تفسير سورة يس

تفسير الإمام مالك
تفسير سورة سورة يس من كتاب تفسير الإمام مالك .
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ يس ﴾ [ يس : ١ ].
٧٧٥- ابن العربي : قال ابن القاسم وابن أشرس١ : سمعنا مالكا يقول : قوله :﴿ يس ﴾ يقول الله : اسمي يس. ٢
٧٧٦- ابن العربي : روى أشهب عن مالك قال : سألت مالكا هل ينبغي لأحد أن يسمي يس ؟ قال : ما أراه ينبغي، لقول الله :﴿ يس* والقرآن الحكيم ﴾٣ يقول : هذا اسمي يس. ٤
١ - ابن أشرس: هو عبد الحكيم بن أشرس. قال أبو العرب: هو أنصاري من العرب من أهل تونس، كنيته أبو مسعود. سمع من مالك بن أنس ومن ابن القاسم. المدارك: ٣/٨٥..
٢ - القبس: ٣/١٠٨٠ كتاب التفسير: وزاد ابن العربي قائلا: "وهذا الذي قاله مالك بن أنس لابن القاسم قد رواه المخزومي عن زيد بن أسلم. وهو أحد محتملات ﴿يس﴾ فربك أعلم بالمعنى منها"..
٣ - سورة يس، الآية: ١، ٢..
٤ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/ ١٦٠٧-١٦٠٨ وقد تعقبه ابن العربي قائلا: هذا كلام بديع، وذلك أن العبد يجوز له أن يسمى باسم الله إذا كان فيه معنى منه، كقوله: عالم، وقادر، ومريد، ومتكلم، وإنما منع مالك من التسمية بهذا، لأنه اسم من أسماء الله لا يدري معناه، فربما كان معناه ينفرد به الرب. فلا يجوز أن يقدم عليه العبد إذا كان لا يعرف هل هو اسم من أسماء الباري فيقدم على خطر منه، فاقتضى النظر رفعه عنه والله أعلم.
فإن قيل: فقد قال الله تعالى: ﴿سلام على آل ياسين﴾؟ قلنا: "ذلك مكتوب بهجاء فيجوز التسمية به، وهذا الذي: ليس بمتهجى هو الذي تكلم مالك عليه، لما فيه من الأشكال والله أعلم". ينظر: البيان والتحصيل: ١٨/٢٣٥. والجامع: ١٥/٤، وتفسير ابن كثير: ٣/٥٦٤، وأخرجه السيوطي في الدر عن ابن أبي حاتم عن أشهب عن مالك: ٧/٤٢..

الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ وما علمناه الشعر وما ينبغي له ﴾ [ يس : ٦٩ ].
٧٧٧- ابن العربي : روى ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن إنشاد الشعر قال : لا تكثر منه، فمن عيبه أن الله يقول :﴿ وما علمناه الشعر وما ينبغي له ﴾. قال : ولقد بلغني أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعري أن اجمع الشعراء قبلك واسألهم عن الشعر وهل بقي معهم معرفة به، وأحضر لبيدا ذلك. قال : فجمعهم وسألهم، فقالوا : إنا لنعرفه ونقوله. وسأل لبيدا فقال : ما قلت شعرا منذ سمعت الله يقول :﴿ الم* ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ﴾١. ٢
١ - سورة البقرة، الآية: ١، ٢..
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/١٦١٥. قال ابن العربي: هذه الآية ليس من عيب الشعر، كما لم يكن قوله تعالى: ﴿وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك﴾ [العنكبوت: ٤٨].
ومن عيب الخط. "فلما لم تكن الأمية من عيب الخط كذلك لا يكون نفي النظم عن النبي صلى الله عليه وسلم من عيب الشعر" ٤/١٦١٥. ينظر البيان والتحصيل: ١٨/ ٢٩، والمنتقى: ٧/١٩٤، والجامع: ١٥/٥٤..

الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ﴾ [ يس : ٧٨ ].
٧٧٨- ابن عطية : روى ابن وهب عن مالك : أن أبي بن خلف أخا أمية بن خلف جاء بعظم رميم١ بمكة ففته في وجه النبي صلى الله عليه وسلم وحياله. وقال : من يحيي هذا يا محمد ؟. ٢
١ - عظم رميم: العظم البالي. النهاية: ٢/ ٢٢٦، ٢٦٧..
٢ - المحرر: ١٣/ ٢١٦. ينظر: الجامع: ١٥/ ٥٨، والجواهر الحسان: ٤/١٢..
Icon