تفسير سورة يس

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة يس من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ يس
٣٦
قوله تَعَالَى: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ
١٨٠٢٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: يس قَالَ: يَا إِنْسَانُ «١».
١٨٠٢٥ - عَنْ أَشْهَبَ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ أَيَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَسَمَّى بِيس؟
فَقَالَ: مَا أَرَاهُ يَنْبَغِي لِقَوْلِهِ: يس وَالْقُرْآنِ الحكيم يقول: هَذَا أسمي، تسميت به «٢».
١٨٠٢٦ - عن الْحَسَن فِي قول اللَّه: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ قَالَ: يُقْسِمُ اللَّهُ بِمَا يَشَاءُ، ثُمَّ نَزَعَ بِهَذِهِ الْآيَةِ سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِهِ «٣».
١٨٠٢٧ - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ قَالَ: يُقْسِمُ بِأَلْفِ عَالِمٍ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ «٤».
قَوْلُهُ: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ
١٨٠٢٨ - عَنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَي أَكْثَرِهِمْ: سَبَقَ فيِ عِلْمِهِ «٥».
قَولُهُ: فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ
١٨٠٢٩ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي قال: اجتمع قُرَيْشٌ. وَفِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا عَلَى بَابِهِ: إِنَّ مُحَمَّدًا يَزْعَمُ أَنَّكُمْ إِنْ بَايَعْتُمُوهُ عَلَى أَمْرِهِ كُنْتُمْ مُلَوكَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَبُعِثْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ، فَجُعِلَتْ لَكُمْ نَارٌ تُحْرَقُونَ فِيهَا، فَخَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَ حِفْنَةً مِنْ تُرَابٍ فِي يَدِهِ قَالَ:
«نَعَمْ. أَقُولُ ذَلِكَ، وَأَنْتَ أَحَدُهُمْ، وَأَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَبْصَارِهِمْ فَلا يَرَوْنَهُ فَجَعَلَ ينثر ذلك التراب على رؤوسهم، وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَاتِ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِلَى قَوْلِهِ:
فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ حَتَّى فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَؤُلاءِ الْآيَاتِ، فَلَمْ يَبْقَ رَجُلٌ إِلا وَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا، فَوَضَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَإِذَا عَلَيْهِ تُرَابٌ فَقَالُوا: لَقَدْ كَانَ صَدَقَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا»
«٦».
(١) الدر ٧/ ٦٣٨.
(٢) الدر ٧/ ٦٣٨.
(٣) الدر ٤١- ٤٢. [.....]
(٤) الدر ٤١- ٤٢.
(٥) الدر ٤١- ٤٢.
(٦) الدر ٧/ ٤٣- ٤٤.
قوله :﴿ لقد حق القول على أكثرهم ﴾ آية ٧
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله :﴿ لقد حق القول على أكثرهم ﴾ : سبق في علمه.
قوله تعالى: أغلالا قَوْلُهُ: مُقْمَحُونَ
١٨٠٣٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُمَا قَالَ: «الْأَغْلالُ» مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الذَّقَنِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ كَمَا تُقْمَحُ الدَّابَّةُ بِاللِّجَامِ «١».
١٨٠٣١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مُقْمَحُونَ قَالَ: مَجْمُوعَةٌ أَيْدِيَهُمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ تَحْتَ الذَّقَنِ «٢».
١٨٠٣٢ - عَنْ مُجَاهِدٍ فَهُمْ مُقْمَحُونَ قَالَ: رَافِعُو رؤوسهم، وَأَيْدِيهِمْ مَوْضُوعَةٌ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ «٣».
١٨٠٣٣ - عَنِ السُّدِّيِّ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: ائْتَمَرَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ليسطوا عليه فجاؤا يُرِيدُونَ ذَلِكَ فَجَعَلَ اللَّهُ: مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَدًا قَالَ: ظُلْمَةً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًا قَالَ: ظُلْمَةً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ قَالَ: فَلَمْ يُبْصِرُوا النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «٤».
١٨٠٣٤ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَدًا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًا قَالَ: عَنِ الْحَقِّ فَهُمْ يَتَرَدَّدُونَ فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ هَدًى، وَلا يَنْتَفِعُونَ بِهِ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تَنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
١٨٠٣٥ - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ فِي الْآيَةِ قَالَ: جُعِلَ هَذَا السَّدُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْإِسْلامِ وَالْإِيْمَانِ، فَلَمْ يَخْلُصُوا إِلَيْهِ. وَقَرَأَ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تَنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ مَنْ مَنَعَهُ اللَّهُ لَا يَسْتَطَيعُ «٦».
قَولُهُ تَعَالَى: إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ
١٨٠٣٦ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ قَالَ: اتِّبَاعُ الذِّكْرَ اتِّبَاعُ الْقُرْآنِ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ قَالَ: خَشِيَ عَذَابَ اللَّهِ وَنَارَهُ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كريم قال: الجنة «٧».
(١) الدر ٧/ ٤٣- ٤٤.
(٢) الدر ٧/ ٤٣- ٤٤.
(٣) الدر ٧/ ٤٣- ٤٤.
(٤) الدر ٧/ ٤٣- ٤٤.
(٥) الدر ٧/ ٤٤- ٤٥.
(٦) الدر ٧/ ٤٤- ٤٥.
(٧) الدر ٧/ ٤٤- ٤٥.
قوله :﴿ فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ آية ٩
عن محمد بن كعب القرظي قال : اجتمع قريش. وفيهم أبو جهل على باب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا على بابه : إن محمدا يزعم أنكم إن بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، وبعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم نار تحرقون فيها، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ حفنة من تراب في يده قال : " نعم. أقول ذلك، وأنت أحدهم، وأخذ الله على أبصارهم فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم، وهو يتلو هذه الآيات ﴿ يس والقرآن الحكيم ﴾ إلى قوله :﴿ فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات، فلم يبق رجل إلا وضع على رأسه ترابا، فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، وإذا عليه تراب فقالوا : لقد كان صدقنا الذي حدثنا ".
عن السدي رضي الله عنه قال : ائتمر ناس من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسطوا عليه فجاءوا يريدون ذلك فجعل الله :﴿ من بين أيديهم سدا ﴾ قال : ظلمة ﴿ ومن خلفهم سدا ﴾ قال : ظلمة ﴿ فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ قال : فلم يبصروا النبي صلى الله عليه وسلم.
