تفسير سورة ق

حاشية الصاوي على تفسير الجلالين
تفسير سورة سورة ق من كتاب حاشية الصاوي على تفسير الجلالين .
لمؤلفه الصاوي . المتوفي سنة 1241 هـ

قوله: ﴿ قۤ ﴾ العامة على قراءته بالسكون وقرئ شذوذاً بالبناء على الكسر والفتح والضم. قوله: (الله أعلم بمراده) تقدم غير مرة أن هذا القول أصح وأسلم، وقيل: هو حبل محيط بالأرض، من زمردة خضراء اخضرت السماء منه، وعليه طرفا السماء، والسماء عليه مقبية، وما أصاب الناس من زمرد، كان مما تساقط من ذلك الجبل، وقال وهب: أشرف ذو القرنين على جل ق، فرأة تحته جبالاً صغاراً فقال له: ما أنت؟ قال: أنا ق، قال: فما هذه الجبال حولك؟ قال: هي عروقي، وما مدينة إلا وفيها عرق من عروقي، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أمرني فحركت عرقي ذلك، فتزلزلت تلك الأرض. فقال له: يا ق أخبرني بشيء من عظمة الله، قال: إن شأن ربنا لعظيم، وإن وراي أرضاً مسيرة خمسمائة عام، في خمسمائة من جبال ثلج، بعضها يحكم بعضاً، لولا هي لاحترقت من حر جهنم، ثم قال: زدني، قال: إن جبريل عليه السلام واقف بين يدي الله ترتعه فرائصه، يخلق الله من كل رعدة مائة ألف ملك، فهؤلاء الملائكة واقفون بين يدي الله منكسون رؤوسهم، فإذا أذن لهم في الكلام قالوا: لا إله إلا الله، وهو قوله تعالى:﴿ يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً ﴾[النبأ: ٣٨] وقيل: معنى ﴿ قۤ ﴾ قضي الأمر، كما قيل في حم: حم الأمر، وقيل: هو اسم من أسمائه تعالى أقسم به، وقيل هو اسم من أسماء القرآن، وقيل: هو افتتاح كل اسم من أسمائه تعالى في أوله ق، كقادر وقاهر وقوي، ولعظم فضل تلك السورة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الأضحى والفطر بها، وباقتربت الساعة، وكان يقرؤها على المنبر يوم الجمعة إذا خطب الناس. قوله: (الكريم) أي فكل من طلب منه مقصوده وجده فيه. قوله: (ما آمن كفار مكة) الخ، قدره إشارة إلى أن جواب القسم محذوف، وهو أسهل الأعاريب.
قوله: ﴿ بَلْ عَجِبُوۤاْ ﴾ اضراب عن جواب القسم المحذوف، لبيان أحوالهم الشنيعة، والعجب استعظام أمر خفي سببه، وهذا بالنسبة لعقولهم القاصرة حيث قالوا﴿ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾[الزخرف: ٣١].
قوله: ﴿ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ ﴾ حكاية لبعض تعجبهم وأقاويلهم الباطلة. قوله: ﴿ ٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ أي يتعجب منه، لأنه خارج عن طور عقولنا. قوله: ﴿ أَءِذَا مِتْنَا ﴾ معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله: (نرجع). قوله: (وإدخال ألف بينهما) أي وتركه فالقراءات أربع سبعيات لا اثنتان كما توهمه عبارته. قوله: ﴿ بَعِيدٌ ﴾ أي عن العادة. قوله: ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ ﴾ رد لاستبعادهم وتعجبهم. قوله: ﴿ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ الجملة حالية، والكلام على تشبيه علمه بتفاصيل الأشياء، بعلم من عنده كتاب حاوٍ محفوظ يطلع عليه. قوله: (هو اللوح المحفوظ) أي وهو من درة بيضاء، مستقرة على الهواء، فوق السماء السابعة، طوله ما بين السماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب. قوله: (فيه جميع الأشياء) يحتمل أن الجار والمجرور متعلق بالمحفوظ و (جميع) نائب فاعل متعلق به، ويحتمل أنه خبر مقدم و (جميع) مبتدأ مؤخر. قوله: ﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ ﴾ انتقال من شناعتهم إلى ما هو أشنع، وهو تكذيبهم للنبوة الثابتة بالمعجزات الظاهرة. قوله: ﴿ مَّرِيجٍ ﴾ (مضطرب) أي مختلط يقال: مرج الأمر، ومرج الدين اختلط. قوله: ﴿ أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاطفة عليه، والتقدير: أغفلوا وعموا فلم ينظروا إلى السماء، الخ. قوله: (كائنة) ﴿ فَوْقَهُمْ ﴾ أشار به إلى أن ﴿ فَوْقَهُمْ ﴾ حال من ﴿ ٱلسَّمَآءِ ﴾.
