تفسير سورة التوبة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة التوبة من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ
الصواب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بوضعها بعد الأنفال وحذف التسمية وحيا، صرح به المحققون كالقاضي أبي بكر، والإيمام وغيرهم، وَلما حكم بمولاة المؤمنين عقبه بالأمر بمعاداة المشركين فقال: هذه ﴿ بَرَآءَةٌ ﴾: انقطاع عصمةٍ.
﴿ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾: واصلة.
﴿ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾: أي: هما بريئان من عهد عاهتموه فانبذوه ولا عهد بعده.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ﴾: سيروا أيها المشركون.
﴿ ﴾: من يوم النحر من سنة تسع إلى سنة تسع إلى عاشر ربيع الآخر ﴿ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ﴾: فائتي.
﴿ ٱللَّهِ ﴾: وإن أمهلكم.
﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخْزِي ﴾: مُذِّل ﴿ ٱلْكَافِرِينَ ﴾: في الدارين.
﴿ وَأَذَانٌ ﴾: إعلامٌ، أبلغ -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وهو أمير الحاج بعلي ليقرأها على الحجال وقال:" لا يُؤذْي عَنِّي إلّا رجلٌ منِّى "لأن عادة العرب ألا يتولى العهد ونقضه إلَّا رجل منهم كما يفهمه بعض الرويات.
﴿ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ ﴾: النحر أو عرفة أو أيام الحج والأصغر العمرة. *تنبيه: قد استهر وصف الحج بالأكبر إذا كان الوقفةُ يوم الجمعة، ولعله لحديث:" إذا كان يوم جمعة غفر الله لجميع أهل الموقف "ولأن في يوم الجمعة ساعةَ الاستجابة، ولأن فيها موافقة النبي، فإن وقفة حجة الوداع كانت في الجمعة، وقد يستشكل الحديث الثاني بأنه ورد مثله في مطلق الحج، ويمكنُ حَمْلُ ذلك على مغفرتهم بلا واسطة، وحَمْلُ هذا على أن يهبَ قوما لقوم، والله تعالى أعلم.
﴿ أَنَّ ﴾: بأنَّ.
﴿ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ ﴾: عن الشرك ﴿ فَهُوَ ﴾ فالتوب.
﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ ﴾: عن التوبة ﴿ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ﴾: فائتي عقاب ﴿ ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلاَّ ﴾: لكن ﴿ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً ﴾: من شروط العهد ﴿ وَلَمْ يُظَاهِرُواْ ﴾: يعاونوا ﴿ عَلَيْكُمْ أَحَداً ﴾: من أعدائكم.
﴿ فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ ﴾: تمام ﴿ مُدَّتِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾: في نقض العهد.
﴿ فَإِذَا ٱنسَلَخَ ﴾: انقضى.
﴿ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ ﴾: هي مدة عهد غير الناقض وأربعة أشهر لغيره.
﴿ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾: كافة.
﴿ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ﴾: من حلٍّ أو حرم ﴿ وَخُذُوهُمْ ﴾: وأسروهم.
﴿ وَٱحْصُرُوهُمْ ﴾: احبسوهم.
﴿ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ﴾: ممر لئلا ينبسطوا في البلاد ﴿ فَإِن تَابُواْ ﴾: عن الشرك ﴿ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ ﴾: دعوهم ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾: لمن تاب.
﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴾: بعد الانسلاخ.
﴿ ٱسْتَجَارَكَ ﴾: استأمنك من القتل.
﴿ فَأَجِرْهُ ﴾: أمنه.
﴿ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ﴾: ويتدبر فيه ﴿ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾: أي: هو مستمرُّ الأمان إلى أن يرجع إلى بلاده إن لم يسلم.
﴿ ذٰلِكَ ﴾: الأمان.
﴿ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ﴾: ما الإسلام، فأمنوهم ليعرفوا.
﴿ كَيْفَ ﴾: أي: لا ﴿ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾: يوم الحديبية، هم المستثنون قبل ﴿ فَمَا ٱسْتَقَامُواْ لَكُمْ ﴾: بالوفاء ﴿ فَٱسْتَقِيمُواْ لَهُمْ ﴾: بالوفاء ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾: كما مرّ ﴿ كَيْفَ ﴾: لهم عهد.
﴿ وَإِن يَظْهَرُوا ﴾: يظفروا.
﴿ عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ قَلِيلاً ﴾: لا يراعونَ في شأنكم.
﴿ إِلاًّ ﴾: حِلفاً وقرابة.
﴿ وَلاَ ذِمَّةً ﴾: عهداً.
﴿ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ ﴾: ما قالوا.
﴿ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ﴾: متمردون ﴿ ٱشْتَرَوْاْ ﴾: استبدلوا.
﴿ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً ﴾: هو اتباع الشهوات ﴿ فَصَدُّواْ ﴾: الناس ﴿ عَن سَبِيلِهِ ﴾: دينه.
﴿ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ ﴾: حِلْفاً.
﴿ وَلاَ ذِمَّةً ﴾: عهداً ﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ ﴾: المتجاوزون الحدَّ في الظلم ﴿ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ ﴾: فهم إخوانكم ﴿ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ ﴾: نبين ونكرر.
﴿ ٱلأيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾: فيتأملون فيها ﴿ وَإِن نَّكَثُوۤاْ ﴾: نقضوا ﴿ أَيْمَانَهُم ﴾: مواثيقهم.
﴿ مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ ﴾: أي: قاتلوهم فإنهم أثمه.
﴿ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ ﴾: عُهُدا موثوقا عليها.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴾: يرجعون والاستدلال به على أن يمين الكافر ليس بيمين ضَعْفه ظاهرٌ ﴿ أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ ﴾ أهل مكة ﴿ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ ﴾: كما مرَّ.
﴿ وَهُم بَدَءُوكُمْ ﴾: بالقتال.
﴿ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾: يوم بدر بعد ما نجا غيرهم.
﴿ أَتَخْشَوْنَهُمْ ﴾: في قتالهم.
﴿ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ ﴾: بمقاتلتهم.
﴿ إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ ﴾: فإن المؤمن لا يخشى غيرهُ.
﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ ﴾: يذلهم.
﴿ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴾: الذين كانوا متأذين منهم.
﴿ وَيُذْهِبْ غَيْظَ ﴾: كَرْب ﴿ قُلُوبِهِمْ ﴾: لما لقوا منهم ﴿ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ ﴾: كأبي سفيان وأضرابهِ ﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بالكائنات ﴿ حَكِيمٌ ﴾: في أفعاله.
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ ﴾: أيها المؤمنون.
﴿ أَن تُتْرَكُواْ ﴾: مُهْملينَ ﴿ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ﴾: بعد، علم ظهورٍ ﴿ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ﴾: بطانة أولياء يفشون إليهم أسرارهم.
