ﰡ
قوله: ﴿ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ ﴾ أي ومن كان قادراً على ذلك، كان بطشه في غاية الشدة. قوله: ﴿ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ﴾ أي الماحي لذنوب المؤمنين وإن لم يتوبوا، لأن ألآية مذكورة في معرض التمدح، والتمدح بكونه غفوراً مطلقاً أتم، فالحمل عليه أولى. قوله: (المتودد إلى أوليائه بالكرامة) أشار بذلك إلى أن فعولاً بمعنى فاعل، ويصح أن يكون بمعنى مفعول، أي يوده عبارة ويحبونه. قوله: ﴿ ٱلْمَجِيدُ ﴾ بالرفع أي وبالجر قراءتان سبعيتان فالرفع على أنه نعت للغفور، والجر على أنه نعت للعرش، ومجده علوه وعظمه. قوله: ﴿ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ أتى بصيغة ﴿ فَعَّالٌ ﴾ اشارة للكثرة، وختم به الصفات لكونه كالنتيجة لها، والمعنى: يفعل ما يريد، ولا يعترض عليه ولا يغلبه غالب، فيدخل أولياء الجنة لا يمنعه مانع، ويدخل أعداءه النار لا ينصرهم منه ناصر، وفي هذه الآية دليل على أن جميع أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، ولا يجب عليه شيء، لأن أفعاله بحسب ارادته.