تفسير سورة المدّثر

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة المدثر من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة المدّثّر» (٧٤)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ» (١) مجازها: المتدثّر النائم الذي يتدثر ثوبه..
«لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» (٦) رفع يقول: لا تمنن مستكثرا صفة، ليس له هاهنا نهى..
«عَسِيرٌ» (٩) مثل عصيب وعصبصب..
«مالًا مَمْدُوداً» (١٢) كثيرا..
«لِآياتِنا عَنِيداً» (١٦) معاندا لآياتنا، كالبعير العنود وقال الحادي «١» :
إذا نزلت فاجعلانى وسطا إنى كبير لا أطيق العنّدا
«٢» [٣٢٥].
«عَبَسَ وَبَسَرَ» (٢٢) كرّه وجهه وقال توبة:
وقد رابنى منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجتى وبسورها
«٣» [٩١٨].
«لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ» (٢٩) مغيّرة قال الحادي:
يا بنت عمّى لاحنى الهواجر
«٤» [٩١٩].
«وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» (٣٣) إذ أدبر «٥» النهار فكان فى آخره، يقال: دبرنى جاء
(١). - ٨ «الحادي» : وهو الحارثي عند القرطبي (١٩/ ٧١) ونص بأنه تسمية أبى عبيدة.
(٢). - ٣٢٥: وأيضا فى الطبري ٢٩/ ٨٤ والقرطبي ١٩/ ٧١.
(٣). - ٩١٨: «توبة» هو توبة بن الحمير، والبيت: لعله من كلمة بعضها فى الشعراء ص ٢٦٩ والأغانى ١٠/ ٧٢ وهو فى الطبري ٢٩/ ٨٤ والقرطبي ١٩/ ٧٤.
(٤). - ٩١٩: القرطبي ١٩/ ٧٦.
(٥). - ١٤ «والليل... ولى» : رواه الطبري (٢٩/ ٨٨) عن بعض البصريين.
خلفى وإذا أدبر إذا ولّى. قالت أم بنى زياد «١» الرّبيع وقيس وعمارة وأنس لقيس ابن زهير و [قد] أخذ بخطام جملها ليذهب بها: أين ضلّ حلمك يا قيس والله لئن دبرت بي هذه الأكمة «٢» لا يكون بينك وبين بنى زياد صلح أبدا وحسبك من شرّ سماعه، فردها إلى موضعها وعرف ما فيها..
«حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» (٥٠) مذعورة، مستنفرة نافرة «٣»..
«قَسْوَرَةٍ» (٥١) الأسد.
(١). - ١ «أم بنى زياد» : هى فاطمة بن الخرشب الأنمارية وزياد هو ابن عبد الله بن سفيان ابن ناشب، وكان يقال لبنيها الأكمة (انظر الأغاني ١/ ١٩) وخبرها مع قيس بن زهير فى النقائض هكذا... أن الربيع ساوم قيس بن زهير بدرع كانت عنده فلما نظر إليها وهو راكب وضعها بين يديه ثم ركض بها فلم يردها على قيس فعرض قيس لفاطمة بنت الخرشب الأنمارية من بنى أنمار بن بغيض وهى إحدى منجبات قيس وهى أم الربيع بن زياد العبسي وهى تسير فى ظعائن من بنى عبس فاقتاد جملها يريد أن يرتهنها بالدرع حتى ترد عليه فقالت له: ما رأيت كاليوم قط فعل رجل اين ضل حلمك أترجو أن تصطلع أنت وبنو زياد أبدا وقد أخذت أمهم وذهب بها يمينا وشمالا فقال الناس فى ذلك ما شاءوا أن يقولوا وحسبك من شر سماعه فأرسلتها مثلا فعرف قيس بن زهير ما قالت فخلى سبيلها و... (النقائض ص ٩٠) والخبر فى الأغانى ١٦/ ٢١ و ١٦/ ٢٨ والمثل فى الفاخر ص ٢٠٣ والميداني ١/ ١٣١ والفرائد ١/ ١٦٠.
(٢). - ٣ «أكمة» : موضع يقال له أكمة العشرق وانظرها فى معجم البلدان ١/ ٣٤٤.
(٣). - ٥ «حمر... نافرة» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٠).
Icon