﴿ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * مَا كَانَ ﴾: ما صَحَّ.
﴿ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ ﴾: بالدخول والقعودِ ﴿ مَسَٰجِدَ ٱللهِ ﴾: فَضْلاً عن المسجد الحرام.
﴿ شَٰهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ﴾: كقولهم بالطواف: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك تملكه ولا ملك. مع قَولهم: نحن نعبد اللات والعزى.
﴿ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ ﴾: بَطلت ﴿ أَعْمَٰلُهُمْ وَفِي ٱلنَّارِ هُمْ خَٰلِدُونَ * إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ ﴾: بنحو البناء والتزيين بالفرش والسُّرُج والعبادة وترك حديث الدنيا.
﴿ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ﴾: سكت عن الرسول لأنه لا يتم إلا به.
﴿ وَأَقَامَ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَىٰ ٱلزَّكَٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ ﴾: أحداً ﴿ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ ﴾: آيَسَهم وخوف المؤمنين بعسى ﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾: أي: أهلهما.
﴿ كَمَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ ٱللَّهِ ﴾: بل المجاهدون أفضل.
﴿ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: بالشرك.
﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً ﴾: رُتْبةً ﴿ عِندَ ٱللَّهِ ﴾: ممَّن لم يستجمعهما.
﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ ﴾: بالنجاة الكلية.
﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ﴾: دَائمٌ ﴿ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾: يستحقرُ دونه كلُّ نعيم الدنيا ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ ﴾: أصدقاء.
﴿ إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ ﴾: اختاروا ﴿ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ * قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ ﴾: أقاربكم.
﴿ وَأَمْوَالٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا ﴾: اكتسبتموها ﴿ وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ﴾: عدم نفاقها.
﴿ وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ ﴾: تستطيبونها.
﴿ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ ﴾: حُبّاً اختيارياً لا طبيعياً إذ لا يكلف به ﴿ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾: عقابه، قيل هو فتح مكَّةَ.
﴿ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ﴾: لا يُرشدُ ﴿ ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾: فيه تشديد، قلَّ مَن يتخلص عنه.
﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ ﴾: أوقات الحرب، هذا كقولك مقتل حسين.
﴿ كَثِيرَةٍ وَ ﴾: نصركم.
﴿ يَوْمَ ﴾: قتالكم في.
﴿ حُنَيْنٍ ﴾: مع هَوزان بعد فتح مكة، وهو وادٍ بين مكَّة والطائف ﴿ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ﴾: كانوا اثني عشر ألفا، والكفار أربعةُ آلاف، فقال أحدهم إعجابا: لن نغلب اليوم من قلةٍ ﴿ فَلَمْ تُغْنِ ﴾: لم تدفع الكثرةُ ﴿ عَنكُمْ شَيْئاً ﴾: من أمر العدُوِّ ﴿ وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ﴾: برحبها وسعتها خوفاً ﴿ ثُمَّ وَلَّيْتُم ﴾: فررتم ﴿ مُّدْبِرِينَ ﴾: منهزمين ولم يبقى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا العباسُ وأبو سفيان بن الحارث، وقيل: إلا عشرة منهم الشيخان وعليٌ والعباسُ.
﴿ ثُمَّ أَنَزلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ ﴾: رحمة سكنوا بها.
﴿ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: فناداهم عباس بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فكرُّوا عُنقاً واحداً قائلين: لبيك لبيك ﴿ وَأَنزَلَ ﴾: من المَلك.
﴿ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا ﴾: لكن سمعوا أصواتاً من السماء ﴿ وَعذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: بالقتل والسبي فأُسر ستَّةُ آلاف ﴿ وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ * ثُمَّ يَتُوبُ ٱللَّهُ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ ﴾: لمن أسلم منهم.
﴿ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾: لمن تاب.
﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾: باطناً وديناً، أو عيناً ﴿ فَلاَ يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ ﴾: أي: امنعوهم من الحرم، وظاهرة تكليفهم بالفروع ﴿ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـٰذَا ﴾: السنة التاسعة.
﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ﴾: فقراً بانقطاع المتاجر بمنعهم ﴿ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾: عطائه ﴿ إِن شَآءَ ﴾: فعوَّضَهُم بالجزيةِ وأموال البلدان.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ ﴾: بأحوالكم.
﴿ حَكِيمٌ ﴾: في أفعاله.
﴿ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ﴾: إيماناً كما ينبغي.
﴿ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾: كالخمر والربا.
﴿ وَلاَ يَدِينُونَ ﴾: يعتقدون.
﴿ دِينَ ٱلْحَقِّ ﴾: الثابت الناسخ لغيره.
﴿ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ ﴾: عن غني أوَّلاً بالإرسال أو يدٍ قاهرةٍ عليهم، أي: أذلاء.
﴿ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾: ذليلون، وتؤخذ ممن له شبهة كتاب أيضاً كالمَجُوْس لعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- كذا عند الشافعي.
﴿ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ ﴾: أي: بعضهم مع سكوت الباقين.
﴿ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ ﴾: لأنه بعث بعد موته، وأملى التوراة عليهم بعدما كانت مَنسيَّة لكلهم.
﴿ وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾: أي: مهمل لا معقول له أو تأكيد لنفي التجوز.
﴿ يُضَاهِئُونَ ﴾: يشابهون به.
﴿ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ ﴾: أي: قُدماءهم فيقلدونهم.
﴿ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ ﴾: أهلكهم الله، تعجب من شناعة قولهم.
﴿ أَنَّىٰ ﴾: كيف.
﴿ يُؤْفَكُونَ ﴾: يُصرفون عن الحقِّ ﴿ ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ ﴾: علماء اليهود.
﴿ وَرُهْبَانَهُمْ ﴾: زُهَّاد النصارى ﴿ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ ﴾: بإطاعتهم دونه في التحريم والتحليل، أو كما مر في الأنعام.
﴿ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ ﴾: بأنه هو أو ابنه.
﴿ وَمَآ أُمِرُوۤاْ ﴾: في كتبهم.
﴿ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً ﴾: هو الله.
﴿ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ ﴾: تنزيها له.
﴿ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ ﴾: دينه.
﴿ بِأَفْوَٰهِهِمْ ﴾: بتكذيبهم أو شبههم بمن يريد إطفاء نُوْر عظيم بنفخة.
﴿ وَيَأْبَىٰ ﴾: لا يرضى.
﴿ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ ﴾: يظهر ﴿ نُورَهُ ﴾: دينه بإعلاء كلمته.
﴿ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ ﴾: ، إتمامه.
﴿ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ ﴾: بالمعجزات.
