تفسير سورة فصّلت

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة فصلت من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة فصلت مكية وآياتها أربع وخمسون

﴿ حم ﴾ الأحرف التي تبدأ بها بعض السور قيل إنها رموز إلهية، وقيل أقسام من الله، وقيل إنها أسماء لله، وقيل إنها إشارة لابتداء كلام وانتهاء كلام، وقيل إنها أسماء لتلك السور، سورة حم.
تفسير المعاني :
تنزيل من الله الرحمن الرحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ فصلت آياته ﴾ أي فُصل بعضها من بعض باختلاف الفواصل والمعاني.
تفسير المعاني :
كتاب فصلت بعض آياته عن بعضها الآخر. قرآنا عربيا " منصوب على المدح " يعرف أهل العلم درجته من السمو والإعجاز.
تفسير الألفاظ :
﴿ بشيرا ونذيرا ﴾ البشير المخبر بما يسرّ، والنذير المخبر مع تخويف من العاقبة. ﴿ فأعرض أكثرهم ﴾ أي فتولى عنه أكثرهم.
تفسير المعاني :
بشيرا لمن آمن وعمل صالحا، ونذيرا لمن كفر وظلم نفسه، فتولى عنه أكثر الناس فهم لا يسمعون سماع تدبر ولا طاعة.
تفسير الألفاظ :
﴿ في أكنة ﴾ أي في أغطية جمع كنان. يقال أكنه أي غطاه وستره. ﴿ وفي آذاننا وقر ﴾ أي ثقل. يقال وقرت أذنه تقر وقرا ووقرت أي ثقلت عن السمع.
تفسير المعاني :
وقالوا : قلوبنا يا محمد في أغطية مما تدعونا إليه من التوحيد والقيام على الصراط المستقيم، وفي آذاننا صمم عن سماع القرآن، وبيننا وبينك حجاب أي حاجز يمنعنا عن التواصل والتفاهم. فاعمل على إبطال أمرنا وإزالة عقائدنا وتحقير آلهتنا، إنا عاملون على مقاومتك وإبطال أمرك بكل ما نستطيعه من حول ومن حيلة.
تفسير الألفاظ :
﴿ وويل ﴾ الويل العذاب والهلاك.
تفسير المعاني :
فقل : يا قوم إنما أنا إنسان مثلكم، فلست ملكا ولا جنيا لا يمكنكم مقابلته ومجادلته، يوحى إلي أنما أنا إلهكم إله واحد لا شريك له ولا ولد، فاستقيموا في أفعالكم متوجهين إليه، واطلبوا إليه المغفرة، والهلاك للمشركين الذين يصرون على شركهم.
تفسير المعاني :
الذين لا يؤدون الزكاة ويكفرون بالآخرة.
تفسير المعاني :
﴿ غير ممنون ﴾ أي غير مقطوع، من منّ الحبل يمنه منا، قطعه. وقيل غير ممنون معناه لا يمن به عليهم.
تفسير المعاني :
إن الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة لهم أجر غير مقطوع.
تفسير الألفاظ :
﴿ أندادا ﴾ أي نظراء جمع ند.
تفسير المعاني :
قل : أإنكم لتكفرون بالله الذي خلق الأرض في يومين، وتتخيلون له أشباها.. ذلك الخالق القادر هو موجد جميع الكائنات ومربيها.
تفسير الألفاظ :
﴿ رواسي ﴾ أي جبالا رواسي بمعنى رواسخ. يقال رسا الجبل يرسو رسوا. ﴿ سواء ﴾ أي استوت سواء بمعنى استواء.
تفسير المعاني :
وهو الذي وضع في الأرض جبالا رواسخ، وزاد في خيراتها، وقدر فيها أقوات عمّارها في تتمة أربعة أيام سواء، وهذا الحصر للسائلين.
تفسير الألفاظ :
﴿ ثم استوى إلى السماء ﴾ أي ثم قصد إلى السماء، من قولهم استوى إلى مكان كذا إذا توجه إليه توجها لا يلوى على غيره.
تفسير المعاني :
ثم قصد إلى السماء وهي دخان " لعله أراد به مادتها الأولية " فقال لها وللأرض : ائتيا طائعتين أو مكرهتين بما وضعت فيكما من التأثير والتأثر، وأبرزا ما أودعتكما من الأوضاع المختلفة والكائنات، وائتيا في الوجود على ما أردته لكما.. قالتا : أتينا طائعتين. والمراد من هذا التعبير تصوير تأثير قدرته فيهما وتأثرهما بالذات عنها وتمثيلهما بالأمر المطاع وإجابة المطيع.
