ﰡ
﴿الرحمن علم القرآن خَلَقَ الإنسان﴾ أي الجنس أو آدم أو محمداً عليهما السلام
﴿علمه البيان﴾ عدد الله عز وجل آلاءه فأراد أن يقدم أول شيء ما هو أسبق قدماً من ضروب آلائه وصنوف نعمائه وهى نعمة الدين فقدم من عمة الدين ما هو سنام في أعلى مراتبها واقصى مراتبها وهو انعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه لانه اعم وحي الله رتبة وأعلاه منزلة وأحسنه في ابواب الدين اثر وهو سنام الكتب السماوية ومصداقا والعيار عليها وأخر ذكر خلق الإنسان عن ذكره ثم اتبعه
إباه ليعلم انه انما خلقه الدين وليحيط علماً بوحيه وكتبه وقدم ما خلق الإنسان من أجله عليه ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان وهو المنطق الفصيح العرب عما في الضمير والرحمن مبتدأ وهذه الأفعال مع ضمائرها أخبار مترادفة وإخلاؤها من العاطف لمجيئها على نمط التعديد كما تقول زيد أغناك بعد فقر أعزك بعد ذك كثرك بعد قلة فع بك مالم يفعل أحد بأحد فما تنكر من إحسانه
﴿الشمس والقمر بِحُسْبَانٍ﴾ بحساب معلوم وتقدير سويٍ يجريان في
﴿والنجم﴾ النبات الذي ينجم من الأرض لا ساق له كالبقول ﴿والشجر﴾ الذي له ساق وقيل النجم السماء ﴿يسجدان﴾ ينقادان لله تعالى فيما خلفا له تشبيهاً بالساجد من المكلفين في انقياده واتصلت هاتان الجملتان بالرحمن بالوصل المعنوي لما علم أن الحسبان حسبانه والسجود له لا لغيره كأنه قيل الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له ولم يذكر العاطف في الجمل الاول ثم جىء به بعد لان الاول وردت على سبيل التعداد تبكيتا لمن انكر لأءه كما يبكت منكر ايادى المنعم لعيه من الناس بتعديدها عليه في المثال المذكور ثم رد الكلام إلى منهاجه بعد التبكيت في وصل ما يجب وله للتناسب والتقارب بالعطف وبيان التناسب أن الشمس والقمر سماويان والنجم والشجر أرضيان فبين القبيلين تناسب من حيث التقابل وإن السماء والأرض لا تزالان تذكر ان قرنيتن وان تجرى الشمس والقمر بحسبان من جنس الانقياد لأمر الله فهو مناسب لسجود النجم والشجر
﴿والسماء رفعها﴾ خلقها مرفوعة ومسموكة حيث جعلها منشأ أحكامه ومصدر قضاياه ومسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحى على انبيئه ونبه بذلك على كبرياء شأنه وملكه وسلطانه ﴿وَوَضَعَ الميزان﴾ أي كل ما توزن به الأشياء وتعرف مقاديرها من ميزان وقرسطون ومكيال ومقياس اى خلفه موضوعاً على الأرض حيث علق به أحكام عباده من التسوية والتعديل في أخذهم وإعطائهم
﴿أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِى الميزان﴾ لئلا تطغوا أو هي أن المفسرة
﴿وَأَقِيمُواْ الوزن بالقسط﴾ وقوموا وزنكم بالعدل ﴿وَلاَ تُخْسِرُواْ الميزان﴾ ولا تنقصوه أمر بالتسوية ونهى عن الطغيل الذى هو اعتداء وزيادة عن الخسران الذي هو تطفيف ونقصان وكرر لفظ الميزان تشديداً للتوصية به وتقوية للأمر باستعماله والحث عليه
﴿والأرض وضعها﴾ خفضها مدحورة على الماء ﴿لِلأَنَامِ﴾ للخلق وهو كل ما على ظهر الأرض من دابة وعن الحسن الإنس والجن فهي كالمهاد لهم يتصرفون فوقها
﴿فِيهَا فاكهة﴾ ضروب مما يتفكه به ﴿والنخل ذات الأكمام﴾ هى اوعية التمر الواحد كم بكسر الكاف أو كل ما يكم اى يغطى من ليفه وسعفه وكفره وكله منتفع به كماينتفع بالكوم من ثمره وجماره وجذوعه
﴿والحب ذُو العصف﴾ هو ورق الزرع أو التين
﴿والريحان﴾ الرزق وهو اللب أراد فيها ما يتلذذ به من الفواكه والجامع بين التلذذ والتغذى وهو تمر النخال وما يتغذى به وهو الحب والريحان بالجر حمزة وعل أي والحب ذو العصف الذي هو علف الأنعام والريحان الذي هو مطعم الأنام والرفع على وذو الريحان فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وقيل معناه وفيها الريحان الذي يشم والحب ذو العصف والريحان شامي أي وخلق الحب والريحان أو وأخص الحب والريحان
