ﰡ
٢٠٥- ابن جرير : حدثني يونس قال : أخبرنا أشهب، عن مالك في قوله :﴿ وما يعلم تأويله إلا الله ﴾ قال : ثم ابتدأ فقال :﴿ والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ﴾ وليس يعلمون تأويله. ١
٢٠٦- مكي : روى ابن القاسم، أن مالكا سئل عن الراسخين في العلم من هم ؟. فقال : العامل بما علم، المتبع له، وقال في رواية ابن وهب عنه : العالم العامل بما علم المتبع له. ٢
٢٠٧- ابن رشد : قال ابن القاسم : وسألته-يعني مالكا- عن تفسير قول الله عز وجل :﴿ وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ﴾ أيعلم تأويله الراسخون في العلم ؟ قال : لا، إنما تفسير ذلك أن الله عز وجل قال :﴿ وما يعلم تأويله إلا الله ﴾ ثم أخبر فقال :﴿ والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ﴾ ليس يعلمون تأويله. والآية التي بعدها أشد عندي قوله :﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ﴾٣. ٤
٢٠٨- ابن رشد : سئل مالك عن تفسير :﴿ والراسخون في العلم ﴾ قال : العالمون العاملون بما علموا المتبعون له. ٥
٢٠٩- ابن العربي : قال ابن وهب : قال مالك : الراسخ العالم العامل، فأما من لم يعمل بعلمه فهو الذي يقال فيه : نعوذ بالله من علم لا ينفع، وقال أشهب : سمعت مالكا يقول : " والراسخون في العلم لا يعلمونه، والآية التي بعدها أشد منها وهو قوله :﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ﴾٦. ٧
٢ - الهداية: ١/١١ (تحقيق: الأستاذ محمد علوي بنصر)..
٣ -سورة آل عمران، آية: ٨..
٤ -البيان والتحصيل: ١٨/ ٣٨٤-٤٥١..
٥ - البيان والتحصيل: ١٧/٥١١. وقد علق محمد بن رشد على رأي مالك قائلا: "قول مالك في الراسخ في العلم أنه العالم العامل بما علم المتبع له معناه: أنه العالم المتحقق بما علم، العالم العامل به المتبع له هو معنى ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم، سئل عن الراسخ في العلم؟ فقال: من برت يمينه وصدق لسانه، واستقام به قلبه، وعف بطنه، فذلك الراسخ في العلم". ونقل هذا النص الثعلبي في الجواهر الحسان: ١/٢٤٥-٢٤٦..
٦ -سورة آل عمران، آية: ٨..
٧ - القبس: ٣/١٠٥٧ كتاب التفسير..
٢١٠- السيوطي : أخرج مالك عن أبي عبد الله الصنابحي. أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر الصديق، فصلى وراء أبي بكر المغرب، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن، وسورة من قصار السور، ثم قام في الركعة الثالثة، فقرأ بأم القرآن، وهذه الآية :﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ﴾. ١
٢١١- مكي : عن مالك أنه قال : معناه من أحب طاعة الله، أحبه وحببه إلى خلقه. ١
٢١٢- ابن العربي : قال أبو بكر بن أويس : سمعت مالكا يقول : معناه إن كنتم تحبون طاعة الله. ٢
٢ -القبس: ٣/١٠٥٩ كتاب التفسير. وزاد ابن العربي قائلا:
"وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم في تعلق المحبة بذات الله عز وجل لأجل أنها قسم من أقسام الإرادة، والإرادة إنما تتعلق بالمحدث، فرأى مالك أن يخلص هذا الإشكال، ويعلق المحبة بالطاعة وهو الإسلام"..
٢١٣- ابن العربي : قال أشهب عن مالك : جعلته نذرا تفي به. ١
"قال أشهب عن مالك: قول امرأة عمران نذر بحب الوفاء به". وقد علق ابن العربي في أحكام القرآن على رأي مالك قائلا:
"رواية أشهب عن مالك، تدل على أن مذهبه التعلق بشرائع الماضين في الأحكام والآداب، وقد بيناه في أصول الفقه": ١/٢٧١..
٢١٤- القرطبي : روى أشهب عن مالك قال : إنها ربتها حتى ترعرعت، وحينئذ أرسلتها. ١
قوله تعالى :﴿ وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ﴾ [ آل عمران : ٣٦ ].
