تفسير سورة الأحزاب

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة الأحزاب من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الأحزاب مدنية وآياتها ثلاث وسبعون

تفسير الألفاظ :
﴿ المنافقين ﴾ أي الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر إما ضعفا وإما بقصد الإفساد.
تفسير المعاني :
يا أيها النبي تحلَّ بالتقوى ولا تطع الكافرين والمنافقين فيما يدعونك إليه.
تفسير المعاني :
واتبع ما يوحيه الله إليك إنه كان بما تعملون خبيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وكيلا ﴾ أي موكولا إليه الأمور كلها.
تفسير المعاني :
وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " نزلت هذه الآية عندما عرض أبو سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبو الأعور السلمي على رسول الله أن يرفض ذكر آلهتهم بسوء وأن يقول : إن لها شفاعة، وهم يدعونه وربه ".
تفسير الألفاظ :
﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ﴾ هذا رد على العرب ؛ إذ كانوا يزعمون أن كل لبيب له قلبان. ﴿ أزواجكم اللائي تظاهرون منهن ﴾ أي اللائي تعاملونهن بالظهار، وهو قول أحدكم لزوجته : أنت علي كظهر أمي، فلا يحل له أن يقربها كما لا يحل له أن يقرب أمه. ﴿ أدعياءكم ﴾ الأدعياء جمع دعي، وهو الملتحق بنسب غيره.
تفسير المعاني :
ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه كما كانت تدعيه العرب، وما جعل زوجاتكم اللائي ترمونهن بالظهار أمهاتكم، ولا جعل الملتحقين بنسبكم أبناءكم، ذلكم قولكم بأفواهكم، والله يقول الحق وهو يهدي إلى سبيل الحق.
تفسير الألفاظ :
﴿ ومواليكم ﴾ جمع مولى وهو الذي بينه وبين غيره حقوق متبادلة كما بين القريب وقريبه والمملوك وسيده.
تفسير المعاني :
انسبوهم لآبائهم هو أقسط، أي أعدل عند الله، فإن لم تعرفوا آباءهم فهم إخوانكم في الدين وأولياؤكم فيه، وليس عليكم جناح أي ذنب فيما أخطأتم فيه، ولكن التبعة تقع عليكم فيما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأولو الأرحام ﴾ أي وذوو القرابات.
تفسير المعاني :
النبي أحرص على استقامة أمر المسلمين من أنفسهم، وأزواجه منزلات منازل أمهاتهم، وذووا القرابات بعضهم أولى ببعض في أمر الوراثة من المؤمنين والمهاجرين " فقد كان المؤمنون يتوارثون كأنه أسرة واحدة "، إلا أن تسدوا إلى بعض المتصلين بكم معروفا فتوصوا له بشيء. كل هذا ثابت في اللوح المحفوظ أو القرآن.
تفسير الألفاظ
﴿ ميثاقهم ﴾ أي عهدهم، جمعه مياثيق.
تفسير المعاني :
وإذ أخذنا على النبيين عهدا، وأخذنا مثله عليك وعلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم بتبليغ الرسالة والدعوة إلى الدين ليسألهم يوم القيامة عما قالوه لأممهم وما لقوه منهم، وقد هيأ للكافرين عذابا أليما.
تفسير الألفاظ :
﴿ إذ جاءتكم جنود ﴾ وهم قريش وغطفان، ويهود بني قريظة والنضير، وكانوا زهاء اثني عشر ألفا.
تفسير المعاني :
يا أيها المؤمنون اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود لإبادتكم، فأرسلنا عليهم ريحا قلعت خيامهم وأثارت خيولهم ومواشيهم، وأرسلنا عليهم كذلك جنودا من الملائكة لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ زاغت الأبصار ﴾ أي مالت عن مستوى نظرها. ﴿ وبلغت القلوب الحناجر ﴾ هذا كناية عن شدة الرعب، فإن الخائف يخفق قلبه حتى يخيل له أنه قد بلغ إلى حنجرته وهو منتهى الحلقوم.
تفسير المعاني :
إذ جاءتكم غطفان من أعلى الوادي وقريش من أسفله، وإذ مالت الأبصار عن مستوى نظرها حيرة وفزعا، وبلغت القلوب الحناجر خفقانا واضطرابا، وتظنون بالله ظنونا متنوعة.
تفسير الألفاظ :
﴿ ابتلى المؤمنون ﴾ أي اختبروا.
تفسير المعاني :
فمنكم من ظن أنه ناصر المؤمنين، ومنكم من ظن أنه فاتنهم، ومنكم من ظن أنه خادلهم، هنالك اختبر المؤمنون ورجّوا رجّا شديدا.
تفسير المعاني :
وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض الشك : ما وعدنا الله ورسوله من النصر وعلو كلمة الدين إلا وعدا باطلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ يثرب ﴾ هو اسم المدينة المنورة، ﴿ لا مقام ﴾ أي لا مكان إقامة. ﴿ فارجعوا ﴾ أي ارجعوا إلى الشرك. ﴿ عورة ﴾ أي غير حصينة. أصل العورة الخلل. وعورت الدار اختلت.
تفسير المعاني :
وإذ قالت طائفة منهم : يا أهل يثرب لا يصح أن تقيموا على هذا الدين فارجوا إلى الكفر. ويستأذن فريق منهم النبي للرجوع إلى بيوتهم بحجة أنها غير حصينة وهي في الواقع حصينة، ما يريدون بذلك إلا الفرارا من المقاومة.
تفسير الألفاظ :
﴿ من أقطارها ﴾ أي من جوانبها. ﴿ الفتنة ﴾ المراد بها هنا الردة ومقاتلة المؤمنين. ﴿ لآتوها ﴾ أي لأعطوها. ﴿ وما تلبثوا بها ﴾ أي وما تباطئوا عن إعطاء الفتنة.
تفسير المعاني :
ولو اقتحمت عليهم المدينة من جوانبها، ثم طلب إليهم الارتداد ومقاتلة المؤمنين لانضموا إلى الأعداء وما أبطئوا إلا مدة الطلب والإجابة.
تفسير الألفاظ :
﴿ لا يولون الأدبار ﴾ أي لا ينهزمون.
تفسير المعاني :
ولقد كانوا عاهدوا الله لا ينهزمون أمام عدو قط، وكان عهد الله مسئولا.
تفسير المعاني :
قل : لا ينجيكم الفرار من الموت أو القتل، وإن نفعكم ظاهر فلا تتمتعون بتأخير يومكم إلا تمتعا قليلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وليا ﴾ أي متوليا لأمورهم.
تفسير المعاني :
قل لهم : من ذا الذي يحميكم من الله إن أراد بكم شرا أو أراد بكم رحمة ؟ إنهم لا يجدون من دون الله وليا ينفعهم ولا نصيرا يدفع عنهم الشر.
تفسير الألفاظ :
﴿ المعوقين ﴾ أي المثبطين.
تفسير المعاني :
قد يعلم الله المثبطين منكم عن القتال والقائلين لإخوانهم من ساكني المدينة هلموا إلينا، أي انضموا إلينا، ولا يقربون القتال إلا قليلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ أشحة ﴾ أي بخلاء، جمع شحيح. ﴿ سلقوكم ﴾ سلقه بالرمح يسلقه طعنه به. ﴿ حداد ﴾ أي حادة ذربة. ﴿ أشحة ﴾ أي بخلاء. جمع شحيح.
تفسير المعاني :
بخلاء بالمعونة والإنفاق، فإذا طرأ الخوف من الحرب رأيتهم ينظرون إليك وأعينهم تدور في محاجرها كما يكون من الذي يقع مغشيا عليه من معالجة سكرات الموت. فإذا ذهب الخوف ضربوكم بألسنة حادة طالبين أن يشاركوكم في الغنيمة. بخلاء عن كل خير، أولئك لم يؤمنوا، فأحبط الله أعمالهم، أي أبطلها إن كانت لهم أعمال، وكان ذلك على الله قليلا.
تفسير الألفاظ
﴿ بادون ﴾ أي خارجون إلى البدو. يقال بدا يبدو بدوا. أي خرج إلى البادية. ﴿ أنبائكم ﴾ أي أخباركم جمع نبأ.