﴿فَبِأَىّ الاء﴾ أي النعم مما عدد من أول السورة جمع ألى وإلى ﴿رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾ الخطاب للثقلين بدلالة الأنام عليهما
﴿خَلَقَ الإنسان مِن صلصال﴾ طين يابس له صلصلة ﴿كالفخار﴾ أي الطين المطبوخ بالنار وهو الحذف ولا اختلاف في هذا وفي قوله مّنْ حما مسنون من طين لازب من تراب لا تفاقها معنى لأنه يفيد أنه خلقه من تراب ثم جعله طيناً ثم حمأ مسنوناً ثم صلصالا
﴿وَخَلَقَ الجان﴾ أبا الجن قيل هو إبليس ﴿مِن مَّارِجٍ﴾ هو اللهب الصافي الذي لا دخان فيه وقيل المختلط بسواد النار من مرج الشيء إذا اضطرب واختلط ﴿مّن نَّارٍ﴾ هو بيان لمارج كأنه قيل من صاف من نار أو مختلط من نار أو أراد من نار مخصوصة
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين﴾ أراد مشرقي الشمس في الصيف والشتاء ومغربيهما
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿مَرَجَ البحرين يَلْتَقِيَانِ﴾ أي أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين لا فصل بين الماءين في مرأى العين
﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ﴾ حاجز من قدرة الله تعالى ﴿لاَّ يَبْغِيَانِ﴾ لا يتجاوزان حديهما ولا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة
﴿فَبِأَىّ الاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾
﴿يخرج﴾ يخرج مدنى وبصرى ﴿منهما اللؤلؤ﴾ بلاهمز أبو بكر ويزيد وهو كبار الدر ﴿وَالمَرْجَانُ﴾ صغاره وانما قال منهما كما يقال يخرجان من الملح لانهما لما القيا وصارا كالشيء الواحد جاز أن يقال يخرجان منهمخا كما يقال يخرجان من البحر ولا يخرجان من جميع البحر ولكنمن بعضه وتقول خرجت من البلد وإنما خرجت محلة من محلة وقيل لا يخرجان إلا من ملتقى الملح والعذب
﴿فَبِأَىّ الاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾
﴿وله﴾ ولله ﴿الجوار﴾ اسفن تجمع جارية قال الزجاج الوقف عليهما بالياء والاختيار وصلها وإن وقف عليها واقف بغيرياء فذا جائز على بعد ولكن يروم الكسر في الراء ليدل على حذف الياء ﴿المنشآت﴾ المرفوعات الشرع
﴿في البحر كالأعلام﴾ المنشآت بكسر الشين حمزة وحيى الرافعات التسرع أو اللاتي ينشئن الأمواج بجريهن ﴿فِى البحر كالأعلام﴾ جمع علم وهو الجبل الطويل
﴿فبأي آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾
﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا﴾ على الأرض ﴿فَانٍ﴾
﴿ويبقى وَجْهُ رَبّكَ﴾ ذاته ﴿ذُو الجلال﴾
﴿فبأي آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾ والنعمة في الفناء باعتبار أن المؤمنين به يصلون إلى النعيم السرمد وقال يحيى بن معاذ حبذا الموت فهو الذي يقرب الحبيب إلى الحبيب
﴿يَسْأَلُهُ مَن فِى السماوات والأرض﴾ وقف عليها نافع كل من اهل السموات والارض مفتقرون اليه فيسأله اهل السموات ما يتعلق بذنبهم وأهل الأرض ما يتعلق بدينهم ودنياهم وينتصب ﴿كُلَّ يَوْمٍ﴾ ظرفاً بما دل عليه ﴿هُوَ فِى شَأْنٍ﴾ أي كل وقت وحين يحدث امورا ويجدد اهوا الا كما روى انه عليه لاسلام تلاها فقيل له وماذلك الشأن فقال من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كربا ويرفع قوما يضع اخرين وعن ابن عبينه الدهر عند الله يومان أحدهما اليوم الذي هم مدة الدنيا فشأنه فيه الأمر والنهي والإحياء والامانة والإعطاء والمنع والآخر يوم القيامة فشأنه فيه الجزاء والحساب وقبل نزلت في اليهود حين قالواان الله لا يقضى يوم لاسبت شانا وشال بعض الملوك وزيره عن الآية فاستمهله إلى الغذ وذهب كئيباً يفكر فيها فقال غلام له أسود يا مولاي أخبرني ما أصابك لعل الله يسهل لك على يدي فأخبره فقال انا افسرها للملك فاعلمه فقال اياه الملك شأن الله أنه يولج الليل في النار ويولج النهار وفي الليل ويخرج الحي مِنَ الميت وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحى ويشفى سقيما ويسقم سليما ويسقم سليما ويبتلى معافا ويعافي مبتلي ويعز ذليلاً ويذل عزيزاً ويفقر غنياً ويغني فقيراً فقال الأمير أحسنت
