ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة يس (٣٦) : الآيات ١ الى ٧]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤)تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧)
١- يس:
قيل: معناه: يا انسان، فى لغة طىء.
٢- وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ:
قسم بالقرآن المشتمل على الحكمة.
٣- إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ:
إِنَّكَ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ الذين بعثهم الله الى الناس رسلا.
٤- عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ:
أي على طريق معتدل، وهو دين الإسلام.
٥- تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ:
تَنْزِيلَ نزله على رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلم.
الْعَزِيزِ الغالب على كل شىء.
الرَّحِيمِ بعباده.
٦- لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ:
لِتُنْذِرَ قَوْماً لتخوفهم بالعذاب الذي أعده الله للكافرين.
ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ لم يجىء آباءهم نذير.
فَهُمْ غافِلُونَ ساهون لاهون.
٧- لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ:
عَلى أَكْثَرِهِمْ أن أكثرهم.
فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ لن يختاروا الإيمان.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٨ الى ٩]
إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (٩)
٨- إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ:
أَغْلالًا سلاسل.
فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ أي واصلة الى الأذقان ملزوزة إليها.
فَهُمْ مُقْمَحُونَ يرفعون رءوسهم ويغضون أبصارهم.
٩- وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ:
فَأَغْشَيْناهُمْ أي فأغشينا أبصارهم، أي غطيناها وجعلنا عليها غشاوة عن أن تطمح الى مرئى.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ١٠ الى ١٢]
وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (١٢)
١٠- وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ:
لا يُؤْمِنُونَ أي مصرون على كفرهم.
١١- إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ:
الذِّكْرَ وهو القرآن، أو الوعظ.
وَخَشِيَ الرَّحْمنَ وخاف الرحمن.
بِالْغَيْبِ وإن كان لا يراه.
١٢- إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ:
نُحْيِ الْمَوْتى نبعثهم بعد مماتهم.
ما قَدَّمُوا ما أسلفوا من الأعمال.
وَآثارَهُمْ وما كان لهم من آثار خلفوها.
فِي إِمامٍ فى لوح.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ١٣ الى ١٩]
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (١٥) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٧)
قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (١٨) قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩)
١٣- وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ:
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا ومثل لهم مثلا.
أَصْحابَ الْقَرْيَةِ أي مثل أصحاب القرية، وهى أنطاكية.
الْمُرْسَلُونَ رسل عيسى عليه السلام.
١٤- إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ:
فَعَزَّزْنا فقوينا.
١٥- قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ:
إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تأكلون الطعام وتمشون فى الأسواق.
١٦- قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ:
رَبُّنا يَعْلَمُ جار مجرى القسم فى التوكيد.
١٧- وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ:
الْمُبِينُ الظاهر المدعم بالآيات الشاهدة لصحته.
١٨- قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ:
تَطَيَّرْنا بِكُمْ تشاءمنا بكم.
لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لئن لم تكفوا عن دعوتكم.
١٩- قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ:
طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أي شؤمكم معكم، وهو كفرهم.
أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ أي أتطيرتم لأن ذكرتم.
مُسْرِفُونَ فى العصيان والضلال.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٢٠ الى ٢٨]
وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤)إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧) وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨)
٢٠- وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ:
مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ من أبعد مكان فى المدينة.
٢١- اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ:
أَجْراً أي جزاء على هدايتكم.
وَهُمْ مُهْتَدُونَ تنتفعون بهديهم.
٢٢- وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ:
فَطَرَنِي خلقنى.
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ مرجعكم فيحاسبكم على ما قدمتم.
٢٣- أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ:
شَفاعَتُهُمْ أي شفاعة من أشركت بهم.
وَلا يُنْقِذُونِ أي ولا ينقذوننى من عذاب الله.
٢٤- إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
أي انى إذ أتخذ من دون الله آلهة لفى ضلال مبين.
٢٥- إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ:
أي اسمعوا إيمانى تشهدوا لى به.
٢٦- قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ:
ادْخُلِ الْجَنَّةَ جزاء إيمانه ودعوته الى الله.
٢٧- بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ:
بِما غَفَرَ لِي رَبِّي بغفران ربى لى.
وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ وإكرامه لى.
٢٨- وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ:
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٢٩ الى ٣٤]
إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (٢٩) يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣)
وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤)
٢٩- إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ:
إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً أي وما كان هلاكهم الا بصيحة واحدة أرسلناها عليهم.
خامِدُونَ ميتون.
٣٠- يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:
يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما وقعوا فيه من حسرة.
يَسْتَهْزِؤُنَ يسخرون.