قوله: ﴿ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ﴾ ﴿ كَيْفَ ﴾ مفعول مقدم، وجملة ﴿ بَنَيْنَاهَا ﴾ بدل من ﴿ ٱلسَّمَآءِ ﴾.
قوله: ﴿ وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ﴾ الجملة حالية. قوله: (معطوف على موضع السماء) أي المنصوب بينتظروا. قوله: (بيهج به) أي يسر، وفيه إشارة إلى أن فعيل بمعنى فاعل، أي يحصل السرور به. قوله: (مفعول له) أي لأجله، ويصح أن يكونا منصوبين على المصدرية، والتقدير: بصرناهم تبصرة، وذكرناهم تذكرة. قوله: (تبصيراً منا) أي تعليماً وتفهيماً، والتبصرة والتذكرة إما عائدان على كل من ﴿ ٱلسَّمَآءِ ﴾ و ﴿ وَٱلأَرْضَ ﴾ والمعنى خلقنا السماوات تبصرة وذكرى، والأرض تبصرة وذكرى، ويحتمل أنه لف ونشر مرتب، فالسماء تبصرة، والأرض تذكرة، والفرق بينهما أن التبصرة تكون فيما آياته مستمرة، والتذكرة فيما آياته متجددة. قوله: (رجاع إلى طاعتنا) أي ذا رجوع وإقبال عليه، فالصيغة للنسبة لا للمبالغة.
قوله: ﴿ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ ﴾ قدره المفسر الزرع إشارة إلى أنه حذف الموصوف، وأقيمت صفته مقامه. قوله: (المقصود) أي الذي شأنه أن يحصد كالبر والشعير، وفيه مجاز الأول، أي الزرع الذي يؤول إلى كونه محصوداً. قوله: ﴿ وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ﴾ يقال: بسقت النخلة بسوقاً من باب قعد طالت، فهي باسقة، والجمع باسقات وبواسق، وبسق الرجل بهر في علمه. قوله: ﴿ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ﴾ الجملة حال من النخل مترادفة، أي من الضمير في ﴿ بَاسِقَاتٍ ﴾.
قوله: ﴿ رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ ﴾ منصوب على الحال، ولم يقيد العباد هنا بالإنابة، وقيد به في قوله:﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ ﴾[ق: ٨] لأن التذكرة لا تكون إلا لمنيب، والرزق يعم كل أحد. قوله: ﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ ﴾ أي بذلك الماء، وقوله: ﴿ بَلْدَةً مَّيْتاً ﴾ أي أرضاً جدبة يابسة، فاهتزت وربت بذلك الماء، وأنبتت من كل زوج بهيج. قوله: (يستوي فيه المذكر والمؤنث) جواب عن سؤال مقدر تقديره الأرض مؤنثةـ فكيف وصفها بالمذكر؟ وفي هذا الجواب نظر، لأن استواء المذكر والمؤنث في فعيل وليس هنا، والصواب أن التذكير باعتبار كونه مكاناً. قوله: ﴿ كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ ﴾ جملة قدم فيها الخبر لقصد الحصر، والمعنى خروجهم من قبورهم، مثل ما تقدم من عجائب خلق السماء وما بعدها. قوله: (والاستفهام للتقرير) الخ، الأولى أن يقول للإنكار والتوبيخ، قوله: (والمعنى) الخ، غير صحيح، إذ لو نظروا وعلموا لآمنوا. قوله: ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ﴾ الخ، كلام مستأنف قصد به تقرير حقيقة البعث والوعيد لقريش، والتسلية لرسول الله. قوله: (لمعنى قوم) أي لأنه بمعنى أمة. قوله: (هي بئر) أي فخسفت تلك البشر مع ما حولها، فهبت بهم وبأموالهم. قوله: (وقيل غيره) هو شعيب أو نبي آخر أرسل بعد صالح لبقية من ثمود. قوله: ﴿ وَثَمُودُ ﴾ ذكرهم بعد أصحاب الرس، لأن الرجفة التي أخذتهم مبدأ الخسف لأصحاب الرسـ وأتبع ثمود بعاد، لأن الريح التي أهلكتهم أثر صبيحة ثمود. قوله: ﴿ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴾ تقدم أنه ابن أخي إبراهيم، وأنه هاجر معه من العراق إلى الشام، فنزل إبراهيم بفلسطين، ونزل لوط بسذوم، وأرسله الله إلى أهلها وهو أجنبي منهم، فكيف يقال إخوانه! أجيب: بأنه تزوج فصار صهراً لهم، فالأخوة من حيث ذلك.