تفسير المعاني :
يظنون أن الأحزاب لا يزالون محاصري المدينة، وإن تعد الأحزاب يودوا لو أنهم في البادية مع الأعراب يسألون عن أخباركم، ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا متخاذلين لما في صدورهم من داء النفاق.
تفسير الألفاظ :
﴿ أسوة ﴾ أي قدوة. يقال ائتسى أي اقتدى به.
تفسير الألفاظ :
لقد كان لكم أيها المؤمنون في رسول الله قدوة حسنة من الثبات في الحرب، والصبر على معاناة الشدائد، لمن كان يرجو ثواب الله والفوز بالنجاة في اليوم الآخر وقرن رجاءه بكثرة ذكر الله.
تفسير المعاني :
ولما رأى المؤمنون الأحزاب مقبلين للقتال، يتوقدون حماسة وحبا في الانتقام، قالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله من نزول الشدائد ووقع الفتن، امتحانا لإيمان عباده، وقد صدق الله ورسوله في أن العاقبة للصابرين، وما زادهم هول ما رأوا إلا إيمانا بالله، وتسليما لأوامره وقضائه.
تفسير الألفاظ :
﴿ قضى نحبه ﴾ أي مات. وأصل النحب النذر فجعلوه كناية عن الموت.
تفسير المعاني :
من المؤمنين رجال وفوا بما عاهدوا الله عليه فمنهم من مات مجاهدا، ومنهم من ينتظر الشهادة، وما بدلوا شيئا من التبديل.
تفسير المعاني :
ليجزي الله الصادقين بسبب صدقهم، ويعذب المنافقين أو يتوب عليهم، إن الله كان غفورا رحيما.
تفسير المعاني :
ورد الله الأحزاب بغيضهم لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال بما أرسله عليهم من الريح العاصفة، وكان الله قويا عزيزا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ظاهروهم ﴾ أي عاونوهم. ﴿ من صياصيهم ﴾ أي من حصونهم جمع صيصة وهي الحصن.
تفسير المعاني :
وأنزل الذين عاونوهم - وهم بنو قريظة من اليهود- من حصونهم وقذف في قلوبهم الرعب، فقتلتم منهم طائفة، وأسرتم أخرى.
تفسير الألفاظ :
﴿ لم تطئوها ﴾ أي لم تدوسوها بأرجلكم.
تفسير المعاني :
وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تدسوها بأرجلكم، وكان الله على كل شيء قديرا، ذلك لأن رسول الله بعد رجوع الأحزاب قصد بني قريظة وأوقع بهم لمساعدتهم لخصومه.
تفسير الألفاظ :
﴿ أمتعكن ﴾ أي أعطكن المتعة، وهي ما يعطى للمطلقة من إعانة. ﴿ وأسرحكن ﴾ أي وأطلقكن.
تفسير المعاني :
يا أيها النبي قل لأزواجك : إن كنتن تردن الحياة الدنيا فتعالين أعطكن متعتكن وأطلقكن بدون ضرر عليكن.
تفسير المعاني :
إن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما.
" سبب نزول هذه الآية أن نساء النبي طلبن إليه أن يسمح لهن بالتزين، وأن يزيد لهن النفقة، فأمره الله أن يخيرهن بين الإصرار على طلبهن وبين البقاء مع رسوله، فاخترن كلهن البقاء مع رسوله وأقلعن عن طلبهن ".
تفسير الألفاظ :
﴿ بفاحشة ﴾ أي بكبيرة، وهي من الصفات التي جرت مجرى الأسماء كالسيئة. ﴿ يضاعف لها العذاب ﴾ أي يجعل لها مثلي عذاب غيرها. ﴿ ضعفين ﴾ أي مثلين.
تفسير المعاني :
يا نساء النبي من ترتكب منكن فعلة قبيحة يعاقبها الله عليها بمثل ما يعاقب به غيرها من العذاب، وكان ذلك على الله قليلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ومن يقنت ﴾ أي يدم على الطاعة ويواظب عليها. ﴿ وأعتدنا ﴾ أي وهيأنا، من العتاد وهو الأداة.
تفسير المعاني :
ومن يواظب على الطاعة منكن لله ولرسوله وتعمل عملا صالحا، نمنحها أجرها مرتين، وقد هيأنا لها رزقا في الآخرة كريما.