٣١- أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ:
أَلَمْ يَرَوْا ألم يعتبروا.
كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ بالأمم الكثيرة الخالية التي أهلكناها.
أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ أنهم لا يعودون كرة أخرى.
٣٢- وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ:
وَإِنْ كُلٌّ وما كل من الأمم السالفة.
مُحْضَرُونَ مجموعون لدينا.
٣٣- وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ:
وَآيَةٌ لَهُمُ من الأدلة لهم على قدرتنا.
٣٤- وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ:
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٣٥ الى ٤١]
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٣٥) سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (٣٦) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩)
لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١)
٣٥- لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ:
مِنْ ثَمَرِهِ من ثمر النخيل والأعناب.
وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ وما هو من صنع أيديهم.
٣٦- سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ:
وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ أي وخلق منهم أولادا.
وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ من أصناف خلقه فى البر والبحر.
٣٧- وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ:
وَآيَةٌ لَهُمُ ومما يدل على قدرة الله.
نَسْلَخُ مِنْهُ ننزع منه.
٣٨- وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ:
تَجْرِي تسير.
لِمُسْتَقَرٍّ لَها لمستقر لها قدره الله زمانا ومكانا.
ذلِكَ تَقْدِيرُ ذلك تدبير.
الْعَزِيزِ الغالب بقدرته.
الْعَلِيمِ المحيط علما بكل شىء.
٣٩- وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ:
قَدَّرْناهُ مَنازِلَ يبدو صغيرا ثم يكبر ثم يعود كما بدأ.
كَالْعُرْجُونِ العرجون: عود الفدن ما بين شماريخه الى منبته من النخلة إذا قدم دق وانحنى واصفر.
٤٠- لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ:
وَكُلٌّ من الشمس والقمر وغيرهما.
٤١- وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ:
الْمَشْحُونِ الممتلئ بهم وبأمتعتهم.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٤٢ الى ٤٨]
وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦)
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨)
٤٢- وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ:
مِنْ مِثْلِهِ من مثل الفلك مما يحملهم.
٤٣- وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ:
فَلا صَرِيخَ لَهُمْ فلا مغيث لهم.
وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ ولا هم ينجون من الغرق.
٤٤- إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ:
إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا بهم لا نغرقهم.
وَمَتاعاً إِلى حِينٍ ولنمتعهم الى أجل مقدر.
٤٥- وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ:
اتَّقُوا خافوا.
ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مثل ما جرى للأمم الماضية بتكذيبهم.
وَما خَلْفَكُمْ وعذاب الآخرة.
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ رجاء أن يرحمكم ربكم.
٤٦- وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ:
مِنْ آيَةٍ من حجة.
مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ من حجج ربهم دالة على وحدانيته وقدرته.
مُعْرِضِينَ منصرفين.
٤٧- وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ بعد عن الحق واضح.
٤٨- وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
هذَا الْوَعْدُ الذي وعدتمونا به، يعنون يوم البعث والحساب.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٤٩ الى ٥٦]
ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣)فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤) إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (٥٦)
٤٩- ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ:
وَهُمْ يَخِصِّمُونَ وهم يتنازعون فيما بينهم غافلين عما يقع بهم.
٥٠- فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ:
فَلا يَسْتَطِيعُونَ فلا يملكون لسرعة ما حاق بهم.
تَوْصِيَةً أن يوصى بعضهم الى بعض.
وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ كما لا يملكون رجعة الى ما كانوا عليه.
٥١- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ:
نُفِخَ فِي الصُّورِ نفخة البعث.
مِنَ الْأَجْداثِ من القبور.
يَنْسِلُونَ يخرجون مسرعين.
٥٢- قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ:
يا وَيْلَنا يا هول ما نجد.
هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ ما أنذر الرحمن عباده.
وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ فيما أنذروا به.
٥٣- إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ:
مُحْضَرُونَ مجتمعون للحساب.
٥٤- فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
فَالْيَوْمَ يوم الحساب.
٥٥- إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ:
فِي شُغُلٍ مشغولون.
فاكِهُونَ معجبون فرحون بما هم فيه.
٥٦- هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ:
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٥٧ الى ٦٤]
لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤)
٥٧- لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ:
فِيها فى الجنة.
ما يَدَّعُونَ ما يطلبون.
٥٨- سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ:
سَلامٌ يقال لهم سلام.
قَوْلًا صادرا من رب رحيم.
٥٩- وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ:
وَامْتازُوا واعتزلوا جانبا.
٦٠- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ:
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ ألم أوصكم.
أَنْ لا تَعْبُدُوا أن لا تطيعوا.
