم.