تفسير سورة الشورى

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الشورى من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة حم عسق ( الشُّورَى ) مكية أو إلا أربع آيات مدنية ﴿ قل لا أسألكم عليه أجرا ﴾ [ ٢٣ ] إلى آخرها.

٢ - ﴿حم عسق﴾ اسم للقرآن، أو لله أقسم به " ع "، أو فواتح السور، أو اسم الجبل المحيط بالدنيا، أو حروف مقطعة من أسماء الله - تعالى - الحاء والميم من الرحمن والعين من عليم والسين من قدوس والقاف من قاهر أو حروف مقطعة من حوادث آتية الحاء من حرب والميم من تحويل ملك والعين من عدو مقهور والسين من استئصال سنين كسني يوسف، والقاف من قدرة الله في ملوك الأرض قاله عطاء، أو نزلت في رجل يقال له عبد الإله كان بمدينة على نهر بالمشرق خسف الله - تعالى - به الأرض فقوله حم يعني عزيمة من الله عين عدلاً منه سين سيكون ق واقعاً بهم قاله حذيفة بن اليمان.
٥ - ﴿يَتَفَطَّرْنَ﴾ يتشققن من عظمة الله - تعالى -، أو من علم الله أو ممن فوقهن " ع "، أو لنزول العذاب منهن ﴿يُسَبِّحُونَ﴾ تعجباً من تعرض الخلق لسخط الله - تعالى -، أو خضوعاً [١٧١ / ب] / لما يرون من عظمته " ع " ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ بأمره، أو بشكره ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الأَرْضِ﴾ من المؤمنين لما رأت ما أصاب هاروت وماروت سبحت بحمد ربها واستغفرت لبني آدم من الذنوب والخطايا، أو بطلب الرزق لهم والسعة عليهم وهم جميع الملائكة أو حملة العرش.
﴿وكذلك أوحينا إليك قرءاناً عربياً لتنذر أم القرىَ ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير (٧) ولو شاءَ اللهُ لجعلهم أمةً واحدةً ولكن يُدخِلُ من يشاءُ في رحمته والظالمون ما لهم من وليٍ ولا نصيرٍ (٨) ﴾
٨ - ﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ أهل دين واحد إما ضلال، أو هدى. ﴿فِى رَحْمَتِهِ﴾ الإسلام ﴿مِّن وَلِىٍّ﴾ ينفع ﴿ولا نصير﴾ يدفع.
﴿أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى وهو على كل شيءٍ قديرٌ (٩) وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى اللهِ ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (١٠) فاطرُ السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً يذرؤكم فيه ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير (١١) له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم (١٢) ﴾
١١ - ﴿ويذرؤكم﴾ يخلقكم، أو يكثر نسلكم، أو يعيشكم، أو يرزقكم أو يبسطكم، أو نسلاً بعد نسل من الناس والأنعام ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾ ليس كمثل
138
الرجل والمرأة شيء. قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - والضحاك أو ليس كمثل الله شيء بزيادة الكاف للتوكيد، أو بزيادة مثل للتوكيد.
139
١٢ - ﴿مقاليد السماوات والأرض﴾ خزائنهما، أو مفاتيحهما " ع " بالفارسية، أو العربية، مفاتيح السماء المطر والأرض النبات، أو مفاتيح الخير والشر، أو مقاليد السماء الغيوب والأرض الآفات، أو مقاليد السماء حدوث المشيئة ومقاليد الأرض ظهور القدرة، أو قول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو الأول والآخر والظاهر والباطن يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مأثور يبسط ويقدر: يوسع ويضيق، أو يسهل ويعسر ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ﴾ من البسط والتقتير ﴿عَلِيمٌ﴾.