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿سنفرغ لكم﴾ مستار من قول الرجل لمن يتهدده سأفرغ لك يريد سأتجرد للإيقاع بك من
كل ما يشغلني عنه والمراد التوفر على النكاية فيه والانتقام منه ويجوز أن يراد ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها وتنتهي عند ذلك شؤن الخلق التي أرادها بقوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شان فلا يقى الا شأن واحد وهو جزاؤكم فجعل ذلك فراغاً لهم على طريق المثل سيفرغ حمزة وعلي اى الله تعالى ﴿أيها الثقلان﴾ الإنس والجن سميا بذلك لأنهما ثقلا الارض
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿يا معشر الجن والإنس﴾ هو كالترجمة لقوله أَيُّهَا الثقلان ﴿إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ مِنْ أقطار السماوات والأرض فانفذوا﴾ لا تقدرون على النفوذ ﴿إِلاَّ بسلطان﴾ بقوة وقهر وغلبة وأنى لكم ذلك وقيل دلهم على العجز عن قوتهم للحساب غداً بالعجز عن نفوذ الأقطار اليوم
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مّن نَّارٍ﴾ وبكسر الشين مكى وكلاهما الهب الخالص ﴿وَنُحَاسٌ﴾ ٦ أي دخان وَنُحَاسٌ مكي وأبو مروا فالرفع عطف على شواظ ولاجر على نار والمعنى إذا خرجتم من قبوركم يرسل عليكما لهب خاص منانار ودخان يسوقكم إلى المحشر ﴿فَلاَ تَنتَصِرَانِ﴾ فلا تمنعان منهما
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فَإِذَا انشقت السماء﴾ انفك بعضها من بعض لقيام الساعة ﴿فَكَانَتْ وَرْدَةً﴾ فصارت كلون الورد الاحمر وقيل اصل لون السماء الحمرة وولكن من بعدها ترى زراء ﴿كالدهان﴾ كجدهن الزيت كما قال كالمهل وهو دردي الزيت وهو جمع دهن وقيل الاديم الاحمر
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فيومئذ﴾ اى فيوم تنشق السماء ﴿لا يسأل عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ﴾ أي ولا جن فوضع الجان الذي هو أبو الجن موضع الجن كما يقال هاشم ويراد ولده والتقدير لا يئل إنس ولا جان عن ذنبه والتوفيق بين هذه الآية وبين قوله وفوربك لتسألنهم اجمعين وقوله قتادة قد كحانت مسئلة ثم ختم على افواه لاقوم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون وقيل وقال لا يئل عن ذنبه ليعلم منجهته ولكن يئل للتوبيخ
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿يعرف المجرمون بسيماهم﴾
﴿بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام﴾
بسواد وجوههم وزرقة عيونهم ﴿فَيُؤْخَذُ بالنواصى والاقدام﴾ أي يؤخذ تارة بالنواصي وتارة بالأقدام
فَبِأَيِّ
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿هذه جَهَنَّمُ التى يُكَذّبُ بِهَا المجرمون يَطُوفُونَ بينها وبين حميم آن﴾ ماء حار قد انتهى جزره أي يعاقب عليهم بين التصلية بالنار وبين شرب الحميم
﴿فبأي آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾ والنعمة في هذا نجاة الناجي منه بفضله ورحمته وما في الإنذار به من التنبيه
﴿ولمن خاف مقام ربه﴾ موقفه المدى يقف فيه العباد للحساب يوم القيامة فترك المعاصى افأدى الفرائض وقيل هو مفحم كقوله ونفيت عنه مقام الذئب أي نفيت عنه الذئب ﴿جَنَّتَانِ﴾ جنة الإنس وجنة الجن لان اخطاب للثقلين وكانه قيل لكل خائفنين منما جنتان جنة للخائف الإنسي وجنة للخائف الجني
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿ذواتا أفنان﴾ أغصان جمع فن وخص الأفنان لأنها هي التي تورق وتثمر فمنهاتمتد الظلال ومنها تجتنى الثمار أو ألوان جمع فن أي له فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين قال... ومن كل أفنان اللذاذة والصبا... لهوت به والعيش أخضر ناضر...