قوله: ﴿ وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ ﴾ تقدم الكلام عليهم في الشعراء. قوله: (أي الغيضة) أي وهي الشجر الملتف، وهي هنا بأل المعرفة، وفي ص والشعراء بأل ودونها قراءتان سبعيتان. قوله: (هو ملك كان باليمن) وقيل نبي وهو تبع الحميري، واسمه أسعد، وكنيته أبو قرن. قوله: ﴿ كُلٌّ ﴾ التنوين عوض عن المضاف، أي كل أمة، والمراد بالكل الكل المجموعي. قوله: ﴿ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ ﴾ أي ولو بالواسطة كتبع. قوله: ﴿ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ مضاف لياء المتكلم، حذفت الياء وبقيت الكسرة دليلاً عليها. قوله: (فلا يضيق صدرك) أي لما تقدم أنه تسلية لرسول الله وتهديد لهم. قوله: ﴿ أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاكفة عليه، والأصل أقصدنا الخلق الأول فعجزنا عنه حتى يحكموا بعجزنا عن الإعادة؟ وفيه إلزام لمنكري البعث، والعي والعجز. قوله: ﴿ بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ ﴾ الباء سببية أو بمعنى عن، والاستفهام انكاري بمعنى النفي. قوله: ﴿ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ ﴾ ليس عطف على مقدر يقتضيه السياق، كأنه قيل هم غير منكرين لقدرتنا على الخلق الأول، بل هم في خلط وشبهة من خلق جديد، لما فيه من مخالفة العادة، وتنكير خلق لتفخيم شأنه والإشعار بخروجه عن حدود العادات. قوله: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ ﴾ المراد به الجنس الصادق بآدم وأولاده. قوله: (حال بتقدير نحن) أي لأن الجملة المضارعية المثبتة إذا وقعت حالاً، لا تقترن بالواو، بل تحوي الضمير فقط، فإن اقترنت بالواو، أعربت خبر المحذوف، وتكون الجملة الاسمية حالاً، قال ابن مالك: وذات بدء بمضارع ثبت   حوت ضميراً ومن الواو خلتوذات واو بعدها انوِ مبتدا   له المضارع اجعلن مسنداقوله: (ما مصدرية) أي والتقدير: ونعلم وسوسة نفسه إياه، ويصح أن تكون موصولة والضمير عائد عليها، والتقدير: ونعلم الأمر الذي تحدث نفسه به. قوله: (الباء زائدة) أي فهو نظير صوت بكذا، وقوله: (أو للتعدية) أي فالنفس تجعل الإنسان قائماً بالوسوسة. قوله: (والضمير للإنسان) أي فجعل الإنسان مع نفسه شخصين، تجري بينهما مكالمة ومحادثة، تارة يحدثها وتارة تحدثه، وهذه الوسوسة لا يؤاخذ بها الإنسان خيراً أو شراً، ومثلها الخاطر والهاجس، وما الهم فيكتب في الخير لا في السر، وأما العزم فيكتب خيراً أو شراً، وقد تقدم ذلك. قوله: ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ ﴾ أي لأن الله لا يحجبه شيء، بل هو القائم على كل نفس، لا تخفى عليه خافية، فقربه تعالى من عبده اتصال تصاريفه فيه، بحيث لا يغيب عنه طرفة عين، قال تعالى:﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ﴾[الحديد: ٤].