﴿شَرَعَ لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (١٣) وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ولولا كلمةٌ سبقت من ربك إلى أجلٍ مسمىٌ لقضيَ بينهم وإن الذين أورثوا الكتابَ من بعدهمْ لفي شكٍ منه مُرِيبٍ (١٤) ﴾
١٣ - ﴿شَرَعَ﴾ سَنَّ، أو بيّن أو اختار، أو أوجب ﴿مِّنَ الدِّينِ﴾ من زائدة ﴿مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً﴾ من تحريم البنات والأمهات والأخوات لأنه أول نبي أتى
139
بذلك، أو من تحليل الحلال وتحريم الحرام ﴿أَقِيمُواْ الدِّينَ﴾ اعملوا به، أو ادعوا إليه ﴿وَلا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ﴾ لا تتعادوا عليه وكونوا عليه إخواناً، أو لا تختلفوا فيه بل يصدق كل نبي من قبله ﴿مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ من التوحيد ﴿يَجْتَبِى إِلَيْهِ﴾ من يولد على الإسلام و ﴿مَن يُنِيبُ﴾ من أسلم عن الشرك، أو يستخلص لنفسه من يشاء ويهدي إليه من يقبل على طاعته.
140
١٤ - ﴿وما تفرقوا﴾ عن محمد [صلى الله عليه وسلم] أو في القول. ﴿مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ﴾ بأن الفرقة ضلال، أو العلم القرآن، أو بعد ما تَبَحَّرُوا في العلم. ﴿بَغْياً﴾ من بعضهم على بعض، أو اتباعاً للدنيا وطلباً لملكها ﴿كَلِمَةٌ سَبَقَتْ﴾ رحمته للناس على ظلمهم، أو تأخيره العذاب عنهم إلى أجل مسمى ﴿لِّقُضِىَ بَيْنَهُمْ﴾ بتعجيل هلاكهم ﴿أُورِثُواْ الْكِتَابَ﴾ اليهود والنصارى، أو انبئوا بعد الأنبياء ﴿لَفِى شَكٍّ﴾ من العذاب والوعد أو الإخلاص، أو صدق الرسول [صلى الله عليه وسلم].
﴿فلذلك فادع واستقم كما أُمرتَ ولا تتبع أهواءهم وقل ءامنتُ بما أنزل الله من كتابٍ وأمُرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير (١٥) ﴾
١٥ - ﴿فَلِذَلِكَ﴾ فللقرآن، أو التوحيد. ﴿فَادْعُ﴾ فاعمل، أو فاستدع ﴿وَاسْتَقِمْ﴾ على القرآن، أو على أمر الله، أو على تبليغ الرسالة. ﴿لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ في الأحكام، أو التبليغ ﴿لا حُجَّةَ﴾ لا خصومة منسوخة نزلت قبل السيف [١٧٢ / أ] / والجزية، أو معناه عدلتم بإظهار العداوة عن طلب الحجة، أو قد أعذرنا بإقامة الحجة عليكم فلا يحتاج إلى إقامة حجة عليكم. نزلت في الوليد وشيبة سألا الرسول [صلى الله عليه وسلم] أن يرجع إلى دين قريش على أن يعطيه الوليد نصف ماله ويزوجه شيبة بابنته.
140
﴿والذين يحاجون في الله من بعد ما استُجيب له حجتهم داحضةٌ عند ربهم وعليهم غضبٌ ولهم عذابٌ شديدٌ (١٦) الله الذي أنزل الكتابَ بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريبٌ (١٧) يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين ءامنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلالٍ بعيدٍ (١٨) ﴾
141
١٦ - ﴿يُحَآجُّونَ فِى اللَّهِ﴾ في توحيده، أو رسوله طمعاً أن يعود إلى الجاهلية بمحاجتهم، أو هم اليهود قالوا: كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم ﴿مَا أسْتُجِيبَ له﴾ من بعدما أجابه الله إلى إظهار المعجزات على يديه، أو من بعدما أجاب الرسول إليه من المحاجة أو من بعدما استجاب المسلمون لربهم وآمنوا بكتابه.
