ﰡ
(٢) - فَقَالَ نُوحٌ لِقَوْمِهِ: يَا قَوْمِ إِنِّي نَذَيرٌ جِئْتُ لأُبَيِّنَ لَكُم رِسَالَةَ رَبِّكُمْ بِلْغَةٍ تَعْرِفُونَهَا، وَلأَنْذِرَكُمْ عَذَابَ اللهِ، فَاحْذَرُوهُ أَنْ يُنْزِلَهُ بِكُمْ بِسَبَبِ كُفْرِكُمْ بِهِ.
- بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ.
- وَبِتَقْوَى اللهِ، وَالخَوْفِ مِنْ عَذَابِهِ، وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ.
- وَبِإِطَاعَةِ نُوحٍ فِيمَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ، وَفِيمَا يَنْهَاهُمْ عَنْهُ.
ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ نُوحٌ أَنَّ أَجَلَ اللهِ، الذِي كَتَبَهُ فِي أَمِّ الكِتَابِ، إِذَا جَاءَ لاَ يُؤَخَّرُ مِيقَاتُهُ، وَلَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْلَمُونَ مَا سَيَحِلُّ بِهِمْ مِنَ الخَزْيِ، والنَّدَامَةِ عِنْدَ انْقِضَاءِ آجَالِهِمْ لَسَارَعُوا إِلَى الإِيْمَانِ والطَّاعَةِ.
أَجَلَ اللهِ - وَقْتَ مَجِيءِ عَذَابِهِ - أَوِ الأَجَلَ الذِي حَدَّدَهُ لأَعْمَارِ العِبَادِ.
(٦) - وَكُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِيَقْتَرِبُوا مِنَ الحَقِّ، فَرُّوا مِنْهُ وَابْتَعَدُوا عَنْهُ.
فِرَاراً - تَبَاعُداً وَنِفَاراً مِنَ الإِيْمَانِ.
(٧) - وَإِنَّنِي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ إِلَى الإِقْرَارِ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَإِلَى العَمَلِ بِمَا يُرْضِيكَ، لِتَغْفِرَ لَهُمْ ذُنُوبِهُمْ، سَدُّوا آذَانَهُمْ بِأَصَابِعِهِمْ لِكَيْلاَ يَسْمَعُوا مَا أَقُولُهُ لَهُمْ مِنْ دَعْوَةِ الحَقِّ، وَتَغَطَّوْا بِثِيَابِهِمْ، لِكَيْلاَ يَنْظُرُوا إِلَيَّ كُرْهاً وَمَقْتاً، وَاسْتَرْسَلُوا فِي الكُفْرِ وَالمَعَاصِي، وَاسْتَكْبَرُوا عَنِ الإِذْعَانِ لِلْحَقِّ، وَقَبُولِ مَا دَعَوْتُهُمْ إِلَيهِ مِنَ النَّصْحِ.
اسْتَغْشَوا ثِيَابَهُمْ - بِالَغُوا فِي التَّغَطِّي بِهَا.
أَصَرُّوا - تَشَدَّدُوا وانْهَمَكُوا فِي الكُفْرِ.
يُرْسِلِ السَّمَاءَ - تُمْطِرُكُمْ السَّمَاءُ.
مِدْرَاراً - غَزِيراً مُتَتَابِعاً.
(١٢) - وَيُكَثِّرُ لَكُمُ الأَمْوَالَ وَالخَيْرَاتِ، وَيُكَثِّرُ لَكُمُ الأَوْلاَدَ، وَيَجْعَلُ لَكُمْ بَسَاتِينَ تُنْتِجُ الثِّمَارَ، وَيَجْعَلُ لَكُمْ أَنْهَاراً جَارِيَةً تَرْوِي الزُّروعَ وَالبَسَاتِينَ والأَشْجَارَ والمَوَاشِيَ فَتَزْدَادُ الخَيْرَاتُ.
(١٥) - أَلَمْ تَرَوا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ (طِبَاقاً).