قوله: ﴿ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ ﴾ هذا مثل في شدة القرب، والحبل العرق. قوله: (والوريدان عرقان بصفحتي العنق) أي مكتنفان صفحتي العنق في مقدمهما يصتلان بالوتين وهو عرق متصل بالقلب، وبالأبهر وهو عرق في الظهر، وبالأكحل وهو عرق في الذراع، وبالنسا وهو عرق في الفخذ، وبالأسلم وهو عرق في الخنصر متى قطع من أية جهة مات صاحبه، قال القشيري: في هذه الآية عيبة وفزع وخوف لقوم، وروح وأنس وسكون قلب لقوم، أي بحسب تجلي الله تعالى وشهوده، فإذا شهد الإنسان جلال الله وهيبته وشدة بطشه وسرعه انتقامه، مع شدة تمكنه منه واتصال تصاريفه به، ذاب من خشية الله، وإذا شهد جمال الله ورجمته وإحسانه أنس وفرح. قوله: (يأخذ ويثبت) أي يكتبان في صحيفتي الحسنات والسيئات، وقلبهما لسانه، ومدادهما ريقه، ومحلهما من الإنسان نواجذه. قوله: (ما يعمله) مفعول ﴿ يَتَلَقَّى ﴾.
قوله: (أي قاعدان) أشار بذلك إلى أن ﴿ يَتَلَقَّى ﴾ مفرد أقيم مقام المثنى، لأن فعيلاً يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع. قوله: (وهو مبتدأ خبره ما قبله) أي والجملة في محل نصب على الحال من المتلقيان. قوله: ﴿ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ ﴾ الخ ﴿ مَّا ﴾ نافية و ﴿ مِن ﴾ زائدة في المفعول، وقوله: ﴿ لَدَيْهِ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ رَقِيبٌ ﴾ مبتدأ مؤخر، والجملة حالية. قوله: (وكل منهما بمعنى المثنى) أي فالمعنى إلا لديه ملكان موصوفان بأنهما رقيبان وعتيدان، فكل منهما موصوف بأنه رقيب وعتيد، وقوله: (حاضر) أي فلا يفارقه إلا في مواضع ثلاثة: في الخلاء، وعند الجماع، وفي حال الجنابة، فإذا فعل العبد في تلك الحالات حسنة أو سيئة، عرفاها برائحتها وكتابها. قوله: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ ﴾ أي حضرت إما بالموت فرادى وهو ظاهر واقع، أو دفعة عند النفخة الأولى، وإنما عبر عنها بالماضي لتحقق وقوعها، وإشارة إلى أنها في غاية القرب. قوله: ﴿ بِالْحَقِّ ﴾ الباء للتعدية، أي أتت بالأمر الحق أي أظهرته، والمراد به ما بعد الموت من أهوال الآخرة، ومعنى كونه حقاً أنه واقع لا محالة. قوله: ( وهو نفس الشدة) المناسب حذف هذه العبارة لللاستغناء بما قلبها عنها، إلا أن يقال إن الضمير في (هو) عائد على أمر الآخرة، والمراد بالشدة الأمر الشديد، وهو أهوال الآخرة. قوله: (تهرب) بضم الراء من باب طلب. قوله: ﴿ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ﴾ عطف على قوله: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ ﴾ و ﴿ ٱلصُّورِ ﴾ هو القرن الذي ينفخ فيه اسرافيل، لا يعلم قدره إلا الله تعالى، وقد التقمه اسرافيل من حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم منتظراً للأذن بالنفخ. قوله: (إلى يوم النفخ) أي فالإشارة إلى الزمان المفهوم من قوله: ﴿ وَنُفِخَ ﴾ لأن الفعل كما يدل على الحدث يدل على الزمان. قوله: ﴿ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾ اختلف في معنى السائق والشهيد على أقوال: أشهرها ما قاله المفسر، وقيل سائق كاتب السيئات، والشهيد كاتب الحسنات، وقيل السائق نفسه أو قرينه، والشهيد جوارحه أو أعماله، وقيل غير ذلك. قوله: (ويقال للكافر) هذا أحد قولين، وقيل إن القول يقع للمسلم أيضاً، لكن على سبيل التهنئة.
