تفسير سورة سورة فصلت من كتاب تفسير العز بن عبد السلام
المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام
.
لمؤلفه
عز الدين بن عبد السلام
.
المتوفي سنة 660 هـ
سورة السجدة مكية اتفاقاً.
ﰡ
٣ - ﴿فصلت آياته﴾ فُسِّرت، أو فُصِّلت بالوعد والوعيد " ع " أو بالثواب والعقاب، أو ببيان الحلال والحرام والطاعة والمعصية أو بذكر محمد [صلى الله عليه وسلم] فحكم ما بينه وبين [من] خالفه ﴿لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ أنه إله واحد في التوراة والإنجيل، أو يعلمون أن القرآن نزل من عند الله أو يعلمون العربية فيعجزون عن مثله.
٥ - ﴿أَكِنَّةٍ﴾ أغطية، أو أوعية كالجعبة للنبل، أو في غلف لا تسمع منك
﴿وَقْرٌ﴾ صمم والوقر لغة: ثقل السمع والصمم ذهاب جميعه
﴿حِجَابٌ﴾ ستر مانع من الإجابة، أو فرقة في الأديان، أو تمثيل بالحجاب ليؤيسوه من الإجابة، أو استغشى أبو جهل على رأسه ثوباً وقال يا محمد بيننا وبينك حجاب [١٦٩ - ب] / استهزاء منه
﴿فَاعْمَلْ﴾ لإلهك فإنا نعمل لآلهتنا، أو اعمل في هلاكنا فإنا نعمل في
124
هلاكك، أو اعمل بما تعلم من دينك فإنا بما نعلم من ديننا.
(قُلْ إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويلٌ للمشركين (٦) الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون (٧) إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم أجرٌ غير ممنون (٨) }
125
٧ - ﴿لا يؤتون الزكاة﴾ تركهم بالشح الذي يأنف منه الفضلاء، أو لا يزكون أعمالهم، أو لا يأتون ما يكونون به أزكياء " ح "، أو لا يؤمنون بالزكاة، أو ليس هم من أهل الزكاة.
٨ - ﴿مَمْنونٍ﴾ محسوب، أو منقوص " ع "، أو مقطوع مننت الحبل: قطعته أو ممنون به عليهم.
﴿قُلْ إئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين (٩) وجعل فيها رواسيَ من فوقها وبارك فيها وقدرَّ فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين (١٠) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا آتينا طائعين (١١) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم (١٢) ﴾
٩ - ﴿يَوْمَيْنِ﴾ الأحد والاثنين " ع " ﴿أَندَاداً﴾ أشباهاً " ع "، أو شركاء أو أكفاء من الرجال تطيعونهم في معاصيه، أو قول الرجل لولا كلب فلان لأتاني اللص ولولا فلان لكان كذا " ع ".
١٠ - ﴿وَبَارَكَ فِيهَا﴾ أنبت شجرها بغير غرس وزرعها بغير بذر، أو أودعها منافع أهلها
﴿أَقْوَاتَهَا﴾ أرزاق أهلها " ح "، أو مصالحها من بحارها وأشجارها
125
وجبالها وأنهارها ودوابها، أو المطر، أو قدر في كل بلدة منها ما ليس في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد آخر
﴿فِى أَرْبَعَةِ أَيَامٍ﴾ في تتمة أربعة أيام لقولك خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام وإلى الكوفة في خمسة عشر يوماً أي في تتمة خمسة عشر يوماً وفي حديث مرفوع أنه خلق الأرض يوم الأحد والأثنين والجبال يوم الثلاثاء والشجر والماء والعمران يوم الأربعاء والسماء يوم الخميس والنجوم والشمس والقمر والملائكة وآدم يوم الجمعة وخلق ذلك شيئاً بعد شيء ليعتبر به من حضر من الملائكة، أو لتعتبر به العباد إذا أخبروا
﴿لِّلسِّآئِلِينَ﴾ عن مدة الأجل الذي خلق فيها الأرض، أو في أقواتهم وأرزاقهم.
