تفسير سورة مريم

تفسير الإمام مالك
تفسير سورة سورة مريم من كتاب تفسير الإمام مالك .
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾ [ مريم : ٦ ].
٦٠٨- ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم :﴿ يرثني ويرث من آل يعقوب ﴾ قال : بنوتهم. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/١١٢..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ ثلاث ليال سويا ﴾ [ مريم : ١٠ ].
٦٠٩- ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم :﴿ ثلاث ليال سويا ﴾، من غير خرس١. ٢
١ -الخرس: الرن: ج: خروس وبالضم: طعام الولادة، وبهاء: طعام النفساء نفسها وصار أخرس، بين الخرس من خرس وخرسان أي: معتقد اللسان عن الكلام. القاموس..
٢ - تفسير القرآن العظيم: ٣/١١٣..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾ [ مريم : ١٢ ].
٦١٠- ابن العربي : روى ابن وهب عن مالك في قوله :﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾ قال عيسى : أوصيكم بالحكمة. ١
٦١١- ابن العربي : روى ابن القاسم عن مالك، أنه سئل عن تفسير قوله تعالى :﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾ قال : المعرفة والعمل به. ٢
٦١٢- السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن القاسم قال : قال مالك : بلغني أن عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا عليهما السلام ابنا خالة، وكان حملهما جميعا معا، فبلغني أن أم يحيى قالت لمريم، إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك، قال مالك : أرى ذلك لتفضيل الله عيسى، لأن الله جعله يحيي الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ولم يكن ليحيى عيشة إلا عشب الأرض، وإن كان ليبكي من خشية الله، حتى لو كان على خده القار لأذابه، ولقد كان الدمع اتخذ في وجهه حجري. ٣
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٢٥١. زاد ابن العربي قائلا: والحكمة في قول مالك هي طاعة الله، والاتباع لها، والفقه في الدين والعمل به، وقال: ويبين ذلك: أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا ذا بصر فيها، وتجد آخر ضعيفا في أمر دنياه عالما بأمر دينه بصيرا به، يؤتيه الله إياه، ويحرمه هذا، فالحكمة الفقه في دين الله": ٣/١٢٥١..
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٢٥٢. ينظر: جامع البيان: ١/٥٥٧، وجامع بيان العلم: ١٥، والموافقات ٤/٩٧-٩٨، وانظر تفسير عبد الله بن وهب: ٢/١٣٠-١٣١..
٣ -الدر: ٥/٤٨٨. وينظر: تفسير ابن كثير: ٣/١١٧..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ﴾ [ مريم : ٢٢ ].
٦١٣- ابن أبي حاتم : عن علي بن الحسين قال : قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع قال : أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم. قال : قال مالك : بلغني أن عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ابنا خالة وكان حملهما جميعا معا فبلغني أن أم يحيى قالت لمريم : إني أرى أن ما في بطني يسجد لما في بطنك قال مالك : أرى ذلك لتفضيل عيسى عليه السلام لأن الله جعله يحيى الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص. ١
١ - انظر تفسير ابن أبي حاتم الآية ٢٢ سورة مريم..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ رطبا جنيا ﴾ [ مريم : ٢٥ ].
٦١٤- ابن العربي : قال ابن وهب : قال مالك : قال الله :﴿ رطبا جنيا ﴾ الجني : ما طاب من غير نقش ولا إفساد، والنقش١ أن ينقش في أسفل البسرة٢ حتى ترطب، فهذا مكروه. ٣
١ - النقش قال ابن العربي: يريد يثقب فيها، بحيث يسرع دخول الهواء إليه فيرطب معجلا. فليس ذلك الينع المراد في القرآن. ولا هو الذي ربط به رسول الله صلى الله عليه و سلم البيع. أحكام القرآن: ٢/٧٤٢.
وقال ابن الأثير في النهاية: أصل المناقشة: "من نقش الشوكة، إذا استخرجها من جسمه، وقد نقشها وانتقشها" مادة نقش: ٥/١٠٦..

٢ - البُسرة: البسر من ثمر النخل معروف وبه سمى الرجل الواحد بسرة وبها سميت المرأة ومنه بسرة بنت صفوان صحابية. قال ابن فارس: البسر من كل شيء الغض ونبات بسر أي طري والباسور قيل: ورم تدفعه الطبيعة إلى كل موضع من البدن يقبل الرطوبة من المقعدة والاثنيين والأشفار وغير ذلك. المصباح: ٢٤..
٣ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٢٥٣. وقد تعقبه ابن العربي قائلا: "يعني مالكا أن هذا تعجيل للشيء قبل وقته، وإفساد لجناه فلا ينبغي لأحد أن يفعله، ولو فعله فاعل ما كان ذلك مجوزا لبيعه، ولا حكما بطيبه"..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ وجعلني مباركا أين ما كنت ﴾ [ مريم : ٣١ ].
٦١٥- ابن رشد : سئل مالك عن تفسيره هذه الآية :﴿ وجعلني مباركا أين ما كنت ﴾ قال : ما أبينها لأهل القدر أخبر بما هو كائن من أمره حتى يموت. ١
قوله تعالى :﴿ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ﴾ [ مريم : ٣١ ].