تفسير الألفاظ :
﴿ فقضاهن ﴾ أي فخلقهن. ﴿ وحفظا ﴾ أي وحفظناها من الآفات، أو من الجن التي تسترق السمع حفظا.
تفسير المعاني :
فخلقهم سبع سماوات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرها وزين السماء الدنيا بقناديل وحفظا، ذلك تقدير العزيز العليم.
تفسير الألفاظ :
﴿ صاعقة ﴾ الصاعقة معروفة، والمراد بها هنا عذاب شديد ينزل بهم كأنه صاعقة.
تفسير المعاني :
فإن تولوا فقل : إني أنذركم بعقوبة تصعقكم كما فعلنا بعاد وثمود.
تفسير المعاني :
إذ جاءتهم الرسل من جميع جوانبهم ناصحيهم أن لا يعبدوا إلا الله، قالوا : لو شاء ربنا إرسال الرسل لأرسل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون.
تفسير المعاني :
فأما بنو عاد فتكبروا على أهل الأرض بغير استحقاق، وقالوا : من أشد منا قوة ؟ اغترارا بأنفسهم، أوَ لم يروا أن الله الذي خلقهم أشد منهم قوة، وقادر على أن يهلكهم كما أهلك من كانوا قبلهم ؟ وكانوا بآيات الله يكفرون ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ ريحا صرصرا ﴾ أي ريحا باردة تهلك بشدة بردها، وصرصر مشتق من الصرّ وهو البرد الذي يصرّ أي يجمع. وقيل صرصر معناه شديدة الصوت في هبوبها، مشتق من الصرير وهو التصويت. ﴿ نحسات ﴾ جمع نحسة، من نحس ينحس ضد سعد يسعد. ﴿ الخزي ﴾ أي الذل. يقال خزي يخزى خزيا أي ذل.
تفسير المعاني :
فأرسلنا عليهم ريحا شديدة الهبوب في أيام نحسة لنذيقهم عذاب الذل في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أذل لهم، وهم هنالك لا ينصرون بدفع العذاب عنهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ الهون ﴾ أي الهوان.
تفسير المعاني :
وأما بنو ثمود فدللناهم الطريق المستقيم، فاختاروا الضلالة على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب المهين جزاء لهم على ما كانوا يعملون.
تفسير المعاني :
ونجينا الذين آمنوا منهم واتقوا من تلك الصاعقة فلم يهلكوا مع الهالكين.
تفسير الألفاظ :
﴿ يحشر ﴾ أي يجمع. وأصل الحشر جمع الناس وسوقهم للحرب. يقال حشرهم يحشرهم حشرا أي جمعهم. ﴿ يوزعون ﴾ أي يحبس أولهم على آخرهم لئلا يتفرقوا، مأخوذ من وزعه يزعه وزعا أي منعه وكفه.
تفسير المعاني :
ويوم يجمع أعداء الله لإدخالهم النار فهم لكثرتهم يحبس أولهم على آخرهم كما يفعل بقطيع الغنم..
تفسير المعاني :
حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يقترفون من الآثام والمنكرات في حياتهم الدنيا.
تفسير المعاني :
وقالوا لجلودهم : لم شهدتم علينا وأنتم منا وستألمون معنا : قالوا : أنطقنا الذي أنطق كل شيء، وهو خلقكم ابتداء من لا شيء وإليه ترجعون للحساب.
تفسير المعاني :
وما كنتم أيها الناس تتسترون عند ارتكاب الفواحش عن أعضائكم ظنا أنها لا تشهد عليكم، وتوهما أن الله لا يعلم كثيرا مما تقترفون.
تفسير الألفاظ :
﴿ أرداكم ﴾ أي أسقطكم في الردى أي الهلاك. يقال ردي يردى ردى أي سقط وهلك، وأرداه يرديه أسقطه وأهلكه. ﴿ من الخاسرين ﴾ أي من المضيعين. يقال خسر التاجر يخسر خسارة وخسارا أي أضاع ولم يربح.