﴿ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ ﴾: ليُغلِّبهُ ﴿ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ ﴾: بنسخه.
﴿ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ ﴾: ذلك.
﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ ﴾: يأخذون.
﴿ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ ﴾: بالرشوة، في تغيير الأحكام.
﴿ وَيَصُدُّونَ ﴾: الناس.
﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ ﴾: كالأحبار والرهبان، والكنز مال ما تؤد زكاته للحديث.
﴿ وَلاَ يُنفِقُونَهَا ﴾: الكنوز أو الفضة فالذهب أولى ﴿ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ ﴾: يوقد.
﴿ عَلَيْهَا ﴾: على الكُنوز ﴿ فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ ﴾: تُحرقُ ﴿ بِهَا ﴾: بالكنوز ﴿ جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ﴾: خصَّها بالذِّكر لاشتمالها على الأعضاء الرئيسة التي بها أصول الجهات الأربع ولعبوسهم عند السائل وميلهم وتوليتهم، فيوسع جلدهم حتى يسع الكل، يقال لهم: ﴿ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ ﴾: وبال.
﴿ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾: والآية عامة.
﴿ إِنَّ عِدَّةَ ﴾: مبلغ عدد.
﴿ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ﴾: أي: لا بابتداع الناس.
﴿ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً ﴾: كائِنٌ.
﴿ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ ﴾: اللوح، ثابت.
﴿ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾: رَجَب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم.
﴿ ذٰلِكَ ﴾: التحريم.
﴿ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ﴾: القويم، أي: الحساب المستقيم، لا ما يفعله العرب من نساء الشهور ﴿ فَلاَ تَظْلِمُواْ ﴾: بالمعاصي.
﴿ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾: فإنَّ المعاصي فيها أعظم وزْراً فهو مثل:﴿ فَلاَ رَفَثَ ﴾.
. إلى آخره [البقرة: ١٩٧]، والجمهور على أن تحريم ابتداء القتال فيها منسوخ.
﴿ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً ﴾: جميعا في كل الشهور ﴿ كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ ﴾: تأخير تحريم شهر إلى شهر آخر بالمحاربة في الأول، وتركها في الثاني.
﴿ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ ﴾: لزيادة ما يكفر به، فإنه تحليل حرام وعكسه.
﴿ يُضَلُّ بِهِ ﴾: بالنسيء.
﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ ﴾: أي: النسئ من الأشهر الحرم.
﴿ عَاماً ﴾: فيقاتلون فيه، ويُحرِّمون شهرا آخر بدلهُ ﴿ وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً ﴾: بتركه على حرمته.
﴿ لِّيُوَاطِئُواْ ﴾: ليوافقوا ﴿ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ ﴾: وهي أربعة أشهرٍ في كلِّ سنة من أي وقت يكونُ ﴿ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ ﴾: في عمله.
﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ﴾: والقائل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
﴿ ٱنفِرُواْ ﴾: اخرجوا ﴿ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: كغزوة تبوك ﴿ ٱثَّاقَلْتُمْ ﴾: تباطأتم مائلين ﴿ إِلَى ﴾ إقامة ﴿ ٱلأَرْضِ ﴾، أرضكم.
﴿ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: بدلاً ﴿ مِنَ ٱلآخِرَةِ ﴾: الجنَّة ﴿ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: التمتع بها.
﴿ فِي ﴾: جَنْبِ ﴿ ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾: في الدارين ﴿ وَيَسْتَبْدِلْ ﴾: منكم.
﴿ قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾: مُطيعينَ ﴿ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً ﴾: بالتثاقل.
﴿ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾: ومنه تبديلكم ﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ ﴾: النبيُّ -صلى الله وعليه وسلم-، فينصره الله ﴿ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: من مكة، وإسناد الإخراج إليهم لهمِّهم به، أو لأنه بسببهم، حال كونه.
﴿ ثَانِيَ ﴾: واحد.
﴿ ٱثْنَيْنِ ﴾: هو وأبو بكر.
﴿ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ ﴾: من جبل نورٍ ثلاثة أيام.
﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ ﴾: أبي بكر حين طلع عليهم الكفار لطلبهما فأشفق على محمد -صل الله عليه وسلم-.
﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ﴾: بالعصمة.
﴿ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ ﴾: أمنته.
﴿ عَلَيْهِ ﴾: على محمد أو صاحبه لأنه حزن فاحتاج إليها.
﴿ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ﴾: الملائكة حرسوه في الغار وغيره.
﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: أي: دعوة الشرك.
﴿ ٱلسُّفْلَىٰ ﴾: المغلوبة.
﴿ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ ﴾: التوحيد.
﴿ هِيَ ٱلْعُلْيَا ﴾: الغالبة.
﴿ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ﴾ في أمره ﴿ حَكِيمٌ ﴾: في تدبيره.
﴿ ٱنْفِرُواْ ﴾: إلى تبوك ﴿ خِفَافاً ﴾: من السِّلاح أو ركبانا ﴿ وَثِقَالاً ﴾: مع السِّلاح أو مشاةً ﴿ وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ذٰلِكُمْ ﴾ الجهاد ﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾: من التَّثاقل ﴿ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: أهل العلم فلا تثاقلوا، ثم لمَّا شقّت عليهم خصَّت بقوله﴿ لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ ﴾[التوبة: ٩١] الآية، ونزل في المنافقين المخلفين: ﴿ لَوْ كَانَ ﴾: ما دُعُوا إليه.
﴿ عَرَضاً ﴾: نفعاً دنيويا.
﴿ قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً ﴾: متوسِّطاً.
﴿ لاَّتَّبَعُوكَ ﴾: المنافقون.
﴿ وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ ٱلشُّقَّةُ ﴾: المسافة التي تقطع بمشقَّة ﴿ وَسَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ ﴾: بعد الرجوع.
﴿ لَوِ ٱسْتَطَعْنَا ﴾: بدناً ومالاً.
﴿ لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ ﴾: بالحلفِ الكاذبِ.
﴿ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ ﴾: في إذْنهم للتخلف عَفَا قبل بيان الحرم كما هُو دأْبُ الحبيب مع حبيبه.
﴿ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ﴾: في القعود، وما توقفت.
﴿ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ ﴾: في العُذْر.
﴿ وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ ﴾: فيه.
﴿ لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ ﴾: بتثبيط أمرك.
﴿ مِن قَبْلُ ﴾: كيوم أحد، حين رجع ابن أبي وصحبه.
﴿ وَقَلَّبُواْ ﴾: دبَّروا ﴿ لَكَ ٱلأُمُورَ ﴾: الحيل في كيدك.
﴿ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ ﴾: النصر الإلهيُّ ﴿ وَظَهَرَ ﴾: غلب ﴿ أَمْرُ ٱللَّهِ ﴾: دينه.
