تفسير سورة يس

صفوة البيان لمعاني القرآن
تفسير سورة سورة يس من كتاب صفوة البيان لمعاني القرآن .
لمؤلفه حسنين مخلوف . المتوفي سنة 1410 هـ
مكية، وآياتها ثلاث وثمانون

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ يس ﴾ من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه. وقيل : اسم للسورة، أو للقرآن، أو للرسول صلى الله عليه وسلم.
﴿ والقرآن الحكيم ﴾ قسم منه تعالى بكتابه المحكم، وجوابه
﴿ إنك لمن المرسلين. على صراط مستقيم ﴾ أي على طريقة مستقيمة.
واعلم أن الأقسام الواقعة في القرآن وإن وردت في صورة تأكيد المحلوف عليه، إلا إن المقصود الأصلي بها تعظيم المقسم به ؛ لما فيه من الدلالة على اتصافه تعالى بصفات الكمال، أو على أفعاله العجيبة، أو على قدرته الباهرة. فيكون المقصود من الحلف الاستدلال به على عظم المحلوف عليه، وهو هنا عظم شأن الرسالة. كأنه قيل : إن من أنزل القرآن – وهو ما هو في عظم شأنه – هو الذي أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه سلم ومثل ذلك يقال في الأقسام التي في السور الآتية.
﴿ لتنذر قوما ﴾ وهم قريش المعاصرون له صلى الله عليه وسلم. ﴿ ما أنذر آباؤهم ﴾ أي لتخوفهم العذاب الذي أنذر به آباؤهم الأبعدون على لسان إسماعيل عليه السلام. ﴿ فهم غافلون ﴾ أي لأنهم غافلون عنه [ آية ٤٦ القصص ص ١٣٨، ٣ السجدة ص ١٧٠، ٢٤ فاطر ص ٢١٠ ].
﴿ لقد حق القول ﴾ أي والله لقد ثبت وتحقق الحكم أزلا بالعذاب﴿ على أكثرهم ﴾ أي أكثر المنذرين، وهم كفار مكة﴿ فهم لا يؤمنون ﴾ بإنذارك إياهم ؛ لسبق علمنا بسوء اختيارهم الموجب لإصرارهم
الاختياري على الكفر وموتهم عليه.
﴿ إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ﴾ قيودا عظيمة. والغل – بالضم - : ما تشد به اليد إلى العنق للتعذيب والتشديد. ﴿ فهي ﴾ أي الأغلال واصلة﴿ إلى الأذقان ﴾ جمع ذقن وهو أسفل اللحيين. ﴿ فهم مقمحون ﴾ رافعون رءوسهم مع غض أبصارهم، لا يستطيعون أن يطأطئوها لوصول الأغلال إلى أذقانهم ؛ من الإقماح، وهو رفع الرأس وغض البصر. يقال : أقمحه الغل، إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه. وهو تمثيل لحال هؤلاء المصرين على الكفر – الشامخين برؤوسهم عن اتباع الرسول ؛ في عدم التفاتهم إلى الحق، وعطف أعماقهم نحوه، وطأطأة رءوسهم إليه – بحال أولئك المغلولين.
﴿ وجعلنا من بين أيديهم سدا ﴾ عظيما. والسد : الحاجز بين الشيئين﴿ ومن خلفهم سدا فأغشيناهم ﴾ جعلنا على أبصارهم غشاوة ؛ أي غطاء﴿ فهم لا يبصرون ﴾ لا يقدرون على إبصار شيء بسبب ذلك وهو تمثيل آخر لحال هؤلاء – في حبسهم في حظيرة الجهالات، ومنعهم عن النظر في الدلائل والآيات ؛ لسوء اختيارهم وفساد استعدادهم – بحال من أحاطت بهم سدود فحجبتهم عن الإبصار.
