وآياتها ثنتان وعشرون
كلماتها : ١١٠ ؛ حروفها : ٤٥٨
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والسماء ذات البروج ( ١ ) واليوم الموعود ( ٢ ) وشاهد ومشهود ( ٣ ) قتل أصحاب الأخدود ( ٤ ) النار ذات الوقود ( ٥ ) إذ هم عليها قعود ( ٦ ) وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ( ٧ ) وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ( ٨ ) الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ( ٩ ) ﴾.
يقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل تنزل بها الكواكب، ويقسم سبحانه باليوم الموعود اليوم الآخر، أي الموعود به، وقد وعد الله أن يجمع الناس لهذا اليوم ويجمع أهل السماء والأرض :﴿ وشاهد ومشهود ﴾ الشاهد قد يكون المراد به الله جل علاه، نقل ذلك عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير. كما بين القرآن :﴿.. وكفى بالله شهيدا ﴾١، ﴿ قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم... ﴾٢، وقد يكون المراد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في قوله ربنا تبارك اسمه :﴿ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ﴾٣ وقرأ ابن عباس ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ﴾٤.. قلت : وقد يشهد المال على صاحبه... ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم :( إن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة ).
والمشهود له : الله الواحد يشهد له الخلق بالتوحيد، والمشهود عليه الخلق، تشهد عليهم الأنبياء والملائكة والصحف وتشهد عليهم الجوارح، وقد كثرت الأقوال في معنى الشاهد والمشهود حتى بلغت ثلاثين قولا ؛ ﴿ قتل أصحاب الأخدود ﴾ جواب القسم على حذف اللام منه للطول. والأصل : لقتل... وقيل : على حذف اللام وقد، والأصل : لقد قتل... وقال بعض المحققين : إن الأظهر أنها دعائية دالة على الجواب، كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء أن كفار قريش لملعونون أحقاء بأن يقال فيهم : قتلوا ! كما هو شأن أصحاب الأخدود. لما أن السورة وردت لتثبيت المؤمنين على ما هم عليه من الإيمان، وتصبيرهم على أذية الكفرة، وتذكيرهم بما جرى ممن تقدمهم من التعذيب لأهل الإيمان وصبرهم على ذلك، حتى يأتسوا بهم، ويصبروا على ما كانوا يلقون من قومهم، ويعلموا أنهم مثل أولئك عند الله عز وجل في كونهم ملعونين مطرودين... والأخدود الشق في الأرض.
في صحيح مسلم عن صهيب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر ؛ فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه ؛ فكان في طريقه إذا سلك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه ؛ فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه ؛ فشكا ذلك إلى الراهب ؛ فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ؛ وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ؛ فبينما هو كذلك إذا أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس ؛ فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني ! أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبلى ؛ فإذا ابتليت فلا تدل علي ؛ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء ؛ فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال : إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله ؛ فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ؟ فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال ربي ؛ قال : ولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله ؛ فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ؛ فجيء بالغلام فقال له الملك : أي بني ! أقد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل ؟ قال : أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك ؛ فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك. فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقل : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتهم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ؛ فذهبوا فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل، فسقطوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ؛ فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ؛ فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ؛ قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس، في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل : باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ؛ فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه، في موضع السهم، فمات، فقال الناس : آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! فأتى الملك، فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس ؛ فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت، وأضرم النيران، وقال : من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها- أو قيل له اقتحم- ففعلوا ؛ حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام : يا أمه اصبري فإنك على الحق ) ﴿ النار ذات الوقود ﴾ بدل اشتمال من الأخدود، وقد أوقد اللعين نارا كثيرة الحطب متأججة اللهب، ﴿ إذ هم عليها قعود ﴾ حين أحدق أعوان الطاغية وقعدوا حول النار ﴿ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ﴾ يشاهدون تحريق المؤمنين ؛ وقيل :﴿ على ﴾ بمعنى مع، والمعنى : وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من العذاب حضور لا يرقون لهم لغاية قسوة قلوبهم، وما عابوا منهم ولا كرهوا إلا أنهم ثبتوا على الإيمان بالله الواحد. وكفروا بتأليه الطاغوت ذلك المنهاج من تأكيد المدح بما يشبه الذم، ﴿ العزيز الحميد ﴾ القاهر الذي يغلب ولا يُغلب، ولا يرافع ولا يُدافع ؛ المحمود حقا، والذي يرجى ثوابه ﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم... ﴾٥ ؛ ﴿ الذي له ملك السماوات والأرض ﴾ والله المعبود بحق هو موجد السماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما وما بينهما، وهو مليك ذلك كله ومالكه ؛ ﴿ والله على كل شيء شهيد ﴾ فهو عليم سميع بصير رقيب خبير بجميع الأشياء، ومنها صبر المؤمنين على الحق، وإيثارهم رضا ربهم حتى على حياتهم ؛ ورقيب سبحانه على فجور الكافرين وشرورهم وفسادهم وبغيهم، وسيجزى كل فريق بما عمل.
﴿ والسماء ذات البروج ( ١ ) واليوم الموعود ( ٢ ) وشاهد ومشهود ( ٣ ) قتل أصحاب الأخدود ( ٤ ) النار ذات الوقود ( ٥ ) إذ هم عليها قعود ( ٦ ) وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ( ٧ ) وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ( ٨ ) الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ( ٩ ) ﴾.
يقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل تنزل بها الكواكب، ويقسم سبحانه باليوم الموعود اليوم الآخر، أي الموعود به، وقد وعد الله أن يجمع الناس لهذا اليوم ويجمع أهل السماء والأرض :﴿ وشاهد ومشهود ﴾ الشاهد قد يكون المراد به الله جل علاه، نقل ذلك عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير. كما بين القرآن :﴿.. وكفى بالله شهيدا ﴾١، ﴿ قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم... ﴾٢، وقد يكون المراد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في قوله ربنا تبارك اسمه :﴿ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ﴾٣ وقرأ ابن عباس ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ﴾٤.. قلت : وقد يشهد المال على صاحبه... ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم :( إن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة ).
والمشهود له : الله الواحد يشهد له الخلق بالتوحيد، والمشهود عليه الخلق، تشهد عليهم الأنبياء والملائكة والصحف وتشهد عليهم الجوارح، وقد كثرت الأقوال في معنى الشاهد والمشهود حتى بلغت ثلاثين قولا ؛ ﴿ قتل أصحاب الأخدود ﴾ جواب القسم على حذف اللام منه للطول. والأصل : لقتل... وقيل : على حذف اللام وقد، والأصل : لقد قتل... وقال بعض المحققين : إن الأظهر أنها دعائية دالة على الجواب، كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء أن كفار قريش لملعونون أحقاء بأن يقال فيهم : قتلوا ! كما هو شأن أصحاب الأخدود. لما أن السورة وردت لتثبيت المؤمنين على ما هم عليه من الإيمان، وتصبيرهم على أذية الكفرة، وتذكيرهم بما جرى ممن تقدمهم من التعذيب لأهل الإيمان وصبرهم على ذلك، حتى يأتسوا بهم، ويصبروا على ما كانوا يلقون من قومهم، ويعلموا أنهم مثل أولئك عند الله عز وجل في كونهم ملعونين مطرودين... والأخدود الشق في الأرض.