﴿ وَهُمْ كَارِهُونَ * وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي ﴾: في القعود وهو لاالجدُّ بن قيسٍ.
﴿ وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ ببنات الأصفر وهو اسم جنس ملك الروم ﴿ أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ ﴾: بتخلفهم.
﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ ﴾: الآن لإحاطة أسبابها ﴿ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ ﴾: كظفر وغنيمة ﴿ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ ﴾: كما في أُحُد ﴿ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا ﴾: من الحَزْم بالتخلف ﴿ مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ ﴾: بما أصابكم ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ ﴾: في اللّوح ﴿ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا ﴾: متولي أمرنا.
﴿ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾: لا غير ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ ﴾: تنتظرون.
﴿ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ ﴾: بالنَّصر أو الشهادة ﴿ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ ﴾: أحد السّوئيَيْن.
﴿ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ ﴾: من السماء.
﴿ أَوْ بِأَيْدِينَا ﴾: بالإذن في قتالكم.
﴿ فَتَرَبَّصُوۤاْ ﴾: عاقبتنا.
﴿ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ ﴾: عاقبتكم.
﴿ قُلْ ﴾: لمن قال: ائذن.
﴿ أَنفِقُواْ طَوْعاً ﴾: طائعين.
﴿ أَوْ كَرْهاً ﴾: كارهين.
﴿ لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾: خارجين عن الدين.
﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ ﴾: أي: قبولها.
﴿ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ﴾ أي: إلَّا كفرهم بهما.
﴿ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلٰوةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ * فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ ﴾: فإنها استدراج.
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ﴾: أن يعذبهم.
﴿ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: بالتعب في جمعها وحفظها ثم تلفها بلا تمتعهم.
﴿ وَتَزْهَقَ ﴾: تخرج بالصعوبة.
﴿ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ ﴾: سيأتي بيانها في آية﴿ وَلاَ تُعْجِبْكَ ﴾[التوبة: ٨٥].
﴿ وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ﴾: لنفاقهم ﴿ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴾ يخافون الفريقين ﴿ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً ﴾ كحصن ﴿ أَوْ مَغَارَاتٍ ﴾: سراديب.
﴿ أَوْ مُدَّخَلاً ﴾: نفقاً يدخلونه.
﴿ لَّوَلَّوْاْ ﴾: أقبلوا.
﴿ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴾: يُسرعون كالفرس الجموح، فرارا لضيقهم في أيديكم.
﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ ﴾: يعيبك ﴿ فِي ﴾: قسم.
﴿ ٱلصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾: يعيبون ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾: من الغنيمة والصدقة ﴿ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ﴾: كافينا ﴿ ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ﴾ غنيمة أو صدقة أخرى.
﴿ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾: في إغنائنا لكان خيراً لهم.
﴿ إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ ﴾: الزكوات مصروفة.
﴿ لِلْفُقَرَآءِ ﴾: من لا مال له، ولا كسبٌ يقع موقعا من حاجته كأنه أصيب فقاره.
﴿ وَٱلْمَسَاكِينِ ﴾: من له مال أو كسب لا يكفيانه كأن العجز أسكنه.
﴿ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ﴾: الساعين في تحصيلها كالجابي والقاسم والقيم والكاتب والحاسب.
﴿ وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾: من يعطي ليحسن إسلامه، أو ليسلم نظراؤه.
﴿ وَفِي ﴾: فكِّ ﴿ ٱلرِّقَابِ ﴾: بإعانة المكاتب، دل بفي على أن الاستحقاق للجهة، وتكرير العامل في الكل لتأكيد الحاجة ﴿ وَٱلْغَارِمِينَ ﴾: المديونين الذين استدانوا لغير معصية، أولها وتابوا، وليس لهم وفاء، أو لإصلاح ذات البين.
﴿ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: غُزاة لا حَقَّ لهم في الديوان ﴿ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ﴾: المسافر المنقطع عن مال فرض لهم.
﴿ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بأعمالكم.
﴿ حَكِيمٌ ﴾: فيما أمر. *تنبيه: ظاهر الآية تخصيص استحقاقها بالثمانية ووجوب صرفها إلى كل صنفٍ وُجِدَ منهم، والاشتراك يقتضي التسوية، وهو مذهب الشافعي لكن عن عمر وحذيفة وابن عباس وغيرهم مِنَ الصحابة والتابعين جواز صرفها إلى صنف واحد، وعليه الأثمة الثلاثة وبعض أصحابنا، ويؤيدهم وجوب كون الآية هنا لبيان قصر جنسها على الثمانية مثل:" إنما الخلافة لقريش "أي: لا تتعداهم، لا تعلق كل فرد من أفراد الصدقة بكل فرد من أفراد المستحقين، وهو ظاهر، وظاهر الآية يؤيد الشافعي، إذ الشائع في المصرف تعلق الحكم بكل فرد من أفراد الواحد لكن دلالتها على وجوب إعطاء ثلاثة من كل صنف غير ظاهر، والله تعالى أعلم.
﴿ وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ ﴾: بقولهم ما لا ينبغي في شأنه.
﴿ وَيِقُولُونَ ﴾ حين نهوا عنه.
﴿ هُوَ أُذُنٌ ﴾: سمَّاعٌ لكل كلام إن أنكرنا وحلفنا يصدقنا سمي بالجارحة مبالغة ﴿ قُلْ ﴾: نعم وَهُوَ ﴿ أُذُنُ ﴾ سَماع ﴿ خَيْرٍ لَّكُمْ ﴾: ويقبله، لا أُذُن شرٍّ كما بينه.
﴿ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤْمِنُ ﴾: يصدق وينقاد.
﴿ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾: لعلمه بخصوصهم، واللام للفرق بين الإيمان التسليمي والأماني.
﴿ وَ ﴾: هو ﴿ رَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾: لمن أظهر الإيمان ﴿ مِنكُمْ ﴾: حيث لا يكشف عن ستره.
﴿ وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ ﴾: على معاذيرهم ﴿ لِيُرْضُوكُمْ ﴾ بيمينهم ﴿ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾: بالطاعة، وحَّد الضمير لوحدة رضاهما.
﴿ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ﴾: صِدْقاً ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ﴾: يُخالف ﴿ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾: بالكُفْر ﴿ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ﴾: الفضيحة.
﴿ ٱلْعَظِيمُ * يَحْذَرُ ﴾: يخافُ.
﴿ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ ﴾: فيهم نحو: على مُلْك اليمن، أو مثل قوله تعالى:﴿ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ ﴾[البقرة: ١٠٢] أي: فيه على المؤمنين ﴿ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ ﴾: تخبرهم إخباراً مفضحاً ﴿ بِمَا فِي قُلُوبِهِم ﴾: من الكفر ﴿ قُلِ ﴾: تهديدا.
