تفسير سورة العاديات

جامع البيان في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة العاديات من كتاب جامع البيان في تفسير القرآن .
لمؤلفه الإيجي محيي الدين . المتوفي سنة 905 هـ
سورة العاديات مختلف فيها، وهي إحدى عشرة آية.

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ والعاديات ﴾١، أقسم بالخيول التي تعدو في سبيل الله، ﴿ ضبحا ﴾ : تضبح ضبحا، أو ضابحات، وهو صوت نفسه عند العدو.
١ عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأبطأ خبرها، فشق ذلك عليه فأخبره الله خبرهم، وما كان من أمرهم فقال:" والعاديات ضبحا"، الحديث أخرجه بن مردويه، وكذا أخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم، والدارقطني/١٢ در منثور..
﴿ فالموريات ﴾ : الخيول، التي توري النار بحوافرها، ﴿ قدحا ﴾ : صاكات بحوافرها الحجارة.
﴿ فالمغيرات ﴾ : تغير على العدو، ﴿ صبحا ﴾ : في وقته.
﴿ فأثرن به ﴾ : هيجن، ﴿ نقعا ﴾ : غبارا.
﴿ فوسطن ﴾ : توسطن، ﴿ به ﴾ بذلك الوقت، ﴿ جمعا ﴾ : من الأعداء، وعن علي١ رضي الله عنه : المراد الإبل حين تعدو من عرفة إلى مزدلفة، ثم جماعة يوقدون النار في مزدلفة، ثم المسرعات منها إلى منى فإنها في الصبح، ويكون الإغارة سرعة السير، ثم إثارة النقع في الطريق، ثم التوسط متلبسات بالنقع في الجمع، وهو اسم مزدلفة، وعلى هذا الضبح الذي هو للفرس مستعار للإبل.
١ نقله في الدر المنثور، وعزاه إلى ابن جرير وابن الأنباري، الحاكم، وقال: صححه/١٢..
﴿ إن الإنسان لربه ﴾، أي : لنعم ربه، ﴿ لكنود ﴾ : لكفور.
﴿ وإنه ﴾ : الإنسان، ﴿ على ذلك ﴾ : على كنوده، ﴿ لشهيد ﴾ : يشهد على نفسه بلسان١ حاله، أو وعيد من الله، أي : إن الله على كنوده لشهيد.
١ بلسان حاله، لا يمكن جحوده لظهور أمره/١٢ وجيز..
﴿ وإنه ﴾ : الإنسان، ﴿ لحب الخير ﴾ : لأجل حب المال، ﴿ لشديد١ : بخيل، أو لقوي مبالغ.
١ ولما وعد عليه قبائح أفعاله خوفه، فقال:"أفلا يعلم إذا بعثر"/١٢ كبير..
﴿ أفلا يعلم ﴾ : الله، ﴿ إذا بعثر ﴾ : بعث، ظرف " يعلم "، ﴿ ما في القبور ﴾ : من الموتى.
﴿ وحصل ﴾، أي : أظهر محصلا، ﴿ ما في الصدور ﴾، من الخير والشر، أجرى العلم مجرى اللازم، أي : أليس له العلم الكامل بما عليه الأمر في ذلك اليوم ؟ ثم يؤكد ذلك بقوله :﴿ إن ربهم بهم يومئذ لخبير ﴾.
﴿ إن ربهم بهم يومئذ ﴾ : هو يوم القيامة، ﴿ لخبير ﴾. لعالم فيجازيهم.
والحمد لله.
Icon