عن مجاهد في قوله :﴿ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ﴾ قال : عن الحق ﴿ فهم ﴾ يترددون ﴿ فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ هدى، ولا ينتفعون به.
قوله تعالى :﴿ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ﴾ آية ١٠
عن ابن زيد في الآية قال : جعل هذا السد بينهم وبين الإسلام والإيمان، فلم يخلصوا إليه، وقرأ ﴿ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ﴾ من منعه الله لا يستطيع.
قوله تعالى :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر ﴾ آية ١١
عن قتادة في قوله :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر ﴾ قال : اتباع الذكر اتباع القرآن ﴿ وخشي الرحمن بالغيب ﴾ قال : خشي عذاب الله وناره ﴿ فبشره بمغفرة وأجر كريم ﴾ قال : الجنة.
قوله: إنا نحن نحي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ
١٨٠٣٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ الثُّورِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبَى نَضْرَةَ، عَنْ أَبَى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ بَنُو سَلَمَةَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَنَزَلَتْ إنا نحن نحي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ آثَارَكُمْ تُكْتَبُ» فَلَمْ يَنْتَقِلُوا «١».
١٨٠٣٨ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ بَنُو سَلَمَةَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَأَرَادُوا أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ فأنزل الله: إنا نحن نحي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «إِنَّهُ يُكْتَبُ آثَارُكُمْ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمُ الْآيَةَ فَتَرَكُوا» «٢».
١٨٠٣٩ - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ قَالَ:
هَذَا فِي الْخَطْوِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ «٣».
١٨٠٤٠ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا قَالَ: أَعْمَالَهُمْ وَآثَارَهُمْ قَالَ: خُطَاهُمْ بِأَرْجُلِهِمْ «٤».
١٨٠٤١ - عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ: لَوْ كَانَ مُغْفَلًا شَيْئًا مِنْ أَثَرِ ابْنِ آدَمَ لاغْفَلَ هَذَا الأثر التي تعفها الرياح، ولكن أحصر على ابن آدم أثره وعمله كله حتى أحصى هَذَا الْأَثَرُ فِيمَا هُوَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ مَعْصِيَتِهِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُكْتَبَ أَثَرُهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، فَلْيَفْعَلْ «٥».
١٨٠٤٢ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ في قوله: وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ قَالَ: مَا سَنُّوا مِنْ سُنَّةٍ فَعَمِلُوا بِهَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ «٦».
١٨٠٤٣ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: نَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا قَالَ: مَا قَدَّمُوا مِنْ خَيْرٍ وَآثَارَهُمْ قَالَ: مَا أَوْرَثُوا مِنَ الضَّلالَةِ «٧».
١٨٠٤٤ - عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْد اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(١) قال الترمذي: هذا حديث غريب، انظر رقم ٣٢٧٩.
(٢) الدر ٧/ ٤٦.
(٣) الدر ٧/ ٤٦.
(٤) الدر ٧/ ٤٦. [.....]
(٥) الدر ٧/ ٤٦.
(٦) الدر ٧/ ٤٦.
(٧) الدر ٧/ ٤٦.
وَسَلَّمَ: مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ إِنَّ يُنْقَصَ مِنَ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وَزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ لَا يُنْقَصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الْآيَةَ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ قَالَ: أُمُّ الْكِتَابِ «١».
١٨٠٤٥ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ مِنْ إِمَامٍ، عِنْدَ اللَّهِ مَحْفُوظٌ، يَعْنِي فِي كِتَابِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ
١٨٠٤٦ - عَنْ بُرَيْدَةَ أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ قَالَ: أَنَّطَاكِيَةُ «٣».
١٨٠٤٧ - حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ- وَهُوَ مُحَمَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْعَثَنِي إِلَى قَوْمِي أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «انْطَلِقْ» فَانْطَلَقَ فَمَرَّ عَلَى اللاتِ وَالْعُزَّى لَا عُزَّى، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا. يَا مَعْشَرَ الْأَحْلافِ، إِنَّ الْعُزَّى لَا عُزَّى، وَإِنَّ اللاتَ لَا لاتَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَأَصَابَ أَكْحَلُهُ فَقَتَلَهُ فَبَلَغَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«هَذَا مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ
١٨٠٤٨ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ بَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْقَرْيَةِ وَهِيَ أَنَّطَاكِيَةُ رَجُلَيْنِ مِنَ الحواريين واتبعهم بِثَالِثٍ «٥».
١٨٠٤٩ - عَنِ أَبِي الْعَالَيَةِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزَنَا بِثَالِثٍ قَالَ: لِكَي تَكُونَ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ أَشَدَّ، فَأَتَوْا أَهْلَ الْقَرْيَةِ فَدَعَوْهُمْ إِلَى اللَّهِ وَحْدِهِ وَعِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، فكذبوهم «٦».
(١) الدر ٧/ ٤٧.
(٢) الدر ٧/ ٤٧.
(٣) الدر ٧/ ٤٧.
(٤) ابن كثير ٦/ ٥٥٢.
(٥) الدر ٧/ ٤٨.
(٦). ٧/ ٥٠.
قوله تعالى :﴿ إذ أرسلنا إليهم اثنين ﴾ آية ١٤
عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ إذ أرسلنا إليهم اثنين ﴾ قال : بلغني أن عيسى بن مريم بعث إلى أهل القرية وهي أنطاكية رجلين من الحواريين واتبعهم بثالث.
عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله :﴿ إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ﴾ قال : لكي تكون عليهم الحجة أشد، فأتوا أهل القرية فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له، فكذبوهم.
عن شعيب الجبائي قال : اسم الرسولين الذين قالا :﴿ إذ أرسلنا إليهم اثنين ﴾ شمعون ويوحنا. واسم الثالث بولص.
١٨٠٥٠ - عن شعيب الجبائي قال: اسم الرسولين الذين قَالا: إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ شَمْعُونُ وَيُوحَنَّا. وَاسْمُ الثَّالِثِ بُولِصُ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى قَالُوا إِنَّا تطيرنا بكم إلى قوله: أإن ذُكِّرْتُمْ
١٨٠٥١ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ قَالَ:
يَقُولُونَ إِنْ أَصَابَنَا شَرٌّ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أَجْلِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ بِالْحِجَارَةِ قَالُوا طَائِرُكُمْ معكم أي أعمالكم معكم أإن ذَكِّرْتُمْ يَقُولُ: أَئِنْ ذَكَّرْنَاكُمْ بِاللَّهِ تَطَيَّرْتُمْ بِنَا «٢».