في صحيح مسلم عن صهيب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر ؛ فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه ؛ فكان في طريقه إذا سلك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه ؛ فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه ؛ فشكا ذلك إلى الراهب ؛ فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ؛ وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ؛ فبينما هو كذلك إذا أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس ؛ فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني ! أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبلى ؛ فإذا ابتليت فلا تدل علي ؛ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء ؛ فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال : إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله ؛ فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ؟ فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال ربي ؛ قال : ولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله ؛ فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ؛ فجيء بالغلام فقال له الملك : أي بني ! أقد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل ؟ قال : أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك ؛ فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك. فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقل : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتهم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ؛ فذهبوا فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل، فسقطوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ؛ فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ؛ فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ؛ قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس، في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل : باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ؛ فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه، في موضع السهم، فمات، فقال الناس : آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! فأتى الملك، فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس ؛ فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت، وأضرم النيران، وقال : من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها- أو قيل له اقتحم- ففعلوا ؛ حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام : يا أمه اصبري فإنك على الحق ) ﴿ النار ذات الوقود ﴾ بدل اشتمال من الأخدود، وقد أوقد اللعين نارا كثيرة الحطب متأججة اللهب، ﴿ إذ هم عليها قعود ﴾ حين أحدق أعوان الطاغية وقعدوا حول النار ﴿ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ﴾ يشاهدون تحريق المؤمنين ؛ وقيل :﴿ على ﴾ بمعنى مع، والمعنى : وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من العذاب حضور لا يرقون لهم لغاية قسوة قلوبهم، وما عابوا منهم ولا كرهوا إلا أنهم ثبتوا على الإيمان بالله الواحد. وكفروا بتأليه الطاغوت ذلك المنهاج من تأكيد المدح بما يشبه الذم، ﴿ العزيز الحميد ﴾ القاهر الذي يغلب ولا يُغلب، ولا يرافع ولا يُدافع ؛ المحمود حقا، والذي يرجى ثوابه ﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم... ﴾٥ ؛ ﴿ الذي له ملك السماوات والأرض ﴾ والله المعبود بحق هو موجد السماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما وما بينهما، وهو مليك ذلك كله ومالكه ؛ ﴿ والله على كل شيء شهيد ﴾ فهو عليم سميع بصير رقيب خبير بجميع الأشياء، ومنها صبر المؤمنين على الحق، وإيثارهم رضا ربهم حتى على حياتهم ؛ ورقيب سبحانه على فجور الكافرين وشرورهم وفسادهم وبغيهم، وسيجزى كل فريق بما عمل.
﴿ والسماء ذات البروج ( ١ ) واليوم الموعود ( ٢ ) وشاهد ومشهود ( ٣ ) قتل أصحاب الأخدود ( ٤ ) النار ذات الوقود ( ٥ ) إذ هم عليها قعود ( ٦ ) وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ( ٧ ) وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ( ٨ ) الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ( ٩ ) ﴾.
يقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل تنزل بها الكواكب، ويقسم سبحانه باليوم الموعود اليوم الآخر، أي الموعود به، وقد وعد الله أن يجمع الناس لهذا اليوم ويجمع أهل السماء والأرض :﴿ وشاهد ومشهود ﴾ الشاهد قد يكون المراد به الله جل علاه، نقل ذلك عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير. كما بين القرآن :﴿.. وكفى بالله شهيدا ﴾١، ﴿ قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم... ﴾٢، وقد يكون المراد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في قوله ربنا تبارك اسمه :﴿ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ﴾٣ وقرأ ابن عباس ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ﴾٤.. قلت : وقد يشهد المال على صاحبه... ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم :( إن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة ).
والمشهود له : الله الواحد يشهد له الخلق بالتوحيد، والمشهود عليه الخلق، تشهد عليهم الأنبياء والملائكة والصحف وتشهد عليهم الجوارح، وقد كثرت الأقوال في معنى الشاهد والمشهود حتى بلغت ثلاثين قولا ؛ ﴿ قتل أصحاب الأخدود ﴾ جواب القسم على حذف اللام منه للطول. والأصل : لقتل... وقيل : على حذف اللام وقد، والأصل : لقد قتل... وقال بعض المحققين : إن الأظهر أنها دعائية دالة على الجواب، كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء أن كفار قريش لملعونون أحقاء بأن يقال فيهم : قتلوا ! كما هو شأن أصحاب الأخدود. لما أن السورة وردت لتثبيت المؤمنين على ما هم عليه من الإيمان، وتصبيرهم على أذية الكفرة، وتذكيرهم بما جرى ممن تقدمهم من التعذيب لأهل الإيمان وصبرهم على ذلك، حتى يأتسوا بهم، ويصبروا على ما كانوا يلقون من قومهم، ويعلموا أنهم مثل أولئك عند الله عز وجل في كونهم ملعونين مطرودين... والأخدود الشق في الأرض.
في صحيح مسلم عن صهيب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر ؛ فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه ؛ فكان في طريقه إذا سلك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه ؛ فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه ؛ فشكا ذلك إلى الراهب ؛ فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ؛ وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ؛ فبينما هو كذلك إذا أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس ؛ فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني ! أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبلى ؛ فإذا ابتليت فلا تدل علي ؛ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء ؛ فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال : إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله ؛ فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ؟ فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال ربي ؛ قال : ولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله ؛ فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ؛ فجيء بالغلام فقال له الملك : أي بني ! أقد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل ؟ قال : أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك ؛ فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك. فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقل : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتهم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ؛ فذهبوا فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل، فسقطوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ؛ فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ؛ فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ؛ قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس، في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل : باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ؛ فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه، في موضع السهم، فمات، فقال الناس : آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! فأتى الملك، فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس ؛ فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت، وأضرم النيران، وقال : من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها- أو قيل له اقتحم- ففعلوا ؛ حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام : يا أمه اصبري فإنك على الحق ) ﴿ النار ذات الوقود ﴾ بدل اشتمال من الأخدود، وقد أوقد اللعين نارا كثيرة الحطب متأججة اللهب، ﴿ إذ هم عليها قعود ﴾ حين أحدق أعوان الطاغية وقعدوا حول النار ﴿ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ﴾ يشاهدون تحريق المؤمنين ؛ وقيل :﴿ على ﴾ بمعنى مع، والمعنى : وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من العذاب حضور لا يرقون لهم لغاية قسوة قلوبهم، وما عابوا منهم ولا كرهوا إلا أنهم ثبتوا على الإيمان بالله الواحد. وكفروا بتأليه الطاغوت ذلك المنهاج من تأكيد المدح بما يشبه الذم، ﴿ العزيز الحميد ﴾ القاهر الذي يغلب ولا يُغلب، ولا يرافع ولا يُدافع ؛ المحمود حقا، والذي يرجى ثوابه ﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم... ﴾٥ ؛ ﴿ الذي له ملك السماوات والأرض ﴾ والله المعبود بحق هو موجد السماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما وما بينهما، وهو مليك ذلك كله ومالكه ؛ ﴿ والله على كل شيء شهيد ﴾ فهو عليم سميع بصير رقيب خبير بجميع الأشياء، ومنها صبر المؤمنين على الحق، وإيثارهم رضا ربهم حتى على حياتهم ؛ ورقيب سبحانه على فجور الكافرين وشرورهم وفسادهم وبغيهم، وسيجزى كل فريق بما عمل.
﴿ والسماء ذات البروج ( ١ ) واليوم الموعود ( ٢ ) وشاهد ومشهود ( ٣ ) قتل أصحاب الأخدود ( ٤ ) النار ذات الوقود ( ٥ ) إذ هم عليها قعود ( ٦ ) وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ( ٧ ) وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ( ٨ ) الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ( ٩ ) ﴾.
يقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل تنزل بها الكواكب، ويقسم سبحانه باليوم الموعود اليوم الآخر، أي الموعود به، وقد وعد الله أن يجمع الناس لهذا اليوم ويجمع أهل السماء والأرض :﴿ وشاهد ومشهود ﴾ الشاهد قد يكون المراد به الله جل علاه، نقل ذلك عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير. كما بين القرآن :﴿.. وكفى بالله شهيدا ﴾١، ﴿ قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم... ﴾٢، وقد يكون المراد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في قوله ربنا تبارك اسمه :﴿ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ﴾٣ وقرأ ابن عباس ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ﴾٤.. قلت : وقد يشهد المال على صاحبه... ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم :( إن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة ).
والمشهود له : الله الواحد يشهد له الخلق بالتوحيد، والمشهود عليه الخلق، تشهد عليهم الأنبياء والملائكة والصحف وتشهد عليهم الجوارح، وقد كثرت الأقوال في معنى الشاهد والمشهود حتى بلغت ثلاثين قولا ؛ ﴿ قتل أصحاب الأخدود ﴾ جواب القسم على حذف اللام منه للطول. والأصل : لقتل... وقيل : على حذف اللام وقد، والأصل : لقد قتل... وقال بعض المحققين : إن الأظهر أنها دعائية دالة على الجواب، كأنه قيل : أقسم بهذه الأشياء أن كفار قريش لملعونون أحقاء بأن يقال فيهم : قتلوا ! كما هو شأن أصحاب الأخدود. لما أن السورة وردت لتثبيت المؤمنين على ما هم عليه من الإيمان، وتصبيرهم على أذية الكفرة، وتذكيرهم بما جرى ممن تقدمهم من التعذيب لأهل الإيمان وصبرهم على ذلك، حتى يأتسوا بهم، ويصبروا على ما كانوا يلقون من قومهم، ويعلموا أنهم مثل أولئك عند الله عز وجل في كونهم ملعونين مطرودين... والأخدود الشق في الأرض.