١٧ - ﴿الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ بالمعجز الدال على صحته، أو بالصدق فيما أخبر به من ماضٍ ومستقبل ﴿وَالْمِيزَانَ﴾ العدل فيما أمر به ونهى عنه، أو جزاء الطاعة والمعصية، أو الميزان حقيقة نزل من السماء لئلا يتظالم الناس ﴿قَرِيبٌ﴾ ذُكِّر لأن الساعة بمعنى الوقت.
﴿الله لطيفٌ بعباده يرزقُ من يشاء وهو القوي العزيز (١٩) من كان يريد حرثَ الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب (٢٠) أم لهم شركاؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم (٢١) ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين ءامنوا وعملوا الصالحات في روضات الجناتِ لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير (٢٢) ﴾
٢٠ - ﴿حَرْثَ الدُّنْيَا﴾ الآية يعطي الله على نية الآخرة من الدنيا ما شاء
141
ولا يعطي على الدنيا إلا الدنيا، أو من عمل للآخرة أعطي بالحسنة عشر أمثالها ومن عمل للدنيا لم يزد على ما عمل لها ﴿مِن نَّصِيبٍ﴾ في الجنة شبه العامل بالزارع لاشتراكهما في طلب النفع.
﴿ذلك الذي يبشر الله عباده الذين ءامنوا وعملوا الصالحات قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القُربى ومن يقترف حسنةً نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور (٢٣) أم يقولون افترى على الله كذباً فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحقَّ بكلماته إنه عليم بذات الصدور (٢٤) ﴾
142
٢٣ - ﴿إِلا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى﴾ تودُّوني في نفسي لقرابتي منكم لأنه لم يكن بطن من قريش إلا بينه وبين الرسول [صلى الله عليه وسلم] قرابة " ع " أو إلا أن تودوا قرابتي، أو إلا أن تودوني فتؤازروني كما تودون ذوي قرابتكم، أو إلا أن تتوددوا إلى الله - تعالى - وتتقربوا إليه بالعمل الصالح " ح "، أو إلا أن تودوا قرابتكم وتصلوا أرحامكم ﴿غَفُورٌ﴾ للذنوب ﴿شَكُورٌ﴾ للحسنات، أو غفور: لذنوب [آل] الرسول [صلى الله عليه وسلم] شكور: لحسناتهم.
٢٤ - ﴿يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ﴾ ينسيك ما أتاك من القرآن، أو يربط على قلبك فلا يصل إليك الأذى بقولهم ﴿افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً﴾، أو لو حدثت نفسك بأن تفتري على الله كذباً لطبع على قلبك.
{وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون (٢٥) ويستجيب الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد (٢٦) ولو
142
بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبيرٌ بصيرٌ (٢٧) وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميدُ (٢٨) }
143
٢٨ - ﴿الْغَيْثَ﴾ المطر النافع في وقته والمطر قد يكون ضاراً أو نافعاً في وقته وغير وقته قيل لعمر - رضي الله عنه -: أجدبت الأرض وقنط الناس فقال: مطروا إذاً. والقنوط: اليأس. ﴿وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ بالمطر، أو بالغيث فيما يعم به ويخص ﴿الْوَلِىُّ﴾ المالك ﴿الْحَمِيدُ﴾ مستحق الحمد، أو الولي: المنعم الحميد: المستحمد.
﴿ومن ءاياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا شاء قدير (٢٩) وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (٣٠) وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) ٣١) ﴾
٣٠ - ﴿وَمَآ أَصَابَكُم مِّن مصيبةٍ﴾ الحدود لأجل المعاصي " ح "، أو البلوى في النفوس والأموال عقوبة على المعاصي للبالغين وثواباً للأطفال أو عامة للأطفال أيضاً في غيرهم من والد ووالدة قاله العلاء بن زيد. ﴿عَن كثيرٍ﴾ من العصاة فلا يعاجلهم بالعقوبة، أو عن كثير من المعاصي فلا حد فيها [١٧٢ / ب] /.