قوله تعالى: وجاء من أقصا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
١٨٠٥٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَاءَ من أقصا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ: هُوَ حَبِيبٌ النَّجَّارُ «٣».
١٨٠٥٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اسْمُ صَاحِبِ يس حَبِيبٌ وَكَانَ الْجُذَامُ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ «٤».
١٨٠٥٤ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وجاء من أقصا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ رَجُلٌ كَانَ يَعْبَدُ اللَّهَ فِي غَارٍ، وَاسْمُهُ حَبِيبٌ فَسَمِعَ بِهَؤُلاءِ النَفَرِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ عِيسَى إِلَى أَهْلِ أَنْطَاكِيَةَ، فَجَاءَهُمْ فَقَالَ: تَسْأَلُونَ أَجْرًا فَقَالُوا: لَا، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يسئلكم أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ حَتَّى بَلَغَ فَاسْمَعُونِ قَالَ: فَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ فَجَعَلَ يَقُولُ: رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي حَتَّى بَلَغَ إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً قال: فما نُوظِرُوا بَعْدَ قَتْلِهِمْ إِيَّاهُ حَتَّى أَخَذَتْهُمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ «٥».
١٨٠٥٥ - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ فِي قَوْلِهِ: وَجَاءَ من أقصا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ قِصَارًا «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
١٨٠٥٦ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ: وَجَبَتْ لَهُ الجنة
(١) الدر ٧/ ٥٠.
(٢) الدر ٧/ ٥٠.
(٣) الدر ٧/ ٥٠.
(٤) الدر ٧/ ٥٠.
(٥) الدر ٧/ ٥٠. [.....]
(٦) الدر ٧/ ٥١.
عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ قالوا طائركم معكم ﴾ أي أعمالكم معكم ﴿ أئن ذكرتم ﴾ يقول : أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا.
قوله تعالى :﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ آية ٢٠
عن ابن عباس ﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ قال : هو حبيب النجار.
عن ابن عباس قال : اسم صاحب ﴿ يس ﴾ حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه.
عن قتادة في قوله :﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ قال : بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار، واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية، فجاءهم فقال : تسألون أجرا فقالوا : لا، فقال لقومه :﴿ يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ﴾ حتى بلغ ﴿ فاسمعون ﴾ قال : فرجموه بالحجارة فجعل يقول : رب اهد قومي ﴿ فإنهم لا يعلمون بما غفر لي ربي ﴾ حتى بلغ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة ﴾ قال : فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم ﴿ صيحة واحدة فإذا هم خامدون ﴾.
عن عمر بن الحكم في قوله :﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ قال : بلغنا أنه كان قصارا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:قوله تعالى :﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ آية ٢٠
عن ابن عباس ﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ قال : هو حبيب النجار.
عن ابن عباس قال : اسم صاحب ﴿ يس ﴾ حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه.
عن قتادة في قوله :﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ قال : بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار، واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية، فجاءهم فقال : تسألون أجرا فقالوا : لا، فقال لقومه :﴿ يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ﴾ حتى بلغ ﴿ فاسمعون ﴾ قال : فرجموه بالحجارة فجعل يقول : رب اهد قومي ﴿ فإنهم لا يعلمون بما غفر لي ربي ﴾ حتى بلغ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة ﴾ قال : فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم ﴿ صيحة واحدة فإذا هم خامدون ﴾.
عن عمر بن الحكم في قوله :﴿ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ﴾ قال : بلغنا أنه كان قصارا.

قوله تعالى :﴿ قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون ﴾ آية ٢٦
عن مجاهد في قوله :﴿ قيل ادخل الجنة ﴾ قال : وجبت له الجنة ﴿ قال يا ليت قومي يعلمون ﴾ قال : هذا حين رأى الثواب.
قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ قَالَ: هَذَا حِيَنَ رَأَى الثَّوَابَ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ
١٨٠٥٧ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ قَالَ: مَا اسْتَعَنْتُ عَلَيْهِمْ جُنْدًا مِنَ السَّمَاءِ وَلا مِنَ الْأَرْضِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً
١٨٠٥٨ - عَنِ ابن سرين قال: فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إِنْ كَانَتْ إِلا رِتْقَةً وَاحِدَةً وَفِي قِرَاءَتِنَا إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
١٨٠٥٩ - عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ قَالَ: مستون «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ
١٨٠٦٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ يَقُولُ: يَا وَيْلًا للْعِبَادِ «٥».
١٨٠٦١ - عَنْ مُجَاهِدٍ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ قَالَ: كَانَ حَسْرَةً عَلَيْهِمُ اسْتَهْزَاؤُهُمْ بِالرُّسُلِ «٦».
١٨٠٦٢ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ عَلَى أَنْفُسِهَا عَلَى مَا ضَيَّعَتْ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَفَرْطَتْ فِي جَنْبِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ: وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ «يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ عَلَى أَنْفُسِهَا مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ» «٧».
١٨٠٦٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ قَالَ: النَّدَامَةُ عَلَى الْعِبَادِ الَّذِينَ مَا يَأْتِيهِمْ من رسول إلا كانوا به يستهزؤن يَقُولُهُ: النَّدَامَةُ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ «٨».
١٨٠٦٤ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ قال: يا حسرة لهم «٩».
(١) الدر ٧/ ٥١.
(٢) الدر ٧/ ٥١.
(٣) الدر ٧/ ٥١.
(٤) الدر ٧/ ٥١.
(٥) الدر ٧/ ٥٤- ٥٥.
(٦) الدر ٧/ ٥٤- ٥٥.
(٧) الدر ٧/ ٥٤- ٥٥.
(٨) الدر ٧/ ٥٤- ٥٥.
(٩) الدر ٧/ ٥٤- ٥٥.
قوله تعالى :﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة ﴾ آية ٢٩
عن ابن سيرين قال : في قراءة ابن مسعود " إن كانت إلا رتقة واحدة وفي قراءتنا ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة ﴾.
قوله تعالى :﴿ فإذا هم خامدون ﴾
عن السدى قوله :﴿ فإذا هم خامدون ﴾ قال : مستون.
قوله تعالى :﴿ يا حسرة على العباد ﴾ آية ٣٠
عن ابن عباس في قوله :﴿ يا حسرة على العباد ﴾ يقول : يا ويلا للعباد.
عن مجاهد ﴿ يا حسرة على العباد ﴾ قال : كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل.