في صحيح مسلم عن صهيب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر ؛ فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه ؛ فكان في طريقه إذا سلك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه ؛ فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه ؛ فشكا ذلك إلى الراهب ؛ فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ؛ وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ؛ فبينما هو كذلك إذا أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس ؛ فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني ! أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبلى ؛ فإذا ابتليت فلا تدل علي ؛ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء ؛ فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال : إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله ؛ فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ؟ فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال ربي ؛ قال : ولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله ؛ فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ؛ فجيء بالغلام فقال له الملك : أي بني ! أقد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل ؟ قال : أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك ؛ فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك. فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه ؛ ثم جيء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقل : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتهم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ؛ فذهبوا فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل، فسقطوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ؛ فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ؛ فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ؛ وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ؛ فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ؛ قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس، في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل : باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ؛ فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه، في موضع السهم، فمات، فقال الناس : آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام ! فأتى الملك، فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس ؛ فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت، وأضرم النيران، وقال : من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها- أو قيل له اقتحم- ففعلوا ؛ حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام : يا أمه اصبري فإنك على الحق ) ﴿ النار ذات الوقود ﴾ بدل اشتمال من الأخدود، وقد أوقد اللعين نارا كثيرة الحطب متأججة اللهب، ﴿ إذ هم عليها قعود ﴾ حين أحدق أعوان الطاغية وقعدوا حول النار ﴿ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ﴾ يشاهدون تحريق المؤمنين ؛ وقيل :﴿ على ﴾ بمعنى مع، والمعنى : وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من العذاب حضور لا يرقون لهم لغاية قسوة قلوبهم، وما عابوا منهم ولا كرهوا إلا أنهم ثبتوا على الإيمان بالله الواحد. وكفروا بتأليه الطاغوت ذلك المنهاج من تأكيد المدح بما يشبه الذم، ﴿ العزيز الحميد ﴾ القاهر الذي يغلب ولا يُغلب، ولا يرافع ولا يُدافع ؛ المحمود حقا، والذي يرجى ثوابه ﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم... ﴾٥ ؛ ﴿ الذي له ملك السماوات والأرض ﴾ والله المعبود بحق هو موجد السماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما وما بينهما، وهو مليك ذلك كله ومالكه ؛ ﴿ والله على كل شيء شهيد ﴾ فهو عليم سميع بصير رقيب خبير بجميع الأشياء، ومنها صبر المؤمنين على الحق، وإيثارهم رضا ربهم حتى على حياتهم ؛ ورقيب سبحانه على فجور الكافرين وشرورهم وفسادهم وبغيهم، وسيجزى كل فريق بما عمل.
﴿ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( ١٠ ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ( ١١ ) إن بطش ربك لشديد ( ١٢ ) إنه هو يبدئ ويعيد ( ١٣ ) وهو الغفور الودود ( ١٤ ) ذو العرش المجيد ( ١٥ ) فعال لما يريد ( ١٦ ) ﴾
وعيد وتحذير للذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وإنذار من الواحد القهار لأصحاب العتو والاستكبار الذين يريدون أن يطفئوا نور ربنا بأفواههم، ويفتنوا المؤمنين والمؤمنات ويصرفوهم عن دينهم، أن المنتقم الجبار يزيدهم عذابا فوق عذابهم ﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾١ ﴿... والفتنة أشد من القتل.. ﴾٢ ﴿... والفتنة أكبر من القتل... ﴾٣ ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. ﴾٤. فإن يتوبوا يك خيرا لهم، وإلا فالنار مثوى لهم، تحرق أجسادهم باللهب والسعير، وتحرق قلوبهم وأفئدتهم بالخزي والذل والهوان والتحسير ؛ ﴿ ثم لم يتوبوا ﴾ أي لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا ﴿ فلهم عذاب جهنم ولهم ﴾ صالحا، ويعتز بانتسابه إلى الدين المرتضى القويم، وربنا صاحب العرش- وقال القفال :﴿ ذو العرض ﴾ ذو الملك والسلطان كأنه جعل العرش بمعنى الملك بطريق الكناية والتجوز ؛ وجوز أن يبقى العرش على حقيقته، ويراد بذي العرش الملك لأن ذي العرض لا يكون إلا ملكا. ﴿ المجيد ﴾ الذي لا حد لمجده ولا نهاية لكرمه وفضله- والله سبحانه المنعوت بذلك... تقول العرب : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار٥ ؛ أي تناهيا فيه حتى يقتبس منهما... ﴿ فعال لما يريد ﴾ أي لا يمتنع عليه شيء يريده-. ٦
وعيد وتحذير للذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وإنذار من الواحد القهار لأصحاب العتو والاستكبار الذين يريدون أن يطفئوا نور ربنا بأفواههم، ويفتنوا المؤمنين والمؤمنات ويصرفوهم عن دينهم، أن المنتقم الجبار يزيدهم عذابا فوق عذابهم ﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾١ ﴿... والفتنة أشد من القتل.. ﴾٢ ﴿... والفتنة أكبر من القتل... ﴾٣ ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. ﴾٤. فإن يتوبوا يك خيرا لهم، وإلا فالنار مثوى لهم، تحرق أجسادهم باللهب والسعير، وتحرق قلوبهم وأفئدتهم بالخزي والذل والهوان والتحسير ؛ ﴿ ثم لم يتوبوا ﴾ أي لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا ﴿ فلهم عذاب جهنم ولهم ﴾ صالحا، ويعتز بانتسابه إلى الدين المرتضى القويم، وربنا صاحب العرش- وقال القفال :﴿ ذو العرض ﴾ ذو الملك والسلطان كأنه جعل العرش بمعنى الملك بطريق الكناية والتجوز ؛ وجوز أن يبقى العرش على حقيقته، ويراد بذي العرش الملك لأن ذي العرض لا يكون إلا ملكا. ﴿ المجيد ﴾ الذي لا حد لمجده ولا نهاية لكرمه وفضله- والله سبحانه المنعوت بذلك... تقول العرب : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار٥ ؛ أي تناهيا فيه حتى يقتبس منهما... ﴿ فعال لما يريد ﴾ أي لا يمتنع عليه شيء يريده-. ٦
وعيد وتحذير للذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وإنذار من الواحد القهار لأصحاب العتو والاستكبار الذين يريدون أن يطفئوا نور ربنا بأفواههم، ويفتنوا المؤمنين والمؤمنات ويصرفوهم عن دينهم، أن المنتقم الجبار يزيدهم عذابا فوق عذابهم ﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾١ ﴿... والفتنة أشد من القتل.. ﴾٢ ﴿... والفتنة أكبر من القتل... ﴾٣ ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. ﴾٤. فإن يتوبوا يك خيرا لهم، وإلا فالنار مثوى لهم، تحرق أجسادهم باللهب والسعير، وتحرق قلوبهم وأفئدتهم بالخزي والذل والهوان والتحسير ؛ ﴿ ثم لم يتوبوا ﴾ أي لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا ﴿ فلهم عذاب جهنم ولهم ﴾ صالحا، ويعتز بانتسابه إلى الدين المرتضى القويم، وربنا صاحب العرش- وقال القفال :﴿ ذو العرض ﴾ ذو الملك والسلطان كأنه جعل العرش بمعنى الملك بطريق الكناية والتجوز ؛ وجوز أن يبقى العرش على حقيقته، ويراد بذي العرش الملك لأن ذي العرض لا يكون إلا ملكا. ﴿ المجيد ﴾ الذي لا حد لمجده ولا نهاية لكرمه وفضله- والله سبحانه المنعوت بذلك... تقول العرب : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار٥ ؛ أي تناهيا فيه حتى يقتبس منهما... ﴿ فعال لما يريد ﴾ أي لا يمتنع عليه شيء يريده-. ٦
﴿ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( ١٠ ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ( ١١ ) إن بطش ربك لشديد ( ١٢ ) إنه هو يبدئ ويعيد ( ١٣ ) وهو الغفور الودود ( ١٤ ) ذو العرش المجيد ( ١٥ ) فعال لما يريد ( ١٦ ) ﴾
وعيد وتحذير للذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وإنذار من الواحد القهار لأصحاب العتو والاستكبار الذين يريدون أن يطفئوا نور ربنا بأفواههم، ويفتنوا المؤمنين والمؤمنات ويصرفوهم عن دينهم، أن المنتقم الجبار يزيدهم عذابا فوق عذابهم ﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾١ ﴿... والفتنة أشد من القتل.. ﴾٢ ﴿... والفتنة أكبر من القتل... ﴾٣ ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. ﴾٤. فإن يتوبوا يك خيرا لهم، وإلا فالنار مثوى لهم، تحرق أجسادهم باللهب والسعير، وتحرق قلوبهم وأفئدتهم بالخزي والذل والهوان والتحسير ؛ ﴿ ثم لم يتوبوا ﴾ أي لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا ﴿ فلهم عذاب جهنم ولهم ﴾ صالحا، ويعتز بانتسابه إلى الدين المرتضى القويم، وربنا صاحب العرش- وقال القفال :﴿ ذو العرض ﴾ ذو الملك والسلطان كأنه جعل العرش بمعنى الملك بطريق الكناية والتجوز ؛ وجوز أن يبقى العرش على حقيقته، ويراد بذي العرش الملك لأن ذي العرض لا يكون إلا ملكا. ﴿ المجيد ﴾ الذي لا حد لمجده ولا نهاية لكرمه وفضله- والله سبحانه المنعوت بذلك... تقول العرب : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار٥ ؛ أي تناهيا فيه حتى يقتبس منهما... ﴿ فعال لما يريد ﴾ أي لا يمتنع عليه شيء يريده-. ٦
﴿ الودود ﴾ المحب كثيرا لمن أطاع.