﴿ إنما تندر من اتبع الذكر ﴾ أي إنما تنذر إنذارا نافعا مستتبعا أثره من علم الله أنه اتبع القرآن، متأملا فيه عاملا به وهم الأعلون. أما هؤلاء المستكبرون فلا ينفع فيهم الإنذار ؛ بل وجوده وعدمه بالنسبة إليهم سواء.
﴿ إنا نحن نحي الموتى ﴾ ترغيب وترهيب لفريقي المنتفعين بالإنذار والمصرين على الكفر.
﴿ ونكتب ما قدموا وآثارهم ﴾ نحصى ما أسلفوا في حياتهم من أعمال صالحة أو فاسد، وما تركوه بعدهم من أثر حسن أو سيء ؛ فنجازيهم على ما قدموا وما أخروا. ﴿ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ﴾ بيناه في أصل عظيم يقتدى به، مظهر لما كان وما يكون إلى يوم القيامة ؛ وهو اللوح المحفوظ.
﴿ أصحاب القرية ﴾ هي أنطاكية من أرض الروم، وكان أصحابها من عبدة الأوثان. ﴿ المرسلون ﴾
أصحاب عيسى عليه السلام من الحواريين، أرسلهم إليهم بأمره تعالى حين رفع إلى السماء.
﴿ فعززنا بثالث ﴾ فقويا الرسالة بثالث ؛ من التعزيز وهو التقوية. يقال : تعزز لحم الناقة إذا صلب. وعزز المطر الأرض، إذا لبّدها وشدها.
﴿ إنا تطيرنا بكم ﴾ تشاءمنا بكم ؛ فما أصابنا من بلاء فإنما هو بسببكم [ آية ٤٧ النمل ص ١٢٥ ].
﴿ طائركم معكم ﴾ شؤمكم معكم، وهو استدامتكم على الكفر. أو سببه منكم لا منا ؛ وهو سوء عقيدتكم وأعمالكم. ﴿ أين ذكرتم ﴾ أين وعظتم وخوفتم سوء عاقبة أعمالكم تطيرتم ؟.
﴿ يسعى ﴾ يعدو ويسرع في مشيته حرصا على نصح قومه.
﴿ فطرني ﴾ أوجدني وخلقني بعد العدم بقدرته.
﴿ قيل ادخل الجنة ﴾ بشرته ملائكة الموت عند قتل أعدائه له بدخول الجنة في الآخرة. أو بدخول روحه فيها وطوافه بها ؛ كأرواح الشهداء.
﴿ إن كانت إلا صحيحة واحدة ﴾ : ما كانت هلكتهم إلا بصيحة واحدة من السماء، صاح بها جبريل عليه السلام﴿ فإذا هم خامدون ﴾ أي : كالنار الخامدة التي استحالت رمادا [ آية ١٥ الأنبياء ص ٣٢ ].
﴿ يا حسرة على العباد ﴾ : يا غما وتندما على العباد المكذبين، أو منهم على أنفسهم في استهزائهم بالرسل [ آية ١٦٧ البقرة ص ٥٥ ].
﴿ وإن كل لما جميع لدينا محضرون ﴾ أي : ما كل المخلوقات إلا مجموعون لدينا يوم القيامة في المحشر، محضرون للجزاء والحساب.
﴿ وآية لهم الأرض الميتة... ﴾ اشتملت هذه الآية وما بعدها إلى آية ٤٤ على ثلاثة أدلة على القدرة على البعث، وعلى ما يوجب الإقرار له تعالى بالوحدانية وإفراده بالعبادة أولها :– دليل أرضي بري. والثاني : دليل سماوي. والثالث : دليل أرضي بحري. ثم ذكر ثلاثة أدلة أخرى على ذلك في آيات ٦٦ – ٦٨ مشاهدة في جسم الإنسان وقواه : أولها : الإبقاء على حاسة بصره. والثاني : الإبقاء على صورته الإنسانية. والثالث : تنكيس قواه ورده إلى أرذل عمره إذا عمر. ثم ذكر دليلا سابعا في آيات ٧١ – ٧٣ مشاهدا في خلق الأنعام ومنافعها ثم ذكر دليلا ثامنا في آية ٧٧ مشاهدا في أطوار خلق الإنسان. ثم ذكر دليلا تاسعا في آية ٨٠ مشاهدا في خلق الضد من ضده ؛ فكيف مع تواتر هذه الدلائل ينكرون قدرته على أن يخلق مثلهم ! وهو الخلاق العليم، الذي لا يتعاظم ولا يستعصي على قدرته شيء في ملكوته ! ؟.
