ﰡ
﴿ تبتغي مرضاة أزواجك ﴾ أي تتطلب رضاء زوجاتك، ومرضاة مصدر كرضا.
تفسير المعاني :
يا أيها النبي لأي شيء تحرم على نفسك ما أحله الله لك، تتطلب بذلك رضا زوجاتك، وقد غفر الله لك هذه الفعلة إنه غفور رحيم.
﴿ تحلة أيمانكم ﴾ أي تحليلها، وهو ما عقدته بالكفارة. ﴿ والله مولاكم ﴾ أي متولي أموركم.
تفسير المعاني :
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب عسلا عند زوجته حفصة، فاتفقت سودة وصفية زوجتاه. وقالتا له : إنا نشم منك رائحة المغافير ﴿ هو نوع من الصموغ حلو ﴾ فحرم على نفسه العسل، فنزلت هذه الآية، ثم كلفه الله أن يتحلل من يمينه بكفارة.
﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ﴾ أي قاله لها سرا، وتلك الزوجة كانت حفصة. ﴿ نبأت ﴾ أي أخبرت.
تفسير المعاني :
وإذ أسر النبي إلى زوجته حفصة حديثا، هو تحريمه العسل، فلما لم تكتمه وأطلعه الله على ما فعلت، عرف الرسول حفصة ببعض ما قالته وترك بعضه تكرما، فسألته : من أخبرك بهذا ؟ قال : أخبرني به العليم الخبير.
﴿ فقد صغت قلوبكما ﴾ أي فقد مالت قلوبكما عن الواجب للرسول من حب ما يحبه وكراهة ما يكرهه. ﴿ وإن تظاهرا عليه ﴾ أي وإن تتعاونا عليه بما يسوءه. ﴿ والملائكة بعد ذلك ظهير ﴾ أي والملائكة بعد ذلك تظاهره وتعاونه. يقال ظاهره أي عاونه، وهو ظهير له أي معين له.
تفسير المعاني :
إن تتوبا " الخطاب لعائشة وحفصة " فقد حدث منكما ما يوجب التوبة، وهو ميل قلوبكما إلى معاكسة الرسول، وإن تتعاونا عليه، فالله يتولاه وجبريل وصالحو المؤمنين والملائكة.
﴿ عسى ﴾ فعل جامد معناه يتوقع أو يرجى. ﴿ قانتات ﴾ أي مواظبات على الطاعة فعله قنت يقنت قنوتا. ﴿ سائحات ﴾ أي صائمات، سمي الصائم سائحا لأنه يسبح في النهار بلا زاد، أو معناه مهاجرات. ﴿ ثيبات ﴾ الثيب هي المرأة التي ليست ببكر.
تفسير المعاني :
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله زوجات أفضل منكن.
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم " فعل أمر من وفى " أي احفظوا أنفسكم وأهليكم من نار وقودها الناس والحجارة، خزنتها ملائكة غلاظ الأقوال شداد الأفعال لا يعصون الله أمرا ويفعلون ما يأمرهم به.
ويقال للذين كفروا عند دخولهم النار لا تعتذروا اليوم إنما تجزون أعمالكم التي كنتم بها تعملونها
﴿ توبة نصوحا ﴾ أي توبة بالغة في النصح. والنصوح صفة التائب لأنه هو الذي ينصح نفسه، ولكن وصفت به التوبة على الإسناد المجازي للمبالغة. ﴿ يكفر عنكم سيئاتكم ﴾ أي يمحو عنكم أعمالكم السيئات. ﴿ يسعى ﴾ أي يسير. ﴿ وبأيمانهم ﴾ أي وعلى جهتهم اليمنى.
تفسير المعاني :
وأنتم أيها المؤمنون توبوا إلى الله توبة بالغة في النصح، عسى ربكم أن يمحو عنكم أعمالكم السيئات، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم القيامة. يوم لا يجزي الله النبي والذين آمنوا معه، بل يعاملهم معاملة تشرفهم. نورهم الذي أفاضه عليهم إيمانهم يسير أمامهم وفي جهتهم اليمنى، وهم يدعون ربهم قائلين : ربنا أبلغ لنا نورنا غاية إشراقه، واغفر لنا ذنوبنا إنك على كل شيء قدير.
﴿ واغلظ عليهم ﴾ أي واستعمل الخشونة في جهادهم. يقال غلظ يغلظ غلظا، أي صار غليظا. ﴿ ومأواهم ﴾ أي ومحل إقامتهم. يقال أوى يأوي أويا أي أقام.
تفسير المعاني :
يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وشدد النكير عليهم، ومنزلهم في الآخرة النار وبئس المآل.
﴿ فخانتاهما ﴾ بالنفاق.
تفسير المعاني :
يمثل الله حال الكافرين في أنهم يعاقبون بكفرهم، ولا يحابون بسبب قرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنين، بامرأة نوح وامرأة لوط، وكانتا زوجتي هذين الرسولين الصالحين، فخانتاهما بالنفاق، فلم يدفعا عنهما من الله شيئا، وقيل لهما ادخلا النار مع الداخلين.
من أبلغ الأدلة على عدم نفع الشفاعات لمن لا يستحقها، ما ذكره الله من حال زوجتي نوح ولوط، إذ أدخلتا النار ولم يغن زوجاهما عنهما شيئا
ومثل الله حال المؤمنين في أن اتصالهم بالكافرين لا يضرهم، بحال آسية امرأة فرعون، إذ قالت : رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من القوم الظالمين
﴿ أحصنت ﴾ أي جعلته حصينا. ﴿ بكلمات ربها ﴾ أي بصحفه المنزلة. أو بما أوحى إلى أنبيائه. ﴿ وكتبه ﴾ أي بجنس الكتب المنزلة. ﴿ القانتين ﴾ أي المواظبين على الطاعة. فعله قنت يقنت قنوتا.
تفسير المعاني :
واذكر مريم بنت عمران التي حفظت نفسها من عبث الرجال بكرامتها، فنفخنا فيها من روحنا – وهو أعلم كيف نفخ – وصدقت بكلمات ربها وكتبه، وكانت من المواظبين على الطاعة.