عن قتادة في قوله :﴿ يا حسرة على العباد ﴾ يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله وفرطت في جنب الله تعالى قال : وفي بعض القراءة " يا حسرة العباد على أنفسها ما يأتيهم من رسول ".
عن ابن عباس في قوله :﴿ يا حسرة على العباد ﴾ قال : الندامة على العباد الذين ﴿ ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون ﴾ يقوله : الندامة عليهم إلى يوم القيامة.
عن مجاهد في قوله :﴿ يا حسرة على العباد ﴾ قال : يا حسرة لهم.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ
١٨٠٦٥ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ قَالَ: عَادًا وَثَمُودَ،... وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا... وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ قَالَ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ «١».
١٨٠٦٦ - مِنَ طَرِيقِ هَارُونَ، عَنِ الْأَعْرَجِ وأبى عمرو في قوله: أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ قَالا: لَيْسَ فِي مُدَّةِ اخْتَلافَ هَذَا مِنْ رُجُوعِ الدُّنْيَا «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ
١٨٠٦٧ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ قَالَ: كَقَوْلِهِ:
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ، وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا
١٨٠٦٨ - عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ: فَمُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ»
«٤».
١٨٠٦٩ - عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قَوْلِهِ:
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ: «مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ» «٥».
١٨٠٧٠ - عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا، فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَيُأْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قِيلَ لها اظلعي من حيث جئت، فتظلع مِنْ مَغْرِبِهَا، ثُمَّ قَرَأَ «وَذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا» قَالَ: وَذَلِكَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ «٦».
١٨٠٧١ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي الْآيَةِ قَالَ: لِمُسْتَقَرٍّ لها أن تطلع فتردها ذنوب
(١) الدر/ ٥٤- ٥٥.
(٢) الدر ٧/ ٥٥- ٥٦.
(٣) الدر ٧/ ٥٥- ٥٦.
(٤) الدر ٧/ ٥٥- ٥٦. [.....]
(٥) الدر ٧/ ٥٥- ٥٦.
(٦) الدر ٧/ ٥٥- ٥٦.
قوله تعالى :﴿ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ﴾ آية ٣٧
عن قتادة في قوله :﴿ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ﴾ قال : كقوله :﴿ يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل ﴾.
قوله تعالى :﴿ والشمس تجري لمستقر لها ﴾ الآية ٣٨
عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، عند غروب الشمس فقال : " يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس ؟ قلت : الله ورسوله اعلم قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله :﴿ والشمس تجري لمستقر لها ﴾ قال : فمستقرها تحت العرش ".
عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن قوله ﴿ والشمس تجري لمستقر لها ﴾ قال : " مستقرها تحت العرش ".
عن أبي ذر قال : دخلت المسجد حين غابت الشمس، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فقال : " يا أبا ذر، أتدري أين تذهب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها، فتستأذن في الرجوع فيأذن لها وكأنها قيل لها إظلعي من حيث جئت، فتظلع من مغربها، ثم قرأ " وذلك مستقر لها " قال : وذلك قراءة عبد الله.
عن عبد الله بن عمر في الآية قال :﴿ مستقر لها ﴾ أن تطلع فتردها ذنوب بني آدم، فإذا غربت سلمت : وسجدت واستأذنت فيؤذن لها حتى إذا غربت سلمت فلا يؤذن لها فتقول : إن السير بعيد وإني لم يؤذن لي لا أبلغ، فتحبس ما شاء الله أن تحبس، ثم يقال اطلعي من حيث غربت قال : فمن يومئذ إلى يوم القيامة ﴿ لا ينفع نفسا إيمانها ﴾. عن ابن عمرو قال : لو أن الشمس تجري مجرى واحدا من أهل الأرض فيخشى منها، ولكنها تلحق في الصيف وتعترض في الشتاء فلو أنها طلعت مطلعها في الشتاء في الصيف لأنضجهم الحر، ولو أنها طلعت مطلعها في الصيف لقطعهم البرد.
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ والشمس تجري لمستقر لها ﴾ قال : لوقتها ولأجل لا تعدوه.
بَنِي آدَمَ، فَإِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ: وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فَيُؤْذَنُ لَهَا حَتَّى إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ فَلا يُؤْذَنُ لَهَا فَتَقُولُ: إِنَّ السَّيْرَ بِعِيدٌ وَإِنِّي لَمْ يُؤْذَنْ لِي لَا أَبْلُغُ، فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تُحْبَسَ، ثُمَّ يُقَالُ اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غَرَبْتِ قَالَ: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيَمَانُهَا «١».
١٨٠٧٢ - عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَوْ أَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي مَجْرًى وَاحِدًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَيُخْشَى مِنْهَا، وَلَكِنَّهَا تَلْحَقُ فِي الصَّيْفِ وَتُعْتَرَضُ فِي الشِّتَاءِ فَلَوْ أَنَّهَا طَلَعَتْ مَطْلَعَهَا فِي الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ لانْضَجَهُمُ الْحَرُّ، وَلَوْ أَنَّهَا طَلَعَتْ مَطْلَعَهَا فِي الصَّيْفِ لَقَطَعَهُمُ الْبَرْدُ «٢».
١٨٠٧٣ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ:
لِوَقْتِهَا وَلِأَجَلٍ لَا نَعْدُوهُ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
١٨٠٧٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: كَالْعُرْجُونَ الْقَدِيمِ يَعْنِي أَصْلَ العِذْقِ الْقَدِيمِ «٤».
١٨٠٧٥ - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ قَالَ:
كَعِذْقِ النَّخْلَةِ إِذَا قَدُمَ فَانْحَنَى «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ
١٨٠٧٦ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ لا الشَّمْسُ ينبغي لها أن تدرك القمر قَالَ: لَا يُشْبِهُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الْآخَرِ وَلا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ. وَذَلِكَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ قَالَ: يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَيْنِ يُسْلَخُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْآخَرِ «٦».
١٨٠٧٧ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولا الليل سابق النهار قَالَ: لِكُلٍّ حَدٌّ وَعِلْمٌ لَا يَعْدُوهُ وَلا يَقْصُرُ دَوْنَهُ إِذَا جَاءَ سُلْطَانُ هَذَا ذَهَبَ سُلْطَانُ هَذَا. وَإِذَا جَاءَ سُلْطَانُ هَذَا ذَهَبَ سُلْطَانُ هَذَا «٧».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ
١٨٠٧٨ - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ قال: ذاك ليلة الهلال «٨».
(١) الدر ٧/ ٥٦- ٥٧.
(٢) الدر ٧/ ٥٦- ٥٧.