﴿ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( ١٠ ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ( ١١ ) إن بطش ربك لشديد ( ١٢ ) إنه هو يبدئ ويعيد ( ١٣ ) وهو الغفور الودود ( ١٤ ) ذو العرش المجيد ( ١٥ ) فعال لما يريد ( ١٦ ) ﴾
وعيد وتحذير للذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وإنذار من الواحد القهار لأصحاب العتو والاستكبار الذين يريدون أن يطفئوا نور ربنا بأفواههم، ويفتنوا المؤمنين والمؤمنات ويصرفوهم عن دينهم، أن المنتقم الجبار يزيدهم عذابا فوق عذابهم ﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾١ ﴿... والفتنة أشد من القتل.. ﴾٢ ﴿... والفتنة أكبر من القتل... ﴾٣ ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. ﴾٤. فإن يتوبوا يك خيرا لهم، وإلا فالنار مثوى لهم، تحرق أجسادهم باللهب والسعير، وتحرق قلوبهم وأفئدتهم بالخزي والذل والهوان والتحسير ؛ ﴿ ثم لم يتوبوا ﴾ أي لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا ﴿ فلهم عذاب جهنم ولهم ﴾ صالحا، ويعتز بانتسابه إلى الدين المرتضى القويم، وربنا صاحب العرش- وقال القفال :﴿ ذو العرض ﴾ ذو الملك والسلطان كأنه جعل العرش بمعنى الملك بطريق الكناية والتجوز ؛ وجوز أن يبقى العرش على حقيقته، ويراد بذي العرش الملك لأن ذي العرض لا يكون إلا ملكا. ﴿ المجيد ﴾ الذي لا حد لمجده ولا نهاية لكرمه وفضله- والله سبحانه المنعوت بذلك... تقول العرب : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار٥ ؛ أي تناهيا فيه حتى يقتبس منهما... ﴿ فعال لما يريد ﴾ أي لا يمتنع عليه شيء يريده-. ٦
﴿ إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( ١٠ ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ( ١١ ) إن بطش ربك لشديد ( ١٢ ) إنه هو يبدئ ويعيد ( ١٣ ) وهو الغفور الودود ( ١٤ ) ذو العرش المجيد ( ١٥ ) فعال لما يريد ( ١٦ ) ﴾
وعيد وتحذير للذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وإنذار من الواحد القهار لأصحاب العتو والاستكبار الذين يريدون أن يطفئوا نور ربنا بأفواههم، ويفتنوا المؤمنين والمؤمنات ويصرفوهم عن دينهم، أن المنتقم الجبار يزيدهم عذابا فوق عذابهم ﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾١ ﴿... والفتنة أشد من القتل.. ﴾٢ ﴿... والفتنة أكبر من القتل... ﴾٣ ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. ﴾٤. فإن يتوبوا يك خيرا لهم، وإلا فالنار مثوى لهم، تحرق أجسادهم باللهب والسعير، وتحرق قلوبهم وأفئدتهم بالخزي والذل والهوان والتحسير ؛ ﴿ ثم لم يتوبوا ﴾ أي لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا ﴿ فلهم عذاب جهنم ولهم ﴾ صالحا، ويعتز بانتسابه إلى الدين المرتضى القويم، وربنا صاحب العرش- وقال القفال :﴿ ذو العرض ﴾ ذو الملك والسلطان كأنه جعل العرش بمعنى الملك بطريق الكناية والتجوز ؛ وجوز أن يبقى العرش على حقيقته، ويراد بذي العرش الملك لأن ذي العرض لا يكون إلا ملكا. ﴿ المجيد ﴾ الذي لا حد لمجده ولا نهاية لكرمه وفضله- والله سبحانه المنعوت بذلك... تقول العرب : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار٥ ؛ أي تناهيا فيه حتى يقتبس منهما... ﴿ فعال لما يريد ﴾ أي لا يمتنع عليه شيء يريده-. ٦
وعيد وتحذير للذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، وإنذار من الواحد القهار لأصحاب العتو والاستكبار الذين يريدون أن يطفئوا نور ربنا بأفواههم، ويفتنوا المؤمنين والمؤمنات ويصرفوهم عن دينهم، أن المنتقم الجبار يزيدهم عذابا فوق عذابهم ﴿ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾١ ﴿... والفتنة أشد من القتل.. ﴾٢ ﴿... والفتنة أكبر من القتل... ﴾٣ ﴿ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. ﴾٤. فإن يتوبوا يك خيرا لهم، وإلا فالنار مثوى لهم، تحرق أجسادهم باللهب والسعير، وتحرق قلوبهم وأفئدتهم بالخزي والذل والهوان والتحسير ؛ ﴿ ثم لم يتوبوا ﴾ أي لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا ﴿ فلهم عذاب جهنم ولهم ﴾ صالحا، ويعتز بانتسابه إلى الدين المرتضى القويم، وربنا صاحب العرش- وقال القفال :﴿ ذو العرض ﴾ ذو الملك والسلطان كأنه جعل العرش بمعنى الملك بطريق الكناية والتجوز ؛ وجوز أن يبقى العرش على حقيقته، ويراد بذي العرش الملك لأن ذي العرض لا يكون إلا ملكا. ﴿ المجيد ﴾ الذي لا حد لمجده ولا نهاية لكرمه وفضله- والله سبحانه المنعوت بذلك... تقول العرب : في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار٥ ؛ أي تناهيا فيه حتى يقتبس منهما... ﴿ فعال لما يريد ﴾ أي لا يمتنع عليه شيء يريده-. ٦
﴿ هل أتاك حديث الجنود ( ١٧ ) فرعون وثمود ( ١٨ ) بل الذين كفروا في تكذيب ( ١٩ ) والله من ورائهم محيط ( ٢٠ ) بل هو قرآن مجيد ( ٢١ ) في لوح محفوظ ( ٢٢ ) ﴾
مازالت الآيات الكريمة تثبت فؤاد النبي وكل مستيقن مصدق راسخ الإيمان باقتدار الملك الديان، وانتقامه من أهل الكفر والطغيان ؛ قد أتاك نبأ الذين تجندوا على الله ورسله بأذاهم ومكرهم ومكروههم والهم بقتلهم، وعتوهم واستكبارهم عذاب الحريق } وذلك أن الجزاء من جنس العمل ؛ قال الحسن البصري : انظروا إلى هذا الكرم والجود ! قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة- والظاهر أن المراد : ثم لم يتوبوا من فتنهم ﴿ فلهم عذب جهنم ﴾ أي بسبب فتنهم ذلك ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ وهو نار أخرى زائدة الإحراق... وقال بعض الآجلة : أي فلهم عذاب جهنم بسبب كفرهم، فإن فعلهم ذلك لا يتصور من غير الكافر، ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ بسبب فتنهم المؤمنين والمؤمنات، وفي جعل ذلك جزاء الفتن من الحسن ما لا يخفى... وقال بعضهم : لو جعل الخاص على العام للمبالغة فيه لأن عذاب جهنم بالزمهرير والإحراق وغيرهما كان أقرب... وجملة :﴿ فلهم عذاب ﴾ وقعت خبرا لـ ﴿ إن ﴾، أو الخبر الجار والمجرور ؛ و﴿ عذاب ﴾ مرتفع به على الفاعلية : وهو الأحسن، والفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط-١.
