تفسير سورة الذاريات

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
بسم الله كلمة عزيزة من ذكرها عز لسانه، ومن عرفها تهتز بصحبتها جنانه.
" بسم الله " كلمة للألباب غلابة، كلمة لأرواح المحبين سلابة.

قوله جل ذكره :﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾.
والذارياتُ : أي الرياح الحاملات ﴿ وِقْراً ﴾ أي السحاب ﴿ فَالْجَارِياتِ ﴾ أي السفن. ﴿ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً ﴾ أي الملائكة. . . أقسم بربِّ هذه الأشياء وبقدرته عليها. وجواب القسم :﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ. . . ﴾ والإشارة في هذه الأشياء أن من جملة الرياح. الرياح الصيحية تحمل أنينَ المشتاقين إلى ساحات العزَّةِ فيأتي نسيمُ القربةِ إلى مَشَامِّ أسرارِ أهل المحبة. . . فعندئذٍ يجدون راحةً من غَلَبَات اللوعة، وفي معناه أنشدوا :
وإني لأستهدي الرياحَ نسيمكم إذا أقبلَتْ من أرضكم بهبوب
وأسألُها حمْلَ السلام إليكمو فإنْ هي يوماً بَلَّغتْ. . فأجيبي
ومن السحاب ما يُمطر بعتاب الغيبة، ويُؤْذن بهواجم النَّوى والفُرْقة. فإذا عَنَّ لهم من ذلك شيء أبصروا ذلك بنور بصائرهم، فيأخذون في الابتهال، والتضرُّع في السؤال استعاذةً منها. . . كما قالوا :
أقول- وقد رأيتُ لها سحاباً من الهجران مقبلة إلينا
وقد سحَّت عزاليها بِبَيْنٍ حوالينا الصدودُ ولا علينا
وكما قد يَحْملُ الملاَّحُ بعضَ الفقراء بلا أجرة طمعاً في سلامة السفينة - فهؤلاء يرْجُون أن يُحمَلُوا في فُلْكِ العناية في بحار القدرة عند تلاطم الأمواج حول السفينة. ومِنَ الملائكةِ مَنْ يتنزَّلُ لتفقد أهل الوصلة، أو لتعزية أهل المصيبة، أو لأنواعٍ من الأمور تتصل بأهل هذه القصة، فهؤلاء القوم يسألونهم عن أحوالهم : هل عندهم خيرٌ عن فراقهم ووصالهم - كما قالوا :
بربِّكما يا صاحبيَّ قِفَا بيا أسائلكم عن حالهم وآسألانيا
﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾ : الحقُّ - سبحانه- وَعَدَ المطيعين بالجنة، والتائبين بالرحمة، والأولياءَ بالقربة، والعارفين بالوصلة، ووَعَدَ أرباب المصائب بقوله :﴿ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ [ البقرة : ١٥٦، ١٥٧ ]، وهم يتصدون لاستبطاء حُسْنِ الميعاد - واللَّهُ رؤوفٌ بالعباد.
قوله جلّ ذكره :﴿ والسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴾.
﴿ ذَاتِ الْحُبُكِ ﴾ أي ذات الطرائق الحسنة - وهذا قَسَمٌ ثانٍ، وجوابه :﴿ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴾ يعني في أمر محمدٍ صلى الله عليه وسلم فأحدهم يقول : إنه ساحر، وآخر يقول : مجنون، وثالث يقول : شاعر. . . . وغير ذلك.
