ﰡ
١٢٦٢- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الليل أفضل ؟ فقال :( نصف الليل الغابر )١ وهو المراد بقوله تعالى :﴿ والليل إذا سجى ﴾، ولأنه وقت غفلة الخلق، يفضل فيه الاشتغال بالحق، ووقت في آخر الليل، وأوله بعد انقضاء ثلث الليل إلى أن يبقى سدسه وهو مقدار سدس الليل، وهي الأسحار المخصوصة بالاستغفار، والأخبار فيه باهتزاز المندوب إلى التعرض لها. ( مدخل السلوك إلى منازل الملوك : ٧٤ )
١٢٦٣- ﴿ والليل إذا سجى ﴾ أي إذا سكن وسكونه هدوءه في هذا الوقت، فلا تبقى عين إلا نائمة، سوى الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وقيل : إذا سجى : إذا امتد وطال، وقيل : إذا أظلم. ( الإحياء : ١/٤٠٩ )
١٢٦٤- عن جابر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة رضي الله عنها وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الإبل فلما نظر إليها بكى وقال :( أي فاطمة، تجرعي مرارة الدنيا لنعيم الأبد، فأنزل الله عليه :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾١. ( نفسه : ٤/٢٧٤ )
١٢٦٥- في تفسير قوله تعالى :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ قال٢ :( لا يرضى محمد وواحد من أمته في النار )٣، وكان أبو جعفر محمد بن علي٤ يقول : أنتم أهل العراق تقولون أرجى آية في كتاب الله عز وجل قوله :﴿ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ﴾٥ الآية، ونحن أهل البيت نقول : أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله تعالى :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾. ( نفسه : ٤/١٥٥ )
٢ - أي الرسول صلى الله عليه وسلم..
٣ - أخرجه ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن علي. انظر فتح القدير ٥/٤٦٠..
٤ - هو السيد الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي العلوي الفاطمي، المدني، ولد زين العابدين، ولد في حياة عائشة رضي الله عنها. روى عن جديه: النبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه مرسلا، وجديه الحسن والحسين مرسلا أيضا فيرهم. وروى عنه ابنه عطاء والأعرج وغيرهم. كان من فقهاء المدينة له تفسير وهو أحد الأئمة اثني عشر على اعتقاد الإمامية، وتوفي سنة ١١٧ هـ ن. طبقات المفسرين للداودي: ٢/٢٠٠ وشذرات الذهب ١/١٤٩ والسير: ٤/٤٠١..
٥ - الزمر: ٥٠..
١٢٦٦- الضلال في وضع اللسان لا يناسب الكفر، قال الله تعالى :﴿ ووجدك ضالا فهدى ﴾. ( المستصفى : ١/١٧٧ )
١٢٦٧- العبد ينبغي أن يكون مجيبا أولا لربه تعالى فيما أمره به ونهاه عنه، وفيما ندبه إليه ودعاه، ثم لعباده فيما أنعم الله عليه بالاقتدار عليه، وفي إسعاد كل سائل بما يسأله إن قدر عليه، وفي لطف الجواب إن عجز عنه، قال الله تعالى :﴿ وأما السائل فلا تنهر ﴾. ( المقصد الأسني : ١٠٦ )