ومعنى ﴿ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ ﴾ كنت في حجاب لم تشاهده بالبصر، إذ ليس راء كمن سمع، فكشفنا عنك غطاءك، فاهنأ بما رأيت، وتمل بما أعطيت من النعيم المقيم. قوله: ﴿ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ ﴾ أي حجابك، وهو الغفلة والانهماك في الشهوات. قوله: (حاد) أي نافذ لزوال المانع للإبصار. قوله: (الملك الموكل به) أي في الدنيا لكتابة أعماله، وهو الرقيب العتيد المتقدم ذكره، والمعنى أن الملك يقول: هذا عمله المكتوب عندي حاضر لدي، وقيل: المراد بقرينه الشيطان المقيض له، واسم الإشارة عائد على ذات الشخص الكافر، والمعنى يقول الشيطان: هذا الشخص الذي عندي حاضر معد ومهيأ للنار. قوله: ﴿ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴾ يصح أن تكون ﴿ مَا ﴾ نكرة موصوفة، و ﴿ عَتِيدٌ ﴾ صفتها، و ﴿ لَدَيَّ ﴾ متعلق بعتيد، أي هذا شيء حاضر عندي، ويصح أن تكون ﴿ مَا ﴾ موصولة بمعنى الذي و ﴿ لَدَيَّ ﴾ صلتها، و ﴿ عَتِيدٌ ﴾ خبر الموصول، والموصول وصلته خبر اسم الإشارة. قوله: (أي ألق ألق) الخ، لما جعل المفسر الخطاب للواحد، احتاج للجواب عن التثنية في قوله: ﴿ أَلْقِيَا ﴾ فأجاب بجوارين، الأول: أنه تثنية بحسب الصورة، والأصل أن الفعل مكرر للتوحيد، فحذف الثاني وعبر عنهما بضمير التثنية، فعلى هذا يعرب بحذف النون، والألف فاعل. الثاني: أن الألف ليست للتثنية، بل هي منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة، وأجرى الوصل هنا مجرى الوقف. قوله: (وبه قرأ الحسن) أي وهي قراءة شاذة. قوله: (معاند) أي معرض عن الحق مخالف له. قوله: (مبتدأ ضمن معنى الشرط) المناسب أن يقول: مبتدأ يشبه الشرط. قوله: (تفسيره) أي تخريجه مثل ما تقدم، من حيث الاعتذار عن التثنية. قوله: ﴿ قَالَ قرِينُهُ ﴾ الخ، جواباً عما ادعاء الكافر عليه بقوله: هو أطغاني، فالكافر أولاً: يقول: الشيطان أطغاني. فيجيبه الشيطان بقوله: ﴿ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ ﴾ وكان الأولى للمفسر أن يقدم قوله: (وهو أطغاني) بأن يقول: وقال قرينه، جواباً لقوله: (هو أطغاني) ﴿ رَبَّنَا ﴾ الخ.
قوله: ﴿ لاَ تَخْتَصِمُواْ ﴾ خطاب للكافرين وقرنائهم. قوله: (أي ما ينتفع الخصام هنا) أي في موقف الحساب. قوله: ﴿ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ ﴾ ظاهره أن الجملة حال من قوله: ﴿ لاَ تَخْتَصِمُواْ ﴾ وهو مشكل بأن التقديم بالوعيد في الدنيا، والاختصام في الآخرة. وأجيب: بأن الكلام على حذف، والأصل وقد ثبت الآن أني قد تقدمت اليكم الخ. قوله: (ولا بد) أي لا تطمعوا أني أبدل وعيدي) فإن وعيدي للكافرين محتم كوعدي للمؤمنين. قوله: ﴿ مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ ﴾ المراد بالقول الوعيد بتخليد الكافر في النار. قوله: (في ذلك) أي في ذلك اليوم، فاسم الإشارة عائد على يوم الحساب. قوله: (لا ظلم اليوم) أي وإذا انتفى الظلم عنه في هذا اليوم، فنفي الظلم عنه في غيره أحرى، سبحان من تنزه عن الظلم عقلاً ونقلاً. قوله: (ناصبه ظلام) أي والمعنى: ما أنا بظلام يوم قولي لجهنم الخ. قوله: (استفهام تحقيق لوعده بمثلها) خاطب الله سبحانه وتعالى جهنم خطاب العقلاء، وأجابته جواب العقلاء، ولا مانه من ذلك عقلاً ولا شرعاً لما رود: تحاجت الجنة والنار، واشتكت النار إلى ربها، فلا حاجة إلى تكلف المجاز، مع التمكن من الحقيقة في هذا ونظائره مما ورد في السنة من نطق الجمادات، والمراد باستفهام التحقق التقرير، فالله تعالى يقررها بأنها قد امتلأت. قوله: ﴿ وَتَقُولُ ﴾ (بصورة الاستفهام كالسؤال) أي أجابته جواباً صورته استفهام، ومعناه الخبر، كما أشار له المفسر بقوله: (أي امتلأت) وإنما أجابته بصورة الاستفهام، ليكون طبق السؤال، لكن استفهام