نُوراً - مُنِيراً وَجْهَ الأَرْضِ.
سِرَاجاً - مِصْبَاحاً مُضِيئاً.
أَنْبَتَكُمْ - أَنْشَأَكُمْ مِنْ طِينِهَا.
بِسَاطاً - فِرَاشاً مَبْسُوطاً لِلاسْتِقْرَارِ عَلَيْهَا.
سُبُلاً فِجَاجاً - طُرُقاً وَاسِعَاتٍ.
خَسَاراً - ضَلاَلاً فِي الدُّنْيَا وَعِقَاباً فِي الآخِرَةِ.
كُبَّاراً - كَبِيراً عَظِيماً - أَوْ بَالِغَ الغَايَةِ فِي الكِبَرِ.
(٢٣) - وَقَالَ المُسْتَكْبِرُونَ لِلْضُّعَفَاءِ مِنْ قَوْمِهِمْ: لاَ تَتْرُكُوا عِبَادَةَ آلِهَتِكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ: وَدٍّ وَسُواعٍ وَيَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرٍ، وَلاَ تَعْبُدُوا إِلَهَ نُوحٍ.
(٢٤) - وَقَدْ أَضَلَّتْ هَذِِهِ الأَصْنَامُ كَثِيراً مِنَ البَشَرِ، فَعَبَدُوهَا مِنْ دُونِ اللهِ (أَوْ فَأَضَلَّ هَؤُلاَءِ الرُؤَسَاءُ كَثِيراً مِنَ البَشَرِ). وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ لأَنْفُسِهِمْ بالكُفْرِ إِلاَّ ضَلاَلاً، وَطَبْعاً عَلَى قُلُوبِهِمْ، حَتَّى لاَ يَهْتَدُوا إِلَى حَقٍّ، وَلاَ يَصِلُوا إِلَى رُشْدٍ.
(٢٥) - وَبِسَبَبِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ وَعُتُوِّهِمْ، وَإِصْرَارِهِمْ عَلَى الكُفْرِ، وَمُخَالَفَةِ رَسُولَهِمْ.. أَغْرَقَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالطُّوفَانِ، ثُمَّ يُدْخِلُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ نَارَ جَهَنَّمَ لِيَذُوقُوا العَذَابَ فِيهَا، وَلَنْ يَجِدُوا لَهُمْ مَنْ يَنْصُرُهُمْ مِنْ بِأْسِ اللهِ.
مِمَّا خَطِيَئاتِهِمْ - بِسَبَبِ كَثْرَةِ خَطِيئَاتِهِمْ.
(٢٦) - وََقَالَ نُوحٌ بَعْدَ أَنْ يَئِسَ مِنْ صَلاَحِ قَوْمِهِ: رَبِّ لاَ تَدَعْ أَحَداً مِنَ الكَافِرِينَ حَيّاً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، يُقِيمُ فِي دَارٍ فِيهَا.
دَيَّاراً - سَاكِنَ دَارٍ.
(٢٨) - وَتَابَعَ نُوحٌ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، دُعَاءَهُ لِرَبِّهِ فَقَالَ: رَبِّ اغْفِرْ ذُنُوبِي، وَاغْفِرْ لِوَالَدِيَّ، واغْفِرْ لِمْنَ دَخَلَ بَيْتِيَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِكَ، وَبِأَنَّكَ الوَاحِدُ الأَحَدُ، وَأَنَّنِي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ إِلَى الخَلْقِ، وَاغْفِرْ يَا رَبِّ لِلْمُؤِمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الذِينَ آمَنُوا بِرَسَالَتِي، واتَّبَعُونِي فِيمَا دَعَوْتُهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الإِيْمَانِ بِكَ، وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ أَنْفُسَهُمْ بِالكُفْرِ بِرَبِّهِمْ، وَتَكَذِيبِهِمْ رَسُولَهُ، إِلاَّ خَسَاراً وَبُعداً عَنْ رَحْمَتِكَ.
تَبَاراً - هَلاَكاً وَدَمَاراً.