﴿ومن ءاياته الجوار في البحر كالأعلام (٣٢) إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور (٣٣) أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير (٣٤) ويعلم الذين يجادلون في ءاياتنا ما لهم من محيص (٣٥) ﴾
٣٢ - ﴿الجواري﴾ السفن ﴿كَالأَعْلامِ﴾ كالجبال.
٣٣ - ﴿صَبَّارٍ﴾ على البلوى ﴿شَكُورٍ﴾ على النعماء.
٣٤ - ﴿يُوبِقْهُنَّ﴾ يغرقهن ﴿وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ﴾ من أهلهن فلا يغرقهم معها.
٣٥ - ﴿مَّحِيصٍ﴾ مهرب، أو ملجأ فلان يحيص عن الحق أي يميل عنه.
﴿فما أوتيتم من شيء فمتاعُ الحياة الدنيا وما عند الله خيرٌ وأبقى للذينَ ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون (٣٦) والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحشَ وإذا ما غضبوا هم يغفرون (٣٧) والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم يُنفقون (٣٨) والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون (٣٩) ﴾
٣٨ - ﴿الذين اسْتَجَابُواْ﴾ الأنصار استجابوا بالإيمان لما أنفذ إليهم الرسول [صلى الله عليه وسلم] أثني عشر نقيباً منهم قبل الهجرة ﴿وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ﴾ بالمحافظة على مواقيتها وبإتمامها بشروطها ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى﴾ كانوا قبل قدوم الرسول [صلى الله عليه وسلم] يتشاورون فيما عزموا عليه، أو عبّر عن اتفاقهم بالمشاورة، أو تشاوروا لما جاءهم النقباء فاجتمع رأيهم في دار أبي أيوب على نصرة الرسول [صلى الله عليه وسلم] والإيمان به، أو تشاورهم فيما يعرض لهم ﴿ينفقون﴾ بالزكاة.
٣٩ - ﴿أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ﴾ بغي المشركين عليهم في الدين انتصروا منهم بالسيف أو إذا بغى عليهم باغٍ كُرِه أن يُستذلوا لئلا يجترئ عليهم الفساق وإذا قدروا عفواً وإذا بغي عليهم تناصروا عليه وأزالوه.
{وجزؤا سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين (٤٠) ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل (٤١) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون
144
في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذابٌ أليمٌ (٤٢) ولمن صَبَرَ وغَفَرَ إن ذلك لمن عزم الأمور (٤٣) }
145
٤٠ - ﴿سيئةٌ مِّثْلُهَا﴾ يريد به القصاص في الجراح المتماثلة، أو في الجراح وإذا قال أخزاه الله أو لعنه قابله بمثله ولا يقابل القذف بقذف ولا الكذب بالكذب ﴿وأصْلَح﴾ العمل، أو بينه وبين أخيه ﴿فأجْرُه عَلَى اللَّهِ﴾ ندب إلى العفو ﴿الظَّالِمِينَ﴾ بالابتداء، أو بالتعدي في الاستيفاء.
٤١ - ﴿انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ﴾ استوفى حقه.
٤٢ - ﴿يَظْلِمُونَ النَّاسَ﴾ بعدوانهم، أو بالشرك المخالف لدينهم ﴿وَيَبْغُونَ﴾ يعملون المعاصي، أو في النفوس والأموال، أو ما ترجوه قريش من أن يكون بمكة غير الإسلام ديناً؟
٤٣ - ﴿عَزْمِ الأُمور﴾ العزائم التي أمر الله - تعالى - بها، أو عزائم الصواب التي وفق لها نزلت مع ثلاث آيات قبلها في أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - شتمه بعض الأنصار فرد عليه ثم سكت عنه.
145
﴿ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردٍ من سبيل (٤٤) وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرفٍ خفي وقال الذين ءامنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذابٍ مقيمٍ (٤٥) وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل (٤٦) ﴾
146
٤٥ - ﴿يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا﴾ المشركون يعرضون على جهنم عند انطلاقهم إليها قاله الأكثر، أو آل فرعون خاصة تحبس أرواحهم في أجواف طيور سود تغدوا على جهنم وتروح، أو المشركون يعرضون على العذاب في قبورهم وتعرض عليهم ذنوبهم في قبورهم ﴿يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىِّ﴾ ببصائرهم لأنهم يحشرون عمياً، أو يسارقون النظر إلى النار حذراً، أو بطرف ذابل ذليل " ع ".