﴿ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ ﴾: مُظهرٌ ﴿ مَّا تَحْذَرُونَ ﴾: ظهوره.
﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ ﴾ عن استهزائهم حيث قالوا في طريق تبوك: هذا رجل يريد فتح قصور الشام: هيهات! ﴿ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ﴾: فيما يخوص فيه الرَّكْبُ.
﴿ وَنَلْعَبُ ﴾: لقطع الطريق به.
﴿ قُلْ ﴾ توبيخاً ﴿ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ ﴾: فإنهم كاذبون فيه.
﴿ لاَ تَعْتَذِرُواْ ﴾: عنه.
﴿ قَدْ كَفَرْتُمْ ﴾: ظهر كفرهم بهذا الطعن ﴿ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ ﴾: لتوبتهم.
﴿ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً ﴾: منكم.
﴿ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾: مُصرين على النفاق ﴿ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ ﴾: مقارب.
﴿ مِّن بَعْضٍ ﴾: مشابهة في الكفر كأبعاض شيء واحد، خصَّهم بمن دون المؤمنين ردّاً لحلفهم:﴿ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ ﴾[التوبة: ٥٦].
﴿ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ ﴾: الكفر.
﴿ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ ﴾: الإيمان.
﴿ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ﴾: عن البر لشُحِّهم ﴿ نَسُواْ ٱللَّهَ ﴾، بترك طاعته.
﴿ فَنَسِيَهُمْ ﴾: تركهم من لطفه ﴿ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾: الكاملون في التمرد ﴿ وَعَدَ اللهُ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْكُفَّارَ ﴾ الخلص ﴿ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ ﴾: النار ﴿ حَسْبُهُمْ ﴾: كافيهم جزاءً ﴿ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾: دائم فلا يعتادون عليه كما زعم بعض، أنتم أيها المنافقون.
﴿ كَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَٱسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ ﴾: بنصيبهم من لذات الدنيا.
﴿ فَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاَقِكُمْ كَمَا ٱسْتَمْتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ ﴾: لا تكرار، إذ الأول لتمهيد التشبيه وتقبيحهم، والثاني: للتشبيه مع ضميمة قوله.
﴿ وَخُضْتُمْ ﴾: في أباطيلهم.
﴿ كَٱلَّذِي ﴾: مخفف الذين، أو كالفوج الذي خاضوا.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ حَبِطَتْ ﴾: بطلت.
﴿ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدنْيَا ﴾: بعدم قبولها وخلوها عن أجر معجل من نحو حسن الثناء وإلقاء محبتهم في القلوب.
﴿ وَٱلآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ ﴾: فأنتم مثلهم ﴿ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ ﴾: أهلكوا بالطوفان.
﴿ وَعَادٍ ﴾: بالريح.
﴿ وَثَمُودَ ﴾: بالصيحة.
﴿ وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ ﴾: هلك سلطانهم ومعبودهم ببعوض.
﴿ وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ ﴾: بنار العظمة.
﴿ وَ ﴾: القريات.
﴿ ٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ ﴾: المنقلبات بقوم لوط.
﴿ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ ﴾: المعجزات الظاهرات فكذبوهم فأخذوا.
﴿ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ﴾: أي: ما شأنه ظلمكم من العقاب بلا جرم.
﴿ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾: بالتكذيب.
﴿ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ﴾: يتناصرون ومرَّ بيان ترك الأسلوب الأول.
﴿ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ ﴾: السين للتأكيد.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ﴾: غالب.
﴿ حَكِيمٌ ﴾: في أفعاله.
﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً ﴾: تستطيبها النفس.
﴿ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾: إقامة، أو أعلى درجاتها، والعطف لتعدد الموعود لكل واحد، أو للجمع على سبيل التوزيع أو لتغاير الصفة.
﴿ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ﴾: من كلها ﴿ ذٰلِكَ ﴾: المذكور.
﴿ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ ﴾: بالسنان.
﴿ وَٱلْمُنَافِقِينَ ﴾: باللسان.
﴿ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾: بالمقت.
﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ﴾: هي.
﴿ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ ﴾: ما قالوا من سبك.
﴿ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ ﴾: بتكذيبك.
﴿ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ ﴾: من قتلك في طريق تبوك حيث دفعهم عمَّارُ ﴿ وَمَا نَقَمُوۤاْ ﴾: أنكروا ﴿ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ﴾: حاصله: ما له ذنبٌ عندهم إلا أن الله أغناهم ببركته.
﴿ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ ﴾: التوب.
﴿ خَيْراً لَّهُمْ ﴾: روي أن قاتله تاب.
﴿ وَإِن يَتَوَلَّوْا ﴾: عن التَّوب ﴿ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ ﴾: بهم ﴿ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾: ينجيهم فكيف بالآخرة.
﴿ وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ ﴾: هو ثعلبة بن حاطب.
﴿ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ﴾: نتصدقن.
﴿ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ * فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ ﴾: بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بحيث ضَاقَتْ بغنمهم المدينة.
﴿ بَخِلُواْ بِهِ ﴾: بمنع الزكاة.
﴿ وَتَوَلَّواْ ﴾: عن الطاعة.
﴿ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ ﴾: جعل عاقبتهم.
﴿ نِفَاقاً ﴾: متمكِّناً.
﴿ فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ ﴾: تعالى بالموت.
﴿ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ ﴾: من التصدق والصَّلاح.
﴿ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ﴾: ثم بعد نزولها جاء بزكاته إليه -صلى الله عليه وسلم- فلم يقبل منه ثم إلى أبي بكر وعمر فلم يقبلا، ومات في زمن عثمان رضي الله عنه.
﴿ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ ﴾: من النِّفاق ﴿ وَنَجْوَاهُمْ ﴾: ما يتناجون به من الطعن في الدين.
﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ * ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ﴾: يعيبون.
﴿ ٱلْمُطَّوِّعِينَ ﴾: المتنفلين.
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ﴾: يقولون في من أكثر منها: هو مُرَاءٍ كابن عوف، وفيمن أقل منها لفقره: هو يذكر بنفسه ليعطوه ﴿ وَ ﴾: يلمزون.
﴿ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ ﴾: طاقتهم كأبي عقيل الأنصاري جاء بصاع تمرٍ ﴿ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ ﴾: جازاهم على سخريتهم.
﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾: ونزلت في أُبيّ إذ مات: ﴿ ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾: فيما سيان في عدم النفع.