﴿ وما عملته أيديهم ﴾ أي : لم يعملوا الثمر وإنما الفاعل له هو الله تعالى وحده ؛ والجملة حالية. أو ليأكلوا مما عملته أيديهم، وصنعوه بقواهم كالعصير والدبس وغيرهما.
﴿ سبحان الذي خلق الأزواج ﴾ أي : أسبح سبحانه ؛ أي : أنزهه تعالى عما لا يليق به مما فعلوه، تنزيها خاصا به، حقيقا بشأنه عز وجل. والمراد بالأزواج : أنواع المخلوقات وأصنافها. يقال : زوج لكل واحد من القرينين، من الذكر والأنثى في الحيوان المتزاوج، ولكل قرينين فيه وفي غيره، ولكل ما يقترن بآخر مماثلا له أو مضادا. وقيل : المراد بالأزواج : خصوص الذكر والأنثى من الحيوان والنبات.
﴿ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ﴾ أي : ننزع عنه النهار الذي هو كاللباس الساتر فتظهر الظلمة، أو نخرج منه النهار إخراجا لا يبقى معه أثر من ضوئه [ آية ٥ التوبة ص ٣١١ ]. والمراد : إزالة ضوء النهار من مكان الليل وموضع ظلمته ليظهر الليل. ﴿ فإذا هم مظلمون ﴾ أي : داخلون في الظلام.
﴿ والشمس تجري لمستقر لها ﴾ أي وآية لهم الشمس تسير مسرعة إلى مكان استقرارها كل يوم في رأى العين، وهو أفق الغرب خاصة. أو إلى مكان استقرارها، وهو الحد المعين الذي تنتهي إليه من فلكها في آخر السنة ؛ فهي تجرى دائما، كلما انتهت من دورة استأنفت أخرى لتبلغه. شبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره ؛ من حيث إن في كل منهما انتهاء إلى موضع معين، وإن كان للمسافر قرار بعد ذلك والشمس لا قرار لها بعده، بل تستأنف الحركة منه كما بدأت.
﴿ والقمر قدرناه منازل ﴾ أي قدرنا سيره في منازل، ينزل كل ليلة في منازل لا يتخطاه، ولا يتقاصر عنه، على تقدير مستو من ليلة المستهل إلى الثمانية والعشرين، ثم يستتر ليلتين إن كان الشهر تاما، وليلة إن نقص يوما ؛ فإذا كان في آخر منازله دق وتقوس﴿ حتى عاد ﴾ أي صار في رأى العين﴿ كالعرجون القديم ﴾ أي العتيق اليابس، وهو عود العذق ما بين الشمارخ إلى منبته من النخلة. والعذق القنو من النخل وهو كالعنقود من العنب. والشماريخ : جمع شمراخ وشمروخ، وهو العثكال الذي عليه البسر. وسمى عرجونا من الانعراج وهو الانعطاف، شبه القمر في دقته وتقوسه واصفراره.
﴿ لا شمس ينبغي لها أن تدرك القمر ﴾ أي لا يصح له أن تدرك القمر في مسيرته فتجتمع معه في الليل ؛ لأنه تعالى حدد لكل منهما وقتا معينا يظهر فيه سلطانه ؛ فلا يدخل أحدهما في سلطان الآخر، بل يتعاقبان، وإلا لاختل تكون النبات وتدبيره عيش الإنسان والحيوان. ﴿ ولا الليل سابق النهار ﴾ أي ولا آية الليل – وهي القمر – تسبق آية النهار – وهي الشمس -، بحيث يظهر سلطانه في وقت ظهور سلطانها. ﴿ وكل في فلك يسبحون ﴾ يدورون. حكى ابن حزم وابن الجوزى وغيرهما الإجماع على أن السموات كرية مستدير ؛ استدلالا بهذه الآية. وخالف في ذلك جماعة من أهل الجدل.