يقول القرطبي : وكأنهم يعذبون بالزمهرير في جهنم، ثم يعذبون بعذاب الحريق. فالأول عذاب ببردها، والثاني عذاب بحرها.
﴿ إن الذين آمنوا ﴾ ] أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله، أي صدقوا به وبرسله ؛ ﴿ وعملوا الصالحات لهم جنات ﴾ أي بساتين ﴿ تجري من تحتها الأنهار ﴾ من ماء غير آسن، ومن لبن لم يتغير طعمه، ومن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ؛ ﴿ ذلك الفوز الكبيرِ ﴾ أي العظيم الذي لا فوز يشبهه، ولا يشابهه شيء اهـ.
﴿ إن بطش ربك لشديد ﴾ كأن في هذا الوعد المزيد من تثبيت البشرى في قلب النبي والمؤمنين أن الله مخزي الكافرين، وموهن كيد الجبارين، ومنتقم ممن يشاقق الرسول ويؤذي أولياء الله المتقين ؛ فإن البطش يعني : الأخذ الأليم العنيف البئيس ؛ ﴿ إنه هو يبدئ ويعيد ﴾ إنه عز وجل يبدئ الخلق إنشاء، ثم يعيدهم بعد موتهم أحياء، وسيوفهم بما كانوا قد عملوا جزاء ؛ ﴿ وهو الغفور الودود ﴾ وهو الستور يصفح عن ذنوب من يشاء ويسترها عليه فلا يفصح بها يوم تبلى السرائر، ويحصل ما كان في الصدور من النوايا والخواطر كالمحب كثيرا لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، يدعو الله ويعمل عما جاءهم من الهدى من ربهم ؛ فرعون طغى فلما دعي إلى الحق المبين حشر فنادي ﴿ فقال أنا ربكم الأعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾٢ وأغرقه الله تعالى وملأه وجنده، ونجى موسى ومن معه أجمعين ؛ وثمود نحتوا من الجبال بيوتا، ودلهم نبيهم صالح على الرشد فاستحبوا العمى على الهدى، وقالوا :﴿.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ﴾٣ ﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله... ﴾٤ ﴿ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون.. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾٥ ؛ فاصبر ومن معك فإن العاقبة للمتقين والخزي والسوء على الكافرين ؛ ﴿ بل الذين كفروا ﴾ من قومك لا يصدقون بالوحي الذي جاء، فما هم في جهالة من أخبار فرعون وأعوانه وما غاب عنهم نكال الله تعالى بثمود وقوم صالح، فبيوتهم ما زالت خاوية بما ظلموا ؛ ﴿ في تكذيب ﴾ لكن قومك يكذبون ما تدعون إليه إيثارا لأهوائهم.
﴿ والله من ورائهم محيط( ٢٠ ) ﴾ والمعبود بحق مالك أمرهم وسلطانه محيط بهم لن يعجزوا الله تعالى في الأرض ولن يعجزوه هربا، وعلمه سبحانه محيط بكل أقوالهم وأفعالهم وتكذيبهم ومكرهم وهو مجازيهم على ذلك ؛ ﴿ بل هو قرآن مجيد ﴾ بل كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه، ولما يأتهم تأويله ﴿.. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا... ﴾٦ – تحقيق للحق، أي : بل هو كتاب شريف عالي الطبقة.. قال ابن خالويه : سمعت ابن الأنباري يقول : معناه : بل هو قرآن رب مجيد.. ﴿ في لوح ﴾ أي كائن في لوح ﴿ محفوظ ﴾ أي ذلك اللوح من وصول الشياطين إليه ؛ وهذا هو اللوح المحفوظ المشهور... ونحن نؤمن به ولا يلزمنا البحث عن ماهيته وكيفية كتابته ونحو ذلك-٧ وربما يكون ﴿ محفوظ ﴾ من وصف القرآن الكريم٨ ؛ والله تعالى أعلم.
﴿ ثمود ﴾ قبيلة كانت تسكن الحجاز أرسل الله تعالى إليهم نبيا منهم هو صالح عليه السلام فكذبوه فأهلكهم ربنا.
﴿ هل أتاك حديث الجنود ( ١٧ ) فرعون وثمود ( ١٨ ) بل الذين كفروا في تكذيب ( ١٩ ) والله من ورائهم محيط ( ٢٠ ) بل هو قرآن مجيد ( ٢١ ) في لوح محفوظ ( ٢٢ ) ﴾
مازالت الآيات الكريمة تثبت فؤاد النبي وكل مستيقن مصدق راسخ الإيمان باقتدار الملك الديان، وانتقامه من أهل الكفر والطغيان ؛ قد أتاك نبأ الذين تجندوا على الله ورسله بأذاهم ومكرهم ومكروههم والهم بقتلهم، وعتوهم واستكبارهم عذاب الحريق } وذلك أن الجزاء من جنس العمل ؛ قال الحسن البصري : انظروا إلى هذا الكرم والجود ! قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة- والظاهر أن المراد : ثم لم يتوبوا من فتنهم ﴿ فلهم عذب جهنم ﴾ أي بسبب فتنهم ذلك ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ وهو نار أخرى زائدة الإحراق... وقال بعض الآجلة : أي فلهم عذاب جهنم بسبب كفرهم، فإن فعلهم ذلك لا يتصور من غير الكافر، ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ بسبب فتنهم المؤمنين والمؤمنات، وفي جعل ذلك جزاء الفتن من الحسن ما لا يخفى... وقال بعضهم : لو جعل الخاص على العام للمبالغة فيه لأن عذاب جهنم بالزمهرير والإحراق وغيرهما كان أقرب... وجملة :﴿ فلهم عذاب ﴾ وقعت خبرا لـ ﴿ إن ﴾، أو الخبر الجار والمجرور ؛ و﴿ عذاب ﴾ مرتفع به على الفاعلية : وهو الأحسن، والفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط-١.
يقول القرطبي : وكأنهم يعذبون بالزمهرير في جهنم، ثم يعذبون بعذاب الحريق. فالأول عذاب ببردها، والثاني عذاب بحرها.
﴿ إن الذين آمنوا ﴾ ] أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله، أي صدقوا به وبرسله ؛ ﴿ وعملوا الصالحات لهم جنات ﴾ أي بساتين ﴿ تجري من تحتها الأنهار ﴾ من ماء غير آسن، ومن لبن لم يتغير طعمه، ومن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ؛ ﴿ ذلك الفوز الكبيرِ ﴾ أي العظيم الذي لا فوز يشبهه، ولا يشابهه شيء اهـ.