(٣) الدر ٧/ ٥٦- ٥٧.
(٤) الدر ٧/ ٥٦- ٥٧.
(٥) الدر ٧/ ٥٦- ٥٧.
(٦) الدر ٧/ ٥٨- ٥٩.
(٧) الدر ٧/ ٥٨- ٥٩.
(٨) الدر ٧/ ٥٨- ٥٩.
قوله تعالى :﴿ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ﴾ آية ٤٠
عن مجاهد رضي الله، عنه ﴿ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ﴾ قال : لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك. وذلك ﴿ ولا الليل سابق النهار ﴾ قال : يتطالبان حثيثين يسلخ أحدهما من الآخر.
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ﴾ قال : لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا. وإذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا.
قوله تعالى :﴿ ولا الليل سابق النهار ﴾
عن الحسن رضي الله، عنه في قوله :﴿ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ﴾ قال : ذاك ليلة الهلال.
عن الحسن رضي الله، عنه في قوله :﴿ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ﴾ قال : لكل واحد منهما سلطان، للقمر سلطان بالليل وللشمس سلطان بالنهار، فلا ينبغي للشمس أن تطلع بالليل، وقوله :﴿ ولا الليل سابق النهار ﴾ يقول : لا ينبغي إذا كان ليل أن يكون ليل آخر حتى يكون النهار.
عن الضحاك رضي الله، عنه في قوله :﴿ ولا الليل سابق النهار ﴾ قال : لا يذهب الليل من ههنا حتى يجيء النهار من ههنا، وأومأ بيده إلى المشرق.
عن مجاهد رضي الله، عنه في قوله :﴿ ولا الليل سابق النهار ﴾ قال : في قضاء الله وعلمه أن لا يفوت النهار الليل حتى يدركه فيذهب بضوئه.
عن أبي صالح رضي الله، عنه في قوله :﴿ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار ﴾ قال : لا يدرك هذا ضوء هذا، ولا هذا ضوء هذا.
قوله تعالى :﴿ فلك يسبحون ﴾
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في فلك بين السماء والأرض.
١٨٠٧٩ - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ قَالَ: لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سُلْطَانٌ، لِلْقَمَرِ سُلْطَانٌ بِاللَّيْلِ وَلِلشَّمْسِ سُلْطَانٌ بِالنَّهَارِ، فَلا يَنْبَغِي لِلشَّمْسِ أَنْ تَطْلُعَ بِاللَّيْلِ، وَقَوْلُهُ: وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ يَقُولُ: لَا يَنْبَغِي إِذَا كَانَ لَيْلٌ أَنْ يَكُونَ لَيْلٌ آخَرَ حَتَّى يَكُونَ النَّهَارُ «١».
١٨٠٨٠ - عَنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النهار قال:
لا يذهب الليل من هاهنا حتى يجيء النهار من هاهنا، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ «٢».
١٨٠٨١ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ قَالَ:
فِي قَضَاءِ اللَّهِ وَعِلْمِهِ أَنْ لَا يَفُوتَ النَّهَارُ اللَّيْلَ حَتَّى يُدْرِكَهُ فَيَذْهَبَ بِضَوْئِهِ «٣».
١٨٠٨٢ - عَنِ أَبِي صَالِحٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ قَالَ: لَا يُدْرِكَ هَذَا ضَوْءَ هَذَا، وَلا هَذَا ضَوْءَ هَذَا «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
١٨٠٨٣ - وَقَالَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي فَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
١٨٠٨٤ - عَنْ أَبيِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ قَالَ: سَفِينَةُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، حَمَلَ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مثله ما يركبون قَالَ: السُّفُنُ الَّتِي فِي الْبُحُورِ، وَالْأَنْهَارُ الَّتِي يَرْكَبُ النَّاسُ فِيهَا «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَخَلَقْنَا لَهُم مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ
١٨٠٨٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا وَخَلَقْنَا لَهُم مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ قَالَ: هِيَ السُّفُنُ جُعِلَتْ مِنْ بَعْدِ سَفِينَةِ نوح على مثلها «٧».
(١) الدر ٧/ ٥٨- ٥٩.
(٢) الدر ٧/ ٥٨- ٥٩.
(٣) الدر ٧/ ٥٨- ٥٩.
(٤) الدر ٧/ ٥٨- ٥٩. [.....]
(٥) ابن كثير ٦/ ٥٦٥، وقال: حديث غريب جدا، بل منكر.
(٦) الدر ٧/ ٥٨
(٧) الدر ٧/ ٥٨
قوله تعالى :﴿ وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ﴾ آية ٤٢
عن ابن عباس رضي الله، عنهما ﴿ وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ﴾ قال : هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح على مثلها.
عن ابن عباس رضي الله، عنهما في قوله :﴿ وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ﴾ يعني الإبل خلقها الله تعالى كما رأيت، فهي سفن البر يحملون عليها ويركبونها.
عن عبد الله بن شداد رضي الله، عنه في قوله :﴿ وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ﴾ قالا : الإبل.
عن مجاهد رضي الله، عنه في قوله :﴿ وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ﴾ قال : الأنعام،
١٨٠٨٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ يَعْنِي الْإِبِلُ خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى كَمَا رَأَيْتَ، فَهِيَ سُفُنُ الْبَرِّ يُحْمَلُونَ عَلَيْهَا وَيَرْكَبُونَهَا «١».
١٨٠٨٧ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ قَالاَ: الْإِبِلُ «٢».
١٨٠٨٨ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ قَالَ: الْأَنْعَامُ، وَفِي قَوْلِهِ: وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقُهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ لَا مُغِيثَ لَهُمْ يَسْتَغِيثُونَ بِهِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا صَرِيخَ لَهُمْ إِلَى قَوْلِهِ: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
١٨٠٨٩ - عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ قَالَ: لَا مُغِيثَ لَهُمْ وَفِي قَوْلِهِ: وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ قَالَ: إِلَى الْمَوْتِ. وَفِي قَوْلِهِ: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ قَالَ: مِنَ الْوَقَائِعِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ والعقوبات التي أصابت عادا وثمودا، وَالْأُمَمَ وَمَا خَلْفَكُمْ قَالَ: مَنْ أَمَرِ السَّاعَةِ وَفِي قَوْلِهِ: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رزقكم الله قَالَ: نَزَلَتْ فِي الزَّنَادِقَةِ كَانُوا لَا يُطْعِمُونَ فَقِيرًا فَعَابَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَعَيَّرَهُمْ «٤».
١٨٠٩٠ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ قَالَ: مَا مَضَى وَمَا بَقِيَ مِنَ الذُّنُوبِ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ
١٨٠٩١ - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ قَالَ: الْيَهُودُ تَقُولُهُ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ
١٨٠٩٢ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يخصمون
(١) الدر ٧/ ٥٨.
(٢) الدر ٧/ ٥٨.
(٣) الدر ٧/ ٦٠.
(٤) الدر ٧/ ٦٠.
(٥) الدر ٧/ ٦٠.
(٦) الدر ٧/ ٦٠.
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ ومتاعا إلى حين ﴾ قال : إلى الموت.
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم ﴾ قال : من الوقائع التي قد خلت فيمن كان قبلكم والعقوبات التي أصابت عادا وثمودا، والأمم ﴿ وما خلفكم ﴾ قال : من أمر الساعة وفي قوله :﴿ وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله ﴾ قال : نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا فعاب الله ذلك عليهم وعيرهم.
عن مجاهد رضي الله، عنه في قوله :﴿ وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم ﴾ قال : ما مضى وما بقي من الذنوب.
قوله تعالى :﴿ أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ﴾
عن الحسن رضي الله، عنه في قوله :﴿ أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ﴾ قال : اليهود تقوله.
قوله تعالى :﴿ ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ﴾ آية
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ﴾ قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " تهيج الساعة الناس والرجل يسقي ماشيته، والرجل يصلح حوضه والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه فتهيج بهم وهم كذلك ﴿ فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ﴾ قال : أعجلوا، عن ذلك.
عن ابن زيد رضي الله، عنه في قوله :﴿ ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ﴾ قال : هذا مبتدأ يوم القيامة.
عن السدى رضي الله، عنه في قوله :﴿ وهم يخصمون ﴾ قال : يتكلمون.
عن ابن عمر قال : لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به وهي التي قال الله :﴿ ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ﴾.
قوله تعالى :﴿ إلى ربهم ينسلون ﴾ آية ٥١
حدثنا أبي حدثنا أبو صالح، حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله :﴿ إلى ربهم ينسلون ﴾ قال : يخرجون.
قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ «تُهَيِّجُ السَّاعَةُ النَّاسَ وَالرَّجُلُ يَسْقِي مَاشِيَتَهُ، وَالرَّجُلُ يُصْلِحُ حَوْضَهُ وَالرَّجُلُ يُقِيمُ سِلْعَتَهُ فِي سَوْقِهِ وَالرَّجُلُ يَخْفِضُ مِيَزَانَهُ وَيَرْفَعُهُ فَتُهَيِّجُ بِهِمْ وَهُمْ كَذَلِكَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ قَالَ: أُعْجِلُوا، عَنْ ذَلِكَ «١».
١٨٠٩٣ - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ قَالَ: هَذَا مُبْتَدُأُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ «٢».
١٨٠٩٤ - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَهُمْ يَخِصِّمُونَ قَالَ:
يَتَكَلَّمُونَ «٣».
١٨٠٩٥ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَال: لَيُنْفَخَنَّ فِي الصُّورِ وَالنَّاسُ فِي طُرُقِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ، حَتَّى أَنَّ الثَّوْبَ لَيَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ يَتَسَاوَمَانِ فَمَا يُرْسِلُهُ أَحَدُهُمَا مِنْ يَدِهِ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ فَيُصْعَقُ بِهِ وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ: مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ «٤».
قوله تَعَالَى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ
١٨٠٩٦ - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ عَظْمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ يَتَكَلَّمُ يَوْمَ يُخْتَمُ عَلَى الْأَفْوَاهِ فَخْذُهُ مِنَ الرِّجْلِ الشِّمَالِ» «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ
١٨٠٩٧ - حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالَ: يَخْرُجُونَ «٦».
١٨٠٩٨ - عَنِ أََبِِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ قَالَ: يُدْعَى الْمُؤْمِنُ لِلْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَبُّهُ عَمَلَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ لَيَعْتَرِفَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ عَمِلْتُ.
عَمِلْتُ.. عَمِلْتُ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَيَسْتُرُهُ مِنْهَا قال: فما على الأرض خليفة يرى
(١) الدر ٧/ ٦١.
(٢) الدر ٧/ ٦١.
(٣) الدر ٧/ ٦١.
(٤) الدر ٧/ ٦١.
(٥) الدر ٧/ ٦١. [.....]
(٦) تعليق التعليق/ ٢٩٢.
مِنْ تِلْكَ الذُّنُوبِ شَيْئًا وَتَبْدُو خِيَانَتُهُ فَوَدَّ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ يَرَوْنَهَا، وَيُدْعَى الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ لِلْحِسَابِ، فَيَعْرِضُ رَبُّهُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ، فَيَجْحَدُ وَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ كَتَبَ عَلَيَّ هَذَا الْمَلَكُ مَا لَمْ أَعْمَلْ فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ: أَمَا عَمِلْتَ كَذَا فِي يَوْمِ كَذَا فِي مكان كذا؟
فيقول: لا وعزتك أي رب مَا عَمِلْتُهُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ خُتِمَ عَلَى فِيهِ فَإِنِّي أَحْسَبُ أَوَّلَ مَا يَنْطُقُ مِنْهُ لَفَخْذُهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ تَلا الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ «١».
١٨٠٩٩ - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ قَالَ: فَلا يَتَكَلَمُونَ «٢».
١٨١٠٠ - عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ: كَانَتْ خُصُومَاتٌ وَكَلامٌ، وَكَانَ هَذَا آخَرَهُ أَنْ خُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ
١٨١٠١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ قَالَ: أَعْمَيْنَاهُمْ وَأَضْلَلْنَاهُمْ، عَنِ الْهُدَى فَأَنَّى يُبْصِرُونَ فكيف يهتدون «٤».
قوله: فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ
١٨١٠٢ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ قَالَ:
الطَّرِيقَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ وَقَدْ طَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ
١٨١٠٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ قَالَ: أَهْلَكْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ قَالَ: فِي مَسَاكِنِهِمْ «٦».
١٨١٠٤ - عَنِ أَبِي صَالِحٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ يَقُولُ: لَجَعَلْنَاهُمْ حِجَارَةً «٧».
١٨١٠٥ - عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا... قَالَ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَتَرَكَهُمْ عُمْيًا يَتَرَدَّدُونَ وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ قَالَ: لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُمْ كُسْحًا لَا يَقُومُونَ «٨».
(١) الدر ٧/ ٦٨- ٦٩.