والإشارة فيه إلى القسم بسماء التوحيد ذات الزينة بشمس العرفان، وقمر المحبة، ونجوم القُرب. . . إنكم في باب هذه الطريقة لفي قولٍ مختلف ؛ فَمِنْ مُنْكِرٍ يجحد الطريقة، ومِنْ مُعترِضٍ يعترض على أهلها يتوهَّم نقصانهم في القيام بحق الشريعة، ومن متعسِّفٍ لا يخرج من ضيق حدود العبودية ولا يعرف خبراً عن تخصيص الحقِّ أولياءَه بالأحوال السنية، قال قائلهم :
فد سَحبَ الناسُ أذيال الظنون بنا وفَرَّقَ الناسُ فينا قولهم فِرقَا
فكاذبٌ قد رمى بالظنِّ غَيْرتكم وصادقٌ ليس يدري أنه صَدَقَا
قوله جل ذكره :﴿ يُؤْفَكُ عَنْهُ مِنْ أُفِكَ ﴾.
أي يُصْرَفُ عنه مَنْ صُرِف، وذلك أنهم كانوا يصدُّون الناسَ عنه ويقولون : إنه لمجنون.
قوله جل ذكره :﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴾.
لُعِنَ الكذَّابون الذين هم في غمرة الضلالة وظلمة الجهالة ساهون لاهون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠:قوله جل ذكره :﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴾.
لُعِنَ الكذَّابون الذين هم في غمرة الضلالة وظلمة الجهالة ساهون لاهون.

قوله جلّ ذكره :﴿ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينَ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾.
يسألون أيان يومُ القيامة ؟ ؛ يستعجلون بها، فلأَجْلِ تكذيبهم بها كانت نفوسُهم لا تسكن إليها. ويوم هم على النار يُحْرَقون ويُعَذَّبون يقال لهم : قاسوا عقوبتكم، هذا الذي كنتم به تَسْتَعْجِلُونَ.
والإشارة فيه إلى الذين يَكْذِبون في أعمالهم لِمَا يتداخلهم من الرياء، ويكذبون في أحوالهم لِمَا يتداخلهم من الإعجاب، ويكذبون على الله فيما يدَّعونه من الأحوال. . . قُتِلُوا ولُعِنوا. . . وسيلقون غِبَّ تلبيسهم بما يُحْرَمون من اشتمام رائحة الصدق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:قوله جلّ ذكره :﴿ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينَ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾.
يسألون أيان يومُ القيامة ؟ ؛ يستعجلون بها، فلأَجْلِ تكذيبهم بها كانت نفوسُهم لا تسكن إليها. ويوم هم على النار يُحْرَقون ويُعَذَّبون يقال لهم : قاسوا عقوبتكم، هذا الذي كنتم به تَسْتَعْجِلُونَ.
والإشارة فيه إلى الذين يَكْذِبون في أعمالهم لِمَا يتداخلهم من الرياء، ويكذبون في أحوالهم لِمَا يتداخلهم من الإعجاب، ويكذبون على الله فيما يدَّعونه من الأحوال... قُتِلُوا ولُعِنوا... وسيلقون غِبَّ تلبيسهم بما يُحْرَمون من اشتمام رائحة الصدق.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:قوله جلّ ذكره :﴿ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينَ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾.
يسألون أيان يومُ القيامة ؟ ؛ يستعجلون بها، فلأَجْلِ تكذيبهم بها كانت نفوسُهم لا تسكن إليها. ويوم هم على النار يُحْرَقون ويُعَذَّبون يقال لهم : قاسوا عقوبتكم، هذا الذي كنتم به تَسْتَعْجِلُونَ.
والإشارة فيه إلى الذين يَكْذِبون في أعمالهم لِمَا يتداخلهم من الرياء، ويكذبون في أحوالهم لِمَا يتداخلهم من الإعجاب، ويكذبون على الله فيما يدَّعونه من الأحوال... قُتِلُوا ولُعِنوا... وسيلقون غِبَّ تلبيسهم بما يُحْرَمون من اشتمام رائحة الصدق.

قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنينَ ﴾.
في عاجلهم في جنَّتِ وَصْلِهم، وفي آجلهم في جنّاتِ فَضْلِهم ؛ فغداً درجات ونجاة، واليومَ قرُبات ومناجاة، فما هو مؤجَّلٌ حظُّ أنفسِهم، وما هو معجّلٌ حقُّ ربِّهم. هم آخذين اليوم ما آتاهم ربهم ؛ يأخذون نصيبه منه بِيَدِ الشكر والحمد، وغداً يأخذون ما يعطيهم ربُّهم في الجنة من فنون العطاء والرِّفد.