تفسير المعاني :
ذلك الظن السيئ بربكم هو الذي أهلككم فأصبحتم خاسرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ مثوى ﴾ أي محل إقامة. يقال ثوى بالمكان يثوى به أي أقام به. ﴿ يستعتبوا ﴾ أي يطلبوا العتبى وهي الرجوع إلى ما يحبون. ﴿ فما هم من المعتبين ﴾ أي فما هم بحاصلين على العتبى أي الرضا والرجوع إلى ما يحبون.
تفسير المعاني :
فإن يصبروا فالنار مكان لهم، وإن يطلبوا رضا الله عنهم فما عليه بحاصلين.
تفسير الألفاظ :
﴿ وقيضنا لهم ﴾ أي وقدرنا لهم، وأتحنا لهم. ﴿ قرناء ﴾ أي أخدانا جمع قرين. ﴿ ما بين أيديهم ﴾ من أمر الدنيا﴿ وما خلفهم ﴾ من أمر الآخرة. ﴿ وحق ﴾ أي وثبت ووجب. يقال حق الأمر يحق ويحق حقا أي ثبت ووجب. ﴿ في أمم ﴾ أي في جملة أمم. ﴿ خلت ﴾ أي مضت.
تفسير المعاني :
وقدرنا لهم أصحابا فزينوا لهم أمر دنياهم وأخراهم بالباطل ووجبت عليهم كلمة العذاب في جملة أمم قد مضت من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ والغوا فيه ﴾ أي وشوشوا فيه. يقال لغا يلغو لغوا أي شوش وقال ما لا يعتد به من القول.
تفسير المعاني :
وقال الذين كفروا : شوشوا على من يقرأ القرآن ولا تصغوا إليه لعلكم تمنعون تأثيره في الناس فلنذيقن الكافرين عذابا شديدا، ولنجزينهم بأسوأ أعمالهم.
تفسير المعاني :
وقال الذين كفروا : شوشوا على من يقرأ القرآن ولا تصغوا إليه لعلكم تمنعون تأثيره في الناس فلنذيقن الكافرين عذابا شديدا، ولنجزينهم بأسوأ أعمالهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ دار الخلد ﴾ أي دار الخلود.
تفسير المعاني :
ذلك الجزاء الأسوأ هو النار جزاء أعداء الله، لهم فيها دار الخلود عقوبة لهم على ما كانوا يكفرون.
تفسير المعاني :
وقال الذين كفروا وهم في النار : ربنا أرنا شياطين الفريقين : شياطين الجن، وشياطين الإنس العاملين على إضلال الناس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين.
تفسير الألفاظ :
﴿ تتنزل ﴾ أي تنزل في مهلة وتؤدة.
تفسير المعاني :
إن الذين قالوا : ربنا الله. اعترافا بربوبيته وإقرارا بوحدانيته، ثم استقاموا في أعمالهم ومعاملاتهم، أولئك تنزل عليهم الملائكة تزيل عن صدورهم المخاوف التي تعتريهم والأحزان التي تلم بهم في دنياهم، وتبشرهم بالجنة التي وعدوا بها، وقيل تنزل عليهم الملائكة عند الموت أو الخروج من القبر فتبشرهم بما يذهب عنهم الخوف والحزن.
تفسير الألفاظ :
﴿ أولياؤكم ﴾ أي متولو أمركم. ﴿ ولكم فيها ما تدعون ﴾ أي ما تتمنون، مشتق من الدعاء وهو الطلب.
تفسير المعاني :
ومما يدل على أن هذا يكون في الدنيا قوله تعالى بعده : نحن أولياؤكم، أي متولوا أموركم، في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهيه أنفسكم ولكم فيها ما تطلبون.
تفسير الألفاظ :
﴿ نزلا ﴾ النزل ما يقدم للضيف من الأغذية الخفيفة عند حلوله إكراما له قبل الطعام.
تفسير المعاني :
تقدمة لكم من غفور رحيم.
تفسير المعاني :
ومن أحسن مذهبا وأقوم سبيلا ممن دعا إلى عبادة الله وعمل هو نفسه عملا صالحا وقال معلنا : إنني من المسلمين.
تفسير الألفاظ :
﴿ بالتي هي أحسن ﴾ أي بالخصلة التي هي أحسن الخصال. ﴿ ولي ﴾ الولي هو الصاحب والناصر. ﴿ حميم ﴾ الحميم هو القريب والصديق الشفيق.