تفسير المعاني :
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء، إن اتقيتن فلا تجعلن كلامكن خاضعا لينا فيطمع الذي في قلبه مرض الكفر والنفاق فيكن، وقلن قولا حسنا بعيدا عن الريبة.
تفسير الألفاظ :
﴿ وقرن ﴾ أي واستقررن، أي وامكثن. من وقر يقر وقارا، أو من قر يقر، حذفت الراء الأولى من أقررن وهو لغة في قر يقر. ﴿ ولا تبرجن ﴾ أي ولا تظهرن زينتكن، مأخوذ من برج العين وهو إحاطة بياضها بسوادها. ﴿ الرجس ﴾ أي الذنب أو الدنس.
تفسير المعاني :
وامكثن في بيوتكن ولا تظهرن زينتكن كما تفعل نساء الجاهلية الأولى، وعدلن أركان الصلاة وأدينها، وأعطين الزكاة وأطعن الله ورسوله، إنما يقصد الله من هذا التشديد أن يذهب عنكم الدنس يا أهل بيت النبوة، ويطهركم تطهيرا.
تفسير المعاني :
واذكرن ما يقرأ في بيوتكن من آيات الله والحكمة، إن الله كان لطيفا فيما قرره لكن من الصون حفظا لكرامتكن، خبيرا بما يصلحكن ويرفع مكانتكن.
تفسير الألفاظ :
﴿ والقانتين ﴾ أي والمواظبين على الطاعة. يقال قنت يقنت قنوتا، أي واظب على الطاعة.
تفسير المعاني :
إن المسلمين، أي المنقادين لله، والمؤمنين به حق الإيمان والمواظبين على طاعته، والصادقين في القول والعمل، والصابرين عن المعاصي، والخاشعين المتواضعين، والمتصدقين، والصائمين، والمتعففين، والذاكرين الله كثيرا رجالا ونساء، قد هيأ الله لهم مغفرة من فضله وثوابا كريما.
تفسير الألفاظ :
﴿ الخيرة ﴾ أي الاختيار.
تفسير المعاني :
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قرر الله ورسوله أمرا يختص بأشخاصهم أن يختاروا على اختيارهما، بل يجب عليهم التسليم بما اختاراه لهم. وقد نزلت هذه الآية لما أظهرت زينب بنت جحش ابنة عمته وأظهر أخوها إباءهما لما قرره رسول الله من تزويجها بزيد بن حارثة معتوقه، قال الله : ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا. ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام رآها فوقعت في نفسه، فقال : سبحان الله مقلب القلوب. فذكرت زينب هذا لزوجها زيد، فكلم النبي في طلاقها محتجا بأنها تتكبر عليه لشرف نسبها، فنهاه عن تطليقها.
تفسير الألفاظ :
﴿ للذي أنعم الله عليه ﴾ أي أنعم عليه بالإسلام، وهو زيد بن حارثة. ﴿ وأنعمت عليه ﴾ أي وأنعمت عليه بالعتق. ﴿ وطرا ﴾ أي حاجة. ﴿ حرج ﴾ أي ضيق. حرج يحرج حرجا، أي ضاق. ﴿ أدعيائهم ﴾ الأدعياء جمع دعى، وهو الملتحق بنسب غيره.
تفسير المعاني :
وذكر الله ذلك فقال : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه بالإسلام وأنعمت عليه بالعتق احتفظ بزوجك وخف الله وتخفى في نفسك من نية التزوج بها لو طلقها زيد ما الله مظهره ومبديه، وتخشى تعبير الناس إياك به، والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منها حاجة في نفسه بحيث ملها وآثر فراقها زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين ضيق في التزوج بمطلقات الملتحقين بهم في النسب إذا قضوا حاجتهم منهن، وكان أمر الله كائنا لا محالة.
تفسير الألفاظ :
﴿ خلوا ﴾ أي مضوا. والسنون الخالية أي الماضية. ﴿ قدرا مقدورا ﴾ أي قضاء مقضيا.
تفسير المعاني :
ما كان على النبي ضيق فيما قسم الله له وقدر عليه.