ومَنْ كان اليومَ آخذه بلا وساطة من حيث الإيمان والإتقان، وملاحظة القسمة في العطاء والحرمان. كان غداً آخذه بلا واسطة في الجنان عند اللقاء والعيان. ﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾ ؛ كانوا ولكنهم اليوم بانوا ولكنهم بعد ما أعدناهم حصلوا واستبانوا. . . فهم كما في الخبر :" أعبد الله كأنك تراه. . . ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنينَ ﴾.
في عاجلهم في جنَّتِ وَصْلِهم، وفي آجلهم في جنّاتِ فَضْلِهم ؛ فغداً درجات ونجاة، واليومَ قرُبات ومناجاة، فما هو مؤجَّلٌ حظُّ أنفسِهم، وما هو معجّلٌ حقُّ ربِّهم. هم آخذين اليوم ما آتاهم ربهم ؛ يأخذون نصيبه منه بِيَدِ الشكر والحمد، وغداً يأخذون ما يعطيهم ربُّهم في الجنة من فنون العطاء والرِّفد.
ومَنْ كان اليومَ آخذه بلا وساطة من حيث الإيمان والإتقان، وملاحظة القسمة في العطاء والحرمان. كان غداً آخذه بلا واسطة في الجنان عند اللقاء والعيان. ﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴾ ؛ كانوا ولكنهم اليوم بانوا ولكنهم بعد ما أعدناهم حصلوا واستبانوا... فهم كما في الخبر :" أعبد الله كأنك تراه... ".

قوله جلّ ذكره :﴿ كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّليْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾.
المعنى إمَّا : كانوا قليلاً وكانوا لا ينامون إلا بالليل كقوله تعالى :﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [ سبأ : ١٣ ] أو : كان نومُهم بالليل قليلاً، أو : كانوا لا ينامون بالليل قليلاً.
﴿ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونُ ﴾ : أخبر عنهم أنهم - مع تهجدهم ودُعائهم - يُنْزِلون أنفسَهِم في الأسخار منزلةَ العاصين، فيستغفرون استصغاراً لِقدْرِهم، واستحقاراً لِفِعْلهم.
والليلُ. . . للأحباب في أُنْس المناجاة، وللعصاة في طلب النجاة. والسهرُ لهم في لياليهم دائماً ؛ إمّا لفَرْظِ أَسَفٍ أو لِشدَّةِ لَهَفٍ، وإمَّا لاشتياقٍ أو لفراقٍ - كما قالوا :
كم ليلةٍ فيك لا صباحَ لها أفنْيَتُهَا قابضاً على كبدي
قد غُصَّت العينُ بالدموعِ وقد وَضَعْتُ خدي على بنان يدي
وإما لكمال أُنْسٍ وطيب روح - كما قالوا :
سقى اللَّهُ عيشاً قصيراً مضى زمانَ الهوى في الصبا والمجون
لياليه تحكي انسدادَ لحاظٍ لَعْينِيَ عند ارتداد الجفون
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:قوله جلّ ذكره :﴿ كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّليْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾.
المعنى إمَّا : كانوا قليلاً وكانوا لا ينامون إلا بالليل كقوله تعالى :﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [ سبأ : ١٣ ] أو : كان نومُهم بالليل قليلاً، أو : كانوا لا ينامون بالليل قليلاً.
﴿ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونُ ﴾ : أخبر عنهم أنهم - مع تهجدهم ودُعائهم - يُنْزِلون أنفسَهِم في الأسخار منزلةَ العاصين، فيستغفرون استصغاراً لِقدْرِهم، واستحقاراً لِفِعْلهم.