(٢) الدر ٧/ ٦٨- ٦٩.
(٣) الدر ٧/ ٦٨- ٦٩.
(٤) الدر ٧/ ٧٠- ٧١.
(٥) الدر ٧/ ٧٠- ٧١.
(٦) الدر ٧/ ٧٠- ٧١.
(٧) الدر ٧/ ٧٠- ٧١.
(٨) الدر ٧/ ٧٠- ٧١.
قوله تعالى :﴿ ولو نشاء لمسخناهم ﴾ آية ٦٧
عن ابن عباس رضي الله، عنهما في قوله :﴿ ولو نشاء لمسخناهم ﴾ قال : أهلكناهم ﴿ على مكانتهم ﴾ قال : في مساكنهم.
عن أبي صالح رضي الله، عنه في قوله :﴿ ولو نشاء لمسخناهم ﴾ يقول : لجعلناهم حجارة.
عن الحسن في قوله :﴿ ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم ﴾ قال : لو نشاء لجعلناهم كسحا لا يقومون.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ
١٨١٠٦ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ قَالَ: هُوَ الْهَرَمُ.
يَتَغَيَّرُ سَمْعُهُ، وَبَصَرُهُ وَقُوَّتُهُ، كَمَا رَأَيْتَ «١».
١٨١٠٧ - عَنْ سُفْيَانَ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ قَالَ: ثَمَانِينَ سَنَةً «٢».
١٨١٠٨ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ يَقُولُ: مَنْ نَمُدُّ لَهُ فِي الْعُمُرِ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ كَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا يَعْنِي الْهَرَمَ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ
١٨١٠٩ - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «٤».
١٨١١٠ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ قَالَ: هَذَا الْقُرْآنُ لِيُنذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا قَالَ: حَيُّ الْقَلْبِ حَيُّ الْبَصَرِ وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ بِأَعْمَالِهِمْ أَعْمَالَ السُّوءِ «٥».
١٨١١١ - عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهَا هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَمَثَّلُ بِشَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ؟ قَالَتْ: كَانَ أَبْغَضَ الْحَدِيثِ إِلَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ أَخِي بَنِي قَيْسٍ يَجْعَلُ آخِرَهُ أَوَّلَهُ وَأَوَّلَهُ آخَرَهُ، وَيَقُولُ: وَيَأْتِيكَ مَنْ لَمْ تَزَوَّدْ بِالْأَخْبَارِ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ: لَيْسَ هَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا بِشَاعِرٍ، وَلا يَنْبَغِي لِي» «٦».
١٨١١٢ - حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ هُوَ الْبَصَرِيُّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ.
كَفَى بِالْإِسْلَامِ وَالشَّيْبِ لِلْمَرْءِ ناهيا
(١) الدر ٧/ ٧٠- ٧١.
(٢) الدر ٧/ ٧٠- ٧١.
(٣) الدر ٧/ ٧٢.
(٤) الدر ٧/ ٧٢.
(٥) الدر ٧/ ٧٢. [.....]
(٦) الدر ٧/ ٧٢.
قوله تعالى :﴿ وما علمناه الشعر ﴾ آية ٦٩
عن السدى رضي الله، عنه في قوله :﴿ وما علمناه الشعر ﴾ قال : محمد صلى الله عليه وسلم.
عن قتادة في قوله :﴿ وما علمناه الشعر وما ينبغي له ﴾ قال : محمد صلى الله عليه وسلم، عصمه الله من ذلك ﴿ إن هو إلا ذكر ﴾ قال : هذا القرآن ﴿ لينذر من كان حيا ﴾ قال : حي القلب حي البصر ﴿ ويحق القول على الكافرين ﴾ بأعمالهم أعمال السوء.
عن قتادة رضي الله، عنه قال : بلغني أنه قيل لعائشة رضي الله، عنها هل كان رسول الله يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت : كان أبغض الحديث إليه غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس يجعل آخره أوله وأوله آخره، ويقول : ويأتيك من لم تزود بالأخبار.
فقال له أبو بكر رضي الله، عنه : ليس هكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني والله ما أنا بشاعر، ولا ينبغي لي ".
حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن هو البصري قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت.
كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا ***. . .
فقال أبو بكر : يا رسول الله.
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
قال أبو بكر، أو عمر : أشهد أنك رسول الله يقول الله :﴿ وما علمناه الشعر وما ينبغي له ﴾.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.
كَفَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلامُ لِلْمِرْءِ نَاهِيًا
قَالَ أَبُو بَكْرٍ، أَوْ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ اللَّهُ: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
١٨١١٣ - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا قَالَ: مِنْ صُنْعَتِنَا «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ إِلَى قَوْلِهِ: أَفَلا يَشْكُرُونَ
١٨١١٤ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ قَالَ: ضَابِطُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ يَرْكَبُونَهَا وَيُسَافِرُونَ عَلَيْهَا وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ لُحُومَهَا وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ قَالَ: يَلْبَسُونَ أَصْوَافَهَا وَمَشَارِبُ يَشْرَبُونَ أَلْبَانَهَا أَفَلا يَشْكُرُونَ «٣».
١٨١١٥ - عَنْ هَارُونَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: قِرَاءَةُ الْحَسَنِ الْأَعْرَجِ وَأَبِي عَمْرٍو وَالْعَامَّةِ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ يعني ركوبتهم حَمُولَتَهُمْ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ
١٨١١٦ - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ قَالَ:
لَا تَسْتَطِيعُ الْآلِهَةُ نَصْرَهُمْ «٥».
١٨١١٧ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ قَالَ:
نَصْرُ الْآلِهَةِ، وَلا تَسْتَطِيعُ الْآلِهَةُ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ قَالَ: الْمُشْرِكُونَ يَغْضَبُونَ لِلْآلِهَةِ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَا تَسُوقُ إِلَيْهِمْ خَيْرًا وَلَا تَدْفَعُ، عَنْهُمْ سوء إنما هي أصنام «٦».
(١) ابن كثير ٦/ ٥٧٤.
(٢) الدر ٧/ ٧٢- ٧٣.
(٣) الدر ٧/ ٧٢- ٧٣.
(٤) الدر ٧/ ٧٢- ٧٣.
(٥) الدر ٧/ ٧٤- ٧٥.
(٦) الدر ٧/ ٧٤- ٧٥.
قوله تعالى :﴿ وذللناها لهم فمنها ركوبهم ﴾
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ وذللناها لهم فمنها ركوبهم ﴾ يركبونها ويسافرون عليها ﴿ ومنها يأكلون ﴾ لحومها.
