تفسير سورة هود

تذكرة الاريب في تفسير الغريب
تفسير سورة سورة هود من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب .
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

احكمت منعت عن الباطلاخرى
ليقولن ما يحسبه تكذيبا واستهزاء
ولان اذقنا الانسان وهو اسم جنسواليؤوس القنوط
ذهب السيئات أي يعني الفقر والضراء وانما ذم بهذا لانه لم يعترف لله بالنعم ولم يحمده على صرف النقم
فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك أي تبلغ بعض الوحي وضائق أي ضيقان يقولوا أي كراهية ان يقولوا
افتراه اتى به من قبل نفسه
نوف اليهم اعمالهم أي جزاء اعمالهم وهم فيها أي في الدنيا لا ينقصون من اعمالهم شيئا وهذا لمن اراد الدنيا وحدها وجحد البعثفان قيل فقد يكون الكافر مضيقا عليه قيل قد بين بقوله عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ان ذلك في حق من اريد ذلك به
افمن كان على بينة من ربه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم والبينة القران ويتلوه أي ويتلوا القران شاهد وهو جبريل يتلوا القرا منه الهاء في منه كناية عن ربه ومن قبله الهاء كناية عن القران المعنى ومن قبل هذا القران كان موسى عليه السلام دليلا على امر النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه والمعنى افمن كان كذلك كمن لمن يكن فحذفاولئك يعني اصحاب نبينا وقيل مؤمنوا الكتابينوالاحزاب جميع المللوالمرية الشك
يعرضون على ربهم توكيد للانتقام منهموالاشهاد الخلائق
يضاعف لهم العذاب يعني الرؤساء الصادين عن سبيل الله تعالىما كانوا يستطيعون السمع أي لم يقدروا على سماع الحق لان الله حال بينهم وبينه عقابا لهم وقيل المعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون سماع الحق
لا جرم أي حقا
واخبتوا تواضعوا والمعنى وجهوا خشوعهم وتواضعهم الى ربهم
والفريقان المؤمن والكافر
والاراذل السفلة بادي الراي من همز اراد انهم اتبعوك اول ما ابتدؤوا ينظرون في امرك ولو فكروا لم يعدلوا عن موافقتنا في تكذيبك ومن لم يهمز للمعنى ما نراهم الا سفلتنا في بادي الرايلكل ناظر وقيل ارادوا انهم اتبعوك في الظاهر وقلوبهم ليست معكمن فضل أي في الخلق والمال
رحمة من عنده وهي النبوةفعاميت فعميتم عنها
ملاقوا ربهم فناخذ لهم ممن ظلمهم
خزائن الله أي علم ما غاب فاعلم ان اتباعي ما تبعوني بالقلوبتزدري تستقللم يؤتيهم الله خيرا أي لا اقطع عليهم بشيء
انصح لكم أي انصحكميغويكم يضلكم
مما تجرمون من التكذيب
تبتئس تحزن
والفلك السفينة باعيننا أي بمراى منا
سخروا منه أي قالوا سرت بعد النبوة نجارافانا نسخر منكم عند الغرق
وفار التنور وكان تنورا من حجارة كان لنوح يخبز فيهالا من سبق عليه القول بالاهلاك وهم امراته وابنه كنعان
مجراها من ضم الميم اراد بالله اجراؤها وارساؤها ومن فتحها اراد بالله يكون جريها ويقع ارساؤها
والمعزل المكان المنقطع والمعنى في معزل من السفينة
لا عاصم أي لا معصوموحال بينهما أي بين نوح وابنه وقيل بين ابنه والجبل
اقلعي امسكي عن انزال الماءوغيض نقصوقضي الامر وهو هلاك قوم نوحوالجودي جبل بالموصل
انه ليس من اهلك الذين وعدتك نجاتهم لانه كافر انه عمل من نون اللام عنا السؤال فيه ومن فتحها اراد اشركما ليس لك به علم يعني ادخاله في جملة اهلك الناجينمن الجاهلين في سؤالك من ليس حزبك
وامم سنمتعهم وهم الكفار
وتلك يعني قصة نوح
اعتراك اصابكبسوء أي بجنون فعيبك الاصنام لتغير عقلك
والجبار الذي طال وفاة اليد والعنيد العاند الذي لا يقبل الحق
واستعمركم فيها جعلكم عمارها