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فِيهِمَا﴾ في الجنتين ﴿عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ حيث شاءوا لا فى الاعلى والاسافل وعن الحسن تجريان بالما الزلال احداهما التسنيم والاخرى السسلسبيل
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فِيهِمَا مِن كُلّ فاكهة زَوْجَانِ﴾ صنفان صنف معروف وصنف غريب
﴿فبأي آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾ ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ نصب على المدح للخائفين أو حال منهم لأن من خاف في معنى الجمع
﴿عَلَى فُرُشٍ﴾ جمع فراش ﴿بَطَائِنُهَا﴾ جمع بطانة ﴿مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ ديباج ثخين وهو معرب قيل ظهائرها من سندس وقيل لا يعلمها إلا الله ﴿وَجَنَى الجنتين دَانٍ﴾ وثمرها قريب يناله القائم والقاعد والمتكيء
فَبِأَيِّ آلَاءِ
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فِيهِنَّ﴾ في الجنتين لاشتمالهما على أماكن وقصور ومجالس اوفى هذه الآلاء المعدودة من الجنتين ولاعينين والفاكهة والفرش والجني ﴿قاصرات الطرف﴾ نساء قصرن ابصارهمن على ازواجهن لا ينظزرن الى غيره ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ بكسر الميم الدوري وعلي بضم الميم والطمث الجماع بالندمية ﴿إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ﴾ وهذا دليل على ان الجن يمطثون كما يطمث الانس
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿كأنهن الياقوت﴾ صفاء ﴿والمرجان﴾ بياضا فهو وابيض من اللؤلؤ
﴿فبأى آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿هَلْ جَزَاء الإحسان﴾ في العمل ﴿إِلاَّ الإحسان﴾ في الثواب وقيل ما جزاء من قال لا إله إلا الله إلا الجنة وعن إبراهيم الخواص فيه هل جزاء الإسلام إلا دار السلام
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿ومن دونهما﴾ ومن دون تبينك الجنتين الموعودتين للمقربين ﴿جَنَّتَانِ﴾ لمن دونهم من اصحاب اليمين
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿مُدْهَآمَّتَانِ﴾ سوداوان من شدة الخضرة قال الخليل الدهمة السواد
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فيهما عينان نضاختان﴾ فوراتان بالماء لا تنقعطان
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فِيهِمَا فاكهة﴾ ألوان الفواكه ﴿وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ والرمان والتمر ليسا من الفواكه عند ابى حيفة رضي الله تعالى عنه للعطف ولأن التمر فاكهة وغذاء والرمان فاكهة ودواء فلم يخلصا للتفكه وهما قالا إنما عطفا على الفاكهة لفضلهما كأنهما حنسن آخران لما لهما من المزية كقوله وَجِبْرِيلَ وميكال
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿فِيهِنَّ خيرات حِسَانٌ﴾ أي خيرات فخففت وقرىء خيرات على الاصل والمعنى فاضلات الاخلاق حسان
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿حُورٌ مقصورات فِى الخيام﴾ أي مخدرات يقال امرأة قصيرة ومقصورة أي مخدرة قيل الخيام من لادر المجوف
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ﴾ قبل أصحاب الجنتين ودل عليهم ذكر الجنتين ﴿وَلاَ جَانٌّ﴾
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
﴿مُتَّكِئِينَ﴾ نصب على الاختصاص ﴿على رَفْرَفٍ﴾ هو كل ثوب عريض وقيل الوسائد ﴿خُضْرٍ وَعَبْقَرِىّ حسان﴾ ديباد او طنافس
﴿فبأي آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ﴾ وإنما تقاصرت صفات هاتين الجنتين عن الاولين حتى قيل وَمِن دُونِهِمَا لأن مُدْهَامَّتَانِ دون دذاتا افنان ونضاختان دون تجريان وفاكهة دون كل فاكهة وكذلك سفة الحور والمتكأ
﴿تبارك اسم رَبّكَ ذِى الجلال﴾ ذي العظمة ذو الجال شامي صفة للاسم ﴿والإكرام﴾ لأوليائه بالإنعام روى جابر ان النبى صلى الله عليه وسلم
سورة الواقعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن فقال مالي أراكم سكوتاً الجن كانوا احسن منكم ردا ما ايمت على قول الله فبأى آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ إلا قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ولك الشكر وكررت هذه الآية في هذه السورة إحدى وثلاثين مرة ذكر ثمانية منها عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم ثم سبعة منها عقب ايات فيها ذكر انار وشدائدها على عدد أبواب جهنم وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنتين وأهلهما على عدد ابواب لاجنة وثمانية أخرى بعدها للجنتين اللتين دونهما فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها فتحت له أبواب الجنة وأغلقت عنه أبواب جهنم نعوذ بالله منها والله اعلمبسم الله الرحمن الرحيم