عن هارون رضي الله، عنه قال : قراءة الحسن الأعرج وأبي عمرو والعامة ﴿ فمنها ركوبهم ﴾ يعني ركوبتهم حمولتهم.
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ ولهم فيها منافع ﴾ قال : يلبسون أصوافها ﴿ ومشارب ﴾ يشربون ألبانها ﴿ أفلا يشكرون ﴾.
قوله تعالى :﴿ لا يستطيعون نصرهم ﴾ آية ٧٥
عن السدى رضي الله، عنه في قوله :﴿ لا يستطيعون نصرهم ﴾ قال : لا تستطيع الآلهة نصرهم.
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ لا يستطيعون نصرهم ﴾ قال : نصر الآلهة، ولا تستطيع الآلهة نصرهم ﴿ وهم لهم جند محضرون ﴾ قال : المشركون يغضبون للآلهة في الدنيا، وهي لا تسوق إليهم خيرا ولا تدفع، عنهم سوء إنما هي أصنام.
قوله تعالى :﴿ وهم لهم جند محضرون ﴾
عن الحسن رضي الله، عنه في قوله ﴿ وهم لهم جند محضرون ﴾ قال : هم لهم جند في الدنيا وهم ﴿ محضرون ﴾ في النار.
عن الحسن في قوله :﴿ وهم لهم جند محضرون ﴾ لآلهتهم التي يعبدون، يدفعون، عنهم، ويمنعونهم.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ
١٨١١٨ - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ قَالَ: هُمْ لَهُمْ جُنْدٌ فِي الدُّنْيَا وَهُمْ مُحْضَرُونَ فِي النَّارِ «١».
١٨١١٩ - عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ لِآلِهَتِهِمُ الَّتِي يَعْبُدُونَ، يَدْفَعُونَ، عَنْهُمْ، وَيَمْنَعُونَهُمْ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ
١٨١٢٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ الْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ، فَفَتَّهُ بِيَدِهِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيُحْيِي اللَّهُ هَذَا بعد ما أَرَى؟ قَالَ: «نَعَمْ يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْيِيكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخَرِ يس، أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ إِلَى آخَرِ السُورَة «٣».
١٨١٢١ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا قَالَ: أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ جَاءَ بِعَظْمٍ، فقال: يَا مُحَمَّدُ، أَتَعِدُنَا إِنَّا إِذَا مِتْنَا فَكُنَّا مِثْلَ هَذَا الْعَظْمِ الْبَالِي فِي يَدِهِ فَفَتَّهُ، وَقَالَ: مَنْ يُحْيِينَا إِذَا كُنَّا مِثْلَ هَذَا؟ «٤».
١٨١٢٢ - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ قَالَ: نَزَلَتْ فِي أُبَّيِّ بْنِ خَلَفٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ عَظْمٌ قَدْ دُثِرَ، فَجَعَلَ يَفُتُّهُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ الَّذِي تُحَدِّثُ أَنَّ هَذَا سيحيا بعد ما قد بلى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، لَيُمِيتَنَّ الْآخَرَ، ثُمَّ لَيُحْيِيَنَّهُ ثُمَّ لَيُدْخِلَنَّهُ النَّارَ» «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ
١٨١٢٣ - عَنْ عِكْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: جَاءَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ إِلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ عَظْمٌ حَائِلٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنَّى يُحْيِي اللَّهُ هَذَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَقَهَا قَبْلَ أَنْ أَعْجَبَ مِنْ إِحْيَائِهَا وقد كانت» «٦».
(١) الدر ٧/ ٧٤- ٧٥.
(٢) الدر ٧/ ٧٤- ٧٥.
(٣) الدر ٧/ ٧٤- ٧٥.
(٤) الدر ٧/ ٧٥.
(٥) الدر ٧/ ٧٥.
(٦) الدر ٧/ ٧٥.
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ وضرب لنا مثلا ﴾ قال : أبي بن خلف جاء بعظم، فقال : يا محمد، أتعدنا أنا إذا متنا فكنا مثل هذا العظم البالي في يده ففته، وقال : من يحيينا إذا كنا مثل هذا ؟.
قوله تعالى :﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ﴾ آية ٧٨
عن عكرمة رضي الله، عنه قال : جاء أبي بن خلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم حائل فقال : يا محمد، أنى يحيي الله هذا ؟ فأنزل الله :﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ﴾ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلقها قبل أن أعجب من إحيائها وقد كانت ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مرة
١٨١٢٤ - عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ النَّاسَ يُحَاسَبُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَمَبْعُوثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ إِنْكَارًا شَدِيدًا فَعَمَدَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ إِلَى عَظْمٍ حَائِلٍ قَدْ نَخَرَ فَفَتَّهُ، ثُمَّ ذَرَاهُ فِي الرِّيحِ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِذَا بَلِيَتُ عِظَامُنَا إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا؟ فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اسْتِقْبَالِهِ إِيَّاهُ بِالتَّكْذِيبِ وَالْأَذَى فِي وَجْهِهِ وَجْدًا شَدِيدًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا
١٨١٢٥ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا يَقُولُ: الَّذِي أَخْرَجَ هَذِهِ النَّارَ مِنْ هَذَا الشَّجَرِ قَادِرٌ عَلَي أَنْ يَبْعَثَهُ وَفِي قَوْلِهِ: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ
قَالَ: هذا مثل قوله: إنما أمره إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قَالَ: لَيْسَ مِنْ كَلامِ الْعَرَبِ أَهْوَنُ وَلا أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ فَأَمْرُ اللَّهِ كَذَلِكَ «١».
١٨١٢٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّيَّاتُ، عَنْ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْعَاصِي بْنَ وَائِلٍ أَخَذَ عَظْمًا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَفَتَّهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُحْيِي اللَّهُ تَعَالَى هَذَا بَعْدَ مَا أَرَى؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، يُمِيتُكَ اللَّهُ ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ» قَالَ: وَنَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخر «يس» «٢».
(١) ابن كثير ٦/ ٥٨٠. [.....]
(٢) ابن كثير ٦/ ٥٨٠.
قوله تعالى :﴿ الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ﴾ آية ٨٠
عن قتادة رضي الله، عنه في قوله :﴿ الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ﴾ يقول : الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه وفي قوله :﴿ أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر ﴾ قال : هذا مثل قوله :﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ﴾ قال : ليس من كلام العرب أهون ولا أخف من ذلك فأمر الله كذلك.
Icon