﴿ حملنا ذريتهم ﴾ أي أولادهم صغارا وكبارا في السفن المملوءة دون أن يلحقهم أذى، وتمكينا للكبار منهم من وسائل العيش، وأهمها التجارات.
﴿ فلا صريخ لهم ﴾ فلا مغيث لهم. أو فلا إغاثة لهم من الغرق، وعلى الثاني هو مصدر كالصراخ تجوز به عن الإغاثة ؛ لأن المستغيث ينادي من يستغيث به فيصرخ المغيث له ويقول : جاءك الغوث والعون.
﴿ وإذا قيل لهم ﴾ أي : لأهل مكة﴿ اتقوا ما بين أيديكم ﴾ أي مثل عذاب الأمم الماضية﴿ وما خلفكم ﴾ أي : عذاب الآخرة. أو اتقوا ما يوجبهما – أعرضوا عن ذلك إعراضا ؛ وحذف الجواب للعلم به مما بعده.
﴿ ويقولون ﴾ استهزاء وتكذيبا﴿ متى هذا الوعد ﴾ أي : متى يكون البعث الذي تقولونه ؟ !
فأجابهم الله تعالى بقوله :﴿ ما ينظرون ﴾ أي : ما ينتظرون﴿ إلا صيحة واحدة ﴾ هي نفخة الصعق التي يموت بها أهل الأرض﴿ نأخذهم ﴾ تقهرهم
﴿ وهم يخصمون ﴾ يتخاصمون ويتنازعون فيها انهمكوا فيه من شئون الدنيا، غافلين عن الآخرة.
﴿ ونفخ في الصور ﴾ نفخة البعث﴿ فإذا هم من الأجداث ﴾ أي : القبور. جمع جدث. ﴿ إلى ربهم ينسلون ﴾ يخرجون مسرعين [ آية ٩٦ الأنبياء ص ٤٣ ].
﴿ محضرون ﴾ للحساب.
﴿ إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ﴾ أي يقال للكفار ذلك ؛ زيادة لحسرتهم. والشغل : الشأن الذي يصد الإنسان ويشغله عما سواه من شئونه ؛ لكونه أهم عده من غيره. أي هم في شغل بما هم فيه من النعيم عن كل ما يخطر بالبال. ﴿ فاكهون ﴾ متلذذون في النعمة ؛ من الفكاهة – بالفتح- : وهي طيب العيش والنشاط يقال : فكه الرجل فكها وفكاهة فهو فكه وفاكه، إذا كان طيب العيش فرحا ذا نشاط من التنعم.
﴿ على الأرائك ﴾ على السرور في الحجال [ آية٣١ الكهف ص ٤٧٦ ].
﴿ ولهم ما يدعون ﴾ أي ما يطلبونه ؛ من الدعاء بمعنى الطلب. أو ما يتمنونه ؛ من الأدعاء بمعنى التمني. تقول العرب : ادع علي ما شئت ؛ أي تمن.
﴿ وامتازوا اليوم أيها المجرمون ﴾ انفردوا عن المؤمنين إلى مصيركم من النار وكونوا على حدة.
يقال : امتاز وتميز وامّاز، أي انفصل بعضه عن بعض.
﴿ أضل منكم جبلا كثيرا ﴾ أغوى منكم خلقا كثيرا [ آية ١٨٤ الشعراء ص ١١٥ ].
﴿ اصلوها ﴾ ادخلوها، أو قاسوا حرها.