تفسير الألفاظ :
﴿ الذين يبلغون رسالات الله ﴾ صفة للذين خلوا. ﴿ حسيبا ﴾ أي محاسبا.
تفسير المعاني :
تلك طريقة الله في الذين سبقوا من الأنبياء الذين يبلغون رسالاته إلى الخلق ويخافونه ولا يخافون أحدا غيره، وكفى به محاسبا على كل صغيرة وكبيرة.
تفسير المعاني :
فإذا كان محمد قد تبنى زيد بن حارثة الذي زوجه بزينب ابنة عمته، فإنه ما كان أباه على الحقيقة فيثبت بينه وبينه ما بين الوالد وولده من حرمة المصاهرة وغيرها، ولكنه رسول الله وخاتم النبيين، وكان الله بكل شيء عليما.
تفسير المعاني :
يا أيها الذين آمنوا أكثروا من ذكر الله وسبحوه أول النهار وآخره.
تفسير الألفاظ :
﴿ وسبحوه ﴾ أي ونزهوه عن النقص. ﴿ بكرة وأصيلا ﴾ أي أول النهار وآخره.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤١:تفسير المعاني :
يا أيها الذين آمنوا أكثروا من ذكر الله وسبحوه أول النهار وآخره.

تفسير الألفاظ :
﴿ يصلي عليكم ﴾ الصلاة من الله معناها الرحمة.
تفسير المعاني :
هو الذي يرحمكم وتدعو لكم ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكان بالمؤمنين رحيما.
تفسير المعاني :
تحيتهم يوم يلقونه سلام أي إخبار له بالسلامة، وهيأ لهم أجرا عظيما.
تفسير المعاني :
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا على أمتك ترفع أمرهم إلى الله يوم القيامة، ونذيرا لهم حتى لا يتهاونوا.
تفسير المعاني :
وداعيا إلى الله بإذنه لنشر الدين ومصباحا منيرا يستضاء به ويستنار بنوره.
تفسير المعاني :
وبشر المؤمنين بأن لهم فضلا كبيرا على سائر الأمم بحملهم أعباء دين الفطرة.
تفسير الألفاظ :
﴿ ودع أذاهم ﴾ أي واترك إيذاءهم إياك. ﴿ وكيلا ﴾ أي موكولا إليه الأمر.
تفسير المعاني :
ولا تطع الكافرين والمنافقين، وأغض عن إيذانهم، ولا تحفل به وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا تكل إليه أمرك يتصرف فيه.
تفسير الألفاظ :
﴿ تعتدونها ﴾ أي تستوفون عددها. ﴿ فمتعوهن ﴾ أي أعطوهن متعة، وهي ما كان يعطى للتي تطلق من المساعدة المالية، هذا إذا لم يكن مفروضا لها مهر، فإن كان مفروضا لها مهر فلها نصفه. ولا تجب المتعة ولكن تسن.
تفسير المعاني :
يا أيها المؤمنون إذا تزوجتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل الدخول بهن، فما لكم عليهن من عدة، فأعطوهن المتعة التي قررها الله لهن، وطلقوهن طلاقا لا ضرر فيه.
تفسير الألفاظ :
﴿ أجورهن ﴾ أي مهورهن. ﴿ مما أفاء الله عليك ﴾ أي أغنمك إياه. يقال أفاء الله عليه مال الكفار، أي أي جعله فيئا له. والفيء الغنيمة. ﴿ حرج ﴾ أي ضيق. يقال حرج الشيء يحرج حرجا أي ضاق.
تفسير المعاني :
يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللائي أعطيتهن مهورهن، وأحللنا لك ما ملكت يدك من السبى في الحرب، وأحللنا لك بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك، وأحللنا لك امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك إن أردت أن تتزوجها خالصة لك من دون المؤمنين، قد علمنا ما فرضنا على الرجال في زوجاتهم ورقيقاتهم من شرائط العقد. لكيلا يكون عليك ضيق " هذه الجملة متعلقة بقوله :﴿ خالصة لك ﴾ " أي خاصة لك لكيلا يكون عليك حرج.