تفسير المعاني :
ولا تستوي الفعلة الحسنة ولا الفعلة السيئة، فإذا اعترضتك سيئة فادفعها بحسنة فذلك أفعل في دفعها وتجعل الذي بينك وبينه عداوة كأنه صديق شفيق.
تفسير الألفاظ :
﴿ حظ ﴾ أي نصيب، والمراد نصيب من الخير.
تفسير المعاني :
وهذه الحكمة لا يوفق إليها إلا الصابرون ولا يعطاها إلا كل ذي حظ من السعادة عظيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ وإما ينزغنك ﴾ أي وإن ينزغنك، وما زائدة، والنزغ هو النخس، شبه وسوسة الشيطان بالنخس لأنها تبعث على ما لا ينبغي. ﴿ فاستعذ بالله ﴾ أي فالتجئ إلى الله.
تفسير المعاني :
وإن يصبك من الشيطان وسوسة فاستجر بالله إنه سميع لاستعاذتك، عليم بنيتك أو بطريق صلاحك.
تفسير المعاني :
ومن آيات حدوث الليل والنهار على التعاقب : الأول للسكون والاستراحة، والثاني للكد والعمل. ومن آياته كذلك الشمس والقمر : الأولى للإضاءة وإيتاء الأرض بحاجتها من الحرارة والاشعاعات المحيية، والثاني ليقوم مقامها في بعض مزاياها، فلا تسجدوا لأحدهما بأي اعتبار كان، واسجدوا للذي خلقهما إن كنتم تعبدونه بحق.
تفسير الألفاظ :
﴿ يسبحون ﴾ أي ينزهون الله عن النقص. ﴿ ولا يسأمون ﴾ أي لا يملون. يقال سئمه يسأمه سأما أي مله.
تفسير المعاني :
فإن استكبروا عن الامتثال، فالملائكة الذين عنده ينزهونه ليلا نهارا وهم لا يسأمون.
تفسير الألفاظ :
﴿ خاشعة ﴾ أي يابسة قاحلة، مستعار من الخشوع وهو التذلل. ﴿ اهتزت ﴾ أي تحركت بالنبات. ﴿ وربت ﴾ أي زادت ونمت بظهور النبات على سطحها، من ربا يربو ربا أي زاد.
تفسير المعاني :
ومن آياته أنك ترى الأرض يابسة فإذا أنزلنا عليها الماء تحركت ونمت، إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير.
تفسير الألفاظ :
﴿ يلحدون ﴾ أي يميلون عن الاستقامة.
تفسير المعاني :
إن الذين يميلون عن الاستقامة في تناول آياتنا بالطعن لا يخفون علينا فسنجازيهم على إلحادهم، أفمن يرمى في النار تذوب أعضاؤه بحرّها أفضل أم من يأتي آمنا يوم القيامة ؟ فاعملوا أيها الكافرون ما بدا لكم إنه بما تعملون بصير.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ﴾ خبر إن محذوف تقديره معاندون أو جاهلون. ﴿ عزيز ﴾ أي عديم النظير، أو منيع لا يتأتى إبطاله.
تفسير المعاني :
إن الذين كفروا بالقرآن كما جاءهم لجاهلون أغبياء، وإنه لكتاب عديم النظير.
تفسير الألفاظ :
﴿ حميد ﴾ أي محمود.
تفسير المعاني :
لا يأتي القرآن الباطل من أية جهة من جهاته، تنزيل من إله حكيم محمود بكل لسان.
تفسير المعاني :
ما يقال لك يا محمد من السفسطات والاستشكالات والاستهزاءات إلا ما قد قيل مثله للرسل الذين تقدموك، إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم.
تفسير الألفاظ :
﴿ لولا ﴾ أي هلا. ﴿ فصلت آياته ﴾ أي بينت آياته بلسان نفقهه. ﴿ أأعجمي وعربي ﴾ أي أكلام عجمي ومخاطب عربي. والأعجمي هو الذي لا يفهم كلامه من جنس غير عربي، وهذا خلاف العجمي أي الفارسي. ﴿ وقر ﴾ أي ثقل، يقال وقرت أذنه تقر وقرا ووقرت أي أصابها ثقل. ﴿ أولئك ينادون من مكان بعيد ﴾ أي هم في عدم قبولهم واستماعهم له كمن يصاح بهم من مسافة بعيدة.