٢١٥- ابن العربي : قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : كل مولود يطعن الشيطان في خاصرته إلا ابن مريم، فإنه طعنه من وراء حجاب. ٢
٢ - القبس: ٣/ ١٠٥٩ كتاب التفسير. وزاد قائلا: "الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما من مولد يولد إلا يطعن الشيطان في خاصرته، فيستهل صارخا، إلا مريم وابنها وذلك لقوله عز وجل: "وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم". زاد بعضهم عن أبي هريرة فتلك الصرخة التي يصرخها الطفل منها. وهذا أمر لا يعلم إلا بالخبر وخفي ذلك على الملحدة والغافلين من الخليقة، فأما الملحدة فقالوا: إنما يصرخ لاختلاف الهواء عليه، كما يبكي من انتقل من حال إلى حال ويتألم من الكبار. في ذلك بعض الشعراء من المتأخرين وهو لا يعلم فقال:
يكون بكاء الطفل ساعة يولد *** فما يبكيه منها وإنما
لأوسع مما كان فيه وأرغد ***...
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا). وقضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا، قال علماؤنا: معناه لم يضره بالطعنة خاصة وإلا فضرر الشيطان في الذنوب لا يعصم منها عاصم.
.
٢١٦- ابن العربي : قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : ما من أحد يلقى الله إلا بذنب ما عدا يحيى بن زكريا. ١
٢١٧- ابن العربي : قال ابن نافع، وابن وهب عن مالك : قتل يحيى بن زكريا في شأن امرأة. ٢
قوله تعالى :﴿ وسيدا وحصورا ﴾ [ آل عمران : ٣٩ ].
٢١٨- الباجي : قال مالك : قال الله تعالى :﴿ وألفيا سيدها لدا الباب ﴾ [ يوسف : ٢٥ ]٣ وقال الله عز وجل :﴿ وسيدا وحصورا ﴾ وقيل له : يقولون : السيد هو الله تعالى، قال مالك : أين هذا في كتاب الله ؟ إنما في القرآن ربنا ربنا. ٤
وفي البيان والتحصيل: "حدثني ابن القاسم عن مالك عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال: ما من الناس أحد إلا يلقى الله يوم القيامة ذا ذنب، إلا يحيى بن زكريا، فإن الله تعالى ذكر يحيى فقال: ﴿سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين﴾ قال: ثم ذبح ذبحا، قال: ثم تناول سعيد بن المسيب شيئا من الأرض صغيرا فقال: لم يكن ذكره إلا مثل هذا" : ١٧/١٩٠.
وفي النهاية لابن الأثير: "ما من نبي إلا وقد أخطأ، أو هم بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا": ٤/ ٣٨٥..
٢ - القبس: ٢/ ١٦٦، كتاب التفسير وزاد ابن العربي قائلا: "وتمام القصة أن امرأة دعته إلى نفسها، فلما أبى قالت لصاحبها: هذا يطالبني في نفسي فاقتله، فقتله فبقي دمه يغلي في الأرض حتى جاء بخت نصر فوجده يغلي فقال: هذا دم مظلوم فقتل عليه قدر سبعين ألفا، وحينئذ سكن غليانه، وكان هذا بخت نصر مسلطا على بني إسرائيل قتل خيارهم كما قتل شرارهم، أخذ من أحبارهم ورهبانهم والمتعبدين في المسجد الأقصى منهم وأخرجهم إلى ما بين باب الأسباط، ومحراب زكريا جوف المسجد الأقصى فذبحهم هنالك ذبحا في حفرة كانت بها، شاهدت الحفرة إذا وقع الماء فيها احمر فإذا خرج عنها عاد إلى لونه، وكانت تمتلئ بالماء في أيام الشتاء فيقف الناس عليها للعجب هـ".
وقد وردت هذه القصة موجزة في الهداية لمكي: ١/٥٠.
وينظر تاريخ الطبري: ١/٣٨٢-٣٨٦-٣٨٩-٣٩٣-٣٩٤.
وتاريخ الكمال لابن الأثير: ١/٩١..
٣ -سورة يوسف: آية: ٢٥..
٤ -المنتقى: ٧/٣٠٦..
٢١٩- السيوطي : أخرج ابن أبي الدنيا عن مالك بن أنس قال : مر بعيسى ابن مريم خنزير فقال : مر بسلام فقيل له : يا روح الله، لهذا الخنزير تقول ! قال : أكره أن أعود لساني الشر. ١
٢٢٠- ابن عبد البر : أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر قال : أخبرنا ابن أبي دليم قال : أخبرنا ابن وضاح قال : أخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال لي مالك : وذكر قول الله عز وجل في يحيى :﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾١، وقوله في عيسى :﴿ قد جئتكم بالحكمة ﴾
[ الزخرف : ٦٣ ]٢، وقوله :﴿ ويعلمه الكتاب والحكمة ﴾٣. وقوله :﴿ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ﴾٤. ٥
قال مالك : الحكمة في هذا كله طاعة الله، والاتباع له، والفقه في دين الله والعمل به.
وقال ابن وهب : وسمعت مالكا مرة أخرى يقول : الذي يقع في قلبي أن الحكمة هي الفقه في دين الله، قال : ومما يبين ذلك أن الرجل تجده عاقلا في أمر الدنيا ذا نظر فيها وبصر بها ولا علم له بدينه، وتجد آخر ضعيفا في أمر الدنيا عالما بأمر دينه بصيرا به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا، فالحكمة الفقه في دين الله. قال ابن وهب : وسمعته يقول : الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل.
٢ - سورة الزخرف، آية: ٦٣..
٣ - سورة آل عمران، آية: ٤٨..
٤ - سورة الأحزاب، آية: ٣٤.
٥ -جامع بيان العلم وفضله: ١٥، وينظر: ترتيب المدارك: ٢/٦٢ والموافقات: ٤/٩٧-٩٨. الدنيا عالما بأمر دينه بصيرا به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا، فالحكمة الفقه في دين الله..
٢٢١- الثعالبي : قال مالك : هي وفاة موت. ١
٢٢٢- يحيى : عن مالك : عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك يقول : كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل. وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحَاءَ وكانت مستقبلة المسجد. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيب. ١
قال أنس : فلما أنزلت هذه الآية :﴿ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ﴾ قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول :﴿ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ﴾ وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله. أرجو برها وذخرها عند الله. فضعها يا رسول الله حيث شئت. قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( بخ ذلك مال رابح. ذلك مال رابح. وقد سمعت ما قلت فيه. وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ) فقال أبو طلحة : أَفعلُ يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
-الموطأ: ٢/٩٨٩، وهو جزء من خبر طويل، يتحدث عن الصدق والكذب..
٢٢٣- ابن رشد : سئل مالك عن تفسير مكة وبكة فقال : بكة موضع البيت ومكة غيره من المواضع. ١
وروي عن ابن وهب أنه قال: بكة موضع البيت، ومكة ما حول البيت من المواضع. ينظر المنتقى: ٧/١٩٧، والجواهر الحسان: ١/٢٩٠. والجامع: ٤/١٣٨..
٢٢٤- ابن رشد : قال مالك : هذه الآية مجملة. وقال : الحج كله في كتاب الله. ١
٢٢٥- ابن رشد : سئل مالك عن قول الله تبارك وتعالى :﴿ ولله على الناس حج البيت ﴾ أذلك الزاد والراحلة ؟ فقال : لا والله وما ذلك إلا على طاقة الناس : الرجل يجد الزاد والراحلة ولا يقدر على السير، وآخر يقدر أن يمشي على رجليه، ولا صفة في هذا أبين مما أنزل الله :﴿ من استطاع إليه سبيلا ﴾. ٢
٢٢٦- ابن العربي : روى ابن القاسم، وأشهب، وابن وهب، عن مالك أنه سئل عن هذه الآية، فقال : الناس في ذلك على طاقتهم وسيرهم وجلدهم. ٣
قال أشهب : أهو الزاد والراحلة ؟ قال : لا والله، وما ذلك إلا قدر طاقة الناس، وقد يجد الزاد والراحة ولا يقدر على السير، وآخر يقدر أن يمشي على رجليه. ولا صفة في ذلك أبين مما أنزل الله.
ينظر المحرر: ٣/١٦٩، وأحكام القرآن لابن الفرس: ١٣٠..
٢ - البيان والتحصيل: ٤/١٠، وينظر المقدمات الممهدات: ١/٣٧٧، والمحرر: ٣/١٧١. والجامع: ٤/١٤٨..