126
١١ - ﴿اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ﴾ عمد إليها، أو استوى أمره إليها. ﴿ائتنا طَوْعاً﴾ قال لهما قبل خلقهما تكَوَّنا فتكوَّنتا كقوله لكل شيء كن، أو أمرهما بعد خلقهما عند الجمهور بأن يعطيا الطاعة في السير المقدر لهما، أو أمرهما بالطاعة والمعرفة، أو ائتيا بما فيكما، أو كونا كما أردت من شدة ولين وَحَزن وسله ومنيع وممكن ﴿طوعا﴾ اختياراً، ﴿أَوْ كَرْهاً﴾ إجباراً، كلمهما الله - تعالى - بذلك، أو ظهر من قدرته ما قام مقام الكلام في بلوغ المراد ﴿أَتَيْنَا طَآئِعِينَ﴾ أعطينا الطاعة، أو أتينا بما فينا فأتت السماء بما فيها من الشمس والقمر والنجوم وأتت الأرض بالأشجار والأنهار والثمار " ع " تكلمتا بذلك، أو قام ظهور طاعتها مقام قولهما.
١٢ - ﴿فَقَضَاهُنَّ﴾ خلقهن
﴿فِى يَوْمَيْنِ﴾ قبل الخميس والجمعة، أو خلق السموات قبل الأرضين في يوم الأحد والأثنين والأرضين يوم الثلاثاء والجبال
126
يوم الأربعاء وما عداهما من العالم في الخميس والجمعة، أو خلق السماء دخانها قبل الأرض ثم فتقها سبع سماوات بعد الأرض
﴿وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا﴾ أسكن فيها ملائكتها، أو خلق في كل سماء خلقها وخلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها وأوحى إلى ملائكة كل سماء ما أمرهم به من العبادة
﴿بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً﴾ أي جعلناها زينة وحفظاً.
﴿فَإِنْ أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمود (١٣) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون (١٤) فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون (١٥) فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيامٍ نحساتٍ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون (١٦) وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون (١٧) ونجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون (١٨) ﴾
127
١٤ - ﴿مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ رسل من بين أيديهم ورسل من بعدهم " ع "، أو ما بين أيديهم عذاب الدنيا وما خلفهم [١٧٠ / أ] / عذاب الآخرة.
١٦ - ﴿صَرْصَراً﴾ شديدة البرد، أو شديدة السموم، أو شديدة الصوت من الصرير قيل إنها الدبور.
﴿نحسات﴾ مشئومات وكن في آخر شهر من الشتاء من الأربعاء إلى الأربعاء قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: ما عذب قوم لوط
127
إلا في يوم الأربعاء، أو باردات، أو متتابعات، أو ذات غبار.
128
١٧ - ﴿فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ دعوناهم، أو بينا لهم سبيل الخير والشر، أو أعلمناهم الهدى من الضلالة. ﴿فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَىَ﴾ اختاروا الجهل على البيان أو الكفر على الإيمان، أو المعصية على الطاعة ﴿صَاعِقَةُ الْعَذَابِ﴾ النار أو صيحة من السماء، أو " الموت لكل شيء مات "، أو كل عذاب صاعقة لأن من سمعها يصعق لهولها ﴿الْهُونِ﴾ الهوان، أو العطش.
﴿وَيَوْمَ يُحشر أعداءُ الله إلى النار فهم يوزعون (١٩) حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (٢٠) وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون (٢١) وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون (٢٢) وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين (٢٣) فإن يصبروا فالنار مثوىً لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين (٢٤) ﴾
١٩ - ﴿يُوزَعُونَ﴾ يدفعون " ع "، أو يساقون، أو يمنعون من التفرق، أو يحبس أولهم على آخرهم وزعته كففته.
٢١ - ﴿لِجُلُودِهِمْ﴾ حقيقة، أو لفروجهم، أو أيديهم وأرجلهم " ع " قيل: أول ما يتكلم الفخذ الأيسر والكف الأيمن.
٢٢ - ﴿تَسْتَتِرُونَ﴾ تتقون، أو تظنون، أو تسخفون منها.