تفسير المعاني :
ولقد قالوا : هلا أنزل القرآن بلغة العجم، ولو جعلناه بتلك اللغة لقالوا : قرآن أعجمي ومخاطب عربي، هلا بينت آياته بلسان نفهمه ؟ قل : هو للذين آمنوا هدى إلى الحق وشفاء لأمراض نفوسهم، والذين لا يؤمنون في آذانهم ثقل عن سماعه، وهو عليهم عمى عن رؤية الحق، أولئك بعداء عن قبوله كمن ينادون من مكان بعيد فلا يسمعون.
تفسير الألفاظ :
﴿ وإنهم ﴾ أي اليهود. ﴿ مريب ﴾ موقع في الشك. يقال رابه الأمر يريبه وقع منه في شك.
تفسير المعاني :
ولقد أعطينا موسى التوراة فاختلف فيها، ولولا كلمة سبقت من ربك، وهي تأخير عذابهم، لقضى بينهم بالاستئصال، وإنهم لفي شك منه موقع في الريب.
تفسير المعاني :
من عمل صالحا فإنما نفعه لنفسه ومن أساء فإساءته على نفسه، وما ربك بظلام للعبيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ أكمامها ﴾ جمع كم بالكسر وهو وعاء الثمر. ﴿ آذناك ﴾ أي أعلمناك. يقال آذنه بمجيئه أي أعلمه به.
تفسير المعاني :
إذا سأل سائل عن الساعة فإليه يرد علمها دون غيره، وما تخرج من ثمرات من أوعيتها وما تحمل من أنثى إلا هو مقرون بعلمه. ويوم يناديهم : أين شركائي ؟ قالوا : أعلمناك يا ربنا مأمنا من أحد يشهد لهم بالشركة.
تفسير الألفاظ :
﴿ وضل عنهم ﴾ أي وغاب عنهم. ﴿ محيص ﴾ أي مهرب. يقال حاص عنه يحيص حيصا أي حاد عنه.
تفسير المعاني :
وغاب عنهم ما كانوا يدعون من قبل، واعتقدوا أنه ليس لهم من مهرب من العذاب.
تفسير الألفاظ :
﴿ لا يسأم الإنسان ﴾ أي لا يملّ. يقال سئمه يسأمه سأما : مله. ﴿ فيؤوس ﴾ أي كثير اليأس. ﴿ قنوط ﴾ أي كثير القنوط أي اليأس. يقال قنط يقنط قنوطا أي يئس.
تفسير المعاني :
لا يمل الإنسان من طلب الخير، وإن أصابه الشر فكثير اليأس.
تفسير الألفاظ :
﴿ ضراء ﴾ الشدة والمرض. ﴿ هذا لي ﴾ أي أستحقه، أو لي دائما لا يزول. ﴿ رجعت ﴾ أي رددت، ورجع يستعمل متعديا ولازما. ﴿ للحسنى ﴾ أي للمثوبة الحسنى. والحسنى مؤنث الأحسن.
تفسير المعاني :
ولئن أذقناه رحمة منا ليقولن هذا أستحقه وسيدوم لي وما أظن الساعة آتية، وإن أتت، وأرجعت إلى ربي فلابد من أن ألاقي عنده الحالة الحسنى من الكرامة، فلنخبرن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب شديد.
تفسير الألفاظ :
﴿ ونأى ﴾ أي وتباعد وأعرض.
تفسير المعاني :
وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض عن الشكر، وإذا مسه شر أكثر من الدعاء وأسرف في طلب الفرج.
تفسير الألفاظ :
﴿ شقاق ﴾ أي خلاق ونزاع.
تفسير المعاني :
قل : أخبروني إن كان هذا القرآن من عند الله ثم كفرتم به فمن يكون أضل منكم وأنتم في خلاف فيه شديد ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ في الآفاق ﴾ أي النواحي، مفرده أفق وأفق.
تفسير المعاني :
سنريهم دلائلنا بصحته في نواحي الأرض وفي أنفسهم أي وفي مجتمعهم حتى يتبين لهم أنه حق من عند الله، أو لم يكف أن ربك مطلع على كل شيء ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ في مرية ﴾ أي في شك. يقال امترى في الشيء أي شك فيه.
تفسير المعاني :
ألا إنهم في شك من لقاء ربهم في الدار الآخرة إذ لا يعتقدون بالبعث، ألا إنه عالم بجملة الأشياء وتفصيلها، محيط بها إحاطة اقتدار، لا يفلت منه شيء منها.
Icon