والليلُ... للأحباب في أُنْس المناجاة، وللعصاة في طلب النجاة. والسهرُ لهم في لياليهم دائماً ؛ إمّا لفَرْظِ أَسَفٍ أو لِشدَّةِ لَهَفٍ، وإمَّا لاشتياقٍ أو لفراقٍ - كما قالوا :
كم ليلةٍ فيك لا صباحَ لها أفنْيَتُهَا قابضاً على كبدي
قد غُصَّت العينُ بالدموعِ وقد وَضَعْتُ خدي على بنان يدي
وإما لكمال أُنْسٍ وطيب روح - كما قالوا :
سقى اللَّهُ عيشاً قصيراً مضى زمانَ الهوى في الصبا والمجون
لياليه تحكي انسدادَ لحاظٍ لَعْينِيَ عند ارتداد الجفون

قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌ لِلسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ ﴾.
السائلُ هو المُتكفِّف، والمحرومُ هو المتعفِّف - ويقال هو الذي يحرم نفسه بترك السؤال. . هؤلاء هم الذين يُعْطُون بشرط العلم، فأمَّا أصحابُ المروءة : فغير المستحق لمالهم أَوْلَى من المستحق. وأما أهل الفترة فليس لهم مالٌ حتى تتوجه عليهم مطالبة ؛ لأنهم أهل الإيثار- في الوقت- لكلِّ ما يُفْتَحُ عليهم به.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِى الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ وَفِى السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾.
كما أَنَّ الأرضَ تحمل كلَّ شيء فكذلك العارف يتحمَّل كلَّ أحد.
ومَنْ استثقل أحداً أو تبرَّمَ برؤية أحدٍ فلِغَيْبته عن الحقيقة، ولمطالعته الخَلْقَ بعين التفرقة - وأهلُ الحقائق لا يتصفون بهذه الصفة.
ومن الآيات التي في الأرض أنها يُلْقَى عليها كلُّ قذارةٍ وقمامة - ومع ذلك تُنْبِتُ كلَّ زَهْرٍ ونَوْرٍ. . . كذلك العارفين يتشرب كلَّ ما يُسْقَى من الجفاء، ولا يترشح إلاَّ بكل خُلُقٍ عَلِيّ وشيمةٍ زكيَّة.
ومن الآيات التي في الأرضِ أنّ ما كان منها سبخاً يُتْرَكُ ولا يُعَمَّر لأنه لا يحتمل العمارة - كذلك الذي لا إيمانَ له بهذه الطريقة يُهْمَل، فمقابلته بهذه الصفة كإلقاء البذر في الأرض السبخة.
﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾ : أي وفي أنفسكم أيضاً آيات، فمنها وقاحتها في همتها، ووقاحتها في صفاتها، ومنها دعاواها العريضة فيما ترى منها وبها، ومنها أحوالها المريضة حين تزعم أَنَّ ذَرّةً أو (. . . ) بها أو منها.
﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ : أي قسمة أرزاقكم في السماء، فالملائكة الموَكَّلون بالأرزاق ينزلون من السماء.
ويقال : السماء ها هنا المطر، فبالمطر ينبت الحَبُّ والمرعى.
ويقال : على رب السماء أرزاقكم لأنه ضَمنَها.
ويقال : قوله :﴿ وَفِي السَّمَاءَِ رِزْقُكُمْ ﴾ وها هنا وقف ثم تبتدئ :﴿ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴾.
أي : إنَّ البعثَ والنشرَ لَحَقٌّ.
ويقال : إنَّ نصري لمحمدٍ ولديني، وللذي أتاكم به من الأحكام - لحقٌّ مثل ما أنَّكم تنطقون.
كما يقال : هذا حقٌّ مثل ما أنك ها هنا.
ويقال : معناه :" إنَّ اللَّهَ رازقُكم " - هذا القولُ حقٌّ مثلما أنكم إذا سُئِلْتُم : مَنْ رَبُّكم ؟ ومَنْ خالقكم ؟ قلتم : الله. . . فكما أنكم تقولون : إن الله خالق - وهذا حقٌّ. . . كذلك القولُ بأَنَّ اللَّهَ رازقٌ - هو أيضاً حقٌّ.