٣ -أحكام القرآن لابن العربي: ١/٢٨٨ وزاد ابن العربي قائلا: "وهذا بالغ في البيان منه". ينظر الأحكام الصغرى: ١/١٩٥، والفتح: ١/٣٦٣ وقال ابن الفرس في أحكام القرآن: "اختلف قول مالك فيمن يخرج إلى الحج على أن يسأل جائيا وذاهبا. وليس تلك عادته في إقامته، فروى عنه ابن وهب أنه قال: لا بأس بذلك. قيل له: فإن مات في الطريق؟ قال: حسابه على الله. وروى عنه ابن القاسم أنه قال: لا أرى للذين لا يجدون ما ينفقون أن يخرجوا إلى الحج والغزو ويسألون. وذلك لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج﴾ [التوبة: ٩١] ١/١٣٠.
وأما القرطبي فقد قال في الجامع: "قال مالك بن أنس رحمه الله: إذا قدر على المشي ووجد الزاد فعليه فرض الحج، وإن لم يجد الراحلة وقدر على المشي نظر، فإن كان مالكا للزاد وجب عليه فرض الحج وإن لم يكن مالكا للزاد، ولكنه يقدر على كسب حاجته منه في الطريق نظر أيضا، فإن كان من أهل المروءات ممن لا يكتسب بنفسه لا يجب عليه، وإن كان ممن يكتسب كفايته بتجارة أو صناعة لزمه فرض الحج، وهكذا إن كانت عادته مسألة الناس لزمه فرض الحج وكذلك أوجب مالك على مطيق المشي، والحج. وإن لم يكن معه زاد وراحلة": ٤/١٤٨..
٢٢٧- المهدوي : قال مالك بن أنس : هي في أهل الأهواء. ١
٢٢٨- ابن العربي : روى ابن القاسم عن مالك، أنهم أهل الأهواء، قال مالك : وأي كلام أبين من هذا ؟. ٢
٢٢٩- الشاطبي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : ما آية في كتاب الله أشد على أهل الاختلاف من أهل الأهواء٣ من هذه الآية :﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ﴾ [ آل عمران : ١٠٦ ]. ٤
قال مالك : فأي كلام أبين من هذا ؟ فرأيته يتأولها لأهل الأهواء.
ورواه ابن القاسم وزاد : قال لي مالك : إنما هذه الآية لأهل القبلة.
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ١/٢٩٤ وأضاف معلقا: "وهذا الذي قاله- يعني مالكا- ممكن في معنى الآية، لكن لا يتعين واحد منها إلا بدليل. والصحيح أنه عام في الجامع، وعلى هذا، فإن المبتدعة وأهل الأهواء كفار، وقد اختلف العلماء في تكفيرهم. والصحيح عندي ترتيبهم، فأما القدرية فلا شك في كفرهم، وأما من عداهم فنستقرأ فيهم الأدلة ونحكم بما تقتضيه، وقد مهدنا ذلك في كتب الأصول، ففيهم نظر طويل، وإذا حكمنا بكفرهم فقد قال مالك: لا يصلي على موتاهم، ولا تعاد مرضاهم. قال سحنون: أدبا لهم.
وقد سئل مالك: هل تزوج القدرية؟ فقال: قد قال الله تعالى: ﴿مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم﴾ [البقرة: ٢٢١]: ١/٢٩٤.
وزيادة في الإيضاح نورد قول ابن رشد في البيان والتحصيل، قال: "قال مالك: آية في كتاب الله أشد على أهل الاختلاف من أهل الأهواء من هذه الآية: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ ويقول الله: ﴿فأما الذين اسودت وجوههم﴾ قال مالك: فأي كلام أبين من هذا؟ قال ابن القاسم: وروايته تأولها على أهل الأهواء. قال ابن القاسم قال مالك: إنما هذه الآية لأهل القبلة. قال مالك: كان هاهنا رجل يقول: والله ما بقي دين إلا وقد دخلت فيه. يعني الأهواء، فلم أر شيئا مستقيما، يعني بذلك فرق الإسلام فقال له رجل: أنا أخبرك، ما شأنك لا تعرف المستقيم لأنك رجل لا تتقي الله، قال تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا﴾. وقد تعقب هذا بقوله: "تأويل مالك لهذه الآية في أهل القبلة يدل على أنه رآهم كفارا بما يؤول إليه قولهم. وذلك في مثل القدرية الذين يقولون: إنهم خالقون لأفعالهم قادرون عليها بمشيئتهم وإرادتهم دون مشيئة الله. لم يرد الكفر والعصيان من عباده ولا شاءه ولا بدره عليهم، ففعلوه هم بمشيئتهم وقدرتهم وإرادتهم، وفي مثل المعتزلة الذين ينكرون صفات ذات الباري عز وجل من علمه وكلامه وإرادته وحياته إلى ما سوى ذلك من الأشياء التي تسد عليهم طريق المعرفة بالله تعالى وأشباههم من الروافض والخوارج والمرجئة لأن هؤلاء ونحوهم، الذين يختلف في تكفيرهم": ١٦/٣٦٢-٣٦٣.