﴿ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ﴾: أي: كثيراً من سبَّع إذا كثر. *تنبيه: شَاع استعمال السبعة، والسبعين، والسبعمائة ونحوها في الكثير، لاشتمال السبعة على أكثر أقسام العدد كالزوج والفرد، والأول أي: ما لا بعده إلا الواحد والمركب، أي: ما بعد غيره، والفرد الأول كالثلاثة، والفرد المركب كالخمسة، والزوج الأول والمركب والمجذور وَحاصل المضروب في نفسه والجذر المضروب في الأصم بمعنى غير المجذور مثله كالسة، وبمعنى الأول أيضاً، والمنطق بمعنى مقابلهما كالأربعة، قيل: والزائد ما زادت أجزاؤه عليه لاشتمالها على الثلاثة والأربعة الحاصل من ضربهما اثنا عشر ثم السبعين غاية الغاية، إذ الآحاد غايتها العشرات فكأَنَّ المعنى: لَا تستَغْفِرْ لَهمْ أبداً.
﴿ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ذٰلِكَ ﴾: التأييس.
﴿ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾: لا ببخل منا أو قصور فيك.
﴿ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾: المتمردين بكفرهم إلى النجاة، قيل: لمَّا نزلت حمله صلى الله عليه وسلم على العدد فقال:" رَخّصَ لي ربي فسأزيد على السبعين "فنزلت:﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ ﴾[المنافقون: ٦].
. إلى آخره، فنسخت بها. *تنبيه: اعلم أن جعله من باب أسلوب الحكيم، والمغالطة كقول القَبعثري: مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب، في جواب: لأحملنك على الأدهم، لا يخلو من سوء أدب لأنه للتنبيه على أن هذا المعنى هو الأولى بالقصد، وهذا مما تأباه آداب الأنبياء معه تعالى، على أن الحديث يأباه. فإن قيل: كيف خفي عليه وهو أفصح الفصحاء؟ أجيب بأنها دلت على عدم المغفرة لا ترك الاستغفار واستغفاره وإن لم يترتب عليه مغفرتهم يترتب عليه مصلحة أخرى، وهو إظهار غاية رحمته بمن بعث إليهم، وحثنا على التراحم، وقوله:" لو رَخّصَ لي ربي فسأزيد على السبعين إن لم أُنْهَ "والله أعلم.
﴿ فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ ﴾: أي: عن تبوك.
﴿ بِمَقْعَدِهِمْ ﴾: بقعودهم ﴿ خِلاَفَ ﴾ خلف ﴿ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ ﴾ للمؤمنين: ﴿ لاَ تَنفِرُواْ ﴾ لغزوة تبوك ﴿ فِي ٱلْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ﴾ وقد اخترتموها بالمخالفة.
﴿ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾: ذلك لما تخلفوا ﴿ فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً ﴾ أي: أيام الدنيا ﴿ وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً ﴾: أي: الآخرة.
﴿ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾: من النفاق ﴿ فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ ﴾: من المخلفين ﴿ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ ﴾: إلى غزوة تبوك ﴿ فَقُلْ لَّن ﴾ لا ﴿ تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن ﴾: لا ﴿ تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾: في غزوة تبوك ﴿ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ ﴾: المتأخرين من النساء ونحوهن، أو المفسدين.
﴿ وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ ﴾: جنازة.
﴿ أَحَدٍ مِّنْهُم ﴾: كابن أبي، أو لا تدع له.
﴿ مَّاتَ أَبَداً ﴾: أي: موتاً أبديّأً لأن إحياءه للتعذيب كعدمه يعني: مات كافراً، وقيل: أي: لا تصل أبداً ﴿ وَلاَ تَقُمْ ﴾: لنحو زيارة.
﴿ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ * وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ ﴾: تخرج ﴿ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ ﴾: فسِّر مرةً، وكررها للتأكيد، أو هي في غير الأولين، وترك الفاء لارتباط الأولى بكراهتهم الإنفاق إعجاباً بكثرة أموالهم بخلاف هذا وترك: " لا " في: " ولا أولادهم " دفعاً لما يتوهَّم من تركيب الأولى، وهو أن إعجابهم بأولادهم فوق إعجابهم بأموالهم، وبدَّل " أنْ " باللَّام ليعلم أن فعله تعالى لا يُعلل، وترك الحياة تنبيهاً على أن الحياة الدنيا بلغت مبلغت مبلغاً لا يذكر حسنه، بل يقتصر عنها على ذكر الدنيا.
﴿ وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ ﴾: بعضٌ من القرآن ﴿ أَنْ ﴾ بأن ﴿ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ ﴾ الغني ﴿ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ ﴾: بعذر.
﴿ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ﴾ النساء ﴿ ٱلْخَوَالِفِ ﴾: في البيوت.
﴿ وَطُبِعَ ﴾: ختم ﴿ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ﴾: مصالحهم.
﴿ لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ﴾: قارن إيمانهم إيمانه.
﴿ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ﴾: أي: إن تخلفوا فقد توجه إلى خيرر منهم.
﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ ﴾: لا يعلمها إلا الله.
﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ ﴾: من عذَّر: قصَّرَ، أو: أظهر العذر أو اعتذر: مهّد العذر ﴿ مِنَ ٱلأَعْرَابِ ﴾ المسلمين.
﴿ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ﴾: في القعود فأذن لهم ﴿ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾: في ادعاء الإيمان عن المجيء للاعتذار.
﴿ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ ﴾: كالمشايخ.
﴿ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ ﴾: في الجهاد.
﴿ حَرَجٌ ﴾: إثم في التأخر.
﴿ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾: بالطاعة سرّاً وجَهراً ﴿ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾: أي: إلى معاتبتهم.
﴿ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ ﴾: لتفريطهم.
﴿ رَّحِيمٌ ﴾: بهم.
﴿ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ﴾: هم سبعةٌ من الفقراء.
﴿ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ ﴾: تسيل.
﴿ مِنَ ٱلدَّمْعِ ﴾: دمعها، فيه تجوُّزٌ للمبالغة ﴿ حَزَناً ﴾: للحزن.
﴿ أَلاَّ ﴾: لئلَّا.
﴿ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ ﴾: في الغزو.
﴿ إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ ﴾: بالمعاتبة.
﴿ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ﴾: النساء.
﴿ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ﴾: ختم.
﴿ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ﴾: لئلا يتعظوا.
﴿ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: كالمجانين.
﴿ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ ﴾: في التخلف ﴿ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ ﴾: لن نصدقكم لأنه ﴿ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ ﴾: بعض ﴿ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾: أتتوبون أم تُصرون؟ ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: بمجازاتكم.
﴿ سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ ﴾: على عذر التخلف.
﴿ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ ﴾: فلا تعاتبوهم.
﴿ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ ﴾: دعوهم.
﴿ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ﴾: نجسٌ، لا يتطهرون من النفاق.
﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ ﴾: بتصديقهم.
﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾: أي: عنهم إذ لا يلبس عليه هؤلاء المنتفقون، كانوا ثمانين، منع المسلمون من مجالستهم ومكالمتهم، قاله ابن عباس ﴿ ٱلأَعْرَابُ ﴾: البدويون.
﴿ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً ﴾: من الحضريين لقساوتهم وعدم مخالطتهم العلماء، في الحديث:" من سكن البادية جفا "﴿ وَأَجْدَرُ ﴾: وأولى ﴿ أَنْ ﴾ بأن.
﴿ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بقلوبهم.
﴿ حَكِيمٌ ﴾: فيما صنع بهم.
﴿ وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ ﴾: في الجهاد ﴿ مَغْرَماً ﴾: غرامةً لا يرجوا بها ثواباً ﴿ وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ ﴾: انقلاب أمركم ليخلص منكم.
﴿ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ﴾ دوران ﴿ ٱلسَّوْءِ ﴾ وهي اسم لعقوبة الزمان ﴿ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ ﴾: لأقوالهم.
﴿ عَلِيمٌ ﴾: بضمائرهم.
﴿ وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ ﴾: سبب.
﴿ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَاتِ ﴾: دعوات.
﴿ ٱلرَّسُولِ ﴾: فإنه كان يدعوا للمُصدِّقين.
﴿ أَلاۤ إِنَّهَا ﴾: نفقتهم ﴿ قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ﴾: السين للتأكيد.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ ﴾: من صلى إلى القبلتين، أو حضر بدراً أو أسلم قبل الهجرة أو الصحابة.
﴿ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ﴾: بالإيمان والطاعة إلى الإيمان إلى القيامة أو بالترضي والثناء عليهم ﴿ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾: بما نالوا من نعم الدارين ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾: قيل: الفرق بينه وبين المقيدبـ " مِنْ " إفهامه أن منبعها منهُ ﴿ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ ﴾: يا أهل المدينة.
﴿ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ ﴾: قوم.
﴿ مَرَدُواْ ﴾: تمهروا، واستصروا.
﴿ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ ﴾: يا محمدُ بأعينهم ﴿ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ﴾: بفضيحة الدنيا وعذاب القبر أو مرة بعد مرة، أي: كثيراً ﴿ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾: في جهنم.
﴿ وَآخَرُونَ ﴾: منهم ﴿ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ ﴾: بتخلفهم عن تبوك بلا عُذْرٍ ﴿ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾: كالندم والاعتراف بالذنب ﴿ وَآخَرَ ﴾: أي: بعمل آخر.
﴿ سَيِّئاً ﴾: كتخلفهم، فهذا كبعث الشاء شاةً ودرهماً، أي: بدرهم، أو تدل على أن كلّاً منهما مخلوط بالآخر ﴿ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾: يقبل توبتهم أتى بعسى ليأملوا ولا يتكلوا.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾: أي: المخلفين التأبين كأبي لُبَابة وأحزابه ﴿ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾: عن الذنوب.
﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾: تنمي حسناتهم.
﴿ بِهَا ﴾: فأخذ ثلثها وتصدق به.
﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ﴾: ادع لهم.
﴿ إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ ﴾: رحمة أو طمأنينة ﴿ لَّهُمْ ﴾ بقبول توبتهم ﴿ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ ﴾: لدعائك.
﴿ عَلِيمٌ ﴾: بأهله.
﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ ﴾: استفهام للتحضيض ﴿ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ﴾: يقبل.
﴿ ٱلصَّدَقَاتِ ﴾: بل تقع في بده قبل يد السائل.
﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ * وَقُلِ ٱعْمَلُواْ ﴾: ما شئتم أيُّها الحالفون ﴿ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾: بأن يطلعهم الله عليه ﴿ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: بالمجازاة ﴿ وَآخَرُونَ ﴾: من المتخلفين.
﴿ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ ﴾: لحكمه في شأنهم.
﴿ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ﴾: هم الثلاثة الذين خلفوا.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بأحوالهم.
﴿ حَكِيمٌ ﴾: فيما يفعل بهم.
﴿ وَ ﴾: منهم.
﴿ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ﴾ بنوا ﴿ مَسْجِداً ضِرَاراً ﴾: مُضارة لأهل قباءَ ﴿ وَكُفْراً ﴾: لتقويته.
﴿ وَتَفْرِيقاً بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: من مسجد قباء.
﴿ وَإِرْصَاداً ﴾: ترقباً.
﴿ لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ﴾: في بدر، هو أبو عامر الراهب، وفد بعد البدر إلى الشام ليأتي بجنود قصير وينوه له بأمره إرصاداً، لرجوعه.
﴿ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ ﴾: ما.
﴿ أَرَدْنَا ﴾: ببنائه.
﴿ إِلاَّ ﴾: الخصلة.
﴿ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: كالصلاة.
﴿ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾: في حلفهم ﴿ لاَ تَقُمْ ﴾: للصلاة ﴿ فِيهِ ﴾: في مسجدهم.
﴿ أَبَداً ﴾: فأمر بهدمه ثم صار مطرح الجيف ﴿ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ﴾: من أيام وجوده ﴿ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ﴾: هو مسجد قباؤ كما في البخاري، ويؤيده نسقُ القصة وحديثٌ في ابن ماجه، أو مسجد المدينة كما في مسلم وغيره والتحقيق أن رواية نزولها في مسجد قباء لا يعارض تنصيصه -صلى الله عليه وسلم- أنه مسجد المدينة فإنها لا تدل على اختصاص أهل قباء بذلك.
﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ﴾: بالجمع بين الاستجمار والماء في الاستنجاء كأهل قباء كما رواه ابن ماجه وغيره أو من المعاصي ﴿ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُطَّهِّرِينَ ﴾: ظاهراً وباطناً.
﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ ﴾: مبيَّنة ﴿ عَلَىٰ ﴾ قاعدة ﴿ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ﴾: طلب مرضاته.
﴿ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا ﴾: طرف.
﴿ جُرُفٍ ﴾: جانب وادي من جهنم.
﴿ هَارٍ ﴾: متصدع مشرفٍ على السقوط.
﴿ فَٱنْهَارَ ﴾: طاح.
﴿ بِهِ ﴾: منع بنائه أو بنيه.
﴿ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾: صحَّ أنهم رأوا الدخان حين حفروه.
﴿ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: إلى ما ينجيهم.
﴿ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً ﴾: شكّاً ونفاقاً ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾: إذ بتخريبه ازدادوا حسداً.
﴿ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ﴾: في القبر بحيث لا يبقى لها قابلية الإضمار.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بنياتهم.
﴿ حَكِيمٌ ﴾: في الأمر بهدمه.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ﴾: تمثيل لإثابتهم.