ويقال : كما أنَّ نُطْقَكَ لا يتكلم به غيرُك فرزقُكَ لا يأَكلُه غيرك.
ويقال : الفائدة والإشارة في هذه الآية أنه حال برزقك على السماء، ولا سبيلَ لك إلى العروج إلى السماء لتشتغلَ بما كلفك ولا تتعنَّى في طلب ما لا تصل إليه.
ويقال : في السماء رزقكم، وإلى السماء يُرْفَعُ عَمَلُكُم. . . فإنْ أرَدْتَ أنْ ينزلَ عليكَ رزقُك فأَصْعِدْ إلى السماءِ عمَلَكَ - ولهذا قال : الصلاةُ قَرْعُ باب الرزق، وقال تعالى :
﴿ وَأَْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْألُكَ رِزْقاً ﴾ [ طه : ١٣٢ ].
قوله جلّ ذكره :﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ﴾.
قيل في التفاسير : لم يكن قد أتاه خبرُهم قبل نزول هذه الآية.
وقيل : كان عددُهم اثني عشر مَلَكاً. وقيل : جبريل وكان معه سبعة. وقيل : كانوا ثلاثة.
وقوله :﴿ الْمُكْرَمِينَ ﴾ قيل لقيامه - عليه السلام - بخدمتهم. وقيل : أكرم الضيفَ بطلاقة وجهه، والاستبشار بوفودهم.
وقيل : لم يتكلَّف إِبراهيمُ لهم، وما اعتذر إليهم - وهذا هو إكرام الضيف - حتى لا تكون من المضيف عليه مِنَّةٌ فيحتاج الضيف إلى تحملها.
ويقال : سمّاهم مكرمين لأن غير المدعوِّ عند الكرام كريم.
ويقال : ضيفُ الكرام لا يكون إلا كريماً.
ويقال : المكرمين عند الله.
قوله جلّ ذكره :﴿ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾.
أي سلَّمنا عليك ﴿ سَلاَماً ﴾ فقال إبراهيم : لكم مني ﴿ سَلاَمَاً ﴾.
وقولُهم :﴿ سَلاماً ﴾ أي لك منّا سلام، لأنَّ السلامَ : الأمانُ.
﴿ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾ : أي أنتم قوم منكرون ؛ لأنه لم يكن يعرف مِثْلَهم في الأضياف. ويقال : غُرَبَاء.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأَْكُلُونَ ﴾.
أي عَدَلَ إليهم من حيث لا يعلمون وكذلك يكون الروغان.
﴿ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾ فشواه، وقرَّبه منهم وقال :﴿ أَلاَ تأْكُلُونَ ؟ ﴾ وحين امتنعوا عن الأكل :
﴿ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:قوله جلّ ذكره :﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأَْكُلُونَ ﴾.
أي عَدَلَ إليهم من حيث لا يعلمون وكذلك يكون الروغان.
﴿ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾ فشواه، وقرَّبه منهم وقال :﴿ أَلاَ تأْكُلُونَ ؟ ﴾ وحين امتنعوا عن الأكل :
﴿ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ ﴾.

تَوَهَّمَ أنهم لصوص فقالوا له :﴿ لاَ تَخَفْ ﴾.
﴿ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ ﴾ : أي بَشَّروه بالوَلد، وببقاء هذا الوَلَدِ إلى أن يصير عليماً ؛ والعليم مبالغة من العلم، وإنما يصير عليماً بعد كبره.
﴿ فِي صَرَّةٍ ﴾ أي في صيحة شديدة، ﴿ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ﴾ أي فضربت وجهها بيدها كفعل النساء ﴿ وَقَالَتْ عجُوزٌ عَقِيمٌ ﴾ : أي أنا عجوز عقيم. وقيل : إنها يومَها كانت ابنةَ ثمانٍ وتسعين سنة، وكان إبراهيمُ ابنَ تسع وتسعين سنة.