وينظر الأحكام الصغرى لابن العربي: ١/١٩٨، والمحرر: ٣/١٩٠-١٩١..
٣ -قال الشاطبي في الموافقات: "قدموا أهواءهم على الشرع، ولذلك سموا في بعض الأحاديث وفي إشارة القرآن أهل الأهواء، وذلك لغلبة الهوى على عقولهم واشتهاره فيهم": ١/١٤٤، ١٦٢..
٤ -الاعتصام: ١/٥٦، وذكره ابن عبد البر في الانتقاء: ٣٣-٣٤. وابن أبي زيد في النوادر: ١٤/٥٥٣. وفي العتبية/ بالبيان والتحصيل: ١٦/٣٦٢-٣٦٣..
٢٣٠- مكي : روى ابن وهب عن مالك قال : أمة قائمة، أي قائمة بالحق. ١
٢٣١- مكي : روى مالك قال : كانت بدر١ في سبع عشرة ليلة خلت من رمضان لثمانية عشر شهرا من الهجرة، بعد تحويل القبلة بشهرين. ٢
٢٣٢- ابن العربي : قال ابن القاسم : وابن وهب عن مالك : كانت بدر في سبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. ٣
وروى ابن وهب قال : سئل مالك عن عدة المسلمين يوم بدر، فقال : كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر على عدة أصحاب طالوت.
وروى أيضا ابن وهب عن مالك قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدة المشركين يوم بدر كم يطعمون كل يوم ؟ فقيل له : يوما عشرا، ويوما تسع جزائر. فقال : القوم ما بين الألف إلى التسعمائة.
وروى ابن القاسم عن مالك قال : " لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أشيروا علي ). فقام أبو بكر فتكلم، ثم قعد، ثم قال :( أشيروا علي )، فقام عمر فتكلم، ثم قعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أشيروا علي )، فقام سعد بن معاذ فقال : كأنك إيانا تريد يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى :﴿ فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ﴾٤ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معك متبعون. لو أتيت اليمن لسللنا سيوفنا واتبعناك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( خذوا مصافكم ).
وفي فتح الباري: "بدر هي قرية مشهورة نسبت إلى بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة كان نزلها، ويقال بدر ابن المبارك، ويقال: بدر اسم البئر التي بها، سميت بذلك لاستدارتها أو لصفاء مائها فكان البدر يرى فيها. وحكى الواقدي إنكار ذلك كله عن غير واحد من شيوخ بني غفار. وإنما هي مأوانا ومنازلنا وما ملكها أحد قط يقال له: بدر، وإنما هو علم عليها كغيرها من البلاد": ٧/٢٨٥. وفي الفتاوي لابن تيمية: "فأول غزوات القتال: بدر، وآخرها حنين، والطائف".
وكانت غزوة بدر أول غزوة ظهر فيها المسلمون على صناديد الكفار، وقتل الله أشرافهم وأسر رؤوسهم مع قلة المسلمين وضعفهم، الفتاوي: ٢٨/ ٤٢٩، ٤٣٠. وينظر تلخيص صحيح مسلم للقرطبي: ١/٥٥٧، ٥٥٨..
٢ - الهداية: ١/١٤٧..
٣ -أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٨٣٥-٨٣٦..
٤ - سورة المائدة، آية: ٢٤..
٢٣٣- مكي : قال مالك : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد كسرت رباعيته. وأصيبت وجنته وجرح في وجهه وتهشمت البيضة على رأسه، وأنه أتى بها في صفحته فكان يغسل به عنه الدم. وأحرق له حصير. فأتي به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :( اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه رسوله ) فأنزل الله :﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾١. ٢
٢ - الهداية: ١/ ١٤٧..