﴿ولكن ظننتم﴾
128
نزلت في ثلاثة نفر تماروا فقالوا ترى الله يسمع سرنا.
129
٢٤ - ﴿يستعتبوا﴾ يطلبوا الرضا فما هم بمرضي عنهم والمعتب الذي قُبل إعتابه وأُجيب إلى سؤاله، أو أن يستغيثوا فما هم من المغاثين. أو أن يستقيلوا، أو أن يعتذروا فما هم من المعذورين، أو أن يجزعوا فما هم من الآمنين قال ثعلب: يقال عتب إذا غضب وأعتب إذا رضي.
﴿وَقَيَّضْنا لَهُمْ قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين (٢٥) وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآنِ والغوا فيه لعلكم تغلبون (٢٦) فلنذيقن الذين كفروا عذاباً شديداً ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون (٢٧) ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون (٢٨) وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (٢٩) ﴾
٢٥ - ﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ﴾ هيأنا لهم شياطين، أو خلينا بينهم وبين الشياطين أو أغرينا الشياطين بهم ﴿مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من أمر الدنيا وما خلفهم من أمر الآخرة، أو ما بين أيديهم من أمر الآخرة فقالوا لا حساب ولا نار ولا بعث وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، أو ما بين أيديهم فعل الفساد في زمانهم وما خلفهم هو ما كان قبلهم، أو ما بين أيديهم ما فعلوه وما خلفهم ما عزموا أن يفعلوه.
٢٦ - ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن﴾ لا تتعرضوا لسماعه ولا تقبلوه ولا تطيعوه من قولهم السمع والطاعة ﴿وَالْغَوْاْ فِيهِ﴾ قعوا فيه وعيبوه " ع " أو اجحدوا وانكروه، أو عادوه وعاندوه، أو الغوا فيه بالمكاء والتصفير والتخليط في المنطق حتى يصير لغواً.
٢٩ - ﴿أرنا﴾ أعطنا، أو أبصرنا ﴿اللذين أضلانا من الجن﴾ إبليس ﴿ومن الإنس﴾ قابيل، أو دعاة الضلال من الجن والإنس ﴿مِنَ الأَسْفَلِينَ﴾ في النار قالوه حنقاً عليهما، أو عداوة لهما.
﴿إِنَّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (٣٠) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون (٣١) نزلاً من غفورٌ رحيم (٣٢) ﴾
٣٠ - ﴿رَبُّنَا اللَّهُ﴾ وَحَّدُوا " ع " ﴿اسْتَقَامُواْ﴾ على التوحيد أو على لزوم الطاعة وأداء الفرائض " ع "، أو على إخلاص الدين والعمل إلى الموت، أو استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم، أو استقاموا سراً كما استقاموا جهراً ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةُ﴾ عند الموت، أو عند الخروج من قبورهم ﴿لا تخافوا﴾ أمامكم ﴿ولا تحزنوا﴾ على ما [١٧٠ / ب] / خلفكم، أو لا تخافوا الموت ولا تحزنوا على أولادكم ﴿وأبشروا﴾ يبشرون عن الموت ثم في القبر ثم في البعث.
٣١ - ﴿أَوْلِيَآؤُكُمْ﴾ نحفظ أعمالكم في الدنيا ونتولاكم في الآخرة أو نحفظكم في الحياة ولا نفارقكم في الآخرة حتى تدخلوا الجنة
﴿مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ﴾ من النعم، أو الخلود لأنهم كانوا يشتهون في الدنيا البقاء.
130
﴿تَدَّعُونَ﴾ تمنون أو ما تدعي أنه لك فهو لك بحكم ربك " ع ".
131
٣٢ - ﴿نُزُلاً﴾ ثواباً، أو مناً، أو منزلة، أو عطاء مأخوذ من نُزُل الضيف ووظائف الجند.
