تفسير سورة الشورى

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة الشورى من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١٠٨٤- قوله تعالى :﴿ لقضي بينهم ﴾ أي : لفصل بينهم. ( الفروق : ١٠/٥ )
١٠٨٥- إن الذنوب سبب المصائب لقوله تعالى :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ﴾. ( الذخيرة : ٢/٤٣٣ )
١٠٨٦- كسب معناه : إيجاد الفعل على نوع من التعاطي والمحاولة. ولذلك يقال : " الإنسان يكسب " ولا يقال الله تعالى : " يكسب ". قال الله تعالى :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ﴾. ( الأمنية في إدراك النية، مطبوع مع كتاب " الإمام القرافي وأثره... " ٤٩٦ )
١٠٨٧- تكفِّر التوبة والعقوبات السيئات وتمحو آثارها، ومن ذلك المصائب المؤلمات لقوله تعالى :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ﴾ ولقوله عليه السلام : " لا يصيب المؤمن وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر بها ذنوبه " ١ فالمصيبة كفارة للذنوب جزما سواء اقترن بها السخط أو الصبر والرضى، فالسخط معصية أخرى، ونعني بالسخط عدم الرضى بالقضاء لا التألم من المقتضيات. والصبر من القرب الجميلة، فإذا تسخط جعلت سيئة، ثم قد يكون السيئة قدر السيئة التي كفرتها المصيبة العظيمة تكفر من السيئات أكثر من المصيبة اليسيرة. فالتكفير واقع قطعا، تسخط المصاب أو صبر. غير انه عن صبر اجتمع التكفير والأجر، وإن تسخط فقد يعود الذي تكفر بالمصيبة بما جناه من التسخط أو أقل منه أو أكثر، وعلى هذا يحمل ما في بعض الأحاديث من ترتيبه المثوبات على المصائب، أي إذا صبر ليس إلا. فالمصيبات لا ثواب فيها قطعا من جهة أنها مصيبة لأنها غير مكتسبة. والتكفير بالمصيبة يقع بالمكتسب وبغير المكتسب، ومنه قوله عليه السلام في مسلم وغيره : " لا يموت لأحدكم ثلاثة من الولد إلا كن له حجابا من النار، قالت : قلت يا رسول الله : واثنان ؟ قال : واثنان. وخلته لو قلت له : وواحد، لقال : وواحد " ٢ والحجاب راجع إلى معنى التكفير، أي : تكفر مصيبة فقد الولد ذنوبا كان شأنها أن يدخل بها النار، فلما كفرت تلك الذنوب بطل دخول النار بسببها، فصارت المصيبة كالحجاب المانع من دخول النار من مجاز التشبيه. ( الفروق : ٤/٢٣٣ وما بعدها )
١ - خرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها، بلفظ آخر. والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب المريض..
٢ - ن : صحيح البخاري : كتاب الجنائز، الباب : ٩٢، وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة، الحديث : ١٥٠-١٥١. وسند الإمام أحمد : ١/٣٧٥-٤٢١. ومسند الطيالسي، ح : ٥٦٢..
١٠٨٦- يظل الرجل – بالظاء القائمة- بمعنى : يصير، ومنه قوله تعالى :﴿ ظل وجهه مسودا١ و﴿ يظللن رواكد على ظهره ﴾. ( الذخيرة : ٢/٦٢ )
١ - سورة النحل : ٥٨..
١٠٨٩- في الحديث : قال عليه السلام : " ينادي مناد يوم القيامة : من له حق على الله فليقم، فيقومون العافون عن الناس " وهو معنى قوله تعالى :﴿ فمن عفا وأصلح فأجره على الله ﴾. ( نفسه : ١٣/٣٤١ )
١٠٩٠- أي من معزومها ومطلوبها عند الله. ( الفروق : ٤/٢٩٣ )
١٠٩١- أي : دون القتال، فهذه موادعة نسخت بآية السيف١. ( الاستغناء : ٥٠٤ )
١ - يقول د مصطفى زيد :"وواضح أن منشأ دعوى النسخ هنا، عند القائلين بها أن أسلوب القصر في الآية يقتضي في فهمهم حصر وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ دون القتال، فلما أذن له في القتال نسخ هذا الإذن ذلك الحصر..." ن : انسخ في القرآن : ١/٤٢٥.
وقد ساق الدكتور مجموعة من الآيات المشابهة، مثبتا في الوقت ذاته أن لا علاقة لها. ن : هذا البحث في كتابه النسخ في القرآن: ١/٤٢٥ وما بعدها..

١٠٩٢- استثناء من الأحوال، وهذا المصدر مؤول باسم الفاعل أو باسم المفعول، تقديره : ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا إليه " أن كانت الحال من اسم الله. أو : " موحى إليه " أن كانت الحال من المفعول. ( نفسه : ٥٥١-٥٥٢ )
Icon