﴿ ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ﴾ بيان لأنهم في قبضة القدرة، ومستحقون للعذاب لكفرهم وإنكارهم. أي في قدرتنا إذا شئنا – جزاء لهم على جناياتهم – أن نمحوا أعينهم ونمسحها. أو أن نزيل ضوئها فيصيروا عميا لا يقدرون على التردد في الطرق لمصالحهم ؛ ولكنا أبقينا عليهم نعمة البصر فضلا منا، فحقهم أن يشكروا عليها ولا يكفروا. ﴿ فاستبقوا الصراط ﴾ أي تبادروا إلى الطريق ليجوزوه كعادتهم فلم يستطيعوا. ﴿ فأنى يبصرون ﴾ فكيف يبصرونه وقد طمسنا على أعينهم !.
﴿ ولو نشاء لمسخناهم... ﴾ وفي قدرتنا إذا شئنا – عقابا لهم على ضلالهم – أن نغير صورهم الإنسانية إلى صور حيوانية قبيحة وهم في أماكنهم، فلا يقدروا على الفرار منا بإقبال أو إدبار ؛ ولكنا لم نفعل ذلك جريا على سنن الرحمة والحكمة الداعيتين إلى إمهالهم. ﴿ على مكانتهم ﴾ أي في أمكنتهم.
﴿ ومن نعمره ﴾ نطل عمره﴿ ننكسه في الخلق ﴾ نرده إلى أرذل العمر ؛ فنبدله بالقوة ضعفا، وبالشباب هرما، وبالعقل خرفا. يقال نكسته نكسا – من باب قتل – إذا قلبته فجعلت رأسه أسفله ؛ أليس ذلك دليلا على كمال قدرتنا على البعث ! ﴿ أفلا يعقلون ﴾ ذلك !.
﴿ لينذر من كان حيا ﴾ أي عاقلا أو مؤمنا ؛ فهو الذي ينتفع بالإنذار.
﴿ أو لم يروا... ﴾ دليل آخر من أدلة القدرة، وتنديد بالمشركين، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم. أي ألم يتفكروا ولم يروا... ! ؟
﴿ وهم لهم جند محضرون ﴾ أي وآلهتهم من الأصنام جند لهم، محضرون معهم في النار ليعذبوا بهم فيها ؛ على حد قوله تعالى : " وقودها الناس والحجارة ".
﴿ فإذا هو خصيم مبين ﴾ مبالغ في الخصومة والجدل الباطل، ظاهر متجاهر في إنكار البعث، مع علمه بأصل خلقته ؛ كيف ومن قدر على أن يجعل من هذه النطفة إنسانا سويا ! لا ريب أنه يقدر على أن يعيد خلقه كما بدأه، بل ذلك أهون عليه !.
﴿ ضرب لنا مثلا... ﴾ وضرب لنا ذلك الإنسان الخصيم المنكر للبعث مثلا. أي أورد في شأننا قصة هي كالمثل في الغرابة، وهي إنكار إحيائنا العظام، فقال منكرا : " من يحي العظام وهي رميم " ! ونسى خلقنا إياه من نطفة، وتقليبه في أطوار شتى حتى صار إنسانا سويا. " رميم " أي بالية أشد البلى، بمعنى فاعل ؛ من رم اللازم بمعنى بلى، ولم تلحقه التاء لصيرورته بالغلبة اسما لما بلى من العظام فانسلخ عن الوصفية. أو بمعنى مفعول ؛ من رمّ المتعدى بمعنى أبلى. يقال : رمّه أي أبلاه ؛ فيستوى فيه المذكر والمؤنث.
﴿ الذي جعل لكم من الشجر الأخضر... ﴾ الندي الرطب ؛ كالمرخ والعفار ؛ وهما نبتان أخضران إذا ضرب أحدهما بالآخر اتقدت منهما شرارة نار.
﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا ﴾ [ آية ١١٧ البقرة ص ٤٤ ].
﴿ ملكوت كل شيء ﴾ أي ملك كل شيء ملكا تاما. زيدت الواو والتاء فيه للمبالغة ؛ كما في جبروت ورحموت. والله أعلم.
Icon