تفسير سورة الهمزة

جامع البيان في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب جامع البيان في تفسير القرآن .
لمؤلفه الإيجي محيي الدين . المتوفي سنة 905 هـ
سورة الهمزة مكية
وهي تسع آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ويل لكل همزة ﴾ : من اعتاد يكسر أعراض الناس ﴿ لمزة ﴾ : من اعتاد بالطعن فيهم، وعن بعض السلف : الأول : العيب بالغيب، والثاني في الوجه، وقيل : باللسان، وبالعين، والحاجب، ونزلت في الأخنس بن شريق، أو غيره، وعن مجاهد : هي١ عامة.
١ يعني: الوعيد عام يتناول من باشر مثل ذلك، وإن كان السبب خاصا، كذا في الوجيز/١٢..
﴿ الذي جمع مالا ﴾ بدل من كل، أو منصوب، أو مرفوع بالذم ﴿ وعدده ﴾ : عده مرة بعد أخرى، أو جعله عدة وذخيرة للنوازل.
﴿ يحسب أن ماله أخلده ﴾ : لفرط غروره واشتغاله بالدنيا وطول أمله، لا يخطر الموت بباله، فيعمل أعمال من١ يظن الخلود.
١ ونعم ما قيل: إن السورة نعي بالويل على أهل الدنيا/١٢ وجيز..
﴿ كلا ﴾ ردع له عن حسبانه ﴿ لينبذن ﴾ : ليطرحن ﴿ في الحطمة ﴾ : من أسماء جهنم ؛ لأنها يحطم، ويكسر.
﴿ وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة ﴾ : أوقدها الله.
﴿ التي تطلع على الأفئدة١ : تعلو على أوساط قلوبهم، فإنها ألطف ما في البدن، وأشد تألما، وعن كثير من السلف : تأكل كل جسده، حتى بلغت فؤاده جدد خلقه.
١ سبب تخصيص الأفئدة بذلك، هو: أنها مواطن الكفر، والعقائد الخبيثة، والنيات الفاسدة/١٢ كبير..
﴿ إنها عليهم موصدة ﴾ : مطبقة.
﴿ في عمد ممددة ﴾ أي : موثقين في عمد ممدودة، يعني : أرجلهم وأيديهم في حديد كالعمود طويل، هو حال من ضمير " عليهم ".
والحمد لله.
Icon