السؤال تقريري، واستفهام جوابها انكاري، هذا ما مشى عليه المفسر، وقيل: إن الاستفهام لطلب الزيادة فهو بمعنى زدني، ويدل عليه ما جاء في الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم" لا تزال جهنم يلقى فيل وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك، فينزوي بعضها على بعض وتقول: قط قط وعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضل، حتى ينشئ الله لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة "وفي رواية" فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله عليها رجله، يقول لها: قط قط، فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض، فلا يظلم الله من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً "اهـ. ولفظ القدم والرجل في الحديث من المتشابه، يأتي فيه مذهب السلف والخلف، فالسلف والخلف، فالسلف ينزهونه عن الجارحة، ويفوضون علمه إلى الله تعالى، والخلف لهم في تأويل منها: أن المراد بالقدم والرجل قوم من أهل النار في علم الله، لأن القدم والرجل يطلقان في اللغة على العدد الكثير من الناس، فكأنه قال: حتى يضع رب العزة فيها العدد الكثير من الناس الموعودين بها، ويؤيده ما ورد عن ابن مسعود، أن ما في النار بيت ولا سلسلة ولا مقمع ولا تابوت، إلا وعليه اسم صاحبه، فكل واحد من الخزنة، ينتظر صاحبه الذي قد عرف اسمه وصفته؛ فإذا استوفى ما أمر به وما ينتظره، ولم يبق أحد منهم قالت الخزنة: قط قط، حسبنا حسبنا، اكتفينا اكتفينا، وحينئذ فتنزوي جهنم على من فيها وتنطق إذ لم يبق أحد ينتظر. ومنها أن وضع القدم والرجل كناية عن تجلي الجلال عليها، فتتصاغر وتضيق وتنزوي فتقول: قط قط، وهذا هو الأقرب.
قوله: ﴿ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ المراد بهم من ماتوا على التوحيد. قوله: (مكاناً) قدره المفسر إشارة إلى أن قوله: ﴿ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ صفة لموصوف محذوف، فهو منصوب على الظرفية لقيامة مقام الظرف، ولم يقل بعيدة، إما لأنه صفة لمذكر محذوف، أو لأن فعيلاً يستوي فيه المذكر والمؤنث، وأتى بهذه الجملة عقب قوله: ﴿ وَأُزْلِفَتِ ﴾ للتأكيد، كقولهم: هو قريب غير بعيد، وعزيز غير ذليل، إن قلت: إن الجنة مكان، والشأن انتقال الشخص للمكان، لا انتقال المكان للشخص. أجيب: بأنه أضاف القرب لها إكراماً للمؤمنين، كأن الإكرام ينقل لهم، وهو كناية عن سهولة وصولهم إليها. قوله: (ويبدل من المتقين) أي بإعادة الجار، وجملة ﴿ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ ﴾ معترضة بين البدل والمبدل منه. قوله: (حافظ لحدوده) أي فحفيظ بمعنى حافظ لا بمعنى محفوظ. قوله: ﴿ مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ ﴾ إما بدل من كل، أو مستأنف خبر لمحذوف. قوله: (خافه ولم يره) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ بِٱلْغَيْبِ ﴾ حال من المفعول، والمعنى خشيه، والحال أن الله غائب عنه، أي متحجب بصفة جلاله وكبريائه، ويصح أن يكون حالاً من الفاعل، والمعنى خشي الرحمن، والحال أن الشخص غائب عن الله أي محجوب عنه. قوله: (أي سالمين من كل مخوف) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ بِسَلاَمٍ ﴾ حال من فاعل ﴿ ٱدْخُلُوهَا ﴾ وهي حال مقارنة. قوله: (أو مع سلام) أي إن دخولهم مصحوب بالسلام من بعضهم على بعض، أو من الله وملائكته عليهم، وحينئذ فالمعنى ادخلوها مسلماً عليكم. قوله: ﴿ ذَلِكَ ﴾ (اليوم الذي حصل فيه الدخول) الخ، فائدة هذا القول، بشرى للمؤمنين وطمأنينة قلوبهم. قوله: ﴿ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ ﴾ أي ما يشتهون ويريدونه يحصل لهم عاجلاً، وقوله: ﴿ فِيهَا ﴾ إما متعلق بـ ﴿ يَشَآءُونَ ﴾ أو حال من ﴿ مَّا ﴾.