أي قلنا لكِ كما قال ربُّكِ لنا، وأنْ نُخْبِرَكِ أنَّ اللَّهَ هو المُحْكِمُ لأفعالِه، ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ الذي لا يخفى عليه شيء.
﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ؟ ﴾.
سألهم : ما شأنُكم ؟ وما أمرُكم ؟ وبماذا أُرْسِلْتُم ؟
﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حَجَارَةً مِّن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
هم قوم لوط، ولم نجد فيها غيرَ لوطٍ ومَنْ آمن به.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حَجَارَةً مِّن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
هم قوم لوط، ولم نجد فيها غيرَ لوطٍ ومَنْ آمن به.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حَجَارَةً مِّن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
هم قوم لوط، ولم نجد فيها غيرَ لوطٍ ومَنْ آمن به.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حَجَارَةً مِّن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
هم قوم لوط، ولم نجد فيها غيرَ لوطٍ ومَنْ آمن به.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حَجَارَةً مِّن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
هم قوم لوط، ولم نجد فيها غيرَ لوطٍ ومَنْ آمن به.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ﴾.
تركنا فيها علامةً يعتبر بها الخائفون- دون القاسية قلوبهم.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.
. . . إلى قوله :
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:قوله جلّ ذكره :﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾.
أي بحجة ظاهرة باهرة.

... إلى قوله :

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [ الذاريات : ٤٧ ] : أي جعلنا بينهما وبين الأرض سعة، " وإنا لقادرون " : على أن نزيد في تلك السعة.

أي جعلناها مهاداً لكم ثم أثنى على نَفْسه قائلاً :﴿ فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴾.
دلَّ بهذا كلَّه على كمال قدرته، وعلى تمام فضله ورحمته.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَمِن كُلِّ شَيء خَلَقْنَا زَوْجَينِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾.
أي صنفين في الحيوان كالذَّكَرِ والأنثى، وفي غير الحيوانِ ؛ كالحركة والسكون، والسواد والبياض، وأصناف المتضادات.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾.
أي فارجِعوا إلى الله - والإنسان بإحدى حالتين ؛ إِمَّا حالة رغبةٍ في شيءٍ، أو حالة رهبة من شيء، أو حال رجاء، أو حال خوف، أو حال جَلْبِ نَفْعٍ أو رفع ضُرٍّ. . . وفي الحالتين ينبغي أَنْ يكونَ فِرارُه إلى الله ؛ فإنَّ النافعَ والضارَّ هو اللَّهُ.
ويقال : مَنْ صَحَّ فِرارُه إلى اللّهِ صَحَّ قَرارُه مع الله.
ويقال : يجب على العبد أَنْ يفرَّ من الجهل إلى العلم، ومن الهوى إلى التُّقَى، ومن الشّكِّ إلى اليقين، ومن الشيطانِ إلى الله.
ويقال : يجب على العبد أَنْ يفرَّ من فعله - الذي هو بلاؤه إلى فعله الذي هو كفايته، ومن وصفه الذي هو سخطه إلى وصفه الذي هو رحمته، ومن نفسه - حيث قال :
﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [ آل عمران : ٢٨ ] إلى نفسه حيث قال :﴿ فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ ﴾.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ اللَّهِ إِِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾.
أُخَوِّفُكم أليمَ عقوبته إنْ أَشركْتُم به - فإِنَّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ به.
ثم بيَّنَ أنه على ذلك جرَت عادتُهم في تكذيب الرُّسُل، كأنهم قد توصوا فيما بينهم بذلك.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ﴾.