٦١- وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ:
وَأَنِ اعْبُدُونِي وأن خصونى بالعبادة وحدي.
هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ فهذا هو الطريق القويم.
٦٢- وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ:
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ أغوى منكم.
جِبِلًّا خلقا.
تَعْقِلُونَ حين أطعتموه.
٦٣- هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ:
تُوعَدُونَ بها فى الدنيا.
٦٤- اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ:
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٦٥ الى ٦٨]
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨)
٦٥- الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ:
نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ فلا تنطق.
وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ بما كسبت.
وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بما سعت اليه.
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ يعملون.
٦٦- وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ:
لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ لأعميناهم.
فَاسْتَبَقُوا فتسابقوا.
الصِّراطَ الى الطريق المسلوك لهم.
فَأَنَّى يُبْصِرُونَ فما استطاعوا رؤيته.
٦٧- وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ:
لَمَسَخْناهُمْ لغيرنا صورهم.
عَلى مَكانَتِهِمْ على ما لهم من قوة ومنزلة.
مُضِيًّا الى الأمام.
وَلا يَرْجِعُونَ الى الوراء.
٦٨- وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ:
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ ومن نطل فى عمره.
نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ نقلبه فيه فنخلقه على عكس ما خلقناه من قبل، أي نرجعه الى مثل ما كان عليه أولا من ضعف.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٦٩ الى ٧٥]
وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣)وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)
٦٩- وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ:
وَما عَلَّمْناهُ أي رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وَما يَنْبَغِي لَهُ وما يصح له أن يكون شاعرا، وأن يكون ما يقوله شعرا.
إِنْ هُوَ هذا الذي نزل عليه.
إِلَّا ذِكْرٌ تذكير.
وَقُرْآنٌ مُبِينٌ وكتاب سماوى جلى واضح.
٧٠- لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ:
لِيُنْذِرَ القرآن أو الرسول صلّى الله عليه وسلم، أي ليخوف ويحذر.
مَنْ كانَ حَيًّا قلبه.
وَيَحِقَّ الْقَوْلُ وتجب كلمة العذاب.
٧١- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ:
مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا مما صنعت قدرتنا.
فَهُمْ لَها مالِكُونَ يتصرفون فيها كيف يشاءون.
٧٢- وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ:
وَذَلَّلْناها وجعلناها لهم طوع أيديهم.
٧٣- وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ:
مَنافِعُ ما ينتفعون به منها.
وَمَشارِبُ ما يشربونه من ألبانها.
٧٤- وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ:
لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لعلهم يجدون منها نصيرا ومعينا.
٧٥- لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ:
وَهُمْ هؤلاء المشركون.
لَهُمْ لهذه الآلهة.
جُنْدٌ تبع وخدم.
مُحْضَرُونَ واقفون على خدمتهم.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٧٦ الى ٧٩]
فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٦) أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩)
٧٦- فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ:
قَوْلُهُمْ باشراكهم مع الله غيره وعدم ايمانهم بك رسولا.
٧٧- أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ:
مِنْ نُطْفَةٍ أي ماء الرجل والمرأة، وما أهونه.
خَصِيمٌ شديد الخصومة.
مُبِينٌ ظاهرها، وهذا بجحوده نعم ربه.
٧٨- وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ:
وَضَرَبَ الضمير للانسان الخصيم المبين.
مَثَلًا ينكر به قدرتنا على البعث.
وَنَسِيَ خَلْقَهُ ولم يذكر كيف خلق هو.
وَهِيَ رَمِيمٌ بالية متعفنة.
٧٩- قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ:
قُلْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم.
يُحْيِيهَا أي العظام بعد أن تصبح رميما.
الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ الذي خلقها الخلق الأول.
عَلِيمٌ لا يعجزه شىء.
[سورة يس (٣٦) : الآيات ٨٠ الى ٨٣]
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)
٨٠- الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ:
ناراً بعد أن يجف وييبس.
٨١- أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ:
مِثْلَهُمْ أي أمثال المنكرين للبعث.
بَلى أي هو القادر.
الْخَلَّاقُ المبدع الذي اليه الخلق جميعا.
الْعَلِيمُ بكل ما يخلق، فلا يعجزه جمع الأحياء بعد تفرقها.
٨٢- إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ:
إِذا أَرادَ شَيْئاً إذا أراد إيجاد شىء.
كُنْ أمرا منه.
فَيَكُونُ فى الحال كما أمر.
٨٣- فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ:
فَسُبْحانَ الَّذِي تنزه الذي بيده ملكوت كل شىء عن عجز.
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ومرجعكم جميعا اليه فيحاسبكم على ما فرط منكم.