٦١٦- ابن كثير : قال عبد الرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس في قوله :﴿ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ﴾ قال : أخبره بما هو كائن من أمره إلى أن يموت. ٢
١ - البيان والتحصيل: ١٧/٥٤٥. وينظر: المحرر: ١١/٢٩، والجامع: ١١/١٠٣-١٠٤..
٢ -تفسير القرآن العظيم: ٣/١٢١..
الآية السابعة : قوله تعالى :﴿ وجعلنا لهم لسان صدق عليا ﴾ [ مريم : ٥٠ ].
٦١٧- ابن رشد : سئل مالك عن تفسير قوله عز وجل :﴿ وجعلنا لهم لسان صدق عليا ﴾ قال : كقوله للعبد الصالح النبي :﴿ ورفعنا لك ذكرك ﴾١. ٢
٦١٨- ابن كثير : قال مالك : يعني الثناء. ٣
١ -سورة الشرح، الآية: ٤..
٢ -البيان والتحصيل: ١٨/٥٨. قال محمد بن رشد: "قوله: ﴿وجعلنا لهم لسان صدق عليا﴾ يريد إبراهيم، وإسحاق ويعقوب. وعلق على تفسير مالك قائلا: "فتفسير لذلك قوله: إنه مثل قول الله للنبي صلى الله عليه وسلم ورفعنا لك ذكرك" تفسير صحيح..
٣ - تفسير القرآن العظيم: ٣/١٢٥..
الآية الثامنة : قوله تعالى :﴿ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ﴾ [ مريم : ٥٩ ].
٦١٩- ابن كثير : قال ابن أبي حاتم : حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن موسى، أنبأنا عيسى ابن يونس، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن وهب عن مالك، عن أبي الرجال : أن عائشة كانت ترسل بالشيء صدقة لأهل الصفة١، وتقول لا تعطوا منه بربريا ولا بربرية فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هم الخلف الذين قال الله تعالى فيهم :﴿ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ﴾٢. ٣
١ - أهل الصفة: كانوا أضياف الإسلام، كانوا يبيتون في مسجده صلى الله عليه وسلم، وهي موضع مظلل في المسجد. القاموس. ينظر: معجم البلدان لياقوت الحموي: ٥/٣٦٩..
٢ -سورة مريم، الآية: ٥٩..
٣ - تفسير القرآن العظيم: ٣/١٢٩..
الآية التاسعة : قوله تعالى :﴿ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ﴾ [ مريم : ٦٢ ].
٦٢٠- القرطبي : روى الزبير بن بكار١ عن إسماعيل بن أبي أويس٢ قال : قال مالك ابن أنس : طعام المؤمنين في اليوم مرتان، وتلا قول الله عز وجل :﴿ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ﴾ ثم قال : وعوض الله عز وجل المؤمنين في الصيام السحور بدلا من الغداء ليقووا به على عبادة ربهم. ٣
١ - الزبير بن بكار: بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الأسدي المدني قاضيها صاحب كتاب النسب وثقه الدارقطني والخطيب، وقال أحمد بن سليمان الطوسي مات سنة ست وخمسين ومائتين. الخلاصة: ١٠٢، والمدارك: ٣/٣٥٢..
٢ -إسماعيل بن أبي أويس: إسماعيل بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله بن أويس المدني عن خاله مالك قال أبو حاتم محله الصدق، وقال النسائي ضعيف توفي سنة عشرين ومائتين. الخلاصة: ٢٩، ٣٠. ينظر: شيوخ مالك لابن خلفون: ٥٣، والمدارك: ٣/١٥١..
٣ - الجامع: ١١/١٢٧، وتعقبه قائلا: "إنما ذكر ذلك لأن صفة الغذاء وهيئته غير صفة العشاء وهيئته. وهذا لا يعرفه إلا الملوك"..
الآية العاشرة : قوله تعالى :﴿ هم أحسن أثاثا ورءيا ﴾ [ مريم : ٧٤ ].
٦٢١- ابن كثير : قال مالك :﴿ أثاثا ورءيا ﴾ أكثر أموالا وأحسن صورا. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/١٣٥..
الآية الحادية عشرة : قوله تعالى :﴿ لقد جئتم شيئا إدا ﴾ [ مريم : ٨٩ ].
٦٢٢- ابن كثير : قال مالك :﴿ شيئا إدا ﴾ : أي عظيما. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/١٣٩..
الآية الثانية عشرة : قوله تعالى :﴿ إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ﴾ [ مريم : ٩٦ ].
٦٢٣- ابن العربي : روى مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل : إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل. ثم ينادي ملائكة السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه، فتحبه ملائكة السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، فذلك قول الله سبحانه :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ﴾. ١
٦٢٤- وروى ابن وهب، وغيره عن مالك في حديث : اتق الله يحبك الناس، وإن كرهوك، فقال :- يعني مالكا- هذا حق، وقرأ :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ﴾. وقرأ مالك :﴿ وألقيت عليك محبة ﴾٢. ٣
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٢٥٤- ١٢٥٥..
٢ - سورة طه، الآية: ٣٩..
٣ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٢٥٥. قال ابن العربي: "وهذا يبين سبب حب الله، وخلقه المحبة في الخلق، وذلك نص في قوله: ﴿فإن الله يحب المتقين﴾ [آل عمران: ٧٦]، وهو أحد قسمي الشريعة في اجتناب النهي"..
Icon