تفسير الألفاظ :
﴿ ترجى ﴾ أي ترجئ بمعنى تؤخر. يقال أرجأ الأمر أخره. ﴿ وتؤوى إليك ﴾ أي وتسكن معك. يقال آواه أي أسكنه. ﴿ ومن ابتغيت ممن عزلت ﴾ أي ومن طلبت مراجعتها ممن أبعدت عنك من نسائك. ﴿ ذلك أدنى أن تقر أعينهن ﴾ أي ذلك أقرب أن تسر نفوسهن. وقرة الأعين إما مشتقة من القرار فإن العين تقر على ما تسر منه أي تثبت عليه، وإما من القر وهو البرد باعتبار أن دمعة السرور باردة.
تفسير المعاني :
ولك يا محمد أن تترك من زوجاتك من تشاء وتضم إليك من تشاء، وأن تراجع بعد الطلاق من تريد، ذلك أقرب أن ترتاح قلوبهن لعلمهن أنه بأمر الله وترخيصه لك.
تفسير المعاني :
لا يحل لك النساء يا محمد بعد التسع اللاتي هن معك، ولا أن تطلق واحدة وتتزوج بأخرى مكانها إلا ما ملكت يدك من الرقيقات.
تفسير الألفاظ :
﴿ غير ناظرين إناه ﴾ أي غير منتظرين نضجه. يقال نظر ينظر أي انتظر، وأنى الطعام يأنى إنى، أي نضج وأدرك. ﴿ ولا مستأنسين ﴾ الاستئناس طلب الأنس بالشيء. ﴿ من وراء حجاب ﴾ أي من وراء حاجز.
تفسير المعاني :
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يدعوكم إلى طعام، وإن أذن لكم لغير طعام فلا تتعمدوا المكث حتى ينضج الطعام. ولكن إذا دعيتم فادخلوا، فإذا أكلتم فتفرقوا، ولا طالبين الائتناس بحديث بعضكم بعضا أو بحديث أهل البيت بالتسمع له، إن ذلكم كان يؤلم النبي فيخجل أن ينهاكم عنه، والله لا يبالي أن يقول الحق تأديبا لخلقه، وهداية لهم إلى الفضائل. وإذا سألتموهن شيئا مما ينتفع به فاسألوهن إياه من وراء حاجز، ذلكم أدعى لكم قلوبكم وقلوبهن. وما ينبغي لكم أن تؤلموا رسول الله ولا أن تتزوجوا بنسائه من بعده أبدا، إن ذلكم كان عند الله ذنبا عظيما.
تفسير المعاني :
إن تبدو نية للناس أو تكتموها في صدوركم يحاسبكم عليها الله إنه كان بكل شيء عليما. لما نزلت هذه الآية المسماة لهأ لهم بآية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب : يا رسول الله أو َنكلمهن نحن أيضا من وراء حجاب ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ لا جناح ﴾ أي لا إثم. ﴿ في آبائهن ﴾ أي في مقابلة آبائهن وجها لوجه بدون حجاب.
تفسير المعاني :
فنزل قوله تعالى : لا إثم على نساء النبي في أن لا يحتجبن عن آبائهن وأبنائهن وإخوانهن وأبناء إخوانهن وأبناء أخواتهن ونسائهن وإمائهن، واتقين الله يا نساء النبي إن الله كان على كل شيء شهيدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ يصلون على النبي ﴾ الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة التوسل إلى الله لمصلحة إنسان، ومن الإنسان الدعاء.
تفسير المعاني :
إن الله وملائكته يصلون على النبي، أي يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه، فاعتنوا أنتم أيضا بذلك، وقولوا : اللهم صل على محمد، وسلموا تسليما، أي وقولوا : السلام عليك يا أيها النبي.
تفسير المعاني :
إن الذين يؤذون الله ورسوله بارتكاب ما يكرهانه من المعاصي، لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا.
تفسير الألفاظ :
﴿ بغير ما اكتسبوا ﴾ أي بغير جناية استحقوا بها الإيذاء. ﴿ فقد احتملوا بهتانا ﴾ أي فقد حملوا على كواهلهم أوزار بهتان عظيم. والبهتان الباطل العريق في البطلان
تفسير المعاني :
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما جنوا فقد حملوا أنفسهم ظلما وذنبا عظيما.