﴿استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يومٌ لا مردَّ له من الله ما لكم من ملجأٍ يومئذ وما لكم من نكير (٤٧) فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور (٤٨) ﴾
٤٧ - ﴿مَّلْجَإٍ﴾ منجى، أو محرز ﴿نَكِيرٍ﴾ ناصر، أو منكر بغير ما حل بكم
٤٨ - ﴿رَحْمَةً﴾ عافية، أو مطراً ﴿سَيِّئَةٌ﴾ قحط، أو مرض.
{لله ملكُ السمواتِ والأرضِ يخلُقُ ما يشاءُ يهبُ لمن يشاءُ إناثاُ ويهبُ لمن يشاءُ
146
الذكور (٤٩) أو يزوجهم ذكراناً وإناثاُ ويجعلُ من يشاءُ عقيماً إنه عليمٌ قديرٌ (٥٠)
147
٤٩ - ﴿يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً﴾ محضة ولمن يشاء الذكور متمحضة ولشرف الذكور أدخل عليهم أداة التعريف.
٥٠ - ﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ﴾ بأن تلد غلاماً ثم جارية، أو تلدهما معاً والتزويج هنا الجمع زوجت الإبل جمعت بين صغارها وكبارها ﴿عَقِيماً﴾ عقم فرجه عن الولادة، والعقم: المنع، أو الآية خاصة بالأنبياء [١٧٣ / أ] / محض للوط البنات ولإبراهيم الذكور وزوجهم لإسماعيل وإسحاق وجعل يحيى وعيسى عقيمين.
﴿وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من ورآئ حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم (٥١) وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمانَ ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم (٥٢) صراطِ الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمورُ (٥٣) ﴾
٥١ - ﴿إِلا وَحْياً﴾ بالنفث في قلبه والإلهام، أو رؤيا المنام. ﴿من وراء حِجَابٍ﴾ كما كلم موسى ﴿رَسُولاً﴾ جبريل - عليه السلام - ﴿فَيُوحِىَ﴾ هذا الوحي خطاب من الرسل إلى الأنبياء يسمعونه نطقاً ويرونهم عياناً، أو نزل جبريل - عليه السلام - على كل نبي فلم يره منهم إلا محمد وإبراهيم وموسى وعيسى وزكريا - عليهم الصلاة والسلام - وأما غيرهم فكان وحياً وإلهاماً في المنام نزلت لما قال اليهود للرسول [صلى الله عليه وسلم] ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً صادقاً كما كلمه موسى ونظر إليه.
٥٢ - ﴿رُوحاً﴾ رحمة، أو نبوة، أو قرآناً ﴿مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ﴾
147
لولا الرسالة ولا الإيمان لولا البلوغ ﴿وَلا الإِيمَانُ﴾ بالله وهذا يعرفه بعد البلوغ وقبل النبوة، أو الإسلام وهذا لا يعرفه إلا بعد النبوة ﴿نُوراً﴾ القرآن، أو الإيمان ﴿صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ الإسلام، أو طريق مستقيم.
148
٥٣ - ﴿صراط الله﴾ القرآن، أو الإسلام.
148
سُورَةُ الزّخْرُفِ
مكية اتفاقاً

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿حم (١) والكتابِ المبين (٢) إنا جعلناه قرءاناً عربياً لعلكم تعقلون (٣) وإنه في أم الكتابِ لدينا لعلي حكيمٌ (٤) أفنضرب عنكم الذكر صحفاً أن كنتم قوماً مسرفين (٥) وكم أرسلنا من نبي في الأولين (٦) وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءون (٧) فأهلكنا أشد منهم بطشاً ومضى مثلُ الأولين (٨) ﴾
149
Icon