٢٣٤- يحيى : عن زيد بن أسلم أنه قال : كان الربا في الجاهلية، أن يكون للرجل على الرجل الحق إلى أجل فإذا حل الأجل قال : أتقضي أم تربي ؟ فإن قضى أخذ، وإلا زاده في حقه وأخر عنه في الأجل. ١
قال مالك : والأمر المكروه الذي لا اختلاف فيه عندنا أن يكون للرجل على الرجل الدين إلى أجل فيضع عنه الطالب ويعجله المطلوب وذلك عندنا بمنزلة الذي يؤخر دينه بعد محله، عن غريمه ويزيده الغريم في حقه قال : فهذا الربا بعينه لا شك فيه، قال مالك، في الرجل يكون له على الرجل مائة دينار إلى أجل فإذا حلت قال له الذي عليه الدين : يعني سلعة يكون ثمنها مائة دينار نقدا بمائة وخمسين إلى أجل هذا بيع لا يصلح ولم يزل أهل العلم ينهون عنه.
قال مالك : وإنما كره ذلك لأنه إنما يعطيه ثمن ما باعه بعينه ويؤخر عنه المائة الأولى إلى الأجل الذي ذكر له آخر مرة ويزداد عليه خمسين دينارا في تأخيره عنه فهذا مكروه. ولا يصلح. وهو أيضا يشبه حديث زيد بن أسلم في بيع أهل الجاهلية أنهم كانوا إذا حلت ديونهم، قالوا للذي عليه الدين : إما أن تقضي وإما أن تربي، فإن قضى أخذوا وإلا زادوهم في حقوقهم وزادوهم في الأجل.
٢٣٥- مكي : قال مالك : لما نزلت يوم أحد :﴿ منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ﴾ قال عبد الله بن مسعود : والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، ما ظننت أن فينا أحدا يريد الدنيا. ١
وقال مالك رضي الله عنه: "قتل من المهاجرين يوم أحد أربعة ومن الأنصار سبعون": ١/١٤٧-٢٠٢..
٢٣٦- ابن رشد : قال مالك : الغلظة مكروهة : لقول الله عز وجل :﴿ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ﴾. ١
قوله تعالى :﴿ وشاورهم في الأمر ﴾ [ آل عمران : ١٥٩ ].
٢٣٧- مكي : روى ابن وهب أن مالكا قال : ما تشاور قوم قط إلا هدوا. ٢
٢ -الهداية: ١/١٨٩..
٢٣٨- يحيى : مالك عن عبد الرحمن بن سعيد، عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أدوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة ). ١
٢٣٩- مكي : روي عن مطرف عن مالك، عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أنه قال : نزلت في الذين قتلوا يوم بئر معونة، وذلك أنهم لما أدخلوا الجنة قالوا : يا ليت قومنا يعلمون بما أكرمنا ربنا، فقال الله :﴿ أنا أعلمهم عنكم ﴾. فأنزل الله في ذلك :﴿ بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ﴾. قال أنس : وكان ذلك قرآنا قرأناه، ثم نسخ بقوله :﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [ آل عمران : ١٦٩-١٧٠ ]. ١
٢٤٠- يحيى : عن مالك، أنه بلغه عن أهل العلم. أنهم كانوا يقولون : الشهداء في سبيل الله لا يغسلون، ولا يصلى على أحد منهم، وإنهم ليدفنون في الثياب التي قتلوا فيها. ٢
قال مالك : وتلك السنة، فيمن قتل في المعترك، فلم يدرك حتى مات. قال : وأما من حمل منهم فعاش ما شاء الله بعد ذلك، فإنه يغسل ويصلى عليه. كما عمل بعمر بن الخطاب.
٢ -الموطأ: ٢/٤٦٣، كتاب الجهاد، باب العمل في غسل الشهيد.
قال الثعالبي في تفسير الجواهر الحسان: ومن الآثار الصحيحة الدالة على فضل الشهداء ما رواه مالك في الموطأ أنه بلغه أن عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو، الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكانا في قبر واحد وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة": ١/٣٣٢ وفي الموطأ: ٢/٤٧٠ كتاب الجهاد..