مرجوا كانوا يرجونه للملك عليهممريب موقع للريبة
والتخسير النقصان
غير مكذوب أي غير كذب
بالبشرى بالولدقال سلام عليكموالحنيذ المشوي بالحجارة
نكرهم وانكرهم بمعنى واحد واوجس اضمر حظرا ان يكونوا لصوصاارسلنا الى قوم لوط أي بالعذاب
ويعقوب رفع على معنى ويعقوب يحدث لها من وراء اسحاق فهو مؤخر معناه التقديم
وشيخا منصوب على الحالوقولها يا ويلتي كلمة تخف على السنة النساء عند التعجب ولم ترد الدعاء على نفسها
والحميد المحمود والمجيد الماجد وهو الشريف
الروع الفزعيجادلنا فيه اضمار واخذ يجادل رسلنا وكان جداله ان يقال اتهلكون قرية فيها مائة مؤمن قالوا لا قال خمسون قالوا لا قال اربعون قالوا لا فما زال ينقصم حتى قال فواحد قالوا لا قال ان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها
سيء بهم ساءه مجيئهم اشفاقا عليهم وضاق بهم ضرعا أي ضاق ضرعه بهم والذرع بمعنى الوسعوالعصيب الشديد
ويهرعون يسرعونهؤلاء بناتي انما اشر عليهم بالتزويج بالنساء واضافهن اليه لانه كالاب لهمو تخزون تفضحونيوالرشيد المرشد
من حق أي من حاجة
والقوة البطش والركن العشيرة وجواب لو محذوف تقديره لحلت بينكم وبين المعصيةفقالت الملائكة حين اذ انا رسل ربك لن يصلوا اليك أي بسوء
الا امراتك المعنى فانها تلتفت ويكون الاستثناء منقطعا على قراءة من رفع وعلى قراءة من نصب فالمعنى فاسر باهلك الا امراتكم
عاليها يعنى القرىوالسجيل حجر وطين قال الفراء طين قد طبخ حتى صار كالرخاممنضود يتبع بعضه بعضا
والمسومة المعلمة وعلامتها في بياض في حمرةعند ربك أي جاءت من عنده
اني اراكم بخير يعني رخص الاسعار
بقية الله أي ما ابقى لكم من الحلال بعد ايفاء الكيل خير من البخس
اصلواتك أي دينكاو ان نفعل في اموالنا ما نشاء المعنى ان نترك ما يعبد اباؤنا وان نترك ان نفعل كان كثير البخسلانت الحليم استهزاء به
ورزقني كنه رزقا حسنا كان كثير المال
لا يجرمنكم أي لا تكسبنكم عداوتكم اياي أتعذبوا
والودود المحب لعباده
ضعيفا أي ضريراوالرهط العشيرةلرجمناك أي لقتلناك
ارهطي اعز أي اتراعون رهطي في ولا تراعون اللهواتخذتموه أي رميتم بامر الله وراء ظهوركم
فارتقبوا العذاب فاني ارتقب الثواب
بعدت هلكت
الورد الموضوع الذي يرده
الرفد العطية و المرفود المعطي
والقائم ما يرى مكانه والحصيد ما لم يبين اثره
والتتبيب التخسير
والزفير كزفير الحمار في الصدر اول نهيقه والشهيق كشهقه في الحلق اخر نهيقه
وما دامت السموات اراد الابد فخاطبهم بما يعملون وهم يقولون هذا لا افعله ما دامت السموات واطت الابل واختلفت الجرة والدرة يعنون الابدالا ما شاء ربك من خروج الخارجين من النار بالشفاعة والاستثناء في حق اهل
الجنة يرجع الى لبث من لبث في النار من الموحدين ثم ادخل الجنةوالمجذوذ المقطوع
نصيبهم من العذاب
فاختلف فيه أي صدق قوم وكذبه كي يعزيه بهذافلولا كلمة سبقت بالانظار لقضي بينهم في الدنيالفي شك منه أي من القران مريب موقع للريب
لما اللام للتوكيد فيه ليوفينهم اللام التي يتلقى فيها القسم والتقدير والله ليوفينهم ودخلت ما للفصل بين اللامين
الذين ظلموا المشركون
طرفي النهار الطرف الاول صلاة الفجر والطرف الثاني الظهر والعصرالزلف الساعات وهي صلاة المغرب والعشاءوالذكرى العظة
فلولا أي فهلااولوا بقية أي اهل دينالا قليلا أي لكن قليلا ممن انجينا مع الرسل والاستثناء منقطعما اترفوا فيه المعنى اثروا اللذات
امة واحدة أي مسلمين
ولذلك خلقهم أي للشقاء والسعادة
وكلا أي وكل الذي تحتاج اليه من انباء الرسل نقص عليكفي هذه يعني الصورةالحق وهو البيان
اعملوا على مكانتكم منسوخ باية السيف
Icon