﴿ إن بطش ربك لشديد ﴾ كأن في هذا الوعد المزيد من تثبيت البشرى في قلب النبي والمؤمنين أن الله مخزي الكافرين، وموهن كيد الجبارين، ومنتقم ممن يشاقق الرسول ويؤذي أولياء الله المتقين ؛ فإن البطش يعني : الأخذ الأليم العنيف البئيس ؛ ﴿ إنه هو يبدئ ويعيد ﴾ إنه عز وجل يبدئ الخلق إنشاء، ثم يعيدهم بعد موتهم أحياء، وسيوفهم بما كانوا قد عملوا جزاء ؛ ﴿ وهو الغفور الودود ﴾ وهو الستور يصفح عن ذنوب من يشاء ويسترها عليه فلا يفصح بها يوم تبلى السرائر، ويحصل ما كان في الصدور من النوايا والخواطر كالمحب كثيرا لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، يدعو الله ويعمل عما جاءهم من الهدى من ربهم ؛ فرعون طغى فلما دعي إلى الحق المبين حشر فنادي ﴿ فقال أنا ربكم الأعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾٢ وأغرقه الله تعالى وملأه وجنده، ونجى موسى ومن معه أجمعين ؛ وثمود نحتوا من الجبال بيوتا، ودلهم نبيهم صالح على الرشد فاستحبوا العمى على الهدى، وقالوا :﴿.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ﴾٣ ﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله... ﴾٤ ﴿ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون.. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾٥ ؛ فاصبر ومن معك فإن العاقبة للمتقين والخزي والسوء على الكافرين ؛ ﴿ بل الذين كفروا ﴾ من قومك لا يصدقون بالوحي الذي جاء، فما هم في جهالة من أخبار فرعون وأعوانه وما غاب عنهم نكال الله تعالى بثمود وقوم صالح، فبيوتهم ما زالت خاوية بما ظلموا ؛ ﴿ في تكذيب ﴾ لكن قومك يكذبون ما تدعون إليه إيثارا لأهوائهم.
﴿ والله من ورائهم محيط( ٢٠ ) ﴾ والمعبود بحق مالك أمرهم وسلطانه محيط بهم لن يعجزوا الله تعالى في الأرض ولن يعجزوه هربا، وعلمه سبحانه محيط بكل أقوالهم وأفعالهم وتكذيبهم ومكرهم وهو مجازيهم على ذلك ؛ ﴿ بل هو قرآن مجيد ﴾ بل كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه، ولما يأتهم تأويله ﴿.. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا... ﴾٦ – تحقيق للحق، أي : بل هو كتاب شريف عالي الطبقة.. قال ابن خالويه : سمعت ابن الأنباري يقول : معناه : بل هو قرآن رب مجيد.. ﴿ في لوح ﴾ أي كائن في لوح ﴿ محفوظ ﴾ أي ذلك اللوح من وصول الشياطين إليه ؛ وهذا هو اللوح المحفوظ المشهور... ونحن نؤمن به ولا يلزمنا البحث عن ماهيته وكيفية كتابته ونحو ذلك-٧ وربما يكون ﴿ محفوظ ﴾ من وصف القرآن الكريم٨ ؛ والله تعالى أعلم.
مازالت الآيات الكريمة تثبت فؤاد النبي وكل مستيقن مصدق راسخ الإيمان باقتدار الملك الديان، وانتقامه من أهل الكفر والطغيان ؛ قد أتاك نبأ الذين تجندوا على الله ورسله بأذاهم ومكرهم ومكروههم والهم بقتلهم، وعتوهم واستكبارهم عذاب الحريق } وذلك أن الجزاء من جنس العمل ؛ قال الحسن البصري : انظروا إلى هذا الكرم والجود ! قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة- والظاهر أن المراد : ثم لم يتوبوا من فتنهم ﴿ فلهم عذب جهنم ﴾ أي بسبب فتنهم ذلك ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ وهو نار أخرى زائدة الإحراق... وقال بعض الآجلة : أي فلهم عذاب جهنم بسبب كفرهم، فإن فعلهم ذلك لا يتصور من غير الكافر، ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ بسبب فتنهم المؤمنين والمؤمنات، وفي جعل ذلك جزاء الفتن من الحسن ما لا يخفى... وقال بعضهم : لو جعل الخاص على العام للمبالغة فيه لأن عذاب جهنم بالزمهرير والإحراق وغيرهما كان أقرب... وجملة :﴿ فلهم عذاب ﴾ وقعت خبرا لـ ﴿ إن ﴾، أو الخبر الجار والمجرور ؛ و﴿ عذاب ﴾ مرتفع به على الفاعلية : وهو الأحسن، والفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط-١.
يقول القرطبي : وكأنهم يعذبون بالزمهرير في جهنم، ثم يعذبون بعذاب الحريق. فالأول عذاب ببردها، والثاني عذاب بحرها.
﴿ إن الذين آمنوا ﴾ ] أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله، أي صدقوا به وبرسله ؛ ﴿ وعملوا الصالحات لهم جنات ﴾ أي بساتين ﴿ تجري من تحتها الأنهار ﴾ من ماء غير آسن، ومن لبن لم يتغير طعمه، ومن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ؛ ﴿ ذلك الفوز الكبيرِ ﴾ أي العظيم الذي لا فوز يشبهه، ولا يشابهه شيء اهـ.
﴿ إن بطش ربك لشديد ﴾ كأن في هذا الوعد المزيد من تثبيت البشرى في قلب النبي والمؤمنين أن الله مخزي الكافرين، وموهن كيد الجبارين، ومنتقم ممن يشاقق الرسول ويؤذي أولياء الله المتقين ؛ فإن البطش يعني : الأخذ الأليم العنيف البئيس ؛ ﴿ إنه هو يبدئ ويعيد ﴾ إنه عز وجل يبدئ الخلق إنشاء، ثم يعيدهم بعد موتهم أحياء، وسيوفهم بما كانوا قد عملوا جزاء ؛ ﴿ وهو الغفور الودود ﴾ وهو الستور يصفح عن ذنوب من يشاء ويسترها عليه فلا يفصح بها يوم تبلى السرائر، ويحصل ما كان في الصدور من النوايا والخواطر كالمحب كثيرا لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، يدعو الله ويعمل عما جاءهم من الهدى من ربهم ؛ فرعون طغى فلما دعي إلى الحق المبين حشر فنادي ﴿ فقال أنا ربكم الأعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾٢ وأغرقه الله تعالى وملأه وجنده، ونجى موسى ومن معه أجمعين ؛ وثمود نحتوا من الجبال بيوتا، ودلهم نبيهم صالح على الرشد فاستحبوا العمى على الهدى، وقالوا :﴿.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ﴾٣ ﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله... ﴾٤ ﴿ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون.. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾٥ ؛ فاصبر ومن معك فإن العاقبة للمتقين والخزي والسوء على الكافرين ؛ ﴿ بل الذين كفروا ﴾ من قومك لا يصدقون بالوحي الذي جاء، فما هم في جهالة من أخبار فرعون وأعوانه وما غاب عنهم نكال الله تعالى بثمود وقوم صالح، فبيوتهم ما زالت خاوية بما ظلموا ؛ ﴿ في تكذيب ﴾ لكن قومك يكذبون ما تدعون إليه إيثارا لأهوائهم.
﴿ والله من ورائهم محيط( ٢٠ ) ﴾ والمعبود بحق مالك أمرهم وسلطانه محيط بهم لن يعجزوا الله تعالى في الأرض ولن يعجزوه هربا، وعلمه سبحانه محيط بكل أقوالهم وأفعالهم وتكذيبهم ومكرهم وهو مجازيهم على ذلك ؛ ﴿ بل هو قرآن مجيد ﴾ بل كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه، ولما يأتهم تأويله ﴿.. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا... ﴾٦ – تحقيق للحق، أي : بل هو كتاب شريف عالي الطبقة.. قال ابن خالويه : سمعت ابن الأنباري يقول : معناه : بل هو قرآن رب مجيد.. ﴿ في لوح ﴾ أي كائن في لوح ﴿ محفوظ ﴾ أي ذلك اللوح من وصول الشياطين إليه ؛ وهذا هو اللوح المحفوظ المشهور... ونحن نؤمن به ولا يلزمنا البحث عن ماهيته وكيفية كتابته ونحو ذلك-٧ وربما يكون ﴿ محفوظ ﴾ من وصف القرآن الكريم٨ ؛ والله تعالى أعلم.