﴿وَمَنْ أحسنُ قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين (٣٣) ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميمٌ (٣٤) وما يُلقاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ (٣٥) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (٣٦) ﴾
٣٣ - ﴿ممن دعا إلى الله﴾ الرسول [صلى الله عليه وسلم] دعا إلى الإسلام " ح " أو المؤذنون دعوا إلى الصلاة ﴿وَعَمِلَ صَالِحاً﴾ أداء الفرائض، أو صلاة ركعتين بين الآذان والإقامة كان بلال إذا قام للآذان قالت اليهود: قام غراب لا قام فإذا ركعوا في الصلاة قالوا: جثوا لا جثوا فنزلت هذه الآية في بلال والمصلين.
٣٤ - ﴿الحسنةُ﴾ المداراة
﴿والسيئةُ﴾ الغلظة، أو الحسنة الصبر والسيئة النفور، أو الإيمان والكفر " ع "، أو العفو والانتصار، أو الحلم والفحش، أو حب آل بيت الرسول [صلى الله عليه وسلم] وبغضهم قاله علي - رضي الله تعالى عنه -
﴿بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ ادفع بحلمك جهل الجاهل عليك " ع " أو ادفع بالسلام إساءة المسيء
﴿وَلِىٌّ﴾ صديق
﴿حَمِيمٌ﴾ قريب نزلت في أبي جهل كان يؤذي
131
الرسول [صلى الله عليه وسلم] فأُمر بالصبر عليه والصفح عنه.
132
٣٥ - ﴿وَمَا يُلَقَّاهَآ﴾ ما يلقى دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على الحلم، أو ما يلقى الجنة إلا الذين صبروا على الطاعة ﴿حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ جد عظيم، أو نصيب وافر " ع "، أو الحظ العظيم الجنة " ح ".
٣٦ - ﴿نَزْغٌ﴾ غضب، أو الوسوسة وحديث النفس، أو البغض، أو الفتنة، أو الهمزات " ع " ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ اعتصم ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ لاستعاذتك ﴿الْعَلِيمُ﴾ بأذيتك.
﴿وَمِنْ ءاياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمرُ لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون (٣٧) فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليلِ والنهارِ وهم لا يسئمون (٣٨) ومن ءاياته أنك ترى الأرض خاشعةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير (٣٩) ﴾
٣٧ - ﴿خَلَقَهُنَّ﴾ خلق هذه الآيات والسجود عند قوله ﴿تعبدون﴾ " ح "، أو ﴿لا يسأمون﴾ " ع ".
٣٩ - ﴿خَاشِعَةً﴾ غبراء يابسة، أو ميتة يابسة
﴿اهْتَزَّتْ﴾ بالحركة للنبات
﴿وَرَبَتْ﴾ بالارتفاع قبل أن تنبت، أو اهتزت بالنبات
﴿وربت﴾ بكثرة الريع.
132
﴿إِنَّ الذين يُلحدون في ءاياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خيرٌ أم من يأتي ءامناً يومَ القيامة اعلموا ما شئتم إنه بما تعملون بصير (٤٠) إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيزٌ (٤١) لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد (٤٢) ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقابٍ أليمٍ (٤٣) ﴾
133
٤٠ - ﴿يُلْحِدُونَ﴾ يكذبون بآياتنا، أو يميلون عن أدلتنا، أو يكفرون بنا، أو يعاندون رسلنا، أو المكاء والصفير عند تلاوة القرآن ﴿لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ﴾ تهديد ووعيد ﴿أَفَمَن يُلْقَى فِى النَّارِ﴾ أبو جهل والآمن: عمار، أو عمر، أو أبو جهل وأصحابه والآمن الرسول [صلى الله عليه وسلم] وأصحابه، أو عامة في الكافرين والمؤمنين ﴿اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ﴾ تهديد.
٤١ - ﴿بِالذِّكْرِ﴾ القرآن اتفاقاً جوابه هالكون، أو معذبون ﴿عَزِيزٌ﴾ على الشيطان أن يبدله، أو على الناس أن يقولوا مثله.
٤٢ - ﴿الْبَاطِلُ﴾ إبليس، أو الشيطان، أو التبديل، أو التكذيب ﴿مِن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ من أول التنزيل ولا من آخره " ح "، أو لا يقع الباطل فيه في الدنيا ولا في الآخرة، أو لا يأتيه في إنبائه عما تقدم ولا في إخباره عما تأخر ﴿حَكِيمٍ﴾ في فعله ﴿حميد﴾ إلى خلقه [١٧١ / أ] /.