قوله: (زيادة على ما عملوا وطلبوا) أي وهو النظر إلى وجه الله الكريم لما قيل: يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى كل ليلة جمعة في دار كرامته، فهذا هو المزيد، وقيل: إن السحابة ثمر شجرة تمر بأهل الجنة، فتمطرهم الحور فيقلن: نحن المزيد الذي قال الله فيه ﴿ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾.
قوله: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا ﴾ الخ.
﴿ كَمْ ﴾ خبرية معمولة لأهلكنا، و ﴿ مِّن قَرْنٍ ﴾ تمييز لكم، وقوله: ﴿ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم ﴾ مبتدأ، وخبر الجملة صفة إما لكم أو لقرن.
﴿ بَطْشاً ﴾ تمييز، المعنى: أننا أهلكنا قروناً كثيرة أشد بأساً وبطشاً من قريش، ففتشوا في البلاد عند نزول العذاب بهم، فلم يجدوا مخلصاً. قوله: ﴿ فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ ﴾ أي ساروا فيها طالبين الهرب. قوله: (لهم أو لغيرهم) هذا يقتضي أن جملة ﴿ مِن مَّحِيصٍ ﴾ استثنائية من كلامه تعالى، وحينئذ فالوقف على قوله: ﴿ فِي ٱلْبِلاَدِ ﴾ ويكون في الكلام حذف، والتقدير: ففتشوا في البلاد هاربين، فلم يجدوا مخلصاً، فهل من قرار لهم أو لغيرهم؟ وقيل: إنها من كلامهم، والتقدير: قائلين من محيص لنا. قوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ (المذكور) أي من أول السورة إلى هنا. قوله: ﴿ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ ﴾ ﴿ أَوْ ﴾ مانعة خلو تجوز الجمع وهو المطلوب، فإن الموعظة لا تفيد ولا ينتفع بعا صاحبها، إلا إذا كان ذا عقل، وأصغى بسمعه وأحضر قلبه، فإن لم يكن كذلك فلا ينتفع بها. قوله: (استمع الوعظ) أي بكليته حتى كأنه يلقي شيئاً من علو إلى أسفل. قوله: ﴿ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ الجملة حالية أي ألقى السمع، والحال أنه حاضر القلب، غير مشتعل بشيء غير ما هو فيه، وحضور القلب على مراتب، مرتبة العامة أن يشهد الأوامر والنواهي من القارئ، ومرتبة الخاصة أن يشاهد الشخص منهم أنه في حضرة الله تعالى يأمره وينهاه، ومرتبة خاصة الخاصة أن يفنوا عن حسهم ويشاهدوا أن القارئ هو الله تعالى، وإنما ترجمان عن الله تعالى. قوله: ﴿ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ أي تعليماً لعباده التمهل والتأني في الأمور، وإلا فلو شاء لخلق الكل في أقل من لمح البصر. قوله: ﴿ مِن لُّغُوبٍ ﴾ ﴿ مِن ﴾ زائدة في الفاعل، واللغوب مصدر لغب من باب دخل وتعب الإعياء والتعب، والعامة على ضم اللام وقرئ شذوذاً بفتحها، والجملة إما حالية أو مستأنفة. قوله: نزل رداً على اليهود) الخ، أي فقالوا: خلق السماوات والأرض في ستة أيام، أولها الأحد، وآخرها الجمعة، ثم استراح يوم السبت واستلقى على العرش، فلذلك تركوا العمل فيه، فنزلت هذه الآية رداً عليهم وتكذيباً لهم في قولهم: استراح يوم السبت بقوله: ﴿ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾.