﴿ هل أتاك حديث الجنود ( ١٧ ) فرعون وثمود ( ١٨ ) بل الذين كفروا في تكذيب ( ١٩ ) والله من ورائهم محيط ( ٢٠ ) بل هو قرآن مجيد ( ٢١ ) في لوح محفوظ ( ٢٢ ) ﴾
مازالت الآيات الكريمة تثبت فؤاد النبي وكل مستيقن مصدق راسخ الإيمان باقتدار الملك الديان، وانتقامه من أهل الكفر والطغيان ؛ قد أتاك نبأ الذين تجندوا على الله ورسله بأذاهم ومكرهم ومكروههم والهم بقتلهم، وعتوهم واستكبارهم عذاب الحريق } وذلك أن الجزاء من جنس العمل ؛ قال الحسن البصري : انظروا إلى هذا الكرم والجود ! قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة- والظاهر أن المراد : ثم لم يتوبوا من فتنهم ﴿ فلهم عذب جهنم ﴾ أي بسبب فتنهم ذلك ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ وهو نار أخرى زائدة الإحراق... وقال بعض الآجلة : أي فلهم عذاب جهنم بسبب كفرهم، فإن فعلهم ذلك لا يتصور من غير الكافر، ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ بسبب فتنهم المؤمنين والمؤمنات، وفي جعل ذلك جزاء الفتن من الحسن ما لا يخفى... وقال بعضهم : لو جعل الخاص على العام للمبالغة فيه لأن عذاب جهنم بالزمهرير والإحراق وغيرهما كان أقرب... وجملة :﴿ فلهم عذاب ﴾ وقعت خبرا لـ ﴿ إن ﴾، أو الخبر الجار والمجرور ؛ و﴿ عذاب ﴾ مرتفع به على الفاعلية : وهو الأحسن، والفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط-١.
يقول القرطبي : وكأنهم يعذبون بالزمهرير في جهنم، ثم يعذبون بعذاب الحريق. فالأول عذاب ببردها، والثاني عذاب بحرها.
﴿ إن الذين آمنوا ﴾ ] أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله، أي صدقوا به وبرسله ؛ ﴿ وعملوا الصالحات لهم جنات ﴾ أي بساتين ﴿ تجري من تحتها الأنهار ﴾ من ماء غير آسن، ومن لبن لم يتغير طعمه، ومن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ؛ ﴿ ذلك الفوز الكبيرِ ﴾ أي العظيم الذي لا فوز يشبهه، ولا يشابهه شيء اهـ.
﴿ إن بطش ربك لشديد ﴾ كأن في هذا الوعد المزيد من تثبيت البشرى في قلب النبي والمؤمنين أن الله مخزي الكافرين، وموهن كيد الجبارين، ومنتقم ممن يشاقق الرسول ويؤذي أولياء الله المتقين ؛ فإن البطش يعني : الأخذ الأليم العنيف البئيس ؛ ﴿ إنه هو يبدئ ويعيد ﴾ إنه عز وجل يبدئ الخلق إنشاء، ثم يعيدهم بعد موتهم أحياء، وسيوفهم بما كانوا قد عملوا جزاء ؛ ﴿ وهو الغفور الودود ﴾ وهو الستور يصفح عن ذنوب من يشاء ويسترها عليه فلا يفصح بها يوم تبلى السرائر، ويحصل ما كان في الصدور من النوايا والخواطر كالمحب كثيرا لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، يدعو الله ويعمل عما جاءهم من الهدى من ربهم ؛ فرعون طغى فلما دعي إلى الحق المبين حشر فنادي ﴿ فقال أنا ربكم الأعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾٢ وأغرقه الله تعالى وملأه وجنده، ونجى موسى ومن معه أجمعين ؛ وثمود نحتوا من الجبال بيوتا، ودلهم نبيهم صالح على الرشد فاستحبوا العمى على الهدى، وقالوا :﴿.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ﴾٣ ﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله... ﴾٤ ﴿ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون.. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾٥ ؛ فاصبر ومن معك فإن العاقبة للمتقين والخزي والسوء على الكافرين ؛ ﴿ بل الذين كفروا ﴾ من قومك لا يصدقون بالوحي الذي جاء، فما هم في جهالة من أخبار فرعون وأعوانه وما غاب عنهم نكال الله تعالى بثمود وقوم صالح، فبيوتهم ما زالت خاوية بما ظلموا ؛ ﴿ في تكذيب ﴾ لكن قومك يكذبون ما تدعون إليه إيثارا لأهوائهم.
﴿ والله من ورائهم محيط( ٢٠ ) ﴾ والمعبود بحق مالك أمرهم وسلطانه محيط بهم لن يعجزوا الله تعالى في الأرض ولن يعجزوه هربا، وعلمه سبحانه محيط بكل أقوالهم وأفعالهم وتكذيبهم ومكرهم وهو مجازيهم على ذلك ؛ ﴿ بل هو قرآن مجيد ﴾ بل كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه، ولما يأتهم تأويله ﴿.. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا... ﴾٦ – تحقيق للحق، أي : بل هو كتاب شريف عالي الطبقة.. قال ابن خالويه : سمعت ابن الأنباري يقول : معناه : بل هو قرآن رب مجيد.. ﴿ في لوح ﴾ أي كائن في لوح ﴿ محفوظ ﴾ أي ذلك اللوح من وصول الشياطين إليه ؛ وهذا هو اللوح المحفوظ المشهور... ونحن نؤمن به ولا يلزمنا البحث عن ماهيته وكيفية كتابته ونحو ذلك-٧ وربما يكون ﴿ محفوظ ﴾ من وصف القرآن الكريم٨ ؛ والله تعالى أعلم.
﴿ هل أتاك حديث الجنود ( ١٧ ) فرعون وثمود ( ١٨ ) بل الذين كفروا في تكذيب ( ١٩ ) والله من ورائهم محيط ( ٢٠ ) بل هو قرآن مجيد ( ٢١ ) في لوح محفوظ ( ٢٢ ) ﴾
مازالت الآيات الكريمة تثبت فؤاد النبي وكل مستيقن مصدق راسخ الإيمان باقتدار الملك الديان، وانتقامه من أهل الكفر والطغيان ؛ قد أتاك نبأ الذين تجندوا على الله ورسله بأذاهم ومكرهم ومكروههم والهم بقتلهم، وعتوهم واستكبارهم عذاب الحريق } وذلك أن الجزاء من جنس العمل ؛ قال الحسن البصري : انظروا إلى هذا الكرم والجود ! قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة- والظاهر أن المراد : ثم لم يتوبوا من فتنهم ﴿ فلهم عذب جهنم ﴾ أي بسبب فتنهم ذلك ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ وهو نار أخرى زائدة الإحراق... وقال بعض الآجلة : أي فلهم عذاب جهنم بسبب كفرهم، فإن فعلهم ذلك لا يتصور من غير الكافر، ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ بسبب فتنهم المؤمنين والمؤمنات، وفي جعل ذلك جزاء الفتن من الحسن ما لا يخفى... وقال بعضهم : لو جعل الخاص على العام للمبالغة فيه لأن عذاب جهنم بالزمهرير والإحراق وغيرهما كان أقرب... وجملة :﴿ فلهم عذاب ﴾ وقعت خبرا لـ ﴿ إن ﴾، أو الخبر الجار والمجرور ؛ و﴿ عذاب ﴾ مرتفع به على الفاعلية : وهو الأحسن، والفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط-١.
يقول القرطبي : وكأنهم يعذبون بالزمهرير في جهنم، ثم يعذبون بعذاب الحريق. فالأول عذاب ببردها، والثاني عذاب بحرها.
﴿ إن الذين آمنوا ﴾ ] أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله، أي صدقوا به وبرسله ؛ ﴿ وعملوا الصالحات لهم جنات ﴾ أي بساتين ﴿ تجري من تحتها الأنهار ﴾ من ماء غير آسن، ومن لبن لم يتغير طعمه، ومن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ؛ ﴿ ذلك الفوز الكبيرِ ﴾ أي العظيم الذي لا فوز يشبهه، ولا يشابهه شيء اهـ.