٤٣ - ﴿مَّا يُقَالُ لَكَ﴾ من أنك ساحر، أو شاعر، أو مجنون، أو ما تخبر إلا بما يخبر به الأنبياء قبلك
﴿إِنَّ رَبَّكَ لذو مغفرة﴾ الآية.
133
ولو جعلناه قرءاناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت ءاياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين ءامنوا هدىً وشفاء والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقرٌ وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد (٤٤) ولقد ءاتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمةٌ سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب (٤٥) }
134
٤٤ - ﴿أَعْجَمِيّاً﴾ غير مبين وإن كان عربياً، أو بلسان أعجمي ﴿فصلت آياته﴾ بالفصيح على الوجه الأول وبالعربية على الثاني ﴿ءاعجمي﴾ كيف يكون القرآن أعجمياً ومحمد [صلى الله عليه وسلم] عربي، أو ونحن قوم عرب ﴿عَمىً) {حيرة﴾ (مكانٍ بعيدٍ} من قلوبهم، أو من السماء، أو ينادون بأبشع أسمائهم.
﴿من عملَ صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلامٍ للعبيد (٤٦) إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركاءى قالوا ءاذناك ما منا من شهيد) ٤٧) وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص (٤٨) ﴾
٤٨ - ﴿وَظَنُّواْ مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ﴾ علموا ما لهم من معدل، أو تيقنوا أن ليس لهم ملجأ من العذاب وقد يعبّر عن اليقين بالظن فيما طريقه الخبر دون العيان لأن الخبر محتمل والعيان غير محتمل.
{لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوسٌ قنوط (٤٩) ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي
134
إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ (٥٠) وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض (٥١) }
135
٤٩ - ﴿دُعَاء الْخَيْرِ﴾ الصحة والمال والإنسان هنا الكافر و ﴿الشَّرُّ﴾ الفقر والمرض.
٥٠ - ﴿هَذَا لِى﴾ باجتهادي، أو استحقاقي. قيل نزلت في المنذر بن الحارث.
٥١ - ﴿عريضٍ﴾ تام بإخلاص الرغبة، أو كثير لدوام المواصلة واستعمل العرض لأن العريض يجمع عرضاً وطولاً فكان أعم قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - الكافر يعرف ربه في البلاء ولا يعرفه في الرخاء.
﴿قل أرءيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاقٍ بعيدٍ (٥٢) سنريهم في ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيدٌ (٥٣) ألا إنهم في مرية من لقاءِ ربهم ألا إنه بكل شيء محيط (٥٤) ﴾
٥٣ - ﴿فِى الأَفَاقِ﴾ فتح أقطار الأرض
﴿وَفِى أَنفُسِهِمْ﴾ فتح مكة، أو في
135
الآفاق ما أخبروا به من حوادث الأمم وفي أنفسهم ما أنذروا به من الوعيد، أو في الآفاق آيات السماء وفي أنفسهم حوادث الأرض أو في الآفاق إمساك القطر عن الأرض كلها وفي أنفسهم البلاء الذي يكون في أجسادهم، أو في الآفاق انشقاق القمر وفي أنفسهم خلقهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم كيف إدخال الطعام والشراب من موضع واحد وإخراجه من موضعين.
﴿أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ القرآن، أو الذي جاء به الرسول [صلى الله عليه وسلم].
136
٥٤ - ﴿مِرْيَةٍ﴾ شك من البعث
﴿مُّحِيطٌ﴾ بعلمه، أو قدرته.
136
سورة حم عسق
سُورَةُ الشُّورَى
مكية أو إلا أربع آيات مدنية
﴿قل لا أسألكم عليه أجرا﴾ [٢٣] إلى آخرها.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿حم (١) عسق (٢) كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيزُ الحكيمُ (٣) له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيمُ (٤) تكادُ السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يُسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم (٥) والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظٌ عليهم وما أنت عليهم بوكيل (٦) ﴾
١ -،
137