﴿ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ﴾: استئناف لبيان الشري.
﴿ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ﴾: مصدران مؤكّدان لنفسه ولغيره، أي: ثابتا.
﴿ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ وَٱلْقُرْآنِ وَمَنْ ﴾: لا أحد ﴿ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ ﴾: افرحوا غاية.
﴿ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴾: هم.
﴿ ٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ ﴾: بالإخلاص.
﴿ ٱلْحَامِدُونَ ﴾: لله.
﴿ ٱلسَّائِحُونَ ﴾: الصائمون، أو طلبةُ العلم ﴿ ٱلرَّاكِعُونَ ٱلسَّاجِدونَ ﴾: المُصلون ﴿ ٱلآمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ﴾: والوا بجعلهما مع ما يليهما كخصلة هو قيل للثمانية لأنَّ التعداد تَمَّ بالسبعة لأنها تمامٌ عند العرب كالعشرة عندنا، والثامن ابتداء، وهذا لا أصل له.
﴿ وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ ﴾: شرائعه ﴿ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: أي: بشرهم.
﴿ مَا كَانَ ﴾: ما صح.
﴿ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ ﴾: كآمنة وأبي طالب.
﴿ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ ﴾: بموتهم على الكفر.
﴿ وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ ﴾ إبراهيم ﴿ إِيَّاهُ ﴾: إن أسلم، بقوله:﴿ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ﴾[الممتحنة: ٤] ﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ ﴾: بموته على الكفر ﴿ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ ﴾: متضرع كثير التأوُّه ﴿ حَلِيمٌ ﴾: صبورٌ على الأذى ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً ﴾: ليأخذهم أخذ الضالين ﴿ بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ﴾: للإسلام ﴿ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ﴾: ما يجبُ إتقاوه فلا يؤاخذكم بالاستغفار لهم قبل ذلك.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * إِنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾: فتوجوا إليه معرضين عنهم.
﴿ لَقَدْ تَابَ ٱللهُ عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ ﴾: أي: برأهم عن عُلقة الذنوب، مثل:﴿ لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ ﴾[الفتح: ٢] ﴿ فِي سَاعَةِ ﴾: وقت.
﴿ ٱلْعُسْرَةِ ﴾: أي: غزوة تبوك في شدّة الحرِّ والضيق.
﴿ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ ﴾: يميلُ.
﴿ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ﴾: عن اتباعه.
﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ﴾: تأكيد لما مر.
﴿ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾: ﴿ وَ ﴾: تاب.
﴿ عَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ ﴾: خَلّف الله أمرهم عن أمر الذين ربطوا أنفسهم بالسواري، وعمَّن اعتذر بالأكاذيب ﴿ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ﴾: بسعتها مثلٌ لشدة الحيرةِ ﴿ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ ﴾: لكثرة الهم.
﴿ وَظَنُّوۤاْ ﴾: علموا.
﴿ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ ﴾: من سخطهِ ﴿ إِلاَّ إِلَيْهِ ﴾: بالتضرع ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ﴾: وفقهم للتوبة ﴿ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ﴾: يقبل التوبة برحمته.
﴿ يَـٰأيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ ﴾: في إيمانهم وعهودهم.
﴿ مَا كَانَ لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلاَ ﴾ أَنْ ﴿ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ ﴾: أي: لا يجعلوا أنفسهم راغبة.
﴿ عَن نَّفْسِهِ ﴾: فليكونوا معه في البأساء والضراء.
﴿ ذٰلِكَ ﴾: النهيُ ﴿ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ ﴾: عطش.
﴿ وَلاَ نَصَبٌ ﴾: تعبٌ ﴿ وَلاَ مَخْمَصَةٌ ﴾: جُوعٌ ﴿ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً ﴾: مكاناً.
﴿ يَغِيظُ ﴾: يغضبُ ﴿ ٱلْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً ﴾: من قتل وغيره.
﴿ إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ ﴾: بكل ممَّا ذكر ﴿ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾: استجوبوا به ثواباً جزيلاً.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ * وَلاَ يُنفِقُونَ ﴾: في سبيل الله.
﴿ نَفَقَةً صَغِيرَةً ﴾: قليلاً ﴿ وَلاَ كَبِيرَةً ﴾: كثيراً.
﴿ وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً ﴾: بالسير.
﴿ إِلاَّ كُتِبَ ﴾: ثوابهما.
﴿ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ ﴾: جزاء.
﴿ أَحْسَنَ ﴾: من.
﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾: بمعنى حسن ﴿ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾: ما من شأنهم.
﴿ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً ﴾: جميعاً لغزوٍ إذ كانوا ينفرون جميعاً حذراً ممَّا نزل في المخَلفين، وهذا في السرايا وما قبلها فيمن خرج معه -صلى الله عليه وسلم- ﴿ فَلَوْلاَ ﴾: هلَّا ﴿ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ ﴾: جماعة كثيرة.
﴿ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ ﴾: جمع قليل ﴿ لِّيَتَفَقَّهُواْ ﴾: القاعدون.
﴿ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ ﴾: بما نزل وأحكامه.
﴿ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ ﴾: من الغزو.
﴿ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾: منه، دلَّ على أن خبر الآحاد حُجَّة عنه.
﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ ﴾: الأقرب فالأقرب.
﴿ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً ﴾: شدَّةً، أي: اغلظوا عليهم.
﴿ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾: بالإعانة.
﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ ﴾: من المنافقين ﴿ مَّن يَقُولُ ﴾: لبعضهم أو لضُعفاءَ المؤمنين استهزاءً ﴿ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً ﴾: تصديقاً، بزيادة المؤمن به.
﴿ وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾: بنزولها ﴿ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾: نفاق.
﴿ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً ﴾ كُفْراً ﴿ إِلَىٰ رِجْسِهِمْ ﴾ كفرهم ﴿ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ * أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ ﴾: يبتلون بالقحط وغيره.
﴿ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ﴾: ليتنبهوا.
﴿ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾: يعتبرون.
﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ﴾: تدبيراً للفرار، قائلين: ﴿ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ﴾: من المسلمين، فإن رآهم أقاموا وإلا قاموا.
﴿ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ ﴾: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ﴿ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم ﴾: عن الإيمان.
﴿ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ﴾: لا يتدبرون.
﴿ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ ﴾: شديد.
﴿ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾: عنتكم، أو ما أثمتم به ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ﴾: على صلاحكم ﴿ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ ﴾: شديد الرحمة.
﴿ رَّحِيمٌ ﴾: لهم.
﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾: عن الإيمان بك.
﴿ فَقُلْ حَسْبِيَ ﴾: كافيَّ ﴿ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ﴾: به فقط وَثقْتُ ﴿ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ ﴾: المُحيطُ على جَميع المَخْلوقات.
Icon