تفسير سورة الجمعة

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
تفسير سورة سورة الجمعة من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ هو الذي بعث في الأميّين رسولا منهم ﴾ [ الجمعة : ٢ ].
إن قلتَ : ما وجه التقييد في بعث الرسول، بكونه أمّيا منهم ؟
قلتُ : مشاكلة حاله لأحوالهم، فيكون أقرب إلى موافقتهم له، أو انتفاء سوء الظن عنه صلى الله عليه وسلم( ١ )، في أن ما دعاهم إليه، تعلّمه من كتب قرأها، وحِكم تلاها.
١ - كما قال تعالى: ﴿وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك، إذا لارتاب المبطلون﴾..
قوله تعالى :﴿ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله... ﴾ [ الجمعة : ٩ ].
المراد بالسعي هنا : القصد لا العدو( ١ ) كقوله تعالى :﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾ [ النجم : ٣٩ ] وقول الداعي : وإليك نسعى ونحفِد.
١ - معنى العدو: الركض، قال الحسن البصري رضي الله عنه: والله ما هو بالسّعي على الأقدام، ولكنه سعي بالقلوب، والنيّة، والخشوع، ولقد نُهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار..
قوله تعالى :﴿ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضّوا إليها... ﴾ [ الجمعة : ١١ ] فيه حذف تقديره : وإذا رأوا تجارة انفضّوا إليها، أو لهوا انفضّوا إليه، فحُذف الثاني لدلالة الأول عليه، وقرأ ابن مسعود : " انفضّوا إليهما " ( ١ ) وعليه فلا حذف.
١ - هذه قراءة شاذة لا يمكن أن يعتمد عليها لأنها خالفت قراءة الجمهور..
Icon