﴿ إن بطش ربك لشديد ﴾ كأن في هذا الوعد المزيد من تثبيت البشرى في قلب النبي والمؤمنين أن الله مخزي الكافرين، وموهن كيد الجبارين، ومنتقم ممن يشاقق الرسول ويؤذي أولياء الله المتقين ؛ فإن البطش يعني : الأخذ الأليم العنيف البئيس ؛ ﴿ إنه هو يبدئ ويعيد ﴾ إنه عز وجل يبدئ الخلق إنشاء، ثم يعيدهم بعد موتهم أحياء، وسيوفهم بما كانوا قد عملوا جزاء ؛ ﴿ وهو الغفور الودود ﴾ وهو الستور يصفح عن ذنوب من يشاء ويسترها عليه فلا يفصح بها يوم تبلى السرائر، ويحصل ما كان في الصدور من النوايا والخواطر كالمحب كثيرا لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، يدعو الله ويعمل عما جاءهم من الهدى من ربهم ؛ فرعون طغى فلما دعي إلى الحق المبين حشر فنادي ﴿ فقال أنا ربكم الأعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾٢ وأغرقه الله تعالى وملأه وجنده، ونجى موسى ومن معه أجمعين ؛ وثمود نحتوا من الجبال بيوتا، ودلهم نبيهم صالح على الرشد فاستحبوا العمى على الهدى، وقالوا :﴿.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ﴾٣ ﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله... ﴾٤ ﴿ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون.. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾٥ ؛ فاصبر ومن معك فإن العاقبة للمتقين والخزي والسوء على الكافرين ؛ ﴿ بل الذين كفروا ﴾ من قومك لا يصدقون بالوحي الذي جاء، فما هم في جهالة من أخبار فرعون وأعوانه وما غاب عنهم نكال الله تعالى بثمود وقوم صالح، فبيوتهم ما زالت خاوية بما ظلموا ؛ ﴿ في تكذيب ﴾ لكن قومك يكذبون ما تدعون إليه إيثارا لأهوائهم.
﴿ والله من ورائهم محيط( ٢٠ ) ﴾ والمعبود بحق مالك أمرهم وسلطانه محيط بهم لن يعجزوا الله تعالى في الأرض ولن يعجزوه هربا، وعلمه سبحانه محيط بكل أقوالهم وأفعالهم وتكذيبهم ومكرهم وهو مجازيهم على ذلك ؛ ﴿ بل هو قرآن مجيد ﴾ بل كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه، ولما يأتهم تأويله ﴿.. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا... ﴾٦ – تحقيق للحق، أي : بل هو كتاب شريف عالي الطبقة.. قال ابن خالويه : سمعت ابن الأنباري يقول : معناه : بل هو قرآن رب مجيد.. ﴿ في لوح ﴾ أي كائن في لوح ﴿ محفوظ ﴾ أي ذلك اللوح من وصول الشياطين إليه ؛ وهذا هو اللوح المحفوظ المشهور... ونحن نؤمن به ولا يلزمنا البحث عن ماهيته وكيفية كتابته ونحو ذلك-٧ وربما يكون ﴿ محفوظ ﴾ من وصف القرآن الكريم٨ ؛ والله تعالى أعلم.
﴿ هل أتاك حديث الجنود ( ١٧ ) فرعون وثمود ( ١٨ ) بل الذين كفروا في تكذيب ( ١٩ ) والله من ورائهم محيط ( ٢٠ ) بل هو قرآن مجيد ( ٢١ ) في لوح محفوظ ( ٢٢ ) ﴾
مازالت الآيات الكريمة تثبت فؤاد النبي وكل مستيقن مصدق راسخ الإيمان باقتدار الملك الديان، وانتقامه من أهل الكفر والطغيان ؛ قد أتاك نبأ الذين تجندوا على الله ورسله بأذاهم ومكرهم ومكروههم والهم بقتلهم، وعتوهم واستكبارهم عذاب الحريق } وذلك أن الجزاء من جنس العمل ؛ قال الحسن البصري : انظروا إلى هذا الكرم والجود ! قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة- والظاهر أن المراد : ثم لم يتوبوا من فتنهم ﴿ فلهم عذب جهنم ﴾ أي بسبب فتنهم ذلك ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ وهو نار أخرى زائدة الإحراق... وقال بعض الآجلة : أي فلهم عذاب جهنم بسبب كفرهم، فإن فعلهم ذلك لا يتصور من غير الكافر، ﴿ ولهم عذاب الحريق ﴾ بسبب فتنهم المؤمنين والمؤمنات، وفي جعل ذلك جزاء الفتن من الحسن ما لا يخفى... وقال بعضهم : لو جعل الخاص على العام للمبالغة فيه لأن عذاب جهنم بالزمهرير والإحراق وغيرهما كان أقرب... وجملة :﴿ فلهم عذاب ﴾ وقعت خبرا لـ ﴿ إن ﴾، أو الخبر الجار والمجرور ؛ و﴿ عذاب ﴾ مرتفع به على الفاعلية : وهو الأحسن، والفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط-١.
يقول القرطبي : وكأنهم يعذبون بالزمهرير في جهنم، ثم يعذبون بعذاب الحريق. فالأول عذاب ببردها، والثاني عذاب بحرها.
﴿ إن الذين آمنوا ﴾ ] أي هؤلاء الذين كانوا آمنوا بالله، أي صدقوا به وبرسله ؛ ﴿ وعملوا الصالحات لهم جنات ﴾ أي بساتين ﴿ تجري من تحتها الأنهار ﴾ من ماء غير آسن، ومن لبن لم يتغير طعمه، ومن خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ؛ ﴿ ذلك الفوز الكبيرِ ﴾ أي العظيم الذي لا فوز يشبهه، ولا يشابهه شيء اهـ.
﴿ إن بطش ربك لشديد ﴾ كأن في هذا الوعد المزيد من تثبيت البشرى في قلب النبي والمؤمنين أن الله مخزي الكافرين، وموهن كيد الجبارين، ومنتقم ممن يشاقق الرسول ويؤذي أولياء الله المتقين ؛ فإن البطش يعني : الأخذ الأليم العنيف البئيس ؛ ﴿ إنه هو يبدئ ويعيد ﴾ إنه عز وجل يبدئ الخلق إنشاء، ثم يعيدهم بعد موتهم أحياء، وسيوفهم بما كانوا قد عملوا جزاء ؛ ﴿ وهو الغفور الودود ﴾ وهو الستور يصفح عن ذنوب من يشاء ويسترها عليه فلا يفصح بها يوم تبلى السرائر، ويحصل ما كان في الصدور من النوايا والخواطر كالمحب كثيرا لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، يدعو الله ويعمل عما جاءهم من الهدى من ربهم ؛ فرعون طغى فلما دعي إلى الحق المبين حشر فنادي ﴿ فقال أنا ربكم الأعلى. فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾٢ وأغرقه الله تعالى وملأه وجنده، ونجى موسى ومن معه أجمعين ؛ وثمود نحتوا من الجبال بيوتا، ودلهم نبيهم صالح على الرشد فاستحبوا العمى على الهدى، وقالوا :﴿.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ﴾٣ ﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله... ﴾٤ ﴿ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون.. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾٥ ؛ فاصبر ومن معك فإن العاقبة للمتقين والخزي والسوء على الكافرين ؛ ﴿ بل الذين كفروا ﴾ من قومك لا يصدقون بالوحي الذي جاء، فما هم في جهالة من أخبار فرعون وأعوانه وما غاب عنهم نكال الله تعالى بثمود وقوم صالح، فبيوتهم ما زالت خاوية بما ظلموا ؛ ﴿ في تكذيب ﴾ لكن قومك يكذبون ما تدعون إليه إيثارا لأهوائهم.
﴿ والله من ورائهم محيط( ٢٠ ) ﴾ والمعبود بحق مالك أمرهم وسلطانه محيط بهم لن يعجزوا الله تعالى في الأرض ولن يعجزوه هربا، وعلمه سبحانه محيط بكل أقوالهم وأفعالهم وتكذيبهم ومكرهم وهو مجازيهم على ذلك ؛ ﴿ بل هو قرآن مجيد ﴾ بل كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه، ولما يأتهم تأويله ﴿.. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا... ﴾٦ – تحقيق للحق، أي : بل هو كتاب شريف عالي الطبقة.. قال ابن خالويه : سمعت ابن الأنباري يقول : معناه : بل هو قرآن رب مجيد.. ﴿ في لوح ﴾ أي كائن في لوح ﴿ محفوظ ﴾ أي ذلك اللوح من وصول الشياطين إليه ؛ وهذا هو اللوح المحفوظ المشهور... ونحن نؤمن به ولا يلزمنا البحث عن ماهيته وكيفية كتابته ونحو ذلك-٧ وربما يكون ﴿ محفوظ ﴾ من وصف القرآن الكريم٨ ؛ والله تعالى أعلم.