٢٣٩- مكي : روي عن مطرف عن مالك، عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أنه قال : نزلت في الذين قتلوا يوم بئر معونة، وذلك أنهم لما أدخلوا الجنة قالوا : يا ليت قومنا يعلمون بما أكرمنا ربنا، فقال الله :﴿ أنا أعلمهم عنكم ﴾. فأنزل الله في ذلك :﴿ بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ﴾. قال أنس : وكان ذلك قرآنا قرأناه، ثم نسخ بقوله :﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [ آل عمران : ١٦٩-١٧٠ ]. ١
٢٤٠- يحيى : عن مالك، أنه بلغه عن أهل العلم. أنهم كانوا يقولون : الشهداء في سبيل الله لا يغسلون، ولا يصلى على أحد منهم، وإنهم ليدفنون في الثياب التي قتلوا فيها. ٢
قال مالك : وتلك السنة، فيمن قتل في المعترك، فلم يدرك حتى مات. قال : وأما من حمل منهم فعاش ما شاء الله بعد ذلك، فإنه يغسل ويصلى عليه. كما عمل بعمر بن الخطاب.
٢ -الموطأ: ٢/٤٦٣، كتاب الجهاد، باب العمل في غسل الشهيد.
قال الثعالبي في تفسير الجواهر الحسان: ومن الآثار الصحيحة الدالة على فضل الشهداء ما رواه مالك في الموطأ أنه بلغه أن عمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو، الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكانا في قبر واحد وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة": ١/٣٣٢ وفي الموطأ: ٢/٤٧٠ كتاب الجهاد..
٢٤١- ابن رشد : قال مالك : سمعت أن فرعون عاش أربعمائة سنة، وأنه أقام بعد أن أتاه موسى –عليه السلام- بالآيات وقال : ما علمت لكم من إله غيري أربعين سنة. قال مالك : قال الله تعالى :﴿ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ﴾ قال مالك : وسمعت بعض أهل العلم يقول : ما دخل على أحد في دينه أشد من الإملاء. ١
قال ابن القاسم : وسألته- يعني مالكا- عن فرعون أمن بني إسرائيل هو ؟ فقال : لا، ليس من بني إسرائيل.
٢٤٢- الشوكاني : أخرج ابن أبي حاتم عن مالك قال : يستخلص. ١
٢٤٣- مكي : روى عن مالك عن نافع قال : نزلت في ناس من المنافقين تخلفوا واعتذروا. ١
٢٤٤- السيوطي : أخرج مالك عن محمد بن ثابت : أن ثابت بن قيس قال : يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال : لم ؟ قال : نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل، وأجدني أحب الحمد. ونهانا عن الخيلاء، وأجدني أحب الجمال، ونهانا أن نرفع صوتنا فوق صوتك وأنا رجل جهير الصوت فقال : يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة. فعاش حميدا، وقتل شهيدا، يوم مسيلمة الكذاب. ٢
٢ - الدر: ٢/٤٠٦، وأخرجه الشوكاني في الفتح: ١/٤١٠..
٢٤٥- ابن العربي : روي عن مالك : من قدر صلى قائما، فإن لم يقدر صلى معتمدا على عصا، فإن لم يقدر صلى جالسا، فإن لم يقدر صلى نائما على جنبه الأيمن، فإن لم يقدر صلى على جنبه الأيسر. ١
قوله تعالى :﴿ ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ﴾ [ آل عمران : ١٩١ ].
٢٤٦- ابن رشد : قال مالك : قيل لأم الدرداء ما كان أكثر شأن أبي الدرداء ؟ قالت : كان أكثر شأنه التفكر فقيل له : أفترى التفكر من الأعمال ؟ قال : نعم هو اليقين ؟ قال الله عز وجل :﴿ ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ﴾. ٢
٢ -البيان والتحصيل: ١٧/٥٨٠. قال محمد بن رشد: "أم الدرداء هي زوجة أبي الدرداء" وينظر الجامع: ٤/٣٨٤. والجواهر الحسان: ٨/٣٤٨..
٢٤٧- يحيى : عن مالك، عن زيد بن أسلم، قال : كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر ابن الخطاب، يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم. فكتب إليه عمر بن الخطاب، أما بعد. فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة، ويجعل الله بعده فرجا وإنه لن يغلب عسر يسرين. وإن الله تعالى يقول في كتابه :﴿ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ﴾. ١
٢٤٨- السيوطي : أخرج مالك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ). ٢
٢ -الدر ٢/٤١٧، وأخرجه القرطبي في الجامع: ٤/٣٢٣، والألوسي في روح المعاني: ٢ ج٤/١٧٦..