قوله: (ولعدم المماسة بينه وبين غيره) أي من الموجودات التي يوجدها، والتعب والإعياء إنما يحصل من العلاج ومماسة الفاعل لمفعوله، كالنجار والحداد وغير ذلك، وهذا إنما يكون في أفعال المخلوقين. قوله: (إنما أمره) أي شأنه. قوله: (إذا أراد شيئاً) أي إيجاد شيء أو إعدامه. قوله: (أن يقول له كن فيكون) أي من غير فعل ولا معالجة عمل، وهذا على حسب التقريب للعقول، وإلا ففي الحقيقة، لا قول ولا كاف ولا نون. قوله: (من التشبيه) أي تشبيه الله بغيره، إذ نسبوا له الإعياء والاستراحة وغير ذلك من كفرياتهم.
قوله: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ الخ، أي حيث لم يهتدوا ولم يتعبوك، فاشتغل بعبادة ربك، ولا تتركها حزناً على عدم إيمانهم، وذلك أن الله تعالى أمره بشيئين: هداية للخلق وعبادة ربه، فحيث فاته هدايتهم فلا نترك العبادة، لأنه ليس مأموراً بجهادهم حينئذ. قوله: (صلّ حامداً) أشار بذلك إلى أن ﴿ سَبِّحْ ﴾ معناه صلّ، إما مجاز من إطلاق الجزء على الكل أو حقيقة، لأن من جملة معاني الصلاة التسبيح، لما ورد عن عائشة: كنت أصلي سبحة الضحى الخ. قوله: (بفتح الهمزة جمع دبر) أي أعقاب الصلاة، من أدبرت الصلاة إذا انقضت. قوله: (وبكسرها مصدر أدبر) أي والمعنى وقت إدبار الصلاة، أي انقضائها وتمامها، والقراءتان سبعيتان. قوله: (وقيل المراد حقيقة التسبيح) أي لما ورد: من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، فلذلك تسعة وتسعون، وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. قوله: (مقول) أشار بذلك إلى أن مفعول ﴿ ٱسْتَمِعْ ﴾ محذوف، أي استمع ما أقو لك في أحوال يوم القيامة، قوله: ﴿ يَوْمَ يُنَادِ ﴾ كلام مستأنف مبين للمفعول المحذوف. قوله: ﴿ يَوْمَ يُنَادِ ﴾ الوقف عليها إما بالياء أو بدونها قراءتان سبعيتان. والمناد إما بالياء وصلاً ووقفاً، أو بإثباتها وصلاً لا وقفاً، أو بحذفها وصلاً ووقفاً، ثلاث قراءات. قوله: (هو إسرافيل) هذا أحد قولين، وقيل: المنادي جبريل، والنافخ إسرافيل. قوله: (أقرب موضع من الأرض إلى السماء) أي باثني عشر ميلاً. قوله: (والأوصال) أي العروق. قوله: ﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾ حال من الواو، أي يسمعون ملتبسين بالحق، أو من الصيحة أي ملتبسة بالحق، وعبارة المفسر تقتضي أن الباء للتعدية. قوله: (ويحتمل أن تكون قبل ندائه أو بعده) هذا يقتضي أنها غير النداء المذكور، ومع أن النداء المذكور وهو ما يسمع من النفخة، فهذا الصنيع غير مستقيم، إلا على القول بأن المنادي جبريل والنافخ إسرافيل. قوله: (أي يعلمون عاقبة تكذيبهم) بيان للناصب المقدر، ولو قدره بلصقه لكان أولى. قوله: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي ﴾ أي في الدنيا، وقوله: ﴿ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ ﴾ أي في الآخرة. قوله: (وما بينهما) أي وهو قوله: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ ﴾.
قوله: (بتخفيف الشين) الخ، أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (حال من مقدر) أي ويصح أن يكون حالاً من ضمير عنهم. قوله: (للاختصاص) أي الحصر، والمعنى لا يتيسر ذلك إلا على الله وحده.
قوله: ﴿ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ﴾ فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ بِجَبَّارٍ ﴾ صيغة مبالغة من جبر الثلاثي، ويقال أيضاً: أجبر رباعياً، فهما لغتان فيه. قوله: (وهذا قبل الأمر بالجهاد) أي فهو منسوخ. قوله: ﴿ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ يرسم بدون ياء، وفي اللفظ يقرأ بإثباتها وصلاً لا وقفاً، وبحذفها وصلاً ووقفاً، قراءتان سبعيتان. قوله: (وهم المؤمنون) خصهم لأنهم المنتفعون به، ويؤخذ من الآية أنه ينبغي للشخص أن لا يعظ إلا من يسمع وعظه ويقبله.
Icon