فأَعْرِضْ عنهم فليست تلحقك - بسوء صنيعهم - ملامةٌ.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَذَكِّرْ فَإِنٍَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
ذَكِّر العاصين عقوبتي ليرجعوا عن خالفةِ أمري، وذَكِّر المطيعين جزيلَ ثوابي ليزدادوا طاعةً وعبادةً، وذَكِّرْ العارفين ما صرَفْتُ عنهم من بلائي، وذكِّرْ الأغنياءَ ما أَتَحْتُ لهم من إحساني وعطائي، وذَكِّر الفقراء ما أوجبْتُ لهم من صَرْفِ الدنيا عنهم وأَعْدَدْتُ له من لقائي.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِّنْهُم مِّن رِّزقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾.
الذين اصطفُْهم في آزالي، وخصَصْتُهم - اليومَ - بحسْنِ إقبالي، ووعدْتُهم جزيلُ أفضالي - ما خَلَقْتُهم إِلاَّ ليعبدونِ.
والذين سخطت عليهم في آزالي، وربطتهم - اليوم - بالخذلان فيما كلَّفتهم من أعمالي، وخَلَقْتُ النارَ لهم- بحُكْم إلهيتي ووجوب حُكْمي في سلطاني - ما خلقتهم إلا لعذابي وأنكالي، وما أَعْدَدْتُ لهم من سلاسلي وأغلالي.
ما أريد منهم أَنْ يُطْعِموا أو يرزقوا أحداً من عبادي فإنَّ الرزَّاقَ أنا.
وما أريد أن يطعمونِ فإِنني أنا اللَّهُ ﴿ ذُو الْقُوَّةِ ﴾ : المتينُ القُوَى.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٦:قوله جلّ ذكره :﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِّنْهُم مِّن رِّزقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾.
الذين اصطفُْهم في آزالي، وخصَصْتُهم - اليومَ - بحسْنِ إقبالي، ووعدْتُهم جزيلُ أفضالي - ما خَلَقْتُهم إِلاَّ ليعبدونِ.
والذين سخطت عليهم في آزالي، وربطتهم - اليوم - بالخذلان فيما كلَّفتهم من أعمالي، وخَلَقْتُ النارَ لهم- بحُكْم إلهيتي ووجوب حُكْمي في سلطاني - ما خلقتهم إلا لعذابي وأنكالي، وما أَعْدَدْتُ لهم من سلاسلي وأغلالي.
ما أريد منهم أَنْ يُطْعِموا أو يرزقوا أحداً من عبادي فإنَّ الرزَّاقَ أنا.
وما أريد أن يطعمونِ فإِنني أنا اللَّهُ ﴿ ذُو الْقُوَّةِ ﴾ : المتينُ القُوَى.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٦:قوله جلّ ذكره :﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِّنْهُم مِّن رِّزقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾.
الذين اصطفُْهم في آزالي، وخصَصْتُهم - اليومَ - بحسْنِ إقبالي، ووعدْتُهم جزيلُ أفضالي - ما خَلَقْتُهم إِلاَّ ليعبدونِ.
والذين سخطت عليهم في آزالي، وربطتهم - اليوم - بالخذلان فيما كلَّفتهم من أعمالي، وخَلَقْتُ النارَ لهم- بحُكْم إلهيتي ووجوب حُكْمي في سلطاني - ما خلقتهم إلا لعذابي وأنكالي، وما أَعْدَدْتُ لهم من سلاسلي وأغلالي.
ما أريد منهم أَنْ يُطْعِموا أو يرزقوا أحداً من عبادي فإنَّ الرزَّاقَ أنا.
وما أريد أن يطعمونِ فإِنني أنا اللَّهُ ﴿ ذُو الْقُوَّةِ ﴾ : المتينُ القُوَى.

قوله جلّ ذكره :﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونَ ﴾.
لهم نصيبٌ من العذابِ مثلَ نصيبِ مَنْ سَلَفَ من أصحابهم من الكفار فلِمَ استعجالُ العذابِ - والعذابُ لن يفوتَهم ؟.
﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِيِنَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُون ﴾.
وهو يوم القيامة.
Icon