تفسير الألفاظ :
﴿ يدنين عليهن من جلابيبهن ﴾ أي يغطين وجوههن وأبدانهن. ﴿ ذلك أدنى أن يعرفن ﴾ أي ذلك أقرب لأن يعرفن، أي يميزن عن الإماء والقينات. تفسير المعاني :
يا أيها النبي اؤمر نساءك ونساء المؤمنين يغطين وجوههن بجلابيبهن ذلك أقرب أن يميزن عن الفواجر فلا يتعرض لهن أحد بسوء.
تفسير الألفاظ :
﴿ والمرجفون ﴾ يقال أرجف أخبار السوء، أي نشرها وروجها. والإرجاف التحريك، مشتق من الرجفة، ويسمى به الإخبار الكاذب لأنه متزلزل غير ثابت. ﴿ لنغرينك بهم ﴾ أي لنحرضنك عليهم.
تفسير المعاني :
لئن لم يقلع المنافقون والذين في قلوبهم مرض الشك ومروجو أخبار السوء في المدينة عما هم فيه من المشاغبات، لنسلطنك عليهم فيضطرون للجلاء وعدم مجاورتك فيها إلا زمانا قليلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ثقفوا ﴾ أي صودفوا. يقال ثقفه يثقفه أي صادفه.
تفسير المعاني :
ويصبحون ملعونين تهدر دماؤهم أينما صودفوا.
تفسير المعاني :
هذه سنة الله في جميع الذين مضوا وسنة الله لا تتبدل.
تفسير المعاني :
يسألك الناس عن القيامة، فقل : إنما علمها عند الله، وما يدريك لعلها تجيء قريبا.
تفسير المعاني :
إن الله لعن الكافرين وهيأ لهم في الآخرة سعيرا، أي نارا شديدة الاتقاد.
تفسير المعاني :
خالدين في جهنم أبدا لا يجدون فيها صديقا ولا نصيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ تقلب وجوههم ﴾ أي تصرف من جهة لجهة : كاللحم حين يشوى بالنار.
تفسير المعاني :
يوم تصرف وجوههم في النار من جهة إلى جهة يقولون : يا ليتنا أطعنا الله ورسوله، ولم نبتل بهذا العذاب.
تفسير المعاني :
وقالوا : يا ربنا إننا انقدنا لأهواء سادتنا وقادتنا فأضلونا عن سبيلك.
تفسير المعاني :
ربنا أنزل عليهم مثلي عذابنا لضلالهم وإضلالنا، والعنهم لعنا كبيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ كالذين آذوا موسى ﴾ أي بقذفه بما هو منه براء. وذلك أن قارون حرض امرأة على قذفه بنفسها فعصمه الله، أو باتهامه بقتل هارون. ﴿ وجيها ﴾ أي ذا جاه. يقال وجه يوجه وجاهة، أي صار وجيها.
تفسير المعاني :
يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين قذفوا موسى بالتهم فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله ذا وجاهة.
تفسير الألفاظ :
﴿ قولا سديدا ﴾ أي قاصدا إلى الحق. يقال سد الشيء يسد سدادا أي استقام.
تفسير المعاني :
فاتقوا الله وقولوا قولا قويما.
تفسير الألفاظ :
﴿ يصلح لكم أعمالكم ﴾ أي يصل بالقبول والثواب.
تفسير المعاني :
يصلح لكم أعمالكم بقبولها، ويغفر ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
تفسير الألفاظ :
﴿ الأمانة ﴾ المراد بها طاعة الله، والعمل بدستوره. ﴿ وأشفقن ﴾ أي وخفن. ﴿ ظلوما جهولا ﴾ أي كثير الظلم والجهل.
تفسير المعاني :
إنا عرضنا الطاعة والقيام بأعباء تكاليفنا على السماوات والأرض والجبال، فاستعفين من حملها وخفن من تبعاتها، وحملها الإنسان بما منحه الله من القوة الأدبية للوفاء بها، إنه كان كثير الظلم والجهل إذ لم يف بحقوقها، ولم يقم بواجباتها.
تفسير المعاني :
ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات، وكان الله غفورا رحيما. هذا تعليل لحمل الأمانة التي ذكرها الله في الآيات السابقة.
Icon